روايات

رواية الشادر الفصل الرابع 4 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل الرابع 4 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت الرابع

رواية الشادر الجزء الرابع

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة الرابعة

حمزة بص للارض شويه بصمت، كان بيفكر جواه في اللي هو ناوي يعمله ده، مش مصدق انه ممكن يتجوز واحده تانيه غير جميله اللي عاش عمره كله يتمناها ويحلم بيها، كان حاسس ان اللي هيعمله ده هيعاقب بيه نفسه هو مش هي، لانه متأكد انه مش هيقدر يلمس بنت غيرها وكمان مستحيل يسمح ان اي راجل غيره يقرب منها، بس كان لازم يرد كرمته اللي جميله داست عليها، خد القرار بسرعه واصر عليه وكان واقف على التنفيذ، رفع وشه واتكلم من غير مقدمات وقال للاسطي خيري:
– انا طالب القرب منك في بنتك ياسطى خيري
بصـ له الاسطي خيري بصدمة، بدأ يستوعب طلبه، مكنش مصدق اللي بيسمعه، المنطقه كلها عارفة ان البرنس بيحب جميلة بنت الاستاذ محمود الموظف وحجزها من زمان للجواز، فكر بين وبين نفسه، ايه اللي غير رأيه وخلاه يجي بنفسه يطلب بنته.
بصله البرنس وهو منتظر رده، اتكلم الاسطي خيري بتوتر:
– اعذرني يعني بس المنطقه كلها عارفين انك حاجز جميلة بنت الاستاذ محمود!
زفر البرنس بغضب وقاله:
– ملكش دعوه بالموضوع ده، خلينا في موضوعنا، انا جاي دلوقتي اطلب ايد بنتك، موافق ولا لأ؟
بصـ له الاسطي خيري وفكر بينه وبين نفسه ايه اللي هيحصل بعد ما يناسب البرنس، المنطقه كلها هتعمله الف حساب، بنته هتعيش في هنا وعز مع البرنس، هتتجوز راجل يقدر يصونها ويحافظ عليها، حياتهم كلها هتتغير، دي فرصة مستحيل يضيعها، رد بثقه وقاله:
– و مين يقدر يقول لأ لكبير المنطقه
اتكلم البرنس بهدوء:
– يعني ايه؟
رد الاسطي خيري بتأكيد:
– موافق طبعا يا كبير
هز البرنس راسه بالايجاب بدون ما يظهر على ملامحه اي مشاعر، قام وقف واتكلم باختصار:
– خد رأي العروسه وبلغني، ولو وافقت هتبقى كل حاجه عليا، بالنسبة للاتفاقات انا متكفل بكل مصاريف الجواز وهدفعلها المهر اللي يرضيها وهجبلها الشبكه اللي تكفيها
لمعت عين الاسطي خيري بالطمع، كمل البرنس كلامه وقاله:
– هنعمل الفرح وكتب الكتاب يوم الخميس الجاي هنا في المنطقه والزينه والانوار هتغرق المنطقه كلها
ابتسم الاسطي خيري بطمع وقاله:
– بس كل ده كتير علينا اوى يا كبير!
وقف حمزة وهو بيفكر بتردد في اللي هو بيعمله. هز راسه بهدوء وقال:
– مش كتير ولا حاجة ياسطى خيري
ابتسم الأسطي خيري وقال:
– اللي تؤمر بيه يا كبير هيحصل.. ربنا يتمم بخير
خرج البرنس من محل الحلاقة بتاع الاسطي خيري بعد ما خلص كلامه، وقف الاسطي خيري جوه المحل وهو عايز يرقص من الفرحه.
مشي البرنس وهو مش شايف قدامه، ده كان اصعب قرار خده في حياته، بس كان لازم يقسي على قلبه عشان يرد كرمته قدام نفسه.
قابله بدر وبصـ له بستغراب، كان ملاحظ عليه حاجه غريبه، وقف قدامه وسأله بفضول:
– ايه يا حمزة مالك؟!
بصله بحدة، بلع بدر ريقه وقاله بطريقه مرحه:
– ايه يا عم البرنس مالك مزاجك مش حلو ليه؟
اتكلم البرنس بغضب مكتوم جواه:
– مفيش يا بدر، في حوار كده كنت عايزك فيه قبل ما انسى
اتكلم بدر بفضول:
– حوار ايه ده؟!
اتكلم البرنس بهدوء:
– حوار كده البت زوزو كلمتني فيه امبارح يخص شغل مع جوزها
هز بدر راسه بالايجاب وسأله باهتمام:
– شغل إيه؟
دخلت جميله المنطقه هي وثريا، كانوا ماشين جنب بعض بس كل واحده فيهم في وادي تاني مع نفسها.
اتجمد حمزة مكانه اول ما شافها بتقرب، معقول لسه بتأثر فيه بعد كل القرارات اللي خدها، بعد ما سهر طول الليل يقسي قلبه عليها عشان لما يشوفها متأثرش فيه، ميحسش بدقات قلبه اللي بتزيد وترتفع كل لما تقرب منه، جسمه ميتجمدش مكانه وعينيه تفضل متبعاها لحد ما تختفي عن عينيه، احتار يعمل في قلبه ايه اكتر من اللي عمله، ازاي ينزعها من قلبه عشان يعيش مرتاح.
بصـ له بدر بستغراب ولاحظ ان عينيه على اول المنطقه، لف يشوف عينيه على مين وبيبص على ايه وابتسم اول ما شاف ثريا ماشيه مع جميله، قلبه دق بسرعه اول ما شاف ثريا.
رفعت جميله وجهها وشافته وهو واقف، اول لما عينيها جات في عينيه حرك عينيه بعيد عنها بسرعه، بص لـ بدر واتكلم معاه.
شافتهم ثريا وكانت حزينه جدا على الفراق اللي بيحصل قدامها، هي عارفه ان اخوها بيعشق جميله وكمان جميله بتحبه رغم انها بتكابر طول الوقت، كانت بتسأل نفسها؛ ليه حمزة عمل كده وقرر فجأة يتجوز واحده تانيه غير حبيبته، مكانتش فاهمه ايه اللي بيحصل ومجاش في تفكيرها ان السبب هو كلام شادية اللي قالته لجميلة في الفرح.
قربت جميله منه وهو واقف وعامل نفسه مركز مع بدر وبيتكلم معاه، كان بدر بيبصله بستغراب وهو بيتكلم معاه في مواضيع كتير وكل الكلام داخل في بعضه، كان فاهم انه بيقول اي كلام عشان يبان انه مشغول معاه في الحديث، بس مكنش فاهم ليه حمزة بيعمل كده وايه اللي بيقصده انه يظهر لجميله عدم اهتمامه بيها.
فاتت جميله من جنبهم بكل هدوء، بدون ما تقول اي كلمه، غمض عينيه مجرد ما عدت جنبه، الهوا اللي حواليه فجأة اتعطر بعطرها الهادي اللي بيعشقه، كان نفسه يمسك ايديها ويقولها متبعديش، كان نفسه تفضل قصاد عينيه اكتر من كده.
بدر عينيه كانت على ثريا، كان ملاحظ انها ماشيه حزينه، مكنش فاهم اي حاجه ولا ايه اللي بيحصل، بص للبرنس وسأله بفضول:
– هو ايه اللي بيحصل، في حاجه غريبه!!
قرب منهم كرم صاحبهم التالت واتكلم بصياح:
– الف الف مبروك يا عريس، انا مصدقتش لما عرفت الخبر دلوقتي!
بصـ له بدر بستغراب وسأله بفضول:
– عريس مين؟!
اتفاجئ حمزة ان كرم عرف بسرعه كده، عقد ما بين حاجبيه وسأل كرم:
– انت عرفت منين يا كرم؟!
اتكلم كرم بمرح وسعادة:
– الاسطي خيري نشر الخبر والمنطقه كلها عرفت والزغاريد شغاله في بيته دلوقتي
استغرب البرنس؛ معقول الاسطي خيري لحق ينشر الخبر بسرعه كده! وكمان يبلغ اهل بيته، دا لسه ماشي من عنده من ربع
ساعه بس، لحق امتى ينشر الخبر!!
وقف بدر وهو بيبص لحمزة وكرم بستغراب ومش فاهم اي حاجه، اتكلم بفضول وسألهم:
– هو ايه اللي بيحصل يا جماعه انا مش فاهم اي حاجه، المنطقه كلها عرفت ايه وزغاريد ايه مش فاهم!
اتكلم كرم بستغراب وهو بيبصله:
– يعني انت واقف مع البرنس ولسه متعرفش انه هيتجوز بنت الاسطي خيري الحلاق!
فتح بدر عينيه بصدمة وبص لحمزة بسرعه وقال:
– نعـم!!!.. مين هيتجوز مين!.. البرنس هيتجوز مين!
بص وراه على بيت جميله وقال بتلعثم:
– طب وو.. ازاي طيب انا مش فاهم حاجه؟!
زفر حمزة بغضب وقال:
– مش عايز كلام كتير في الموضوع ده وخلينا في شغلنا وتعالوا ورايا يلا عشان نتكلم في الشغل
سبقهم بخطوات مسرعه على المكان اللي بيتجمعوا فيه عشان يتكلموا في شغلهم.
وقف بدر مصدوم ومش قادر يصدق، ضحك كرم وحط ايديه على كتف بدر وقاله بثقة:
– مش قولتلك مفيش حاجه اسمها حب، هتلاقيه خد من البت جميله مزاجه وقال يشوف غيرها، الحب ده ياصحبي مش للي زينا، احنا اتعودنا نخطف ونجري
بصله بدر بصدمة ونزع ايديه بعيد عن كتفه وقاله بغضب:
– مش حمزة اللي يعمل كده في جميلة، وجميلة بنت ناس ومتربية مش زي الاشكال الزباله اللي انت تعرفهم، واياك تقول الكلام ده تاني يا كرم، عشان لو البرنس سمعك هيخلص عليك بإيديه، انت عارف الا جميلة عنده
ارتجف كرم وقاله بتوتر:
– وانا مالي يا عم هو انا اللي بقول الكلام ده، ما الناس كلها بتتكلم وكل المنطقه مستغربين ايه اللي يخلي البرنس يصرف نظر عن جميلة الا لو كان عمل معاها حاجه ولا شاف عليها حاجه مش تمام
بصـ له بدر بصدمة، اتوتر كرم اكتر وقاله:
– انا مليش دعوه بالحوار ده اما اروح اشوف هو عايزنا في شغل ايه
مشي كرم ووقف بدر يفكر ايه اللي بيحصل وليه فعلا حمزة قرر يتجوز واحده تانيه غير جميلة اللي كل المنطقه عارفه انه بيعشقها، الموضوع فعلا كبير بس هو واثق انه ملوش علاقه بأخلاق جميله، بس لازم ينبه حمزة ان القرار اللي هو خده ده هيضر سمعة جميلة في المنطقة.
*****
في بيت جميلة.
دخلت جميلة غرفتها وقفلت علي نفسها، اخيرا سمحت لدموعها انها تنزل من عينيها، قلبها كان وجعها اوي، مش مصدقه ان حمزة هيتجوز فعلا واحده تانيه، كانت حاسه بوجع جامد، كان نفسها تخليه يحس نفس الوجع اللي هي حاسه بيه، مكانتش تعرف ان وجعه اكبر بكتير من اللي هي حاسه بيه.
سمعت صوت خبط خفيف على باب غرفتها، جففت دموعها بسرعه وردت بصوت مبحوح:
– ايوه
اتكلمت والدتها بقلق:
– انتي كويسه يا جميله؟!
قامت من فوق السرير بسرعه وبصت على وشها في المرايا، خدت منديل ومسحت اثر دموعها، حاولت تبان ملامحها عاديه، قربت من باب الغرفه وفتحته وهي بتحاول تبتسم لوالدتها وقالتلها بمرح:
– خير يا ماما في ايه؟
بصتلها والدتها باهتمام، كانت ملاحظه حاجه غريبه، حزن كبير جوه عينيها بتحاول تخفيه، بس متعرفش انها مستحيل تخفي حزنها عن والدتها، ابتسمت لها والدتها واتكلمت بهدوء:
– مفيش يا قلب ماما انا كنت بس بطمن عليكي لانك جيتي من الكليه على اوضتك على طول
ابتسمت لها جميلة وهي بتحاول تخفي حزنها، باب الشقه اتفتح ودخلت “تسنيم” اخت جميلة الصغيرة، بتدرس في اولى ثانوي عام، دخلت تسنيم وهي بتبص لاختها بستغراب وقالتلها:
– هو ايه الكلام اللي الناس بيقولوه تحت ده؟!
استغربت والدتها وسألتها بقلق:
– كلام ايه؟
اتوترت جميلة، اتكلمت تسنيم بستغراب:
– بيقولوا ان حمزة هيتجوز بنت الاسطي خيري الحلاق
بصتلها والدتها بستغراب، لفت بوجهها لجميلة وبصتلها، جف حلق جميلة وهي بتسمع تأكيد الخبر اللي قالتهولها ثريا في الجامعه، اتكلمت والدتها وسألت جميلة بفضول:
– انتي عرفتي الخبر ده يا جميلة؟!
هزت جميلة راسها بالايجاب، بللت ريقها وحاولت ترسم البرود على ملامحها واللا مبالاة، اتكلمت ببرود عكس اللي بتشعر به:
– اه ثريا قالتلي الخبر ده واحنا في الجامعه، الحمدلله انه خلاص هيتجوز ويشوف حياته بعيد عني ويسبني في حالي اشوف حياتي
بصتلها والدتها بستغراب، اتكلمت تسنيم اختها بغضب:
– بس اللي هو عمله ده خلي الناس يتكلموا في سمعتك انتي
فتحت والدتها عينيها بصدمة، بصت جميلة لاختها بزهول وقربت منها تسألها بصدمة:
– يتكلموا في سمعتي ازاي؟!
خفضت تسنيم وشها واتكلمت بحزن:
– في واحده صحبتي كانت ماشيه معايا اول لما عرفنا الخبر ده واول سؤال سألته ليا قالتلي “هو البرنس هيتجوز واحده تانيه غير اختك ليه!، هو شاف حاجه على اختك؟!”
شهقت والدتها بصدمة، اتجمدت جميلة مكانها وهي بتسمع كلام اختها.
رجع والدهم من شغله وفتح باب الشقه ودخل ولقاهم واقفين متجمدين مكانهم، زوجته وبناته الاتنين، عرف بالخبر اللي انتشر في المنطقه كلها في اقل من ساعه واحده، بص لجميلة بنته واتكلم وبهدوء:
– السلام عليكم
ردو السلام وهما واقفين، جميله كانت بتحارب دموعها انها متنزلش، كانت بتحاول على قد ما تقدر تظهر قويه وفرحانه بالخبر اللي عرفته وانها خلاص بقت حره والبرنس بعد عنها وهيتجوز ويسيبها في حالها.
بصلها والدها باهتمام وقرب منها، ربت على كتفها وسألها بحنان:
– عاملة ايه يا حبيبتي، لسه راجعه من الجامعة ولا ايه؟
هزت جميلة راسها بالايجاب و ردت بهدوء:
– الحمدلله يا بابا، اه لسه راجعه من شويه
هز راسه وهو بيبتسم لها، بص لزوجته وقالها بمرح:
– ايه يا ام جميلة، فين الغدا احنا جعانين
بصتله زوجته بتوتر وقالت:
– الغدا جاهز، حالا هحطه ع السفرة
بصت لـ تسنيم وقالت لها:
– تعالي معايا يا تسنيم ساعديني
بصت تسنيم لـ والدها واختها وفهمت ان والدها عايز يتكلم مع جميلة على انفراد، اتحركت والدتها علي المطبخ وتسنيم وراها، ابتسم الاستاذ محمود لبنته جميلة وقالها:
– تعالي يا جميلة عايزك
خدها على غرفة الضيوف وقعدوا، كانت جميلة متوتره جدا، عارفه ان والدها هيكلمها في نفس الموضوع، كل اللي كان بيشغلها في اللحظة دي انها تقدر تسيطر على دموعها وتبان قوية قدام والدها وتبان كمان سعيدة بالخبر ده.
بصلها والدها باهتمام وقالها:
– اكيد عرفتي بالخبر اللي انتشر في المنطقة النهاردة؟
اتكلمت جميلة بخفوت:
– خبر ايه؟
اتكلم والدها بهدوء:
– جواز حمزة من بنت الاسطي خيري الحلاق
خفق قلبها بعنف، ارتجف جسمها وحاولت تسيطر علي توترها. تشابكت كفوف ايديها في بعض وضغطت عليهم بقوة، تابع والدها اللي بيحصلها، اتكلم مرة تانيه بهدوء:
– بصي يا جميلة يا بنتي، انا معنديش في حياتي أغلى منك انتي واختك، انتوا الحاجه الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا، انا لما سبق ووافقت على طلب حمزة لما جه يتقدملك مكنش خوف منه بالعكس. انا عمري ما خوفت منه لاني عارف معدنه كويس، وابوه الله يرحمه زي ما انتي عارفه كان صاحب عمري.
اتصدمت جميلة لما عرفت ان موافقة والدها على حمزة مكنش خوف منه وانتظرت تعرف ايه السبب الحقيقي لموافقة والدها.
________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *