روايات

رواية عزف الروح الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الثامن والثلاثون

رواية عزف الروح الجزء الثامن والثلاثون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الثامنة والثلاثون

جنون وصدمة الموقف كانوا أكبر بكثير من إستيعابهم فهو بعد أن إرتوي منها بمقدار يجعله قادر علي تنفيذ توعدهُ لها إبتعد عنها ينظر للطفلة بمشاعر غريبة لم يجربها من قبل .. والفكرة وحدها تشل بالفعل .. فكرة أنهُ في لحظة أصبح لديه طفلة لن تخلو حياتهُ منها بعد الأن .. سيراها كل لحظة ويحملها ويداعبها كل هذا لم يتجهز هو له ُمسبقاً بمعرفة حملها مثلاً لتُهيئ نفسه نفسياً .. ليستقبلها بفرحة وليس بتلك الصدمة ويديه لا تستطيع لمسها حتي فالأمر معقد للغاية وحين رأت اسيل تخبطهُ هذا وهو ينظر للطفلة حملتها من جوارها لتقربها له بينما هو يجلس بمكانه ينظر لطفلته التي تحرك يديها وقدميها بطفولة في حين أتاهُ صوت اسيل والتي تحدثت بترقب : شبهك .
نظر لها بشرارة ثم نقل نظره لإبنته فما فعلته عظيم حرمانه من عيش تلك اللحظات معها عظيم .. وحرمانه من الفرحة معها بلحظة أنهُ سيكون أب أعظم .. قرب يديه من طفلتهِ الصغيرة بإرتعاش ليمسد علي شعرها وشعور الأبوة الغريب يجتاحه في حين أخذت اسيل كفهُ وكف الصغيرة لتجعلها تتمسك بإصبع والدها وبالفعل الصغيرة قفلت كفها بأكمله علي إصبع فهد بقوة ليشعر هو بالحياة تملئه من جديد … شعور الحزن الذي كان يعتمره قد خف بحق رؤيته لطفلته تلك ولمستها كذلك ليحرك إصبعه علي يد الصغيرة بلطف لتفتح الصغيرة يديها وكأنها تتذمر فسحب إصبعه لتفقل هي يدها الصغيرة علي إصبعه مرة أخري فسحب يدهُ ببطئ من يديها ووقف يقبض علي شعره بقوة في حين يجوب الغرفة ذهاباً وإياباً بغضب لتنظر هي لهُ بدموع محدثة إياها بقهر وهي تراه بتلك الحالة التي هي سبب فيها : فهد عـشـ ..
فهد بحدة وهو يشاور لها بشراسة : إخرسي .
إنتفضت من حدته وقبضت علي إبنتها تستمد منها القوة قبل أن تتركها وتتوجه لهُ حيث أمرها هو بغضب : سيبي البنت وتعالي هنا .
تقدمت لهُ ببطئ بينما جسدها يرتعش وهي تري غضبه الواضح في عروقة البارزة بهيئة مخيفة ترتعش خوفاً عليه وليس خوفاً منه وما إن وقفت أمامه حتي قبض علي شعرها بقسوة ليحدثها بزمجرة بجانب وجهها : قولتي تمن شهور وعشان كنت عاجز اجيلك واسحبك من شعرك علي البيت هنا كنت بكتم في نفسي وصابر وأقول أكيد عندها سبب مقنع .
لم تستطيع رفع يديها لإزاحة يدهِ من شعرها بسبب جرحها فتمسكت بقميصه بدموع قبل أن يهزها بعنف محدثاً إياها بغضب : إنطقي يا اسيل .
أغمضت عينيها من صوته العالي لتتحدث بعد ذلك ببكاء : عايز تعرف اللي هيوجعك ليه .. خلاص أنا رجعت .. خلينا ننسي كل اللي فات ونبدأ من جديد .

 

 

 

 

ترك شعرها ليجذبها من ذراعها لهُ بقوة متحدثاً بغضبه : إنتِ عايزة تجننيني .. سافرتي وإنتِ حامل ورجعالي …
إبتعد عنها ليتقهقر بنبرته وهو يرمق الصغيرة التي عرف حينها أنها باتت نقطة ضعفه ليحدثها بحدة خفيفة : رجعالي بالبنت وتقوليلي بقي عندك بنت و ..
سكت وهو يعطيها ظهره والموقف كله أصعب مما كان يتخيل ظن أنه سيغضب عليها بكلمتين لتخبره بكل شئ وكلمتينهُ هو لا يجد لهم مخرج وهي قد قلبت كل موازينه بالصغيرة القابعة علي الفراش الان في حين إقتربت هي منه لتقرب يديها من كتفه ببطئ ولكنه إبتعد عنها كالملسوع فسارعت لتحتضن ظهره بينما تدفن وجهها فيه وهي تتمسك بقميصه من الأمام بعنف مشاعرها وتحدثت بتوسل : والله يا حبيبي ما كنت أعرف إني حامل .. أنا كنت زي المشلولة مكنتش قادرة أوجعك والله مقدرتش أصدمك في أخوك الوحيد كنت عارفة إن مهما كانت صدمتك فيا فهي هتكون أقل بكتير من صدمتك فيه .
إلتف لها ليجذبها من ذراعها ولكن برفق تلك المرة ليحدثها بزمجرة : تقومي تسافري .. ببساطة كدي تهربي تتخلي عن حبنا عشان اللي طعني في شرفي .
وضعت يديها علي فمها لتحدثه وكأنها تخبره ماذا ينتمي لهُ هذا الذي طعنه في شرفه : أخــــوك .
هزها بقوة ليتحدث بغضب : وإنتِ مراتي .
وثم شاور علي السرير حيث طفلته متحدثاً بنفس الغضب : وديه بنتي .
أرهقها الموقف بالكامل لتتمسك بقميصه بينما تضع رأسها علي صدره وهي تشعر بالظلمة التي تحيطها رويداً رويداً وتغشي عينيها في حين تحدثت وهي تغيب عن الوعي : عشان بحبك .
وبالفعل تراخ جسدها بالكامل فشعر بها هو ليتمسك بخصرها قبل أن تسقط في حين وقعت رأسها للخلف ليجذبها لكتفه وراح يمسد علي وجهها هاتفاً بإسمها ولكنها لم تستجيب معهُ ليحملها حيث الفراش فوضعها عليه برفق وراقب نبضاتها المنتظمة ليتنهد بثقل وهو يتجه لطفلتهِ ليحملها بخوف .. فهد نجم الدين بالفعل كان يشعر بالخوف وهو يحمل إبنته .. يخاف عليها منه .. لا يعرف الرفق الذي يجب أن يعاملها بهِ وجلس وهو يشعر بتخاذل قدميه .. ضمها له ُ بحنان أبوي شعر بهِ قبل أن يتركها مجدداً بجواره وهو يشعر بإرتعاش يديه الدالة علي عدم إستيعابه للأمر بعد حتي عدل وضعية طفلته لتصبح بينهم وإستند علي ذراعيه ينظر لهما بينما يضع إصبعهُ في كف إبنتهُ .. كانت مفاجأة أن يعود ويجدها بالمنزل والمفاجأة الكبري عدم عودتها وحدها بل كانت تحمل معها لهُ هدية رائعه لطالما تمناها ولكن صدمتهُ بها لا تجعله يستوعب الأمر .
……………………………………………….
في عز الظلمة بعد منتصف الليل تململت اسيل بخفوت وهي تشعر بثقل رأسها وهي تستمع لبكاء الصغيرة ولكن الصوت كان بعيداً عنها فقامت منتفضة لتجوب بعينيها في الغرفة فلم تجد أي منهما ولكنها إستمعت لصوت بكاء طفلتها في الخارج لتُسرع بالخروج من الغرفة لتجدهُ حاملاً إياها بالفعل بينما يجلس علي الأريكة يجعلها تقبض علي إصبعه لعلها تهدأ ولكن الصغيرة كانت تقرب إصبعه لفمها بتلقائية فيسحب إصبعهُ منها وهو يمازحها بحركات يديه لعلها تهدأ فإقتربت اسيل لتجلس بجواره متحدثة بإبتسامة صافية رسمت علي محياها ما إن رأتهم هكذا : هي مش شايفاك علي فكري .
ثم مدت ذراعيها لتلتقطها منه وساعدها هو لأخذها ليتحدث بعدم فهم : إزاي مش شايفاني .
اسيل بهدوء وهي تحاول تهدئتها بينما تهدهدها في حين إمتدت يديها للأبجورة القابعة بجوار الاريكة لتشعلها وتحدثت : الطفل رؤيته بتبقي مشوشة في الأول وكمان معظم النور مطفي يعني هي مش شايفه حاجة .
ثم تابعت وهي تداعب وجنتيها : هي جعانه .

 

 

 

 

وشرعت في إرضاعها بينما تستشعر شفتي طفلتها الناعمة التي بدأت أكلها بنهم ثم إستمرت بهدوء في حين كان فهد يتابعهم وبالأصح يتابع طفلته .. الكائنة الصغيرة للغاية التي دخلت حياته اليوم وحين نظرت لهُ اسيل تحدثت بهدوء : عندها إسبوعين ويومين وانهاردة يبقي عندها اسبوعين وثلاث ايام .
قرب يديه من شعر صغيرته ليمسد علي رأسها بروية وهو يتابع إغلاقها لعينيها في حين تحدثت اسيل : عايزة أسميها حنين .
فهد بجدية غير قابلة للنقاش : شوق .
إزدردت اسيل ريقها بمرارة من نبرتهِ لتحدثه بتلك الغصة التي تكونت في حلقها وشعر هو بنبرتها ليغلق عينيه ألماً : اللي إنتَ عايزه بس هي هتفضل حنيني .
ثم نظرت له لتتابع بهمس : حنيني ليك .
تقابلت نظراتهم حينها حيث كان هو قريباً منهم للغاية يمسد علي شعر إبنته فتقابلت وجوههم كذلك ينظر لها هو بعتباب مشبع بسخرية يعاقبها بها بينما تنظر هي له برجو الغفران كطفلة ضائعه وإستمر تواصلهم البصري حتي قطعهُ هو وهو يمد يديه للطاولة أمامه ليلتقط سجائره وهو يقف متجهاً للشرفة حيث وقف هناك ينفث دخانه بهدوء .. لن يكذب بقول أن قلبه الذي كان مشتعلاً شوقاً وخوفاً هدأ الأن بوجودها بجواره ولكن ماذا عن المسامحة ومادا عن الطفلة وماذا عن مشاعر لا يستطيع وصفها .
كانت تنظر لهُ هي بتقطع وهي تراهُ إنتهي من ثلاث سيجارات حتي إنتهت هي من إرضاع طفلتها فدخلت غرفتهم لتضعها علي الفراش بينما تحاوطها بوسادتين وتقبل وجنتيها قبل أن تتجه للكومود لتأخذ دوائها التي لم تأخذه في ميعاده ومن ثم خرجت لهُ لتقف خلفه متحدثة بهدوء وهي تحاول عدم إستنشاق ذلك الدخان : إنت وعدتني هتحاول تبطل السجاير .
لم يلتفت لها ولم يرد عليها حتي لتتابع بإستعطاف : طيب عشان حنين .
أطفأ سيجارته بشراسه وإلتف خارجاً من الشرفة متجهاً لغرفتهم بعد أن إصتدم بكتفها بغير عمد ولكنهُ تجاهل الأمر وتابع خطواته .
…………………………………………….

 

 

 

 

صباحا إستيقظت اسيل براحة فهي لم تنم بتلك الراحة من قبل حيث ظلت جالسه تتطلع لزوجها النائم يحتضن جسد صغيرتها وكأنها هي بالفعل من جائت لتعوضه فراق الشهور الماضية حتي نامت قريرة العين هادئة البال بجوارهم … لم تجد إبنتها جوارها حين إستيقظت لتظنها مع فهد ولكن حين نظرت للساعة كانت تعدت ميعاد ذهابه للشركة لتنهض بفزع بينما تتجه للخارج ومن الجناح للخارج حيث وجدت إحدي الخادمات في وجهها لتحدثها بهلع : حنين فين .
فطنت الخادمة أنها الطفلة لتتحدث : فهد بيه خدها وخرج من شوية قال إنه مش هيتأخر بيها كتير عشان حضرتك متقلقيش وأمرنا نطلع الفطار لحضرتك .
ولاحظت اسيل حينها الفطور الذي تحمله الخادمة لتومئ لها بينما تعود لجناحها وهي تفكر لما أخذها وإلي أين قد يذهب بها وهي بتلك الحجم .. ما زالت صغيرة للغاية قد تكون تبكي الأن وجائعه .. كيف سيعتني بها هو وقطعت من أفكارها حتي وجدت إحدي الخادمات تدخل عليها حاملة طفلتها بين يديها لتنهض اسيل مسرعة لتلتقطها في حين كانت الصغيرة مستيقظة وإستقرت عيناها السوداء علي والدتها فأخذتها اسيل براحة وهي تعود للسرير بها في حين وضعت خادمة أخري عدة من الأكياس الصغيرة وتحدثت بأدب : فهد بيه بيقول لحضرتك هيكون هنا الساعة أربعه وبيقول لحضرتك تكوني جاهزة انتي والهانم الصغيرة عشان هياخدكو مشوار .
أومأت اسيل لتخرج الخادمتين في حين قطبت اسيل حاجبيها بحيرة وهي لا تشعر بالخير من هذا المشوار ثم وضعت طفلتها علي السرير لتهدهدها من معدتها برفق ثم وقفت تتفقد الاكياس التي كانت عبارة عن ملابس والعاب للصغيرة لتبتسم بعشق وهي تنتقي إحداهم لتلبسه لحنين بعد إستحمامها الصغير الذي كان عباره عن قطع قطن مبللة تمسح بهِ جسدها مع الشاور المخصص لها وحين ذراعيها لاحظت اسيل لاصقة موضوعه علي كف صغيرتها لتتوسع عينيها بدهشة وهي توقن ما قام هو بفعله لتضع يديها علي فمها بينما عيناها ذرفت دموع بحق هل لتلك الدرجة لم يعد يثق بها .. أخسرتهُ حقاً .. وشوقه الجارف لها بالبارحة ماذا كان .
إنتهت من تحميم طفلتها لتقبل يديها حيث تلك اللاصقة بعد أن سحبتها برفق وأخدت تمسد علي النقطة الحمراء الصغيرة التي تتوسط كف صغيرتها ثم شرعت في إرضاعها لتعويضها وهي تفكر ببكاء طفلتها حينها .
…………………………………………..

 

 

 

كما أخبروها في الرابعة كان يقف بسيارته أمام بوابة القصر الإلكترونية الكبيرة في حين ركبت هي بجواره وهي تحمل صغيرتها علي حجرها بذراعيها في حين إستطاعت رؤية عمار الذي نزل من سيارته التي صفها أمامهم في تلك اللحظة ليترجل منها ويتجه لناحية فهد حيث رمق اسيل والطفلة بذهول بينما إحتضنت اسيل طفلتها بقوة لاحظها فهد وكأن عمار الشر الذي سيأذيها هي وطفلتها
وإستفاق عمار من صدمته ليتحدث بذهول : بنتك .
زفر فهد بحدة ليتابع عمار وما زال تحت تأثير صدمته : فهد إحنا لازم نكلم .
فهد بكل تلقائية وببرود : الحامي موجود إرجعله .
عمار بتوسل : فهد كفاية كدي أنا بتعذب كل يوم .
لم يعطهِ فهد بالاً وهو يعود بالسياره للخلف وحين إلتفافه لينظر خلفه ليعود بالسيارة لمح نظرتها الحزينة عليه وهي تري في تلك اللحظة وجعه المدفون خلف نظراته البارده لأخيه ليتجاهلها بتأثر حقيقي وكأنها بنظرتها أوضحت لهُ الحقيقة ثم تابع سيره للأمام متجاهلاً أخيه الواقف بتوسل …. في حين طال الصمت وهي لا تعرف لهُ وجهه حتي تحدثت بمرارة : إتأكدت إنها بنتك .
لم يجيبها لتتنهد بدموع وهي تتطلع لإبنتها لتستمد منها قوتها فهي صارت علي طبيعتها الأن الفتاه الهادئة الضعيفة وفتاتها الصغيرة ستكون مصدر قوتها الجديد فراحت تسألهُ بترقب : إحنا رايحين فين .
مجدداً لا رد لتتنهد وهي تتحدث بألم : طيب هتسامحني إزاي … هتسامحني لما تعرف ليه عملت كدي .. طيب إنتَ ليه مُصر تعرف منا لو كنت عايزة أعرفك كنت رجعت … والله كان غصب عني ..أنا كمان كنت بتعذب .
كان ضغطه علي عجلة السيارة يزداد مع حدثها حتي صراخها بقهر : متبقاش قاسي كدي .. والله أنا إتعذبت كتير وإنت بعيد عني .
صرخ بها هو الأخر بغضب : إنتِ السبب كل اللي إحنا فيه إنتِ السبب فيه .
إبتلعت غصتها لتتحدث بأسي : عارفة إن أنا السبب بس لو رجعت بالزمن لورا هعمل كدي بردو لاني كنت خايفة عليك .
وأخيراً فطنت وجهتهم بعد توقفه أمام ڤيلا والدها لتنظر لهُ بذهول .. هي حقاً إشتاقت لوالدها بشدة وأيضاً تريده أن يري حفيدته ليحدثها فهد ببرود : عزام بيه لازم يشوف حفيدته .
وبالفعل ترجلت من السيارة لتدخل معهُ للداخل حيث إستقبلها والدها بحفاوة شديدة و حمل حفيدته بفرحة وهو يطالعها بفرحة ويتابع تحركاتها ويحفظ ملامحها حتي تحدث : الحمد لله إني شوفت اليوم ده وشلت حفيدتي القمر بين إيدي .
إبتسمت اسيل لتتعمق في حضن والدها حيث كان والدها يحتضنها بيد وبالأخري يحمل حنين الصغيرة وطالت جلستهم حتي وقف فهد متحدثاً : طيب نستأذن إحنا بقي يا عمي .
عزام مبتسماً : نورتوني يا ولاد … إبقوا هاتولي حنين علي طول أشوفها .
أومأ فهد متحدثاً بتأكيد : أكيد يا عمي .

 

 

 

وعانقت اسيل والدها بشدة شوقها لهُ وحملت طفلتها لتخرج خلف فهد الذي سبقها ووجهتهم التالية لم تكن للمنزل بل كانت زيارة لسلوي إختها في منزلها والتي إستقبلتها بشوق عارم ومن ثم تأنيب علي عملتها وسفرها هكذا وأيضاً حملها بتلك الصغيرة بعيداً عنها وبعدم معرفتها لتحمل الصغيرة متحدثة بفرحة : بسم الله ما شاء الله واخدة منكم إنتو الإتنين .
اسيل بعفوية وهي تنظر لفهد مبتسمة : واخدة عيون فهد يعني بكري يتفقوا عليا ويخوفوني هما الإتنين .
إبتسم لها بإصطناع هي من أجادت فهمه أمام أُختها لتعاود النظر لسلوي وطفلتها في حين ملامحها تقهقرت من بسمة لألم وحينها تحدث فهد مخاطباً سلوي : معلش يا سلوي هنسيب شوق معاكي ساعتين بس .
نظرت لهُ اسيل بفزع لتتحدث بتلعثم : هنسيبها .. إزاي .
وكيف تترك إبنتها لساعتين بمفردها في حين أسرعت سلوي متحدثة بمرح وهي تظن العبث : متخافيش يا سيلا انا اول مرة أشيل عيال ولا إيه .
ثم حولت نظرها لفهد متحدثاً : خلاص روحو متخافش عليها أنا هخلي بالي منها .
إبتسم فهد ليتناول كف اسيل المصدومة متحدثاً : شكراً يا سلوي إحنا مش هنغيب خلي بالك منها .
أومأت سلوي في حين كان فهد يتخذ خطواته للخارج فتركت اسيل يديه لتتوجه لإبنتها النائمة وهي تحملها لتقبل جبينها وهي تتحدث بقلق : طيب لو صحيت جعانة .
سلوي بمهارة أم : متخافيش الولاد بعد كل رضعه بينامو حوالي ساعتين كاملين .. إنتو بس متتأخروش ولو صحيت يا ستي انا هتصرف متبقيش قلقانة كدي .
قبلتها مرة أخري وهي تناولها لأختها محدثه إياها برجاء : خلي بالك منها الله يخليكي .
ومن ثم تمسكت بيد فهد التي إمتدت لها ثانيةً لتخرج معه في حين تنظر علي إبنتها بقلق حتي خرجت من بابا البيت كلياً وإختفت عن أنظارها ليدق قلبها بعنف بينما راحت اسيل تحدث فهد بملامحه خائفة : طيب ليه منخدهاش معانا أنا قلقانة عليها .
فهد بهدوء وهو يفتح لها باب السيارة : مينفعش إركبي .
وركبت بينما راحت تقضم شفتيها بتوتر وهي تضع يديها علي وجهها وهي لا تشعر بالخير وإتخذ فهد طريقه في تلك الظلمة يشق طرقات أكثر ظلمة لا يضيئها إلا مصباح سيارته فحدثته بخوف وقلق من ملامحه المظلمة وهي تزدرد ريقها بخوف حقيقي : إحنا رايحين فين .

 

 

 

لم يجيبها وطال الصمت بينما هي ترتعش من الظلام المحيط بهم حتي أصبحو بداخل صحراء أو ما شابه فكل ما تراه الفراغ في الخارج حول السيارة بفعل ضوء السيارة فقط بينما هو يشق طريقه المعروف بصمت محكم حتي توقف أخيراً علي تل كبير إستطاعت هي رؤية نهايته بفعل مصباح السيارة لتنظر له بخوف بينما قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها وهي تسأله بتقطع : إحنا .. إحنا بنعمل هنا إيه .
وشهقة مؤلمة خرجت من شفتيها تلاها وضعها ليدها علي فاهها بأعين جاحظة وهي تراه يُخرج مسدسه من تابلوه السياره محدثاً إياها بينما يفتح باب السيارة مترجلاً للخارج بنبرة مميتة : إنزلي .

اترك رد

error: Content is protected !!