روايات

رواية ميراث الوعد الفصل الثاني 2 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الفصل الثاني 2 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد البارت الثاني

رواية ميراث الوعد الجزء الثاني

ميراث الوعد
ميراث الوعد

رواية ميراث الوعد الحلقة الثانية

_الكاف كن، أقبِلي إن كنتي تسمعيني بحق الأحرف الخمسة والأحرف الثلاثة والحرفين والهاء هيّن…
قالت جملتها في ثانيتين بعدها بطلت تمتمة بشفايفها ورجعت قالت بصوتها الطبيعي
_يا ماشاء الله، ايه القمرات اللي ماليين البيت دا…
قالتها وجات تدوّر ناحية حماتي لكن انا قلت بصوت واطي تسمعه هي لوحدها
_انا سمعتك على فكرة، بامارة الكاف كن
لقيتها اتدورتلي بسرعة
برقت عينيها وقالت
_انا يا حبيبتي ببسمل وبقول ماشاء الله في سري، انتي سمعتي ايه بس
قالت جملتها بصوت عالي ومع ضحكة عالية كإنها مش خايفة من حاجة، وفي نفس الوقت مادتنيش فرصة أعمل أي حوار، عملت الحركتين دول واتدورت رجعت لحماتي قعدت جنبها وغيرت الموضوع كإن مافيش حاجه حصلت وفي نفس الوقت جات بنتها سهير دخلت سلمت عليا وباستني شمال ويمين، وميلت على رؤى عشان تبوسها لكن رؤى حضنتني ومارضيتش تسلم عليها فرجعت قعدت جنب أمها …
بدأوا يحكوا ويتحاكوا لكن انا كنت قاعدة مابتكلمش وواخده بنتي في حضني ومسهمه، بس كنت متابعه الحوار
كانت أم البت قاعده قصادي فكنت واخده بالي انها دايما لامحاني ومتابعاني
وكان كل ما الكلام ينقطع الاقيها بتميل وشها او بتحاول تداري شفايفها بايدها عشان ماشوفش شفايفها وهي بتتحرك
لكن الغريب انها في مرة تمتمت من غير ما تداري شفايفها كإنها ماخدتش بالها فسمعتها بتقول
_كاف نون، عين صاااد
_حا سين وصرف مصروف
_سر الأسرار ومخفي الحروف
_أطيعوني من الكاف للنون
برقتلها وانا حاسه اني برتعش من جوايا، اول مرة أحس بإني ممكن أسمع حد بيهمس وهو بعيد عني وكلامه يتردد في راسي وفي نفس الوقت أول مرة أشوف حد بيحاول يعمل حاجات زي اللي بتقولها دي، لا عمري روحت لشيخ ولا لشيخة ولا عمري صدقت أي جهل من اللي منتشر حوالينا وكل الناس بتصدقه لكن اتأكدت إن الست دي في حاجه غلط بخصوصها
وهي زي ما تكون لاحظت ان سمعتها لإن عينها جات في عيني مجرد ما خلصت جملتها وشافتني وانا ببرقلها
حسيت وقتها ان الوقت وقف لحظات
والناس اختفت من حوالينا
كإن مافيش الا انا وهي وبس
لكن فضلت مثبته قلبي وباصالها كإني بقولها أه سمعتك
لقيتها ابتسمت ابتسامة واسعة وحركت شفايفها
حرّكتها عيني عينك كده من غير ما تدارى
فلقيت سؤالها اتردد في راسي
_شوّافة؟
كانت بتسألني، لكن انا ماكنتش فاهمة سؤالها وحسيت بصداع في راسي وزنة متواصلة
مسكت أورتي ووطيت بوشي لتحت
فسمعتها رجعت للكلام مع حماتي وقال إيه،، بدأت تتكلم عن الذكر وإن لازم الإنسان يفضل يذكر في كل وقت وهو لوحده وهو وسط الناس وهو راقد وهو ماشي وهو واقف
كنت رجعت رفعت راسي ورسمت ابتسامة استهزاء بكلامها على شفايفي
كنت عاوزة أقولها
ها، وايه كمان يا طاهرة
بس فضلت ساكته وراسمه البرود على وشي ومتابعاها لغاية ما بدأوا يتكلموا في تفاصيل الجواز والسكن وغيره
كنت بتمنى يقولوا ان طارق هيروح يعيش معاهم هناك، عشان يراعي أرضهم لكن العكس هو اللي حصل والكلام دار ان احنا عندنا البيت فيه شقتين فاضيين، لان الدور الاول فيه حماتي عايشه لوحدها بعد وفاة حمايا الله يرحمه والدور التاني شقتين انا واحدة وسلفتي الكبيرة واحدة والدور التالت فيه شقة طارق وشقة فاضية
الست دي قالت ان أرضهم كانت متزرعة بالنص ومابتجيبش قيمة الإيجار فهيأجروها ويرتاحوا من دوشتها، وانها يشرفها تيجي تسكن في الشقة اللي في التالت ..
منها تكون جنب بنتها وتكون ونس لحماتي بس بشرط انها تدفع ايجارها وطبعا جماعتنا رحبوا ورفضوا فكرة الايجار
بس انا كنت حاسه انهم زي المسحورين خصوصا سلفتي الكبيرة وحماتي …
لإن الست اللي هتيجي تسكن وسطنا دي وبغض النظر عن كل اللي حسيته منها إلا انها عندها ييجي ٣٧ سنة يعني من نفس عمر سلفي محمود الكبير، وكمان كانت ست طويلة وبيضة ومش باين عليها أي سن، ست جميلة ووشها رايق وجسمها متقسم، وبنتها لسه عيلة عندها ييجي ١٨ سنة يعني أصغر مني بست سنين…
حاولت أغمز سيد جوزي وأكلمه لكن هو كمان كان مركز مع الست دي زي أخوة محمود وهي عماله تحكي وتتحاكى وتطلع من حوار تدخل في حوار، فلقيت نار قادت في جسمي، بس حاولت أسيطر على نفسي وروحت قاطعة الكلام وسائلاها
_انتي ما شاء الله صغيرة يعني، دا انتي من دور سلفي محمود وأكبر من سيد جوزي ب أربع خمس سنين، يعني في صبايا في سنك ماتجوزوش، كدة لو جالك عريس ممكن تتجوزي بقا وتسيبينا، خصوصا بعد ما تطمني على بنتك ؟؟
كنت قاصده أفوقهم وأوعيهم انهم بيحطوا بنزين جنب نار لكن محمود فضل مسهم ناحيتها وسيد بص لي باستغراب أما الهبلة مرات محمود فكانت ملهية في عيالها بتسكت دا وبتأكل دا، يمكن اللي فاقت شوية وحسيتها منتظره رد هي حماتي
لكن لقيت الحرباية أخدت لون العجز ، ضحكت بصوت عالي زي عوايدها وردت
_انا خلاص يا حبيبتي راح زمني، دا كلها سنة وابقا جدة وسطكم، وبعدين أنتي مش عاوزاني معاكم ولا ايه
_لا أبدا أنا بستفهم بس
رديت وانا النار عمالة تزيد جوايا ومش عارفه أعمل ايه لكن هما كملوا كلامهم عادي وقعدوا يعرفوها إن احنا بيت عيلة ميسورة إحنا كمان، بس القرش بييجي للكل وعالكل، والغدا كل يوم والخزين من رز وغلة وتربية الطيور مع بعض
قالوا كمان إن محمود مختص بالأرض الزراعية وسيد بمزرعة الفراخ أما طارق فطبعا اتحرجوا يقولوا انه صايع بيشرب حشيش ومابيعملش حاجه غير انه يتصرمح ويسهر ومافيش بيت وافق عليه في البلد كلها، فقالوا انه مسئول عن محل المبيدات وصوّب البلاستيك،
بس الغريب اللي اتفاجئت بيه إن لقيت حماتي بتتكلم في إن ماعدش هينفع يجيها زيارات من اللي طالبين العلاج بالقرآن عندنا في البيت
طلع إنهم عارفين انها شيخة وبتعالج
بتعالج المحبوسة والممسوسة والمعقودة والمحسودة وبتشيل السنط وعين السمكة بقيس البلح الناشف تحت ضي القمر في تمامه، كان هاين عليا أصرخ وأقولهم الست دي مش شيخة ولا بتاعت قرآن وإنها عماله تعزّم علينا طول القعدة، لكن قلت مش هدخل في مجادلة ولا حوار واستنى أما تمشي وأكلم حماتي وسيد ومحمود
المهم إن الحرباية رسمت على وشها الأسية وردت بإن موضوع العلاج دا كان واجع راسها وتاعبها وكان بيجيلها ناس من كل البلاد اللي حواليهم، وحوالين اللي حواليهم، الغني والفقير، الجاهل والمتعلم وإن في ناس من كبارات بلدنا نفسها راحتلها في السر عشان طلبات معينة
لكن هي كانت بتتملص وترفض وتتمنع ومابتوافقش الا لأقل القليل وخلاص بقت عاوزه تهرب من كل دا وتبطل خالص، ويمكن دا اللي مشجعها تيجي تسكن عندنا وفي اخر كلامها راحت باصة لحماتي وقايلة بمسكنة
_أنا عاوزاكي بالله تساعديني، انا تعبت من القصة دي وخلاص اعتبريني من ساعة ما هحط رجلي عندك مبطلاها، لكن أي حاجه تخصك أو تخص طرف طرفك لو حبيتي انتي، فأنا أخدمها بعينيا، انتي عشرة قديمة يا أم محمود
ردت حماتي
_انا والله أول ما قالي طارق إني عاوز يخطب بنتك قلت يا الف نهار أبيض…
ساعتها قلت في بالي، عشرة قديمة ازاي،
ماعدتش فاهمة حاجه، اللي اتحكالي ان طارق كان أخوه محمود باعته يحصل من أرض الجماعة دول حق صوبة فسأل عن أصحاب الأرض لغاية ما وصل بيتهم، شاف البت هناك فعجبته ولا حد قالي ان كان في أي سابق معرفة
ساعتها اتكلمت بدل ما أطق من جنابي
سألت حماتي بابتسامة
_هو انتوا كان بينكم معرفة يا أم محمود ؟
لقيت حماتي وشها اتغير لكن ردت
_وهو مين مايعرفش الحاجه فُتنة في البر كله يا سلوى، هو انتي ماسمعتيش عنها ولا ايه ؟
_لا والله ابدا يا أم محمود، انتي عارفه انا يعني ماليش في شغل البركات دا أبدا…
وقتها اتأكدت انها أكيد كانت راحتلها في غرض ف يوم من الأيام، أما الحرباية لقيتها باصالي ومبتسمة
وبعدها لقيتها قالت قدامهم كلهم
_على فكرة بنتكم دي ممكن تبقا من أهل البركة وهي عارفة كدا كويس، هي بس لو عاوزه تفتح الباب هتفتحه، ودا فيه خير ونفع للناس طالما بالقرآن والذكر والسنة
لقيت سيد بص لي كدة وضحك باستخفاف ورد
_أم رؤى !!! دا أم رؤى دي عمرها ما كان ليها في الكلام مع الناس حتى
ردت عليه وهي لسه على ابتسامتها
_ماهو أهل البركة بيقروا الخبايا، ودي على أد ماهي نعمة الا انها بردو نقمة كبيرة، بتخليك تشوف حقايق الناس واللي بيشوف حقايق الناس دايرته بتضيق…
خلصت جملتها وتمتمت فسمعتها بتقول ..
_شوّافة بعين تالته يا تاخد صفنا يا نقفلهالها
فأهملت كلامها وبصيت لسيد ورديت
_ماحدش عارف، يوضع سره في أضعف خلقه..
قلتها وبصيتلها بتحدي، ماكنتش عارفه انا جايبه القوة دي منين، بس انا من جوايا كنت مرعوبة، ويمكن دا خلاني سكت بعدها لغاية ما عدت الساعات واتغدينا وراح طارق يوصلهم لكن قبل ما نفض القعدة اتكلمت وقلت اللي نفسي فيه كله، قلت ازاي توافقوا ان ست في السن دا تعيش وسطنا ومعانا واحنا بيت عيلة كمان قلت ان شكلها بتاعت تعاويذ وتعازيم وكانت عماله تعزم علينا طول القعدة لكن حماتي قلبت عليا وقالت انها ست طول عمرها سيرتها بالخير ومش ناقصها فلوس ولا جاه عشان تعمل أعمال، وفي الاخر رددت كلامها بتاع انها هتبقا جدة
عرفت في ساعتها ان مادام دا رأي حماتي يبقا قلة الكلام أحسن وإن الفرح كدة هيتم في ميعاده بعد شهر واحد لكن لما طلعت انا وسيد كررت كلامي وحكيتله على الحلم اللي حلمته لكن استهون بكل دا وافتكرني غيرانة باين ولا مش عارفه هو كان بيفكر ازاي ، بدأت أحس إنها اتقفلت في وشي وفي نفس الوقت كان احساسي بدأ يزيد بإن حلمي ماكانش كابوس، وإنه رؤية هتتحقق لكن قررت ماجريش ورا خراب بيتي وأصبر لما اشوف ايه اللي هيحصل، مايمكن تحصل أي حاجه تعطل الجوازة خلال الشهر دا وحتى لو اتجوزوا فانا مش ههرب كده وخلاص
دا انا أطربقها على دماغها واثبتلهم انها كدابه وبعد كدة يا أسيب انا البيت يا هي وبنتها يسيبوه
بس فضلت مش قاعدة على بعضي طول اليوم لحد ما جا الليل، نزل سيد راح القهوة وفضلت أنا قاعدة قدام التليفزيون مع رؤى قدام قناة كارتون لغاية ما رن تليفوني برقم غريب
رديت لقيتها الحرباية أم سهير
قالت انها جابت رقمي من طارق وعاوزاني أسجل رقمها، بعدها قعدت تسحب في الكلام شمال ويمين، ماعرفتش بردو هي كانت عاوزة توصل لإيه، بس بعد كدة بدأت تقولي انها ممكن تعرفني أذكار تخلي جوزي زي الخاتم في صوباعي، وإن الحاجات دي بتنفع مع الناس العادية انما بتنفع جامد أوي لما اللي يستخدمها أصحاب السر، وانها شايفه إني من أصحاب السر دول، وقال إيه أصحاب السر ممكن يعيشوا ويموتوا من غير ما يفتحوا عيونهم ولا يعرفوا قدرتهم ودا غلط، وانها هي بقا اللي هتعرفني ازاي أفتح عيوني
قعدت تعيد وتزيد وتقولي ان احنا هنبقا أصحاب وان الذكر اللي بتردده مش غلط
قالت إنها مابتدخلش مجلس الا لما تقرا على صوابعها العشرة كاف ها يا عين صاد حا ميم عين سين قاف
وترفع ايدها بالسلام وانها مش ست وحشه ولا شيطانه
قعدت ترغي ترغي لدرجة اني بعد شويه حسيت انها بتتعمد تقول ذكر من ذكرها في وسط الكلام بمناسبه ومن غير مناسبة وتعيده وتزيده وتكرره لغاية ما حسيت آني بدأت استسلم وبقيت بسمع غصب عني لغاية ما لقيت رؤى سابت الكارتون اللي بتشوفه وجات اترمت في حضني
حسيت وقتها إني قويت بلمسة بنتي وصوت الست دي بدأ يبعد لغاية مابقيت مش سامعاه كمان لقيتني بدأت أصدع لدرجة إني غمضت عيني من شدة الصداع والتليفون وقع جنبي
بعد ثانية فتحت عيني لقيتني في مكان كله ابيض في ابيض بامتداد الشوف
وقفت اتلفت حواليا وأدور على رؤى
لكن لقيت صوت بيتردد من بعيد وبيقول

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ميراث الوعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *