روايات

رواية مذكرات فيروزة الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء آل شعراوي

رواية مذكرات فيروزة الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء آل شعراوي

رواية مذكرات فيروزة البارت الحادي عشر

رواية مذكرات فيروزة الجزء الحادي عشر

مذكرات فيروزة
مذكرات فيروزة

رواية مذكرات فيروزة الحلقة الحادية عشر

ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بل دمعي محملي…
نظر إليهم “طارق” بذهول لما سمعوا من أبيه فقال بصدمة: مستحيل اللى بتقوله ده يعنى ايه فيروزة هى كارما طب ازاى ده حصل صحيح أن هى فيها شبه كبير من مرات عمي بس قولت عادى فى ناس كتير شبه بعضها ومش شرط يكون فى صلة قرابه أزاى لا اكيد بتكدبوا.
تحدث “خالد” بحزن: أيوة يابني فيروزة هى نفسها كارما بنت عمك ..زمان أنا وأمك خدنها لما كان عندها شهور وحطيناها فى الملجأ عملت كل ده بسبب كرهي لاخويا اللى امك كانت السبب فيه فضلت تبخ سمها فيا لحد ما بقيت أحقد عليه واقول أشمعني هو بيملك كل حاجة وأنا لأ لأن بابا كان كاتب كل حاجة بأسمه ولحد دلوقتى مرضيش يديني ورثي خايف لاضيعه فقررت أنتقم منه على حرماني من حقي..أنا اللى ولعت فى أوضة الأطفال بعد ماخدت فيروزة من سريرها وحطيت طفلة ميتة مكانها كنت جايبها من المشرحة وبعد ماعملت كدا ولعت الأوضة وده غير أني بعتت رسالة من رقم مجهول بأن حد من أعدائه هو اللى عمل كدا .
تحدث “طارق” بصدمة اكبر:
-انتو يابابا تعملوا كدا وفى مين فى أخوك تحرمه من بنته وتخدعه أن هى ميتة وهى لسه عايشة وفيها الروح أزاى هان عليك أخوك تعمل فيه كدا بجد أنا مصدوم فيك..
خالد بندم: ما أنا مستحملتش اللى عملته فروحت أقنعته بأن هو يتبنى طفل من الملجأ ولما روحنا هناك خليته يختار فيروزة علشان مشيلش ذنب أكبر وعلى الاقل أهى تتربى فى وسطنا من غير ما يعرف أنها من لحمه.
التمعت عين “طارق” بالدمع ليقول:
– لا برافو عليك أنت أزاى كدا حضرتك واخد بالك من كلامك أنت عارف أنت عملت ايه بسبب طمعكم فى الورث دمرته فيروزة عارف هى كانت بتحس بأيه وهى عايشة معانا دى مفكرة أن أنتم متفضلين عليها مع أن ده من حقها بسببك هى حاسه نفسها يتيمة وأنها متستحقش تعيش طبيعية زينا أو أن هى تعمل حاجة بمزاجها بسببك خليت أخوك يفرق بينها وبين أختها لمجرد أن هو فاكر أنها مش بنته من لحمه ودمه بسببك دمرت روح مالهاش ذنب فى جشعك وحقدك….أنا لازم أعرف عمي بالحقيقة كفاية لحد كدا لعب .
اقتربت منه “نادية” سريعاً لتقول بغضب: أياك تقول حاجة لعمك أنت سامع.
طارق بنفس الغضب: لا مش سامع تعرفى ليه لأنك أساس المشاكل اللى أحنا فيها مش كفاية خليتى وليد يخطبها ويرسم عليها أنه بيحبها علشان يكسرها ..نظرت إليه بصدمة ليكمل هو: دلوقتى عرفت وليد طالع لمين.
أمسك يديه “خالد” بإرهاق: استنى ياطارق أرجوك متقولش لعمك حاجة دلوقتى.
طارق: ايه اللى بتقوله ده أنت لسه مُصر على القرف ده أنت ايه يأخى لا يمكن تكون أخ أو أب عمرى ماشوفت حد كدا .
أردف “خالد” بتوسل: بص هعملك كل اللى عاوزه و أوعدك أنى هقول لعامر على كل حاجة بس بلاش أنت تقوله.
طارق بعدم صبر: هتقوله أمتى.
خالد: يومين بالضبط هجهز نفسي كويس عشان أعرف أواجه بالحقيقة وكمان بالأدلة.
طارق: ولو مقولتش.
خالد: وقتها أبقى أعمل اللى يريحك.
صاحت “نادية” بصوت مرتفع: لا ياخالد مش هسيبك أنت وابنك تهده كل اللى بنيته مش هسيبكم تدمروني مستحيل أخليكم تعملوا الكلام ده.
نظر إليها طارق بحزن: بجد أنا حزين أني عندي أم زيك
أنتى فعلا مفيش فى قلبك رحمة أنا فعلا كنت مخدوع فيكم ومكنتش أعرف أنكم بالقسوة والسواد ده كله.
********************************
أردف “عمران” بغضب: يعني ايه ياسيادة اللواء الكلام ده أنت سامع اللى بتقوله.
عامر بضيق: مكنش قدامي حل غير ده ياعمران.
أخذ الغرفة ذهاباً وأياباً وهو يشعر بالضجر فقال بعدم تصديق: حضرتك واعى للى بتقوله أنت رميت بنتك فى النار ووديتها لحد الموت برجليها …بجد أنا مش مصدق أن حضرتك تعمل كدا واحنا من أمتى بنستخدم حد من عيلتنا فى شغلنا.
نظر إليه “عامر” بحزن: أنا جايبك هنا علشان تساعدني ونشوف حل فى المصيبة دى .
تحدث “عمران” :مش عارف الصراحة ايه العمل هو حضرتك أصلا متخيل ايه موقف بنتك فيروزة لما تعرف أنك أستغليتها فى شغلك ومجوزها لزعيم مافيا أنت متخيل رددت فعلها هتكون عاملة أزى .
تحدث “عامر” بيأس: بالله عليك متزودها عليا.
عمران: أنا مش بزودها عليك بس حقيقي أنت دمرت بنتك بعملتك دى ياسيادة اللواء.
عامر بحزن: أنا عارف أنى غلطت .. وماصدقت لاقيتها فرصة لما هو أتقدم ليها بس خايف عليها ليأذيها.
أردف “عمران” بسخرية: دلوقتى خايف ومكنتش خايف عليها لما جوزتها له بجد حضرتك صدمتني فيك دا أنت مثل لكل الضباط عندنا فى المخابرات والكل يتمني أنه يبقى بذكاء وقوة حضرتك وكلنا بنتعلم منك أزاى نصحح أخطأنا تيجي حضرتك وبكل بساطة تغلط غلطة العيل الصغير ميعملهاش.
عامر بزهق: ماخلاص ياعمران هو أنا جيبك عشان تقطم فيا هتساعدني ولا لأ أخلص.
نظر إليه الأخر بضيق قائلاً: هساعدك مش علشانك علشان فيروزة اللى بسببك هتعاني لما تعرف أن جوزها واحد قاتل والصدمة الأكبر لما تعرف أنك عارف بكدا ورضيت بالوضع ده رضيت بأن مستقبلها يدمر لمجرد أنك أستعملتها طعم حلو للقضية اللى بتحقق فيها كان عندك طرق تانية كتيرة لكنك أخترت الأسهل …على العموم أنا هحاول أتصرف متشغلش بالك أنت .
تنفس بإرتياح قائلاً: كدا أنا أطمنت أن بنتي مش هيجرالها حاجة.
نظر إليه “عمران” بغموض ثم قال: متقلقش عليها اقلق على نفسك لما هى تعرف وأبقى حضر الكلام اللى هتبرر بيه عملتك ياسيادة اللواء…هب واقفة من مكانه وهو يشعر بالاختناق لما حدث فقال وهو يذهب إلى الخارج: – عن أذن حضرتك أنا ماشى لو حصل أى حاجة كلمني.
عندما خرج من غرفة المكتب وجد “فيروزة” تتقدم منه وهى تحمل بيديها صنيه بها فنجانين قهوة، بينما هى شعرت بخفقان قلبها فور رؤيته التى تسعدها لا تعلم لما هذا الارتباك الذى أصابها فجأة، لكنها تشعر بشعور رائع يمتلكها كلما مر طيفه من أمامها تشعر وكأن الفراشات أتت لترفرف فوقها بسعادة، فأبتسم ثغرها برقة عندما تذكرت أول لقاء بينهما لتتسأل بداخلها هل ما تشعر به حب أم مجرد إعجاب؟ ..تلاشت أبتسامتها و قطبت جبينها بأستعجاب لرؤية عيناه تشع بالاحمرار دليلاً على أنفعاله وغضبه فقالت بصوت رقيق: عمران أنت رايح فين أنا عملتلك القهوة.
نظر إلى عمق عينيها بألم فهو للتو علم بأنها زوجة وملك لغيره وأكثر ما يقهره بأن تلك الزيجة ستكون دمار لها يود لو يأخذها بين أحضانه ويخبئها عن عيون العالم ويحميها من أى أذى تتعرض له فقام من شروده على نبرة صوتها القلقة: عمران انت كويس حصل بينك وبين بابا حاجة.
أردف عمران قائلاً بحزن: أنا كويس يافيروزة.
فيروزة: شكلك مش مطمنى وبعدين أنت لحقت تخلص شغل مع بابا.
عمران بسخرية: اه لحقت اصل شغل اللواء مش محتاج لوقت كبير حتى يخلص.
نظرت إلى فنجان القهوة ثم إليه فقالت بحزن: يعنى هتمشى وتسبني طب القهوة اللى عملتها علشانك.
أقترب منها أكثر ونظر إلى فيروزتها المطفيه ولكنها مازالت جميلة كما هى، ليلمح تلك الدمعة اللامعة بداخلها فقال بحنان:
– أوعدك أننا هنقعد قريب مع بعض وكتير أوى ونشرب قهوة من أيدك الحلوة دى وسعتها مش هسيبك .. صمت لوهلة ثم أضاف قائلاً بهدوء: فيروزة هو جوزك بيعملك حلو يعني قصدى بيحبك وأنتى بتحبيه .
حدقت به بدهشة من سؤاله الصريح فقالت بتوتر:
– اه ..لكن ليه بتسأل السؤال ده.
أجابها عمران: عادى مجرد سؤال المهم أتمنى أنك تكوني سعيدة فى حياتك ..رفع يديه لينظر إلى سعاته فقال بتسرع: طب استأذن أنا مضطر أمشى.
أؤمات رأسها إليه بهدوء ليتركها بمفردها تنظر لأثره بحزن..سارت بخطوات مثقلة إلى غرفة المكتب فطرقت الباب عدة طرقات فأذن لها والدها بالدخول..
أقتربت منه فرأته يهم على الخروج تقدمت منه بضع خطوات وهى عازمة على أن تخبره بأمر ذاك المدعو رائف زوجها فقالت بتوتر :
– بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية.
كان يقلب بين تلك الورقات التى بين يديه فقال متسرعاً : معلش ياروزا أنا مشغول دلوقتى نبقى نتكلم بعدين.
فيروزة: لكن يابابا الموضوع مهم أوى ولازم حضرتك تسمعني.
وضع الأوراق على المكتب واقترب منها ثم قبل رأسها وقال بأبتسامة: حبيبة بابا موضوعك يتأجل لبعدين علشان أنا حرفياً مش فاضي وأول لما أفضى نبقى نتكلم مع بعض زى ما أنتى عاوزه.
نظرت إليه بعيون يأسه فقالت بحزن: أرجوك أسمعني لازم تعرف ايه اللى بيحصل معايا.
أبتعد عنها “عامر” وهو يفتح باب المكتب فقال:
– وبعدين معاكى بقا ياروزا أنا قولتلك مشغول مش بتفهمي كلامي ليه وبعدين أختك محتاجانى دلوقتى ضرورى هروح ليها علشان أشوفها عايزة ايه وبعدين نبقى نشوف حكايتك.
فيروزة: بس يابابا …لم يدعها تكلم حديثها ليقول بحزم: فيروزة خلاص خلصنا مش ناقص عطله هى..ثم خرج من الغرفة ليتجه إلى غرفة أبنته الصغيرة “لارين”..أدمعت عينياها بحزن لما هى عليه ولرفض والدها بأن يسمعها ولج إليها ذاك السمج بعد ما أستمع إلى حديثها وهو يبتسم لها ويرمقها بنظرات لا تبشر على خير، بينما هى شعرت بأختناق رئتيها عندما وجدته ينظر إليها هكذا .
أقترب منها بحذر ليقف أمامها ببرود ليمد يده تمسد على شعرها فقام بقطع خصلة منها وهو يقول:
– زى الشاطرة كدا قوليلى الحلوة كانت ناوية تقول ايه لأبوها.
ابتلعت ريقها بخوف فقالت بتوتر: أبدا مكنتش هقول حاجة يارائف وبعدين أنا كنت بتكلم مع بابا عادى أصله وحشنى الكلام معاه مش أكتر.
تحدث “رائف” بحده: ياسلام والمفروض بقا أصدق الكلام ده صح.
أبتعدت عنه بخوف وأتجهت إلى باب الغرفة وقالت:
– صدقني والله ما قولت حاجة.
رائف: ماشى يافيروزة أتفضلى يلا قدامى خلينا نروح ونبقى نشوف الموضوع ده فى البيت ياهانم..يلااااا.
فزعت من مكانها لتفر هاربة من أمامه.
بعد مرور ساعتين فى شقة رائف..
كانت تجلس فيروزة على طرف الفراش وهى تهز قدميها بخوف فسمعته يقول بغضب: عارفة يافيروزة المرادي مش هضربك زى كل مرة لا أنا هعمل حاجة أوحش تخليكي بقية عمرك تفكري مية مرة قبل ماتنطقي بحرف واحد عني.
تحدثت بخفوت يكاد يسمع قائلة: هتعمل ايه يارائف حرام عليك بقا يااخى أنت ايه معندكش دم ما بتحسش.
أردف رائف ببرود: ايه ده هو أنتى مكنتيش تعرفى أني بارد ومعنديش دم .
فيروزة بدموع: أنت ليه بتعمل معايا كدا أنا عمري مااذيت حد ولا أذيتك ليه بتنتقم مني ليه .
رائف بجمود: ليا تار قديم عند أبوكى ولازم أخده منه.
نظرت إليه بعيون مجهدة فقالت: تار ايه اللى بتتكلم عنه .
التفت ينظر إلى عينيها بألم مرير قائلاً بغضب:
– عايزة تعرفى تار ايه أبوكى ياهانم قتل أخويا وهو فى عز شبابه وحرمه أنه يعيش حياته ويتجوز حبيبته بسبب أبوكى أخويا مات وأتحرمت منه وأنا عمري ما هسيب حقه مهما حصل وانتقامي منه هيكون فيكي أنتي يامراتي الغالية أوعدك لخلى أبوكى يعيش أيام سودة ويموت بحسرته عليكى .
فيروزة: وأنا ايه ذنبي بده كله .
رائف بغضب: ذنبك أنك بنته يافيروزة بنته عرفتى ايه ذنبك.
أبتسمت بوجع والتمعت عينيها بالدموع مرة أخرى قائلة: بنته ومين قالك أنى بنته أنا مجرد أبنه بالتبنى أنت ماخدتش بالك أن هو أصلا رامى طوبتى ومش فارقة معاه يعنى مهما تعمل فيا وتأذيني مش هيتهز شعره واحدة منه متهيألي لو مت محدش هيزعل ولا هيفرق معاه موتي يارائف فياريت تبعد عني وكفاية أوى لحد كدا.
رائف بهدوء: ومين قال أنك مش بنته على العموم كلامك ده مايفرقش معايا بأى حاجة.
وقف أمام المرآه لينثر عطره وعدل خصلات شعره ثم أستدار لها قائلاً: أنا خارج ولو فكرتي تعملي حاجة كدا ولا كدا يبقى متلوميش إلا نفسك.
أقترب منها وهو يقبل مقدمة رأسها لتبتعد عنه بأشمئزاز ليقول هو بسخرية: خلى بالك من نفسك ياروزا وماتفتحيش لحد لأحسن تتخطفى.
أول ماخرج من الغرفة بصقت عليه بضيق ثم وضعت يديها على معدتها التى تؤلمها وتشعرها بالغثيان فهى لم تتحمل رائحة عطره التى تكرهها بشدة، لم تستطيع التحمل أكثر من ذلك لتركض إلى الحمام وهى على وشك الغثيان بعد ثوانٍ غسلت وجهها بالماء البارد وهى تشعر بالارهاق والتعب، حدقت بالمرآه وهى تنظر إلى أنعكاس صورتها لتجد نفسها أصحبت أقل وزناً عن ذى قبل وعينيها اللامعة أصحبت مطفيه ووجهها شاحب يميل إلى اللون الأصفر صعقت من هيئتها المخزية…خرجت من المرحاض وهى تفكر فى شيئٍ ما أقتربت من حقيبتها الصغيرة لتخرج منها أختبار حمل فقد أستغلت وجودها عند أهلها واشترته من الصيدلية فهى لاحظت تعبها كثيراً فى تلك الفترة وشكت بوجود حمل بسبب الأعراض التى تشعر بها لكنها خائفة أن يكون هناك حملاً، ثم أتجهت إلى المرحاض مرة أخرى بعد مرور بضع دقائق كانت جالسة على أرضية المرحاض تمسك بيديه ذاك الاختبار الذى أكد لها حملها.
أخذت تبكي بشدة حتى ألمتها حنجرتها ومازالت عينيها تنهمر بالدموع الهسيتيرية وكأنها قدر يغلى بداخلها.
*************************************
كان يجلس وحيداً حزيناً فى حديقة القصر يفكر فى تلك التى سلبت عقله وكيانه، يشعر بالحزن يفتك بقلبه لعلمه بأنها زوجه لغيره، أستغفر ربه فى سره على تفكيره بها وهى لا تحل له، رفع رأسه ليجد أخته الصغيرة تقترب منه أبتسم بخفه على هيئتها التى تبدو طفولية قليلاً فكانت تجمع شعرها البني على هيئة قطتين .
تحدثت “روفيدة” بأبتسامة وهى تجلس بجواره قائلة: -أبيه عمران قاعد لوحدك كدا ليه.
أجابها الأخر قائلاً: عادى يافوفه وبعدين أنتى ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى مش عندك جامعة بكرا.
نظرت إليه بملل فقالت: مش جايلي نوم ياأبيه .
عمران: عارف أن دى أول سنه ليكي وهتكون صعبية شوية بس أنتى قدها وقدود.
روفيدة : ولا صعبة ولا حاجة وبعدين أنا صحبت بناااات كتيييير أوى ومنهم بنتين حلوين ومحترمين أرتحت ليهم أكتر ودا غير أن هما عزموني على فرح أخواتهم وأنا حابه أروح.
عمران: خلى بالك ياروفيدة مش أى حد تصحبيه وبعدين فرح ايه اللى هتروحيه وأنتى أصلا لسه متعرفيش طبع البنات دى ايه ولا أهلهم مين عشان تديهم الأمان بالشكل ده.
رددت عليه بحماس: متقلقش ياحبيبي أنا بردو مش بصاحب أى حد والبنتين دول واحدة أبوها لواء والتانية بنت عمها.
نظر إليها “عمران” ثم قال متسائلاً: ممكن حضرتك تقوليلى أسمائهم ايه عشان أسأل عليهم وأعرف ولاد مين و اطمن عليكي وأبقى عارف مين البنات اللى مصاحبهم .
روفيدة: لارين وسهر.
عمران: على أساس أنا كدا عرفتهم ماتقولى يابنتي اسمهم كامل .
روفيدة: لارين عامر الجارحى وسهر أحمد الجارحى هما الدول اللى بقوا أقرب أتنين ليا فى الجامعة عشان بحسهم شبهنا.
أبتسم بخفة قائلاً: زين ما أخترتى من الصحبة أنا عارف اللواء عامر كويس وهو بيكون مديري فى الشغل.
رفيدة بسعادة: بجد ياابية يعنى كدا هقدر أروح الفرح صح.
عمران: صح ودا لأن ياأستاذة روفيدة أنا كمان معزوم.
مدت يديها بحماس قائلة: طب شخشخ أيدك بقا على مبلغ محترم علشان أجيب فستان حلو وشيك يلايق بروفيدة المنشاوي.
رفع حاجبه الأيسر ثم قال: شخشخ ألفاظك يافوفه وبعدين يابت أنتي مش لسه من يومين واخدة منى الفين جنية علشان تجيبي فستان لعيد ميلاد صحبتك هو أنتى كل ما تلاقى مناسبة تستغليني بالشكل ده.
نظرت إليه “روفيدة” بحزن مصطنع ومتقن:
– امال أطلب من مين أنا وبابا ميت وماليش حد غيرك أطلب منه ولو ياأبيه أنا و مصاريفي تقال عليك مش هطلب منك تانى وهنزل أشتغل.
ضربها بخفه على رأسها وقال بنبرة حزينة: بقا أنتى تقيلة عليا ياريت حمل الدنيا بتقلك ياروفيدة وبعدين أنتى بنتي اللى مربيها مش أختى و متنسيش أنك أول مااتولدى وأنا اللى شيلتك بين أيديا وسميتك ومن وقتها بقيتي مسؤلة مني وأى حاجة نفسك فيها ياحبيبتي أجبهالك بدون تردد أنا معنديش أغلى منكم أنتى وهدى وماما وأبنى سفيان…وأنا هنا مكان بابا الله يرحمه ومن بكرا يكون عندك أحلى فستان ولو محتاجة أى حاجة تانية أنا تحت أمرك بس متقوليش الكلام ده تانى بلاش تزعليني منك.
ضمته “روفيدة” بحب أخوي قائلة: أنت أحسن أخ فى الدنيا ياعمران بجد أنا فعلاً بعتبرك أبويا ويوم ماعيني أتفتحت تشوف الدنيا كنت أنت أول واحد شوفته فى حياتي كنت دايما ليا الأب والأخ والسند .
ضمها بين ذراعيه وهو يقبل مقدمة رأسها بحنان ثم أبتعد عنها قليلاً: يلا ياقلب أخوكى روحى نامى كفاية سهر لحد كدا.
رفعت رأسها ورمقته بتسأل: وأنت مش هتنام.
عمران: هقوم أنام أنا كمان عشان عندى شغل بكرا.
روفيدة: طب يلا خلينا نطلع سوا.
عمران: يلا يافوفه هانم.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مذكرات فيروزة)

اترك رد

error: Content is protected !!