روايات

 رواية تناديه سيدي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي البارت الثالث والعشرون

 رواية تناديه سيدي الجزء الثالث والعشرون

تناديه سيدي
تناديه سيدي

 رواية تناديه سيدي الحلقة الثالثة والعشرون

(المستشفى )
وقف زيدان خلف زجاج حجرة العناية المركزة يراقب جسد شمس الراقد بلا حراك ، أطلق زفرة حارة تكاد تحرق ماحوله فالنيران التي تستعر داخل صدره لن تخمد أبدا قبل أن يطمئن على نجاة شمس من شبح الموت الذي يحوم حولها طوال الوقت ، كان حسام يراقبه بنظرات قلقة اقترب منه وقال بنبرة مواسية
– زيدان أنا خايف عليك انت كدة هتقع من طولك أرجوك ارتاح شوية تعالى نروح ونرجعلها بكرة
– مستحيل يا حسام ، مستحيل أدخل البيت من غيرها
– انت كدة بتموت نفسك هي مش مستفيدة حاجة بقعدتك هنا ، انت بقالك اسبوع لا أكل ولا نوم لما يجرالك حاجة ولا لا قدر الله تنام جنبها يبقى انت كدة نفعتها بايه لازم تروح ترتاح وتاكل وتغير هدومك لازم تفوق يا زيدان عشان خاطر شمس وعشان خاطر ولادك كمان لازم يشوفو ابوهم واقف على رجليه العيال حالتهم زي الزفت وطول ماهما شايفينك كدة حالتهم هتسوء أكتر
– مش قادر والله العظيم مش قادر
– احنا هنا من امبارح ومفيش جديد ، تعالى نروح ولو حصل اي حاجة المستشفى هتبلغنا بس انت كدة مش هتقدر تواصل يا زيدان
أذعن زيدان لحديث صديقه و القى نظرة اخيرة على زوجته وقد قرر الانصياع لحسام والعودة معه الى المنزل ، بعد أن قام حسام بتوصيل صديقه إلى قصره عاد هو الى منزله وقد كان الوقت متأخرا جدا ، خلد الى الفراش مباشرة فقد كان يشعر بتعب وارهاق شديد وما كاد أن يستسلم إلى النوم حتى انتفض كالملسوع فقد تذكر آدم الذي تركه يوما كاملا لا يعلم عنه شيئا نظر لساعته الوقت متأخرا ولا يجسر على الاتصال بليلى في وقت كهذا ، استجمع شجاعته وامسك بهاتفه فرغم كل شئ يجب أن يطمئن علي آدم

 

 

 

 

طلب الرقم وانتظر أن تجيب ليلى ولكنها لم تجب ، اعاد المحاولة مرة اخرى حتى اخيرا أجابت فقال في لهفة :
انا اسف يابشمهندسة لو بزعجك في وقت زي ده
– ايوة يابابي أنا آدم
– آدم ! هي طنط ليلى فين وازاي ترد على الفون بتاعها من غير اذن
– لا يابابي طنط ليلى هي الي ردت بس ادتني الفون عشان ارد عليك انا كويس الحمد لله
– طيب ياحبيبي ممكن تديني طنط ليلى أكلمها
– بابي عايز يكلمك يا طنط ، معاك اهي يا بابي
– الو ، بشمهندسة ليلى اسف لو ازعجتك
– لا خالص مفيش مشكلة ، آ دم ماتعبنيش خالص يالعكس ده ولد لطيف جدا
– مين ده الي لطيف والله كل شئ جايز، المهم انتُ عاملة ايه
– أنا بخير الحمد لله طمني ايه الي حصل الحقيقة انا ميت من التعب ممكن بعد اذنك اعدي عليكم الصبح نروح نفطر في اي مكان واحكيلك على كل حاجة
– خلاص تمام الساعة عشرة هكون جاهزة انا والولاد بس ياريت تجيب معاك هدوم لادم
– حاضر ، مش عايزة حاجة تانية
– لا شكرا ، تصبح على خير
– وانتِ من اهله
اغمض حسام عينيه واستسلم سريعا لنوم عميق
(قصر زيدان )
دلف زيدان من باب القصر والقى بجسده فوق اقرب مقعد قابله ليجد نجاة قد أتت مهرولة يبدو عليها أثار الارهاق والبكاء فقد كان القلق على ينهش قلبها نهشا قالت بصوت مرتعش
– طمني يابني طلعت هي شمس ولا لا
– هي يا نجاة هي

 

 

 

 

– يا مصيبتي ، ياضنايا يابنتي هي بخير يابني قولي انها بخير
– حالتها سيئة جدا ،ادعيلها يا نجاة لو بتحبي شمس ادعيلها
كان زياد وزينة يستمعان الى هذا الحديث غير مصدقين انهم على وشك فقدان امهم الحنونة تلك التي لم تبخل عليهم يوما بذرة حب او اهتمام ، اندفعا لحضن والدهما وهما يبكيان بحرقة ويسألان عن شمس متى ستعود الى المنزل وهل ستعود اصلا ضمهما والدهما الى أحضانه وقد هدئ من روعهما واخبرهما ان شمس ستتعافى وستعود الى المنزل قريبا فقط عليهما انا يهتما بنفسيهما ويتناولان طعامها وان يطيعا نجاة في اي شئ حتى عودة شمس الى المنزل وبينما هو يحاول تهدئة طفليه، حضر إلى القصر أخر شخص يتوقعه زيدان على الإطلاق .
(فيلا السيدة بثينة )
غادة كانت تضجع بإهمال أمام التلفاز تشاهد أحد قنوات الأفلام باستمتاع كبير دون أن يهتز لها جفن أو تشعر بذرة تأنيب ضمير ، أتت والدتها ووقفت أمامها فحجبت عنها رؤية المشهد فقالت متذمرة :
– مامي عايزة أتفرج بليز
– غادة انتِ الي عملتي كدة في شمس
– حد قالك اني مجرمة وبعدين مش قالو في شهود شافوها بتنط من الشباك يعني انتحار انا مالي بقى
– يعني انتِ ملكيش اي دخل في الموضوع ده
– أووووف بقى يا مامي قولتلك لا
– اومال كنتي بتتفقي مع ايهاب السيوفي على ايه
– مفيش كان حوار كدة وفكس خلاص
– نفسي اصدقك ، طيب حبيبة مامي ايه رأيك نسافر عند أختي في كندا كام يوم كدة لحد الدنيا ماتهدى انا خايفة عليكي
– من ايه بس انا ماعملتش حاجة عشان أهرب وبليز عايزة أكمل الفيلم بقى
– انتِ حرة بس لو وقعتي أنا مش هقدر اعملك حاجة ياريت تراجعي نفسك
– اوك أوك
قالتها غادة باستهتار غير عابئة بعواقب جريمتها التي فعلت .

 

 

 

 

(قصر زيدان )
لم يتخيل زيدان أن يأتي ذلك الشخص تحديدا إليه بعد كل ما حدث بينهما ، نظر إليه بعينان حمروان مجهدتان من أثر السهر والإرهاق وإندفع إلى أحضانه يبكي كطفل صغير فقد والدته في الزحام فلم يكن هذا الشخص سوى والده سوسف السيوفي والذي بدأ الحديث قائلا
– ازاي يابني كل ده يحصلك وماتبلغنيش يعني لولا حسام كلمني ما كنتش هعرف حاجة
– أنا أسف يابابا بس حضرتك أكيد عارف الظروف الي أنا فيها كمان كنت خايف من رد فعلك
– بعد العمر ده كله ولسة ماعرفتش أبوك ، الله يسامحك يا بني
– أنا أسف يا بابا
– أيا كان الي حصل بينا بس مرات ابني تتخطف وانا معرفش حتى لو مش راضي عن الجوازة بس دي خلاص بقت عرضي شايلة اسم ابني الوحيد ازاي ما اكنش جنبك وادور عليها معاك
– أنا تعبان أوي يابابا وكنت محتاجلك أوي فكرت كتير أكلمك لكن خوفي من رد فعلك هو الي كان ليرجعني تاني
– أبوك هيفضل طول عمره في ضهرك يابني مهما يحصل بينا ملناش غير بعض
– أنا محتاجلك اوي يا بابا محتاجلك أوي
وارتمى زيدان في أحضان والده الذي صدم بحالة زيدان ولده الوحيد وكيف تبدل بهذه السرعة ، انه يدعوا الله أن يعبر ولده من هذا الضيق الذي ألم به سريعا .

 

 

 

 

(احد المطاعم)
آدم وميسون يتناولان الطعام بشراهة وبجانبهما ليلى تستمع الى ما يقصه عليها حسام من أحداث والتي قد جرت بالأمس ، بعد ان انتهى من سرد مالديه قالت في أسف :
– مسكينة شمس ياترى جرالها ايه وتفتكر حد كان قاصد يقتلها عشان ينتقم من زيدان مثلا
-لو حد قاصد يقتلها هيقتلها بالطريقة الدرامية دي ليه ما كان ضربها برصاصة ولا بسكينة ، في لغز في الموضوع ده
– ربنا قادر يظهر الحق
– ونعم بالله ، ليلى !! بالنسبة للموضوع الي كنت كلمتك فيه كنت عايز أعرف يعني ..
هنا صدح رنين هاتف حسام واسم زيدان يتوسط الشاشة فأجاب حسام من فوره قائلا :
– ايوة يا زيدان في جديد
– تعالالي على المستشفى حالا يا حسام
– حاضر حاضر
– ليلى أنا أسف أوي
– ما تقلقش آدم هيفضل معايا
– لا بعد اذنك لو فعلا عايزة تساعديني تودي آدم لجدته هبعتلك العنوان على الواتس اب انا مش عارف هفوق له امتى وعموما انا كلمت طنط وهي في انتظاره
– حاضر زي ماتحب ، وياريت تطمني لو في جديد
– إن شاء الله ، دعواتك

 

 

 

 

(المستشفى )
وصل حسام ليجد زيدان يقف مع أحد الضباط وإمارات الغضب تبدو على وجهه الصارم ءلك العرق المنتفخ إلى جانب عنقه ينذر بوجود كارثة كبيرة ، قال حسام في لهفة :
– خير شمس فاقت
– لا يا حسام بيه بس قبضنا على العيال الي كانو خاطفينها
-هتسجنوهم طبعا
لازم مدام شمس تفوق الأول عشان تتعرف عليهم لأنهم بينكروا ومش راضيين يعترفوا
سيبوهم معايا عشر دقايق وهخليهم ينطقو بكل ذنب عملوه من يوم ما اتولدوا
قالها زيدان في عصبية وهو يكور قبضته وكأنه على استعداد أن يلكم أحدهم
– اهدى يا زيدان أكيد حضرة الظابط هيتصرف
– ان شاء الله يا حسام باشا مش عايزكم تقلقواا العيال ده هتتسجن وهتاخد حكم محترم ، استأذنكم دلوقتي
انصرف الضابط وقد ترك خلفه زيدان يكاد يغلي من الغضب
– اهدى يا زيدان ربنا مش هيضيع حق شمس باذن الله هتفوق وهتخف وهتبقى تمام
– يارب يا حسام يارب ، أنا هروح أبص على شمس ما شوفتهاش النهاردة
– زيدان حاول تمسك نفسك شوية انت مش شايف شكلك بقى عامل ازاي
– غصب عني يا حسام اديك شايفالي انا فيه مابلحقش افوق
– معلش كله هيعدي
– حسام !!
– نعم يا زيدان
– شكرا انك كلمت بابا
– ملكش غيره يا زيدان كان لازم يكون جنبك
– ربنا مايحرمني منك يا صاحب عمري
– طب روح شوف مراتك وانا هروح اشوف الواد الغلبان ده وصل لحد في فين
اتجه زيدان لحجرة العناية حيث ترقد زوجته وقف يراقبها من خلف الزجاج ليصدم برؤية شخص ما ينحني فوق جسد زوجته وهو مممسكا بيدها اندفع زيدان بغضب نحو حجرتها ليمسك بتلابيب هذا الشخص ليكتشف أنه ياسر الذي أشار له بالهدوء وخرج معه طواعية من الحجرة وما ان أصبحا خارجها حتى صاح به زيدان بصوت غاضب يشبه زئير الأسد :
– ممكن أعرف بتعمل إيه في أوضة مراتي
– إنت ناسي انها بنت عمي وغير كدة ناسي إني دكتور
– بغض النظر ده مايديش ليك الحق إنك تدخل أوضتها من غير إذني أنا هشوف فين مدير المستشفى الي سايبها فوضى كدة اي حد معدي في الشارع يدخل اوض المرضى من غير استئذان
اسمع يا زيدان مفيش داعي لكل ده انا …
– لا اسمع انت انت تمشي من هنا وماتورنيش وشك تاني ولو سميت خبر ان ليك علاقة من قريب او من بعيد بالي حصل لشمس ده صدقني مش هرحمك

 

 

 

 

– انت أكيد مجنون انت متخيل إني ممكن أعمل كدة في بنت عمي
اسمع يا زيدان مفيش وقت للهبل ده ، انا اتكلمت مع الدكتور الي بيتابع حالة شمس واتطلعت على كل الاشعة والتحاليل الخاصة بيها حالة شمس صعبة أيوة بس مش ميئوس منها تماما مش هقولك انها هتخرج منها سليمة خالص لكن على الأقل هتقدر تعيش بشكل شبه طبيعي بس للأسف الإمكانيات هنا صفر لازم تسافر ألمانيا المستشفى بتاعتي فيها كل الإمكانيات وأحدث أجهزة مش موجودة في أي مستشفى في العالم فريق طبي كامل هسخره للإشراف على حالتها ، أرجوك مش وقت عصبية وكبرياء شمس أهم من كل ده لازم تطاوعني وتركن غيرتك على جنب ، زيدان أنا وانت هدفنا واحد انت يهمك ان مراتك وانا يهمني بنت عمي واختي الصغيرة انا بحب شمس قد ما انت بتحبها بس هي دلوقتي بالنسبالي بنت عمي واختي الصغيرة وعمة بنتي الوحيدة أرجوك يا زيدان فكر بعقلك وشوف هيقولك إيه
ذهب ياسر وترك زيدان يتخبط في أفكاره فذلك الوغد معه حق في كل حرف نطق بيه صحة شمس أولا ولكن كيف يترك زوجته بين يدي رجلا كان يسكن قلبها يوما ، زفر في ضيق ثم استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقرر ان يذهب ليتوضأ فقد قرر أن يلقى بحمله الثقيل بين يدي الله فليس سواه معين ومغيث له في محنته
انتهى زيدان من صلاته وءهب ليلقى نظرة على شمس تلك الجميلة التي صارت حبيسة غيبوبة طويلة لا أحد يدري متى ستفيق منها ، أعاد عقله حديث ياسر وأخذ يتردد في جنبات رأسه ، ولما لا ربما كان معه حق ربما استطاع اعادة شمس الى عالم الأحياء مرة أخرى ، لو حدث شيئا لها سيظل يلوم نفسه طوال العمر لا لن يسمح للموت أن يقتنص شمس من بين يديه في هذه اللحظة وجد زيدان الضابط أحمد عامر مقبلا نحوه وطلب منه الذهاب لمكان مناسب للحديث في أمر هام ذهبا معا لاحدى المقاهي بجانب المشفى وقال الضابط موجها حديثه إلى زيدان قائلا :
– زيدان بيه انت ليك عداوة مع حد اسمه ايهاب
– اشمعنى ايهاب

 

 

 

 

– شوف يا زيدان بيه احنا زرعنا مخبر في الزنزانة الي محبوس فيها العيال دي اتلم على واحد فيهم وفضل يدحلبه في الكلام لحد ما عرف منه ان الي طلب منهم يخطفوا مراتك واحد اسمه ايهاب بيه
– ما قالش مين فيهم الي رماها من الشباك
– للأسف مدام شمس فعلا هي الي رمت نفسها من الشباك
– مستحيل طب ليه وازاي
– أنا عايزك تهدى وتتمالك أعصابك المفروض ان الكلام ده انت ماتعرفش عنه حاجة على الأقل دلوقتي لكن انت متوصي عليك جامد ومقدرش اخر عنك معلومة زي دي
– انا مش فاهم حاجة هو في ايه
-الي أجر العيال دي طلب منهم أنا أسف يعني يصورو مدام شمس مع واحد فيهم في أوضاع مخلة بغرض تدمير سمعتك في السوق
هب زيدان على قدميه والشرر يتطاير من عينيه كيف يجروء هؤلاء الأوغاد على محاولة لمس زوجته كلما تخيل الموقف التي مرت به شمس يثور بركان الغضب بداخله ويصبح على شفا الإنفجار
– زيدان باشا أرجوك عايزك تهدى ، الواد ده قال ان مدام شمس نكت من الشباك قبل ما حد يلمسها بمعنى انها فضلت تنتحر على ان يتعمل فيها كدة
– أنا لو طولت الكلاب دول هقطعهم باسناني من مصلحتهم يفضلو محبوسين
-ماتقلقش دول عليهم بلاوي تقعدهم في السجن سنين طويلة المهم ما جاوبتش على سؤالي في حد من أعداءك باسم ايهاب

 

 

 

 

-مفيش غير ايهاب ابن عمي بس مش متخيل انه يوصل الاجرام بيه للدرجة دي
-تمام احنا هنحطه تحت المراقبة وهنشوف اذا كان هو المقصود او لا وانت أرجوك ماتحاولش تعمل اي مغامرة طايشة ماتخليش الغضب يعميك احنا مش هنسكت وهنجيب حق مدام شمس
-متشكر ياحضرة الظابط
– تحت أمرك
بمجرد أن رحل الضابط قرر زيدان أن يعود إلى القصر فقد مضى وقتا طويلا لم يرى فيه أطفاله ولا والده بمجرد أن ولج من الباب وجد والده في انتظاره ليسأله بلهفة عن حال شمس وقص عليه زيدان كل ما سمعه اليوم ليقول والده في تردد :
– لالالا يا زيدان يابني إيهاب طماع جايز إنما مش لدرجة الخطف والقتل اكيد تشابه أسماء
– ياريت يا بابا عشان لو طلع هو أنا هخليه يتمنى الموت الف مرة قبل ما اخلص عليه
– زيدان أنا مش عايز جنان اعقل كدة وسيب البوليس يشوف شغله وانت ركز في مراتك وكلام قريبها ده صح أنا رأي انك ماتضيعش وقت وتاخدها وتسافر فورا ماتضيعش وقت يابني كل دقيقة بتعدي عليها مش في صالحها
نظر له زيدان والدهشة تعلو وجهه ثم ارتمى بين ذراعيه يحتضنه بكل ما أوتي من قوة ليربت والده على ظهره قائلا بصوته الحنون :

 

 

 

– انت ابني الوحيد واتمنالك كل خير وانك تعيش سعيد لهفتك على شمس فكرتني بلهفتك على امك لما كانت عيانة وكان التاريخ بيعيد نفسه تاني انا مش عايز غير سعادتك يابني وياريت تسامحني لو كنت أذيتك من غير ما أقصد
– ماتقولش كدة يا بابا ربنا يخليك ليا أنا مليش غيرك بعد ماما الله يرحمها
عانقه من جديد ليشعر زيدان بقليل من الراحة في أحضان والده ولكن هناك شخصا أخر يفتقد حنانه ودفء أحضانه لن يكتمل العالم في عينيه من دونه ومن سواها ، شمس تلك الشمس التي تلقي بضوئها ودفئها على سماء حياته المظلمة الباردة فتنيرها وتدفئها
كم افتقدها وافتقد صوتها وبينما هو ساهما في أفكاره ارتفع ىنين الهاتف معلنا عن اتصال قادما من المشفى اجاب في سرعة ليأتيه صوتا من الجانب الأخر
– زيدان بيه تعالى المستشفى حالا
لم يصبر زيدان ليسأل عن السبب فقد هرع الى الخارج وقفز في سيارته وقادها بسرعة جنونية فيبدو أن أسوأ كوابيسه قد تحقق

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

‫16 تعليقات

اترك رد