روايات

رواية عشقت قاسياً الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة رجب حلمي

رواية عشقت قاسياً الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة رجب حلمي

رواية عشقت قاسياً البارت السابع عشر

رواية عشقت قاسياً الجزء السابع عشر

عشقت قاسياً
عشقت قاسياً

رواية عشقت قاسياً الحلقة السابعة عشر

عادت إيمان إلى المنزل بقلب معذب وعقل مشغول، قلبها معه حيث تركته فى منزل حسام قبل أن تغادره، وعقلها مشغول بكيفية دخولها إلى المنزل وزينب مازالت بالداخل غير أنها لم تأخذ إذن والدها بالخروج، فهى عندما أتت لعقلها فكرة الذهاب إليه لم تحسب لأى شئ بعد ذلك.
ظلت واقفة أمام باب المنزل حتى حسمت قرارها بأن تدق جرس المنزل فليس أمامها حل آخر، فهى لم تأخذ معها نسخة من مفتاح المنزل قبل أن تغادره.
وبالفعل دقت إيمان الجرس ووقفت بإنتظار أن يفتح لها أحدهم، ففتحت لها أختها ندى.
وعندما دخلت نظر لها الجميع بتعجب.
وقف ماهر متسائلآ بتعجب: إنتى نزلتى إمتى؟!
إيمان بتوتر: أصل أناااا…
نهضت زينب واقفة ثم أردفت: طب هستأذن أنا بقى.
ماهر: خليكى يا أم حسام، إنتى منورانا.
زينب: هبقى أجيلكم تانى إن شاء الله.
ثم غادرت زينب وهى تنظر لإيمان بطرف عينها.
فتوجه ماهر إلى غرفته وهو يقول: إيمان، تعالى ورايا.
مشت إيمان خلف والدها بخوف وترقب لما سيحدث بينهم.
ثم دلف إلى غرفته ونظرت له منتظرة أن يتحدث.
ماهر: كنتى عند حسام؟
إيمان بإحراج: أيوا.
ماهر: روحتيله ليه؟
إزدردت إيمان ريقها بصعوبة ثم أردفت: كنت… بقوله ميطلقنيش.
ماهر مبتسمآ بحزن: كنت عارف.
إيمان: أنا آسفة إنى نزلت من غير ما أستأذن، بس قولت أروح ومامته هنا عشان ماسببش لنفسي إحراج لو روحتله وطلبت منه كده فى وجودها.
ماهر: قالك إيه لما قولتيله كده؟
أخفضت إيمان رأسها بأسى: قالى مش هيوقف حياته على جوازة زى دى، وماريحنيش بأى كلام.
ماهر: جرحه كبير، يمكن أكتر من جرحى، حطتيه فى موقف وحش أوى، لو أنا مش عارفه وعارف أخلاقه كان زمانى موقفى ناحيته بقى صعب، بس إحساسي هو اللي خلانى مصدقتكيش مع إنك بنتى وتربيتى، وروحتله وإتفقت معاه.
إيمان: أنا إعترفت بغلطى، وانا بعمل الغلط مكنتش بعمله وانا مش حاسه بالذنب، لأ كنت حاسه بالذنب ومخنوقه من نفسي ومكسوفه منه، وبمرور الأيام لاقيت نفسي فرحانه إنى إتجوزته، فلازم يدينى فرصه من جديد، محتاجه أبدأ معاه وننسى اللي حصل، عايزة فرصه واحده بس أحاوا فيها إنى أثبتله تغيرى وأحاول أنسيه غلطتى دى.
ماهر: أعتقد إنه مش بسهولة هيقولك إتفضلى حققى اللي بتحلمى بيه معايا، لإن كان كل مايحلم بحاجة كنتى بتدمريها.
إيمان بدموع غزيرة: أنا حياتى هتوقف لو طلقنى، إتكلم معاه يا بابا، متخليهوش يعمل كده، هو عايز إيه أكتر من ندمى وإحساسي بالذنب، عايز إيه أكتر من إنى أعترف للكل بالحقيقة، عايز إيه أكتر من إنى….
ماهر: إنك حبيتيه يا إيمان.
إنهارت إيمان باكية: أيوا يابابا، وأنا مش مكسوفه أقولك كده، لإنى بتكلم عن جوزى، وخايفة، خايفة يطلقنى ويسيبنى أكمل عمرى بالعذاب والوحدة، لولا وجود حسام فى حياتى كنت هحب الوحدة وهفضلها على كل شئ، بس هو خلانى عندى أمل أعيش وأكمل وأحلم يبقى عندى ولاد وبيت، ليه عايز يقتل حلم زى ده جوايا، عشان إتعرضت للإغتصاب ولا عشان جرحته؟، طب لو عشان جرحته فانا مستعدة أعمل أى حاجة عشان أداوى جرحه، عرفه كده يا بابا، مش هستحمل لو طلقنى، ومش هعرف أعيش يوم واحد لو إتجوز واحدة تانية.
تطلع ماهر فى عين إيمان بشفقة ومرر يده على وجنتيها يمحى الدمع المتساقط عليهما: إهدى يا إيمان، اللي هقدر عليه هعمله معاكم إنتو التلاته، وأكتر من اللي أقدر عليه كمان، أنا ماليش غيركم.
قبلت إيمان يده التى يحركها على وجهها بحنان، ثم إحتضنتها وهى مغمضة العين، سعيدة بكلمات والدها الحانية التى طبب بها جراحها المشتعلة.

 

 

*****************************
خرجت زينب من غرفتها بعدما أبدلت ثيابها، ثم نظرت لولدها الذي يجلس أمام التلفاز بعدم تركيز لما يذاع، ثم جلست بجانبه وهو مازال ينظر إلى الفراغ.
زينب: إيمان كانت هنا؟
نظر لها حسام متفاجئآ: هى كانت قايلالكم؟
إبتسمت زينب قائلة: لأ، بس توقعت، حسيت كده إنها إستغلت فرصة عدم وجودى عشان تجيلك.
ثم غيرت زينب مجرى الحوار عن عمد: ندى صعبانه عليا أوى، تعبانه وبتدوخ كتير وراحت المستشفى وعملولها أشعه وتحاليل والنتيجة بعد كام يوم كده، إن شاء الله مايطلعش عندها حاجة، بنت طيبة ومحترمه وبحبها أوى، قريبة للقلب، وبحسها زى بنتى.
حسام: مسألتيش يعنى عن السبب اللي خلى إيمان تيجى وإنتى مش هنا.
زينب: لإنى عرفته، وعرفت ردك عليها كمان وإلا كان أمور كتير إتغيرت.
حسام: أمور زى إيه؟
زينب: على الأقل ماكانش هيبقى شكلها حزين كده وهى داخله.
حسام: هى اللي مصممه تضايق نفسها، كان قرار منتهى من يوم ماسيبتها قدام البيت هناك.
زينب: إنت حر يا حسام، مش هغصب عليك، ومش هقولك غير حكم قلبك وإعمل اللي يريحه.
************************************
كان مروان يجلس شاردآ عندما جلست ندى بجانبه.
ندى: هتفضل سرحان كده كتير؟
مروان: مش سرحان.
ندى: لأ بقالك ساعه مش مركز خالص.
مروان: متقلقيش عليا، أنا كويس ومفيش حاجة تشغلنى.
ندى: بتضحك عليا وانا أكتر واحده تحس بيك؟
نظر لها مروان بعيون تلمع كبريق الذهب.
إستطردت ندى قائلة: ياريت فى إيدى حل كنت عملته، للأسف فاجئونا بموضوع السفر ده، مخلوناش عندنا قرصة للتصرف.
مروان: هما مش غلطانين فى حاجة ياندى، أنا اللي كنت المفروض بمجرد ما باباها جه أكلمه على طول، بس طبعآ ظروفنا كانت تمنع، كنا فى دوامه كبيرة يمكن هاجر نفسها ماتعرفش عنها حاجه، مش باباها بس.
ندى: بس أنا برضو مستغربة، ليه يسافروا ومايرجعوش تانى، مهما كان دى بلدهم.
مروان: أنا شايف إن ده أحسن حل عشان يبطلوا خلافات والأمور تهدى بينهم.
ندى: بس ده هيضيعكم من بعض وهى دى مشكلتنا، أنا كنت تعبانه بس تعبت أكتر لما عرفت إنها مسافرة ومش راجعه تانى قبل ماتخطبها.
***********************************
بعد تفكير مضنى سيطر على ماهر لمحاولته إيجاد حل يساعد به ولده مروان، قبل أن تسافر هاجر التى قال والدها أنها لن تعود إلى مصر سوى مرة كل عدة أعوام.
وعندما سمع صوت مروان يتحدث مع ندى نهض من فراشه لينادى عليه.
ماهر: مروان، تعالى عايزك.
نهض مروان من مجلسه متوجهآ نحو والده، ثم دخل معه إلى غرفته.
مروان: نعم يا بابا.
ماهر: لسه عايز تتجوز هاجر؟
مروان بتوتر: هيفيد بإيه يا…..
ماهر مقاطعآ حديثه: جاوبنى..لسه عايز تتجوزها؟؟
مروان: أيوا يا بابا.
ماهر: طيب يلا أدخل أوضتك إلبس مفيش وقت نضيعه أكتر من كده.
مروان بعدم فهم: ليه هنروح فين؟

 

 

*************************
كانت إيمان تجلس بمفردها فى منزل والدها، ثم دق جرس المنزل معلنآ عن وصول أحدهم، فقامت لتفتح الباب بمنامتها الصيفية حمراء اللون ذو الفيونكه السوداء على الصدر وبنطال قصيرأسفل الركبة منقط باللون الأسود، فوجدت أمامها حسام، كانت لا تصدق أنها بالفعل تراه، فاقتربت منه حد التلامس ونظرت فى عينيه بشوق.
إيمان: إنت بجد هنا؟
حسام مبتسمآ: وحشتينى؟
إيمان: أنا حاسه إنى بحلم..
حسام: وجودى جنبك هو اللي لازم يحصل ويكون حقيقه مش مجرد حلم.
إيمان: ماتسيبنيش تانى ياحسام، خدنى معاك البيت.
حسام: بس هنستأذن عمو ماهر الأول.
إيمان بعدم تصديق: معقول!، يعنى هتاخدنى معاك فعلآ؟، أنا فرحانه أوى.
حسام: عايزك تعرفى بس إنى مكرهتكيش ولا لحظة وإنى بحبك أكتر مابحب نفسي يا إيمان، ولو عايز أعيش مع واحده، مستحيل تكون الواحده دى غير إنتى ياحبيبتى.
إيمان بسعادة: خدنى فى حضنك يا حسام.
إحتضنها حسام بشدة فتعلقت إيمان برقبته حتى إرتفعت بقامتها القصيرة عن الأرض، دافنه رأسها فى كتفه تستنشق عبق رائحته التى أصبحت تعشقها، فمنذ شهور قليل كانت لا تهتم بشئ كهذا على الإطلاق حتى لو كان أغرق نفسه بالعطور، فلا يحصل من إيمان على مجرد إلتفاته ترضي محاولاته فى جذب إنتباهها له.
كانت مبتسمه بشده من جمال رائحته وهى تتحرك على فراشها بسعادة، وما أن فتحت عينيها صدمت إيمان أنه كان مجرد حلم، لم تعد منه سوى بمنامتها الحمراء فقط.
فشعرت بغصه فى حلقها، لا تعرف أكان سببها الإستيقاظ من الحلم أم سببها أن الحلم ليس واقعآ ملموسآ..
حاولت أن تنام عدة مرات لتعود له حتى لو كانت العودة عبر الأحلام، ولكنها فشلت فالعودة فى كل شئ.
**********************
كرم: منورين والله.
ماهر: الله يعزك يا كرم.. شوف بقى أنا هدخل فى الموضوع على طول، لإن مفيش أى وقت لأى مقدمات.
كرم: إتفضل يا ماهر إتكلم مفيش بيننا مقدمات.
ماهر: إنت فاجئتنا بموضوع السفر ده، بس إحنا من فترة كنا مقررين إن مع أول رجوع ليك هنا هنكلمك، والموضوع اللي عايزين نكلمك فيه ده، هو جواز مروان من هاجر بنتك.
تفاجئ كرم لدرجة جعلته صامتآ لا يرد على مايقال.
نظر مروان لوالده وهو يزدرد ريقه ويحثه على تكملة الحديث قبل أن يفاجئهم كرم بالرفض.
فاستطرد ماهر على إثر نظرات مروان الخائفه التى وجهها له: ها يا كرم قولت إيه؟
كرم: إنت فاجئتنى والله يا ماهر، أنا ماكانش عندى أى فكرة عن حاجه زى كده، وكمان إحنا قدامنا يومين ونمشى، مجرد ساعات ومش راجعين تانى والقرار فى حاجه زى دى صعب جدآ.
ماهر: مش صعب ولا حاجة، إنت محتاج تسأل علينا ولا إيه!، إنت مش عارفنا وعارف إحنا مين كويس، يبقى إيه اللي صعب؟، إنت لو وافقت على مروان نجيب الشبكه ونعملهم أحلى حفلة خطوبة، وتسافروا فى أمان الله، ولما مروان يجهز من كل حاجه ترجعوا بالسلامه ونتمم جوازهم.
كرم بتوتر: إنت بتقول كلام كبير أوى يا ماهر ومش عارف أستوعبه، متأخذنيش يعنى الحكاية مش سلق بيض.
ماهر: وإيه سلق البيض فى كده؟، أنا مبقولكش رد عليا دلوقتى، إنت تفكر براحتك خالص، الأغراب عن بعض بيردوا بعد يومين، إنما إحنا قرايب ومن بعض وكفاية يوم واحد تفكير وبما تحصل الموافقه إن شاء الله الخطوبة هتبقى اليوم اللي بعده وبعد كده تسافروا.
كرم: لأ مش سهل ومخاطرة كبيرة بالوقت.
ماهر: متصعبهاش إنت بس، ومحدش هيجى على وقت سفرك نهائى.
كرم: طب إدينى وقت أفكر.
ماهر: مبتسمآ: أيوا كده.
نظر ماهر لمروان قائلآ: مش هتقول حاجه يا مروان؟
مروان: بابا قال كل اللي عايز أقوله.
كرم: ماشى يا مروان، ربنا يسهل.
كانت هاجر تقف خلف باب غرفتها لتستمع إلى حديثهم بإبتسامه كبيرة وسعادة تكاد تطل من عينيها، لم تكن لتتوقع أنهم سيفعلوا ذلك إطلاقآ، أو يقوموا بمخاطرة كهذه من أجل ألا تضيع من حبيبها مروان..
************************
فى غرفة كرم ووفاء.
كرم بإنفعال: أخوكى بيحرجنى.
وفاء: ليه بس يا كرم، هو خايف هاجر تضيع منهم خصوصآ لإنك قولتلهم إننا مش راجعين تانى غير مرة كل كام سنه، كان هيعمل إيه يعنى؟
كرم: أنا عايز أجوزها لواحد سعودى يعيشها فى مستوى عالى وتبقى جنبنا فى نفس البلد.
وفاء: إنت بتحلم ولا إيه ياكرم!، سعودى إيه اللي هيسيب بنات بلده ويتجوز بنتنا!، عايزنا نرفض عريس فى إيدينا عشان عريس فى أحلامنا؟
كرم: أمال يعنى عايزة بنتك تتجوز فى بلد تانية بعيدة عننا؟
وفاء: هى اللي هتبقى فى بلدها، وإحنا أه بنقول هنستقر هناك ومش هنرجع تانى، بس ممكن فى أى وقتيحصل اللي يخلينا نرجع غصب عننا، ساعتها هنلاقيها معانا، مش نبقى سايبنها هناك خايفين عليها ده لو حصل زى مابتحلم.
كرم: بس انا مش موافق على مروان، بلاش جواز قرايب.
وفاء بغضب: إنت حر يا كرم، بس لازم تعرف إن أنا وهاجر وموافقين على مروان.
ثم تركته وغادرت الغرفة، فخرج وراءها وأمسك بذراعها ليعيدها إلى غرفتهم مرة أخرى.
كرم: ليه العصبية دى؟، إنتى مش شايفه إن من حقى أرفض خصوصآ لضيق الوقت اللي إحنا فيه ده؟؟
وفاء: الرفض حاجه وتفاصيل إتمام الخطوبة حاجة تانية.
كرم: يعنى إيه؟
وفاء: يعنى ممكن توافق بس تقولهم لما نرجع يتخطبوا وتعالوا نقرا فاتحه بس من هنا لحد مانرجع، وهما بقى يجوا ومعاهم خاتم، يجوا من غير الخاتم هما وزوقهم، بس ناخد خطوة ونبقى راعينا برضو ضيق الوقت، إنما الرفض مالوش دعوة بسفر.
كرم: ماتضغطيش عليا، أنا متخيلتش مروان جوز هاجر فى يوم من الأيام.
وفاء: طيب مانا قولتلك براحتك جيت ورايا وجبتنى هنا تانى ليه؟!
صمت كرم حائرآ وبعد تفكير طويل نظر لها وهو يقول: يعنى دى رغبتك يا وفاء؟
حاولت وفاء أن تدارى إبتسامه رسمت طريقها للظهور على ثغرها ثم أردفت: أيوا ورغبة هاجر كمان.
إبتسم كرم لها بحب: عشان خاطرك إنتى بس، أنا موافق.
جرت وفاء من أمامه بسعادة لتخبر هاجر التى لم تسعها الدنيا بعدما علمت بخبر موافقة والدها، وبالطبع أخبروا عائلة ماهر، التى تحركت سريعآ للإستعداد للخطبة.
وإتفقوا على كل شئ مع هاجر ووالديها، فتحددت الخطبة يوم سفرهم، فبعد إنتهاء الحفل يستعدون للسفر على الطائرة التى ستقلع فجرآ.

 

 

 

************************
دق جرس منزل حسام ففتح الباب وتفاجأ بمروان يقف أمامه.
حسام: إتفضل يامروان.
مروان: أنا كنت جاى أعزمك على خطوبتى، هتبقى بكرة إن شاء الله.
حسام: ألف ألف مبروك يا مروان، ربنا يتمملك بخير.
مروان: الله يخليك يا حسام، مش هتنازل عن حضورك.
أخفض حسام بصره، ثم نظر له مرة أخرى قائلآ: أنا آسف يامروان، مش هقدر أوعدك وأخلف بوعدى، أنا مش هاجى، بس يعلم ربنا بفرحتى عشانك، ربنا يوفقك.
مروان: لو ماجيتش هعتبرك لسه شايل منى.
حسام: أشيل منك إيه بس يابنى، هو انا عيل للدرجة دى!، أنا عمرى ماهشيل منك فى حاجه تخص الموضوع اللي حصل، لو كنت مكانك كنت عملت أكتر.
مروان: لو ماجيتش هزعل أوى ياحسام، وجودك هيفرق معايا أوى إنت ووالدتك، أنا والدتى إتوفت وماليش أخ راجل، فبعتبرها والدتى وبعتبرك أخويا.
حسام: يشرفنى كلامك ده يا مروان، خلاص هنيجى إن شاء الله.
****************************
أتى يوم خطبة هاجر ومروان وإستعد الجميع للحفل بما فيهم إيمان التى لم تكن تعلم شيئآ عن حضور حسام.
حيث كانت تجلس شاردة الذهن، منعزلة عن مايحدث حولها من صخب وضحك وتلبيس مروان المصوغات لهاجر التى أصبحت خطيبته التى كان يحلم بها.
وسط إنعدام الإنتباه من جانب إيمان. أفاقت فجأة على ظهر يشبه ظهره لرجل يحتضن مروان وهو يبارك له الخطبة، وما أكد شكوكها هو رؤيتها للسيدة التى تقف بجانبه، فقد كانت هى زينب.
مما يعنى أنه صدق حدسها وهذا هو حسام فوقفت منتفضة فى مكانها، تشتاق لرؤيته التى لا تملها أبدآ.
وققت تنتظر لحظة أن تحين منه إلتفاته ولو بسيطة لها، دارت بعينيها فى المكان لتطمئن أن لا أحد يدرك مايحدث بها، فرأت أختها ندى تجلس مبتسمه بجانب خطيبها أحمد، ومروان وهاجر يبتسمان وهم يتحدثان مع حسام ووالدته، فتمنت لو أنها تجلس معه الآن ويبتسم لها ويمازحها فتضحك لها من مزحه الحياة.
ظلت تتابعه بعينيها حتى جلس هو ووالدته، وكان يحرك رأسه فألتقت عينيهما بشوق أقوى مما كان هو يتخيله، رأى فى عينيها لمعة قوية تهدد بدموع تود أن تنهمر لينهار معها الكبرياء والقوة والجمود الذين تتصنعهم إيمان ببراعة، فود لو يأخذها بين أحضانه ليطمئنها بأن حبها مازال يحتل قلبه، ولكنه عاد ليتذكر كرامته التى أهدرتها فى عينيه، فتخلى فجأة عن رغبته فى القرب منها وعاد لقسوته التى لم يستطع أن يتحملها ثانية ولكنه مضطرآ أن يقسو قلبه على من أحب وعشق.
وهو وسط أفكاره تفاجأ بإيمان تتحرك من مجلسها وتتوجه إلى حيث يجلس، ثم جلست إلى جانب والدته.
إيمان: إزيك يا طنط زينب.
زينب: إزيك يا إيمان، مبروك لمروان.
إيمان: الله يبارك فيكى ياطنط، وعقبااااااال….حسام (قالتها إيمان بوجع وخجل)
وكان رد زينب صادم لها……

يتبع…

اترك رد