روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل الثالث 3 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل الثالث 3 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي البارت الثالث

رواية أسرار عائلتي الجزء الثالث

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة الثالثة

دخلت وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست الصعداء، أسرعت إيلين باستكشاف المكان ولم تقل دهشتها عن دهشة بدور حين رأته لأول مرة، فتحت الخزانة الكبيرة وتفاجأت مما رأت.

إلتفتت إلى صديقتها بعينين واسعتين:
– بدور!

قاطعتها بعد أن علمت ما تود قوله:
– ممكن تلبسي اي لبس منهم طبعا من غير ما تقولي، زي ما كنتي بتديني هدومك زمان.

جرت إليها بفرحة وعانقتها في نفس اللحظة التي دلف فيها آدم قائلا بسرعة:
– بدور، انتي في …

قطع جملته عند رؤيته لإيلين التي ارتبكت ووقفت خلف صديقتها بخوف، دخل بغضب واقترب منهما قائلا بزمجرة:
– مين دي وبتعمل ايه هنا؟

توترت وأجابته بخوف:
– دي .. صاحبتي.

عقد حاجبيه بغضب أكبر فواصلت بسرعة:
– هي برضه بتحب أفلام الرعب! وأنا جبتها عشان تتفرج معانا على الفيلم الليلة.

إبتعد عنهما قليلا بعد أن زالت علامات الغضب عن وجهه ووكز كتف بدور بمرح:
– بقيتي عارفه نقطة ضعفي يا بت!

إقترب من تلك الفتاة الخائفة ومد يده لها قائلا بابتسامة جميلة:
– أهلا بيكي، انا آدم.

مدت يدها بتردد لتصافحه:
– وانا إيلين.

شعر بخوفها فقرر الخروج حتى تطمئن قليلا .. إتجه ناحية الباب قائلا:
– هستناكم في اوضتي بعد العشا متتأخروش.

ثم خرج وأغلق الباب خلفه فدفعت إيلين بدور بغضب:
– من امتى وانا بحب أفلام الرعب يا كدابه؟!

وضعت يدها على فمها حتى لا يسمعها أحد:
– وطي صوتك يا بنتي! آسفة بس ملقتش حل تاني غير كده عشان نتجنب غضبه.

جلست على الفراش براحة:
– انتي انقذتيني فعلا، شكله كان بيخوف اوي.

ظلت تتطلع إلى الفراغ ثم وقفت متجهة للخروج:
– انا هروح ومش هرجع هنا تاني.

جذبتها بسرعة قبل أن تفتح الباب وصرخت:
– انتي اتجننتي؟ هيقتلني انا لو عرف اني كدبت عليه!

– طب اعمل ايه بقى؟

أجابتها بهدوء:
– هتتفرجي على الفيلم معانا زي ما اتفقنا.

توسعت عيناها بصدمة ثم صرخت بغضب جاهدت لكبته:
– نعم؟ انتي عارفه اني بخاف من خيالي في الليل وانتي عايزاني اتفرج على فيلم رعب؟

– متخافيش، مش هتبقي لوحدك انا هبقى معاكي.

ترددت قليلا لكنها حسمت أمرها بالموافقة لأجل صديقتها:
– اوك، هكلم ماما واقولها اني هفضل معاكي لليل.

خرجت إلى الشرفة لتعلم أمها ببقائها عبر الهاتف، أنهت الاتصال لكنها لم تعد للداخل بعد. استغربت بدور منها فخرجت لترى مالذي أشغلها، نظرت إلى حيث تطل إيلين فتفاجأت بوجود الشباب مجتمعين حول المسبح بصدورهم العارية وبعضلاتهم البارزة بشدة.

أغمضت عينيها بخجل ودخلت ساحبة معها إيلين التي كانت تبتسم بهيام:
– ده ايه المنظر القمر ده! هو في مزز زي كده في مصر؟

ضربت بدور رأسها بقلة حيلة عندما أضافت إيلين بمزاح:

– ما تجوزيني لحد فيهم الله يخليكي.

– انتي اتجننتي؟ مش قلتلك الستات ايه بالنسبالهم قبل كده؟

لوت شفتها السفلى بضيق:
– مليش دعوه، انا عايزه اتجوز واحد من دول.

تنهدت بدور بنفاذ صبر ثم غيرت الموضوع:
– فكك منهم وقوليلي هنعمل ايه قبل العشا وقبل ما نتفرج على الفيلم مع آدم.

ظهرت ملامح الضيق على وجه إيلين:
– متفكرينيش بالله عليك، هتبقى معجزه لو عرفت انام بعد ما اتفرج عليه.

– متحكميش عليه من دلوقتي، ممكن ميكونش بيخوف اوي.

لوت شفتها بضيق ثم إستلقت على الفراش برهة قبل أن تقفز فجأة بصراخ:
– لقيتها!

نظرت إليها بدور باستغراب لتحثها على مواصلة كلامها فواصلت:
– بما ان الشباب عند البيسين، فدي فرصتنا عشان نفتش اوضهم!

تأملتها بدور قليلا ثم إبتسمت بخبث:
– بحب أفكارك اوي يا إيلين، يلا بينا!

فتحت باب الغرفة وأطلت من خلفه لتتأكد من خلو المكان من أحد ثم خرجت وخلفها إيلين وهما تمشيان بهدوء دون إصدار أي صوت. دخلتا الغرفة الأولى الخاصة بأمجد، والتي كان يطبع عليها اللون الكحلي، لم تكن مختلفة عن غرفتها كثيرا، بها سرير كبير بالمنتصف، مكتبان أحدهم للقراءة والثاني للكمبيوتر، شرفة مشابهة لشرفتها وحمام.

خرجتا منها بملل لعدم إيجادهما شيئا مسليا بها، ولجتا الغرفة الثانية، الخاصة بآدم، والتي كانت باللون الكحلي كذلك، صدمت الفتاتان لرؤية الفوضى العارمة بالغرفة وانتشار شرائط أفلام الرعب والقصص المصورة المرعبة بكل مكان، غادرتا فورا بدون تكليف نفسيهما عناء استكشافها فمحتواها كله جلي تماما لهما.

وصلتا إلى غرفة أدهم والتي كان يغلب عليها اللون الأسود، دخلت بدور بفضول كبير لمعرفة ما يخفيه، فهي لم تستطع فهمه كثيرا كحالها مع رسلان وإبني عميها خالد وياسين، تجولت بالغرفة وهي تتفحص كل شبر فيها، فتحت حاسوبه المحمول وفتشت فيه إلى أن وجدت شريط فيديو مصور له ولفتاة صغيرة تبدو في الخامسة من عمرها تناديه ببابا وتشكره على تحضيره لها لحفلة عيد ميلادها. توسعت عيناها بصدمة، من هذه؟ هل هو متزوج من وراء عائلته؟ هل فعل ذلك لأنهم ينظرون إلى النساء بطريقة خاطئة؟ تلك كانت الفرضية الوحيدة التي خطرت ببال بدور بعد انتهاء عرض الفيديو.

إلتفتت إلى إيلين التي كانت مصدومة هي الأخرى وهي تشاهده معها:
– تتوقعي أنه متجوز من ورا العيله؟

هزت كتفيها دليلا على جهلها ثم خرجت وبدور خلفها ليكتشفوا الغرفة التالية والخاصة برسلان. أدارت بدور مقبض الباب لكنه لم ينفتح، كررت المحاولة بدون فائدة فضربت الباب بقدمها بغضب:
– غامض وحريص ع انه يفضل غامض يعني؟!

شدت إيلين يدها قائلة:
– فكك منه دلوقتي، خلينا نشوف باقي الاوض قبل ما يرجعوا.

– طيب.

همت بالنزول إلى الدور الأول حيث غرف أبناء أعمامها، لكنها استمعت لأصوات الشباب القادمة فأمسكت بذراع إيلين وسحبتها إلى غرفتها بسرعة.

أقفلت الباب وجلست على الأرض قائلة بخيبة أمل:
– اووفف، مش هنقدر نشوف الباقي!

– خلينا نركز دلوقتي على حكاية اخوكي أدهم مع البنت الصغيره الي شفناها..

تطلعت إلى رفيقتها التي كانت تتحدث بجدية:
– تتوقعي أنه متجوز بجد؟

– حاولي تتكلمي معاه وتعرفي الحقيقه منه.

– هحاول.

جلست إيلين إلى جانب بدور على الأرض بملل:
– هنعمل ايه دلوقتي؟

– معرفش.

ثم وقفت مواصلة كلامها:
– هنزل اقول لطنط كريمة تجيبلنا العشا هنا.

– اوك.

إستلقت إيلين على الأرض بعد خروج بدور وتأملت الغرفة بتفكير في الأيام التي ستواجهها صديقتها هنا، هل ستكون سعيدة بحياتها الجديدة أم لا؟

أفاقها من شرودها صوت آدم الذي دلف بدون إستئذان وجلس بجوارها مناديا إياها:
– إيلين؟

تنبهت لوجوده فجلست مخاطبة إياه بضيق:
– ممكن تستأذن قبل ما تدخل بعد كده؟

تجاهل كلامها وهو يتفحص الغرفة باحثا عن شيء ما:
– بدور فين؟

– راحت تقول للخدامه تجيب العشا هنا.

هز رأسه بتفهم ثم جلس يتأمل ملامحها الجميلة بتركيز. لاحظت نظراته فتوردت وجنتاها خجلا وقالت بتذمر:
– ممكن متبصليش كده؟

أجابها ونظراته مازالت تتأملها:
– لا.

إلتفتت إلى الجهة الأخرى محاولة تغيير الموضوع:
– ممكن سؤال؟

– اتفضلي.

عادت لتنظر إليه ثانية بفضول:
– هو انتو كلكم عزاب؟ يعني مفيش حد فيكم متجوز والا اتجوز قبل كده؟

– لا.

أضافت بدون شعور:
– وأدهم؟

رفع حاجبه باستغراب:
– أدهم؟

أدركت ما تفوهت به فاستدركت قائلة بارتباك:
– أنا بس بسأل لأنه شبه جوز صاحبتي اوي.

عقد حاجبيه ورمقها بنظرات شك:
– وانتي شفتي أدهم فين أصلا؟

بلعت ريقها بصعوبة ولعنت لسانها ألف مرة لإيقاعها بموقف كهذا ولم تجد غير قول جزء من الحقيقة:
– شفته لما كنتوا في البيسين.

رفع حاجبه بتسلية:
– وانتي كنتي بتتفرجي علينا لما كنا بالبيسين؟

تصاعدت الحمرة إلى وجنتيها وصرخت بدفاع:
– أنا .. مكنش قصدي ..

إرتسمت إبتسامة خبيثة على وجهه:
– بس واضح ان الوضع عجبك عشان تركزي في وجوهنا وتتعرفي على أدهم.

أغمضت عينيها بشدة وحركت رأسها يمينا وشمالا بسرعة وهي تدعو الله أن تأتي بدور لتخلصها من تحقيقات أخيها المربكة.

إقترب منها لتختلط أنفاسه بأنفاسها ففتحت عينيها وذعرت فور رؤيتها لنظراته الحادة:
– لو حاولتي تتقربي من أدهم أو أي حد من عيلة العمري انصحك تتراجعي فورا لأنه مش هيكون من صالحك، واحنا مش فريسه سهله للستات.

تطلعت إليه بخوف وصدمة من طريقة كلامه معها، وما زاد من جنونها تغير ملامحه للمرح وكأنه لم يقل شيئا ثم مغادرته بابتسامة كبيرة بعد إلقاء السلام. وضعت يدها على قلبها الذي كان يطرق صدرها بشدة من الخوف والتوتر.

هدأت بعد قليل وهي تتمتم بصوت منخفض:
-مجنون!

دخلت بدور المطبخ تبحث عن إحدى الخادمات، وجدت ثلاثا منهن يتعاون في إعداد العشاء، اخترقت حاسة شمها رائحة الطعام فصرخت بحماس:

– ياااه، الريحه حلوه اوي، بتعملوا ايه للعشا؟

أجابتها إحداهن بابتسامة عريضة:
– مفاجأة.

– متحمسة عشان ادوق اكلكم.

سألتها الثانية فجأة:
– انتي كنتي شاطرة في الطبيخ لما كنت في بيت خالك والا لا؟

حكت رأسها بإحراج:
– بصراحه لا! كنت بحرق اي حاجه بعملها تقريبا عشان كده مرات خالي كانت بتخليني اعمل كل حاجة الا الطبيخ.

ثم أردفت بحماس:
– بس هتشرف اتعلم منكم اكيد.

قالت الثالثة:
– بس مش مسموح ليكي تعملي حاجه في القصر يبقى مفيش فايده تتعلمي خلاص.

أجابت بمرح:
– ومين الي هيطبخ لجوزي المستقبلي؟

– ماهو لو اتجوزتي حد من ابناء عمك مش ..

قاطعتها بسرعة:
– مستحيل!

أضافت بضيق:
– انا مش مستعده اتجوز واحد من المرضى النفسيين دول، انا عايزه حد عاقل عشان يخليني اعقل مش يجنني اكتر.

ضحكت الخادمات بشدة لكنهن كتمن ضحكاتهن وألجمتهن الصدمة عند سماع الصوت القادم من خلف بدور:
– معتقدش انه هيقدر مهما كان عاقل.

إستدارت لصاحب الصوت لتجد ياسر يقف خلفها وينظر إليها بسخرية، والخادمات مازلن مصدومات لدخول ذلك المتكبر إلى المطبخ، لكن فضوله لرؤيتها قاده إلى هناك.

تضايق من نظراتهن له فصرخ بوجوههن بغضب:
– بتبصولي كده ليه؟ ارجعوا لشغلكم فورا!

عادت كل واحدة إلى عملها بخوف، أما بدور فقد كانت تنوي تجاهله ولكنها لم تستطع فصاحت به:
– انت اتعديت حدودك معاهم اوي، انت شايف نفسك مين عشان تكلمهم بالطريقه دي؟

إرتسمت على وجهه إبتسامة ساخرة:
– لو مكنتش غلطان، انا واحد من اصحاب القصر وهما مجرد خدامات.

– الخدامات الي بتتكلم عنهم مش هتقدر تستغني عنهم، فخليك ساكت احسنلك.

– ومين قالك اني مش هقدر؟

تطلعت إليه بسخرية:
– امال مين الي هيعملك الاكل؟ ومين الي هيروقلك اوضتك والي هيغسلك هدومك والحاجات دي؟ عايز تقنعني انك هتعمل كل ده بنفسك؟

نظر إلى عينيها مباشرة:
– لا، انتي الي هتعمليه.

إحمر وجهها من شدة الغضب وإستدارت بوجهها يمينا وشمالا بحركات سريعة إلى أن وجدت كوبا من الماء فأمسكت به وسكبته عليه ثم هربت من أمامه قبل ثوان من استيعابه لما حدث. خرج من المطبخ بعينين يتطاير الشرر منهما وهو يتوعد لها وينتظر الفرصة لينتقم منها.

أما بدور، فقد صعدت إلى غرفتها وجلست مع إيلين تنتظران قدوم موعد العشاء.

خرجت الخادمة بأطباق العشاء الفارغة بعد إخبارها لهما بأن آدم ينتظرهما في غرفته، خرجت بدور بحماس وسحبت معها إيلين الخائفة وراءها. دلفت بدون استئذان فوجدت المكان مظلما ولا يظهر سوى نور الشاشة الكبيرة التي سيعرض عليها الفلم وآدم يفترش الأرض أمامها. تنبه لوجودهم فأشار لهم بالقدوم، جلست إيلين على يمينه وبدور على يساره ثم بدأ العرض. أغمضت إيلين عينيها حتى لا ترى شيئا لكن الأصوات الصادرة من الفلم كانت كفيلة بإرعابها.

فجأة، صرخت بصوت عال عندما طرق الباب وتشبثت بذراع آدم الذي كان ينظر إليها بإستغراب، ثم ما لبث أن إبتسم بسخرية قبل أن يقول بصوت عال:
– اتفضلي.

فتح الباب لتدلف من خلاله الخادمة حاملة معها بعض الفشار، وضعته بين يدي آدم ثم خرجت بهدوء. تابع المشاهدة وهو يتناوله مع بدور وعيناه مصوبتان على الشاشة بتركيز، أما إيلين فقد كانت تنظر إلى حجرها بإحراج شديد، ليس لتشبثها بذراعه وإنما لشيء أشد إحراجا.

إنتهى الفلم فاستلقت بدور على الأرض بملل:
– مش مرعب خالص.

وقف من مكانه قائلا:
– معاكي حق.

ثم إستدار لإيلين بسخرية:
– وانتي؟ ايه رايك فيه؟

أخفضت رأسها ولم تجبه فإبتسم وتوجه للخروج:
– استنوني هنا هدور على واحد تاني وارجع.

تطلعت إيلين لبدور بصدمة فوقفت الأخرى محاولة سحبها:
– يلا نطلع، دي فرصتك عشان تروحي.

حركت رأسها يمينا وشمالا برفض وهي متشبثة بمكانها:
– مقدرش.

عقدت حاجبيها باستغراب:
– ليه؟

عضت إبهامها بتوتر ثم أجابت بإحراج:
– لاني عملتها!

– عملتي ايه؟

رفعت طرف البلوزة إلى الأعلى ليظهر جزء مبلل من سروالها فشهقت بدور وقالت بصدمة:
– يا فضيحتك يا إيلين!

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)

اترك رد

error: Content is protected !!