روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل الرابع 4 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل الرابع 4 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي البارت الرابع

رواية أسرار عائلتي الجزء الرابع

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة الرابعة

تطلعت إيلين لبدور بصدمة فوقفت الأخرى محاولة سحبها:
– يلا نطلع، دي فرصتك عشان تروحي.

حركت رأسها يمينا وشمالا برفض وهي متشبثة بمكانها:
– مقدرش.

عقدت حاجبيها باستغراب:
– ليه؟

عضت إبهامها بتوتر ثم أجابت بإحراج:
– لاني عملتها!

– عملتي ايه؟

رفعت طرف البلوزة إلى الأعلى ليظهر جزء مبلل من سروالها فشهقت بدور وقالت بصدمة:
– يا فضيحتك يا إيلين! انتي لسه صغيره عشان تعملي كده؟

لوت إيلين شفتيها وملامحها أصبحت تنذر بالبكاء وقالت:
– مانتي عارفه اني بخاف واجبرتيني اتفرج على الفيلم. غصب عني والله!

عضت بدور إبهامها بتفكير ثم قالت بسرعة:
– طيب قومي روحي لاوضتي بسرعه وخدي اي حاجه من هدومي وادخلي الحمام وانا هطلب من طنط كريمة او ايوحده تنضف بقعتك.

أومأت لها إيلين وقد شرعت بالبكاء بالفعل ثم ذهبت إلي غرفة بدور بينما نزلت الأخرى ودخلت المطبخ لتطلب من إحدى الخادمات تنظيف مكانها بسرعة، ثم خرجت للبحث عن آدم. بحثت عنه متفادية الدخول إلى قاعة الجلوس بسبب تجمع العائلة هناك إلى أن وجدته في غرفة المكتب يبحث فيه عن شيء ما فسألته بإستغراب:
– بتعمل ايه هنا؟

أجاب دون أن يرفع نظره إليها:
– كان فيه فيلم جامد جدي خده مني وخباه وانا مش لاقيه.

– طيب سيبك منه دلوقتي وشوفه بكره، إيلين مامتها اتصلت عليها وقالتلها تروح دلوقتي فممكن تروحها؟

رفع وجهه إليها بتساءل:
– ومتروحش لوحدها ليه؟

– الوقت اتأخر ومينفعش تروح لوحدها لأنها بنت وكده ..

أومأ برأسه بضيق بعد أن توقف عن البحث ثم توجه للخروج فإستوقفته بدور بسرعة:
– رايح فين؟

إلتفتت إليها ورفع حاجبه بإستغراب:
– هجيب مفاتيح العربيه، في حاجه؟

توترت قليلا ثم قالت:
– وتتعب نفسك ليه؟ انا هبعتهم مع إيلين.

أومأ بملل ثم توجه للخروج قائلا:
– طيب هستناها في الجراج، قوليلها متتأخرش.

– اوك.

ركبت في المقعد الأمامي بعد إصرار من آدم وظلت تنظر إلى الشوارع عبر نافذة السيارة ولم تنطق بحرف طوال الطريق، فقد كانت لا تزال محرجة من فعلتها رغم أنه لا يعلم عنها شيئا. توقف أخيرا أمام بيتها الذي أملته عنوانه مسبقا .. همت بفتح الباب لكنه أقفله بسرعة من عنده. إلتفتت إليه بإستغراب تحول إلى غضب عندما رأت إبتسامة مستفزة ترتسم على شفتيه وقالت بنبرة حاولت أن تكتم فيها غضبها:
– ممكن تفتح الباب؟

حرك رأسه يمينا وشمالا بنفي:
– مش هفتح قبل ما تعتذري عن الي عملتيه.

لوت شفتيها في تذمر:
– اعتذرلك عن ايه؟ انا معملتش حاجه!

– انتي فعلا معملتيش حاجه، انتي عملتي حاجتين.

عقدت حاجبيها بغضب:
– طب ممكن تقولي انا عملت ايه؟

أجاب ببرود:
– اعتذري الاول وانا هقولك.

أشاحت بوجهها بعناد:
– وانا مش هعتذر عن حاجه انا معملتهاش.

رفع حاجبه ببسمة ساخرة:
– يعني مش هتعترفي انا كدبتي عليا وقلتي انك بتحبي افلام الرعب وانتي بتخافي منهم؟

بلعت ريقها بتوتر ثم قالت:
– انا مقولتش، بدور هي الي قالت كده.

– وانتي مقولتيش لا، يبقى كدبتي برضه.

أخفضت رأسها وقالت بصوت سمعه آدم بصعوبة:
– آسفه.

إبتسم بإنتصار قبل أن يضيف:
– والحاجه التانيه؟

رفعت رأسها إليها ولم تنطق فنظر إليها بخبث:
– مش فاكره برضه الي عملتيه وكنتي متوقعه اني مش هعرف؟

تطلعت إليه بصدمة ووجه محمر كالطماطم من شدة الإحراج وهي تفكر، هل علم بذلك؟ أومأ برأسه وكأنه فهم السؤال الذي يدور بعقلها:
– ايوه عرفت طبعا. عرفت من اول ما راحت الخدامه وانتي كنتي بتبصي لحجرك.

إزداد إحمرار وجه إيلين وحاولت فتح الباب مرات عديدة رغم علمها بأنه مقفل، كان آدم يبتسم لمحاولاتها الفاشلة إلى أن رحمها وفتح قفل الباب لتندفع إيلين خارج السيارة وتتجه إلى باب منزلها وتقف أمامه ثم تمسك بحقيبة يدها وتبحث بها عن المفاتيح، توترت كثيرا عندما لم تجدهم وهي تشعر به يقف بالقرب منها. أخذت نفسا عميقا لتهدئ نفسها ثم بحثت ثانية لكنها توقفت فجأة حين شعرت بأنفاسه خلفها ويده تمتد أمامها حاملة المفاتيح. لعنته في سرها كثيرا قبل أن تسحبهم من يده ثم تفتح الباب وتدخل سريعا وتغلقه في وجهه. إبتسم بشدة لمنظرها المحرج ثم إبتعد ليركب سيارته ويعود إلى القصر.

كانت لا تزال تقف مستندة إلى الباب الخارجي وهي تسترجع أنفاسها وتعض شفتيها من شدة الإحراج. دخلت البيت وصعدت إلى غرفتها قبل أن يراها والديها ويسألاها عن الملابس التي ترتديها، وجدت أختها التوأم تجلس بإنتظارها وفور رؤيتها إقتربت منها بسرعة وقالت بإندفاع:
– اتأخرتي ليه؟

أشارت لها بيدها للسكوت ثم توجهت نحو سريرها وجلست عليه وغرست وجهها في الوسادة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة، إقتربت منها توأمها وتساءلت بقلق وهي تضع كفها على كتف إيلين:
– مالك يا إيلين؟ حصل ايه؟

خرج صوتها بصعوبة بسبب غرس وجهها بالوسادة وقالت بنبرة شبه باكية:
– سيبيني دلوقتي يا سرين.

نظرت إليها الأخرى بعناد وأصرت على معرفة ما حدث فسحبت وجهها وجعلتها تنظر إليها لتتفاجئ ببعض الدموع تزحف على وجنتيها، لكنها قالت بحزم مصطنع:
– قوليلي في ايه، والا هخلي ماما وبابا يعرفوا منك.

لوت إيلين شفتيها بتذمر:
– انتي كل مره بتهدديني بماما وبابا، انتي اخت انتي؟

أومأت ببرود فتنهدت إيلين ثم بدأت تحكي لها كل ما حدث منذ إتصالها ببدور إلى عودتها للبيت، وفور إنتهاءها من سرد ما حدث، إنفجرت سرين في الضحك تحت نظرات الغيظ من إيلين. هدأت قليلا ثم قالت بغمزة:
– بس قوليلي هو مز وقمر والا ..؟

رمتها بالوسادة وصرخت بغيظ:
– بقولك مش هقدر ابص في وشه تاني وانتي تقوليلي مز وقمر؟!!

ثم جلست بشرود قبل أن تتمتم بصوت مسموع:
– بس هو خطف قلبي بصراحه.

توسعت عينا سرين بصدمة قبل أن تنفجر في الضحك ثانية، أمسكت إيلين بوسادة أخرى وهمت برميها لكن سرين كانت أسرع في الهروب فركضت الأخرى خلفها وضحكاتهما تملأ البيت لتمنع سكانه من النوم بسبب هاتين المزعجتين ..

أطفأت نور غرفتها إستعدادا للنوم ليبقى فقط نور القمر الذي يخترق زجاج شرفتها. وقفت أمام الزجاج لبعض الوقت وهي تنظر إلى القمر بشرود قطعه فجأة صوت طرقات متتالية على الباب. إتجهت إليه وفتحته لتجد والدها يقف خلفه بإبتسامته الحنونة، بادلته الإبتسامة وإبتعدت قليلا لتسمح له بالدخول، وفور إغلاقها للباب غرست بدور وجهها بين أحضانه بصمت فوضع كفه على رأسها وتساءل بقلق:
– في ايه يا بنتي؟ انتي كويسه؟

أومأت برأسها قبل أن تبتعد وتقول بإبتسامة:
– انا بس كنت عايزه احس بالأمان، وده الي بحس بيه وانا في حضنك.

إبتسم بفرحة ثم سحبها إلى حضنه ثانية بيد واحدة فإنتبهت بدور ليده الثانية التي يخفيها خلف ظهره، حاولت النظر إلى ما يخفيه لكنه إبتعد عنها بسرعة وقال ببسمة مرحة:
– اقعدي الاول عشان اوريكي المفاجأة.

– مفاجأة؟

تساءلت بإستغراب فأومأ برأسه وإتجه ليجلس على السرير ثم أشار لبدور أن تجلس بجانبه، أخرج ما كان يخفيه خلف ظهره وقدمه لها .. حاول ألا ينفجر ضاحكا على ملامح بدور التي ظهرت عليها الصدمة عندما رأت تلك العلبة .. أخذتها منه وفتحتها ببطئ قبل أن تهمس بعدم تصديق عند رؤيتها لمحتواها:
– اييه ده؟ ده آيفون 13؟

أمسكت به وقلبته بين يديها لتتأكد من أنه حقيقي ثم إلتفتت إلى والدها وتساءلت بصدمة:
– ده ليا؟

أومأ لها بتأكيد فصرخت بفرحة وعانقته بإمتنان:
– شكرا شكرا اوي يا بابا، كنت بتمنى يبقى عندي سمارت فون من زمان.

بادلها العناق قائلا:
– المره الجايه لما تبقي عايزه حاجه قوليلي ومتتكسفيش.

أومأت برأسها ثم أمسكت بالايفون ونظرت إليه قليلا قبل أن تحول أنظارها إلى أكرم قائلة بتذكر:
– اه افتكرت، المفروض اروح الجامعه بكره لاني اخر سنة في كلية الهندسة لو مش عارف بس مين هيوديني؟

– عارف بس ممكن مقدرش اوصلك لاني بروح الشغل بدري بس هخلي واحد من اخواتك يوصلك.

– اوك.

قالتها بصوت منخفض قبل أن تشرد قليلا .. لاحظ شرودها فأفاقها منه متساءلا:
– سرحتي في ايه؟

قالت ببعض القلق:
– انتو بجد بتكرهوا الستات؟

حدق بها قليلا قبل أن يضحك بشدة تحت نظرات الاستغراب من بدور .. توقف عن الضحك ثم قال:
– اعمامك كانو بيهزروا معاك على فكره.

– طيب مرات عمي أحمد انتحرت ليه؟ وعمي محمد طلق مراته ليه؟

أجاب بجدية:
– دي حاجات شخصيه مكنش لازم تسألي عليها خاصة انك لسه جايه انهارده.

أخفضت رأسها بإعتذار:
– اسفه، بس كان فضول مش اكتر.

عم الصمت لثوان قبل أن ترفع رأسها ثانية وتتساءل:
– طب ليه حاسه ان الشباب مش مرحبين بيا؟

– لانهم مبيثقوش في الستات بسرعه.

لوت شفتيها ببعض الحزن:
– أمجد برضه قالي كده بس ده مش مبرر للطريقه الي استقبلوني بيها.

سكت لبعض الوقت ينظر إليها بنظرة غريبة قبل أن يتنهد ويقول:
– انا كنت متجوز وحده تانيه قبل ماتجوز مامتك وخلفت منها رسلان.

تطلعت إليه بصدمة بينما واصل هو بهدوء:
– بس طلقتها بعد سنه من ولادته.

– ليه؟

– لاني اكتشفت انها كانت بتخوني مع اقرب صاحب ليا.

توسعت عيناها بصدمة أكبر، لاحظت ملامح والدها التي تخلو من الألم أو الحزن فتساءلت:
– كنت بتحبها؟

هز كتفيه بجهل:
– مش عارف، بس انا دلوقتي مش بطيقها اصلا.

– طب ورسلان؟

– ماله؟

– رد فعله كان ايه؟

– مكنش عارف الحكايه اصلا، لما طلقتها كان عنده ست شهور بس وبعدها اتجوزت مامتك وهي عاملته على أساس انه ابنها وهو كبر على انها امه، وعرف الحقيقه لما كبر ومراتي الاولى جت بحجة انها تشوف ابنها رغم انها مسألتش عنه طول السنين الي فاتت.

ضحك بسخرية وهو يتابع:
– كانت محتاجه فلوس فجت عشان تطلب منه فلوس بعد ما عرفت انه بقى مهندس قد الدنيا، وساعتها اضطريت اقوله الحقيقه.

نظرت بدور أمامها بشرود ثم تحدثت:
– يعني تصرفاته بارده عشان كده؟

– الكل عرف الحكايه ومن ساعتها كل الشباب بقوا شكاكين اوي ناحية الستات، وعشان كده مفيش حد منهم اتجوز لحد دلوقتي.

نظرت إلى ملامحه التي يظهر عليها تأنيب الضمير بينما قال:

– مكنتش عايز اقولهم عشان متسببش في عقده ليهم بس الي حصل حصل.

لوت شفتيها بحزن ثم بدأت ملامحها تنكمش شيئا فشيئا قبل أن تنفجر فجأة في البكاء. نظر إليها أكرم بصدمة ثم احتضنها قائلا بقلق:
– بتعيطي ليه يا بنتي؟

أجابت من بين شهقاتها:
– مكنتش عارفه ان كل ده حصلك وانا مش معاك.

إبتعدت عنه وهي تمسح دموعها بكف يدها بطفولة وتضيف:
– انا اسفه.

رفع حاجبيه بإستغراب:
– على ايه؟

سكتت قليلا ثم قالت بغباء:
– معرفش.

إبتسم لها ثم مد يده ليمسح دموعها قائلا بشرود:
– بريئة اوي .. شبه ليليا!

إنتبهت بدور لذكره لإسم والدتها فقالت بتلقائية:
– شبه ماما؟

أومأ برأسه بهدوء فإبتسمت قائلة:
– كلهم بيقولولي كده، وانا فخوره لاني شبهها.

إبتسم ولم يجب، سكتت قليلا قبل أن تفاجئه بسؤالها:
– كنت بتحبها؟

أومأ بهدوء وبسمة تحمل الحزن في طياتها، مطت شفتيها بحيرة وقالت متسائلة:
– امال انفصلتوا ليه؟

حدق بها قليلا بصمت ثم قلب الموضوع فجأة قائلا:
– انتي مرتبطه او .. في حد بتحبيه؟

تضايقت من تهربه عن الإجابة لكن سؤاله فاجأها فتوترت قليلا وكادت تجيبه لكنه قاطعها بنظرة جادة:
– متكدبيش!

أخفضت رأسها وقالت بصراحة:
– ايوه ..

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)

اترك رد

error: Content is protected !!