روايات

 رواية تناديه سيدي الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي البارت السابع عشر

 رواية تناديه سيدي الجزء السابع عشر

تناديه سيدي
تناديه سيدي

 رواية تناديه سيدي الحلقة السابعة عشر

عاد الجميع إلى القصر بعد ليلة حافلة غلب الأطفال النعاس فحملتهم شمس ونجاة إلى غرفهم وتوجه زيدان وحسام إلى حجرة المكتب جلسا متقابلين وأشعل كل منهم سيجارة والصمت يغلف المكان وأخير نطق زيدان وقال في تردد:
– أنا عارف يا حسام أن بيدور جوا دماغك دلوقتي الف سؤال…
– زيدان، إحنا أصحاب وعشرة عمر وأنا عارف أن الإنسان أحياناً بتمر عليه لحظات ضعف. بس مش انت يا زيدان أنا هتجنن بجد أنا متأكد مليون ف المية أن مش زيدان إللي تهزه واحدة ست مهما كانت جميلة طب ايه الي حصل المرة دي؟
– هتصدقني لو قولتلك أن محصلش حاجة بيني وبين شمس…
– طب و اللي شوفناه…
– حسام أنا قومت من النوم لقيت شمس جنبي على السرير؛ ارتبكت وما كنتش عارف أتصرف حاولت اصحيها مابتصحاش اتأكدت أنها متخدرة.
إزاي وليه وامتى؟! أسئلة مالقيتش ليها إجابة ، في حد قصد يخدرني ويخدر شمس عشان يعمل الفيلم ده كله…
– قصدك ان غادة هي اللي؟!
– بالظبط هي غادة مين غيرها له مصلحة في فضيحة زي دي، غالبا هي حطيت لي حاجة في قهوتي لما كنا بنفطر، هي صممت تقعد جنبي أنا بعد الفطار حسيت إني دايخ ومش مظبوط و تخيلت انه بسبب السهر والتفكير طلعت اوضتي اترميت على السرير ماحسيتش بحاجة.

 

 

 

ولما فوقت اتفاجأت بشمس جنبي ، هي فاقت بعدي بدقايق أول ما فاقت اتخضت حاولت تقوم بسرعة داخت كانت هتقع.
وزي الأفلام بالظبط بابا دخل وأنا بحاول اسندها طبعا هي كمان أكيد اتحطلها حاجة عشان تنام… بس السؤال إزاي غادة نقلتها من تحت لاوضتي فوق؟! أكيد في حد ساعدها بس مين ياترى وعمل كدة ازاي وامتى؟! لما بابا جه مخي اتشل أول مرة اتحط في موقف زي ده…حسام أنت متخيل وأنا في السن ده واتحط في موقف كده!! ده محصلتش وأنا مراهق تحصل وانا داخل ع الاربعين وعندي عيلين…
– انا اتفاجأت بغادة راجعة لوحدها وعمالة تعيط أنا افتكرت أنت ولا عمي بعد الشر حصل لحد منكم حاجة اخدتها جري ونجاة ورايا حتى مافكرتش في الولاد…
– هي كانت قاصدة الكل يتفرج غير أن بقالها فترة هي وأمها بيبخو السم في ودان بابا أكيد، اللي حرق دمي أنها تدخل بنت غلبانة زي شمس في القذارة بتاعتها دي، يعني تأذي إنسانة بريئة عشان مصلحتها تخيل البنت دي كانت هتعيش ازاي لو كانت مشيت من عندنا بفضيحة زي دي والمصيبة أنها مظلومة…
– هو ده اللي خلاك تتجوزها…
– تفتكر كان ينفع أسيبها بعد كل الي حصل ده؟ ولادي روحهم فيها مقدرش اصدمهم في الإنسانة الوحيدة اللي حبيتهم من قلبها. مقدرش احرمهم منها. اللي عملته هو الصح يا حسام أنا كان عندي أموت ولا اتجوز غادة. هو أنا هشرب المقلب ده كام مره مش كفاية أختها واللي شوفته معاها، وغادة دي أسوأ من أختها بمراحل وكمان شمس كان لازم اردلها اعتبارها قدام الناس هي ملهاش ذنب في العك اللي حصل ده. البنت دي من يوم ما دخلت البيت ده وهي حاطة ولادي في عنيها ومش قصة أنها بتشتغل عندي وبتاخد مرتب هي فعلا بتحبهم من قلبها…
– طب وغادة واللي ساعدها هتعمل معاهم ايه؟!
– ورحمة أمي ما هسيبها ولازم أعرف مين الكلب اللي ساعدها وعمل في شمس كدة أنا كل ما أفتكر ان الكلاب يقلعوها هدومها عشان يعملو الفيلم الهابط ده دمي يغلي…
– طب وعمي يوسف هتعمل معاه ايه؟
– هسيبه لحد مايهدى لأنه مش هيسمع مني حرف واحد دلوقتي، هما استلموه وعبوه من ناحيتي زي ماقولتلك وبعدين لازم يكون معايا دليل عشان يصدقني…
– الله يكون في عونك يا زيدان عموما أنا معاك وفي ضهرك ماتقلقش شوف هتعمل ايه وأنا معاك
– أنا عارف يا حسام ربنا يخليك ليا ماتحرمش منك
– طيب اسيبك انا بقى ياعريس.
غمزة حسام وهو في طريقه للخارج ليحمل آدم الذي كان قد ذهب في سبات عميق، اراحه برفق على المقعد الخلفي وانطلق بالسيارة نحو منزله وهو يفكر فيما ينتظر صديقه من مفاجآت…
(فيلا بثينة هانم)
كانت غادة تستشيط غضبا تحطم كل ما تطاله يداها، تصرخ بهستيريا لم يكن أحدهم يجرؤ على الاقتراب منها، حتى والدتها كانت تخشاها وهي في هذه الحالة.
– اهدي يا غادة اهدي ياحبيبتي…
– أنا، يتعمل فيا كدة أنا…
يتجوز الخدامة ويسيبني أنا أنا طب ازاي
بعد كل الي عملته ده، أنا كأني كنت بخططلهم مش بخطط لنفسي…
– اهدي بقى ياغادة خلاص أنسي الموضوع ده بقى واقفلي صفحة زيدان دي خالص…
– مستحيل أنا هنتقم منهم كلهم، النار الي جوايا لازم تحرقهم كلهم كله هيدفع التمن، أنت فاهمة كله هيدفع التمن،
أمسكت هاتفها في عصبية وهي تبحث عن رقم أحدهم…
– بتكلمي مين الساعة دي؟
– مامي سيبيني في حالي دلوقتي بلييز…

 

 

 

– الو إيهاب لازم أشوفك بكرة ضروري…
– في إيه ياغادة؟!
– لما اشوفك بكرة هقولك، في نفس المكان الساعة عشرة الصبح باي…
– ناوية على ايه تاني يا غادة، مش كفاية كدة بقى؟!
– لا مش كفاية لازم كلهم يدفعوا التمن، لازم زيدان يجي تحت رجلي يترجاني أرحمه من اللي هعمله فيه…
(قصر زيدان السيوفي )
جلست شمس في حجرتها وحيدة فقد أصرت أن تذهب نجاة إلى النوم فهي سيدة مسنة ومريضة وفي حاجة للراحة والنوم، رغم إصرار نجاة أن تبقى معها فهي تعلم جيد أنها في حاجة إليها فكل ماحدث لها اليوم ليس سهلا أبدا ولكن شمس طمأنتها أنها بخير وأنها أيضا في حاجة للنوم
ظلت تفكر في كل ماحدث وهي تنظر للخاتم الذي يزين اصبعها وكلما تذكرت لحظة أن أمسك زيدان بيدها ليلبسها اياه ارتعشت وانتفضت وتمنت أن يكون كل هذا حلما وستصحو منه قريبا.
في الجانب الأخر من القصر كان زيدان مازال جالسا وحيدا يدخن ويفكر فيما آلت إليه الأمور، وكيف وصلت إلى زواجه من شمس وكأنه تذكر فجأة شيئا ما كان غائبا عن تفكيره تردد كثيراً ولكنه استجمع شجاعته وتوجه نحو حجرة شمس فهو يعلم جيدا أنها لن تستطيع النوم بعد كل ما حدث اليوم، وقف أمام باب حجرتها حائراً فعساها أن تكون قد خلدت إلى النوم فقرر أنه سيطرق الباب لمرة واحدة وبعدها إذا لم تجيبه سيذهب لحجرته لينام.
طرق الباب برقة فهو لا يريد أن يفزعها في هذا الوقت المتأخر ولكنها لم تجيب وجد نفسه يطرقه من جديد في داخله رغبة عارمة في الحديث معها اليوم فلديه أسئلة كثيرة في حاجة إلى إجابة، وأمور يجب أن يضعها في نصابها فقد خرجت حياته بالكامل عن السيطرة ويجب أن يعيد ترتيبها من جديد.
قبل أن يطرق الباب للمرة الثالثة كانت شمس تحاول أن تتمالك أعصابها وفتحت الباب، فكان لديها شعور قوي يخبرها أن من يطرق الباب في هذه اللحظة ماهو الا زيدان، انفتح الباب أخيراً وظهر من خلفه وجه شمس المرهق وعيناها المحمرتان من أثر البكاء قال زيدان بصوته القوي الذي طالما ارتجفت رعبا منه:
– ممكن أدخل محتاج أتكلم معاكي في حاجة؟
– اتفضل حضرتك…
– ممكن تحكيلي بالظبط ايه اللي حصل وازاي وصلتي اوضتي؟

 

 

 

 

– والله العظيم يافندم معرفش حاجة، أنا اتفاجأت زي حضرتك بالظبط آخر حاجة فاكراها إني كنت بفطر مع خالتي نجاة في المطبخ ودخلت غادة فضلت تتكلم معانا واول مرة تبقى لطيفة كدة استغربت أنا وخالتي نجاة من طريقتها لكن طبعا ماحدش فينا أتكلم.
الأغرب أنها قعدت جنبي ع الترابيزة وطلبت من خالتي نجاة تعملها شاي وأنا طلبت مني اطلع اساعد خالتي سعيدة في نقل حاجات من اوضتها.
بس أصرت إني أشرب الشاي بتاعي الأول خلصت وطلعت اوضتها فعلا كنت بدأت أحس اني دايخة؛ وعايزة أنام مالقيتش سعيدة فوق قولت يمكن لسة هتطلع قعدت ع كرسي جنب الاوضة استناها وبعدها ما حسيتش بحاجة.
– كدة أنا فهمت هي سحبتك لفوق وبعدها هيبقى سهل تجرك لاوضتي لان اوضتها جنب اوضتي بالظبط أنا بردو قولت كل الي شغالين في الفيلا عند بابا ناس أمينة ومحل ثقة مش معقول حد منهم ساعدها ، شمس أنا اتعمل معايا نفس اللى اتعمل معاكي بالظبط، من الحية اللي اسمها غادة حطيتلي حاجة ف قهوتي ولما صحيت لقيتك جنبي بس اقسملك بالله يا شمس انا لا لمستك ولا اذيتك.
– طيب ممكن أعرف حضرتك اتجوزتني ليه مدام مظلوم وماعملتش فيا حاجة؟
– أسباب كتير يا شمس، طبعا بعتذرلك عن الطريقة اللي اتجوزنا بيها كان لازم اخد رأيك الأول اوعي تتخيلي أن تصرفي ده تقليل منك، أو أن رأيك مش مهم، بس أنا كنت بحميكي من لسانهم وعيونهم. شمس انتي بقالك في بيتي عشر سنين بتربي ولادي وبتحافظي عليهم ودي أقل حاجة أقدمهالك ودلوقتي هسألك سؤال هو متأخر بس مافاتش أوانه، تقبلي تتجوزيني يا شمس؟
نظرت له طويلا وملامحها تنطق بالدهشة هل بالفعل يطلب الزواج منها؟ اذن فهي لم تكن مجرد خدعة ليخرج من المأزق الذي وضعه والده فيه…
– مش فاهمة هو المأذون ده مكنش حقيقي؟

 

 

 

ضحك زيدان ولأول مرة منذ زمن بعيد تسمع ضحكته، فهو يختلف تماما عندما يضحك وقال:
– لا طبعا يا شمس كان حقيقي وكل حاجة كانت حقيقية أنا عملت كل حاجة من غير ما ارجعلك عشان انقذ الموقف لكن أنا مقدرش أجبرك تعيشي معايا غصب عنك لو مش عايزة تكملي هننفصل فوراً أنا بطلب منك الجواز اللي بجد مش الورقة، اللي المأذون كتبها بطلب منك تكوني زوجة ليا وأم لولادي أنا مش هضغط عليكي ومش هجبرك على حاجة خدي وقتك وفكري وردي عليا وفي كل الأحوال مفيش حاجة هتتغير صدقيني نامي دلوقتي وارتاحي والصبح إن شاء الله هنكمل كلامنا تصبحي على خير.
– وحضرتك من أهله.
خرج زيدان من حجرتها وهو يشعر بقليل من الراحة؛ ولكن من أين له أن يرتاح فالهموم التي تثقل كاهله تأبى أن تتركه ليهنأ أو يرتاح ولكنه قاوم التفكير وحاول أن ينال قسطا من الراحة فالغد يحمل له الكثير…
ظلت شمس تفكر في كل ما دار بينها وبين زيدان ماذا تفعل؟ هل تقبل وتصبح زوجة لزيدان؟ أم ترفض وتبقى كما هي مجرد مربية للأطفاله؟ حياته مليئة بالمتاعب وقد نالها جزءًا منها. رغم أنها لم تكن طرفا في كل ذلك مابالها لو أصبحت زوجته وماذا عن الطفلان تذكرت فرحتهما بزواجها من والدهما؛ ولكن كيف تقبل وضعا كهذا وماذا عن ياسر؟ لقد بدا عليه الحزن اليوم وهو يضع يده في يد زيدان ليزوجها إياه ظلت الأفكار تتزاحم داخل عقلها حتى أرهقها التفكير وخلدت إلى النوم…

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

اترك رد

error: Content is protected !!