روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت الثامن والثلاثون

رواية تمرد عاشق 2 الجزء الثامن والثلاثون

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة الثامنة والثلاثون

في قانون العشق يقولون…

‏في العشــــــــــق يُلغى المنطق

و يُترك القلب لينطق ..

في العشـــــق ننسى من نكون

نجهل ذاتنا تقف عقولنا مكبّله

أمام جنــــــــــون قلوبنا ..

في العشق كل خطيئه تُغتفر

و كل عيب لا نراه ..

أوليس_العشــــــــق_آعمى !

النظرة لمن نحب كالجرعة المهدئة عندما نصاب بألم الاشتيــــــاق. …

❈-❈-❈

قوس جاسر فمه وهو ينظر لبيجاد بصمت.. خرجت من فمه زفره وهو يهز رأسه

– “موافق “

كطالب مجتهد نال شهادة تكريم خطى بيجاد متحركا وهو يدندن متجها لزوجته.. إلى أن وصل أمام الباب وقام بمهاتفها

خرجت غنى بعد لحظات متجهة إليه.. توقفت أمامه

– فيه حاجة ياحبيبي؟

سحبها من كفيها وتحرك بعيدا عن الأنظار.. خطى إلى أن وصل أمام حمام السباحة

توقفت مرفرفة بأهدابها

– بيجاد واخدني فين.. إنت ناسي عندنا حنة ومش حلوة خالص تجرني كدا

لف خصرها بذراعيه واضعاً جبينه فوق جبينها مطبق الجفنين

– الحفلة دي هتخلص إمتى ياغنى؟

رفع أنامله يتحسس وجنتيها.. ناظرا لرماديتها وصدره يعلو ويهبط ثم همس أمام شفتيها:

– وحشتيني وخايف عليكِ من الصبح وإنتِ قدامي زي الفراشة اللي مبطلتش طيران وجذباني بطريقة جننتني

رفعت كفيها تضم وجنتيه ورفعت قامتها واختطفت قبلة بجانب شفتيه

– وحبيبي وحشني أوي.. لكن مينفعش ياحبيبي أسيب البنات كدا وأجي لك.. عيب يقولوا عليا إيه

حملها بخفة ووضعها على الجدار أمامه لاففا ذراعيه حولها

– وماله ياقلبي.. بس نسرق لحظات كدا يعني أحاول أنسى بعدك

سحبته من عنقه سريعا وانزلت بجبينها

– حبيبي باقي ساعتين بس وارجعلك تمام.. ممكن تنزلني علشان أتأخرت

أقترب يضم وجهها بين كفيها يقتنص قبلته المفضلة لتعيد روحه بطعمها المسكر

ثم حاوط جسدها وأنزلها بخفة

– عايز منك خدمة بما إنك اخت العريس وتوأمه

رفع ذقنها ملمسا خديها بتمهل

– ينفع تاخدي عروسته قبل مايباركلها ياروحي.. دا ظلم حبيبي

❈-❈-❈

رفعت كفيها على وجنتيه

– حبيبي الحنون العاشق اللي بيحب يساعد العاشقين اللي زيه

اطلق ضحكة من بين شفتيه وهو يقهقه على زوجته داعب أنفها ثم تحدث قائلاً:

– فيه حاجه نسيتها كمان ياروحي.. إن حبيبك مابيعملش حاجة لله في لله

ضيقت عيناها وسألته

– تقصد إيه مش فاهمة؟

سحبها متحركا:

– حبيبي تعالي هاتِ مرات اخوكي خليه يباركلها.. الولد شكله هيتجنن عشان يدوق الكريز والصراحة هو معذور

لكزته بجنبه وتحدثت غاضبة

– احترم نفسك يابيحاد.. وإياك عينك اللي هعمهالك دي تتبجح في حد

قبّل جبينها عندما وجد جاسر مقبلا عليهما يخطو بخطواته النارية وهو يطلق شرزا الى بيجاد

– دا إتفاقك معايا.. تمام، خليك فاكر

جذبه بيجاد وهو يغمز لزوجته

– مش قولتلك مجنون وعايز يدوق

دفعته غنى بعيدا وتحركت تسبه ثم اتجهت بنظرها لأخيها

– هجبلك فيروز.. ثم أشارت لبيجاد وتحدثت:

– إياك تسمع كلامه بقولك اهو.. قالتها مغادرة سريعا

على مهلك ياحبيبة بيجاد لتوقعي.. ضربت بقدمها الأرض وهي تصيح بوجهه

– قليل أدب…

بالحديقة.. اتجه الجميع للحفلة التي أقامتها غزل..

كانت الحديقة تزين ببعض الأنارة الخافتة.. ويوجد بها بعض الطاولات.. وهناك القلة الذين ينظمون الأطعمة والمشروبات على الطاولات.. دلف بعض المدعون القرباء للعائلتين من السيدات

على الجانب الأخر

ذهبت فيروز حيث وجود جاسر بالحديقة

كان يقف خلف شجرة ينتظرها بلهفة.. لمعت عيناه عندما وجدها تخطو خطواتها البريئة الهادئة.. كملامحها التي خطفت لب قلبه وعقله

سحبها بقوة عندما وصلت إليه.. حاوطها من خصرها

شهقة قوية خرجت من جوفها جراء صدمتها من فعلته

– جاسر خضتني فيه حد يعمل كدا.. ألقت كلاماتها بملامح مرتجفة وعينين تهتز من نظراته التفحصية لها

– قوليلي اعمل فيكِ إيه.. فيه واحدة في الدنيا تعمل اللي عملتيه الليلة

رفعت نظرها وتسائلت

– قصدك إيه؟ هو أنا عملت حاجة

ضغط على خصرها وبداخله نيران تغلى وتحرق اوردته التي ثارت عليه تطالبه بتذوق كريزيتها المنتفخة

رفع ذقنها وحاوط وجهها بكفيه ينظر لفيروزتها

– بجد مش عارفة عملتي إيه.. يعني معقول متكونيش حاسة بيا.. أنتِ دلوقتي مراتي فاهمة يعني إيه الكلمة دي

أصبح جسدها يرتعش بين يديه.. لأول مرة يكون قريبا منها بهذا الحد.. ارتجفت شفتيها وحاولت الحديث ولكن كأنها هربت من مخارجها الحروف.. ولم تعد تقو على الحديث

نزل برأسه يضعها بحجابها يستنشق رائحتها التي وصلت إلى رئتيه كالمخدر أصاب جسده بالكامل… أحاسيس جديدة عليه ولكن بنكهة السعادة

رفع رأسه ينظر لفيروزتها التي اغلقتهما حينما شعرت بفراشات تغدغد معدتها ولم تقو على فتحهما

– فيروز.. همس بها جاسر بجانب أذنيها

افتح فيروزتي الحلوة عايز أشوف نفسي فيهم حبيبي

انزلت بكفيها وهمهمت

– جاسر لو سمحت مينفعش كدا.. حد يشوفنا.. دنى من شفتيها وهمس امامها

– اللي يشوف يشوف ياقلبي.. نسيتي إنك مراتي دلوقتي ولا إيه

رجعت بجسدها للخلف عندما علمت بما ينوي عليه

– لازم ارجع ياجاسر.. ممكن والدتك تسأل عني لو سمحت متحطنيش في موقف صعب.. لو سمحت

أخرج تنهيدة من جوفه وهو يشير إليها

-خلاص يافيروز ارجعي

اقتربت تحتوي كفيه وتضمهما لقلبها

– متزعلش مني.. شايف قلبي بيدق بأسمك إزاي.. رفعت نفسها وطبعت قبلة على وجنتيه ثم تحركت سريعا

اهتز جسده من فعلتها.. فقد شعر بملمس شفتيها الناعم على خديه.. فماذا سيحدث له لو تذوقها..

ولكن مهلا لا يفصلهما سوى ساعات قليلة

هذا ماحدث نفسه به

عند أوس وياسمينا

كانت ترتدي رداء حريري من اللون الأحمر الناري يبرز جمالها.. ذو فتحة صدر واسعة.. يضيق من عند الصدر.. محدد منحانيتها بحذر ثم ينسدل بإتساع بسيط

دلف للغرفة التي تتجهز بها.. تسمر بوقفته عندما وجدها بتلك الطلة.. تحرك متجها إليها بخطى سلحفية حتى وصل أمامها مباشرة وتحدث

– إيه الجمال دا.. صورها بعينيه.. إلى أن وصل لفتحة صدرها المغرية.. رفع نظره إليها.. وأهتزت نظراته وامنيات كثيرة تضاربه بقوة.. ورغم ذلك أشار إليها متحدثا

– هتنزلي كدا.. رمشت بأهدابها وهي تفرك كفيها ببعضهما.. ثم رفعت زيتونتها وتقابلت بسمرة عينيه

– لا “أنت ازاي تتخيل ممكن أنزل كدا.. حاوطها بذراعيه

– تعرفي كان ايه اللي ممكن يحصل لو دا حصل

رفعت بصرها إليه

– ايه اللي هتعمله أكتر من اللي عملته.. قلبي وخطفته.. وعقلي وسلبته.. ناقص اي تاني… وبعدين دي حفلة نسائية وعلى فكرة فيروز نزلت بشعرها وفستان زيه

ضغط على خصرها بقوة

– ماليش دعوة باي واحدة غير مراتي وبس.. إياكِ اشوف حتى بنت تقرب وتشوفك كدا.. سمعاني، علشان منزعلش من بعض

– على اد ماانت غيور الا انا بعشقك ياأوس

ضمها بقوة وانزل بشفتيه يلتقط ثغرها بقبلة شغوفة جعلت كلا منهما يطالب بالأكثر لولا طرقات الباب التي فصلت حالتهما

حمحم محاولا اخراج صوته وهي ماتزال بأحضانه ثم اردف قائلا:

– ادخل.. دلفت العاملة وهي تنظر للأسفل

الدكتورة بتقول انزلوا للحفلة تحت

أومأ براسه.. ثم اتجه لزوجته

– كملي لبسك حبيبي ومش عايز ولا شعر حتى المحها

هزت رأسها بزفرة غاضبة من غيرته المجنونة.. وجد غضبها على ملامح وجهها الجميل.. رجع خطوة للخلف.. يداعب خصلات شعرها الحريري.. ثم نزل لوجنتيها يلامسها بأنامله.. رفع ذقنها

وطبع قبلة مطولة على شفتيها وتحدث

– ماتبقيش تغضبي قدامي تاني.. الصراحة وقتها ماتلوميش غير نفسك.. قالها ثم خرج سريعا

ابتسمت بخفوت تضع أناملها على شفتيها وشعور السعادة يغمرها.. استدارت للمرآة تنهي زينتها سريعا

بعد قليل دلفا العروسين للحفلة.. أمسكت غنى بيد ياسمينا.. في حين ربى دلفت للحفل وبيدها فيروز.. حقا فقد كانتا جمالهما الساحر يخطف انظار الجميع

قامت البنات بحلقة دائرية حول العروسين.. صدحت الأغاني بالمكان..

أشار جواد لربى

– مامتك فين ياحبيبتي

بحثت بعيناها ولكن تذكرت

– طلعت فوق من شوية

كانت غزل بمرحاضها عندما شعرت بتقلب بمعدتها التي اجزمت على القئ ظلت تخرج بما في جوفها حتى شعرت بإنسحاب أنفاسها.. جلست بأرضية المرحاض.. وقامت بنزع حجابها حينما شعرت بتعرقها

دلف جواد يبحث عنها.. نادى بصوته متجها للمرحاض.. تصنم بوقفته عندما وجدها بتلك الحالة.. أسرع إليها.. حاول على إيقافها ولكن ساقيها لم تساعدها.. انحنى بجسده يضمها لصدره.. متجها لفراشهما.. وضعها على الفراش بهدوء.. كانت قطرات العرق تتصبب بغزارة على جبينها

جلس بجوارها يزيل عرقها بكفيه المرتعشتين… لم يتحدث كأن انفاسه سحبت منه.. ظل صامتا لبعض اللحظات.. ورغم ذلك نظرات معاتبة من عينيه ونظرات الماً من عينيها

دنى من وجهها يضمها لأحضانه ولم يتحدث.. ظل يمسد على ظهرها بهدوء فحالتها لم تدعيه للجدال

– جواد… همست بها غزل

وضع اصبعه على شفتيها

– إشش اهدي.. حاولي ترتاحي وتاخدي نفس.. مش هنتكلم دلوقتي.. المهم ترتاحي دلوقتي

اطبقت على جفنيها

– مينفعش لازم انزل تحت.. الولاد ممكن ياخدو بالهم من غيابي

هب واقفا كالملسوع وصاح بغضب:

– متخلنيش اروح اولع في الحفلة علشان اريحك.. ارتاحي ياغزل.. كفاية اللي أنا فيه متخلنيش اتعصب عليكِ لو سمحتِ

اعتدلت جالسة.. وامسكت كفيه حتى جلس أمامها.. اخذت تتأمل ملامحه الحنونه.. رغم عصبيته ولكنها عنده اغلى الأشياء.. رفعت كفيه وطبعت قبلة حنونة عليهما ثم رفعت بصرها تبتسم إليه

– أنا كويسة.. الدكتورة قالتلي هتحسي بشوية ترجيع ودا عادي في حالتي.. وبعدين متنساش أنا داخلة على سن اليأس يعني هكون متقلبة مزاجية شوية..

اخمدت بركانه الثائر بلمستها الحنونة وكلماتها الرطبة لقلبه.. جذبها لأحضانه ولا يعلم لماذا انزلقت دمعة غائرة من عينيه

حاوطها بذراعيه القويتين.. عانقها بقوة وتحدث بصوته الحنون:

– غزل مش كل شوية هقولك أنا بعشقك أد ايه.. لكن المرادي هقولك مقدرش اعيش واتنفس وأنا حاسس إنك تعبانة

عصرت نفسها بأحضانه وسحبته بقوة كأنه سيتركها

– وأنا كمان بعشقك بجنون ياجود مش لسة هقولك بعد السنين دي كلها.. حبيبي لو سمحت لازم انزل ووعد هقعد على الكرسي ومش هتحرك

أخرجها من أحضانه يضم وجهها بين راحتيه وتحدث بصوتا متحشرج

– زوزو حبيبة قلبي مفيش داعي لنزولك..هي حفلة خاصة بالبنات.. ونغم معاهم تحت لو سمحتِ متوجعيش قلبي عليكِ… لو بتحبي جود بجد

قبلت كتفيه ونظرت برماديتها لمقلتيه تحاور عيونها برجاءً خاص

انا مش بحب جود بس أنا بعشقه وأموت لو متنفستش انفاسه

تنهض بصوتا عال لدرجة إنها لاحظت إرتفاع صدره ثم اتخذ نفسا طويلا.. فهو قليل الحيلة أمام رجائها وعينيها المهلكة لعينيه تترجاه

هز رأسه مغلوباً على أمره ثم احتوى كفيها

– خلي بالك من نفسك لو فعلا بتحبي جود.. اعرفي ان وجودك كويسة جنبي كأنك بتحيي روحي

رفعت كفه مرة أخرى ثم طبعت قبلة مطولة عليهم وهي تربت عليه

– ممكن تساعدني البس حجابي زمان بناتك قلقوا عليا.

أومأ برأسه ثم تحرك ليجلب لها حجابا

بالأسفل بجناح عز أقام الشباب حفلة لتوديع العذوبية

قاموا بتشغيل بعض الموسيقى وجلسوا يضحكون

جلس بيجاد بجوار عز

– ايه الحفلة الباردة دي يلا.. ماتروح تصطلنا حد نسهر عليه

رفع عز جانب وجهه وابتسم بسخرية

– وماله ياخويا نجبلك نجوى الشغالة.. بس مقولتليش المحروس هو اللي هيودع ولا إيه

رمقه بيجاد بنظرة مشمئزة

– واطي واطي.. دا اللي فهمته.. أنا قصدي حمايا العزيز يحلي لنا السهرة ولا عمو صهيب بدل ماهو قاعد حارس بناته كدا… توقف فجأة ثم نهض وهو يتحرك

– لا أنا هجبلكم الأستاذ نفسه

ضيق عز عيناه..

انت اتجننت يابني.. عايز عمو جواد وبابا يحضرو حفلة زي دي

تحرك بيجاد متجها بنظره لجلوس والده مع صهيب.. جذب المقعد بغضب حتى اصدر صوتا ثم جلس ينظر اليهم

– أنا مخنوق وعايز ارقص

رمقه ريان بنظره سريعة

– نعم ياخويا مخنوق وعايز ترقص.. وصل جواد بتلك الأثناء وهو يردف:

– حزمه ياريان خليه يورينا حركاته المغرية

قهقه بيجاد وهو يشير إليه:

– كنت فين ياراجل ياكُبرة إنت.. وليك عليا حلفان آه حياة النعمة.. أنا جتلك مخصوص

حدجه جواد بنظرة مشمئزة وتحدث قائلاً:

– معرفش إزاي كنت اعمى لما وافقت عليك.. ياخي ياريت حد ضربني قلمين وفوقوني أن كان إنت ولا الحلوف التاني

اطلق ريان ضحكات صاخبة على جواد

– عشان تعذرني وتعرف أنا مستحمل أد إيه

توقف بيجاد وهو يجذب جواد ومازال يضحك بصوتا مرتفع:

– بعدين اخليك تربينا انا وعز المهم دلوقتي

تعالى والله الحفلة ماهتحلو غير بيكو.. اتجه بنظره لوالده وصهيب

ياله بدل الملل اللي فوق دا

ثبت ريان نظره على ابنه:

– بلاش ياحبيبي دي سهرة شبابي بينكم.. بلاها مننا.. مد يديه يسحب والده

– هو انت كبرت ياريو ولا إيه.. تعالى نضحك شوية.. اصلي اروح ارقص مع البنات فلموني والله هعملها

ظل ريان يرمقه بنظرات تفحصية ثم همس إليه

– انت بتخطط لأيه يايلآ

عند البنات

جلست غنى تضع الحناء لفيروز

– قوليلي يافيروزة اكتبلك اسم الواد جاسر فين… أنا بقول اكتبه على كتفك

ابتسمت بخجل ثم تحدثت

– ميرسي ياغنى.. أنا هكتب اسمه..

دققت غنى النظر بعيناها

– آه فهمت.. طيب ياختي انتِ حرة كنت عايزة اساعد.. ثم دنت منها

– على فكرة عملتها قبلك.. ونصيحة مني

هتشوفي المرار.. لكن معرفش الصراحة اخويا محترم ولا

لكزتها رُبى التي تجلس بجوارها وتستمع لحديثهما

– اتلمي ياغنى والله لأقول لجوزك مراتك فضحاك في كل حتة

اطلقت غنى ضحكة ساخرة

– دا ياحبيبتي مش مستني أعمله اعلانات في كل حته.. صمتت تنظر لربى ثم شاكستها

– نسيت المعدول جوزك الغالي… ماهو فرعونك خليفته في الوقاحة نسيتي بابا قاله ايه

انتهت الفتيات من رسم الحنة.. ثم اكملوا سهرتهما بالغناء والرقص

عند الشباب

وضعت العاملة المشروبات الباردة أمامهم.. وبدأو يتحدثون عن طفولتهم ويمزحون مع بعضهم البعض وقصص جواد عن المجرمين مع باسم

مر بعض الوقت

اتجه جواد يجلس بجوار ريان ولكن قلبه منشغلا بزوجته.. قاطع شروده ريان

– جواد مقولتش هتكمل المستشفى اللي في اسكندرية ولا هتسبها على كدا

– عز هيواصل ويشوف ناقصها إيه.. أنا سبتله الموضوع دا.. نظر حوله يبحث عنه

– هو راح فين هو بيجاد مش ظاهرين

دار بجميع الاتجاهات ثم توقف يتأفف

– شوف العيال.. قال عايزين يحتفلوا.. معرفش راحو فين

جذبه ريان وهو يضحك عليه

– سبهم ياجواد اكيد بيجاد راح لمراته.. متنساش انها تعبانة

دفع ريان وتحرك وهو يردف بغضب

– قولت لهم هيباتوا عندي وممنوع واحد يقرب منهم

عند بيجاد

وقف أمام المسبح ينتظر زوجته وهو جالسا على المقعد يتناول المثلجات.. وصلت غنى إليه

– بيجاد مالك..؟ منى قالتلي إنك تعبان

سحبها من يديها واجلسها على ساقيه

– عايز احضنك شوية وحشتيني وعارف أن ابوكي القادر دا عايز يخطفك الليلة مع اننا حاولنا أنا وجاسر لكنه رافض خالص

قادر والله حمايا دا

❈-❈-❈

وضعت رأسها على صدره فهي تشعر بتعبا ثم تحدثت قائلة:

– حبيبي معلش عدي الليلة ومتزعلش بابا منك.. حاوطها بذراع ثم بدأ يطعمها من المثلاجات التي بيديه

– شوفي الولد جعفر هيحب الايس كريم ولا لا

ابتسمت له وأردفت:

– جعفر بيحب أي حاجة من باباه اكيد

وضع الكوب أمامه ثم رفع كفيه يضم وجهها

– تعرفي نفسي اشوفك مامي أوي.. هتكوني لذيذة ياعمري

ضمت وجهه هي كذلك ثم تحدثت

– وانت هتكون أحن بابي في الدنيا

دنى وهمس

– عايز ادوق

ابتسمت واجابته:

– انت على طول عايز تدوق

همس بصوتا حنون وهو يشير، على الأيس كريم

– لا عايز ادوق الايس كريم من شفايفك

وماله ياحلوف تعالى ادوقهولك

هبت غنى من على ساقيه عندما

وجدت جواد يقف خلفهما.. خطى جواد وهو يرمق بيجاد بنظرات لو تقتل لقتله في الحين

– لا والله بقى جي وعامل فيها ابو جلمبو وعايزين نفرح ياعمو عشان اصدقك.. وأنا زي الاهبل وافقت..

دنى ينظر إليه ثم اتجه بنظره لأبنته وهمس

– علمناهم السرقة سابقونا على الأبواب يلا

دا أنا صايع قديم.. بتلعب عليا يابيجاد انت والحلوف التاني

اتجه يبحث بعينيه عن عز.. ثم اتجه مرة اخرى لبيجاد

– فين الزفت عز مكنش معاك

رفع حاجبة يتراقص بهما كالأطفال وهو يتحدث

– لا بقولك إيه متعمليش فيها دراكولا وتخوفني عشان اقولك إن عز اخد مراته وهيبات عند البيسين يتخبى منك.. لا فوق ياحمايا دا أنا مصحصح أوي

اطلقت غنى ضحكة صاخبة بالمكان.. رمقها بيجاد بغمزة من عينيه

– إيه ياحبي حبيبك عجبك..

دفعه جواد وهو يصيح بوجهه

– حبك برص واربع ثعباين.. أنا مطلبتش منك ياحلوف منك له تسيبوا البنات قاعدين مع فيروز وياسمين.. حبكت ياخويا الحب.. اللي يسمع يقول الحب ولع في الدرة

اقترب بيجاد ينظر لجواد وأمسك ياقة قميصه ثم نفضه وتحدث

– الحب مش ولع في الدرة ياحمايا.. قلبي اللي ولع من بُعد مراتي عني

دفعه جواد بقوة حتى سقط بالمسبح

– طيب انزل عشان اطفيك ياخويا

اتجه بنظره لغنى التي اسرعت لزوجها

– بيجاد.. صاحت بها غنى

– عارفة لو اتحركتي خطوة كمان وحياة أمك لقعدك لحد ماتولدي عندي.. وشوفي بقى الحلوف دا وقتها هيعمل ايه..

اتجه وجلس كقرفصاء ورمقه بسخرية

– ايه ياحبيبي نار قلبك طفيت

هز بيجاد رأسه حتى تناثرت المياه على وجه جواد الذي نصب عوده ينظر اليه بشماته.. يبقى غير هدومك لتبرد يابيجو.. ولا روح نام في حضن عديلك دفيه

تحرك وهو يجذب ابنته التي تعلقت عيناها بعين زوجها.. توقفت أمام والدها

– بابي لو سمحت.. خليه يدخل يغير هدومه هيبرد

سحبها من رسغها وتحدث

– أنا ماسكه.. لكن وحياتك لوحده.. هو عارف مكان الهدوم كويس ياختي متخافيش عليه.. دا بسبع أرواح
وصل جواد حيث جلوس نغم وغزل

– غزل.. خلي بالك من غنى شكلها تعبان.. إياكِ تتحرك من جنبك

نهضت نغم متجهة إليها

– اقعدي ياغنى كفاية من الصبح وانتِ مفصلتيش يابنتي.. ايه مش عايزة ابنك يجي

كانت نظراتها تراقب مدخل الفيلا علها تجد زوجها.. لمحته اخيرا متجها للداخل… راقبتها نغم

– ماله بيجاد ايه اللي بله كدا؟

حمحمت غنى ثم رفعت بصرها إليها وتحدثت

– بابا!!

ضيقت غزل عيناها ثم التفت لبيجاد الذي دلف للمنزل

– ليه جواد يعمل كدا

ابتسمت غنى بخفوت.. فهمت كلتا من غزل ونغم لما فعل جواد ذلك

ضحكت نغم بصخب

– تصدقي بحب وجودهم مع بعض اوي.. بيفكرني بحمايا الدكتور محمود.. كان بيعمل مع ريان كدا

– هيفضل جواد الغيور.. تعبت معاه كتير من موضوع عز وبيجاد واللي فيه فيه

ربتت نغم على يديها مبتسمة

– هو بيهزر معاهم وفي نفس الوقت غيران على بناته ياستي…

عند عز وربى

فرد عز سجادة على الأرضية بجوار المسبح.. نهضت ربى تنظر إليه

– عز ايه السجادة دي.. وجايباها هنا ليه

مسح على وجهه وهو ينظر إليها بخبث

– عايز أغسلها.. ايه مش هتساعديني

ضيقت عيناها ونظرت مستفهمة

– عز أكيد بتهزر مش كدا

جلس ونظر إليها

– اقعدي يابنت عمي ماتخليش الغباء يظهر دلوقتي.. يعني خطفك من ورا ابوكي.. وسرقت سجادة من الجنايني علشان ايه نغسلها مثلا.. لا ياحبي علشان نرسم عليها الأهرامات

ظلت واقفة تنظر إليه بغموض ثم اردفت

– اوعي يكون اللي فهمته صح.. وناوي نبات عليها

صفق بيديه وهو يضحك

– لا الحمدلله فهمت اخيرا..

هزت رأسها رافضة

– لا ياحبيبي مبعرفش أنا على الأرض.. وبعدين هنستغطى بأيه

ضرب عز على وجنتيه وصرخ

– دا لما افهمها كان أبوها جه.. يارب غباء السنين كله اتجمع عندها الليلة

رفع نظره إليه

– عادي ياقلبي هروح أسرق سجادة من بيت ابوكي واغطيكي بيها واعتبريني مرتبة ونام عليها.. كدا حلو اقتنعتي

قطبت حاجبها وتسائلت

– ازاي هتكون مرتبة ياعز.. وانت رفيع اوي

جذبها بقوة حتى سقطت فوقه… تسطح على الأرضية وهي فوقه وحاوطها بذراعيها ينظر لعيناها

– زي كدا ياحبيبة عز المهم تكوني في حضني.. مش احنا اتفقنا مستحيل تباتي بعيد عن حضني

رفع ذقنها عندما وجد أثار قربه منها واردف بخبث

– ينفع تسيبي حضن عز وتباتي بعيد عنه.. افرض حبيبك برد بالليل مين هيغطيه

– انا هغطيك ياحيلتها

قفزت ربى من فوقه وهي تتمتم

– بابا.. هو بس.. هو

اشار بسبابته: اسكتي ياحنينة.. معرفش العيال دول لاحسين دماغكم ولا إيه

قوس عز فمه ونهض ينظر لعمه

– من الأخر كدا ياعمو مراتي هتبات في حضني.. اقترب جواد منه ورمقه بنظره

– عارف لو سمعت صوتك.. هعمل فيك زي بيجاد

ضيق عيناه وتسائل

– ليه بيجاد فين؟ عملت فيه ايه

دفعه جواد حتى سقط بالمسبح

– كدا ياخويا… قالها جواد وهو يتحرك ساحبا ربى بيديه

وصل جواد بربى.. ووقف يضع يديه بخصره

– يعني طلبت منكم خدمة ومش قادرين تعملوها.. قولت لكم البنت متخلوهاش الليلة دي لوحدها علشان متحسش بالبيتم

انتهت حفلة الحنة التي أعدتها نغم وغزل

غادرت نغم وريان مع أولادهما

عند غزل

دلفت غرفتها وجدت جواد يجلس بالشرفة يتناول قهوته بملامح .. اسرعت إليه

– ايه دا ياجواد بتشرب قهوة الساعة اتنين الصبح

وضع كوب القهوة الخاص به على المنضدة امامه وحاول الخروج من حزنه.. جذبها تجلس بجواره

تنهد بحرقة شديدة:

– جه على بالي حبيبي اشرب قهوة. إيه مش مسموح لجوزك حبيبك ولا إيه

وضعت رأسها على كتفه وأردفت

– جود صحتك ياحبيبي مينفعش تشرب قهوة في الوقت دا.. ولا شكلك ناوي تراقب اجواز بناتك.. حرام حبيبي اللي بتعمله دا

شدد من احتضانها ثم

ازال حجابها ودفن رأسه بعنقها

– لا ناوي اراقب غزالتي الليلة.. رفع رأسه ينظر لوجهها الملائكي ورغم مرور السنوات إلا أنها بنظره طفلته المدللة لقلبه

“وحشتيني أوي يازوزو.. أوي أوي ياعمري

رفع ذقنها ينظر لترانيمه المقدسة

– حاسس بقالي سنين بعد عنك

نهضت ثم جلست على ساقيه تحاوط عنقه

– تعرف أنا نفسي في إيه

ضم وجهها بين راحتيه

– حبيبي يأمر وجوزه عليه التنفيذ

وضعت رأسها بصدره وأردفت:

– نفسي في أجازة أنا وانت وبس ونروح لشاليه بتاع الغردقة.. الشالية دا له ذكريات جميلة أوي بقالنا كتير ماسفرناش هناك.. كل سنة ياشرم يااسكندرية..

وضعت يديها على خديه

– نفسي نرجع ذكرياتنا هناك ياجود.. عايزة أشوف نفسي بعينك هناك.. عايزة اشوف غزل اللي جننت جواد.. فاكر

دنى يلتقط ثغرها بقبلة شغوفة حميمية وهو يحملها متجها لفراشهما.. وضعها بهدوء ومازلت عيناه ترسم ملامحها..

لم يحيد ببصره عنها.. حاوطها بذراعيه:

افتحي عيونك ياغزالتي..

– عايزك تسجلي في مذكرتك.. مفيش راجل في الدنيا ممكن يعشق مراته زي ماجوادك عشق غزالته

عند ريان ونغم

دلف لمرحاضه سريعا.. ظل لدقائق معدودة ثم خرج يبحث عن نغم.. اصطدمت به

لاح على ثغره ابتسامة متلاعبة

– كنتِ فين ياروحي.. وقفت تنظر إليه بذهول

– ايه دا إنت مش قولت هتطلع تنام.. لسة صاحي

رفع حاجبه بسخرية

-نغم ايه شغل الاستعباط بتاعك دا.. هو أنا مصدقت خلصت من ولادك اللي عمالين يذنوا قال إيه عايزين يروحو الكورنيش الساعة اتنين بالليل.. بيحسسوني انهم اطفال عندهم عشر سنين

اقترب بخطواته عندما تراجعت بظهرها للخلف..

– هم فين صحيح مش المفروض يكونوا تحت عند البسين

تحركت من تحت ذراعيه

– روح دور عليهم.. بتلعب عليا وتقولي تعبان ياريان.. وأنا اللي كنت هموت من الرعب.. وسبت بنتك تبات لوحدها وحضرتك مبتفكرش غير في ليلة حمرا

وصل إليها بخطوة واحدة وحملها بخفة متجها لغرفة ابنته يرمقها بتهكم

– طول عمرك نيتك وحشة يانغومة .. وعشان أثبتلك نيتك الوحشة

هنروح نبات مع بنتك.. أنا اتفقت معاها على كدا

عند فيروز

جلست على الفراش بين غنى وربى وهي تحادث جاسر

– قاعدة مع اخواتك.. إنت فين؟

أنا قاعد مع المضروبين عز وبيجاد وجواد ابن عمي

ضيقت نظرها وهي تنظر للهاتفها

مين اللي قاعدة وراكم بعيد دي

استدار ينظر خلفه وجد جنى تجلس بجوار تقى ولكنها لم تشعر بوجوده خلفها

نهض من مكانه وهو يتحدث

– دي جنجون وتقى.. هشوفهم قاعدين للوقت دا ليه.. تصبحي على خير ياحبي

وصل إليهما وجدها تنظر بهاتفها على صورها مع الجميع.. وقف خلفها للحظات.. شعرت به تقى.. أشار لها بسبابته ان تصمت

كانت تتنقل بين الصور بخفة.. ولكنها توقفت عند احدهما.. صورة تجمع بين جواد وجاسر.. حركت اصبعها فكبرت الصورة تنظر إليهما مبتسمة

جذب جاسر الهاتف من يديها وهو ينظر به

– ايه يابنتي بتقارني بين الملك والحاجب ولا إيه

شعرت بصدمة اجتاحت كيانها من وجوده بتلك اللحظة.. حمحمت محاولة اخراج صوتها

– “جاسر ” بتعمل إيه هنا

توقفت تقى تنظر إليهما

– جنى أنا تعبت ويادوب ألحق أنام شوية.. عندنا فرح البرنس اللي جنبك دا بكرة.. ولازم نكون مصحصحين

أومأت برأسها وأجابتها بخفوت

– روحي أنا كمان هقوم.. شكلي نعست كمان

رمقها جاسر مضيقا عيناه

– مالك ياجنى.. من وقت مارجعتي وانتِ بتهربي مني.. انتِ قاعدة لحد دلوقتي ليه إنتِ كويسة

نهضت وهي تنظر في جميع الأتجاهات هروبا من عينيه

– جاسر لو سمحت أنا تعبانة وعايزة أرتاح.. هتديني تليفوني ولا لا.. وصل جواد إليهما وهو يضع يديه بجيب بنطاله

– عز قالي إنك بتدور عليا ياجاسر فيه حاجة؟

وزع نظراته بينهما ثم تحدث متسائلا

– ممكن تفهموني مالكم انتوا الأتنين.. جذب جنى من رسغها عندما تحركت مغادرة

– استني هنا أنا بكلمك.. ايه نسيتي قولتي ايه امبارح ولا هترجعي تقوليلي ولا يهمك

دفعته بوهن وأردفت:

– جاسر لو سمحت بلاش نتكلم في الموضوع دا.. أنا وجواد مننفعش لبعض.. هو وجعني كتيير وقلبي لسة مجروح.. كنت مفكرة هقدر أسامحه لكن اكتشفت أنه وهم

اتجه جواد يرمقها بنظراته

– وانتِ كمان ياجنى.. حسيت إنك كنتِ مسكن مش أكتر

بخطى متعثرة تحركت جنى وهي تبكي بنشيج

– كنت متأكدة يابن عمتي.. أنا شوفت رسايلك كلها ياجواد.. بكرهك على اد مااحترمتك في يوم من الايام.. وعلى فكرة أنا كمان عمري ماحبتك

جحظت اعين جاسر وهو يستمع لكلاهما..

– والله لأندمك ياجواد على كلامك.. اصبر عليا

أسرع خلف جنى التي أسرعت تركض بضع خطوات بلاهدي وتبكي بمرارة لما اصاب قلبها من ذلك الوهم وضياعها بغيبات الجب

جذبة قوية انتهت بها لتصطدم بصدره ودقات عنيفة أصابتها كليا

اخرجها من أحضانه

– ممكن اعرف مالك ياجنى.. مش دا جواد اللي كنتِ زعلانة عشانه.. مش دا اللي خصمتيني علشان انهي مسرحية باباكي

ابعد عني ياجاسر مش عايزة اتكلم.. علشان لو اتكلمت إنت أكتر واحد هتتأذي

رفعت رأسها وتقابلت برماديته وعيناها التي تنذرف عبراتها بغزارة:

– أنا أكبر واحدة غبية وحمارة في الدنيا.. أنا استاهل اللي بيحصل لي

دنت خطوة تنظر لمقلتيه واكملت:

– جاسر إنت غالي عليا أوي فوق ماتتخيل.. علشان كدا بلاش أوجع قلبك.. عيش حياتك واسعد نفسك بحبيبتك

وصل عز الذي رآهما من بعيد.. قطب حاجبه بدهشة وهو يوزع نظراته بينهما

– ايه الوقفة دي.. وازاي تقفوا مع بعض كدا لوحدكم في وقت زي دا

التفت ينظر لأخته بغضب

– شايف مبقاش حد مالي عينك يابنت ابويا واموي. أه هو ابن عمك لكن في حدود وأصول نراعيها

رمقها شرزا وتحدث غاضبا:

– اطلعي اوضتك استنيني أنا جايلك إياكِ تنامي ياجنى زي كل يوم كدا.. عارف إنك بتهربي مني

فتحت نظرها لتعترض.. اشار بعينيه على باب المنزل:

– ولا كلمة على فوق ياله.. قالها صارخا بها

اتجه بنظره لجاسر وسأله

– ينفع تقف معاها كدا في الوقت دا.. انا عارف ومتأكد من اخلاقك لكن مينفعش ياجاسر.. قالها عز وتحرك سريعا

بعد قليل وصل إليها وجدها تجلس حزينة شاردة على فراشها

– جنى ممكن نتكلم

أومأت براسها.. وتحركت بجلوسها تفصح له المكان

ضمها لأحضانه ثم تنهد بحزنا

– سامعك ياجنى.. احكي لأخوكي حبيبتي.. قوليلي ايه اللي وجعك ياقلب أخوكي

تشبثت بقميصه تبكي بنشيج وشهقات مرتفعة تخرج من قلبها قبل جوفها

– عز أنا عايزة أهرب من هنا.. مش عايزة اقعد هنا.. حاسة إني بموت.. لو سمحت ياعز لو بتحبني خدني لمكان محدش يعرفني فيه

ارتعدت مفاصله والرعب يتسلل إليه.. ابتلع ريقه بصعوبة.. وحاول الحديث

متخذا نفسا طويلا

– جنى احكيلي حبيبتي.. مين مزعلك.. لو على موضوع جواد.. انا هقنع بابا متخافيش

خرجت من أحضان اخيها تنظر إليه

– أنا عايزة دكتور نفسي.. ممكن بعد فرح أوس توديني لدكتور نفسي

صمت للحظات يستوعب كلماتها وهمس لنفسه

– فرح أوس

عند حياة وباسم

كان يغفو على ساقيها منذ ان رجعا من حفلة الحنة.. رفعت يديها وهي تنظر إليها

واسمه المحفور داخل كفيها

أمالت برأسها تقبل وجنتيه

– حبيبي قوم علشان ننام في اوضتنا

رفرف بجفنيه محاولا الأستيقاظ..

– هي الساعة كام دلوقتي.. تسائل بها باسم

نظرت لهاتفها وأجابته

– اتنين.. ياله قوم عايزة أرتاح ولا عايزهم يقولوا مراتك وشها مصفر كدا ليه

اعتدل جالسا يجذبها مقبلا وجنتيها

– لا هيقولوا سهرانة مع جوزها طول الليل

جذبت كفيه ووضعته على بطنها

– باسم هيجلنا ولد.. مبروك هتبقى أب قريب

جحظت عيناه رفع نظره لعيناها مره ولبطنها مرة

– إنتِ حامل ياحياة.. قولي والله

دنت وقبلته على شفتيه

– وحياة ربنا حامل وابنك هيشرف بعد سبع شهور ياحبيبي

نهض سريعا وحملها يدور بها ويطلق ضحكات صاخبة

– يالله على أجمل خبر.. لا دا اغلى خبر

نزلني يامجنون.. شكلك هتنزله قبل مايجي

انزلها بهدوء وهو يحاوطها بذراعيه

– بحبك بجنون ياروح بسوم.. رفع كفيها وقبل إسمه الذي يُكتب بالحناء

ربنا يخليكي ليا وتكوني أجمل ام ياحياتي

❈-❈-❈

جاء اليوم الموعود.. يوم جمع القلوب قبل الأجساد.. ذهبت الفتيات للفندق الذي سيقام به حفل الزفاف

توقف بيجاد بساحة الفندق وتحدث

– مش عايز ميكب اوفر.. الفستان اللي جبته ياغنى اللي هيتلبس.. واياكِ ألمحك بتضحكِ مع أي حد

ادارت وجهه إليها

– هتفضل مكشر كدا.. طيب اضحك علشان مزعلش.. والله بحبك بحبك بحبك.. صدقت بقى

دنى منها ثم طبع قبلة على جبينها

– مقدرش أزعل منك ياقلبي.. انزلي علشان متتأخريش

قبلته على خديه ثم ترجلت متوجهه لربى التي كانت تنتظرها بجوار فيروز التي وصلت مع جاسر

اتى المساء سريعا على العروسين

دلف ريان لأبنته

كانت تقف بفستانها الأبيض الجميل الذي جعلها كالملاك.. واظهر جمالها السخي.. كان مصنوعا من التل وعليه فراشات بيضاء مطرزة باللؤلؤ.. مثل طرحته التي يزينها اللؤلؤ من رأسها لكاحلها.. وحجابا شفاف لوجهها اضاف لمسة سحر وجمال إليها.. نعم فجمالها جمال فريد من نوعه

دلف يخطو وهو يقرأ الموعذتين بسره.. وصل إليها ثم ضم وجهها بين راحتيه يدمغها بقبلة مطولة على جبينها

– ألف مبروك ياجميلتي

ابتسمت بخجل ثم نظرت للأسفل

– “الله يبارك فيكِ يابابابي”

سحبها من كفيها وأجلسها على المقعد وجلس أمامها

– تعرفي حاسس بإيه دلوقتى

رفعت بصرها لوالدها وترقرقت عبراتها

انتظرت حديثه

– حاسس انهم بيسحبوا روحي مني.. إنت ملكة قلبي.. روحي وحياتي.. بنتي الطفلة اللي كبرت وبقت عروسة تخطف القلوب

تنهد بصوتا مرتفع وهو يضم كفيها بين راحتيه

– طيب ازاي هرجع البيت من غيرك ياياسمينا.. ازاي هقدر أعيش وانتِ بعيد عن بابي ياحبيبة قلب بابي

رفعت كفيه ثم قبلته وانزرفت عبراتها

– بابي لو سمحت متوجعش قلبي أكتر ماهو موجوع.. أنا مستعدة أرجع معاك ومتجوزش عشان مشفش نظرة الحزن دي في عينك

جذبها لأحضانه وبكى بشهقة لأول مرة منذ وفاة والده.. بكى ريان على فراق ابنته مدللته الغالية.. بكت كذلك على بكاء والدها ظلا يحضتنان بعضهما كأنهما يودعان اشياقهما

دلفت نغم وذُهلت مما رأته اتجهت سريعا لريان

– لما انت تعمل كدا مستني مني إيه.. ينفع كدا.. تبوظ الميكب بتاعها

مسحت دموع ابنتها ونظرت إليها بإنبهار

– اللهم صلي على النبي.. ايه الجمال والحلاوة دي ياياسو.. كدا هتخليني اغير رأيي واطلع لأوس وأقوله معندناش بنات احنا عندنا ملكة متوجة

ضمها ريان واجابها:

– ماهي ملكة متوجة.. دي ملكة باباها..

نهضت نغم واقفة وتحدثت

– طيب ياباباها قوم علشان تنزل ملكتك.. زمان جوزها على نار تحت

على الجهة الأخرى

كانت فيروز تضع آخر لمساتها من حجابها الذي لا يقل جمالا وإبداع حيث جعلها اميرة خيالية من الأساطير الأغريقيه.. دلفت غزل إليها تبتسم بسعادة مردفة

– ماشاء الله حبيبتي.. الله اكبر.. والله خايفة على الواد جاسر من جمالك دا

امسكت كفيها تديرها حول نفسها

– لا كدا بقولك اتغري بنفسك وخليه يلف حوالين نفسه.. ضحكت غنى التي كانت تجاور فيروز ثم تحدثت:

– إيه رأيك يامامي أنا اللي ساعدت الميكب ارتست.. انفع والله افتح صالون تجميل

ربتت غزل على ظهرها

– قومي بالسلامة الأول حبيبتي.. ونصيحة مني إياكِ تقولي كدا قدام باباكي كدا.. هيتبرى منك.. قاطعهم دخول رُبى

دلفت وهي تفرك بكفيها.. توزع نظراتها بينهم.. دنت منها غزل

– مالك ياروبي فيه حاجة ياقلبي

رفعت بصرها لفيروز.. ثم اتجهت بنظرها للباب دلفت سحر والدة فيروز

– مامت فيروز عايزة تباركلها

صدمة اهتزت على اثرها فيروز وهي تنظر لوالدتها التي دلفت بزيها الأنيق.. تنظر لأبنتها وعبراتها تسقط على وجنتيها

– معقول يافيروز عايزة تتجوزي من غير ماما ماتبركلك.. ينفع كدا ياحبيبتي.. دا أخرة جزاتي.. دا اللي استحقه.. اتجهت سحر والدة فيروز تنظر لغزل

– هو فيه ام ممكن تكره بنتها!!

تنهدت فيروز تنهدات متقطعة وأصوات مستنكرة خرجت من جوفها من هول ماوقع على مسامعها.. فصارت تهز رأسها بالنفي

– أنا جتلك وطلبت منك تحضري خطوبتي فاكرة قولتي إيه.. أخرجت نفساً مطولا ثم زفرته دفعة واحدة:

– قولتِ لي بنتي ماتت.. وأنا مهمكيش.. جاية عايزة إيه دلوقتي

ربتت غزل على كف فيروز

– حبيبتي دي مامتك وحست بغلطها وجاية تباركلك.. ممكن تنسي كل الزعل منها دلوقتي وخليها تباركلك.. ياله حبيبتي عشان مستنينا تحت..

اتجهت غزل بنظراتها لغنى وربى

– تعالوا يابنات نستنا برة شوية

خرجت غزل وهي تنظر لفيروز.. احنا برة لما تخلصي نادينا.. توقفت بالخارج ثم أمسكت الهاتف وهاتفت زوجها

– جواد مامت فيروز جت وهي معاها جوا

اشعلت كلمات غزل غضب جواد.. هب واقفا ينظر لصهيب

– هطلع انزل العروسة.. قابل المعازيم… قالها وتحرك سريعا.. وصل أمام غرفتها

– ايه اللي جابها؟

توقفت غزل أمامه

– جواد أي اللي بتقوله دا.. دي امها ومهما كان لازم تكون موجودة

ظل يزرع المكان ذهابا وايابا وهو يردد ربنا يستر.. الست دي لو عملت حاجه العواقب على جاسر مش هتكون كويسة ابداً

ربتت على كتفه وحاولت من تهدئته

– إن شاء الله مش هيحصل حاجة.. هي شكلها ندمانة

قوس فمه بسخريه

– دي تندم.. اسكتي ياغزل متعرفيش النوعية دي.. اهو دا اللي كنت خايف منه.. وبكرة كل شوية تنط للولد وهتخلي عيشته مرار

فجأة صعد احدهما ينظر لجواد مبتسماً بسخرية

– طبعا حضرتك عارف إني أولى واحد اسلم فيروز لعريسها ولا إيه ياحضرة اللوا

ثار جواد وهو يلكمه بوجهه..

– أنت ازاي دخلت هنا ياحقير.. وقفت غزل بينهما جواد لو سمحت مينفعش كدا.. هنا خرج ريان الذي استمع لصيحات بالخارج

– فيه إيه ياجواد؟

ضغط جواد على قبضته بقوة حتى ابيضت مفاصله.. عندما شعر بنيران الندم تتوغل داخله.. فجأة احس بإنقباض شديد في قلبه يكاد يمزقه من الألم على دلوف ابنه ذلك العالم

اتجه للاسفل سريعا دون اي كلمة..

اخذت غزل نفسا عميقا قبل أن تقول بنبرة مرتعشة تنظر لريان

– دا ابن عم فيروز.. ووالدتها جوا

هز ريان رأسه متفهما وهو يرمق اسامة بنظرات تفحصية.. ثم اتجه لغزل

– أنا هنزل بياسمينا. أومأت برأسها بالموافقة..

بالداخل

ضمت سحر وجهه ابنتها وهي تنظر إليها

– طالعة تاخدي العقل ياروزة.. ايه الجمال دا حبيبتي.. شوفتي نصايح ماما وقعتك في ظابط حليوة إزاي.. ومش اي ظابط دا ابن الألفي بذات نفسه

رعشة قوية أصابت فيروز من نظرات والدتها التي اشعرتها بوجود خطب ما

حاولت التماسك رغم اشمئزازها من كلمات والدتها ولكن لم تقو عندما قالت

– جمالك يسويه على نار هادية برافو عليكي قدرتي تعملي اللي محدش فينا قدر عليه

نزعت نفسها وتراجعت للخلف

– حضرتك جاية عايزة إيه ياماما؟

جلست سحر تضع ساقا فوق الأخرى وأردفت

– ولا اي حاجة.. أنا جاية أبارك لبنتي حبيبة قلبي.. نهضت متجه للباب عندما استمعوا لصوت الموسيقى بالأسفل تدل على نزول العروس… أشارت لأسامة

– تعالى يااسامة علشان تسلم بنت عمك لجوزها

جحظت أعين فيروز عندما وجدت اسامة يدلف بإبتسامة تهكمية وهو يقترب منها

– مبروك يامراتي القديمة ومراته الجديدة

دنى وهمس كفحيح أفعى:

– اللعبة مخلصتش يافيروز.. اللعبة ابتدت

صاعقة أصابت جسدها بالكامل.. وألماً بقلبها وكأن احدهم هوى فوق قلبها بعصا حديدية فشعرت بألما حاد يصيبها بقوة

دفعت غزل الباب وتحدثت بحدة

– ياله يافيروز.. أتأخرتي، ياسمينا بقالها فترة تحت

اقترب أسامه يرمقها بسخرية عندما وجد حالتها بتلك الطريقة.. ابتسم بفخر فهو أوصلها للحالة التي نجح في التخطيط للوصول إليها

دفعته بقوة ورمقته بحدة

– إياك تلمسني ياحيوان.. رفعت بصرها لوالدتها

– عايزين مني ايه.. أنا اتجوزت وبقيت مسؤلة من راجل.. قالتها متجهة لغزل وأردفت متسائلة

– فين عمو جواد ياماما غزل.. مش هو اللي مفروض يجي.. قاطعهم دلوف باسم كالثور الهائج ركل أسامة بمعدته.. ثم رفعه بيد واحدة وهبط به للأرضية حتى شعر بتكسر عظامه ثم صاح بغضب مزمجرا ينظر لسحر

– سمعوني كدا.. جايين ليه ياختي.. هز رأسه وهو يدور حولها حتى ارعبها

– جاية عشان تباركي لبنتك

جذبها بقوة من ذراعها ودفعها بقوة على غزل التي وقفت مذهولة مما يصير

– خديها يادكتورة ارميها على ازبل تربيزة بس معتقدش أن عندنا ذبالة.. ملحوقة

أشار بسبابته

– عيني عليكِ.. انتِ ونص الراجل دا.. دا حتى مفهوش أي رجولة.. وانتوا فاهمين كلامي كويس.

توقفت غزل وانسدلت عبراتها

– باسم لو سمحت ممكن تهدى.. الولد فرحه هيبوز.. نظرت سحر لحالة غزل بشماتة

– عشان تفكروا صح قبل ماتعرفوا بتلعبوا مع مين يادكتورة

وصل بيجاد عندما تأخرت العروس.. وجد الباب مفتوحا دلف ينظر في الوجوه

– ايه ياجماعة بقالنا فترة تحت.. قلقنا

رفع نظره لفيروز

– تعالي يافيروز أنا هنزلك

نهض اسامة ينظر إليه بغضب

– وأنت مين ان شاء الله.. رفع بيجاد نظره لباسم

– هو إيه اللي بيحصل بالظبط

جذبه باسم من ياقة بدلته ثم دفعه على سحر

– خدي الزبالة دي وأمشوا من هنا

بكت فيروز بنشيج

– كفاية لو سمحتم.. هو أنا ايه مش مكتوب عليا افرح ابدا

اتجهت بنظرها لوالدتها وتحدثت بصوتا باكي

– لو فعلا حسيتي في يوم من الأيام إني بنتك ويهمك امرها سبيني افرح

وقف باسم بالمنتصف وأشار بسبابته

– احمدوا ربنا انكم في الفرح.. ودا اللي شفعلكم عندي.. قالها واتجه لغزل بأنظاره

– ظبطي مكياجها يادكتورة.. مفيش وقت

ثم دفع اسامة على بيجاد..

الولد دا عايزك تعلم عليه..

رمقه بيجاد وهو يتسائل بنظراته

– مش فاهم.. هو عمل إيه

حك باسم ذقنه ونظر لبيجاد

– مش راجل وجاي عامل راجل

دفعه بيجاد للخارج…طيب نشوفه بس حاليا مشغولين

رمق باسم سحر بنظرات سخرية

– وانتِ عيني عليكِ اقسم بالله اي غلط هاخد روحك وانتوا عندكم روحين ليا

خرجت بعد دقائق معدودة فيروز بجوار غزل.. كان ينتظرها باسم ويكاد نيران جحيمه تحرق الأخضر واليابس

وقفت فيروز أمامه وغلالة من العبرات محتجرة بعينيها

رفع باسم ذقنها بإبهامه

– إنسي كل اللي سمعتيه وشوفتيه متخافيش إحنا وراكي.. اتجهت بأنظارها تبحث عن جواد ثم تحدثت بصوتا متحشرج:

– ماهو واضح ياعمو باسم.. باين انكم وراي

زفر بيجاد بقوة متجها لزوجته التي لم تنقطع عبراتها.. حاوط خصرها وهبط بها للاسفل وتحدث غاضبا:

– ممكن اعرف بتعيطي ليه دلوقتي ياغنى

أعصابي تلفت لو سمحتِ متخوفنيش عليكِ

رفعت نظرها وتلاقت بعينيه

– جاسر صعبان عليا أوي يابيجاد.. ياربي دون عن البنات كلها محبش غير بنت مجرمين

زفرة خافتة خرجت من فمه وهو يمسح على وجهه ينظر لباسم الذي حاوط ذراع فيروز متجها للأسفل

ضم غنى لأحضانه وهو يربت على ظهرها

– حبيبتي دا نصيب منقدرش نتكلم فيه.. ممكن تبطلي عياط عشان رُبى جاية علينا اهو.. مش عايزين نحسس جاسر بحاجه.. هو اصلا تحت مولع لوحده.. فبلاش نقلبها نكد.. عايزين فرح يابنات فرح وبس.. قالها بيجاد وهو ينظر لربى وغنى

❈-❈-❈

وصل باسم بفيروز للأسفل وهو ينظر بندما لجواد الذي يقف بجوار جاسر وملامحه يكسوه الحزن والوجع بآن واحد

وصلت فيروز لجاسر الذي وقف مستعدا بحلته الأنيقة يحمل باقة من الورود البيضاء معطرة بأنفاس حبه للقاء محبوبته.. اقترب باسم يقف أمامه وهو يزفر بغضب كأن الكلمات هربت من فمه ولم يعد يعرفها

رفع كفيه يشير إلى فيروز وتحدث بعد صمت دام للحظات

– حبوا بعض وخافوا على بعض.. متبصوش وراكم ابدا خلوا قوة الحب اللي بينكم هي سعادتكم.. أنا مش هوصي حد فيكم على التاني.. انا هقولكم بقلوبكم هتقدروا تجتازوا المحن

هز جاسر رأسه ونظر إليها نظرة ارعشت جسدها بنبض قلبيهما.. فتحدث وهو يحاوطها

– وانا بوعدك ياعمو هحبها كحبيب غائب مفتقد وطنه.. وهخاف عليها كخوف الأم على رضيعها..

ابتسمت فيروز بحبور.. تنظر بسحر وهيام وصمت فكانت مأخوذة بطلته الأنيقة التي أنستها ما صار منذ لحظات ثم أردفت

– وأنا هحبك كحب رسولنا للسيدة عائشة وهخاف عليك كخوف رسولنا على السيدة فاطمة الزهراء

هنا فقط ابتسم جواد وحمد ربه.. دنى جواد يقبل جبينها واردف متأسفا

– ربنا يسعدكم يابنتي يارب.. ثم اتجه لولده

– عيش السعادة ياحبيبي ومتفكرش غير فيما يرضي الله

دنى جاسر اخيرا من زوجته وطبع قبلة على جبينها بقبلة بنبضه والسعاده تغلف روحه ثم همس

– مبروك يافيروزة قلبي

على الجانب الآخر يقف أوس بجوار ريان

فاردف:

عمو ريان ايه الدور مجاش عليا.. على فكرة دا ظلم علشان عروستي اللي جت في الأول

ضحك الجميع على كلماته

اتجه جواد وهو يضرب كفيه ببعضهما

– اسكت ياعريس الغفلة.. متنساش انه الكبير..

وقف ريان بمقابلة أوس

– أنا مش هتكلم كتير.. أنا هقولك.. دي أمانة عندك حافظ عليها زي مارسولنا وصانا بالمؤنساتِ.. فهي مؤنستي وحبيبتي وجنتي.. فحافظ عليهم جميعا

ضمه اوس بقوة وأجابه

– ورمانة ميزاني لجنتي ياعمو.. ووعد مني هحافظ عليها بنور عيني.. ودقات قلبي

اقترب من ياسمينا ورفع جحابها الذي يغطي وجهها.. فظهرت هالته الجميلة.. لؤلؤة قلبه.. ورمانة ميزانه

دنى يمضغها بقبلة مطولة على جبينها

– دمتي زوجتي وحبيبتي وقرة عيني ياياسمينة حياتي

شعرت بتدفقات تتوغل داخلها من فرط السعادة وأنفاسها التي حاوطت روحها لتشعرها بلأمان فهمست اليه

-“بحبك أوسي”

ضغط على كفيها وهمس إليها

– كلمة بحبك قليلة على مااشعر به ياحياة اوس

خرجت كل عروس تطوق ذراع زوجها لساحة الزفاف

على أنغام موسيقى تشبه نبضات القلوب.. تحرك العروسين في بهو كبير يربط مقدمة القاعة بمكان جلوسهم.. كان على الجانبين يوجد الراقصين المنتشرين كحبة ألماس ويخرج الدخان متصاعد حول العروسين

حقا فكأن زفافهما زفاف ملكيا

وصل لمكانهما المخصص.. اتجه كلا عريسا ينظر لعروسه كما حثهما منظم الحفل

رفع جاسر عينيه السعيدة لفيروزته.. فكانت جميلة حد الفتنة.. دنى برأسه وهمس إليها:

– عارفة لو مخلصوش الفرح دا بسرعة ممكن يمسكوني بعمل فاضح

ابتسمت بخجل ورمقته بعيناها العاشقة

“بحبك وربنا يديمك نعمة في حياتي”

تحرك دون حديث فما يشعر به لا يقو على فتح فمه حتى لو كلمة واحدة…وصل لرقصتهم الأولى.. وفعل اوس مافعله جاسر.. توقفا يحاوطا خصرهما بذراع وبالأخر أمسكا كفيهما يضعهما على موضع نبضهما.. اسنتدتا رأسهما على كتفهما.. وخفت الأضاءة حولهما… إلا من نقطة وقوفهما.. صدحت الموسيقى الرومانسية لرقصتهما

دنى أوس من ياسمنته وتحدث

– أخيرا هاخدك في حضني الليلة.. اخيرا حلمي اللي حلمته سنين هيتحقق

أصابتها رعشة خفيفة من قرب انفاسه ونبضاته التي أحست بها.. رفعت رأسها ثم تشابكت نظراته العاشقة بعيناها الزيتونية فأردفت

– أوس.. أنا يدوب قادرة أقف على رجلي ممكن اقع بين رجليك دلوقتي

أمال برأسه يستنشق رائحتها ثم تنهد بعشقا

– عايزة توقعي وانتِ بين ايد حبيبك ياروح حبيبك

عند جاسر وفيروز

دنى يهمس إليها.. بقولك يافيروزتي لو عايز اخطفك دلوقتى.. قوليلي خطة

ابتسمت بخفوت ودقات قلبها ترفرف كالفراشة من تلميحاته وعشقه الظاهر بعينيه.. رفعت ذراعيها تعانقه

– جاسر عايزك تحبني على طول اوعى تيجي في يوم وحبك يقل حبيب عمري وحظي الحلو من الدنيا..

رمقها بنظرة عاشقة يتمالك نفسه بألا يقترب منها ويلثم ثغرها ليتذوق حلاوة طعمه.. وحدث حاله

– تُرى كيف سيكون طعمه.. ظل يناظرها وفجأة حملها بخفة وبدأ يدور بها وابتسامة خرجت من قلبه وكلمة بمعنى واحدا وهو العشق خرج من جوفه

“بحبك.. بحبك.. بحبك”

صفق الجميع على نظرات العشق بين العروسين.. انتهت الرقصة الخاصة بهما.. وبدأ شباب العائلة يقتربون منهما ويرقصون ويحتفلون بسعادتهما

بنهاية القاعة كان يجلس مالك بجوارها على الطاولة… يهمس إليها

– طالعة تاخدي القلب والعقل ياتقى

نزلت بوجهها للأسفل وتوردت وجنتيها

– مالك لو سمحت قوم من هنا.. قعدتك معانا مش كويسة

وضع يديه على الطاولة وهو يرمق جنى الحاضر الغائب بجلوسها

– مالها؟

هزت كتفها ودنت إليه

– معرفش.. طنط نهى بتقول تعبانة

اقتربت غنى تجلس بجوارهما توزع نظراتها بينهما

– مالك قاعد كدا ليه ماتروح ترقص مع الشباب

نظر مالك لساحة الرقص وتحدث

– ماليش أنا في الرقص الشعبي دا.. ضحكت غنى وهي تنظر لتقى وجنى

– يابني دا فرح.. مباح فيه كل حاجة.. حتى مباح فيه تنفرد ببنات عمي وعمال تعاكس.. واخدة بالي أنا

رفع نظره يرمقها بنظرات مذهولة ثم أشار على نفسه

– أنا ياغنى.. أنا بعاكس.. طيب وحياة النعمه جوزك لو شافك جنبي ماهيحصل طيب.. يالا بقى هويني

ضربت كفيها ببعضهما ورجعت تهمس له

– طيب اللي يزبطلك الجو تعمله إيه

حك ذقنه وهو ينظر لتقى التي كانت منشغلة بحديثها مع جنى

– اللي تطلبيه يامرات اخويا.. توقفت متجهة لبيجاد الذي لمحهاوتحدثت

– هقولك بعدين.. قالتها وتحركت بعيدا عنه

نظر بيجاد إليها ثم رجع بنظره لمالك

– كنتِ عايزة ايه من مالك

هزت رأسها بالنفي وامسكت كفيه وسحبته بعيدا

– مفيش حبيبي.. عايزة ارقص.. ممكن ماتبعدش عني عشان نرقص مع بعض

سحبها سريعا لمكانا هادئ بعيدا عن الأنظار

وضم وجهها بين كفيه يلتقط ثغرها بقبلة سحبت أنفاسهما.. فصل قبلته وصدره يعلو ويهبط

– من وقت ماشفتك بالجمال دا وكنت عايز أعمل كدا

وضعت رأسها على صدره تحاول أن تسيطر على نفسها بعد قبلته تلك.. وهمست

– حرام عليك يابيجاد والله.. اللي يشوفنا يقول إيه غير إنهم مش محترمين

رفع ذقنها وتحدث بصوتا متحشرج من حالة عشقه الذي سيطرت عليه

– هقولهم محروم من مراتي بقالي تلات شهور ونص.. لكزته بصدره

– اتلم يابيجاد مبتفكرش غير في كدا

دنى يهمس إليها ونظر لمقلتيها

– طيب حبيبك ماوحشكيش ياقاسية

حاوطت خصره بذراعيها.. تتمسح به كقطة أليفة وهي تهمس

– اوي اوي حبيبي..

طيب تعالي معايا.. توقفت تنظر اليه بذهول

– هنسيب الفرح!! ونروح فين!!

هزودي عشقي لحبيبي الأبدي

نزعت كفيها واسرعت للداخل وهي تطلق ضحكات صاخبة

– وحياة ربنا مجنون

عند ريان وجواد

توقف جواد بجوار ريان وهو ينظر للشباب الذين يتراقصون وهما يرفعون جاسر وأوس بينهم وينشدون بلسانهم خلف الأغنية “سطلانة”

– العيال دي بتغني بتقول ايه… قالها جواد مستغربا

نظر ريان إليهم ثم رجع بنظره لجواد:

– بيقولوا سطلانة.. ايه ياابو الجود.. انت مش أهلاوي ولا ايه.. قالها غامزا بعينيه

ضرب جواد على كتف ريان ورمقه بتهكم

– لا يااخويا انا زمهلاوي

قهقه ريان وهو يرمقه

– ماهو باين ياحضرة اللوا.. انتهت رقصة الشباب.. بحث جواد بعينيه على صهيب الذي كان يجلس صامتا على غير عادته بجوار غزل ونهى ومليكة.. اتجه بنظره لأبنه والسعادة تغمر وجهه وهو ينظر لعروسه.. تنهد بحزن وشعر بأنين يمزق قلبه حينما وجد جنى تتساقط دموعها بصمت قاتل

قاطع شروده ريان عندما أشار لأحدهما

– مين دا ياريان اللي بيسلم على جاسر

اتجه جواد بنظره للذي يشير إليه ريان فابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه وأردف ساخرا

– دا الضحية الجديدة للي هتلففه على الجروبات كلها وهو يستنجد

ضيق ريان عيناه وتسائل:

– بتكلم نفسك ياجواد.. اتجه ينظر إليه وأجابه

– دا راكان البنداري.. صديق لجاسر.. وكيل نيابة.. واللي جنبه دي مراته لسة متجوز من يومين..

❈-❈-❈

– متجوز من يومين وجاي الفرح.. وبعدين شكله أكبر من جاسر.. قالها ريان ثم توقف يرمق جواد

-وايه راكان دا كمان.. اسماء غريبة

قهقه جواد وهو يرمقه ساخرا

– اسم الله عليك ياريو باشا… دا أنا اول ماسمعت اسمك استغربته

دفعه ريان متهكما

– لا والله وانت بقى ياابو الفوارس اللي يسمعك يقول كنت أحمد وأنا حولتك لجواد

ضحكا الأثنين ثم تسائل ريان

– مقولتليش.. راكان دا لسة متجوز وجاي ازاي الفرح كان من يومين

اتجه جواد واجابه

– مشاكل ياحبيبي بكرة تعرفها

– دا شكلك عرفت مضمون حياته.. هذا ماقاله ريان

رفع جواد حاجبه بسخرية

– انت اهبل يابني… دا صديق ابني يعني لازم اجيب تاريخ ولادته

قطب ريان مابين جبينه وتسائل

– وتاريخ ميلاده ايه ياترى.. ماتقوله لي علشان ابعتله هدية في عيد ميلاده

اطلق جواد ضحكة صاخبة على اثرها وصل صهيب إليهما

– مالكم بتتخانقوا على ايه.. قالها صهيب

ربت جواد على كتفه وتحدث:

– كنت بعرف ريان على ضحية سيلا الجديدة.. بقوله تاريخ ميلاده كلنا هنعرفه قريب ان شاء الله وربنا معاه ومعانا

ضحكة صاخبة خرجت من جوف صهيب وهو يشير لريان

– لا ماهو اول ضحية اكيد عرف العنوان

قاطعهم وصول منظم الحفل ينظر لجواد

– حضرتك جاهز يافندم الاغنية اللي حضرتك طلبتها

اتجه جواد بنظره لصهيب وريان.. جاهزين

دلفو للحفل

وتماسك الأصحاب بذراعيهما وهما يتحركون مع الموسيقى يلتفون حول بعضهم البعض

ومع دقة الأيقاع رقصوا كما لم يرقصوا من قبل يشدون بعضهم ليتقاسموا الحركة بالحركة والنظرات فيما بينهم… انضم حازم وسيف إليهم واكتمل النصف الغائب

وصدحت الأغنية بالمكان.. وتوقف الشباب ينظرون لأبائهم وهم يتراقصون فالتفوا حولهم وهم يرددون

لو جبنا سيرة الجدعنة إسمك لازم يتقال صحبى الى بية بفتخر من يوم ماكنا عيال مهما الايام تتعبه عمره مابص شمال فى الشدة راجل جدع واقف كما الابطال

والدنيا مهما اديته ميغيروش المال لاعمره منى اشتكى وعمر قلبه ماشال

تشرف اى حد علشان راجل بجد لو وسط النار تسد عمرك ماتجيب وراى

تكبر من الى منك جدع من صغر سنك مقدرش استغنى عنك حبيبى وربنا

بحبك ياصاحبى من اوانا لسة بحبى وانا مسنود عليك اخويا وحبيبى فى الاوجاع طبيبى

حلو حياتى بيه

توب الرجولة معمول عمولة على قد جسمك لو غبت حتى فى اى حتة كفاية اسمك

توب الرجولة معمول عمولة على قد جسمك لو غبت حتى فى أى حتة كفاية إسمك

لو غبت حتى فى أى حتة كفاية اسمك

بحبك ياصاحبى من اوانا لسة بحبى وانا مسنود عليك اخويا وحبيبى فى الاوجاع طبيبى

حلو حياتى بيه

يميل عليا الزمن ايدك بترفعنى تحب من غير تمن عمرك مابتبعنى

انتهت الأغنية مع احتضانهم لبعضهم البعض ثم تحركوا للخارج

اتجهت نغم لريان تنظر إليه بذهول مردفة بسعادة:

– من وقت فرح عمر أول مرة اشوفك بترقص كدا

حاوط خصرها وتحدث

– أنا وجواد خططنا نعمل فقرة رقص خاصة بينا

ربتت على ذراعيه مبتسمة

– كنت تاخد العقل حبيبي.. حسيتك ابن العشرين

رفع حاجبه بسخرية مردفا

– هخليكِ تعرفي إني لسة شباب يانغمتي ومش بالكلام بس ياروحي.. دنى هامسا

بالافعال استعدي ياعروسة لفرحك الليلة

لكمته بصدره وهي تنظر حولها بخجل

– ريان اتجننت إنت عارف إحنا اتجوزنا كام مرة.. حك ذقنه واصطنع التفكير

– تلات مرات بس ياروحي.. وربنا اجاز في كتابه العزيز اننا نتجوز اربع مرات

عند غنى وبيجاد

– بيجاد الكل بيرقص تعالى نرقص زيهم

تحرك عندما استمع لرنين هاتفه

– حبيبي اهدي مستني مكالمة مهمة

ضربت قدمها بالأرض.. ثم لمحت مالك يجلس يصافح هاتفه.. اتجهت اليه

– مالك أنا زهقانة ماتيجي ترقص معايا

وضع هاتفه على الطاولة

– نعم ياختي عايزة بيجاد يبيتني في المستشفى

زفرت ثم رفعت بصرها لتقى وتحدثت بخبث

-طيب افتكر أنا طلبت منك وأنت رفضت

سحب نفسا ثم طرده ونهض يبسط يديه أمامها

– تعالي وامري لله.. ربنا يرحمك يامالك كنت اجدع شاب بالعيلة وأفشلها

قهقهت عليه ثم تحركت متجهة لحلبة الرقص… انهى بيجاد مكالمته واتجه بيحث عنها بعينيه وجدها ترقص مع مالك.. أشعلت النيران بأوردته وأحرقت صدره عندما وجد اخيه يضم خصرها وينظر لعيناها يحادثها وهي تبتسم بسعادة وكأن حديثه راق لها

اتجه سريعا إليها.. وقف بجوارهما وهو يكز على شفتيه حتى لا يلكم اخيه ويسقط صف اسنانه البيضاء التي تظهر للجميع

جذبها بهدوء يحاوط خصرها ورسم ابتسامة أمام الجميع

– حبيبي اللي بيكسر كلام جوزه.. انتظري عقاب جوزك ياحبي

عند ربى وعز

جلس عز يحاوطها بذراعيه وهو يشاهد الجميع بساحة الرقص.. دنى منها

– روبي مالك حبيبي.. مزاجك مش حلو ليه

مسحت على وجهها وهي تنظر لجنى بحزن

– مش ملاحظ حالة جنى وجواد.. حاسة الموضوع كبير أوي لدرجة أن جواد بعيد عنها حتى مش مدلها أهتمام خالص

زفر عز وهو يمسح على وجهه

– جنى تعباني أنا شخصيا.. مش عارف هي عايزة ايه بالظبط

ربتت على كفيه وتحدثت:

– قرب منها ياعز بجد أنا حزينة عليها.. مفيش غير الدموع بعينها

بعد قليل انتهت حفلة الزفاف وتحرك العروسين لقضاء شهر العسل بعد توديع الأهل لهما

دلفت غزل سريعا لمرحاضها عندما شعرت بشيئا يتساقط من بين ساقيها

جلست تمسك احشائها تبكي من شدة ألمها

أمسكت هاتفها وحاولت مهاتفة طبيبتها

– ايوة ياعفاف.. ألحقيني بسرعة.. بطني بتوجعني أوي وشكل البيبي نزل.. تعالي اتصرفي حاسة بروحي بتنسحب مني

توقف على باب المرحاض مذهولا مما استمع إليه.. دفع الباب ودلف للداخل.. جحظت عيناه وهو يجدها تجلس بأرضية المرحاض وتبكي من شدة آلالامها

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!