روايات

رواية تناديه سيدي الفصل الثاني 2 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل الثاني 2 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي البارت الثاني
رواية تناديه سيدي الجزء الثاني

رواية تناديه سيدي الحلقة الثانية

فى صباح اليوم التالى استيقظت شمس باكرا كعادتها ثم أيقظت زياد و طلبت منه أن يتوجه للحمام ليتوضأ ويصلى الصبح ريثما تعد له طعام الإفطار وبينما كانت تضع له علبة الطعام فى حقيبته المدرسية استيقظت زينة وأخذت تشاكس أخيها وهو يرتدى ملابسه فاضطر زياد أن ينادي على شمس قائلا :
-يا شمس حوشي زينة مش عارف ألبس منها وهتأخر كدة (أتت شمس مهرولة)
-زينة حبيبتى كدة عيب سيبي أخوكي يخلص عشان ما يتأخرش ولما يرجع ابقى العبي معاه براحتك
-حاضر يا شمس
 تناول زياد وزينة افطارهما سريعا  حتى يلحق بحافلة المدرسة ، وصلت الحافلة وحمل زياد حقيبته وخرجت معه شمس وزينة لتوصلانه كما يفعلان يوميا  وأخذتا تلوحان له  وزياد ينظر لهما من خلال زجاج نافذة الحافلة  حتى ابتعدت تماما عن ناظريهما .
-شمس يلا نلعب ف الجنينة
-حاضر حبيبتى عايزة تلعبي ايه
-تعالى نلعب مع تايسون شوية
ذهبتا الى أحد أركان الحديقة حيث يقبع كلبا ضخما أسود اللون مظهره مخيف والزبد يسيل من شدقيه ما إن رآهما قادمتان حتى أخذ يقفز فرحا وهو يهز ذيله في سعادة فعلى الرغم من مظهره المخيف وحجمه الضخم  الا أنه كان صديقا وفيا لزينة وشمس فقد اعتادتا على اطعامه واللعب معه منذ أن كان جروا صغيرا فاستطاعتا كسب ثقته وحبه ، أحضرت زينة كرة صغيرة مطاطية واخذت تقذفها بعيدا فيركض تايسون خلفها في سعادة ويحضرها لها لكى تعيد الكرة معه مرة أخرى فقد كان يعشق هذه اللعبة كثيرا  ، في هذه الأثناء حضر حسام الذي ما أن رأته زينة حتى ركضت باتجاهه وهى تصرخ بإسمه قائلة :
-أونكل حسااااام وحشتنى اووى  (انحنى حسام ليحملها وهو يبتسم بسعادة بالغة فهو يعشق أبناء زيدان كثيرا )
-زونى حبيبة أونكل حسام عاملة ايه يا أحلى زينة ف الدنيا
الحمد لله يا أونكل بس انت ليه مش بتيجى تلعب معايا انت زعلان منى  وفين آدم هو كمان مش بيجي يلعب معايا
-أنا أقدر أزعل من زينة قلبى أنا بس كنت مسافر فى شغل وجيت من المطار على هنا على طول وان شاء الله ادم لما يرجع من عند جدته هجيبه يلعب معاكي   وبعدين أنا جيبتلك لعب وشيكولاتة وحاجات حلوة كتييير
– بجد يا أونكل حسام انا بحبك قد السما وأنا بحبك قد الدنيا بحالها (أخذت تقبله على وجنتيه كثيرا فهي تعشق هذا الرجل الحنون)
-عاملة إيه يا شمس
-بخير يافندم الحمد لله
-قوليلى هو زيدان صاحي
-أيوة يافندم موجود فى أوضة مكتبه
-طيب أنا هدخله انزلى بقى يا زينة هخلص مع بابي وهاجى العب معاكى كتير واوريكى الحاجات الحلوة الى جيبتهالك
-أوك يا أونكل أنا هلعب مع تايسون لحد ما تيجى
-أنا مش عارف بتلعبى مع السلعوة دى ازاي (ابتسمت شمس لدعابته)
-يعنى ايه سلعوة يا أونكل
-لما اخلص مع بابي هقولك (قبلها على وجنتها وأنزلها الى الأرض )
دلف حسام إلى القصر لمقابلة زيدان وطرق باب حجرة مكتبه ،أدار مقبض الباب ودلف إلى الداخل وما إن رآه زيدان حتى وقف لإستقباله ضم حسام صديقه إلى صدره وبدأ هو الحديث قائلا :
-طمني ايه الأخبار
-مفيش جديد رئيس المباحث بيقول إنى كنت أول المشتبه فيهم لكن سفري برة مصر وقت الحادث قلل من نسبة الشك لكن هما مش مستبعدينى تماما
-نعم وانت مالك بقى وهتقتلها ليه
-يابنى ماهم عملوا تحريات وعرفو ان علاقتنا كانت زى الزفت واننا كنا دايما على خلاف
-أيوة بس ده مش مبرر للقتل إنت أصلا كنت ناوى تطلقها
-أيوة بس محدش يعرف الموضوع ده غيرك انت (وضع كلتا يديه على رأسه وأخذ يضغطها بقوة )أنا تعباااان أوى يا حسام كانت قرفاني وهي حية وقرفاني وهي ميتة عاملة زي اللعنة أنا بتمنى لو الزمن يرجع بيا لورا كانت أكبر غلطة عملتها فى حياتى ياريتنى ما سمعت كلام بابا
-زيدان الكلام ده ملوش فايدة دلوقتي وبعدين لولا الغلطة دى ما كنش هيبقى فيه دول (أشار إلى صورة زياد وزينة الموضوعة على المكتب)
-هما دول الى مصبرنى على كل الى أنا فيه
-أنا ما كنش لازم أسمع كلامك وكان لازم  أرجع معاك عشان أكون جنبك فى الظروف دى
-والصفقة تضيع مننا يعنى يبقى موت وخراب ديار وبعدين انت كنت معايا خطوة بخطوة على الفون
-يازيدان إنت أخويا مش مجرد صديق إحنا عشرة عمر
-ربنا يديم المحبة والأخوة مابينا ، بقولك إيه عايزين ندخل المناقصة بتاعة ال …
-ياعم ارحمنى بقى أنا جاي من المطار على هنا دا انت حتى ما عزمتش عليا بساندويتش مية ساقعة صدق بالله أنا هروح ألعب مع البت زينة أحسن من قعدتك الفقر دى
-يابنى استنى بس المناقصة دى مهمة ولازم..
-ياعم حل عنى بقى أنا رايح ألعب على ما تجهزوا الغدا أنا واقع من الجوع سلام (ركض سريعا خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه )
– مفيش فايدة فيه هيعيش عيل وبموت عيل
(بعد مرور شهرين على الحادث)
جلس زيدان مع والده فى حجرة مكتبه ليتناقشا حول أمور العمل ولكن فجأة غير (يوسف ) دفة الحديث قائلا
-انت لازم تتجوز يازيدان
-حضرتك بتقول ايه يا بابا جواز ايه بس دلوقتى مراتى مابقلهاش شهرين ميتة
– يابنى انت راجل ومحتاج ست ف حياتك ومحدش يقدر يلوم عليك ف حاجة وولادك كمان محتاجين أم ترعاهم وتساعدك في تربيتهم
-بابا حضرتك بتهزر مش كدة؟
-قصدك ايه؟
-أنت عارف كويس أن سما كانت أسوأ أم ف الدنيا رغم أنها أمهم الحقيقية ف ازاى أتجوز واحدة عشان تربى عيالى وتبقى حنينة عليهم اذا كان امهم نفسها عمرها ما كانت ام ليهم ثم إن البيبي سيتر بتاعتهم  قايمة بالمهمة دى على أكمل وجه فمفيش داعى لجوازى مرة تانية
-بس أنت راجل ولك احتياجات  ومحتاج واحدة ست تشوف طلباتك وتونس  وحدتك
-أنا سعيد بوحدتى دى وأرجوك مفيش مجال لمناقشة الموضوع ده مرة تانية
انتفض الأب من مقعده غاضبا وقال
زيدان انت اتجننت بتعلى صوتك عليا و من امتى بتناقشنى ف قرار ولا بتكسرلى كلمة
-من يوم ما ورطتنى فى الجوازة دى و بوظتلى حياتى 10 سنين وأنا عايش في جحيم أنا كرهت صنف الستات كله من تحت راسها أرجوك بقى سيبنى فى حالى
لاحظ زيدان الحزن العميق على وجه والده وشعوره بالذنب فأدرك أنه قد جرحه بحديثه هذا فهى ليست المرة الأولى التي يذكره بها أنه السبب فى تعاسته فتدارك خطأه وأردف سريعا قائلا :
-بابا مش قصدى أضايق حضرتك بس فعلا أنا وولادى مرتاحين كدة  ومش محتاج أتجوز تانى
أيقن (يوسف) أن ولده عنيد ولن يستمع اليه بسهولة ولكنه أسر هذا فى نفسه وأظهر له أنه قد اقتنع بحديثه على أمل أنا يحاول اقناعه مرة أخرى
 (ڤيلا السيدة بثينة )
– لازم أتجوز زيدان بأى طريقة
-ماتحاوليش ياحبيبتى رجالة العيلة دى مابيتجوزوش بعد مراتاتهم انتى ناسية انا حاولت قد ايه بعد موت ابوكى الفت نظر (يوسف) ليا وكان حلم حياتى اتجوزه وابقى مرات يوسف السيوفي وعملت كل الى ف وسعى لحد ما جابهالى بصراحة وقالى انه مش ممكن هيتجوز بعد مراته ما ماتت ابدا وزيدان نسخة من أبوه و مخلص لمراته زيه
-مامي حبيبتى احنا هنشتغل بعض انا وانتى عارفين كويس ان زيدان ما كنش بيطيق سما دول كانو بيتخانقوا اكتر ما بياكلوا وكل يوم والتانى كانت تيجى هنا غضبانة وانتى الى كنتى بتضغطى عليها وترجعيها تانى او عمو يوسف كان بيتدخل لما كان الموضوع بيوصل للطلاق ، سما كانت غبية ماعرفتش تتعامل مع زيدان
-وانتى يعنى الى هتعرفى تتعاملى معاه بطلى غرور بقى واعرفى حجمك
-وليه لا أنا أحلى وأذكى منها بكتير وهعرف اتعامل مع زيدان كويس (سما) كانت مستهترة وبتدور على متعتها الشخصية وبس حتى اولادها كانت مهملة فيهم
-وانتى بقى الى هتهتمى بيهم ده انتى ما بتكرهيش ف حياتك قد الاطفال وما بستحمليش تقعدى معاهم 5 دقايق على بعض
ارتسمت ابتسامة صفراء مقيتة على شفتيها وقالت
– ده حقيقي فعلا بس لازم ابين العكس لحد ما اوصل لهدفى
-ناوية على ايه يا غادة
-كل خير يا مامي، بقولك إيه ولاد اختى حبايبي وحشونى موووت هروح اتطمن عليهم واديهم جرعة حنان
غمزت بعينها اليسرى وانطلقت من بين شفتيها ضحكة مستفزة تحمل كل معانى الحقد والكره لكل شئ يقف ضد رغباتها
(قصر زيدان السيوفي)
جلست شمس تصفف شعر زينة الأسود اللامع والذى ورثته عن والدها ليس الشعر فقط حتى الملامح المتناسقة والبشرة البيضاء الصافية والعينان الفيروزيتان كانت طفلة غاية فى الجمال والروعة ولم يكن أخيها زياد يختلف عنها فقد كان نسخة مصغرة من والده .أنهت شمس تصفيف شعر زينة واتجهت الى زياد الذي كان يذاكر دروسه لتسأله ان كان فى حاجة للمساعدة  وبدأت فى شرح الدرس له بطريقة مبسطة تناسب عمره وما كادا أن ينتهيا من المذاكرة حتى سمعوا طرقا على الباب ووجدوا سيدة مسنة تفتح الباب وتطل برأسها منه ، والتي لم تكن سوى الخالة نجاة  سيدة عجوز مسنة لديها وجه بشوش وعينان عسليتان صافيتان ولكن كان الضيق يرتسم على وجهها اضطربت شمس لمظهرها العابس وقالت
_مالك يا خالتى نجاة في ايه؟
_الانسة غادة خالة الأولاد موجودة تحت وعايزة تشوفهم
ظهرت امارات الضيق  على وجه الاطفال وقالا معا فى نفس واحد
– مش عايزين نشوفها دى رخمة ولئيمة و احنا بنكرهها
 لامتهم شمس على هذا الحديث والذي فيه تطاول على شخص اكبر منهم فى العمر وطلبت منهم ان يكفوا عن التذمر ويذهبوا للقاء خالتهم فهى بمثابة والدتهم الأن ويجب أن يتعاملوا معها بأدب ذهب الأطفال مع نجاة وما أن رأتهم غادة حتى رسمت ابتسامة زائفة على شفتيها الملونة بطلاء شفاه أحمر فاقع يناسب الغانيات أكثر مما يناسب فتاة سليلة عائلة عريقة كعائلتها وشعر كستنائي مموج والذي دفعت فيه مبلغا طائلا لدى أحد أفخم مراكز التجميل لتجعله مجعدا تشبها منها بفنانة شهيرة فتحت ذراعيها عن أخرهما وهى تهتف فى حنان زائف
-ولاد أختى حبايبى وحشتونى اوووى حبيبتى يا زينة عاملة ايه يا قلبى
-الحمد لله يا أنطي غادة
-احم لا ياحبيبتى مش بحب كلمة أنطى دي قوليلى غادة بس أوك
-أوك غادة
-شطورة ياقلبى بس ايه القمر ده انتى شبه مامتك خالص الله يرحمها
 ردت الطفلة ببراءة وقالت
-بس أنا شبه بابي بصي شعري زي شعره وودنى زي ودنه و…..
وظلت الصغيرة تسترسل فى حديثها البرئ والذى وجدته هذه المتكبرة حديثا تافها مضجرا قاطعت الطفلة مما جرح مشاعر الأخيرة واشعرها بالضيق من خالتها اللئيمة كما كانت تطلق عليها هى واخيها وقالت لزياد فى تصنع ملحوظ
-زياد حبيبى انت كبرت خالص ما شاء الله عليك قولى يا حبيبى عايشين ازاى من غير مامي
اجابها زياد بتهكم لا يناسب طفلا فى عمره ابدا وقال
– زى ما كنا عايشين قبل ماتموت، شمس هى الى كانت بتخلى بالها مننا وبعد ما ماتت بردو شمس هى الى بتخلى بالها مننا مفيش حاجة اتغيرت
  أرادت غادة تغيير دفة الحديث فمن الواضح أن الأطفال لا يستسيغون فكرة وجودها معهم وهى لابد ان تكسبهم فى صفها حتى تستطيع تحقيق مآربها سريعا  وقالت فى مرح مفتعل
– شوفو يا حبايبى جيبتلكم حاجات كتير اوى حلويات ولعب شوفى يا زينة جيبتلك عروسة حلوة اوى
 كادت زينة ان تأخذها منها ولكن أوقفها أخيها قائلا
-زينة استنى شمس قالت لنا ما ناخدش حاجة من حد  نظرت زينة الى الحلوى والدمية بحسرة فهى طفلة رغم كل شئ تحب الهدايا وتعشق الحلوى توقفت زينة ونظرت لأخيها ثم نظرت لخالتها وقالت وهى مطأطأة رأسها فى الأرض
-شكرا مش عايزة
أمسك زياد يد أخته ونظر لخالته فى تحد وقال من بين أسنانه
-أسف يا غادةبس أنا عندى مذاكرة و الامتحانات قربت
صدمت غادة فهى كانت تتوقع طفلا صغيرا تستطيع ان تغريه بالحلوى والدمى ولكن هيهات لقد كانت تتحدث إلى النسخة المصغرة من زيدان  بقوة شخصيته وعجرفته وكبرياؤه قالت فى نفسها
-أوك يا زياد بيه أنا هستحمل قلة ادبك دى لحد ما اتجوز ابوك وساعتها هعلمك  الادب بطريقتى أنا
لمعت عينيها بنظرات شيطانية وهى ترسم ابتسامة صفراء مقيتة على وجهها وبينما كانت تهم بالذهاب حضر( زيدان ) ليجدها تقف فى بهو قصره بملابسها الغير لائقة وزينتها الصارخة فهى لا تختلف  عن أختها الراحلة فى شئ نفس الاستهتار والتفاهة كل مايشغلها هو المظهر فقط لا غير ،و ما إن رأته غادة حتى قالت فى غنج ودلال
-أنا شكلى محظوظة جدااا إني أشوفك قبل ما أمشي
-ايه الى جابك يا غادة وعايزة ايه
-تؤتؤ ايه المقابلة الوحشة دى يا جوز اختي
-ما بقيتش جوز اختك يا غادة
-اووه واضح ان أعصابك تعبانة من بعد موت سما مسكينة ماتت فى عز شبابها أنا كمان لسة مش مستوعبة انها راحت خلاص (بدأت تتصنع البكاء )
-والحق يتقال ياغادة أنتِ أكتر واحدة فينا متأثرة بموتها  والدليل على كدة  بدلة الرقص والميك اب  الى سعادتك جاية بيهم بيت اختك الى معداش ع موتها اكتر من شهرين
شعرت غادة بالغباء لتسرعها فى ارتداء هذه الملابس وهى ذاهبة لمنزل اختها المتوفاة حديثا ولكنها تداركت الموقف وقالت بدلال
– عادى بقى الحى أبقى من الميت يازيدان بيه
-كفاية رغي وقوليلى ايه الى جابك
-جاية اتطمن على ولاد أختي ايه فى مانع
هم زيدان  بالرد عليها لولا أن قاطعه رنين هاتفه وقبل أن يجيب نظر إليها وأشار إلى باب الخروج ثم أولاها ظهره وأجاب هاتفه دون حتى أن ينظر إليها كادت أن تنفجر من الغيظ من معاملته لها بإحتقار تمنت لو أن تنشب أظافرها فى وجهه لتعاقبه على تحقيره لها وسوء معاملته الدائمة معها خرجت من القصر وهى تقسم على العودة والانتقام منه وتنفيذ كل رغباتها ولن يقف أحدا فى طريقها أبداا
(غرفة الأطفال)
 -تحدثت زينة بحماس وهى تقول
-عارفة يا شمس غادة كانت جايبالنا حاجات حلوة كتير أوووى لعب وشيكولاتة وعروسة حلوة أووووى بس الغلس ده مارضيش يخلينى أخدها
-زينة عيب كدة يا حبيبتى اسمها أنطي غادة
-هي الي قالتلي أقول كدة  مش بتحب كلمة أنطي
-أوك وكمان ماينفعش تقولى على أخوكى الكبير انه غلس اتفضلى اعتذري له
-حاضر يا شمس أسفة زياد ما كنش قصدى (تقبله على وجنته)
-ولا يهمك  يا زينة أنتى أختى الصغيرة اللى بحبها ومش بزعل منك خالص
ربنا يخليكم لبعض ياحبايبي  وأنتِ يا زينة إنتِ ناقصك حاجة عشان تستنى شيكولاتة أو لعب من حد بابا ربنا يحفظه ويخليه ليكم مش حارمكم من أى حاجة وقبل ما تطلبوا الحاجة بتجيلكم انتي كدة تبقي طماعة و ربنا ما بيحبش الطماعين ياحبيبتى
-أسفة يا شمس مش هعمل كدة تانى
– شطورة حبيبتى وأنا هعملك كب كيك الشيكولاتة الى انتى بتحبيه
-الله انا بحبك اوى يا شمس (تطوق عنقها وتقبلها على وجنتها )
وبينما هم يتحدثون سمعوا طرقا على الباب وإذا  بزيدان  يدلف إلى الحجرة ارتعشت شمس خوفا كالعادة لا تدري لما تخشاه الى هذا الحد فهو لم يعاملها بقسوة يوما او يضايقها بفعل او قول حتى ولكن مجرد حضوره كان يثير فى نفسها الخوف والرهبة منه افاقت من شرودها على صوت الاطفال وهم يرحبون بوالدهم وزياد كعادته يتعلق باحضان والده وزينة تصارعه حتى تفوز بحضن والدها كانت شمس تنظر اليهم فى حب وتبتسم لا اراديا تحدث زياد قائلا
-بابي الأجازة قربت خلاص فاضل اسبوعين وامتحن هنتحبس ف البيت بقى زى السنة الى فاتت ولا هنروح البحر
-لا طبعا ياحبيبى هنروح شرم وهنقضى أحلى أجازة وهجيبلكم كل الل نفسكم فيه أنا كمان محتاج للأجازة دى يمكن أكتر منكم كمان
-بجد يا بابي هنروح البحر وهنتفسح وهتنزل تعوم معانا وتودينا الملاهى
-هعملكم كل الى انتو عاوزينه يا حبابيب بابي انا عندى كام زياد و زينة
 تسابق زياد وزينة على تقبيل والدهم شكرا له على تلك العطلة وأخذا يثرثران حول ما سيفعلوه هناك وماذا سيرتدون وفجأة قالت زينة لوالدها
– بابي هي شمس هتيجى معانا
التفتت شمس فجأة لتجد نفسها تنظر مباشرة الى عيني سيدها العميقتين خجلت واخفضت رأسها سريعا لتسمعه يقول
-طبعا ياحبيبة بابي هتيجى معانا
-ابقى جهزى نفسك يا شمس
-ححاضر يافندم
فرحت الصغيرة وارتمت باحضان شمس وهى سعيدة بانها ستقضى العطلة معهم تركهم والدهم  وذهب ليأخذ قسطا من الراحة بعد يوم عمل طويل وشاق.
ولكن كيف ينعم بالراحة وتلك الحية الرقطاء تحوم حوله هو يعلم جيدا برغبتها فى أخذ مكان شقيقتها كزوجة له ولكنه مستحيل أن يكرر هذا الخطأ الفادح مرة أخرى يكفيه ما لقيه من حياة تعيسة مع( سما )
تلك المستهترة الأنانية أغمض عينيه وهو يستعيد احدى مشاجراتهم
Flash back
تقف( سما) فى حجرة نومها أمام المرآة وهى تتعطر وتضع مساحيق التجميل، كانت ترتدى ثوب سهرة ضيق قصير مكشوف الظهر وفى تلك اللحظة دلف زيدان الى الحجرة ليصدم بمظهر زوجته الماجن
-على فين ياهانم
-رايحة عيد ميلاد واحدة صاحبتى
-اناراجع من الشركة تعبان و مش هقدر انزل تانى
-ومين قالك تنزل ولا تطلع انا هروح لوحدى الحفلة فى الكومباوند الى جنبنا مش بعيد
-انتى بتحلمى وبعدين خدى هنا مين قالك انى هسمحلك تخرجى بالمسخرة الى انتى لابساها دى ،ايه المنظر ده يا مدام
-اووووف انا زهقت من العيشة دى ماتبطل عقد بقى ما كل صحباتى بيلبسو كدة واجوازهم مش بيعملو زيك كدة الى يشوف طريقتك دى يفتكر انك بتحبنى  ولا حاجة (تبتسم بتهكم)
-الموضوع ملوش علاقة بالحب والكره يا مدام لكن أنا راجل حر ما اقبلش ان الست الى شايلة اسمى كل من هب ودب يبحلق ف جسمها
-انا زهقت بقى من يوم ما اتجوزتك وانا فى سجن ماتخرجيش مع ده ماتلبسيش ده ما تكلميش ده ايه القرف ده
أمسكها زيدان بقوة من رسغها وجذبها بقوة وهو يلوى ذراعها فى قسوة قائلا :
-عارفة لو ما كنتيش حامل ف ابنى انا كنت قتلتك على قلة ادبك دى بس معلش الصبر طيب تولدى بس وهخليكى تندمى على كل كلمة قولتيها
-اوعى كدة سيب ايدى انت فاكرنى هخاف منك طب جرب كدة تعملى حاجة وانا هوديك ف داهية هروح اعمل فيك محضر فى القسم وافضحك فى كل مكان
– اتكلمى على قدك ياحلوة انتى بتكلمى زيدان السيوفي وبعدين انتى لابسة الفستان الضيق ده ازاى كدة وبطنك فين نهارك اسود انتى لابسة كورسيه انتى ام انتى مفيش فى قلبك ذرة رحمة تخنقى ابنك بايدك عشان تداري بطنك غوري اقلعى القرف ده حالا ومفيش خروج لحد ما تولدى وده اخر كلام عندى
-انا بكرهك وبكره البيبى ده مش عايزاه ومش عايزاك انت كمان طلقنى بقى انا بكرهك بكرهك
-أوك أول ما تولدى ادينى ابنى وابقى غورى ف ستين داهية
– ومين قالك انى هخلف منك أنا هنزله مش عايزة اى حاجة تربطنى بيك انت فاهم
صفعها بقوة على وجهها وجذبها من شعرها قائلا بقسوة وهو يضغط على أسنانه بغضب
-عارفة لو كررتى الكلام الفارغ ده مرة تانية أنا هقتلك بايدى انتى فاهمة دفعها بقوة لتسقط فوق الفراش وهى تصرخ وتبكى ،خرج من الحجرة وهو يكاد يغلى من الغيظ وصفق الباب خلفه بقوة
ليعود الى الواقع والحزن ينسج خيوطه على قسمات وجهه الوسيم ليخلد الى نوم يتخلله الكثير من القلق والأحلام السيئة.
ترى ماذا ينتظرك في المستقبل يازيدان؟؟
يتبع…
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *