روايات

رواية حواء الفصل الخامس 5 بقلم جهاد عامر

رواية حواء الفصل الخامس 5 بقلم جهاد عامر

رواية حواء البارت الخامس

رواية حواء الجزء الخامس

حواء
حواء

رواية حواء الحلقة الخامسة

– حوَّاء..
– أيوا!
– ممكن تجيبي محاضرات امبارح؟! أصل آدم زميلنا كان غايب و طلبهم منك..
– حا.. ايه؟! آدم طلبهم مني أنا!!!!!
– أيوا ما هو كل الدفعة مابتذاكرش غير من كشكولك.. دحيحة الدفعة بقى!
اتجاهلت هزارها و بصيت عليه.. بقى آدم بيذاكر من كشكولي! بيقرأ من حروفي!.. طب أروح أكتبله بحبك و أفضحني و لا أعمل ايه دلوقتي؟!
و أنا سارحانة فيه لقيته مرة واحدة بيبصلي!.. اتوترت و بصيت بسرعة فى الأرض.. العرق زاد على جبيني و حسيتني بغرق! بصيت عليه تاني لقيته بيبتسم.. بغرق في حبه والله!
– يا رحمة بقولك عارفني و بصلي و ابتسم!!
– يا بنتي ما انتي كدا كدا معروفة من الدفعة و الدكاترة كلهم.. دا عميد الكلية عارفك يا حوَّاء.. هو مش هيعرفك!.. وبعدين واحد عايز محاضرات منك و عينك جات في عينه عايزاه يعمل ايه؟! ما أكيد هيجاملك و لا هيشكرك بابتسامة!!.. فوقي بقى فوقي بقى فوووقي!!!
– يشيخة الهي ربنا يسد نفسك عن الدنيا زي ما سادة نفسي دايماً كدا!
ضحكت على قمصتي و جات قعدت جنبي..
– انتي عارفة بقالك قد ايه بتحبيه فـِ صمت؟!
– تلت سنين..
– عارفة هو شافك كام مرة في السنين دي؟!
– شافني انهاردة.. و ابتسملي!. يعني عارفني..
– مقصدش المعرفة و انتي فاهمة قصدي!
– أنا عارفة انتي عايزة تقولي ايه.. انسيه عشان هو عمره ماهيشوفك غير البنت الدحيحة اللي بتساعد الدفعة كلها!.. بس هو أنا لو عارفة أنساه كنت فضلت أحبه تناحة يعني!
– تؤتؤ.. مش هقولك انسيه.. احنا هنخليه يتشحتف عليكي..
– مش ناقصة تريقة الله يكرمك يا رحمة!
ضربتني في دراعي..
– مابتريقش يا جاهلة..!
ملامح وشها الثابتة و اللي مافيهاش بربع جنيه هزار نستني وجع دراعي و خلتني أركز معاها..
– قصدك ايه يا رحمة؟! احنا هنخطفه!!
– لا.. هنشتته!!
– مين دي؟!
بصيت لنفسي في المراية بدهشة!!.. مين اللي قدامي دي!.. واحدة لابسة فستان يشبه فساتين الأميرات، شعرها طويل جاي على جنب بخجل أنثوي، ملامحها ظاهرة و جريئة بسبب بعض الميكب الخفيف اللي حطاه عليهم، لابسة جزمة رقيقة بكعب رفيع..!
مين دي؟! فين حوَّاء!.. فين البنطلون الواسع و القميص الصبياني عليه!.. فيه شعرها اللي دايماً متجمع على راسها في كحكة و قوصة على جبينها مدارية نص وشها اللي متداري كله بسبب النضارة الكبيرة اللي عليه!
بصيت لرحمة اللي واقفة بتبصلي بانبهار..
– رحمة مين دي!..
ضحكت و حضنتني..
– دي انتي يا ست! طول عمري أقول ييجي منك مابتصدقيش!!
– أيوا بس برضو هنعمل ايه بشكلي دا!!
مسكت إيدي و جرتني للكنبة.. قعدتني و قعدت جنبي..
– اسمعي..
– ها..
– عرفتي إن الجامعة مطلعة رحلة أسبوع!
– اه..
– أنا حجزتلك في الرحلة دي..
– نعم!! انتي عارفة إني مش بحب أ..
– ششش اخرسي!.. أنا حجزتلك بس مش حوَّاء الدحيحة اللي هتروح.. حوَّاء اللي قدامي هيا اللي هتروح..
رجعت براسي لورا.. أما البنات دول بقوا جريئات بشكل يا أخي!!
– يا جماعة فين حوَّاء خلينا نمشي!!
– ياااا سااااتر…..!! يارب ما تيجي!.. مش ناقصين جهل احنا!
– احترم نفسك يا حسن.. اللي يشوفك و انت بتتكلم عن الجهل مايشوفكش و انت بتلف حواليها أيام الامتحانات عشان تاخد تلخيصاتها بس عشان تنجح!!
– ايه يا عم آدم هدي نفسك أنا بهزر يا حامي حمى الغلابة!
– هزارك تقيل..
– خلاص يا جماعة أنا برن عليها موبايلها مقفول أصلاً.. شكلها مش هتيجي فعلاً!
– طب يلا بقـ..
– ثواني!!
صوتي الهادي مع صوت كعب جزمتي قطع كلامهم.. بصوا ناحيتي، منهم اللي بصلي باستغراب و منهم بدهشة و منهم بانبهار.. و منهم بغموض و ملامح مش مقروءه!!! زي آدم كدا!
– أنا جاهزة..
المشرف: – جاهزة!!.. انتي مين؟!.. حوَّاء!!
– لا أنا بنت خالتها.. حوَّاء حصلها ظرف خلاها ماتعرفش تيجي فـ أنا جيت مكانها..
فجأة حسن ابتسم و جه ناحيتي فـ عرفت نيته و كتمت ضحكة حاولت تخرج.. اهو حسن دا ماسابش بنت حلوة إلا و شقطها، اه لو عرف إن اللي جاي يشقطها دي تبقى هيا هيا حوَّاء اللي دايماً بيتريق عليها!!
– أنا قولت كدا برضو.. حوَّاء ايه! ايش جاب لجاب!!
– نعم؟ تقصد ايه!!
– ها.. لا أقصد يعني إن حوَّاء مالهاش في جو الرحلات دا خالص يعني!!
– اهاا
– ممكن نمشي يا أستاذ حسن!!.. دا بعد إذن المحن يعني!!
الحمد لله إني كنت لابسة النضارة و إلا كانوا شافوا ماشلتش عيني من عليه من ساعة ما وصلت!!
– ها عملتي ايه؟!
بعدت شوية و اتكلمت بشويش..
– معملتش حاجة!
– نعم يا عين أمك!! امال بتعملي ايه من امبارح.. بتبلبطي؟!
– يا رحمة احنا يدوب وصلنا و بدأوا في نصب الخيم و تجهيز المكان و أنا اتدلقت زي الجردل ماحستش بنفسي غير انهاردة الصبح..!
– و طب دلوقتي احنا العصر!!
– اللاه!! مش صحيت فطرت و قعدت مع البنات اتعرفت عليهم و بعدها اتغديت!!
– فطرتي و اتغديتي!! أقول لفظ بذيئ و لا لفظ منحل!!
– اللاه!!
– اللاه ايه يا راس البغل انتي!! هو أنا باعتاكي تلفتي نظر آدم و لا تلفتي نظر كرشك!! و بعدين بنات ايه اللي بتتعرفي عليهم!!
– اللي معانا في الدفعة!
– يا شيخة أدعي عليكي بإيه و انتي فيكي كل العبر!!
-..
– ساكتة ليه يا ست حوَّاء!!
– آدم..
– مالوا؟!
– واقف مع البت إياها!
– مريم!!
– ايوا..
– طب دا ملفتش نظرك لحاجة!!
– ايه؟!
– إنك لسه واقفة بتتكلمي معايا و هترجعيلي قفاكي يحمر عيش!!
– طب أعمل ايه؟!
– لأول مرة أقولك معرفش.. اتصرفي يا حوَّاء!
قفلت مع رحمة و وقفت أبص عليهم.. معروف في الدفعة كلها إن مريم بتحب آدم، هو صحيح مش مركز معاها و زيها زي أي واحدة معانا بس أكيد ممكن يقع في حبها!
– ازيكوا..
اتجاهلت نظرة مريم اللي من ساعة ما شافتني و هيا بتبصلي بيها..
ابتسم..- أهلاً.. محتاجة حاجة يا.. انتي اسمك ايه!!
رديت و أنا تايهة في ابتسامته..
– حوَّاء..
– ايه!!
– ااا أنا و حوَّاء اتسمينا نفس الاسم..
– و نعم التسمية والله.. نورتينا يا حوَّاء!
طب ما أنا ممكن أنوَّر شقتنا و أكسب فيك ثواب أو تكسب فيا انت أيهما أقرب..
أفكاري فضلت مستخبية جوا عقلي و اتكلمت بهدوء و صوت واثق زي ما رحمة قالتلي..
– متشكرة.. كنت عايزة أعرف نظام الرحلة هيمشي ازاي.. يعني هنعمل ايه!!
– و انتي جاية الرحلة و مش عارفة نظامها ايه؟!
لا مش هتعصب و مش هشدها من شعرها الأصفر دا..
– مش شرط كل ما نقدم على خطوة نحسبها بالسنتي.. ساعات المغامرة و انتي ماشية على عماكي بيبقى طعمها حلو!
– معاكي حق..
يا أختي عليه و هو ناصفني و واقف معايا يا اختي!!
– يلا يا جماعة نلعب صراحة و لا حكم..
اتجمعنا في دايرة كبيرة و واحد مسك إزازة البيبسي و لفها أول حد جه عليه كان مريم و آدم!
مش عارفة ليه جه في دماغي مشهد “.. صوته حلو اوي يا آنسة خادة”!!
– صراحة و لا حكم؟!
– صراحة..
-قولي يا آدم.. عمرك ما حبيت!!
ايه شغل ستة ابتدائي دا يا بت انتي!
– لا.. مافيش بنت قدرت تلفت قلبي ليها لحد دلوقت، كلهم مصطنعين.
هيا مالها بردت كدا ليه!!
حسن: – حوَّاء صراحة و لا حكم؟!
– صراحة..
– طب قوليلي بما إنك أول مرة تشوفينا.. مين أكتر حد شايفاه فينا كاريزما!
ضحكت على طريقته..
– انت طبعاً!
قولتها بتلقائية و بصيت على آدم لقيته بيبصلي بطريقة غريبة!
الدور جه عليا أسأل مريم..
– صراحة و لا حكم!
– حكم..
– شايفة الناس اللي هناك دي؟!
– اه..
– روحي عندهم و اطلبي من كل واحد جنيه.
– نعم!!!!
– انتي اللي قولتي حكم!
قامت و راحت عملت زي ما حكمت و الكل قاعد يضحك عليها.. أهو أنا دلوقتي شفيت غليلي منها أم شعر أصفر دي!!
لعبنا شوية و قومت..
حسن: – راحة فين!!
– معلش، زهقت و هقوم أتمشى شوية..
– طب اجي معاكـ..
– لأ.. حابة أكون لوحدي يا حسن لو سمحت!
سيبتهم و مشيت.. الجو هنا هايل، سما و بحر و رملة.. نجوم!.. النجوم شكلها تحفة كتيرة جدا!!.. تشبه الماس!!
– رقبتك هتوجعك!!
كنت رافعة راسي للسما و لما سمعت صوته شهقت و من الخضة وقعت!
ضحكته طلعت بصوت عالي و أنا نسيت الواقعة و نسيت كسفتي و نسيت ضهري اللي بيوجعني و تنحت في جمال الضحكة و جمال صاحبها!.. هو في كدا يا ولاه؟! طعامة و لذاذة عايز يتاكل أكل و عهد الله!!
– هاتي إيدك..
صوته لتاني مرة يخضني بس المرادي كان هادي و جميل..
بصيت لإيده الممدودة و حطيت إيدي فيها.. شايفين النجوم دي! طب شايفين السما! أهي إيدي فـ إيده كانت تشبه جمال السما و هيا حاضنة النجوم كدا..
– انت جيت و سيبتهم ليه؟!
– قعدتهم مش دافية.
– يعني المشي لوحدك هو اللي دافي!
– اه.. ساعات كتير الوحدة بتكون أدفى من ألف قعدة فيها صداع.. و بعدين أنا مش ماشي لوحدي دلوقتي!
– اللاه!! دا انت جاي متعمد المشي بقى!
– أو جاي متعمد التعارف!
– اللاه! انت منهم!
ابتسم ابتسامة على ابتسامته خلت قلبي يرقص..
– قصدك إني شقوط يعني؟!.. لا مش منهم، بس فيكي لمحة من الغموض خلتني حابب أتعرف عليكي.. لو مش حابة .. يعني!
– يعني؟!!
– نتعرف برضو عادي!
ضحكت و سألته..
– عايز تعرف ايه؟! اسمي و سني و عنواني؟!
– تؤ.. دا كله مش بيشغلني، عايز أعرف تفكيرك، اسلوبك، و كدا يعني.!
– اللاه!! دا انت باين عليك غيرهم فعلاً!
– زي ما انتي باين عليكي مختلفة كمان!
جلبي هيجف جلبي هيججففف!!
ابتسمت و بصيت للسما تاني..
– بتبصي للسما كتير!
– بص انت كمان و شوف جمال الخالق!!
– فعلاً السما مع النجوم شكلها رائع!
– فيه خرافة قديمة بتقول النجوم دي خريطة للناس التايهة!
– نعم.. دا تخريف طبعاً!
– ساعات التخريف بيبقى أحلى من الواقع!
ضم حواحبه بحيرة..
– تفكيرك يشبه تفكير الأطفال، بريئة زيهم!
سكتت و هو سكت..
– واضح إن مريم بتحبك..
– و قوية الملاحظة كمان!
– الحس الأنثوي بقى!!
– اه صح..
– بتحبها؟!
– مش بكرهها..
– يعني بتحبها!
– يعني مش بكرهها.
هزيت راسي بابتسامة خفيفة بس روحي كانت مشغلة جوا “حبيبي اهوه.. نور عيني اهوووه”
سكتنا تاني..
– واضح إن حسن معجب بيكي..
ضحكت بهدوء..
– حسن بيعجب بأي تاء مربوطة!!
-..
ماردش فـ رفعت عيني له لقيته بيبصلي جامد!.. اتوترت و و بصيت للبحر!
– قوليلي انتي بنت خالة حوَّاء على طول صح!
– هاه!.. ايوا..
– فيكوا شبه كبير من بعض!.. لولا الفستان و الشعر الناعم و الثقة اللي بتتكلمي بيها كنت قولت إنك حوَّاء بس متنكرة!
– كحكحكحكح!!
– سلامتك!.. أروح أجيبلك ماية؟!
– لا أنا كويسة.. تعبت من المشي، ممكن نرجع!
– اه أكيد يلا..
لفينا عشان نرجع بس لاحظت حاجة.. إيدي!!! إيدي لسه فـ إيده!!
بصيتله بصدمة لقيته بيبصلي بعينه الجميلة الخبيثة القمر دي!.. اه يا وغد يا ابن الناس القمر انت!!!
لما وصلنا قابلتنا نظرات مريم المولعة.. ايوا كدا، جرب نار الغيرة و قولي.. قووللللي!!
نمت اليوم دا و أنا الضحكة على وشي من الودن للودن و إيدي في حضني!
فات يوم و التاني و في نفس الساعة.. نتمشي تحت نظر النجوم و ابتسامة القمر و حضن السما!
عرفت عنه كتير، شكرلي فيا كتير.. لأ، أقصد شكر فـ حوَّاء الدحيحة.. قال إنها مختلفة عن كل الدفعة، لوحدها و متميزة، شكلها و طبعها و روحها اللي مش بتبخل على حد بعلمها.. قال إنه مش بيحب المألوف و بيميل دايماً للمختلف!
هو بيميل للمختلف و أنا قلبي إليه ميَّال!!
– ما تيجي نغني!!
– نغني؟! انت مالك انهاردة؟!
– كلها يومين و راجعين.. عايز أخرج عن الطبيعي في اليومين دول.. ممكن!
– ممكن!! دا ممكن جدا.. بس اشمعنا معايا أنا!
– عشان انتي غير!.. نغني ايه؟!
عيني لمعت و قلبي رق و روحي حنت..
– “انت غيرهم”
– جورج!..
هزيت راسي..
– جورج..
الهدوء عم المكان.. العيون اتلاقت، صوتنا طلع هادي، البحر كان بيعزف و الرملة بتسمع و النجوم بتبتسم.. و جورج قال لسانا..
” أنت غيرهم يا حبيبي انت غيرهم.. انت أجمل قلب شوفته في الزمن دا انت انت.. انت حب ماحسيتوش قبل انهارده انت انت، ليه بنسأل عنهم أو نفتكرهم انت انت!”
– نجري؟!
بصلي و ضحك..
– نجري..
و فـ لحظة لقيت إيدي و إيده اتلاقوا و جرينا.. ضحكنا كتير، شوفت فيه آدم جديد.. مختلف و مميز.. جملة الست اترددت في ودني “جددت حبك ليه؟!”
طب هو أنا كنت نسيت أصلاً؟!
– مالكيش دعوة بحسن دا تاني يا حوَّاا قولتلك..
– ايه يا آدم ماردش عليه يعني!!
– اه..
– اللاه! دا انت بتهزر بقى!
– و بطلي كلمة اللاه دي كمان!!
– ليه بقى إن شاء اللاه!!
قرب مني فجأة و قال بهدوء عكس عصبيته اللي من دقايق..
– بتخليني عايز اعمل حاجة يعاقب عليها القانون!
– اللاه!!
– اللاه!!!!!!
– هشوفك تاني!!
– عايزة تشوفيني؟!
– لا..
– يبقى هتشوفيني..
– يعني ايه؟ خلاص كدا!!
– اه خلاص!
– انتي هبلة يا حوَّاء!! بعد دا كله؟!
– مش هينفع يا رحمة.. مش هينفع أكونله!
– لييييه؟!
– ماكنتش أنا.. كنت واحدة غيري!
– أنا عايزاه يكونلي أنا.. لحوَّاء أم شعر منكوش و هدوم واسعة و مش منظمة ام نضارة كبيرة و الدحيحة!
– مش انتي ازاي! انتي غيرتي فـ شكلك مش طبعك و لا روحك!!
– المهم إني ماكنتش أنا..
– ياربي هتجلطني ياربي!!!
– حوَّاء.. ازيك!
– تمام يا حسن و انت؟!
– تمام.. اممم قوليلي هيا حوَّاء فين!.. اا اقصد يعني حوَّاء بنت خالتك!
كتمت ضحكتي..
– اهاا.. احم، حوَّاء سافرت!
– ايه؟! امتى و فين!
– امبارح.. سافرت بلا رجعة!
– يا خسارة.. ماشي يا حوَّاء متشكر.
مشيت و أنا بضحك عليه.. يعيني يا حسن صعبان عليا والله!
حطيت كتبي و قعدت..
– عاملة ايه!
شهقت بخضة .. حطيت إيدي على قلبي و حسبنت عليه في سري، ناوي يقطعلي الخلف الحيوان!!
– تتـ.. تمام.
– و حوَّاا!!
يادي حوَّاا و سنين حوَّاا!!
رديت بنرفزة و غيرة متخلفة..
– حوَّاا بخير.. و سافرت و مش راجعة تاني!!
-..
ماردش فـ رفعت عيني له.. لقيته مركز فيا جامد، لتاني مرة اتوتر خجل و خوف من تفكيره!!
– تعرفي إنك شبهها!!
– هه هيا ممـ مين!!
– حوَّاا..
– عشان بنت خالتي!
– تؤ.. عشان هيا انتي!
قلبي وقف من الصدمة!!!
مشي بصباعه على إيدي و ابتسم و قام وقف و سابني و مشي..
و أنا .. هو الأكسجين خلص من المكان و لا أنا بيتهيألي!!
– يعني ايه سافرتي؟!
– يعني سافرت يا رحمة.. أنا عايزة أفصل، أكون لوحدي و لنفسي شوية..
– طب انتي فين طيب!
– في نفس المكان اللي كنا فيه في الرحلة..
قفلت معاها و حطيت شنطتي على الأرض.. شوفت السرير و في لحظة اترميت عليه، ماحستش بنفسي غير لما الليل حل..! قومت لبست و نزلت!
بصيت للمكان الأجمل هنا.. نفس السما و نفس النجوم!
اتنهدت و أنا بكلمهم..
-أكيد عرفتوني يا نجوم صح؟! أنا اللي كنت هنا من أسبوعين..
أنا اللي كنت بضحك و بهزر و بغني و بجري.. أنا اللي عشقانة و جنب المعشوق!
دلوقتي عشقانة و معشوقي بعيد!!
– طب ما تبصي جنبك كدا يمكن تلاقيه!!
استنوا كدا يمكن قلبي مايقفش من الخضة!!!!
يا أخي حسبي الله والله!!
– انت بتعمل ايه هنا؟
– جاي أشوفك زي ما وعدتك..
– وعد ايه! انت ماوعدتنيش بحاجة!
ضحك و بص للبحر..
-طب ماتقولها انت يا عم الشاهد؟!
بصلي تاني بعين قوية، واثقة، دافية و فيها من الحب القدر اللي كدبت عيني منه!
– انتي فاهمة إن حوار بنت خالتك دا دخل عليا بربع جنيه؟! تبقي هبلة!!. مش حوَّاء اللي بقالي ٣ سنين براقبها و عارف تفاصيلها تعدي عليا كدبتها!!..
مد إيده و مسك النضارة شالها من على عيني و فك شعري و فرده على ضهري بصوابعه..
بص في عيني و ابتسم، حط إيده على خدي، قرب لدرجة إن نفسي انكتم!!
– مش النضارة و اللبس الواسع و الشعر المنكوش اللي ماخلونيش ألاحظك!!.. روحك مختلفة، أسلوبك و طريقة تفكيرك، قلبك العاشقان ليا و نظراتك الهيمانة فيا!!
كلك شاغلني يا حوَّاا..!!
-…
– ساكتة ليه؟!
– يمكن عشان أنا واحدة كان أقصى طموحها عينك تيجي عليها بس!!.. دلوقتي قاعدة بسمع حلم أو أعجوبة أو يمكن.. يمكن خرافة أسطورية؟!
– ساعات الخرافات بتكون حقيقة!
– قصدك بتكون أحلى من الواقع!
– تؤ.. بتكون حقيقة..
– أللاه!!
– ماتقوليش الكلمة دي!
– ليه!
– بتخليني عايز اعـ..
– أللاه!!
فتح عينه بدهشة و خبث..
– أللاه يا قليلة الأدب!!
– طب أقول ايه؟!
– بحبك مثلاً!
– تؤ.. أنا عايزة أقول أللاه!
قرب مني.. – خلاص يبقى أللاه!♥️
و صوت عبد الحليم ظهر فجأة..
“تحت القمر غنينا، و سهرنا، و حكينا.. و في عز الكلاااام.. سكت الكلام!!”♥️✨
جئت جبرًا لـ قَلبي فـ فَلِّيَطْمَئِنَّ عَقلك وَ عَقلي♥️♥️✨

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *