روايات

رواية لن أحررك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الثالث والثلاثون

رواية لن أحررك الجزء الثالث والثلاثون

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة الثالثة والثلاثون

نظرت له باعجاب فما يقارب من ساعتين وهو يجلس مكانه بكل وقار وهو يشرح تفاصيل العقود وتلك الشراكة الحاسمة بينهم ،كانت طريقة تحاوره مهنية للغاية تتسم بالتنظيم الشديد….
“إذا تمت الموافقة على تلك الشروط سنمضي العقود فوراً….” قالها جواد بلكنه انجليزية وهو يرمقها بتحفز ……
إبتسمت اليكسا بنعومة وشفتيها الملطخة بالاحمر الناري تعلن عن اعجابها بهذا البارد أمامها….
“حسناً…. أنا موافقة وبما ان تلك الشروط منظمة وموثقه ولن تضر الشراكة بشيءً …. إذا سامضي العقود معكم….”صمتت قليلاً لتقول بأكثر نعومة انثوية…
” مسيو جواد…..اعجبت كثيراً بطريقتك المهنية في الحديث اتمنى انا أراك دوماً في تلك الاجتماعات المهمة…. “نظرت له نظره لا يعلمها إلا رجل مثله..
أجابها بمجاملة ذكورية فاترة …..
” لكي هذا سيدتي الجميله……فهذا من دواعي سرورنا ان نشارك سيدة أعمال مثلك……. ”
إبتسمت برضا وهي تبتسم في وجه الجميع مُعلنة أمامهم أمضى تلك العقود ذا الشراكة الحاسمة بين مجموعتها ومجموعة شركات الغمري…..
نهض الجميع بعد اجتماع ظل لساعات محددة….
ليظل فقط على تلك الطاولة (اليكسا) و(كارلو) مستشارها الخاص….وجواد الذي نهض من على الطاولة وهو يجري اتصال بالهاتف المنزلي في تلك المزرعه!..
تحدث كارلو بهدوء لها….
“هيا سيدة اليكسا فالنرحل….”
“انتظرني قليلاً بالخارج كارلو…”قالتها وهي تلف خصلة شقراء من شعرها بين اصبعها الطويل….
رفع اكتافه وانزلهم بحيرة ثم استسلم في القول…
“لكي هذا سيدتي….كما تفضلين… ”
تركها ورحل….. ظلت هي ترمق هذا البارد الذي يوليها ظهره مُتحدث عبر الهاتف بنفاذ صبر…
“يعني إيه مش عايزه تكلميني…. انتي مش هتبطلي عِند خلاص اتهبلتي…..” بدأ بتشنج عليها عبر الهاتف…
لتُجيبه بسمة ببرود…
“واضح إنك متصل عشان تهزقني…. أيوا مش عايزه أكلمك أنا حُره….”
“لا مش حُره… ولو قولتي حُره دي تاني هكسر دماغك…”

 

 

 

“تكسر دماغي…. تصدق إنك قليل الذوق….”
“فعلاً انا قليل الذوق عشان بطمن عليكي….”
“وانتَ كدا اطمنت…” قالتها بحدة وعتاب..
التقط أنفاسه المُضطربة وهو يقول ببعضاً من الهدوء…
“طب خلاص متزعليش….. مالك بقه ام إيمان بتقول إنك تعبانه من الصبح….”
برغم من عناد قلبها إلا أنها اجابته بهدوء…
“أنا كويسه متقلقش….. دول كانوا شوية صداع وخدتلهم حاجه والحمدلله ارتحت….”
“بجد انتي كويسه…. ”
تسارعت نبضات قلبها بجنون من لهفة صوته…
“آآه كويسه….. بس انتَ مهتم ليه… يعني خايف عليا؟….”
“طبعاً وانا لي مين غيرك أخاف عليه….” شعر بكلمات عاطفية صادقه تخرج من لسانه بدون انت تترجم على عقله أولاً…. استعاد برودة وهو يقول…
“هو مش خوف سميه ان المفروض اعمل كده بما أنك لسه على ذمتي…..”
ابتلعت ريقها من الناحية الآخرى بصعوبة وهي تقول بحزن….
“آآه المفروض…. طب وانا كمان المفروض اسألك جاي أمته….”
“انا خلاص خلصت ساعة وهتلقيني عندك….” قالها وهو يتنهد بحرارة فهو قد أشتاق لتلك العيون الهالكة
وهذا الوجه الفاتن ببهاءً صافي لعينيه المتيمة بها …
“هستناك…. قصدي يعني هنتغدى سوا زي كل يوم…” قالتها بتردد… فتلك الأيام التي مرت عليهم كانوا الأقرب لبعضهم برغم من ابتعاد اجسادهم عن بعضها إلا أنهم كانوا دوماً برفقة بعض… يجلسون
سوياً… ياكلون سوياً…. يتحاور كل منهم باحاديث عامة وعن بعض الاقتطفات عن حياتهم… هناك حزن وعتاب يلاحقهم لكن كان قربهم أقوى وحتى ان كان أقل من المُسمى بينهم فهم لا يزلون
بداخلهم يتحدون تلك المسافات بينهم !…
ابتسم بعدما سمع ترددها هذا ليقول بمكر…
“بصراحه مش عارف يابسمة…. يمكن مجيش على الغدا النهاردة…..”

 

 

 

هتفت بتلعثم…
“بجد… طب ليه… يعني… قصدي هتتغدى فين..”
“عندي عشاء عمل… مع عميله زي القمر قصدي عميل…” قالها بخبث….
على الناحية الآخرى كادت ان تنفجر مكانها وهي تقول بحدة….
“عميلة… يعني واحده ست… آآه عشان كده بترن الموضوع مش عشان تطمن عليا الموضوع عشان تتحجج قبل متخوني….”
تشدق باستخفاف مصطنع….
“اخونك؟…. هو انتي ناسيه المشاكل اللي مبينا ولا إيه….”
“لا مش نسيه بس انا لسه على ذمتك….” صاحت كالمجنونة فهي أمام تلك الغيرة تتحول مئة وثمانين درجة!…
“واي يعني على ذمتي…”
قالتها بمُقت…
“شوية إحترام يابن الغمري…. ”
حك في لحيته النابتة وهو يقول باستمتاع…
” حاضر… هبقى اجبها واجي….سلام يامجنونة ”
أغلق الهاتف في وجهها ليزيد اشتعالها أكثر…
لتكن على الناحية الأخرى تضرب بقدميها الأرض بغيظ والغيرة تنهش بقلبها… لتهمس بعد مدة بتوعد….
” طب ولله العظيم لو عملت كده لتشوف الجنان اللي على اصوله…. “صرخت بغيظ اكبر وهي تضع الهاتف الارضي بقوة على المنضدة….
بعد ان أغلق معها الهاتف تقوس فمه باعجاب ذكوري فالطالما راق له كل شيءٍ يصدر منها… غيرتها…طريقة اعترافها بحبها ومشاعرها اتجهه… تحاورها معه في الأحاديث العادية…. نظرت عينيها وبريقهم حينما يتحدث عن شيءٍ يخصه، لطالما كانت الأجمل في اي حالة تنتابها حتى ان كانت دموع تنهمر منها لتحكي له بصمت عن مدى عشقها له، بدأ يرتاب من كل شيء افعالها الصادقة أمامه، نظرت عينيها المتوهجة بالحب الخالص له، واعترافها اللعين لا شيء يوازن معه !، لكن ماذا عليه ان يفعل في نهاية يترك قلبه لها ومشاعره تطوف معها، برغم من تلك الحقائق التي مزالت غير مرئية بنسبه له !….
التفت ليجد اليكسا تجلس باريحبة على مقعدها تشعل سجارتها وترمقه بنظره مبهمة….
” مزلتي هنا؟…. “قالها جواد بحاجب مرفوع…
تحدثت بنعومة صوت لا يخلو من الوقاحة وتسلط…
” لم أفهم شيءٍ من تلك المكالمة التي كانت عبارة عن مشاعر غريبه ترجمتها عيني… إنك منزعج منها
قليلاً لكنك لا تزال تعشقها…. هل هي صديقتك… ”
أبتسم بتهكم…
“صديقتي؟…. لا…… أنها زوجتي….”

 

 

 

 

اخرجت دخانها الرمادي من شفتيها القرمزيّة الحمراء….وهي تقول بعهر..
“هل لم تلبي رضاك اثناء العلاقة الجنسية لذلك انتَ منزعج منها…”
لم يستغرب حديثها فهو يعلم ان تلك الأشياء بنسبة لها ولمجتمع نشأت به هذا الشيء أبسط من ان يتم التحاور فيه على الملأ !….
“هناك أشياء بين الزوجين تفضل ان تكن بينهم… لكن ساجيبك وأقول ان تلك الأشياء لا تعني لي الكثير… فاحضانها تكفيني وترضي رجولتي !….”
“واو… انتَ نادر حقاً سيد جواد…. وايضاً أحقد على زوجتك فهي أخذت رجل يقدر قلبها قبل ان يلتفت لم تمتلكه من انوثة….”صمتت قليلاً وهي تنهض لتسير بتغنج لتكن في موجهته وهي تقول بدلال وغرور….
” هل امراتك تلك تمتلك مفاتن تهلك رجولتك ام ان مفاتنها بأسة لذلك انت لا تنظر إلا لقلبها…. “إبتسمت بمكر….
” انتي وقحة….. والعبث هذا لا يعني لي شيء… ”
إبتسمت أكثر بمراوغة وهي تقول…
“تلك ليست وقاحة سيدي… تلك الأشياء اقل من العادية بنسبة لي… وإذا كنت تريد ان تثبت لي عكس توقعاتي فلك ذلك….” أقتربت منه قليلاً وهي تقول…
“اريني تلك المرأة التي اوقعتك بعشقها…. لدي فضول ان أرى من تكون؟ وما تمتلكه ليجعل رجل مثلك يحمل لها كل تلك المشاعر المؤثرة ؟…..”
“انتي لا تعلمين ان الحب لا يفهم معنى تلك الاحاديث من جسد ومال ! ….”
“اعلم ان الحب له بعض القوانين الغبية… لكن هذا لا يعني ان العين لا تحب ان ترى إلا كل شيءٍ جميل…. وان لم تكن واثق بحبك لها لم تجادلني الآن هل تخشى ان أسحر قلبك المُتيم بها….”
أبتسم ببرود…
“لا… بل أخشى عليكِ من جنون حبيبتي فهي تغار بجنون ، وجنونها لن يروق لكِ قط….”
ابتسمت باغواء وقالت برقة…
“دعني… أرى واحكم… لكن دعني اسألك سؤال هل امراتك جميلة لتستحق كل هذا الحب….”
أبتعد عنها وهو يرتدي سترته قائلاً بمصدقية…
“نعم جميلة كل مابها جميل…. وقلبها الأجمل…ويكفي أنني أحبها بكل تفاصيلها… هل راق لكِ هذا
الاعتراف ! ”
إبتسمت بغيظ وهي تنظر له….
“نعم راقني… وانتابني الفضول لرأيت تلك المنافسة القوية لي….”
فهم ما تعنيه لكن لن يجادلها فمهم فعلت بما تمتلكه لن تجد اي استجابة منه لو أتت قبل شهور فقط لكان
فكر ان يلهو معها بما تمتلك !، لكن هو يكتفي بما إمتلك! وبرهن قلبه بحب واحده فقط تكفية !…
“هيا بنا سأصطحبكِ لمنزلي في مزرعة ريفية…هل تفضلين الطبيعة….”
هزت رأسها بايجاب…
“ومن لا يفضل الطبيعة برفقة رجل وسيمٍ
قويٍ مثلك…”
أبتسم لها من زاوية واحدة وهو يقول…
“أفضل ان يكون التحاور بيننا بحدود…فزوجتي لن يروقها طريقتك…..”
“هل تفهم الانجليزية….”
“بالطبع …..”اجابها بايجاز….

 

 

 

قالت داخلها بمكر….
“إذا سنتسلى كثيراً….”ثم نظرت له وهي تقول بهدوء..
“حسناً اذا كنت مستعد لرحيل فهي بنا….فأنا متحمسة للقاء زوجتك، وأيضاً سيرافقني كارلو
لمزرعتك ، فأنا بحاجة إليه في عودتي فهو يعلم اللغة
العربية المُطلقة بجدارة ومهم وجوده بعد إنهاء
تلك الزيارة الشيقة …”
“حسناً كما تفضلين….”قالها وهو يهم بسير جوارها بهذا الطول الفارع والجسد الرياضي ومنكبيه العريضين التي تتوسد عليهم تلك المرأة المُطلق عليها (زوجته)…وسامته مُميزة وما يمتلك من قوة ورجولة تهلك الفاتنة بقربه وتتمنى كلاً منهنا خوض
علاقة جسدية معه !…..هل هذا ماتتمناه هي ام أنها تلك نظرتها الثاقبة على من حولهم…..
” جواد بيه….”ألتفت جواد الى سكرتيرته الخاصة (مي)…
“في حآجه يامي….”
بدأت بالتقاط انفاسها بصعوبة وهي تقول…
“أيوا في ملف عايزه اخد امضتك عليه….”
“طب هو معاكي….” تساءل بهدوء عملي…
“آآه اتفضل….” مدت له الملف آخذه منها وهو ينظر له باعين ثاقبة وبكل تركيز قراء آخر ورقه به…
“هو انا مش قولتلك الأرقام دي يتراجع عليها…”
تلعثمت السكرتيرة وهي تقول بتردد…
“ما هو حضرتك انا رجعت عليها و…”
“محصلش الأرقام متغريش فيها اي حاجه… انتي مفتحتيش الملف أصلاً…..”
“حضرتك انا بعت الملف لسيف بيه ووافق على الـ..”
قاطعها بصرامة واعين تضج بالغضب….

 

 

 

“وانا مالي ومال سيف بيه انا لي في نفسي… الملف ده يتعاد عليه….. ولو الحركة دي اتكررت تاني….
هنقلك في أقل قسم في شركة…انا مش هستهون معاكي تاني واعتبري ده تحذير…”اعطاها الملف بضيق وقال بمُقت…
” اتفضلي على مكتبك وشوفي شغلك عدل… ”
تركته بوجه يعتريه الحرج والغيظ من تهديده…
رمقته اليكسا وهي تقول بلكنة انجليزية…
“انا لم أفهم تلك اللغة الصعبة ولكن يبدو إنك صارم في عملك مثلما كنت صارم في بنود العقد بيننا… هل تمتاز بتلك الصيغة مع كل من تعرفهم…”
التقط أنفاسه المُحشرجة غيظاً وهو يقول ببرود..
“نعم واذا غضبت لا تجادليني في أي صيغة إمتلك
فأنا لست من النوع الصبور على أفعال البشر المُصنفة بالغباء ليس إلا…”
“بدأنا نتفق ان الحب والبشر يمتلكون ذات المسمى
……. بالغباء….”
اجابها باستفزاز….
“آذن اني مُتفق على الثانية لكن الأول ساعيد التفكير بها بمفردي……”
عضت على شفتيها بضيق لتهم بالخروج برفقته من مقر تلك الشركة العملاقة…. لتذهب بسيارتها مع كارلو
محامية الخاص والمرافق المترجم أيضاً لها، كان أمامهم سيارة جواد الذي سيسيرون خلفها للوصول
الى تلك المزرعة الذي يقطن بها مع زوجته المُثيرة
للتعارف عليها !…..
“انطلق كارلو دعني أرى تلك الحبيبة الباسة…”
قالتها وهي تبتسم ببرود….
تشدق كارلو باستغراب…
“لكن سيدتي سيحين موعد إقلاع طائرة العودة غداً في صباح الباكر ..”
“أنسى كل شيء الآن… واجل رحلة العودة تلك كارلو…”
حدثها بعدم فهم..

 

 

 

 

“والعمل الذي ينتظركِ سيدتي….”
ابتسمت بشفتيها ذو اللون القُرمزيّ لتجيبه بنبرة حاسمة …
“اذا كان ينتظرني عملاً هناك… فأنا أنتظر ان أنجز عمل آخر مهماً هنا…. انطلق بسيارتك خلف هذا الوسيم ودعك من كل تلك الترهات ! فانا في حال مزاجي جيد ولا أريدك ان تنزعه مني الآن…. ”
أومأ لها بأحترام وانطلق بسيارته خلف سيارة (جواد)
الذي انطلق بعدها متوجه نحو منزل المزرعة!…
_____________________________________
“إيه اللي جابك دلوقتي يأسيل…”قالتها
(الفت الشاذلي)أحد مُنظمين تلك المسابقة….
رفعت اسيل حاجبها بعدم فهم…
“انتي بتقولي اي يامدام الفت….جايه عشان المسابقة طبعاً….”
تحدثت الفت بحيرة…
“مسابقة؟…إزاي بس يأسيل وانا جالي إيميل منك إنك بتلغي اشتراكك في المسابقة لظروف خاصه بيكي…..”
توسعت عيني اسيل وهي ترمقها بذهول…
“إيميل مني انا؟… ولإيميل كان من حسابي الخاص…”
اجابتها الفت بيقين…
“طبعاً! أومال انا حذفت أسمك إزاي من قايمة المتسابقين….”
بلعت اسيل مابحلقها بصعوبة وهي تقول بحزن..
“حذفتي أسمي…. يعني كده مش هينفع اشترك في لمسابقة….”
“للأسف يأسيل المسابقة ليها قوانينها إللي مينفعش حد فينا يتخطاها….وبصراحه انا مش عارفة مين اخترق حسابك وبعت الرسالة دي بس صدقيني لو عليه أتمنى تكوني من المتسابقين لكن خسارة…
أننا خسرنا واحده موهوبة زيك…. good luck
(حظ سعيد)….” ربتت على كتفها وهي ترحل داخل هذا المبنى الانيق لإكمال تلك المسابقة التي كانت احد أمنيات (اسيل) والهدف كان «هروب »
ليس إلا هروب منه ومن هذا العشق البأس….
صدح هاتفها برسلة صوتية لتفتحها بعدما علمت هواية مراسلها….
“مبروك…. مبروك إنك هتفضلي معايا سوى رضيتي باللي عملته او لا… فا ده مش مهم عندي قد ماهو مهم وجودك جمبي…..”
توسعت عينيها بصدمة بعدما علمت من صاحب تلك الرسالة تشدقت بأسمه وهي تُكمل تلك الرسالة…

 

 

 

 

“سيف…”
“اسيل اللي عملته ده ممكن يتسمى عندك انانية بس أبقى فعلاً أناني لو سبتك تبعدي عني… انا إللي بعت الرسالة من إميلك، وانا آآه حرمتك من السفر والبعد بس انا ممكن اعوضك لو وفقتي تكوني مراتي على سُـنة الله ورسولة….”
تشدقت بغيظ…
“هتعوضني لا بجد فيك الخير… يابن خالي ”
اخر كلمات في رسالة كانت…
“فكري يأسيل فكري وكلميني هستنى مكالمتك…”
إنتهت الرسالة لتشتعل غضباً وهي تقول بجمود…
“أكلمك كمان… مم… انا فعلاً هكلمك بس مش مكالمه كده وسلام…. أقسم بالله ماهفوت عملتك دي ياسيف….” ضربت بالأرض بغيظ وهي تنظر الى المبنى المقام بها المسابقة بقهر…
استلقت سيارتها وهي تهم بذهاب فوراً الى مقر عمله
لمت شعرها للوراء بحدة… وهي تضع يداها على المقود منطلقة لوجهةً مُحددة….
في مقر الشركة….
صفت سيارتها جانباً ونزلت بخطوات انيقة ببنطال أسود وكنزةً بيضاء اللون ذو رقبة بارزة تخفي عنقها المرمري الأبيض….
دلفت الشركة بخطوات ثابته لتقف أمام موظفة الاستعلامات وهي تقول ببرود…
“عايزه أقبل سيف الغمري…”
قالت الفتاة بعملية…
“في معاد يافندم….”
“لا…”
“آسفه مش هقدر ادخلك غير لم اكلم السكرتيرة رقية الخاصة بمكتب سيف بيه ….”
“السكرتيرة رقية !… لا وصليني بسيف ذات نفسه ” تحدثت ببعض من الغيظ حينما شعرت بأسم أنثى
بجوار إسمه وحتى ان كانت جملة فاترة…
توترت قليلاً الفتاة فيبدو انها من اقارب رب عملها…
مسكت الهاتف واجرت اتصال بمكتب سيف قائله بتردد…..
“ايوا يافندم….في واحده عايزه تقبل حضرتك…”
تشدق سيف بملل من الناحية الأخرى…
“مين دي وعايز إيه…”
“ثواني يافندم اسألها عن إسمها…”ثم نظرت الى اسيل قائلة بخفوت…
“ممكن أعرف اسم حضرتك…”
ابتسمت اسيل بخبث مُتعالٍ…
“مراته!…قوليله مراتك….”
بلعت ريقها وهي تضع الهاتف مره آخره على اذنيها قائلة…
“هي بتقول يافندم أنها مراتك…”
“مراتي اي الهبل ده اطلبي ليها الأمن…”قالها بحنق من عبر الهاتف…
” اللي تأمر بيه يافندم…”
في تلك الاثناء إبتسمت( اسيل)بتهكم وهي تعبث في هاتفها….

 

 

 

 

على الناحية الأخرى أتت رسالة نصية على هاتف سيف الذي فتحه وهو مزال على الخط مع موظفة الاستعلامات تلك….
(انا تحت ياسيف…خلي الموظفة دي توصلني لمكتبك عندي فضول أشوف -رقية- بتاعتك…)
رفع حاجبه بصدمة من جنونها ليمسح على وجهه بنفاذ صبر، ليُكمل المكالمة باستخفاف…
“تصدقي افتكرت إني متجوز !….طلعي المدام على مكتبي حالاً….”
فتحت الموظفة فمها ببلاها وهي تقول…
“ها يعني إيه…”
“اللي سمعتيه مش بتكلم بلوندي يعني….طلعيها بسرعة..”أغلق الهاتف في وجهها….
بلعت ريقها وهي تقول بحرج….
” اتفضلي معايا ياهانم هوصلك مكتب سيف بيه.. ”
سارت بجوارها بتغنج انثوي تمتز به…. ظلت تدقق باعجاب في هذا الصرح برغم من امتلاك عائلة والدتها لتلك الاشياء إلا أنها لم يخطر في بالها يوماً ان تاتي لهنا لرؤاية( سيف) الذي كان دوماً بنسب لها أقل من العادي عندها، ليصبح بتدريج داخل قلبها عشقاً وجرحاً وهم سوياً يظلمون نفسهم داخلها وهي ثالث المظلومين هنا !….
وصلت أمام باب مكتبه لتجد مكتب متوسط الحجم بمقابلة ذاك الباب الضخم….
“هي دي بقه رقية…”قالتها أسيل وهي ترمق تلك الفتاة الهادئة ذو الملامح البشوشة…
“أيوا ياهانم دي سكرتيرة سيف بيه الخاصة..”قالتها تلك الموظفة التي ترافقها…
“تمام روحي انتي انا خلاص شوفت المكتب..”
قالتها اسيل للفتاة لتومأ لها الأخرى بتهذيب وترحل، اقتربت اسيل من تلك السكرتيرة الهادئة…
“سيف جوا… يا.. يا رقية…” قالتها ببرود…
نهضت الفتاة بعملية…
“أيوا ياهانم جوا… مين حضرتك وفي معاد سابق…”
قالت ببرود لترى ردة فعل الفتاة عليها بعد هذا الاعتراف الاهواج….
“لا مفيش معاد… لاني مراته….”
إبتسمت الفتاة بمجامله …
“اهلاً يافندم اتشرفت بحضرتك جداً ومبسوطة إني قابلتك…”نهضت رقية لتمد يدها لاسيل بأحترام…
بلعت اسيل مابحلقها وهي تشعر بمدى سخفتها مع الموظفتان اللَّتَانِ لم يتعملون معها الى بكل إحترام مقارنة بطريقتها التي تفتقر لكل شيء بسبب غضبها
منه الغضب الذي يخرج على الشخص الخطأ !..
سلمت اسيل عليها وقالت بحرج…
“انا كمان اتشرفتي بيكي ممكن أدخله…”
“طبعا…بس لو مش هتزعلي ينفع اديله خبر لحسان يكون مع مكالمة عمل ولا حاجه….دا بعد إذنك لو مش هضيقك….”تحدث الفتاة بترجي خافت لا يخلو من الإحترام للذات….
“مفيش حآجه إتفضلي..”قالتها اسيل وهي تتفهم خوفها من رب عملها بتلك الطريقة….
بعد مدة خرجت الفتاة وهي تمد يدها قائلة…
“إتفضلي ياهانم….سيف بيه مستني حضرتك جوا..”
اومات لها اسيل وهي تدلف الى الداخل بخطوات ثابته….
في المكتب…

 

 

 

 

رفع حاجبه باعجاب وهو يراها تقترب منه بخطوات حذائها العالِ الذي كلما زادت نقراته تزايدت معه خفقات قلبه المُتيم بها…حاول أن يكون ثابتاً وهو يقول بهدوء…
“بمآ إنك قولتي تحت إنك مراتي….اعتبرها بداية مُبشرة ..”
وضعت حقيبتها على سطح المكتب بقوة وعصبية…
“مُبشرة إزاي بعد إللي عملته….انتَ إزاي تخترق حسابي وتبعت الرسالة دي انتَ إيه…….. اتجننت…..”
“اتجننت؟…لا دا انا شكلي هتجنن عليكي دلوقتي…”
قالها بتحذير وتشدق…
“لمي لسانك وتكلمي بطريقة احسن من كده..وبعدين انتي جاي ليه طالما مش عاجبك الجنان اللي عملته
يابنت عمتي….”
صاحت بعصبية..
“آآه مش عاجبني….وانا أصلاً جايه عشان اهزقك ومشي….”
هب واقفاً بقوة وهو يقول باعين حمراء تتوهج بالغضب…..
“تهزقيني!!……هي هبت منك ولا إيه…. اظبطي كلامك يأسيل معايا… “أشار على رأسه بعصبية….
اقتربت منه بغضب وهي تقول بضجر…
“لا مش هظبط كلامي وأيوا هبت مني….ماهو بعد عملتك السوده دي عايزني أفضل بعقلي….”
“اي الافوره دي ماهي مسابقة زي اي مسابقة…”
“افوره!…مستقبلي وحلمي بقه افوره ياسيف….”
أقترب منها أكثر ليكن بمقابلتها وجهاً لوجه…
“أيوا افوره لان لا دا حلمك ولا دا مستقبلك بلاش تستهبلي وتعملي فيلم عليا انا عارف ومتأكد إنك وفقتي على المسابقه دي بس عشان تهربي مني….بس أقسم بالله لو هتروحي آخر آلدنيآ هاجيبك وهرجعك لحضني برضه….”
يمزح. !…
قلبها يطبل بسعادة من كلماتها وامتلاكه المستبد !

 

 

 

 

تلعثمت بالحديث وهي تقول بتردد…
“هو فين حضنك دا ياسيف انتَ ا….”
قاطعها بمراوغه صريحة…
“على فكره بقه انا حضني موجود…. ومعنديش مانع لو اديتك حضن وبوسه على الماشي… لحد ماكتب عليكي وربطك في سريري….”
سارة حمرة الخجل في وجنتيها واخترقت شفتيها إبتسامة ناعمة كانت الرد على وقاحته….
أبتسم بارتياح وهو يقول…
“يخربيتك دا انا ريقي نشف….” أبتسم وهو يهز رأسه بفخر من تلك الخطوة…
قالت بضجر بعد ابتسامته تلك…
“على فكره بقه انا لسه مش موفقة….”
مال عليها ليقول بمراوغة ومزاح….
“على فكره بقه انا ماشي بمبدأ عمرو دياب.. ضحكت يعني قلبها مال…. هو مال بقه ولا عمرو دا كداب ومسمعلوش تاني….”
اخترقت تلك المرة ضحكة ناعمة على ثغرها وهي تهتف بأسمه بخجل…
“سيف اتلم….”
أحاط بكلتا يداه ذراعيها الناعمة الملمس برغم من كنزتها الشتوية الا انه شعر بنعومة هذا الجسد الذي يود الغوص به قليلاً….
“سرحت في إيه ياسيف….” فاق من شروده على صوتها المتسائلاً… تحدث بخبث…
“يعني ياريت اقدر أقولك… بس انا هاخلي الموضوع ده عملي بيبقى احل في شرح…..”
شهقت بعدما فهمت تخيلات عقله لتضربة بقبضة يدها الصغيرة وهي تقول بحرج…
“انتَ قليل الادب ياسيف….”
“عارف واللهِ بس صدقيني قلة الادب مش هتخرج غير معاكي وعليكي….” نظر على قوام جسدها
بنظرة شاملة وسريعة ليُكمل بمراوغة…
“ينهار ابيض…… دا احنا هنعمل أحلى شغل..”
عضت على شفتيها وهي تضربه على وجنتيه بلطف…
“يا قليل الأدب…… بس…”
قرب أنفه من خاصتها وهو يدعب انفها مُضيف ببحة
رجولية مُهلكة لانوثتها…

 

 

 

“بحبك يأسيل………… بحبك أوي…”
وضعت رأسها على كتفه فقد ساعدها هذا الحذاء العالِ لتكن في مستوى طوله.. هتفت بحرارة…
“انا كمان بحبك أوي أوي ياسيف….”
“بجد يأسيل يعني خلاص مش هتبعدي عني…” ضمها إليه أكثر وهو يتمتم بتلك الكلمات….
“لا مش هبعد بس اوعدني إني هكون الاولى ولاخيره فقلبك…..”
“أوعدك بس انتي كمان هتنسي كل اللي فات ومش هنتكلم فيه تاني عشان نقدر نبدأ حياة جديدة
صح.. ونكون أسرة سوا..”
داعبت شعره باصابعها الصغيره لتُقبل عنقه وهي تستنشق رائحة عطرة الرجولي بادمان وقالت….
“أوعدك ياحبيبي….”
ابعدها عنه قليلاً وهو ينظر لها ببُنيتان مُسبلتان بشوق…
“يعني موافقه نتجوز بكره…”
ضحكت بذهول…
“يالهوي بكره اي يامجنون انتَ….”
عبث وجهه وهو يقول…
“أمال أمته….”
داعب باصابعها وجنته وهي تقول بهدوء ناعم…
“ياسيف ياحبيبي مش الجواز ده لي ترتيبات تانيه ولازم تمشي على مهلها….”
شيق حاجبيه وقال…
“اي الكلام دا يأسيل هو احنا فقره…”
“مش فُقره… بس كل حاجه وبتاخد وقتها.. خلينا الأول نعمل فترة خطوبة لحد ما نحضر لترتيبات الجواز….”
“مفيش خطوبة… هنكتب الكتاب… وترتيبات إللي بتكلمي عنها دي في خلال شهر هخلصها… موفقه..”
إبتسمت بهيام مُتنهدة بحب…
“موفقة!……. يعني بعد كلامك هقول…”
“ماشي يبقى نمضي العقود….” كادَ ان يقترب منها ليقبلها لكنها ابتعدت عنه قائلة بخبث…
“لا نمضي العقود دي بعد كتب الكتاب….”
“طب حاجه تصبيرة….” أقترب منها خطوتين لتبتعد عنه وهي تلقي له قبلة فالهواء…

 

 

 

 

“خد التصبير دي لحد مبقا مراتك رسمي….”
“مقبول منك بس بعد كتب الكتاب متزعليش من اللي هيحصلك على ايدي…”
إبتسمت له وهي تهتف برومانسية مجنونه …
“على فكره بعشقك….”
أبتسم برضا وهو يعود لمقعده مُلتقط سترته السوداء بين يده…. مردداً بمراوغة…
“على فكره الكلام ده بيجي معايا بحاجات تانيه
مش هيعجبك دلوقتي…..”
“مين عالم يمكن تعجبني بعد كتب الكتاب…” قالتها وهي تقترب منه ليمسك كف يدها بين يده الرجولية
ثم قال….
“اانا ماكلتش من إمبارح وهموت من الجوع تيجي نأكل سوا….” هزت رأسها بابتسامة رقيقة..
“نأكل سوا….اوك…”

 

 

 

خرجت معه ويدها بين يده، امتلكت العالم بجواره تشعر بذلك ويشعر هو بذاك الإحساس…تركت قلبها ليغلب عقلها وشيطانها تركت كل شيء وركضت خلف
حبيب تُبرهن الآن داخلها ان بعد فعلته المجنونة تلك أثبت أنهُ يريدها ويحتاجها أكثر من أي شيء آخر مثلما تحتاجه هي تماماً !….
وكانت تلك المُبادرة منه خط رفيع تكمل مشاعره وعشقه الخالص أمام عينيها !وهذا آتى بالايجابية داخل قلبها لتترك كل تلك الترهات وتتبع مشاعرها الهائمة نحوه !….
إذاً إنتهت القصة هنا ؟
نعم ، لكن بدأ العشق !….
____________________________________
دلفت( اليكسا) برفقة (كارلو) الى هذا المنزل العصري ذو رائحة الطبيعة المنعشة لروح…..
كان المنزل فخمًا يحتل طابقين متتاليين من البناية يتصلان ببعضهما عن طريق سُلم داخلي، يحتوي أيضاً على اثاث مصممٍ على أحدث طراز تتناسق ألوانه طلاء الجدران سارت متاملة باقي المكان بتاني واعجاب لذوق مصممه ، وجدت ردهة متسعة بها صالونًا كلاسيكيًا ذو اللون وفرشاً رفيع الذوق معدًا لاستقبال الضيوف…
تفقدت المكان من حولها وهي تقول بانبهار…
“واو… أعجبني حقاً ديكور المنزل هل انتَ من فعلته
سيد جواد….”
وضع يداه بجيبه وهو يُجيبها بهدوء…
“نعم……. انا من أختار كل شيء…”
رفعت حاجبها باعجاب صارخ…
“إذاً لديك خبره في عالم الديكور….”
ولج الجميع لصالون البيت الكلاسيكيّ…
كانت كل قطعة به مُنمقه بعناية… وتلك الأرضية المصقولة بالخشب الذي يبدو صُنع خصيصاً بتلك الالون الراقية لتناسب باقي تصميم المنزل تُعلق على الحوائط أيضاً بعض اللوحات العصرية …

 

 

 

 

هم جواد بالجلوس وهو يُجيبها بالباقة….
“ليست خبره…… لديها مُسمى اخر ، مثل الذوق المُنفرد ….” تقوس فمه بابتسامة جانبية…
إبتسمت اليكسا وهي تضع ساق على أخرى وقالت بمراوغة أنثى لا تخلو من الصلف ….
“يبدو إنك مُنفرد في كل شيء سيدي….”
“نعم…. هل لديكِ شك فذلك…..” رمقها ببرود مردداً تلك المراوغة ببساطة…
هزت رأسها بنفي وهي تبتسم بشفتان قرمزتيان يصرخون بالاغراء…..
دلفت إليه الخادمة وهي تقول بتهذيب خافت…. “أومرك ياجواد بيه….”
رفع رأسه إليها وهو يقول بهدوء….
“اعمليلي قهوة يام إيمان….” ثم التفت الى اليكسا وكارلو…. قائلاً بالانجليزية…
“هل تريدين شيءً دافئ في هذا الجو ام أحضر لكِ عصير….”
ارجعت ظهرها باريحية وهي تُجيبه….
“أود أنا ادفئ جسدي قليلاً… هل لديك نبيذ أحمر…”
“لا…….. لا ارتشف تلك الأشياء…..”
رفعت حاجبه بصدمة…
“هل تمزح معي ؟….”
“انا جاد….. ساطلب لكِ قهوة ان كنتِ تودين ذلك…”
تقوس فمها ببعضاً من الازعاج…
“حسناً…. سادة إذا أمكن ….”
أومأ لها وحرك رأسه باتجاه (كارلو) الذي سمع الحديث بأكمله…
“هل تود شرب شيءً آخر….”
هز رأسه بنفي….
“لا…….. قهوة جيدة….”

 

 

 

 

نظر الى الخادمة وقال بهدوء…
“تلاته قهوة سادة يام إيمان….” قبل ان تذهب تلك الخادمة هتفت اليكسا بفظاظة….
“مسيو جواد هلاَّ جعلتها تستعجل زوجتك الجميلة… ينتابني الفضول لمقابلت تلك المرأة التي جعلت رجل مثلك عاشقاً مُتيم بهآ !…..”
“حسناً…..” تافف جواد بضيق من إصرار تلك الوقحة
عليه في رؤية( بسمة) التي ستخرج بعضاً من جنانها عليها وهو يخشى ذلك !…
“ام إيمان…..بلغي بسمة إني معايا ضيوف وجيين مخصوص عشان يتعرفه عليها….”
اومات له السيدة البشوشة بتفهم لتصعد على الدرج
باتجاه غرفة بسمة….
اطرقت الباب لتسمح لها بسمة بدخول….
“ست بسمة جواد بيه معاه ضيوف…وجيين مخصوص عشانك…”
استدارت لها بسمة بوجه لا يخلو من علامات الاستفهام….
“ضيوف مين دول يام إيمان….”
رفعت السيدة كتفيها وانزلتهم سريعاً وهي تقول بحيرة….
“مش عارفه وللهِ ياست بسمة….”
مشطت بسمة شعرها الفحمي الناعم للخلف وهي تطلع على صورتها عبر المرآة برضا….
فكانت ترتدي بنطال جينز من اللون الأخضر فوقه ترتدي سترة من الجلد من اللون الأبيض يتوسطها
سحابة طويلة من ذات اللون الأخضر اخذت من أول عنقها حتى آخر خصرها….انزلت السحابة قليلاً ليظهر عنقها الأبيض وقطعة بسيطة أسفل العنق ….
“طب اوصفيلي شكلهم يمكن تكون اسيل وماما أنعام….”وضعت الكحل بدقة في عسليتاها ومن ثم إضافة ملمع شفاه وردي يوازن لون شفتيها !..
تحدثت السيدة ببساطة….
“مش عارفه اوصفهم….بس هو واحد شبه الأجانب كده وواحدة ست معاه زي القمر شعرها أصفر وعنيها خضره….وكانت عماله ترطم بكلام مش مفهوم…شكل هو ده الإنجليزي إللي بنت بنتي بتتعلمه في المدرسة…… ”
شردت بسمة بغيظ في حديث تلك السيدة…
هل حقاً آتى بتلك الفتاة….

 

 

 

“هي دي بقه العميلة إللي كان بيقول عليها في التلفون……”عضت على شفتيها بغضب….
“دا واضح انُ فعلاً عايز يشوف الجنان إللي على أصوله….”توعدت داخلها أكثر وهي تقول….
“ماشي ياجواد خلينا نشوف مين الهانم إللي جايه معاك لحد هنا …..لا وكمان عايزني اقبلها ورحب بيها …ماشي…”
نظرت للخادمة وهي تقول …
“تمام يأم ايمان عشر دقايق ونزله….”
خرجت السيدة لتهندم ملابسها أكثر مُدققه أكثر بمظهرها…..مررت يدها على شعرها الأسود وهي تتمتم بغيرة….
“شعر أصفر قال….اي القرف ده….”برمت شفتيها وهي تفكر في شكل شعرها…. بتردد…همهمت بعد مدة…
“يمكن لو ربطه ديل حصان هيبقى أحلى….”فعلت ما ظنته الانسب لها، لتهم بعدها بالخروج من غرفتها بخطوات هادئة لكن داخلها حرب تتوهج لرؤية تلك الشقراء….
_____________________________________
نزلت بسمة من على سلالم المنزل لتسمع ضحكات
صوتٍ أنثوي مغرياً للغاية….
دلفت إليهم بطلتها الناعمة المُميزة لتجد الجميع ينظر لها بتمعن باستثناء زوجين العيون تلك، وَاللَّتَيْنِ يعانون من سحرها الطاغي، فاي شيءٍ حتى ان كان بسيطٍ في الشكل يكن الأروع على هذا الجسد الناعم الممشوق !…
عذراً لجميع النساء ، فهي في عينيه أجمل النساء !…
كانتى عينيه لا تحيد عن عسليتان عينياها…

 

 

 

اقترب منها ليحيط بيداه منكبيها من الخلف بامتلاك وهو يقربها أكثر من احضانه امام الجميع … وهو يقول أمام (اليكسا)(وكارلو) بفخر…..
” تلك هي حبيبتي…. ”
التفت له بسمة بدهشة للحظة تيبس جسدها لقربه الشديد منها، فلم تقابل بعينيها الى بروز عنقه المُثير ورائحته الرجولية تمتزج مع عطره لتعانق جسدها بأكمله، وشعرت وقتها كم هي ضئيلة الحجم أمامه وانتابها ذاك الشعور الذي لطالما كأن يفترسها دوماً حينما يحدث هذا القرب المُلمس بينهم ….
شعرت بعدها بهذا الدفء المُنبعث من جسده ليشتعل جسدها أكثر وهي تحاول أخرج الكلمات من شفتيها فالجميع يرمقها بتمعن وهناك زوجين عيون معجبين بها بشدة وزوجين آخرين حاقدين عليها بشدة….
إضافة بالانجليزية بنعومة قتلة( اليكسا) حية…
“عزيزي…… الم تعرفني على ضيوفك….”
أبتسم جواد ابتسامه لم تلامس عينيه فهو يعلم بداية تلك العاصفة الناعمة ، أبتعد عنها قليلاً وهو يشبك يده بيدها مُقترب أكثر منهما قائلا….
“تلك اليكسا شريكة جديدة لن فى العمل… هذا كارلو
محامياً ومستشارها القانوني…..”
ثم وجه حديثه لكارلو بفتور…
“لحسن الحظ كارلو بسمة أيضاً سيدة قانون….”
أبتسم كارلو باعين زرقاء تضج بالاعجاب الخالص الذي لاحظه(جواد) ولم يروقه قط…
مد كارلو يده لبسمة وتحدث بالعربية بصعوبة…
“سعيد إني رأيت بعيني امرأة بهذا الجمال… سيدتي انتي فاتنة…..”
رفع جواد حاجبه بحنق… كادت بسمة ان تضع يدها في يد الرجل الممدودة لها ، لكن احتل جواد السلام بيده بدلاً منها وهو يقول ببرود….
“لمؤاخذه المدام مبتسلمش…..”
بعد تلك الحركة المبادرة منه ، إبتسمت داخلها بسعادة فهو لا يزال يغار عليها !….
اقتربت منها تلك الشقراء ذو الشعر القصير والعيون الخضراء بهذا الثوب العملي المُلتصق عليها مُبرز مفاتنها وقوامها الممشوق بكثرة، وأيضاً تلك السترة البيضاء التي ترتديها تبرز من خلالها معظم تفاصيل صدرها…..
وجم وجه بسمة حينما وصلت لتلك النقطة لتحدج بـ(جواد)بتمعن ظناً منها انهُ يتطلع عليها، لكنها وجدته يتحدث مع كارلو بضيق برغم من احاديثهم
العامة…
“سوررت برؤيتكِ…… بسمة….”مدت اليكسا يدها لتسلم عليها تهكمت ملامح بسمة قليلاً وهي تقول..
“وانا أيضاً….فرصة سعيدة يا….اليكسا… ”
تنحنح جواد بعدما رأى اشتعال النظرات بينهم ليقول بهدوء….
“بسمة تعالي قعدي جمبي…..”رمقت اليكسا بنصر انثوي وهي تسير لتجلس بالقرب منه ليحيط منكبيها من الخلف بذراعه القوية مُقربها من احضانه بحنان وهو يُكمل حديثه معهم في امور عامة، لتنحدر بعد مدة عن تلك الأحاديث (اليكسا) التي تساءلت بمكر انثوي….
“إذاً هل كانت قصة حبكم لها ملحمة خاصه،ام انها مثل غيرها لقاء عادياً إنتهى بزواج كغيرها من
قصص الحب المُمله ….”
تقابلت عسليتاها باعين جواد الذي شرد في أول لقاء بينهم….

 

 

 

أول لقاء…
رفعت بسمة إحدى زواية شفتيها بامتعاض قائلة ببرود…
“تفتكر الورق يساوى كام من وجهة نظرك.. ولو انت مكاني هتاخد كام…. ”
أخرج الدخان الرمادي من فمه وقال بتمعن..
“آلورق يساوي كتير…. وانا لو مكانك هطلب اكبر رقم ممكن يعيشني مَلِك طول عمري…. لكن في نفس آلوقت هبقى واثق أن الفلوس اللي هاخدها هموت من قبل ماشم ريحتها حتى…. ”
سألته بسمة بشك من معنى حديثه….
“قصدك اني بقيت في دايرة الخطر…. ”
“لا في دايرة الموت ، وفي للعبه انتِ مش قدها… ”
نهضت بغضب وهي تتحدث بصراخ مجنون…
“أنت جاي ليه وعايز إيه…… اللي شغال عندهم
هما اللي بعتوك عشان تموتني……. ”
نهض ليقف أمامها وقال بنفس الصلابة….
“بلاش تستعجلي على آلموت يانسه…. مفيش حد بيموت نقص عمر……”
أقترب منها ببطء ليقف أمامها أكثر وعن قرب وقال…
“وبعدين أنتِ جميلة ومثقفه وبصراحه خسارة فيكِ الموت….. ”
مرر يده على وجهها ومن ثم على عنقها ليمسك
خصلات شعرها بقبضته جاذبها أمام رأسه بقوة
تاوهت بألم آثار همجيته معها .. ليُكمل حديثه في أذنيها بزئير كالاسد الجائع…..
“خدتي اكتر من وقتك معايا ….آلورق فين يابت
انـــــطــــــقــــي ياروح امك…..”
حاولت الافلات منه وبدأت تضربه في صدره العريض بيداها وهي تصرخ بصياح وجنون…
“ابعد عني ياحيوان أقسم بالله لحبسك أنت والكلاب اللي بتشتغل عندهم….. سبني ياحيوان سبني….. ”
عوده للحاضر…..

 

 

 

إبتسمت بسمة بحزن مُرددة بتحفز ….
“نعم هي قصة حب عادية كغيرها لا يميزها شيء…”
رفعت اليكسا حاجبيها….
“حقاً….كنت اظن ان شرودكم سيحكي شيءٍ يختلف عن الآخرين…..”
اجابتها بسمة بهدوء…
“نحن لا نختلف عن الاخرين إلا بمشاعرنا….فاظن ان قصص الحب تشابه بعضها لكن القلوب والمشاعر تختلف كلياًّ عن بعضها….. ”
إبتسمت اليكسا مُعجبه بالحديث….
“أعجبني….ها قد عرفت كيف وقع في عشقك رجلاً وسيم وقوي مثل مسيو جواد….”
احتقن وجه بسمة بالغيرة المُشتعلة وهي توجه حديثها المُغتاظ نحو(جواد)..
“بجد…..مسيو جواد……اي رأيك فى كلام الهانم…”حدثته من تحت أسنانها بخفوت…
أبتسم جواد باستمتاع وهو يهتف لاغاظتها أكثر…
“ذواقه……بتفهم في الرجاله أوي….”
رفعت حاجبها بغضب….
“لا وللهِ……….دا بجد…..”
قربها أكثر من احضانه وهو يقول بهدوء….
“ممكن تهدي وكفاية جنان…..دول ضيوفنا وشويه وهيمشو…..”
“يسلام……انتَ أصلا جايبها لحد هنا عشان تضايقني…”
تحدث بمصدقية….
“وللهِ العظيم أبداً…..هي إللي اصرت تشوفك بعد ما عرفت إني متجوز…..يعني بالعربي كده حشرت نفسها معايا ومكنش ينفع أرفض زيارتها لأنها شريكة جديدة في شركة وملهاش غير ساعتين بس مضي العقود…. خليكي انتي أحسن منها وستحملي الساعتين دول هما كدا كده هياخده وجبهم ويمشوا…. انا أصلا اتقفلت من الزفت إللي قعد ده… “رمق كارلو الذي كان يتابع بسمة بزرقاوتين هائمتين بجمالها لكن حينما وجد (جواد)يرمقه بتحذير انزل عينيه مُرتاب خوفاً….
اقبلت عليهم الخادمة وهي تقول بخفوت لرب عملها…
“الغدى….جاهز ياجواد بيه…”
هز جواد رأسه بإيجاب وهو يقول لضيوفه…
“السفرةً أصبحت جاهزه هيا بنا لنتناول شيءٍ فأنا حقاً اتضهور جوعاً….”صمت قليلاً ليوجه حديثه لي اليكسا قائلا بفتور…” وللعلم اليكسا تجربة الأكل المصري شيءٍ لن يحدث كثيراً معكِ …”
نهضت اليكسا بكامل انوثتها وهي تقول بنعومة…
“أعلم لانها فقط برفقتك مسيو….”
عضت بسمة على شفتيها بقوة وهي تمسك ذراعه بين يدها وهي تقلد اليكسا بشمئزاز….
“أعلم لانها فقط برفقتك مسيو….. مسيو انا مررتي اتفقعت منك ومنها….” قالتها وهي ترمقه بعسليتين
تضج بالحنق….. ربت على يدها بتأني وهو يكتم ضحكاته بصعوبة مُكتفي بإبتسامة بسيطة وهو يقول…
“الصبر يافرولتي…….. شوية وهخلعهم….”

 

 

 

تسارعت نبضات قلبها بجنون من هذا اللقب الذي كان يغمرها به دوماً واختفى عن مسامعها بعدما اكتشف تلك الحقيقة التي لم تضح معالمها له حتى الآن !….
جلسوا على سفرة الطعام وبدأ الجميع بالاكل بهدوء بينما الجميع مُنشغل بطعامه كانت خضروتين تتابع
جواد بتمعن ومكر وعقلها يرسم مُخيلات فاحشة عن هذا الجسد الرجولي…..
رفعت بسمة عسليتاها على جواد لتجد تلك الشمطاء تتابعه بعينيها بنظرات تحكي رغبات دخل مكنونات عقلها الخبيث…..
“خدي ياحبيبي مني دي…” قالتها بسمة وهي ترفع شوكتها نحو فم جواد… نظر جواد الى قطعة اللحم الصغيرة المُعلقة بالشوكة ليرفع حاجبه بأستغراب
فتلك أول مره تفعلها معه حتى قبل خصامهم لم تفعل تلك الحركة قط…. استسلم لجنونها بعدما لاحظ عسليتاها على من توضع !… اخذها منها وهو يبتسم لها باقتضاب….
نظرت بسمة نحو اليكسا وهي تقول بغرور ….
“مسيو… لا يتناول الطعام الا من يدي…. ارايتِ اليكسا لدينا مشاعر تختلف…..”
قالت اليكسا ببرود…
“أعلم….. من يكن مع جواد يجب ان يكون مُختلف…”
اشاحت بوجهها بحنق لتكمل طعامها على مضض..
فعلت بسمة المثل وهي تلوي شفتيها وتمتمت
داخلها بمقت….
“الله مطولك ياروح ……”
بعد مدة نهضت اليكسا من على سفرة الطعام وهي تقول بهدوء عكس مابدخلها من مكنونات سلبية…
“هل سمحتِ لي سيدة بسمة بأن ترافقيني لدورة المياهِ اذا أمكن ذلك ….. ”
نظرت بسمة لها ومن ثم على جواد الذي هز رأسه بتفهم وهو يذهب برفقة كارلو لصالون المنزل ليحتسي معه فنجان من القهوة…..
“لا بأس…. من هنا….” قالتها بسمة وهي تشير على المرحاض، سارت اليكسا بجوارها لتبتسم بمكر وهي تطصنع تعثر قدميها في شيءٍ وهمي لتسند بيدها اليمنى على صدر بسمة التي انشغلت برؤية ما
اصابها لتستغل (اليكسا) ذاك الانشغال وتفتح سحابة
سترة بسمة قليلاً لتظهر مفاتن صدرها….
“هل اصابكِ شيء….” قالتها بسمة باهتمام….
ابعدت اليكسا يدها بعد إنتهت أهم خطه في قصتها اللعينة…. هي علمت من نظرات (كارلو) انه أعجب ببسمة بطريقه جعلتها لا يحيد عينيه الشهونية عنها !، وعلمت من حنق وعبس وجه (جواد) انه يغار على زوجته بشدة !، اذاً لمَ لا تضيف بعض البنزين وبجواره تشعل النار لتحرق تلك الخرقاء التي تتحداها منذ ان دلفت الى منزلها !…
“لا بأس قد تعثرت قليلاً شكراً على المساعدة…”
قالت بسمة بفتور إنساني….
“على الرحب…… لكن كوني حظره في سيرك….”
هزت اليكسا رأسها بتفهم وطيبة زائفة…لتهتف
داخلها بخبث…
“ساحظر………و انتِ أيضاً فالقادم يتوجب عليكي الحظر منه !….”

…يتبع

اترك رد

error: Content is protected !!