روايات

رواية مدينة الفوضى الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مدينة الفوضى الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مدينة الفوضى البارت الخامس

رواية مدينة الفوضى الجزء الخامس

مدينة الفوضى

رواية مدينة الفوضى الحلقة الخامسة

في الحي الأول جمع أنخل جنوده وقال:
– لا أتمنى أن أرى شخصًا مِنكم متوفيًا .. صدقوني أنا أطوق لأن أجعل حياتكم جميعًا أفضل
فتدخل هنري وقال:
– هل ستبدأ الحرب؟
= نعم يا هنري .. ستبدأ والآن
استعد الجنود وامسكوا بأسلحتهم
ثم بدأوا بالترجل نحو الحي الثاني
وأثناء الطريق قال آنخل:
– في إيطاليا اثناء الحرب العالمية الثانية، كان الجنود يغنون أغنية اسمها بيلا تشاو (وداعًا يا جملية) ليجعلون الجنود متحمسون أكثر لمقاومة النظام الفاشي .. ما رأيكم أن نُغنيها سويًا الآن؟
ضحك هنري العجوز وقال لـ (آنخل) بتعجب:
– أتريد من الغناء ونحن على حافة الموت يا آنخل؟
ضحك آنخل وقال:
– قبل أن آتى إلى هُنا كُنت أهوى الغناء .. لن تُصدق لو أخبرتك إنني كُنت أغني هذه الأغنية حتى وأنا أنفذ الجريمة التي جلبتني إلى هُنا
ابتسم هنري أكثر
ولم يُمهله آنخل فرصة وبدأ في الغناء مُباشرة
بيلا تشاو.

في قصر الحي الثاني وبقيادة توم
كان يستغل كُل لحظة لتجهيز الجنود وليُملي عليهم خطته
وفي يده كتابه الذي لا يُفارقه (فن الحرب)
نظر توم إلى الجنود وقال بنبرته الحازمة:
– من أهم القواعد في أي حرب هي دراسة منطقتنا جيدًا ومنطقتنا هي هذا القصر، فلن نُحارب خارجه
نظر الجنود إلى بعضهمن في استغراب .. يقولون إلى بعض أن هذا جنون أن تقوم حرب في قصرًا كهذا .. معناه تدمير القصر
ابتسم توم وقال:
– يقول سون تزو مؤلف كتاب فن الحرب
«علمك بعدوك يعرفك كيف تدافع، وعلمك بنفسك يعرفك كيف تهاجم، فإذا تعرّفت على نفسك ودرست عدوك جيدًا، لا يمكنك أن تخسر ولو خضت 100 معركة»
قال هارفي وهو يحك رأسه:
– ما معنى هذا يا توم؟
قاطعه توم وقال:
– وقال سون تزو أيضًا:
يقول “صن تزو”: الحرب خدعة وجميع أعمال الحرب تعتمد على الخداع والمكر. ويمكن أن نستفيد من هذه القاعدة في حياتنا الشخصية، هو أنه لا يمكننا كشف جميع اوراقنا للجميع في كل وقت، ليس كل أمر نقوم به نخبره للآخرين!
قال هارفي ببلاهة مره أخرى:
– حسنًا، ماذا سنفعل؟
= سأخبركم.

بعد أن أنتهى آنخل وجنوده من الغناء وهم في طريقهم إلى قصر الحي الثاني
قال هنري إلى آنخل:
– ما هي خطتك للهجوم يا آنخل؟
= سننتظر حلول الليل، سنحاول أن نقتل حراس القصر واحدًا تلو الآخر حتى لا نخسر أرواحًا من جنودنا .. وبعد أن ننتهي من الحُراس .. سنقتحم القصر ونُسيطر عليه
– هل ستقتل توم ويوجيني؟
= لو خيرتني سأقول لك أنا لا أود قتل ولو حشرة .. ولكن بدون قتلهم سننتظر ثورة ضدنا في أي وقت .. يجب أن نتخلص منهم.
– ماذا ستفعل بعد أن تُسيطر على مدينة الفوضى؟
= سأشن حربًا على العالم
– هل لديك خطة؟ أرى إننا أضعف بكثير!
= حتى الآن .. لا أملك خطة واضحة ولكن سأفكر بعد أن اسيطر على مدينة الفوضى

في الحي الثاني أمر توم جنوده في قطع الكهراء عن المناطق المُحيطة بالقصر تمامًا
وجعل هارفي باخلاء بوابات القصر من الحراس
وفصل الكهرباء عن القصر ذاته
لا يُريد سوى مصباح واحد فقط
أمام صورة مُقلده لـ لوحة غرنيكا لـ بابلو بيكاسو
قال هارفي:
– لا افهم المغزى من قصة اللوحة تلك يا توم، اشرح لي
= آنخل آسباني، وهذه اللوحة تم رسمها عام 1937 تُجسد معاناة قرية غرنيكا في اقليم الباسك في اسبانيا بعد أن تم قصف القرية بواسطة طائرات ألمانية وإيطاليا مساندة للقوميين الأسبان .. وراح ضحيتها آلاف القتلى
– وما الجدوى؟
= أن يشعر بالغضب .. وقتها سنملك زمام الأمور
– وما أدراك أنه يعرف اللوحة من الأساس؟
= يعرفها .. لا يوجد أسباني لا يعرف هذه اللوحة، ولا يعرف بالغضب حين يراها
بعد أن أكمل توم كلامه، بدأ الجنود في تنفيذ أوامره
وظلوا في انتظار حضور آنخل.

عِندما أقترب آنخل من القصر تعجب كثيرًا هو وجنوده من الأضواء المُغلقه
فـ الظلام دامس جدًا في المنطقة المُحيطة للقصر
قال هنري إلى آنخل:
– اشعر بإننا نُخدع
= رُبما هذا نتاج حربًا قد نشبت بينهم يا هنري، دعنا نُكمل طريقنا ونُهاجم
عِندما أقترب من القصر لم يجد حراس على البوابة
فنظر آنخل إلى هنري وقال:
– فرصة أن يكون هذا فخًا كبيرة .. وفرصة أن تكون هذه نتاج حرب كبيرة أيضًا، ولكن صدقني لم يَعُد هُناك مجالًا للتراجع
اقتحم آنخل وجنوده القصر
ولم يجد سوى مصدر ضوء واحد
أمام لوحة (غارنيكا)
ابتسم انخل بـ سخرية تُخفي غضبًا واضحًا
نظر إلى هنري وقال:
– أفرادًا من عائلتي قد توفوا في هذه الواقعة .. استعدوا للهجوم.
ولكن لم يَكُن هُناك ولو فردًا واحدًا في القصر
ليتم الهجوم عليه .. القصر خالي تمامًا من أي شخص!

وبعد لحظات
سمع آنخل وجنوده خطوات أقدام .. من كُل مكان تقريبًا
من كُل مداخل القصر وكانت هذه هي خطة توم!
أن يجعلهم يدخلون القصر في الظلام
ثًم يحاصرهم من كُل مكان
ومعه الكشافات الذي يوجهها إلى أعينهم الآن
والأسلحة موجهة أيضًا إلى آنخل
قال توم بسخرية:
– لقد سقطت يا آنخل دون نُقطة دماء واحده، اتعرف يا آنخل ماذا كان يفعل الأيطاليون وهم يقصون قريتك؟
لم يَرُد آنخل فأكمل توم وقال:
– كانوا يغنون .. الأغنية التي كُنت تُغنيها أنت في طريقك إلى هُنا .. بيلا تشاو .. بيلا تشاو .. بيلا تشاو تشاو تشاو .. فـ قُل لي الآن (تشاو) أيها الأسباني الحقير واستعد للرحيل عن عالمنا.

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مدينة الفوضى )

اترك رد

error: Content is protected !!