روايات

رواية لن أحررك الفصل التاسع عشر 19 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل التاسع عشر 19 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت التاسع عشر

رواية لن أحررك الجزء التاسع عشر

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة التاسعة عشر

هزت رأسها بنفي قائلة بتهذيب….
“لا شكراً…..”
ظلت واقفة مكانها مراقبة دخوله الى المطبخ وحين
اختفى عن ابصارها سارت بسرعة باتجاه غرفة النوم
أغلقت الباب عليها بالمفتاح وهي تجيب على الهاتف بتوتر وخوف ….
“أيوه يا اسر…..ااا…. انا في شقة المعادي…..”
زفر اسر بياس من الناحية الأخرى….
“بتعملي إيه عندك يابسمة إحنا اتفقنا على إيه….”
تقوس فمها بضيق وهي تجيب بصوتٍ خافض….
“في حاجات كتير حصلت في اليومين دول…”
اعتدل في جلسته وهو يقول بتركيز…
“حاجات….. حاجات إيه….اي إلي حصل جواد شك
في حاجه….”
“لا الموضوع أن في ناس اتهجمه علينا بسلاح و…”
سردت تفصيل ماحدث ليلة أمس…..
س
ألها اسر بفضول..
“وجواد عرف مين إللي عملها….”
“لا لسه بيدور عليهم…..”
عض على شفتيه بقوة وتفكير يكاد ينهش عقله…
“لازم ترجعي الفيلا في أقرب وقت يابسمة….”
بلعت مابحلقها وعيناها لا تفارق باب الغرفة المغلق
عليها….سائلة بخفوت..
“ليه هو في حاجه جديده حصلت….”
“مش شرط يابسمة الاوراق إللي في خزنة زهران
لازم نوصلها ونقبض عليهم في اسرع وقت….”
اغمضت عينيها وهي تخرج تنهيدة خوف قبل أن تسأله بتردد….
“اسر أنتَ وعدتني……جواد هو الشاهد الملك في القضية أنا مليش علاقه بي اي حاجة هتوصلها…”
ت
حدث بتهكم واستهجانه كان واضحاً …
“متقلقيش أنا قد وعدي ليكي… مع إني بتستر على مجرم لا وبخليه شاهد ملك كمان….”
ردت عليه بسمة باصرار…
“لو شايف إنك مش قد وعدك ومش هتنفذ حاجة
يبقى تنسى مقابلتي ليك….”
كادت أن تغلق الخط بعد زفرت سئماً منه .. لكنه اوقفها بحزم….
“خلاص يابسمة زي ماتفقنا المهم لازم ترجعي
الفيلا ا…..”
قاطعته وهي تبرر له وجهت نظرها بتوتر ….
“مش هينفع انا كده بقوله شك فيه…. أنا هستنى كام يوم لحد ماشوف هنرجع أمته وبعدين هكلمك….”
أومأ اسر باقتضاب…
“تمام….. سلام….”
أغلقت الهاتف وحذفت الرقم الغير مسجل من على هاتفها حتى لا تثير شكوك جواد إذا فُتح الهاتف بصدفة…..
تنهدت وهي تضع يدها على صدرها تهدأ من روعها
تعلم أن عواقب ماستفعله ستصل بها معه الى الهلاك
لكنها لن تظل معه في تلك الحفرة القاتمة كثيراً ولن تتركه بمفرده يعاني آلامها كذلك….. تفعل هذا لأجله لأجل النجاة معه لحياة طبيعية بدون رصاصة واحده او قطرة دماء ، تود حياة كريمة عادية بسيطة تناسب عشقها له……
“أهم حاجة دلوقتي لازم أعرف تفاصيل سجن جواد
يمكن اقدر أوصل لأي حاجة توصلني للي لبسه القضية دي ….”
لمعة عينيها بحل مناسب مثل الخيط الرفيع الذي سيصل بها الى أول طريق المجرم الحقيقي …..
“ازاي تاهت عن بالي ديه….”
رفعت الهاتف بدون اكتراث وانتظرت قليلاً فُتح الخط سريعاً ورد اسر بخشونة….
“أيوه يابسمة في حـ…..”
“اسر اسمعني أنت قولتلي في آخر مقابله أن جواد يوم ماخرج من السجن خرج بعد ماجه واحد مكانه
وشال القضية كلها صح……”
“آآه دا فعلاً إللي حصل وراجل ده بقاله اكتر من خمس سنين في سجن وطبعاً الحكم عليه كان مؤبد….”
“ينفع تبعتلي معلومات أكتر عنه…..”
“مش فاهم…..”
“عايزاك تساعدني ده لو فعلاً عايز تساعد جواد…”
سألها اسر بشك….
“عايزه توصلي لي إيه بظبط يابسمة…..”
“أنا عايزه اوصل لراجل ده… أكيد عند ولو معلومة صغيرة توصلنا للعمل كده….”
هتف بصوت متجهم قليلاً ….
“إللي عمل كده هو زهران الغمري مش محتاجه تدوير…”
“بس لازم دليل عشان جواد يتأكد بنفسه أن إللي دمر
مستقبله ورماه في سجن هو عمه أخو أبوه….”

 

 

 

 

ح
دثها بمنتهى البرود والانانية….
“وبعد مايعرف هيقتله وانا وقتها مش هستفيد أي حاجة….”
ت
نهدت وهي تقول باقتضاب….
“هتستفيد يا اسر لو جواد عرف الحقيقه أكيد هيبلغ
عنهم…..”
“افهمي يابسمة الواقع بيقول أن لو جواد عرف الحقيقه هيخلص على عمه واللي معاه وبعدها هيشتغل لحسابه الواقع حاجه ونظرتك وحبك الاعمى حاجة تانيه….. وأنا آسف بس إحنا متفقين أن انتي إللي تساعديني مش أنا….. اتفقنا هو هو ونسي موضوع مقابلة الراجل ده عشان مش
هتفيدك بحاجه…. ”
“بس أنا متأكده أن الراجل ده يقدر يوصلني لـ….”
هتف اسر بنفاذ صبر….
“اسمعيني كويس يابسمة، انتي في دايره مقفوله وصعب تلاقي في دايره دي مخرج غير المخرج القانوني وسمعي مني النصيحة دي زهران مش سهل واكيد حاطت عينه عليكي…..”
“أنت مش فاهم انـ……”
قاطعها بثبات غليظ ….
“هنتكلم بعدين يابسمة ياريت تركزي في اللي اتفقنا عليه…….”
اغلق الهاتف في وجهها بمنتهى الاستهانة….عضت على شفتيها بقهر وهي تزمجر بسخرية ….
“لازم تعمل كده أهم حاجه عندك الترقيه ياحضرة الظابط….مش مهم عندك مين مظلوم ومين ظالم
المهم الترقيه والنجمه الزياده…..”زفرت بعذاب حقيقي فهي بمفردها تسعى للوصول لي أي شيء
يخص حقيقة عمه الوغد لكن الاوغاد دوماً حقائقهم
من سراب…..
نظرت للأعلى وهي تقول بحزن….
“يارب ساعدني…..أنا حسى إني هوصل للحقيقة عن
طريق الراجل ده أنا قلبي بيقولي كده يارب يكون احساسي صح يارب ساعدني ونور بصرتي…..”
نزلت عبراتها وجسدها يقشعر بخشوع وخفقات قلبها تتزايد مع إلحاح دعائها الصادق ……
سمعت صوت مقبض باب غرفتها يتحرك ببطء ومن ثمَ بعصبية طفيفة…..بلعت مابحلقها وحذفت الرقم
سريعاً من على الهاتف……
فتحت الباب بارتباك واضح ووجه شاحب…..
فُتح الباب ونظر جواد لها بعينان ثاقبتان…
“قفله الباب بالمفتاح ليه…..”
رطبت شفتيها بتردد وخفقات قلبها تكاد تتوقف من كثرة الخوف من عيناه التي تدب في أصولها الرعب
وسؤاله الذي يكاد يهدم حصون الثبات عندها …
“مش بتردي ليه يابسمة….”
فاقت من عمق رعبها على صوته الهادئ بعض الشيء..
“أنا كـ كُنت بغير هدومي…..”
“تغيري هدومك ازاي وانتي لسه لبسه فستانك..”
بلعت مابحلقها وهي تجيب بتلعثم ….
“آآه اصلي دورت بس ملقتش هدوم خالص في دولاب أصله…… فاضي……”
حك في شعره بتفكير وثريث برهة قبل أن يقترح
عليها بمكر…..
“تحبي اجبلك قميص من بتوعي يعني لحد بكره…”
“آآه ياريت……” اجابته سريعاً متجاهله عواقب ماستفعله…. لكن عقلها كان يدور في مكان آخر
كانت تريد أشغال عقله بأي حديث حتى لا يشك
في أمرها بعد غباءها في غلق الباب بالمفتاح….
ح
دثت نفسها بحنق وتعنيف…..
“دا أنا لو قصده أقوله تعالى شك فيه مش هعمل
الحركه دي…..”
“ده اطول واكبر قميص فيهم بنسبه لحجمك يعني هيظبط معاكي …”قال جواد جملته بلؤم وهو يمد يدهُ لها بالقميص الرجالي ذو اللون الأسود ……
“مفيش حاجة قصيره ……”
رفع حاجبه بدهشة ناظراً لها باعين جريئة وقال
بخبث….
“آآه فيه طبعاً هو أنتي يعني جيتي في جمل….”
اقتربت بسمة من الخزانة وبجواره وقفت وقالت بحرج….
“هو انا كُنت عاوزه بنطالون يعني مع القميص عشان…”
“مينفعش…….”قال جواد الكلمة سريعاً….
“ليه مينفعش…..امال أنا بقولك عاوز القميص قصير شويه ليه عشان البنطلون يـ….”
تقوس فمه بمكر وهو يحدثها بـ
“عشان عايزه تلبسي عليه بنطلون…لا خليكي بالفستان احسن أهوه بيجيب القناة الاولى والتانيه
لكن البنطلون والقميص الإشارة كده
هتروح بسببهم … ”
توسعت عينيها وشهقت بصدمة….
“يالهوي انتَ إزاي شايفني كده…..”
اقتربت منه ومالت عليه بحدة اثناء لفظها لتلك الكلمات…..
نظر لها عن قرب بتمعن وقال بمزاح طفيف….
“شايفك زي ما اي واحد بيشوف حلاله قدام عنيه….”
“يعني قلة آدب…..”
همهم بتأكيد ناظراً لها بوقاحة لامعه…..
ابتعدت عنه قليلاً وهي تزفر بقوة قبل ان تقول بثبات…
“هسألك سوأل ياجواد وتجوبني عليه بصراحة…”
كان رده همهمات اخرى لإكمال باقي حديثها الشيق في تلك الأمور التي تروق الرجال كثيراً….
“هو أنا لما بمشي أنتَ بتركز معايا….”
“ااه بركز اوي …”قاطعها ببساطة اجابته…
توسعت عينيها بحدة وقالت بغضب….
“يعني بتتحرش بيه…..”
“تحرش إيه انا ببص على حلالي…..”
“تصدق إنك قليل الأدب….”
“تصدقي إنك ظلمتي قلة الادب معايا….”
اجابها بفتور….وهو يقترب منها خطوه للامام….
وضع كلتا يداه على خصرها الممشوق اللين وقرب جسدها أكثر من جسده الرجولي وصدره الرحب
دوماً بها….انحنى قليلاً وأسند رأسه على رأسها
وبدأ باستنشاق انفاسها بتروي مدمن عليها،
بعد برهة نادت عليه بعذوبة صوتها ….
“جواد……”

 

 

 

“عيون جواد……… يافرولتي…..”
عضت على شفتيها بخجلاً وقالت بتلعثم….
“اا…. أنا هدخل اخد دوش……”
“ممم……. فهمت عايزاني اساعدك….” نظر لعينيها بشغف ونشوة واضحة….
“لا.. أنا بس عايزاك تخرج برا تستناني…”
“الأجمل لو استنيتك جوا…..”
“جواد…. بطل بقه…..” ابتعدت عنه بصعوبة، تركها
هو بدون أن تبذل مجهود في الفرار منه….
“تمام هستناكي تحت……”اكتفى بتلك الكلمات قبل خروجه فهو مزال على يقين أن مابينهم أكبر من تلك
الرغبات المكبوتة داخله !….
……………………………………………………………
زمجرت بتافف ولاحت في عبوستها بوادِرُ الانزعاج
” وبعدين بقه البنطلون طويل أوي ووسطه يلبس
واحده معايا……. “هتفت بغيظ وهي تنظر لجسدها
عبر المرآه…… وبدون تفكير بدات بخلع كل ماترتديه
وارتدت قميص جواد ذو اللون الأسود الذي اقترحهُ
عليها اولا….
لاحت التفاته أخيرة عبر المرآة وهي تمشط شعرها الأسود للخلف ليتدلى على ظهرها بتناغم….. كان
القميص الأسود يصل لقبل ركبتها بمسافة بسيطة
قدميها كانت عاريين ممشوقين، بشرتها بيضاء لامعة
مُهلكه لعينان مشتهية قرباً يطفئ لهيب الجمر
الذي تتلوى عليه……
ابتسمت وهي تنظر الى جسدها برضا وقالت بمكر…
” اي المشكلة يابسمة…. مش هو إللي اختاره…no problem (لا مشكله) خليه يشرب… ”
لفت انتباهها العطر الخاص بجواد يُضع على( تسريحة) الخشبية…. تناولته بين يدها وفتحتها
وبدأت باستنشاق عبيرها ببطء وعينيها مغمضة بهيام….
تعشق هذا العطر الذي كأن يخنق رائتيها في بعض الاوقات الا أنها عشقت رائحته مؤخراً وتود أن تحتفظ بها للأبد فقط لأنها من مُتعلقاته الخاصة وهذا
يكفي لعشقها !….
بدات كالبلاها تفرغ محتواها على القميص وهي تستنشق رائحتها باستمتاع وابتسمة مُراهقة تزين
ثغرها الوردي……
خرجت بعد مدة من غرفتها ولاحت منها نظرة
خجل في أركان بهو الشقة لتجده يجلس على مقعد
ما ويجري عدة إتصالات عن إدارة العمل الخاص
به…
بلعت مابحلقها بحرج واتجهت نحو غرفة الجلوس
بخطوات تكاد تكون متعثرة فهي تشعر أن عينا
جواد الآن تخترق ظهرها…..
كأن منشغل في إتصالات العمل ولكن اخترق أنفه
رائحة عطره الرجولي النوع المفضل لديه والذي
يستخدمه دوماً…. احتل الهواء النقي حوله باصرار رفع عينيه وقتها بفضول ليجد ثمرة (الفراولة)
تتغنج في سيرها بنعومة الحورية……
تنهد وهو يراقب سيرها لداخل غرفة الجلوس….
“دا واضح أن اليوم مش هيمر مرور الكرام…”
تشدق باستهجان، فهو لا يريد ارغامها على علاقة
مزالت أول خطواتهم بها هي العواطف حتى خفقات
قلوبهم تود ان تتذوق شعور الحب والامان وتتغذي روحهم بعشق أبدي يظل عالق معهما حتى نهاية المطاف ، أما رغباتهم فهي المتعة لكلاهما لكنها ستكون حلاوة العشق حين تكتمل العلاقة حق اكتمال!…..
بعد نصف ساعة أنهى بعض المكالمات المهمة عن أعمال الشركة الخاصة به…..
انتصب في جلسته ونهض من على المقعد متوجه
الى غرفة الجلوس الجالسة بها (بسمة)والذي يصدر
منها بعض الأصوات الغريبه كي الحروب والمدافع
او ما شابه؟…..
“بتعملي إيه يابسمة….واي صوت ده ”
نظرت له بسمة بارتباك وكانت تجلس باريحية
وبساطة لكن فور دخوله وسأله ضمت قدميها أكثر
وعدلت وضعية وسادة الاريكة أكثر على ساقيها العاريين…..
“جواد….انت خلصت……”
أقترب منها وجلس على الاريكة قائلاً بصوتٍ فاتر حتى لا يزيد حرجها منه….
“آآه خلصت كانت مكلمات مهمه في شغل….صحيح انتي بتتفرجي على إيه….”
هزت كتفيها وأدعت التلقائية ثم اجابته وهي تنظر أمامها بهدوء….
“دا فيلم أكشن…..”
“أكشن….. أكشن إزاي…..”
نظر على شاشة التلفاز الشاسعة ليرى إثنين يقبلون
بعضهم بطريقة مثيرة…..
توسعت أعين بسمة بدهشة فالمشاهد قبل دخول جواد كانت عبارة عن حروب وقتال واسلحه
وعند جلسته ياتي مشهد لم يكن في الحسبان….
“استغفر الله العظيم…. أنا معرفش المشهد ده طلع إزاي…..” غيرت محطة التلفاز بخجل ليباغتها
التلفاز باغنية أجنبيّا لا تخلو من المشاهد الغير لائقة….
حاول جواد كبح ضحكته وهو يقول بعبث…
“أنتي ناويه على إيه اليلادي يافرولتي….
متعرفيني عشان متفجاش…..”
شهقت بدهشة وهي تغير المحطة الآخرة بجِهَاز التحكم…. هتفت ببراءة تذيب القلب…..
“تتفاجا إزاي يعني….. وبعدين أنت ظلمني وبعدين بقه التلفزيون هو إللي مش مظبوط…..”
كبح ضحكته وحرك سبابته عند انفه وتصنع الانشغال
في شيء وهمي….
حاولت بسمة أشغال عقلها عنه قليلاً فبدات تقلب
بالتلفاز بسرعة وملل……وقفت عند محطة معينة
تُشغل موسيقى ناعمة رقيقة الطرب، يرقص
عليها ثنائي ذو ملابس رسمية يأدون رقصة
(سلو) بمنتهى التناغم والرومانسية…..
تنهدت وهي تشرد بهم بعيون تلمع، وقد تناست
الجالس بجانبها يراقب تصرفها وحركتها بأدق
التفاصيل التي بنسبه له المهمه والأهم !….
“عمرك رقصتي slow يابسمة…..”
مطت شفتيها باحباط وردت عليه بحرج …..
“لا يعني بصراحة مش بعرف….”

 

 

 

لانَ قليلاً في ابتسامته لها….وانتصب واقفاً بقامة
طوله الحارقة لكيانها الانثوي وجسده الرياضي الذي
تكن بجواره مثل العصفور الصغير أن صح تعبير
في تلك الوصف ! …
“قومي معايا……يافرولتي ”
نظرت الى يده الممدودة لها ومن ثمَ نظرت بارتياب الى عمق عينيه الزيتونية الداكنة…..
“أقوم معاك على فين….”
سحبها بهدوء لتقف عنوة عنها وهي تشهق بصدمة
“أنت بتعمل إيه ياجواد أنت بـ….”
“حطي رجلك هنا يافرولتي….”
نظرت الى الأسفل مثلما يفعل….. وامتثلت لأومره بخضوع لسحر الجوكر القوي عليها وقلبها لم يتوقف للحظه عن الخفقات المتسارعة…..
وضعت قدمها اليمنى فوق قدم جواد اليسرى وكذلك اليسرى على قدمه اليمنى…..
“حطي إيدك لاتنين على كتفي ورفعي رأسك وبصي في عنيه…..” كان حديثه شبه أمر حازم جعل إبتسمتها تتسلل على شفتيها بدون إرادة….
“بتضحكي على إيه…..”
لاحظ ابتسامتها فسألها بفضول وعيناه تتعمق في
برقت كهرمانها القاتل لفؤده منذ النظرة الأولى….
“بصراحه بضحك على طرقتك…..”
“بتضحكي على طرقتي ليه مالها؟….”
“يعني حسيت أن في الجيش وباخد أوامر من القائد …”
همهم وهو ينظر لها بجراة وعيناه تلتهم ملامحها بنهم
صريح وانفاسها تداعب وجنتيها بلا رحمة…. كانت يداه تحيط خصرها بإمتلاك مُقربها من جسده اكثر… وقدميها يتحركو ببطء على اقدام جواد….
رمقته بسمة بتردد قبل أن تسأله بفضول أنثوي….
“جواد….”
نظر لها أكثر مُنتظر باقي الحديث….إضافة بسمة بحرج وهي تتحرك على قدميه بتمهل وببطء….
“هو أنتَ رقصت مع حد قبلي…..”
“كتير ….”
شحب وجهها بحزن وهي تسمع تصريح مُبسط على
سؤالها……أبتسم جواد بمكر وهو يرى تشنج قسمات
وجهها بانزعاج واضح……
” يعني أوقات صفقات الشغل بتجبرك تجامل الجميلات بطريقه الخاص بيهم…..”
هتفت باقتضاب……
“الجميلات وتجامل…..طب عن إذنك….”
“تعالي هنا يافرولتي رايحه فين….”قيد حركتها
بين يداه المقبضة على خصرها…..
“سبني أمشي ياجواد..”
“لأ………وعقلي بقه وبطلي هبل…..”
اشاحت بوجهها الناحية الأخرى ومن ثمَ زفرت بضجر….
هز جواد رأسه بجزع ليحرك اقدامه الوقفة عليهم بتمهل وهو يقول بمزاح….
“مش حلو البوز ده عليكي على فكره….”
رمقتها باقتضاب ونفاذ صبر….
“لا حلو……. وعجبني ….”
وضع يده تحت رأسها وباغته بانحناء ظهرها قليلاً
للوراء ليميل هو عليها ناظراً لعينيها بعمق …..
“على فكره أنتي أول واحده……”
نظرت إليه بدهشة ومزال جسدها مالاً للخلف ومستند على ذراعه القويّ……سألته على نفس
تلك الوضعية…..
“طب والجميلات والصفقات و…”
قاطعها بصوت عذب شبه حاسم……
“الجميلات دول جمب عيونك يتغلبو…..”
أبتسمت بخجل ونظرت له قائلة بصوت أهدى قليلاً
“طب اعدلني بقه عشان الرؤيه طب أوضح……”
نظر لوجهها بمكر وهو يقول بوقاحة خفية…..
“بالعكس دي رؤيا من هنا أحلا…..”
شهقت بحرج وهي تنتصب في وقفتها
بمساعدته …..
أبتسم جواد وهو يحيط خصرها إليه أكثر
وقال بلؤم…..
“دلوقتي بقه هعلمك حآجة أحلى….”
“حاجة حاجات إيه….”
“داخل حلبة رقص في نوعين نوع مهم ونوع مش مهم إللي مش مهم هو إللي احنا كنا بنعمل دلوقتي……”
“بجد……طب ليه عملنا من الأول ماكنا عملنا المهم…”
تحدثت بمنتهى البراءة غافلة عن خبث زوجين العيون الزيتونية تلك……
حاول كبح ضحكته وهو يرد عليها بنبرة شبه عادية…
“يعني الرقصه الأول كانت تمهيده أما التانيه بقه الجد كله…..قربي مني كده ولفي ايدك حولين رقبتي….أيوه كده قربي جامد متخفيش…..”
أثناء حديثه جعلها تعقد يدها حول عنقه ويديه
هو حول خصرها واصبح لا يفصلهم عن بعضهم شيء
بل ملتصقة به… اي في احضانه داخل صدره العريض وبين ذراعه القويتين ذو العضلات البارزة …
“جواد…..هي الرقصه دي غريبه كده ليه….”
دفن وجهه في عنقها واستنشاق عبيرها قائلاً بصوتٍ اجش…
“غريب إزاي يعني دا انتي كده تمام اوي وماشيه صح…..”
“متأكد اني ماشيه صح ؟….”
“مممم احضني بس انتي بضمير ونسي اي حاجة…”
ابتسمت بخجل وهي تضمه أكثر إليه وهتفت داخل
احضانه…..

 

 

 

“جواد……..هو أنا فعلاً عيني حلوه……”
“أوي….”
“يعني عجبينك…..”
“ممم….”
خفقات قلبها تتسارع بدون رحمة واحضانه كانت دافئ تُشبعها حنان …. عميق إحساس الحب لدرجة أن وصف عناق رجل مثل جواد يُصعب وصفه،
تشعر بالأمان ،الاحتواء، الحنان الرجولي، الاكتمال داخلها ، عناق ساحق بكل المقاييس قاتل لروحها ،
لن تنسى هذا العناق مهم كثرت الاحضان معه…..
برغم من تشكيكه بأمر حركات الرقص تلك إلا أن عناق الحبيب جاء في وقت تشتهي المشاعر قرب ودفئ خالص يملء فراغ عاطفي اهملت وجوده داخلها …
تنهد جواد وهو داخل احضانها مُحدث نفسه
بضياع ….
“اول مره القي نفسي جوا حضن واحده….يمكن عمري مافكرت اترمي في حضن اي واحده عرفتها
وعمري ما أحتاجت للحضن ده …… بس مش عارف لي انتي بذات غير كلهم……..”
بعد مدة من الوقت فصل عناقهم واقترب جواد
منها واسند رأسه على رأسها ليستنشق انفاسها بادمان …..
“بسمة…..”
همهمت وهي تستمتع باللذة العواطف الجامحة
معه ومشاعره الرجولية الجياشة كأنت تداعب أوتار فؤاد قلبها بدون رِفقًا عليهآ ….
“مش نسيه حاجة……”
ابتسمت بنعومة وبعيون مغمضة قالت….
“بحبك….. بحبك ياجواد….”
مال على عنقها ليلثمه ببطء اغمضت عينيها بضعف
ورجفت جسدها في تزايد…….بدأ في العبث في ازرار
القميص التي ترتديه بتمهل وبطئ حاني حتى لا تصاب بالخوف منه وتخشى قربه، أراد أن يبث الطمأنينة لقلبها أكثر وهي داخل احضانه…..
“جواد…..كفاية…..أنا….”لم تكمل الحديث فقد انطفأت
الأضواء من حولهم….تركها جواد بهدوء وهو يتطلع
حوله بشك…..مسكت بسمة يده بخوف….
“جواد هو في إيه الـ النور قـ….قطع….ليه ”
ربت على يدها المعلقة في كتفها وهو يقول
بصوت هادئ….
“متخافيش يابسمة….شويه ونور يجي…..”
“جواد أنا بخاف من الضلمه و…..”
“متقلقيش يابسمة أنا جمبك…..”
أشعل كشاف هاتفه واقترب منها
وحملها على ذراعه بخفه……
“أنت بتعمل إيه ياجواد وواخدني على فين….”
دلف بها الى غرفة نومهم ووضعها على الفراش بهدوء وهو يقول…..
“خليكي هنا أحسن لحد ما النور يجي…..”
ترددت بشك من مايحتل مخيلتها الآن….
“واي المشكلة لو فضلنا برا يعني….”
“أنتي دماغك راحت فين….هنا أحسن عشان متقعبليش في حاجة لحد ما النور يجي….”
حدثها بنفاذ صبر فاجمل اللحظات بينهم تنتهي
قبل البدء بها…..
نظرت بسمة له والى عبوس وجهه قبل أن تقول بتحفز….
“مالك ياجواد في حاجه ضيقتك ……”
هز رأسه بنفي وهو يجلس بجانبها ولاحت منه التفاته بسيطة على القميص التي ترتديه ليقول
باقتضاب ونفاذ صبر…..
“اقفلي زراير القميص ده…..”
نظرت الى موضع انظاره بحرج لتغلق أول ثلاث أزرار
من قميصه الاسود بخجل ووجهها يشتعل احمرارٍ….
استلقى بجسده للوراء و وضع رأسه على وسادة الفراش واغمض عيناه بارهاق نفسي فظلام يُذكره بابشع الذكريات المُرة التي تذوق مرارة طعمها على مضَضَ داخل قضبان السجن …..
“مالك ياجواد أنتَ تعبان الجرح إللي في راسك بيشد عليك ….”
همهم بكذب….
“ممم يعني….”
قالت بسمة بحنان…..
“أن شاء الله هيخف مع الوقت….”
أبتسم بتهكم وهو يتمتم من داخل ظلمات الذكريات
“فعلاً في وجع بيخف مع الوقت…. ووجع تاني بيزيد مع الوقت…..”
حدجت به بسمة بحيرة لتضع يدها على شعره الناعم
وتمررها ببطء وهي تسأله بحزن اشتبك فقط في قلبها فور إنتهاء كلماته…..
“يمكن الوجع ده بيزيد عشان مش حابب تدويه…”
اغمض عينيه بتعب قائلاً…..
“الوجع إللي جوايا ملوش دوا يابسمة…..”
هتفت بعفوية زوجه وحبيبه….
“ليه ياحبيب بسمة…..بس لو تشاركني و…..”
“بسمة……….تعالي…..”
اقتربت منه ببطء فكان يفتح ذراعه اليمنى لها لتستلقي عليها بخجل وهي تقول بتردد…..
“متأكد إنك عايزني في حضنك وأنت مخنوق بشكل
ده…..”
“الخنقه مش هتروح غير وأنتي في حضني…”
قبلى شعرها واسند رأسه عليها وهو يهمهم بمزاح
حتى لا تفكر في طرح أسئلة اخرى عن ماضي
يود نسيانه…
“بلاش تحطي من البرفان ده تاني…..”
ضحكت بخفوت وقالت بعِناد….
“ليه دا حتى ريحته حلوه……”
“احلى من إللي بيحطه….”
“آآه طبعاً……”
مرر يده على ظهرها بعبث…
“متأكده…..”
ضحكت بخجل وهي تبعد يده عنها بدلال….
“خلاص ياجواد قلبك أبيض……أنتَ أحلى…..”
“أنا احلى في أي بظبط…..”
مرر سبابته على كتفها بوقاحة….
” جواد بطل ….”
أبعد يده عنها ونظر لها بلؤم…
“اديني بطلت فين مكفاتي…..”

 

 

 

إبتسمت بسعادة و ومض العشق يلمع بعسليتان عينيها مالت عليه و قبلته قبلة سريعة على وجنتيه…..
“عشان تعرفي إني قنوع هستكفى بدي بس وهسيبك
تنامي…….”قبلها من مقدمة رأسها وهو يهم بالابتعاد
عنها قال بصوتٍ عادياً…..
“أنا هخرج أشرب سجاره في البلكونه نامي انتي
ومتخفيش كشاف التلفون شغال جمبك….وكمان
أنا قريب منك هنا…..”أشار على باب الشرفة
المتواجد في قلب غرفة نومهم……
“جواد…. النور قاطع إزاي هتقف في البلكونه…
يعني المكان ضلمه… ”
أبتسم باقتضاب وهو يتذكر حبسه الانفرادي الذي دام لمدة شهر داخل حُجر مظلم بارد لم يمر عليه
شعاع الشمس إلا هِبَاتٌ طفيفة على وجهه……
“واي المشكلة أنا متعود على الون الاسود….”
كلماته فاترة بالامبالاة اجابها ليختفي عن مرمى عينيها داخل شرفة الغرفة وتنبعث بعدها بثواني رائحة رماد سجائره……
اغمضت عينيها بحزن وجلست وهي تحتضن الوسادة بين يدها شاردة في كلماته المُعذبة لروحها
كانصل ينهش في قلبها قبل قلبه تحت رماد
الماضي اللعين التي مزالت تجهل حقيقته ومزال يكابر حبيبها عن أخبرها بماضي مجهول بنسبه
لها…..
تعرف انه يبعدها عن دائرة حياته المُظلمه والقاسية
كذَلك فهي تخشى الظلام وتكره القسوة لكن إذا كأن النجاه من تلك الدئرة هو دخولها إليها بكامل إرادتها فستفعل لأجل عشق فُرض عليها ورضيت به فرضاً !….
…………………………………………………………….
في صباح في فيلة زهران الغمري صباحاً….
دلف سيف الى غرفة اسيل بعد أن طرق عليها
الباب…
“سيدي ياسيدي…..تطلعي عيني بليل كمدات وحقن وادويه وصبح زي القرده لا ونفس البس العريان….”
ضحكت اسيل بوجه مُشرق عن أمس لكن علامات التعب تترك آثر عليها ……
“مش هتبطل أبداً…. على العموم حقك أنت فعلاً تعبت معايا…… شكراً ياسيف….”
“شكراً اي ياهبله أنتي ناسيه اني أخوكي الكبير…”
تلاشت ابتسامتها ببطء وحدجت به بحزن….
“لا مش نسيه…… المهم مروحتش ليه الشغل…..المفروض إنك بتروح في الوقت ده… ”
نظرت الى ساعة معصمها أثناء طرح ذاك السؤال.
“كُنت رايح بس حبيت اطمن عليكي الأول….. بقيتي أحسن…..”
اقتربت منه وهندمة رباطة عنقه بعفوية واجابته…
“أحسن الحمدلله……. وهرجع اقرفك تاني…”
إنتهى حديثها بمزاح طفيف …..
نظر سيف الى وجهها عن قرب ويده الصغيرة التي
تهندم بهم ربطت عنقه….
“وانا مبسوط إنك هترجعي تقرفيني تاني يابت ..”
“بت……..بت في عينك…”
لكزته في صدره بغيظ ورمقته ببغض زائف….
ضحك بصوت رجولي وهو يضع يده على صدره
وقال بمداعبه…..
“يخربيتك إيدك مرزبة…..”
“أنا أيدي مرزبة…. تصدق إنك غلس اوي..”
اقتربت منه بغضب وكادت أن تمد يدها لكن منعها
سيف ممسك بيدها وتوسعت عينيه بصدمة
وغضب…
“انتي هبل ولا إيه هتمدي إيدك عليا….”
عضت اسيل على شفتيها بخوف وترجعت للوراء خطوتين قائلة بتردد…..
“أنا مقصدش أنا كُنت بهزر…..”
أقترب منها خطوة للأمام وقال بصوت غليظ….
“بتهزري إزاي يعني هو أنا قدك….”
“لا….”
“تبقي تهزري عادي خايفه من إيه…..” خبط رأسها برأسه بمزاح صبياني لا يليق بفتاة مثلها …
“آآه رأسي ياسيف….. آآه…..”
نظر له بسخرية قال بسخط ….
“استغفر الله العظيم…………. بنات خرعه…”
لكزته في كتفه بحدة وهي تضع يدها على مقدمة رأسها قائلة بغضب……
“بنات خرعه وبنسبه لرأس حضرتك الـ…..”
“اللي إيه هتبدأي تغلطي فيه ولا إيه….” نظر لها بتحذير وتهديد صريح…
“كُنت بس بعد النظره دي بفكر اسحبها….”
قرص وجنتيها وهو يقول باستفزاز ….
“شطوره ياسوو……يلا اسيبك أنا بقه عشان انتي عارفه اكل العيش مُر….”تنهد بحزن مُصتنع…
قطبت اسيل حاجبيها بتعجب قائلة….
“على فكره ياسيف انتَ أوفر….”
“وأنتي اوفرين…..”غمز لها بلؤم ليطلقان الإثنين ضحكات عالية بعد هذا المزاح الممتع لكلاهما…..
……………………………………………………………
بعد مرور عدة أيام في صباح…..
خرج جواد من غرفة نومه وهو يضع المنشفة على رأسه ويجفف وجهه جيداً…..
“صباح الخير……”قالت بسمة حديثها وهي تضع بعض الاطباق الزجاجية على سفرة الطعام…..
أبتسم له جواد وهو يجلس على السفرة قائلاً بهدوء…
“صحيتي امته……”
“يعني من ساعتين كده….”اثناء اجابتها عليه كانت تجلس بجواره وتمسك كوب ساخن من النسكافية…
“يلا ياجواد أفطر عشان نلحق نرجع على الفيلا….”
نظر لها قال بفتور…..
“انتي مش ملاحظه إنك مستعجله أوي على رجوعنا للفيلا من ساعة ماجينا هنا، مع إني شايف أن هنا أحسن….”
بلعت مابحلقها بتوتر وعيناها مُثبته على الكوب الساخن أمامها……
“هو هنا أحسن وكل حاجة بس يعني……”
“خلاص يابسمة…….أنا فهمت…..”
رفعت عينيها عليه سريعاً وقالت بارتباك….
“فهمت…… فهمت إيه؟…..”
“إنك خايفه مني ومفكره إني ببعدك عن الفيلا وناس إللي فيها عشان اقدر آثر عليكي في اي حاجة بطلبها منك……”
تنهدت الصعداء وهي تهز رأسها بنفي…..
“الموضوع مش كده ياجواد انا بـ…..”
قاطعها وهو يضع يده على يدها وقال بتاني
وتفحص شديد …
“أنا مش عاوزك تقلقي ولا تخافي مني يابسمة أنتي
الوحيده إللي مستحيل أفكر أأذيها…..”
لاحت ابتسامة بسيطة لم تلامس عينيها واجابته بصدق…..
“عارفه ياجواد ووثقه فيك…. واليومين دول كأنو كفاية انهم يطمنوني من ناحيتك…..”
ترك يدها ببطء وهو يتنحنح قليلاً مغير مجرى هذا الحديث …
“طب يلا افطاري…..”
هزت رأسها بامتناع وهي تمسك كوب النسكافيه….

 

 

 

“لا أنا مليش نفس أنا بس هستكفى بالمج النسكافيه
ده….”
سحب من بين يدها الكوب بتمهل قال بحزم….
“مفيش نسكافيه قبل الفطار……”
“بس ياجواد أنا مش عـ…..”
قاطعها بنبرة ذات معنى…..
“أنا ممكن افطرك بنفسي على فكره…..”
لتبدأ بالاكل بدون تعليق على جملته…..
بعد مدة انتهى جواد من طعامه وبدات بسمة تحمل
تلك الاطباق للمطبخ……
تساءل جواد وهو يبحث عن هاتفه….
“بسمة مشفتيش تلفوني….”
“اه شوفته كأن في اوضة النوم هتلقيه جمب تلفوني….”اجابته بصوتٍ عالٍ قليلاً وهي تغسل
بعض الاطباق أمام صنبور المياة……
دلف جواد الى غرفة النوم مجري اتصال ببعض المندوبين الخاصين بشركات (الغمري)بعد نصف
ساعة من المكالمات المهمة ترك جواد الهاتف بجوار هاتف بسمة وكان متجه الى المرحاض لكنه اوقفه رنين هاتف بسمة مُعلن عن اتصال من أحدهم أقترب من الهاتف ونظر في شاشته بفتور، إنارة الشاشة برقم غير مُسجل تناول جواد الهاتف بين يده وفتح الخط ووضعه على أذنيه مُنتظر مبادرة المتصل بالكلام أولاً……
أثناء تلك الاوقات ولجت بسمة الى الغرفة بهدوء
وكانت تمسك منشفة صغيرة تجفف بها يداها
لاحظت جواد يقف عند مسافة ليست ببعيدة عنها
يضع على أذنه هاتفها وقسمات وجهه ساكنة باردة
بشكل يثير الشك…. بلعت مابحلقها بخوف وسألته
بنبرة صوت تكاد تكون ترتجف الآن…..
“مـ مـين عـ…… على الخط ياجواد…..

يتبع

اترك رد