Uncategorized

رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

 رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

فكرت رقيه فى الامر، فهو بالفعل الحل الاخير،ولكن يجب ان لايكن لهم اى يد بقتلها،نظرت الى شاكر قائله : سيب موتها ده على انا وملكش صالح انت فاهم .
شاكر رافضا : ليه هو انا حرمه ولا ايه ؟
رقيه ماكره : ماهو عشان انت رادل، متجفش لحرمه والحرمه ما يقفش جدامها الا حرمه زيها .
نفخ قائلا : طب وهنعمل ايه فى البيت هنهمله ؟
فكرت بخبث : هنهمله عشان نعاود تانى، انما دلوك هنبين جدام الكل اننا جبلنا بالامر الواقع،وبعد اكده نخلص عليها وكل حاجه تعاود لينا تانى .
شاكر : يعنى ايه مافهمش ؟
رقيه بحده : مش لازم تفهم دلوقت .
اخذ نفس وزفره قائلا : طب وهنروح وين ؟
رقيه : دارنا الجديمه دى ملكى انا واخواتى البنات، وعشان اكده ابوك مرضيش يجددها،وهما مرضوش بيعولى نصيبهم جال ايه معجبهمش السعر فسبتها اكده لاهما اللى باعوها ولا استنفعو بيها .
شاكر : بس دى مهدمه ومهتنفعش للجعاد ؟
رقيه : فتره صغيره وخلاص مش هنسبها كتير .
شاكر : لاه منهملهاش هروح الجسم دلوك اكلمهم المأمور يسبنا شوى .
وخرج مسرعا تركته وصعدت الى الاعلى اخذت جلباب وعبأه من ملابس عزمى، وارتدتهم واخذت بعض النقود وخرجت، 
 وعادت بعد ساعتين ولم تخبر احد بما فعلت، اما شاكر لم يسمح لهم مأمور القسم بالبقاء اكثر من اسبوع فخرج وهو غاضب،وفى الطريق رأى نواره،فهجم عليها بشراسه لينقض عليها ويضربه،فوقف امامه ثلاث سيدات ضخام من الغجر،فتراجع الى الخلف قائلا وهو يجز على اسنانه : بعدى عن طريقى يا حرمه انت وهى خلينى اصفى حسابى وياها الحرمه دى .
قالت نواره ساخره: يعنى معارفش تعدى من حريم، وجاى تستقوى على حرمه، وبعدين عايز منى ايه ياولد روقيه ؟
زاد غضبه قائله : انا ولد عزمى يا حرمه،وبعدين يعنى تطردينا من دارنا ونسكت كمان ؟
اخذت نفس وزفرته قائله: حجى وخته طردتكم كيه ما تردتنى امك من دارى زمان بعد مامات حفظى الله يرحمه .
زجر قائلا: هاه دى دار عمى واحنا ورثنها وماعيزنكيش فيها حجنا .
نواره : لاه دى كانت حجى انا وابوى، ادهلنا حفظى ومعنا ورجها كمان لكن ابوك مخلصوش، وطردنا وجطع الورج ،تارى واخدته مليكش حاجه عندى، انت ولا امك الحربيايه دى .
صرخ بها قائلا: سُك خاشمك ده امى دى ستك وتاج راسك،وارضنا هنخدها منيكى وهنحسرك عليها كمان .
نواره ساخره : ارضكم .. دى ارض المسكينه بهيره اللى جتلتوها وسرجتو ارضها يعنى ملكوش فيه، وبعد من اهنه بدل ما اموتك وملكش ديه او اجولك،امسكو يابنات نوديه النجطه نعمله محضر عدم تعدى مره تانيه .
امسكن به السيدات وذهبن الى القسم، وكتب تعهد بعدم التعدى عليها، وان اصابها شئ يكن هو المسؤل، عاد شاكر الى منزله دون ان يخبر احد بما حدث .
………..  
 عادت بهيره من المحل متاخره فكان لديهم عمل كثير،وجدت حازم يجلس على السطح،نظر اليها قائلا: ايه اللى اخرك اكده ؟
تعجبت قائله : هيكون ايه يعنى؟! كان عندنا كذا عروسه النهارده واتاخرنا على ما خلصنا . 
حازم : جلجت عليك لما اتاخرت وكمان كنت جايب وكل ناكل سوى،بس لما اتاخرت والجوع جرصنى اكلت بس بجيتلك نصيبك .
ابتسمت قائله : تسلم ياواد عمى
الست ليلى صاحبة الكوفير جابت لنا وكل لما الوجت اتاخر .
قام حازم وقدم له كيس بلاستك قائلا : طب خد ناصيبك خليه عندك عشان معنديش ثلاجه وانا هنزل انام تصبح على خير .
اخذت منه الطعام قائله : وانت من اهله ياواد عمى .
دخلت الى غرفتها وضعت الطعام فى الثلاجه،وارتمت على السرير من شدة التعب، اغمضت عينها محاولة النوم لكن اتت اليها افكار كثيره،وتذكرت نظرات على لها،فتنهدت وفتحت عينها قائله : معيزاش اعلج نفسى بحبال ديابه لازم افكر صُح وابعد ان اى حاجات مفهمهاش،وكمان اجيبله ورج امنين انا ؟
اخذت نفس وزفرته واغمضت عينها مره اخرى،وبدات تستفغر وتقول بعض الاذكار حتى غلبها النعاس،وفى الصباح بعد ان استعدت للذهاب الى المحل، وقبل ان تخرج تذكرت الحقيبه التى اعطاها لها عمها،فاسرعت واخرجتها من مكانها فهى كانت تخبأها،وفتحتها وبدأت تقلب فى الاوراق وتهلل وجهها فرحا، اغلقتها وذهبت الى المحل،كانت بهيره فى الداخل تغسل شعر احد الزبائن،نادت عليها ليلى فاتت اليها قائله : ايوه يا مدام ليلى فى حاجه؟
ليلى : معلش يابهاء اخرج خليك بره شويه عشان فى زبونه منتقبه جايه هى واثنين معها ومش عايزين رجاله فى المكان .
ردت بهيره بعفويه قائله : طب وانا .. (تذكرت انها متنكره فى زى رجل) هعمل ايه بره يعنى ؟
ليلى : اقعد على القهوى ولا اى حاجه واول مايمشو هندهلك تانى .
هزت راسها بالموافقه وخرجت، وقفت عند الباب لا تعرف ماذا تفعل، راها سيف وهو داخل محله فخرج لها قائلا : انت خارج ليه من الكوفير .
بهيره : فى زبونه منقبه ومعيزاش رداله .
سيف : طب ماتيجى نقعد على القهوه اللى هناك دى انا فاضى مفيش زباين .
نظرت بهيره على القهوه التى يتحدث عنها وشعرت بالقرف،حتى انه ظهر على وجهها الاشمأزاز فقال سيف : ايه يابنى مالك قرفان كده ليه؟
دى حتى القهوه دى نضيفه جدا .
نظرت اليه باشمازاز متعجبه : نضيفه كيف ده الرادل عما يغسل الكوبيات فى دردل شكله عفش جوى .
ضحك سيف من منظرها قائلا : عادى هو انت فاكر ان فى قهوه هتغسل الكوبيات زى ما الستات بيغسلوها فى البيت ؟
قالت بقرف : لاه بس يغسلوها بميه نضيفه بجولك ايه مهجعدش على الجهوه انا .
سيف : خلاص هقف معاك انا قولى انت بتحلق شعرك فين ؟
تفجات بهيره بالسؤال وفكرت فى اجابه قائله : هاه مبحلجوش .
تعجب قائلا: مبتحلقوش ازى يعنى بتربيه طب ماتورينى طوله كده فك الزعبوط .
وحاول ان يمسكه فابتعدت عنه قائله بحده: بعد ياولد متمدش يدك على .
ضحك قائلا: شكلك اقرع ومخبى  .
ابتسمت قائله : اجرع ولا بشعر ملكش صالح انت .
سيف : طب قولى ايه شكل فتات احلامك ؟
صدمت بهيره من السؤال وعقدت حاجبيها قائله  : فتاة ايه ؟!
اندهش من رد فعله قائلا : ايه يابنى مبتفكرش تتجوز ويكون عندك بيت وولاد كده يعنى .
صممت للحظات فهى لم تفكر بهذا الامر فتهربت قائله : طب جولى انت ايه فتات احلامك دى ؟
تنهد وابتسم قائلا : تكون جميله وطيبه وبنت حلال وتصبر على ظروفى وتحبنى .
تعجبت قائله: واه انها تحبك اخر حاجه كيف ده ماهى ياغشيم لو حبتك هتعمل كل ده،الحب هو الاول .
سيف مازحا : الله امال عاملى مؤدب شكلك مقطع السمكه وديلها ومدكن .
خافت  بهيره من ان يكشفها فقالت: لا مدكن ولا حاجه ده كلام اختك والبنات فى الكوفير .
تنهد بالم : ماهم البنات مبيشلوش هم لا شرا شقه ولا فرش ومصرايف احنا اللى بنشيل الطين،لاء ومش عاجبهم كمان .
بهيره : واه وهو انت عايز تاخد بنت الناس اكده تمرمطها معاك وخلاص مش لازم تتعب عشان تاخدها .
سيف : ياعم انا مش معترض، وبشتغل اى حاجه عشان اعرف احوش واتجوز، ان شالله حتى فى ايجار، بس اللى بيعملو البنات فينا ده حرام .
لم تفهم قصده قائله : مافهمش تقصد ايه ؟
تافف قائلا : لبسهم المحزق ده ومشيهم بدلع، يعنى احنا لالقين نتجوز ولا قادرين نصبر على اللى بنشوفه، احنا تعبانين وبنعانى منهم وبسببهم .
ابتسمت قائله : طب ماتغض بصرك ياخوى .
نظر اليه بنظرة تحدى قائلا : غضه انت لو تقدر ده انت شغال فى كوفير حريمى ياعم روح،اهو الواحد بيحاول على قد ما يقدر، بس غصب عنه ياصاحبى،عارف انا لو مش بخاف ربنا مكنتش هتفرق معايا زى شباب كتير، عارف انا صاحبتك لانك محترم ملكش فى الصياعه، ومش بتاع بنات قولت اهو نصبر بعض .
شعرت بهيره بكم من الوجع والالم فى كلماته ونظراته،وفكرت هل هذا ما سينتظرها لو تحولت الى رجل،قطع تفكيرها صوت ليلى وهى تناديها للدخول، ابتسمت قائله: روح شوف شغلك انا هدخل عشان الشغل وربنا جادر يساعدك ويصبرك .
ابتسم : ماشى ياصاحبى سلام،.
تركته ودخلت الى المحل ودخل هو الاخر محله .
وفى اليوم الذى يسبق يوم ذهبها الطبيبه كان يجب عليها ان تطلب من حازم المجئ معها،ولكن كيف ستخبره بالامر، كل يوم كانت تفكر فى اخباره وتتراجع فى اخر لحظه،لم تستطع اخباره وذهبت فى اليوم التالى الجلسه ،اقتربت من مكتب على ووقفت صامته،كان هو يقرأ فى كتاب امامه ولم يشعر بها،كانت مرتبكه وخائفه اردت ان تنطق لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها،فدقت بيدها على المكتب دقه واحده،فانتبه ونظر لها وابتسم قائلا : اهلا يا انسه بهيره اتفضلى الدكتوره مستنياكى .
هزت راسها بالموافقه دون كلام،وظلت مكانها تنظر الى السفل من الخجل،اتسعت ابتسامته قائلا : ادخلى لها جوى .
واشار لها بيده على الغرفه،فتحت فمها من الاحراج ودخلت مسرعه وهى تتصباً عرقا، ضحك على خجلها وشعر بسعاده لايفهم سببها،فكلما يرها يشعر بشئ يجزبه لها اكثر، جلست بهيره امام المكتب وهى مرتبكه،تبتلع ريقها باعين زائغه وتتنفس بصعوبه، ابتسمت عبير قائله : ايه فى ايه انت بتنهجى كده ليه حد بيجرى وراكى .
هزت راسها بالرفض قائله: لاه  لاه بس معرفاش يمكن عشان الجو حر جوى .
فهمت ان هذا بسبب خجلها من على فنظراته لها ليس من السهل ان تنسها،فاردت ان تهدأها قائله : امال فين حازم مرضيش يجى معاكى ؟
بهيره : لاه انا مجولتهوش اصلا مجدرتش صراحه .
عبير : توقعت كده عموما مش مهم هنكلمه احنا،المهم عملتى ايه فى موضوع الورق اللى طلبه المحامى ؟
بهيره : لجيت فى شنطة عمى ورج منه كتير،وكل اللى ممكن نحتاجه من ورج .
عبير : تمام كده طب انا شايفه ان بعد ما المحامى يبدأ فى اجرأته لازم تسيبى مكانك والافضل من دلوقتى ؟
فكرت برفض : ليه يعنى انا معيزاش اسيب المكان اللى جعدنى فيه عمى .
عبير : انا فاهمكى بس اول مايوصل خبر لعمك وولاده هيكون فى خطر عليكى منهم .
تذكرت ما حدث منهم قائله : فاهماكى بس هروح وين يعنى ؟
عبير : فى شقه فى البيت اللى انا فيه بتتأجر والموأجر مشى ايه رايك هاخدها لكى تقعدى فيها اهو كمان ابقا مطمنه عليكى .
صمتت بهيره للحظات وقالت : ممكن اسألك سؤال ؟
عبير : اكيد .
بهيره : ليه عم تعملى اكده معى ؟ يعنى من اول ما جيتك وانت بتساعدينى،حتى مدفتعش غير تمن الكشف مره واحده وبردك معاى مش غريبه دى شوى .
ابتسمت قائله : انا ام وعندى بنات زيك كده هما صحيح صغيرين بس مسرهم يكبرو،جوزى مات وسبهملى، وعمامهم كانو طماعنين فى فلوسهم زى عمك بالظبط، ولاولا ربنا جعل اخواتى سبب انهم يساعدونى ويقفو جنبى معرفش ولادى كان هيبقا حالهم ايه،فانا بساعدك عشان ولادى يلاقو اللى يساعدهم ويقف معاهم فى زنقتهم .
ابتسمت قائله : زى ابوى ما كان عما يعمل يساعد الناس ويجولى عشان تلاجى اللى يساعدك .
عبير : وربنا بعتك ليا عشان اساعدك،قوليلى بقا موفقه على موضوع الشقه .
ابتسمت قائله : هو انا اجدر ارفض بس انا اللى هدفع الايجار  .
ضحكت قائله : ماشى ياستى وانا موفقه،يوم الجمعه تجهزى حاجتك وهجيلك انا وعلى ناخدك بعربيه وهناخد معنا حازم ونعرفه كل حاجه وهشتريلك لبس بنات عشان متلبسيش راجل تانى .
هزت راسها بالوافقه مع ابتسامه خجله،وقامت قائله: طب همشى انا بجا .
عبير : تمام .
خرجت بهيره مسرعه ولم تتوقف عند على،وذهبت الى المحل .
…………
ظل شاكر يراقب والدته وهو مستغرب من تصرافتها،كلما كلمها احد اخبرته انها ستنتقل من المنزل فى الموعد، وانها تجمع اشياءها،ولكن ينظر الى افعلها لاشئ،وكأنها متأكدها انها لن تخرج من المنزل، فقرر ان يسألها خرجت من غرفة والده،فاقترب منها قائلا : انا بدى افهم انتِ عما تجولى هنهملو الدار،ومش شايف انك بتجمعى حاجه احنا هنهملو فرشنا كمان ؟!
نظرت اليه باستياء قائله :كنت فاكراك عتفهم طلعت بهيمه صُح .
عبس قائلا : واه عتتنأوزى عليا ليه دلوك ؟
قالت مستنكره : لانة فكرتك فهمت وعشان اكده ساكت عموما هفهمك،انا ببين جدام الكل انى وافجت واستسلمت للامر الواقع،لكن لما يجى الخبر اللى مستنياه هيوجف كل حاجه فهمت ؟
نظر اليها بعدم فهم قائلا : لاه مفهمتش .
تركته وذهبت وهى تقول فى سخط : هى ناجصاك، بهيمه صُح كيه مجال ابوك .
غضب من طريقتها ونزل الى الاسفل،واذا بالشرطه عند الباب فاسرع اليهم قائلا : فى حاجه يا باشا ؟
الضابط : انت شاكر عزمى ؟
شاكر : ايوه انا عما تسألو ليه؟
الضابط : معنا امر بالقبض عليك (واشار الى عساكره) امسكوه .
امسكه بعض الرجال وهو يقول فى زهول : انت واخدنى على فين فهمنى لاول مهتحركش الا لما افهم .
الضابط : هتفهم فى الجسم يلا وينا ومتعصلجش .
شاكر رافضا :جسم واروح ليه اعملت ايه انا ؟
الضابط : هتتحرك ويانا ولا نجول انك جاومت الشرطه ؟
غضب قائلا : خلاص هتحرك بس اعيط على اخوى يجى معاى .
الضابط : لاه خلى حد يعيطلك عليه .
اشار شاكر لاحد العمال ان ينادى على فواز،فنظر له من الاعلى وفزع عندما راى الشرطه تمسك به قائلا : شاكر فى ايه العساكر دول مسكينك ليه ؟
سمعت والدته صوته فخرجت مسرعه،نزل فواز اليه اجاب شاكر قائلا : معرفش مرضينيش يخبرونى بس انت تعالى وياى .
رقيه من الاعلى : فى ايه عتاخده ليه هو عمل ايه ؟
الضابط : اخوك جه اهو يلا بجا عشان الوجت .
نظرت اليهم رقيه والى لهفتهم وفكرت قائله فى عقلها : اكده يبجا المراد حصل بس ياخدو شاكر ليه ؟
فنادت قائله : خليك ويا اخوك يا فايز متهملوش لحدت ماتعودو سوى .
اخذ الضابط شاكر وخرج ولحق بهم فايز،ركبو به سيارة الشرطه ولحق بهم فايز بسياره اجره،ودخلو القسم وادخلوه غرفة المأمور  وبدأو  التحقيق معه، حاول فايز الدخول معه لكنهم رفضو، واخبرو انه متهم فى قتل نواره، وعليه احضار محامى له أفضل،ظل واقفا منتظر انتهاء التحقيق معه، اما شاكر فى الداخل كان غاضبا جدا ومستاء منهم قائلا : كيف يعنى تجبضو عليا اكده كانى مجرم ؟
الضابط : اهدى وجاوب على الاسئله كلها وانت هتفهم كل حاجه .
شاكر رفضا : اسئلة ايه دى اللى اجاوب عليها ؟
الضابط : افتح المحضر ياعسكرى وسجل اللى هيتجال .
شعر شاكر ان الامر كبير فصمت ليفهم الامر، نظر اليه الضابط قائلا : جولى يا شاكر انت اكيد تعرف مرات ابوك نواره ؟
شاكر : ايوه اعرفها لكن ليه ؟
الضابط : جاوب على الاسئله وبس، انت مضيت على تعهد بعدم التعرض لها وانك مسؤل لو حصل لها حاجه ؟
شاكر : ايوه .
الضابط : نواره اتقتلت امبارح باليل واحنا بندور على اللى قتلها،وانت احد المتهمين لان التعهد ده يدينك .
شاكر مصدوما: واه ماتت امتى وكيف ؟
الضابط : ماتت امبارح واحد ضرب عليها نار ماتت فى لحظتها،واحنا من امبارح بنحجج فى الجضيه .
شاكر : طب انا مش معجول اجتلها وانا كاتب تعهد كيف اكده،كانى ببلغ عن نفسى وانا اصلا مكنتش اعرف انها ماتت .
الضابط : كلامك زين بس الجانون ميعرفش الكلام ده هيتم حبسك على زمة الجضيه لحت مايخلص التحجيج .
شاكر : كيف ده يعنى ده ؟
الضابط : الجانون اكده امضى على اجوالك وخده يا عسكرى على الحجز .
هاج شاكر رافضا : لاه ادخل الحجز ويا المجرمين والحرميه ليه انا مكتلتهاش انا حتى مكنتش اعرف انها ماتت ؟
الضابط فى حده: بطل زعيج وروح وياهم من سكات الجانون اكده ومن حجك تجيب محامى مليكش غير اكده،ولو زعجت وعملت مشاكل هسجلهالك فى المحضر وده مش زين عشانك .
شعر شاكر ان غضبه سيضره فسكت ووقع على اقوله وخرج مع العسكرى،اسرع اليه فايز قائلا : فى ايه العسكرى مسكك ليه ؟ 
شاكر : متهمنى بكتل نواره عشان كنت كاتب تعهد على نفسى بعدم التعرض ليها،شوف محامى هو اللى هيطلعنى منها يلا بسرعه معايزش اجعد فى الحجز ده كتير .
اخذه العسكرى ووضعه فى الحجز،خرج فايز مسرعا ليخبر والدته بما حدث ويجدو حلا له،
………….  
ظلت بهيره تذهب الى المحل كل يوم، حتى اتى يوم الخميس، فهو اخر يوم لها معهن وعليها اخبارهن،كن يستعدن للخروج فاشرت لهن قائلا : يا بنات بدى اخبركم بشى .
نظرن جميعا اليها فاكملت : انا مهديش تانى النهارده اخر يوم ليا وياكم .
ليلى بعبوس : ليه كده احنا كلنا اتعودنا عليك وبقيت واحد منا عايز تمشى ليه ؟
ابتسمت قائله : وانا كمان اتعودت عليكم وحبيتكم كلكم كنكم اخواتى،بس هسافر ولما اعاود اوعدكم انى هاجى ازوركم .
دينا فى حزن : ياخسراه احنا بجد بنعتبرك اخونا يا بهاء وهنزعل قوى .
فوفا فى حزن : بقا بعد العشره دى كلها هتسبنا ده سيف هيزعل قوى .
ميرو : لاء طبعا احنا مش هنسيبك تسافر اصلا ايه يوديك الصعيد تانى خليك معنا .
اخذت نفس وزفرته قائله : يعز عليا فرجكم وربنا يعلم بس غصب عنى لازما اعاود بس اوعدكم ان اول ما ارجع هجيلكم .
بدأ فوفا ودينا فى البكاء فزاد حزن بهيره قائله : واه متعيطيش بجا يعنى هتخلينى امشى وانت زعلانه لو على مكنتش مشيت اصلا بس ظروف .
مسحت فوفا دموعها قائله : خلاص مش هعيط بس اوعى متجيش تانى .
ابتسمت بهيره قائله : لاه هاجى وهفاجأكم كمانى .
ابتسمت دينا قائله : كمانى ماشى اما نشوف .
اخرجت ليلى بعض النقود واعطتها لها قائله : دى مكافأة نهاية الخدمه واجرتك بتاعت الفتره اللى اشتغلتها من الشهر ده .
نظرت بهم بهيره قائله : بس دول كتير جوى .
ليلى : دول حقك انت معنا من اول ما الكوفير بدأ يلا وبقا قبل ما يعيطو تانى .
ضحكن جميعا وخرجن،وجدن سيف ينتظرهم كعادته،فاخبرته فوفا فحزن قائلا : ليه كده ياصاحبى انا اتعودت اتكلم معاك كل يوم كده هتسبنا ؟
ابتسمت بهيره قائله: معلهش هبجا اعاود تانى متخافش .
اقترب منها ليحتضنها فابتعد قائله : هتعمل ايه يامجنون انت بعد .
ضحك قائلا : مجنون ايه يا بنى مش احنا رجاله زى بعض امال هسلم عليك ازى ؟
تنبة بهيره للامر فحاولت ان تممره بمزاح قائله : ده بين البنات بس انما احنا رداله نسلم بالايد .
ابتسم سيف قائلا : ماشى ياسيدى نسلم بالايد بس انا زعلان كنت قولت من بدرى كنا اتفسحنا شويه وودعنا بعض بجد .
بهيره متهربه : ليه مانا هعاود تانى،فتره بس عندنا شوية مشاكل فى البلد، هتتصلح واعاود بامر الله .
سيف مستسلما : خلاص ياسيدى امرى لله بس تتمشى معنا شويه .
ابتسمت وهزت راسها بالموافقه وتمشت معهم قليلا،وعادت الى غرفتها جمعت كل اغراضها، ووضعتهم فى ركن بالغرفه،اتى حازم ودق الباب فتحت له فدخل، وضع كيس طعام يحمله فى يده وجلس قائلا : يلا عشان نتخدى سوى جايبلك اكل وياى .
ابتسمت بهيره وجلست بالكرسى امام الطاوله،وفردت الطعام وبدأا تناوله،لاحظ حازم الحقائق فقال : ايه الشنط دى انت مسافر ولا ايه ؟
وجدتها فرصه بهيره لتطلب منه ان ياتى معها،فقالت : ايوه بكره ان شاء الله .
نظر له حزينا: ليه اكده زعلتنى ياصاحبى انا اتعودت على الجاعده وياك .
بهيره : هعاود تانى بس لازما اخلص شوية حاجات فى البلد بس كان ليا طلب عندك ؟
حازم : انت تؤمر ياصاحبى .
بهيره : تاجى معايا بكره توصلنى .
حازم : ده منغير ما تطلب اكيد طبعا،بس اوعى تطول اهناك المدارس هتبدأ وانا كنت متعود اجعد اذاكر اهنه .
بهيره : اوماله ابجا اجعد اهنه ممكن ابجا اسيبلك المفتاح، خلصت وكل هجوم اعمل الشاى .
قامت اعدت الشاى وخرجا شرباه فى الخارج،وظل يتحدثان لبعض الوقت ونزل حازم،وفى الصباح اتت اليها عبير وعلى واتصلا بها فنزلت لهم بالاسفل معها الحقائب، اخذهم منها على ووضعهم فى صندوق السياره، نظرت لها عبير قائله : قولتى ل حازم ؟
بهيره بارتباك : ايوه جولتله بس المفروض اخبط عليه،بس جولت اجيب الشنط لاوال .
نظر لها على غاضبا : وانت هتروحى تخبطى على شقة راجل ؟
تلجلجت قائله : ماهو مخابرش ان….. 
قاطعها قائلا بحسم: بس انتِ عارفه يبقا مينفعش .
نظرت بهيره للاسفل وهى تشعر باحراج شديد ولم تجيب،فهى لاتفهم سبب غضبه ، شعر على بالحزن لانه احرجها،ولام نفسه على ذلك وخصةً عندما راى نظرة الكسره فى عينها،فنفخ قائلا : انا اسف مقصدتش ازعلك او اضايقك انا بس مطقتش فكرة انه ممكن يفتح وهو عريان ويسبب ليكِ الخجل .
تعجبت بهيره من اعتذراه، فهى اعتادة ان يصرخ بها ابناء عمها بسبب و دون سبب، ابتلعت ريقها وقالت بخجل : انا كمان اسفه مجصدتش اضايجك .
ابتسم من طيبة قلبها قائلا: تعالى وانا اللى هخبط عليه .
عبير : خلصو رغى بقا وروح انت خبط ياعلى وانتِ تعالى اركبى جنبى هنا .
تنحنح على وذهب مباشرة الى الغرفه التى بها حازم، فلا يوجد غيرها تحت السلم،دق عليه الباب فتح له وهو ناعس يرتدى فانيله وبنطال قائلا: ايوه عايز مين ؟
على : الاستاذ حازم ؟
نظر اليه متعجبا : ايوه انا حازم خير ؟
اشار على ناحية بهيره وهى تقف بجوار السياره قائلا : ممكن دقيقه نتكلم .
فنظر ناحية بهيره وفهم ان الامر يخصها،فقال : هغير خلجاتى واحصلك .
فهز راسه بالموافقه وعاد الى السياره،دخل حازم غير ملابسه وخرج نظر الى بهيره قائلا : مين دول يا بهاء ؟
على : اتفضل معنا وهتفهم كل حاجه .
تردد للحظات ولكنه يثق فى بهاء،فهز راسه بالموافقه اشار له على بان يركب الى جواره فى الامام،وركبت بهيره بالخلف الى جوار عبير،مما اثار دهشة حازم لكنه تذكر انهم قاهرين وبعضهم لايجد حرج فى ذلك، وصلو الى العياده وهم فى حالة صمت، نظر حازم للعياده وقراء اسمها تعجب قائلا: احنا جاين اهنه ليه ؟
نزلت بهير وعبير وعلى فنزل حازم،ونظر لهم ينتظر رد ايً منهم،فقال على : اتفضل معنا جوه وهنفهمك كل حاجه .
رفض حازم قائلا : لاه معدخلش الا لما افهم الاول .
نظرت اليه بهيره قائله : ادخل بس ويانا ومتخافش .
فكر للحظات ودخل معهم جلسو جميعا فى صالة الانتظار،قال حازم : ممكن بجا تفهمونى ايه الحكايه ؟
ابتلعت بهيره ريقها واخذت نفس وزفرته قائله بصوتها العادى دون ان تخشنه: انا هفهمك ياواد خالى ( نزعت الشارب عن وجهها ) فهمت اكده ؟ 
صدم حازم وقال بعدم فهم : انت مين كانى اعرفك ؟
بهيره : انا بت عمتك اللى خذلتها وسبتهم يبيعو يشترو فيها،انا منتحرتش كيه ما انت فاكر، انا كلمت عمى عمري وهو جه اخدنى من البلد، بس للاسف الموت سبجه قبل ميجلكم انت وخالى، ويجولكم على الحجيجه .
زادت صدمة حازم وقام وقف ونظر لها صارخا : انتِ كدابه بهيره ماتت،انتِ تشبهيها بس وبعدين كيف اصدجك اصلا بعد ما خدعتينى بت عمتى مش كدابه ولا عمرها تعمل اكده .
امتلاءت عيون بهيره بالدموع قائله : فعلا بهيره عمرها ماتعمل اكده ولاعمرها كدبت فى يوم بس لما كلكو اسيتو عليها مبجاش جدامه الا اكده .
شعر حازم بصدقها ورأى كم الظلم والقهر فى عينها اخذ نفس وزفره : بس كيف اصدجك بعد ماخدعتينى ومثلتى عليا انك رادل كيف ؟
بهيره بكسره وحسره : كيف ما صدجت انى جتلت نفسى،وانت متوكد انى معملش اكده واصل،وبدل ماتعرف ايه اللى جرى ليه هربت وجيت اهنه تلوم نفسك وتانبها،تفتكر ياواد خالى لو كنت مت صُح، كان فى حد هيجبلى حجى ؟
شعر حازم انها محقه، كيف لها ان تخبره بحقيتها، وقد رات كم هو ضعيف ومهزم، نفخ غاضبا : خابر يا بت عمتى ان عندك حج فى كلمه جولتيها بس غصب عنى لا انا ولا ابوى كنا نجدر نعمل حاجه وانت خابره ده زين .
ابتعلت ريقها قائله : يبجا انت كمان متلومنيش على شئ كنت مجبره عليه،مكنش بيدى حتى حج الاختيار .
جلس حازم مكانه كانه مهزوما فكلامها صحيح، نظر الى الاسفل وقال منكسرا : وانت خبرتينى ليه دلوك ؟
ابتلعت ريقها قائله : لانى قررت اعاود للحياه ومفضلش ميته، واخد حجى من عمى، بس عشان اعمل ده لازم حد يشهد جدام المحكمه انى بهيره،هتشهد وياى ياواد خالى ؟
فكر حازم ان هذه فرصه له لإثبات صدقه، وليأكد لها ندمه على ما فعله فنظر لها وابتسم قائلا : اكيد مهملكيش مره تانيه، انا اتعلمت الدرس زين، وهخلى ابوى يشهد وياكى هو كمان .
عبير : تمام يبقا ادخلى غيرى لبسك عشان نروح للمحامى .
هزت راسها بالموافقه ودخلت الى الغرفه،فنظر حازم الى عبير قائلا : هى كانت جايه اهنه تعمل ايه فى العياده دى ؟ 
ابتسمت عبير قائله: مين قال انها كانت جايه ليا هنا،انا اتعرفت عليها فى الكوفير ولما عرفت ظروفها قررت اساعدها،وعشان نكلمك كان لازم نروح مكان هادى وامن .
حازم : انت اللى شورتى عليه انها تسيب المطرح ؟
عبير : ده لازم اول مايوصل اعلان المحكمه لعمها اول حاجه هيجو على هنا تفتكر هيسبوها .
حازم : تفكير زين بس هتجعد وين ؟ 
عبير : اجرتلها شقه جنبى عشان ابقا مطمنه عليها .
حازم : والاستاذ ده يبجا مين ( اشار على علي) ؟
ابتسم على قائلا : انا ابن اختها ومتقلقش خالتى ولادها كلهم بنات وانا عايش فى مكان بعيد .
حازم : طمنتنى بهيره بت عمتى يعنى لحمى ولولا انى خايف عليها من عمها ماكنت خليتها هملت المطرح ابدا .
خرجت بهيره من الغرفه قائله : يلا بينا انا جهزت اها .
نظر لها حازم … : … 
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك رد