روايات

رواية عزف الروح الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الخامس والثلاثون

رواية عزف الروح الجزء الخامس والثلاثون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الخامسة والثلاثون

إسبوعان مرو بالفعل وقد خسر المناقصه بكل تأكيد بينما هو حبيس غرفته كل ما يفعله قراءة جوابها ملايين المرات في اليوم و نفث سجائره بشراسه عقله لا يستوعب أنها لم تعد في حياته .. لن يراها مجدداً لن يستيقظ علي ملامحها صباحاً التي تعطيه طاقه لليوم وحماس ليسرع في العودة لها والأهم لماذا لتفعل ذلك لماذا تفارق وهي في جوابها تعترف بحب تكنه لهُ … هل يكرهها لا وألف لا الكره لا يجد مكان في قلبه ربما هو الغضب منها والوجع الذي يتسرب إليه الأن .. يريد أن يجد عله لها ولكن التخيلات لا تأتي لعقله حتي .. يريدها أمامه وبشده وليذهب العالم للجحيم .

صباح يومٍ جديد إستيقظ بعد دقائق قليلة نامهم بإرهاق فالنوم لا يزور جفونه ونهض ليتجهز للذهاب إلي يكفيه بالفعل تلك الفتره الذي إنعزل بها عن الخارج يكفيه بكاء علي أطلال من فارقت هو بالفعل حاول الإتصال بها كثيراً وهاتفها المغلق كاد يجننه ولكن يكفي كل هذا … كرامته لن تسمح بالمضي خلفها قدماً .. فياللقدر هو فهد نجم الدين بهيبته زوجتهُ هجرته ! .

خرج من جناحه متوجهاً للخارج غير عابئاً بالنظرات التي ترمقه بين الشفقة والحزن والخوف والدهشة لأنه خرج بجبروته المعروف وكأن شئ لم يكن .

وصل شركته لتتجه كل الأنظار عليه صحيح خبر سفر اسيل تكتم هو عليه وكل من عرف من العائله لذا كان تغيب فهد عن عمله لإسبوعين مثير للحيرة ولكن حياه كل الموظفين بينما هو يتجه لمكتبه بكل جبروت … وصل لمكتبه ليدخل عليه معاز ومن ثم تمارا حيث رحب به معاز محاولاً إخراجه من مود الحزن المحيط به وإن لم يكن فهد يظهره ولكن رفيق دربه منذ الصغر يستطيع قراءتهُ في عينيه بكل وضوح و تمار كذلك حاولت معه ليحدثهم بكل جدية بنبرة جامدة وهو ينظر لما يفعلوه محاوله للتخفيف عنه بلامبالاه : خلصتو .. نشتغل بقي .

تنهدت تمارا وهي تحدثه بعمليه : المناقصة راحت مننا .. أنا إنسحبت منها .

أومأ لها بعمليه ليتابع معاز : الشركة اللي خدت المناقصة مش معروفة لسه شركة جديدة في السوق وصاحبها مش ظاهر في الصورة أبداً .

فهد بأمر عملي : حاول تعرفلي مين صاحبها .. يلا علي شغلكو .

خرجت تمارا بينما ظل معاز جالساً وبدأ حديثه : إنت كويس يا فهد .

فهد وهو ينظر للإوراق أمامه وبهدوء : إنت شايف إيه .

معاز بجدية : شايف حزنك يا فهد اللي بتحاول تخبيه .. أنا متأكد إن اسيل عندها سـ ..

فهد بحدة : مش عايز أسمع إسمها ومتهيئلي قولت تروح علي شغلك .

إبتلع حدته وحدثه بإستنكار : لا مش هروح ومتهيئلي إني صاحبك وأخوك وشايف إنك حكمت عليها محدش يعمل اللي عملته ده من غير سبب .

ثم تابع بهدوء : أنا ممكن أسافرلها وأفهم إيه اللي حصل ونحاول نحل الموضوع .

ظل فهد يتابعه بهدوء حتي إنتهي ليحدثه بزمجره : مش عايز أسمع كلام تاني في الموضوع ده .

ومعاز يكاد يجزم بحزنه الطاغي علي نبرته وعينيه ليحدثه بإشفاق : دي اسيل يا فهد .

إنفجر فهد به وقد فاض به الوجع : بس باعتني .. هجرتني فاهم يعني هجرتني … في غمضة عين اعرف إنها سافرت وسايبالي جواب تقولي سامحني أسامحها علي ايه علي انها حرمتني منها ولا علي الحالة اللي وصلتلها بسببها أنا هتجنن من اللي هي عملته إزاي تعمل كدي ولا وعرفت تختار صح عشان موصلهاش سافرت أمريكا وهي عارفة إني عمري ما هعرف أوصلها هناك .

ثم تابع بحدة وعيناه تنفي ما يتحدث : هي باعت وأنا مش هشتري اللي باعني .

أومأ لهُ معاز وهو علي علم أن صديقه إتخذ القرار بالمضي قدماً فكرامته لن تسمح لهُ بالإسراع خلفها ولا البكاء علي أطلالها أكثر من ذلك ولكن ربما هو معهُ حق فبدون دليل واضح لن يعفو عنها قلبه أبداً وهو سيسعي للحصول علي هذا الدليل وسيحاول التوصل مع اسيل بشتي الطرق ولكن سفره مستحيل ففهد لم ولن يسمح بذلك أبداً ولكن معاز سيفعل كل جهده ليعيد البهجة لحياة صديقه إن كانت اسيل علي حق أو يطمسها كلياً من حياته إن كانت اسيل عل غير حق .

خرج معاز ليترك فهد الذي إلتف بكرسيه ليعطي ظهره للمكتب وأخذ ينظر للسحاب من خلف الزجاج بهدوء مخيف وملامحه عادت يرتكز بها الحزن والوجع هو يتنفس هوائها وهي كذلك كيف لها الفراق إن يعرف السبب فقط ليعذرها ولا يحمل قلبه وزراً منها .

…………………………………….

منذ إسبوعين فقدت وعيها ليحملها مراد إبن عمها للمشفي حيث فحصتها الطبيبة ثم جلست علي مكتبها لتخبرهم بالإنجليزية بملامح ملفته للإنتباه : مبروك المدام حامل في شهر .

ولم تلاحظ كلمات الطبيبة بعد ذلك هي فقد قامت متوجهه للخارج بملامح كأشباه الموتي لتخرج من المشفي بالكامل وتتخطي سيارة مراد كذلك وهي تسير بغير هدي فقد وصل ألمها حد النزيف … نزيف قلب لم يُرفَق بهِ الحال فتقهقر بين قطيع مفترس و دُهس بينهم ليختفي القطيع ويظل لها ومعها حطامها وكلما حاولت اللملمة من حطامها تتناثر أكثر وتقاذفتا الرياح … ظلت تسير حتي شعرت أخيراً بوجع قدميها وقد بلل المطر أكملها لتعود لمنزل عمها حيث ظل مراد يأنب بها علي ما فعلته فقد كان طوال اليوم يبحث عنها في حين كانت هي غير منتبهه لهُ بالمره وهي شارده في الفراغ لتلتقطها زوجة عمها بإشفاق حيث ساعدتها علي تغيير ثيابها وأطعمتها غصباً من أجل طفلها القادم ثم ظلت بجوارها تمسد علي شعرها حتي نامت علي قدميها من تعب أرهقها وبات يستنزف بها بتلقائية ولا تعرف لهُ نهاية محتملة .

وبينما هي خرجت من المشفي تجوب الشوارع حدثت الطبيبة مراد مطالبه إياه بالإنجليزية : هذه الفحوصات لابد أن تخضع لها المدام اسيل .

قطب مراد حاجبيه ليسألها : والفحوصات ديه ليه .

حاولت الطبيبة مطمئنته ولكن ملامحها لم تدل علي ذلك : أشك في أمرٍ ما لكنه في النهاية مجرد شك لهذا ستفعل المدام اسيل تلك الفحوصات لنتأكد .

ولم تعطيه الطبيبة أي معلومة أخري ليغادر للأسفل حيث ظن أنه سيجد اسيل بالسيارة ولم يجدها ليبحث عنها ….. حتي عادت بالليل .

ومر إسبوعين وكانت نتيجة الفحص المنتظره وأصرت اسيل علي الذهاب مع مراد للمشفي وفي المشفي لم تكن ملامح الطبيبة مبشرة بالخير بالمرة وهي تخبرهم بأسف : أنا أسفة لإخباركم بهذا ولكن المدام اسيل مصابة بـ ( Tumor ) ( ورم ) في الثدي .

وضع مراد كفه علي فمهِ من الصدمة وهي فقد حدقت في الطبيبة بصدمة والثُقل صار مُوجِع للغاية مُوجِع حد الألم وتلك الشقة قسمتها نصفين … ملامحها التي كانت شبه ميته صارت ميته فعلاً وهي توقن أنها خسرت كل شئ .. خسرت كل شئ بالفعل وحتي الطفل الذي أحبته في تلك الفترة القصيرة وظنت أنها ستجد بهِ سبيلاً لقلب فهد مرة أخري حين العودة ربما تخسره ولكن آلامها لا تنتهي وخوفها من ترك طفلها القادم عاد يرسم أمامها مرة أخري بحسره ومراره وتحققت المخاوف وباتت هلع وأين هو… هو بعيد وبإرادة من بإرادتها هي .

…………………………………………..

طوال الإسبوعين تقرب عمار من حبيبة بشكل يحتاجه للغايه فهو ضائع بين عجزه بالبوح لفهد بكل شئ ورؤية أخيه حبيس غرفته والذي لأول مره يراه بتلك الهيئة حيث شعر بعظمة ما إرتكبه بحق أخيه وزوجته ولكنه كاسيل التي هربت كيف يخبره بما فعل وهل لهُ من هروب هو الأخر أم سيضحي كتضحيتها وليخبر أخيه كل شئ وليكرهه أخيه في سبيل عودة روحه له .

هو أيقن تمام اليقين وعيني حبيبة تزوره كل يوم حلماً و وعياً أن تعلقه باسيل كان مجرد وهم تابع سرابه سنوات من عمره وفي النهاية تئول الأمور إلي ما هو عليه الأن وندمه لن يفيد بشئ إلا بالبوح وفضح ما فعله لتعود الأمور لمسارها الطبيعي وليحدث حينها ما يحدث .

في إحدي الكافيهات جلس مع حبيبة كعادته أثناء إسبوعين وأخيراً قرر البوح بما في صدره لها لإحتياجه بمن يسمعه لذا هو تحدث بحذر : حبيبة كنت عايز أحكيلك حاجة .

أومأت برأسها مبتسمة ليسرد هو علي مسامعها كل شئ بعد أن تنهد بزفر طويل وأخذ يتابع ملامحها المدهوشة وهو يخشي أن تتركه وترحل فإن رحلت حينها سينهار بحق ويصبح صاحب لقب المريض العقلي بالفعل .

شهقت حبيبة وهي تستمع لهُ لتضع يدها علي فمها من الذهول حين سمعته : انا مكنتش واعي بنفسي وانا بعمل كل ده انا ندمان و ..

حدثته بحدة : لو ندمان بجد يبقي تحكي لأخوك كل حاجة حرام عليك اللي بيحصل فيهم ده وكل ده من وراك إنتَ .

ووقفت مسرعه ليمسك بيديها متحدثاً برجاء : حبيبة متسبنيش إنتِ كمان أنا محتاجك .

نفضت يديها منه وهي تحدثه : هتلاقيني جنبك لما تصلح غلطك ولو ندمك حقيقي يبقي لازم تصلح غلطك .

وتركته لترحل في حين ظل هو يعتصر رأسه بألم بين يديه ليقرر بالفعل البوح لأخيه بكل شئ هو لن يستطيع حمل ذلك الثقل الكبير أكثر من ذلك وليحدث ما يحدث

وفي القصر بالفعل دخل علي فهد مكتبهِ وهو يزدرد ريقه بخوف .. نعم هو خائف من أخيه للغاية فقسوة أخيه سوف تطوله شاء أم آبي ما إن يعرف الحقيقة وخاصةً إن كانت تخص اسيل والاهم شرفه ظل واقف مكانه بصمت حتي تحدث فهد بضجر : هتفضل واقف كدي كتير .

إقترب عمار ليجلس أمامه بينما تنحنح وهو يشعر بحلقه جافاً للغايه بأي حق يرفع عينيه في عينهِ الأن ويخبره بأنه إنتهك شرفه ببساطة سيخبره بالأمر وكأنه يخبره بإفتعاله شجار مع إحدي المغرورين بالمدرسة مثل الماضي كما كان يفعل وفهد فقط يذهب ليحل الأمر من خلفه ولكن اليوم هو إرتكب الأعظم فكيف سيعترف وكيف سيلملم فهد ورائه وهو الفاعل وهو المفعول الواجب معاقبته …ظل هكذا يفكر كثيراً حتي أتاهُ نبرة فهد الحادة : عمار إنت جاي تتفرج عليا .

وبدون وعي وجد نفسه يخبره : أنا اللي سرقت الملف .

إعتدل فهد في جلسته ليتمتم بدهشة : نعم .

عمار بتلقائية : أنا اللي سرقت الملف وأنا صاحب الشركة الجديدة اللي في السوق .

وقف فهد ليتجه ناحيته ويضع يديه علي كتفهِ بهدوء مريب وتحدث بهِ كذلك : لا مش فاهم إنت إيه .

عمار بريبة : إنت مش كنت عايزني أكون حاجة وأبدأ زي ما إنت ما بدأت .. أنا عملت كدي وهكون زي اللي إنت كونته من البداية .

ضحك فهد بقوة وهو يتجه ليجلس في مقابلته : أنا مبدأتش بسرقه يا عمار … كل اللي إنت عايشه ده حلال مش حرام .

عمار بثقة : لا ما إنت هتسامحني عشان قلبك كبير وإعتبر إنها حقي في ورث بابا في الشركة الصغيرة الي كل حاجة جات بعديها تعبك إنت .

وضع فهد رأسهُ بين يديه يضغط علي رأسه بقوة قبل أن يرفع رأسه لهُ بهدوء متحدثاً : إنت عايز كدي .

أومأ عمار ليتابع فهد بجدية : تمام إعتبرها هدية بدايتك ربنا يوفقك ونصيبك في ورث أبوك زي ما هو موجود .

ثم وقف ليرجع مكانه ويجلس علي كرسي مكتبه بينما وقف عمار كذلك ليتجه ناحية الباب وقلبه لا يطاوعه ولكن عقله الخائف والنادم طاوعه بالتأكيد فهو لا يمكنه البوح له .. ليس الأن علي الأقل وفي طريقه للباب ناداه فهد بإسمهِ ليلتف لهُ وعيناهُ في الأرض ليتحدث فهد بحدة : إرفع عينك وبصلي .

رفع عمار عينيه بحرج لينظر لعيني أخيه الذي تحدث بنبرة بارده هادئة : مكنتش هستخسرها فيك لو كنت قولتلي .

والجملة بسيطة تدل علي مدي حنية وعطاء أخيه التي مازالت ممتدة و كذلك عقاب أشعرهُ بمدي ذنبه فأخيه رغم كل شئ لم يحزن ولم يغضب .. لم يعاقب بقسوة هو فقط أنبهُ بجملة واحدة حملت فيها مدي حزن أخيه منه وعرتهُ أمام نفسه ليشعره بمدي خطأ وفداحة عملتهِ .

…………………………………………………..

دخل معاز علي أروي ليجدها واضعه لهاتفها علي أذنيها وما إن رأتهُ حتي أنزلت هاتفها بعفوية بينما هي تجلس علي السرير فإقترب لينام بجوارها بإرهاق بعد أن قبل وجنتها متحدثاً : بتكلمي مين .

ردت عليهِ بتلقائية : بحاول أكلم اسيل … إنت كلمت فهد صح .

أومأ لها لتعتدل لهُ وتحدثه بإنتباه : طيب قالك إيه هيعمل إيه .

نظر لها بيأس لتحدثه بنفي : لا لا أنا متأكده إن اسيل حصل معاها حاجة عشان تعمل كدي .. اسيل لا يمكن تهجره لمجرد إنها عايزة كدي لو عايزة تخرج من حياته كانت طلبتها منه ببساطة هو مش عارف كدي .

معاز بحزن : حاولت أفهمه بس كرامته فوق كل حاجة بس إحنا لازم نعرف سبب اسيل ويمكن ده يحل الموضوع .

أروي بتأفف حزين : اسيل تليفونها مقفول .

ثم تحدثت بحماس : بس أنا ممكن أكلم خالو أو مراد .

معاز بإنتباه وهو يعتدل لها جالساً : خالك مين ومراد مين .

ردت أروي بتلقائيه : خالو رؤوف أكيد اسيل عنده في أمريكا .

معاز بهدوء : إنتِ ليكي خال في أمريكا .

أومأت وهي تضغط ذر الإتصال وتحدثت : أيوة بس هو معرفش ييجي فرحنا .

وبعد قليل إنفتح الإتصال لتتحدث أروي بسرعه : مراد .

وأجابها مراد بحماس : أروي إزيك .

أروي بترقب : إنا كويسة إنتو عاملين إيه .

وأجابها بالحمد لله لتسأله بحذر : مراد اسيل عندكم صح .

مراد بتنهد حزين : أيوة اسيل هنا بس هي مش عايزة تعرف حد .

ومراد بالفعل إشترك معها في إخفائها للأمر بعد أن قصت عليه هو فقط كل شئ في حين عمها وزوجته علي علم بأنها علي خلاف مع زوجها … وردت عليه أروي بسرعه : طيب خليني أكلمها .

مراد بصدق : بس هي نايمة صدقيني ومش هينفع أصحيها هي بالعافية نامت .

أروي بحزن : طيب هي كويسة .. إيه اللي خلاها تعمل كدي .

مراد بجدية : بخصوص إنها كويسة فهي مش كويسة نهائي هي بتموت في بعد جوزها عنها إما بخصوص هي عملت كدي ليه فأنا مش هقدر أقولك حاجة هي حلفتني مجبش سيرة لحد .

وتعلم أروي مراد وعقليتهُ العنيدة وتعلم أنهُ لن يخبرها بشئ لتحدثه برجاء : طيب عشان خاطري يا مراد إبقي خليها تكلمني عايزة أطمن عليها .

ووافق مراد لتغلق معهُ بينما تلتف لمعاز بحزن : قالي إن هي تعبانة وبتموت ادام عنيه أنا متأكده إن في حاجة حصلت معاها .

معاز بتنهد : والعمل هنعمل إيه هنتفرج عليهم وهما كدي أدامنا .

تنهدت أروي ودموعها هطلت علي عينيها وهي تفكر في سبيل للوصول لخيط الموضوع وتصليح الأمر .

……………………………………..

كانت نائمة علي سريرها ودموعها التي باتت رفيقها الوحيد لم تتوقف عن الهطول من مقلتيها هي فقط توهم الجميع أنها نائمة ليتركوها بمفردهم وتتمسك هي بهاتفها لتخرج صوره وتتلمسهم بشوق وفكرة واحد تجول بخاطرها ألا وهي فكرة كرههُ لها هي لن تتحمل هذا .. لقد ذاقت المر اليوم بالفعل وهي تتذكر كلام الطبيبة .

FLASH BACK .

إستمعت اسيل بصدمة لكل ما يدور حولها والطبيبة تتحدث بلكنتها الإنجليزية : سنأخذ عينة من الورم لنفحصه قد يكون ورم حميد وهذا ما أرجحه من الفحوصات ولكن علينا التأكد فالفحوصات ليست كافية هي فقط تكشف عن المرض وفي هذه الحالة يمكننا إستأصاله بعد الولاد مع متابعة العلاج معنا .. وقد يكون ورم خبيث وهو المسمي بالسرطان وفي هذه الحالة يوجد عدة إحتمالات للمرأه الحامل مع نوع الورم … نحن سننتظر النتيجة و نتأمل أن يكون الورم حميد .

وبالفعل خضعت اسيل لسحب جزءاً من الورم لفحصه وهو ما ألمها بشده وهي تتخيل المرض بطفلها القادم أو موتها لتتركهُ وحيداً كما فعلت والدتها وهنا عادت تعيش الخوف ولكن هي وحدها الأن .. هو ليس بجوارها ليمسد علي جبينها ويخبرها أنهُ معها وكل شئ سيكون بخير .

END FLASH BACK .

……………………………………….

نام هو علي سريرهم معاً حيث كانت تنام هنا بجواره في أحضانه حيث ودعتهُ بحلفان بالحب و يالتهُ وصف شعوره حينها بالوداع لكان حبسها مانعاً إياها من الخروج ليحتفظ بها له وملكه وفقط .

شعر بغصة تتكون في حلقه وقلبه يؤلمه للغايه هي عرفت كيف تجعل هذا القلب يدق بسعادة وعشق كما عرفت كيف تجعله يدق بوجع وهذا الوجع لم يكن لينتهي جزءاً منهُ علي الأقل إلا برؤيتها أو بسماع صوتها علي الأقل .. نعم ولذا هو تنازل عن كبريائه وهو يضغط علي ذر الإتصال بها سيسمع صوتها فقط للحظات ثم يعود لكبريائه وجبروته مجدداً وكأنهُ يعلم أنها ستجيب فهاتفها طوال إسبوعين كان مغلق وهالهُ من المفاجأه حين فُتِح الخط في ثوانً وكأنها كانت تنتظر مكالمته لذا هو فقط نهض بسرعه جالساً ليناديها بإسمها بخفوت …. في حين هي كانت في أمس الحاجة لتلك المكالمة .. في أمس الحاجة لهُ ولتستمع لصوته وما إن إستمعت لصوتهِ يناديها بإسمه لطالمت عشقت إسمها بلكنتهُ الرائعه الساحرة ولكن ليست تلك اللكنة المتوجعه والمترجية .. هي فقط شهقت بعنف بعد أن إستمعت لصوته ليسقط قلبه أسفل قدمه ليشعر بعظيم وجعه حينها حين سمع شهقتها ليتحدث بوجع : بتعملي فينا كدي ليه .

وأتاهُ صوتها الهامس بنشيج باكي من بين شهقات متتاليه بنبرة إنهيار لم يشهدها هو من قبل : أنا أسفة .

وقلبه الذي يدق بعنف يلعن أخيه ويلعن حكم المحكمة ويلعنها هي أيضاً لأنها سبب بعجزه فهو إن إستطاع كان سيجلبها من شعرها أمامه الأن مع نبرتها تلك التي أذابت تحجره من فعلتها ولتكون أمامه ثم يحدث ما يحدث فراح يحدثها بحدة من وجعه بسبب وجع نبرتها فطالما تتألم مثله لما هجرته هكذا وتركته غريق عجزه : إرجعي يا اسيل إرجعي يا حبيبتي ومهما كانت المشكلة هنحلها بهدوء صدقيني .. والله يا حبيبتي ما هزعلك إرجعي .

صحيح نبرتهُ التي جعلتها تشهق بوجع و تتقاذف مع حطامها في الرياح العاتيه قطعتها أشلاء ولكن هل ينفع عودة الأن بعد ما عرفته هل لها من عودة وهي تعلم أنها ستذبل أمامه حتي تذهب لخالقها هل تعود لتري عجزه و توجعه فيها أم تعود لتراه يموت يومياً معها بينما هي تتألم ..هي فقط تحدثت بهمس وقد أرهقت بالفعل من كل شئ : عايزة أنام .. خليك معايا كلمني .. عايزة أنام يا فهد .

وبالفعل هي نامت بعد جملتها قبل أن يتحدث بأي كلمة وقد إستُنزفت بالفعل وبات النوم راحة لها وهو هناك في الجزء الأخر من العالم يصارع وجعه وأفكاره وقد أقسم علي معرفة الحقيقة وجلبها له ُلتعود لأحضانه فقط … فهي طفلتهُ الصغيرة والتي لا يتحمل فيها ذلك الوجع البادي بنبرتها التي أهلكتهُ حقاً .

  • لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
  • لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية عزف الروح)

اترك رد

error: Content is protected !!