روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثاني عشر

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثاني عشر

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثانية عشر

كان يعلم أن حزني عميق، ومع ذلك أحزنني .!”
‏كنت انتظر لو عاد معتذراً .. !!!؟؟؟؟
لدفنت رأسي بضلوعه ››
لأخبرته بكل لحظه مرت ولم يكن بها ››
لأغسل قلبه بدموعي ..!
لأجعله يدرك خطأ مافعله بي ..!
ثم ألملم أشتاتي من بين ذراعيه »›
وأرحل بعيداً عنه ….
من قال أني قبلت إعتذاره …؟؟!
يطلب مني اصف حالتي وأنا التي
لم أعرف كيف اصف مكان وجعي
كيف لا يشعر به إنهُ وجع الروح وأنا لا اعرف اصفه ،
كيف وهو لا يشعر بأن روحي روحه؟!
ليت احدًا يخبره
؛ أنا التي توجعت حتى فاض الألم اوجعي
انا التي اخترق قلبي بالحزن، ولم يشعر به أحدا،
حتى هو كان لي القاضي والجلاد
❈-❈-❈
وصل نوح مع المأذون إلى منزل أسما الملحق بالمزرعة، قرع جرس الباب
تسمرت بوقفتها عندما توقف نوح أمامها وخلفه المأذون، وبجواره لميا
وضع نوح بيديها ورقتين ومعه حقيبة وضعها بجانب باب المنزل
ناظرته بإستفهام لم تفصح عنه شفتيها واكتفت بالنظر إليه، كانت نظراتها تحمل الكثير من اللهفة والأشتياق، احتضن كفيها وأردف بصوتا مبحوح :
– أسما أخر فرصة، وأخر مرة هطلب منك الجواز، عندك حياتنا وانتِ اختاريها
رفعت بصرها للورقتين إحداهما تذكرة ذهاب إلى لندن والأخرى مايعرف بقسيمة زواجهما
اتجهت بنظرها للميا اخت نوح وهي تومأ رأسها بالموافقة، واسيا التي ربتت على ظهرها تحثها على القبول، رفعت نظرها لحمزة لإنقاذها ولكنه ذهب ببصره هاربًا منها، أدار نوح وجهها إليه وتسائل وقلبه ينبض بعنف من ردها
– قولتي إيه ياأسما، اختاري ياالهجرة ياالجواز
استمعت لصوتًا خلفها وهو يردف بصوته القوي
– أسما طبعا هتوافق على الجواز مش كدا ولا إيه ياأسما ، ترقرق الدمع بعيناها وتذكرت حديثه قبل يومين
فلاش باك
جلست بجوار مهرته البيضاء تمسد على خصلاتها وتبتسم
– معرفش حضرة النايب سماكي ايه، بس شكله هيسميكي ليلى، قالتها بضحكة افلتتها من شفتيها، كان يقف خلفها فتحمحم، التفت إليه وإذ بها تنظر إليه بذهول، خطى إلى أن وصل إليها مبتسمًا :
– بتعاكسي حصاني ياباشمهندسة، اتجهت بنظرها للحصان وأردفت:
– المهرة دي خطفت قلبي من اول ماجت، وحضرتك خطفتها قبل الكل
اتجه للحصان يمسد عليه ويطعمه من الحبوب التي توضع بجواره قائلًا:
– فيه حاجات بتخطفك من أول نظرة ومستحيل تنسيها حتى لو شوفت زيها مليون مرة، بنرجع نندم أننا مش حافظنا عليها
أومأت برأسها موافقة حديثه
– فعلا حضرتك، وبنرجع نقول ليت الزمان يعود يوما، اطلق ضحكة خافتة ورفع بصره يدقق بنظراتها المشتتة:
– وليه مانقولش نعيش الحاضر ونبني للمستقبل وندفن الماضي، بدل الماضي بيوجع قلوبنا ليه نعمله مكانة
كان يشدد على كل كلمة تخرج من بين شفتيه وكأنه قاصدا حديثًا بعينيه
تقابلت بعينيه التي يدقق بها فتسائلت:
-اللي مايحفظش على ماضيه مش هيبني مستقبله ياحضرة المستشار
وضع ذراعيه على الحصان، واقترب بجسده منها ينظر لعيناها مباشرة :
– أسما إحنا مش الفراعنة عشان نتكلم ونتباهى على إنجازات ماضينا، إحنا ناس اتأذينا من الماضي، واللي ياذينا ندفنه
ظلت تطالعه تفكر بحديثه بشتى المعاني فهمست
– مش فاهمة معنى كلام حضرتك..اتجه للخارج مردفًا
– إيه بقيتي بخيلة ولا إيه، عايز اشرب قهوة وياريت سادة
تحركت خلفه وجدته يجلس أمام بعض الشجيرات التي يقوم المزارع بقصهم ، اتجهت لمنزلها وأعادت بعد قليل عندما علمت أن وجوده ماهو إلا من أجلها
جلست بمحاذته وتحدثت بهدوء:
– سامعة حضرتك ياسيادة المستشار
– منير العشري، قالها وهو يرتشف من قهوته بهدوء ويتلذذ بطعمها، فاردف وكأن الاسم الذي قاله اسم عادي لا ينتمي لها
– يابخت نوح بيكِ عليكي فنجان قهوة حقيقي تسلم ايدك، ظلت تناظره لبعض اللحظات فابتسمت بسخرية
-هو حضرتك بتتريق، وضع الفنجان ناظرا إلى مقلتيها مباشرة وهو يستند بظهره على الأريكة واضعا ساق فوق الأخرى
– بصي انا مبحبش اللف والدوران، منير العشري ابوكي، إشارة منك اخليه يتمنى الموت، بس نصيحة مني، بلاش مهما كان دا اسمه أبوكي، والواحد مابيخترش ابوه وأمه
انسدلت عبرة بجانب عينيها فتسائلت بصوتًا متقطع
– حضرتك عايز توصل لأيه؟!
نصب عوده، واضعًا يديه بجيب بنطاله ثم اردف
-يعني لو خايفة منه ومن تهديد يحيى الكومي، أنا بقولك ماتخفيش، أنا لو عايز ادفنه هدفنه لكن محبتش أعمل كدا من غير مااقولك
نهضت تقف أمامه:
– الموضوع مش بابا ابدا، وبما أن حضرتك عارف تهديد دكتور يحيى، فأنا وعدته ابعد عن نوح، مش معقول اعض الايد اللي وصلتني لكدا
إستدار إليها عندما اشتعل غضبه من حديثها:
– محدش له فضل عليكي يااسما، انت وصلت لكدا بمجهودك، شهادتك اخذتيها بتعبك مش اشترتيها بفلوس يحيى الكومي، أما الفلوس اللي كان بيدهالك دي مش شفقة، دا لتعبك في المزرعة
اقترب خطوة منها وأكمل حديثه:
– كلنا عارفين شغفك للزرع وحبك للارض، وانتِ المسؤلة الأولى عن المزرعة دي، يعني محدش فضل عليكِ، ليه بتستقلي بنفسك
هزت رأسها رافضة حديثه :
– حضرة المستشار إنت مش عارف حاجة، قالتها بصوتًا مقهور وحالة العجز التي انتابتها
وهي تغطي ألمها بغلاف شفاف من التنهيدات المنحصرة تخرجها مع الهواء ثم استدارت له وأكملت:
– أنا والدكتور نوح مننفعش لبعض، زي مابيقولوا كدا هو الملك وأنا الجارية بتاعته
انتِ واحدة غبية ياأسما، قالها راكان بصوت غاضب، تحرك بعض الخطوات مغادرا، ولكنه توقف واستدار بنصف جسده :
– البنت اللي تستقل بنفسها متستهلش حب زي حب نوح، رفع سبابته وتحدث بتحذير
– يبقى امشي من هنا خالص، بلاش تقعدي وتعذبيه، اقترب خطوة وأكمل
– مش مستعد اخصر صاحبي عشان واحدة غبية مش عارفة قيمة نفسها، ودايما بتحارب الراجل اللي بيعمل المستحيل علشانها
استدار ولكنه تذكر شيئا فاردف وهو يواليها ظهره
– نوح مالمسش البنت اللي اتجوزها ياباشمهندسة، ومش بس كدا، لا دا قال على نفسه انه مش راجل في وسط عيلته عشان بيحب واحدة غبية
قالها وتحرك مغادرا بسيارته بعدما أشعل قلبها بضربات عشقها
فاقت من شرودها عندما اقترب راكان من أسما واضعا يديه بجيب بنطاله ينظر إليها بخبث
– اقعد ياعم الشيخ عندنا كتب كتاب الدكتور على المجنونة اللي شايفها مستنية عريسها بترنج، عمرك شوفتِ عروسة كدا
اتجهت سريعًا للداخل، وكأن قلبها تحول لمعزوفة من الضربات الموسيقية، جلست على مخدعها وهي تضع يديها على قلبها، ثم أمسكت هاتفها
– ليلى ممكن تيجي لعندي حالا، بليز ليلى، كانت تجلس على تختها تقرأ بمصحفها بجوار سليم الغافي
تحركت للشرفة حتى لا تيقظ زوجها فتسائلت حينما شعرت بشيئا
– مالك ياأسما؟!
ابتسمت أسما مع عبراتها المنسدلة وتحدثت
-تعالي بسرعة وانتِ تعرفي يالوله بسرعة
وقفت للحظات تنظر من الشرفة تفكر بأمر صديقتها، ثم اتجهت لزوجها، مسدت على خصلاته، فتح عيناه نصف فتحه وأردف
-فيه حاجة حبيبي، نزلت برأسها تقبله على خديه ثم تحدثت
– عايزة أروح لأسما، لو ينفع يعني، أخد عربيتك، وبعد ماتصحى من النوم يبقى تعالى لي
نظر بساعة هاتفه
– الساعة تمانية، أنا مفكر نمت كتير، جذبها فجأة ناظرًا لمقلتيها
– بقولك عايز رشوة الأول، لكزته عندما علمت مايريده، هزت برأسها وحاولت الفكاك من قبضته
– وسع ياسليم، ولكنه التقط ثغرها بقبلة شغوفة، تركها بعد قليل ثم إستدار للجانب الآخر
-امشي بسرعة قبل مااغير رأيى وانومك جنبي، عندي عشا عمل وهخلص وأجيلك
ارتدت ملابسها سريعا متجهة لغرفة سيلين
-ممكن ادخل، نهضت سيلين التي كانت تظهر على ملامحها البكاء واجابتها
– تعالي اتفضلي، حمحمت ليلى وهي تفرك بيديها :
– ممكن نخرج مشوار أنا وانتِ، بصراحة سليم بقاله يومين سهران، ونايم ومش عايز يصحى، وكمان عنده إجتماع واسما كلمتني وعايزة اروحلها حالا وأنا خايفة اخوكي يفضل نايم وأرجع لوحدي
ابتسمت سيلين من وسط حزنها، وأمسكت يديها
– اول مرة احس إنك طفلة كدا، ابتسمت ليلى لها وأجابتها :
– مش موضوع طفولة، لكن متعودتش أخرج ارجع البيت في وقت متأخر، ولولا إنها محتاجني عمري ماأخرج بالليل لوحدي
اتجهت سيلين لغرفة ملابسها وهي تضحك عليها
– شكلك عايشة في العصر الحجري يابنتي
❈-❈-❈
بعد قليل وصلوا للمزرعة، دلفت السيارة من الباب الرئيسي، ولكنها توقفت من كثرة السيارت التي توجد بالمزرعة
اتجهت بنظرها لسيلين وأردفت
– دا شلة الفاشلين كلها هنا، ذهبت سيلين بأنظارها لتلك السيارة التي أمامهم مباشرة وأردفت :
– إيه اللي جاب يونس هنا، ترجلت ليلى وهي تخطو ببطئ متجهة إلى سيلين
– معرفش ايه اللي بيحصل، تعالي هنعرف دلوقتي
وصلتا أمام المنزل تفاجؤ بوجود راكان ويونس ولميا يجلسون على طاولة ويبدو إنها مزينة لحفلة ما
اقتربت حتى وصلت أمامهم بعودة حمزة الذي يتحدث بهاتفه :
– اذيك ياباشمهندسة، أردف بها حمزة، هنا استمع راكان لصوت ليلى وبجواره سيلين التي تهرب من يونس الذي ما أن رآهما توقف سريعا متجهًا اليهما
– بتعملي إيه ياسيلين هنا دلوقتي؟!
أسرعت لراكان الذي توقف ينظر إليهم بنظرات مستفهمة
– سيلين خير جاية هنا ليه، ألقت نفسها بأحضانه
– راكي حبيبي وحشتني
رفع حاجبه بسخرية وتحدث متهكمًا
– مجنونة يابت، أنا كنت معاكي الصبح، رفع بصره لليلى التي تحركت بجوار حمزة تتحدث إليه
– إيه اللي بيحصل هنا ياأستاذ حمزة، حمحم حمزة لامسا أنفه ثم أجابها
– بنجوز أسما لنوح، جحظت عيناه، ثم وضعت يديها على فاهها من الصدمة مردفة
– اكيد بتهزر مش كدا، وضع يديه بجيب بنطاله
– ليه بتقولي كدا؟! وأخيرًا أسما وافقت ورحمت نوح ، رفع نظره لراكان وأكمل
– عقبال راكان عليه الدور إن شاء الله
أومأت برأسها وتحركت متجهة إلى منزل أسما دون أن تعريه إهتمام
دلفت للداخل قابلها نوح ابتسم إليها
– كنت عارف إنها هتكلمك، إيه سليم معاكي
هزت رأسها رافضة
– لا رجع من الشغل نام، وعنده اجتماع وأنا معرفش يادكتور حتى العروسة مقلتش، قالتها بغضب،ثم دلفت لغرفة أسما
مابين الانتفاضة والرعشة والفرحة والخوف، إستدارت أسما تنظر إليها، وعبراتها تترقرق على خديها، اقتربت مبتسمة تضمها بمحبة
-ألف مبروك ياحبيبتي، ربنا يسعدك دايمًا ياأسما
احضنتها تتشبث بها بقوة هنا فقدت سيطرتها وانهارت باكية بأحضان ليلى، مسدت ليلى على خصلاتها وبكت لبكائها، ثم اخرجتها بهدوء تحتضن وجهها
– انا معرفش إيه اللي حصل، لكن اللي أعرفه إن دا احسن قرار ياأسما، صدقيني حبيبتي مفيش أنك تكوني سعيدة في حضن اللي بتحبيه، بلاش تفقدي الحاجة الوحيدة اللي بتخليكي تقاومي عشان تعيشي
انتقلت أناملها لتزيح بعض خصيلات شعرها التي التصقت بوجهها بسبب بكائها ، فرفعت وجهها مبتسمة
-حاربي عشان دا، قالتها ليلى وهي تشير لقلبها
دا هيخليكي إنك مالكة الدنيا ومش محتاجة حاجة، كانت تقف على باب الغرفة وعبراتها تنسدل بغزارة من كلمات ليلى، أسرعت للخارج عندما فقدت قدرتها على التحمل، لقد انشق قلبها وأصبح لا يصلح للنبض، تعشقه حد الجنون، وابتعاده وهجرها له فقدت طعم الحياة حتى شعرت بعلقمها، تود ولو تلقي بنفسها بأحضانه، رآها آخاها الذي أنهى مكالمته للتو، توجه إليه ووقف خلفها
– وبعد ماتعيطي، وقلبك يوجعك هتستفيدي ايه، هل وجع قلبك ولا عياطك هيفيدك
إستدارت إليه تطالع بعينها الباكية فخطت إلى أن توقفت أمامه
– بقالي اكتر من اسبوعين بحاول أوازن نفسي، وبحاول أسيطر على شيطاني، لكن شيطاني غلبني وغلب تربيتي ياآبيه
– انا بنت مين؟! أنا اختك فعلا زي ماكلكم بتقولوا، ولا بنت ملجأ زي مايونس بيقول
اختل توازنه قليلا وشعر بدوران الأرض وكأنها تسحب من تحت اقدامه، كأن حديثها اخترق قلبه بنيران الوجع الذي ستواجهها، نظر للبعيد يهرب بنظراتها التي صوبتها لعيناه الشمسية بقوة كصياد مفترس يوجه بندقيته للصيد
بتركيز، دنت بخطواتها حتى أصبح لا يفصل بينهما انش واحد ثم رفعت كفيه بين راحتيها مع انسدال عبراتها من حالته وسكونه، علمت حينها سقوطها بمهب الريح
همست من بين بكائها ومازالت تمسد على كفيه بحنو وتنظر إلى كفيه:
– يعني الراجل الحنين اللي واقف قدامي دا مش اخويا، طلعت كذبة، وسليم كمان مش اخويا، ولا ماما زينب ولا بابا طلعوا أهلي، يعني أنا كذبة، حياتي كلها كذبة
رفعت نظرها مع يديها المرتجفة تحتضن وجهه
– قولي إن الكلام دا كذب، قولي أنك اخويا حبيبي وسليم برضو اخويا، متسكتش كدا ياراكان
جذبها لأحضانه بقوة وكأنه يخفيها عن العالم
-اقسم بالله إنتِ اختي، وسليم اخوكي، متسمعيش كلام حد حبيبتي، هتفضلي اختي اللي ربيتها لحد آخر يوم في عمري
خرجت من أحضانه مبتسمة وهي تومئ برأسها. – يعني يونس بيكذب عليا ياراكان صح
وصل يونس وهو يضع يديه بجيب بنطاله مقاطعًا حديثها:
– مين اللي بيكذب ياراكان، أنا ولا إنت
تحركت إليه كالمجنونة وبدأت تلكمه بقوة
– اخرص يايونس، تعرف أكتر واحد قرفانة منه انت
حاوط خصرها بقوة وهو يطالع راكان وصاح بصوت صاخب:
– قول لأختك اللي بتحلف إنها اختك هي بتكون مين، وقبل ماتفرد صدرك قوي، أنا عملت تحليل DNA ليك وسليم وهي الصدمة بقى اللي جننتي ياصاحبي
– لا أنت اخوها ولا حتى سليم ولاحتى سليم
اتجه راكان يلكمه بوجهه
-إخرص يلاَ متعرفش حاجة متتكلمش ، ناداهم حمزة لعقد القران، ضم راكان سيلين التي تنظر بتشتت وتيه حولها
– يعني إيه؟! نظر لمقلتيها مردفًا
-بتثقي في راكان قد إيه ياسلي، النهاردة هعرف أن فعلا بتثقي في اخوكي ولا لا
وضعت يديها على يديه التي تحتضن وجهه واجابته
– بثق فيك أكتر مابثق في نفسي، قبّل جبينها وأكمل :
– نروح ووعد مني هحكيلك كل حاجة وهثبتلك إنك اخت راكان وسليم ، وسيبك من الغبي اللي بيعمل حجج عشان يبرر موقفه
رفع نظره ليونس الذي ذهل من حديثه
– انا ببرر ياراكان بقولك عملت تحليل، دفعه راكان بقوة :
– حسابي معاك بعدين يايونس، متخلنيش اوصل لقطع علاقتي بيك، ولو لمحتك جنب اختي هموتك
سحب كف سيلين من يديها ولكنها توقفت أمام يونس واتجهت لراكان تتحدث
– ممكن كلمتين ليونس ياآبيه، زفر كم من الهواء دفعة واحدة وتحرك متجهًا لنوح وحمزة، أما سيلين وقفت قدام يونس تطالعه بنظراتها العاشقة ثم ابتسمت ترفع يديها لوجهه تحتضن وجهه ودنت تطبع قبلة على وجنتيه مردفة:
– تعرف حبيتك قوي، حبيتك حب سرمدي، حب خلاني اغير حتى من اختك عليك، حب خلاني أشوف الدنيا كلها بمبي، حب اعمى خلاني مشفش عيوبك، لكن على قد الحب دا يايونس على ماكرهتك قوي، والبوسة اللي بوستهالك دلوقتي دليل انك بقيت ولا حاجة، دي ذكرى من سيلين البنداري عشان كل ماتوقف قدام المرايا تفتكر أن الخد دا سيلين ودعتك بيه ومسحتك للأبد
❈-❈-❈
كانت كلماتها كأشواك تخربش جدران قلبه، حاول جذبها ولكنها نزعت نفسها تشير بسبابتها
– بتمنى ماكنش من عيلة البنداري، عشان مااندمش على واحد ذيك يادكتور
بعد لحظات خرجت أسما بصحبة ليلى وعالية وأسما، جلس الجميع أمام المأذون الذي بدأ بعقد القران، كانت ليلى تجلس بجوارها وابتسامة جميلة على محياها، همس لنوح الذي يجاورها بالجانب الآخر
– عارف لو زعلتها هقطعك بضوافري
نظر لاصابع يديها ثم ابتسم بتهكم، الأيد دي آخرها تضرب قطة قاطعهم المأذون وهو يسأل عن وكيل العروس
أجابه راكان :
– العروسة وكيلة نفسها، هي معدية السن القانوني ومش محتاجة، قالها حتى لا يتطرف السؤال عن والدها، ورغم ذلك ابتسمت له عندما كان المأذون يدون بياناتهم فأردفت:
– حضرة المستشار هيكون وكيلي، صدمة اذٌهلت الحضور؛ مما أدى إلى توجه نوح بالنظر إليها
هزت رأسها وهي تسأله:
-إيه في إيه بتبص لي كدا ليه، الشيخ سأل وأنا جاوبت
ابتسم راكان وهو يرمق نوح بنظرة متهكمة فأردف قائلا:
– أهو عشان اعرف اربيك، مش كدا يااسوم
هنا جحظت أعين ليلى وهي تطالعه بنظرات جحيمية فأردفت سريعا غير منتبه للحضور
-هي تقول راكان وكيلي، وانت تقولها أسوم، لا وحياة ربنا دا شكله حلم ، لا مش حلم دا كابوس
ضحك الجميع على كلماتها العفوية، مماجعل أسما تلكزها
– اتجننتي يابت، أنا وحضرة المستشار بقينا صحاب، ابتسمت بسخرية رافعة حاجبها لأسما
– شوف إزاي وانا اللي كنت ظلمكوا، وفهمت غلط
قاطعهم نوح :
– إيه مش هنكمل ياباشمهندسات، أما راكان الذي ظل يطالعها بصمت وهي تنفخ وجنتيها بضجر، رفعت نظرها إليه، ابتسم عندما شعر بها
ودت لو اطبقت على عنقه، كانت نظرات نارية لو تحرق لأحرقته
انتهى عقد القران نهض الجميع مهنئين نوح وأسما، بعد قليل غادر المأذون ومن معه وبقى الأصدقاء يحتفلون بهما
توجهت لميا لأخيها:
– ألف مبروك ياحبيبي، ربنا يسعدك، وبالرفاء والبنين ان شاءالله
ضمها بحب وهو يهمس لها
– مش هنسى وقفتك معايا يالولو، ضمت وجهه قائلة:
– أهم حاجة عندي سعادتك يانوح، أنا هسافر بكرة بدري لازم امشي دلوقتي قبل مابابا يلاحظ غيابي، وانت اعمل زي ماقولتلك
أومأ برأسه ثم تحركت متجه لأسما التي تجلس بجوار أسيا ، ضمتها بحب
-اسما نوح بيحبك قوي، ياريت تحافظي على الحب دا
نظرت إليه بنظراتها العاشقة:
– نوح في قلبي قبل عيني يالميا، ابتسمت لها تضمها
– ربنا يسعدكوا يارب ثم استأذنت مغادرة
بينما توقفت ليلى تجيب على هاتفها الذي ارتفع رنينه بالأجواء، تسائلت سيلين
– دا سليم ولا إيه
هزت رأسها رافضة وتحدثت
– لا دي ماما، بعد اذنكو، خطت إلى أن وصلت تحت شجرة مانجو وأجابت والدتها :
– ايوة ياماما حبيبتي..على الجانب الآخر تحدثت سمية
– حبيبتي درة اتأخرت، دا كله عندك
ضيقت عيناها وتسألت :
– درة عندي تعمل إيه ياحبيبتي؟!، لا درة مش عندي
كان هناك من يطالعها بعينيه التي تشبه قرص الشمس، استدارت عندما وصلت رائحة عطره لأنفها، اتجهت فتقابلت نظراتهما حتى فقدت سيطرتها وشعرت بقشعريرة قوية سرت بعمودها الفقري للحظات فقط، عبرة سريعة غائرة انسدلت لوجنتيها ولكنها هربت من براثن نظراته الموجهه إليها وهو ينفث سيجاره ويتذكر حديث سيلين، هو أتى ليحادثها حتى تكون عونًا لسيلين في الفترة القادمة، عندما وجد ترابطها القوي بأسما، احب صداقتهما، هنا تمنى ان تقترب من أخته
ظل واقفا خلفها على بعض أمتار حتى تنهي حديثها، في نفس الوقت رفع هاتفه وأرسل رسالة لأخيه
– سليم تعالى على مزرعة نوح، لازم سيلين تعرف حقيقة نسبها، مستنيك هناك، ومتخفش مراتك هنا كمان، مش هخليها تمشي إلا لما تيجي
زوت مابين حاجبها تستمع لحديث والدتها
– طيب ياماما، اقفلي وأنا هكلمها وأشوفها فين
بكت والدتها على الجانب الأخر
– بتصل بيها ومبتردش ياليلى تليفونها مقفول، يالهوي ليكون أمجد خطفها ويعمل فيها حاجة
هنا استدارت سريعا لراكان وانتفض جسدها، وهي تهز رأسها رافضة حديث والدتها
-لا ياماما متخافيش، أنا هتصرف هشوف
قاطعتها امها وهي تبتعد عن غرفتها حتى لايسمع والدها حديثها
-ليلى ابوكي تعبان بقاله كام يوم، ممكن يروح فيها، لو الزفت دا وصل لأختك
تنهدت وأكملت:
– شوفي راكان يابنتي هو وعدني انه هيوديه في داهية، كان يقف يطالعها بتركيز على تغير ملامحها، دنى بخطواته منها
– فيه حاجة؟! تسائل بها
سحبت نفسًا قويًا لتثبط نوبة البكاء التي كانت على وشك الانفجار في أي لحظة فأردفت وهي تنظر للأعلى
– خلاص ياماما هتصرف واطمنك، اتجهت تجلس على الأريكة عندما شعرت بفقدان قدرتها على الوقوف
– مش قادرة أقف جسمي بيرتعش، أمسكت الهاتف بيد مرتعشة، جلس بجوارها
– انا بسألك فيه ايه، رفعت نظرها وعيناها محجرة بالدموع
-درة مرجعتش البيت وفونها مقفول، ومحدش يعرف عنها حاجة، مش أمجد محبوس ؟!
نهض وهو يردف؟!
– شوفيها ممكن تكون عند حد من صحابتها، مش شغلانة، متخافيش أمجد محبوس ومش هيخرج دلوقتي لان القضية شروع في قتل
حاولت الأتصال عدة مرات، هزت رأسها
– لا درة مالهاش صحبات غير اروى، وأروى مسافرة مطروح
وضعت يديها على رأسها وظلت تخطو ذهابًا وإيابًا :
– ياربي أعمل أيه، بابا ممكن يروح فيها
أمسك هاتفه وقام الأتصال بأحدهم
– هبعتلك رقم شوفه فين
جلس الجميع حول ليلى منتظرين اي اخبار، وحمزة وراكان يواصلون مع شركة الهاتف
بكت بإنهيار حينما لم يتوصلوا لشئ، نهضت سريعا وبدأت تبكي بوجه أسما
– قولتلك مش هيسبني في حالي، فقدت عقلها قائلة:
– شوفتي مسكهم واحد واحد، روحت اتجوزت سليم عشان يبعد برضو مفيش، دا شيطان، ياترى الدور على مين على بابا ولا راك.. نهضت أسما عندما وجدتها بتلك الحالة، وضعت كفيها على فمها حينما فقدت سيطرتها وبدأت تتحدث بكلمات وقعت على رؤسهم كالماء المغلي، بيوم قائظ الحرارة
وصل إليها بخطوة يمسكها من رسغها بعنف
– اتجوزتي سليم عشان تهربي من امجد، مسح حمزة على وجهه بعنف عندما فقدت الأمور من بين يديه، بينما يونس الذي تحدث
– مش أمجد دا إبن شريك جدو
هنا فقد راكان عقله وبدأ يصيح بغضب
– تتجوزي اخويا عشان تهربي من امجد، مفكرة كدا بيحميك، توقف حمزة بينهما حتى لا يتأزم الوضع أكثر
– راكان اللي حصل حصل، دفع حمزة واتجه إليها كالمجنون:
-سألتك وقولتلك مخبية إيه وقتها قولتي مفيش، ودلوقتي جاية بتقولي اتجوزتي أخويا عشان يحميكي
الله ياخدك ياليلى وارتاح منك، قالها بصوتًا اهتز له جدران البيت
جلست بأحضان أسما تبكي بنشيج وجسدها يهتز، طالع نوح بنظرات جحيمية
– أخويا لو حصله حاجة صدقني هدفنها مكانها، لكمه حمزة عندما فقد سيطرته
– راكان اهدى اتجننت قالها بصوت صاخب
اهدى دي واحدة خلت في الجسم عقل، سألتها ياحمزة، انت عارف دا واحد مجرم، لو جت وقالتلي وقتها وعرفنا تهديده كان ممكن يروح في داهية، أهو في السجن وخطف اختها
تخيل دا ممكن يرتب لسليم ايه، دا واحد مهووس بالهانم، قالها وهو يركل المنضدة حتى تهشمت
ارجع خصلاته بعنف، كاد أن يقتلعها بيديه، قاطعه رنين هاتفه
وبعدين دا كله مش عارفين فين حتة تليفون، أمسك حمزة جهازه يتواصل مع شركة الهاتف التي توصل إليها عن طريق راكان يبحث، نهضت ليلى سريعا متجهة لسيارتها، وهي تهذي
– انا هوصل لأختي من غير مساعدة حد، هروحله واسلمه نفسي، حاولت سيلين وأسيا إيقافها، ولكنها فقدت عقلها وهي تتحرك، في حين كانت أسما تقوم بعمل ليمونادا لتهدئتها،
أسرعت سيلين تصيح لأخيها عندما فقدت قدرتها على إيقافها
– راكان ليلى ركبت عربيتها وبتقول هتروحله
هب فزعا من مكانه وهو يشير لسيلين:
– اتصلي بسليم خليه يجي ياخدها بدل ماافقد أعصابي عليها، تحرك متجها للسيارة
فتح باب السيارة وجذبها بعنف من رسغها
– بصي أنا على آخري متخلنيش افقد أعصابي، كفاية غباءك يامدام
بكت بنشيج وهي تهمس بصوتًا متقطع بين بكائها
– اختي، قالي هيغتصبها ياراكان، اختي معرفش عنها حاجة، ومش عارفة اروح بيت أبويا عشان ميعرفش قولي هعمل ايه، هو عايزني أنا
هزت رأسها كالمجنون وبكائها ارتفع في الأرجاء
– خلاص هخلي سليم يطلقني، واروحله، لا مش هستنى يعمل حاجة تانية، هو عايزني، انت صح، أنا واحدة غبية ، لو كنت وافقت عليه مكنش سجن أبويا، مكنش ضرب أخويا وعجزه، مكنش خطف اختي، ودلوقتي الدور على بابا ، لا أنا لازم اروحله
ابعد عني قالتها تدفعه، فقد كان صدرها يحترق من خوفها على اختها، أما هو تصنم من حديثها الذي بدأت تهذي به
نهرها صارخا
-هتفضلي هنا لحد ماجوزك يجي ياخدك، لحد مانلم معجبين باربي هانم عروسة المولد ومسمعش صوتك ، فجأها بردة فعله القاسية التي اشعرها بالإهانة فاكفهرت تعبيرها بشكل مخيف
– أمشي من قدامي ، انت مين اصلًا؟! إنت ولا حاجة ياراكان يابنداري
جذبها بقوة حتى اختلطت أنفاسهما وهمس لها
– أنا الراجل اللي حاولتي تختميه على قفاه، لكن وحياة ربي لادفعك تمن دا كله، ثم دفعها بقوة بعيدا عنه يصيح بغضب
– أسما تعالي خدي صاحبتك من قدامي!!
قالها واستقل سيارته مغادرا، لحقه يونس وهو يتحدث لسيلين
– متخلهاش تمشي، وسليم على الطريق لما أشوف راكان راح فين، خرج حمزة هو ونوح
– عرفنا مكان التليفون! فين راكان ؟!
تسائل بها حمزة، اجابته أسيا
– خرج منعرفش خرجنا لقيناه خرج والدكتور يونس خرج وراه
رفع نظره لليلى التي تقف كطفل فقد والدته
استقل السيارة يسأل نوح
– تعالى نشوفه فين ، اتجه لأسما
– سليم هيجي ياخد ليلى، خدي دا مفتاح البيت مينفعش أروح عندك وأسيا موجودة، قالها ثم طبع قبلة على خديها
زفر حمزة بغضب وضرب على قيادةالسيارة
– بتعمل إيه يامتخلف دا وقته، ضحك نوح يستقل السيارة بجواره
– الليلة انضربت الله يخربيتك انت وراكان
نظر للخارج من نافذة السيارة:
– أنا متأكد مش أمجد اللي خطف درة، أمجد مش عبيط يعمل حركة زي دي وهو عارف انه هيكون المسؤل الأول
طالعه نوح بتفكير وهو ينظر لطريق مرة وإليه مرة فتسائل
– تفتكر ممكن يكون نور اللي كان خطبها، أشار حمزة بيديه إليه
– دا اللي فكرت فيه، وبعت ابحث عن تليفونه على طول، المشكلة لازم يكون عندنا دليل قوي عشان نراقب تليفونه
❈-❈-❈
وصل راكان للسجن ودلف للداخل، حتى وصل لأمجد،فتح زنزانه وتوجه وجده يجلس يستمع للتلفزيون
جذب التليفزيون محطمًا اياه، قوم يلا، مفكر نفسك في فندق ياروح أمك، جذبه من تلابيب ثيابه، ثم دفعه على الأرضية
– بقى إنت ياصرصار تهدد بنت بالجواز بالأجبار، يااما تتجوزها ياتغتصب اختها، لا وتشوه سمعة ابوها
حاول تهدئة نفسه حتى لا يليقه صريعا، فكلما تذكر انهيارها يفقد أعصابه ..سحب نفسا ثم
جلس واضعا ساق فوق الأخرى وبدأ ينفث تبغه ناظرا للذي تحت قدمه ثم أمال بجسده ينظر إليه:
– طيب شوف ياحيلتها، دي بقت من عيلة البنداري، واللي يقرب منها همسحه من على وش الأرض
مسح أمجد وجهه وزم شفتيه وتحدث ساخرًا
– طلعت غلطان ياباشا، عارف ليه، لأني هددتها بالإنسان الغلط
نهض ينفض ثيابه وجلس على فراشه
– منكرش كنت خايف منك وأنا بهددها بيك، كنت مفكرها بتحبك طلعت عبيط بس ملحوقة ياراكان باشا، البت الصراحة يندفع فيها العمر كله، متخافش هيجي الوقت وأحاسبها
لم يتحمل المزيد من قسوة حديثه الذي نهش قلبه كحيوان مفترس فانقض عليه يكيله بلكمات حتى وصل الضابط المسؤل
– راكان باشا بتعمل إيه، أخيرا استطاع إنقاذ أمجد من تحت يدي راكان الذي حول وجهه لخريطة من اللكمات
تراجع راكان وهو يكاد يأخذ أنفاسه
– الكلب دا في انفرادي،مش أوضة في فندق سبع نجوم، وأنا بنفسي هعاقب اللي يوصله حاجة من برة
سمعتني ياحضرة الظابط، وأنا مضيت على قضيته لجاسر الألفي هو اللي هيمسكها
قالها وتحرك والنيران تأكل خطاويه، قابله يونس
– راكان عملت ايه، إيه اللي بيحصل بالضبط
– تروح لتوفيق الزفت اللي هموته قريب وحذره يبعد عني قاسم الشربيني، أصل قسما عظما ماهفكر انه جدي اصلا
قالها متحركًا يجيب على هاتفه
– إيه ياسليم.. أجابه سليم
– انا رايح المطار ياراكان، الوفد الألماني جه ولازم حد يكون في انتظاره، كنت ناسي، ولسة السكرتيرة معرفاني دلوقتي
مسح على وجهه بغضب وأنفاسه بالأرتفاع
– ماتخرجش من غير حراسة، وسلاحك معاك، ولسة هنتحاسب يابن أبويا عشان تخبي عليا سبب جوازك ياسليم باشا
قطب مابين حاجبه وتسائل
– وانت زعلان ليه ياراكان، اتجوزت البنت اللي بحبها وخلاص، مش فارقة طريقة الجواز
ضرب على مقود السيارة وصاح بغضب
– كنت عارف مراتك متهددة عشان كدا روحت تتجوزها، طيب أهم ضربوا اخوها، وخطفوا اختها، قولي ياحضرة المهندس العظيم
– إيه هي نتيجة جوازك!!
أجابه سليم بعدما توقف بالسيارة على جانب الطريق :
– ايه ياراكان ممكن تهدى، لاحظ انا مش متهم
قدامك، ممكن تهدى، دي مش طريقة
زفر راكان الهواء المكبوت بصدره محاولًا السيطرة على نفسه:
– خلاص ياسليم، كمل مشوارك وانا هرجع باختك ومراتك، قالها ثم أغلق الهاتف وهو يحدث نفسه
– مين له يد بخطف درة، بدل الحقير دا ميعرفش، ظل يطرق بأصابعه ويفكر حتى قاطعه رنين هاتفه باسم حمزة
– وصلت لحاجة؟! تسائل بها راكان
– التليفون مكانه في فيلا على طريق القاهرة اسماعيلية الصحراوي، بس طبعا دا قانون فاهم كلامي
خمدت ثورته قليلا ثم أردف:
– تمام خليك عندك وأنا هتصرف، وصلت قوة من الشرطة بعد فترة أمام المكان الذي أرسله حمزة لراكان، هاجمت القوة الفيلا التي لم يكن بها حراسة ودلفوا للداخل
كانت متقيدة من أقدامها ويديها وتحتجز بإحدى الغرف، دلف جاسر يبحث مع قوة الشرطة عنها حتى وجدها
أسرع وقام بفك وثاقها متسائلا:
– إنتِ كويسة ياآنسة، هزت رأسها بالرفض وجسدها يرتعش وكأنها فقدت الحديث
في مكتبه بالنيابة
جلس ينتظر عودة جاسر بعدما أخبره، كان يونس وحمزة يجلسون بمحاذته
– تفتكر جدك هيرضى بالأمر الواقع في موضوع قاسم الشربيني ياراكان
مسح على وجهه بغضب:
-يونس صدقني مش طايق نفسي، الكل يتلاشني دلوقتي، اقترب يونس جالسا بمقابلته
– إيه اللي قالهولك بن الشربيني مخليك متعفرت كدا
ارجع خصلاته للخلف بعنف:
– يوووونس انا قولت أيه، روح على المزرعة روّح ليلى وسيلين، لو شوفتها قدامي ممكن اقتلها
رمقه حمزة متسائلا:
إيه اللي حصل ياراكان؟! مش ناوي تقولنا ولا إيه
لم ينبس بنبت شفة فقد أصبح جسده كنيران تلتهم الأخضر واليابس، كلما تذكر حديث ذاك المعتوه، أخرج تبغه وهو يحاول أن يسيطر على نفسه حتى لا يذهب إليها ويحطم عظامها
اتجه إليه يونس :
– راكان هتفضل كدا، ممكن تشاركنا عمري ماشفتك كدا
استدار ليونس يطبق على جفنيه بوهن شديد
– جدك متورط مع الكلب قاسم في بلاوي كتير، وبيهددني الكلب، لو مخرجتوش هيطلع كل الورق اللي عنده
تحرك حتى جلس خلف مكتبه ووملامحه عبارة عن لوحة من الغضب والوجع بآن واحد ثم رفع نظره لهما وأكمل:
– لو على توفيق في داهية، المشكلة دلوقتي فيه ورق سليم وبابا مضين عليه، معرفش ازاي واحد زي سليم يعديه ورقة يمضي عليها من غير ماياخد باله
عقد حمزة حاجبيه متسائلًا:
– الورق دا فيه ايه ياراكان، جلس يضع رأسه بين راحتيه
– كل اعمالهم المشبوه توفيق الزفت مخلي بابا ماضي عليها، غير غسيل أموال
اعتدل حمزة مصدوما من كلماته
– هتعمل إيه؟! تسائل بها يونس
قاطعهم رنين هاتف يونس:
– ايوة، تمام..قالها يونس وهو يجمع أشيائه
– لازم اتحرك عندي ولادة متعثرة، الدكتورة معرفتش تتصرف، هنتقابل بقى في البيت
تحرك خطوتين ثم استدار
– خف على ليلى ياراكان، ليلى دلوقتي مرات سليم
نفث دخان تبغه وأكمل
– روح ولد الست هتموت، زمانها ماتت فطيس
قهقه عليه يونس وهو يتحرك
– عقبال مانسمع صريخ مراتك ياحبيبي
اتجه حمزة يجلس أمامه:
– الموضوع كدا فلت منك ياراكان، دا ابوك وأخوك، نفث دخان سيجاره وابتسم بسخرية
– ومرات اخويا ، ياحضرة المحامي، دا الولا حاطهها في دماغه زي المجنون لا وبيقولها في وشي ولا همه
دقق حمزة النظر بعينيه التي تهرب في جميع أنحاء الغرفة:
– قالك ايه مخليك مش على بعضك ياراكان، إيه اللي قاله معصبك موضوع جدك دا مش اقنعني، لأني عارف هتعرف تخرج منه بتسجيل صوتي اقل حاجة، غير اللي بترتبله
اخذ نفسًا طويلا من لفافة تبغه ثم اتجه بنظره لحمزة:
– تفتكر ليلى اتجوزت سليم عشان تهديد امجد بمين بالظبط
دلف جاسر بدرة إلى المكتب، نهض راكان إليها
– انتٍ كويسة؟!
عايزة أروح، قالتها بصوت متقطع
وصل الكاتب إليه وقام بفتح قضية ..وبعد الإنتهاء من أخذ أقوالها
-حمزة روح الباشمهندسة، وأنا هطمن ليلى
توقف حمزة متجها إليها:
– انتِ كويسة، رفعت بصرها إليه وانسدلت عبراتها ثم تحركت بوهن بجواره
-عايزة أروح، ممكن أروح، أومأ برأسه متحركًا بجوارها ببطئ عندما شعر بإختلال توازنها
توقفت تأخذ أنفاسها بهدوء عندما شعرت بعدم مقدرتها على التنفس، استدارت إليه تحاول الصمود أما قوة الإغماء التي انتابتها، ولكنها لم تقو فسقطت كورقة خريف متهاوية، تلقفها سريعا بقبضته
وصل بعد قليل للمشفى، وهو يحادث راكان
– أنا وخدها المستشفى دلوقتي، هات ليلى وتعالى، شكلها هتدخل في إنهيار عصبي
في المزرعة
كانت تجلس بالخارج بجوار أسيا وسيلين
– اتأخروا ليه، المفروض يكونوا وصلوا !!
ربتت على كفيها:
– إن شاء الله شوية وهتلاقيهم، وصل نوح وأسما التي تحمل القهوة ثم وضعتها
– ليلى مش نوح لسة جاي وقالك وصلولها، ليه قلقانة؟!
نهضت وهي تفرك كفيها
– خايفة بابا يروح على البيت عندي، هو مقتنعش بفكرة مبيتها عندي، بابا تعبان يااسما مش عايزة يعرف حاجة
ضمها نوح يربت على ظهرها:
– حبيبتي اهدي شوية وهتلاقي راكان داخل بيها، استمع لصوت سيارة راكان
أسرعت ليلى إلى السيارة حتى كادت أن تصطدم بها ، ترجل وهو يرمقها شرزا:
– ياريتها كانت خبطتك وارتحت منك!!
ارتجف جسدها، واخترقت كلماته قلبها فرفعت نظرها متناسية أمر اختها
– يااه لدرجة دي بتكهرني حتى عايزني أموت وتخلص مني، انسدلت دمعة من عينيها وأنحنت تبحث عن أختها بالسيارة، متجاهلة تصلب جسده ونظراته التائه إليها
– تحركت إلى أن وصلت نوح وهي تبكي
– قوله فين اختي يانوح، وصل إليهم يوزع نظراته بينهم وكأن الكلمات هربت من فوق شفتيه للحظات فقط، فتوقفت نظراته عليها
– درة أغمى عليها وحمزة مروحها، ودلوقتي هي في المستشفى
ترنح جسدها للخلف، بأعين مغمضة مصعوقة مما قاله فارتطم جسدها بصدره، ليه هو ممكن يكون عمل فيها حاجة…قالتها ولم تشعر بنفسها وهي تسقط بين يديه فاقدة للوعي
بعد قليل بالمشفى كان يقف بخارج الغرفة التي تقوم الطبيبة بالكشف عليها
خرجت أسما اولًا تنظر إلى نوح ثم استقرت بنظرها على حمزة مردفة:
– هي كويسة، كل الحكاية ان لولا هتبقى ام بعد تمن شهور
انظارهم كلها اتجهت إليه، بأنفاس مرتجفة ولسان تجمدت فوقه الكلمات لبعض الوقت وهو يوزع نظراته بينهم بتشتت، وقلبا مفطور، وكأن أحدهم صعقه بقوة حتى فقد عقله
أفلت ضحكة من بين شفتيه مع دمعة غائرة وهو يتمتم:
– هكون عم، تراجع لبعض الخطوات بظهره وهو يكرر تلك الكلمات، حتى استدار متحرك لخارج المشفى، ودموعه تنسدل بغزارة وذكرياته بها من أول لقاء بها حتى سقطت بين يديه
ود لو احرق قلبه الذي يأن بألم حبها، ظل لبعض الوقت يدور بالسيارة بالشوارع من غير جهة حتى استمع لرنين هاتفه
– أيوة ياحمزة انا تحت قدام المستشفى، انزلوا
اتجهت سيلين التي تتراقص فرحًا وهي تحاوط ليلى
– هبقى عمتو ياناس، الله الله، أهي دي الأخبار ولا بلاش، قبلت ليلى على خديها ، نظرت لراكان الجالس بعيدا بالسيارة وتحدثت
– تعرفي من صدمة راكان بكى، والله شوفت دموعه، أخيرا هنفرح بحفيد للعيلة
وصلت إلى راكان ونظراتها عليه، كان يجلس ينفث تبغه ولم يتوجه بالنظر إليها، فتحت سيلين باب السيارة الأمامي
– اركبي هنا عشان متتعبيش ورا، هزت رأسها رافضة
– هكون ورا مرتاحة أكتر، وضعت يديها على أحشائها بعفوية منها وتحدثت
– متخافيش هعرف احافظ عليه، استدارت تجلس بالخلف، رفع راكان نظره لأخته
– خليكي ورا ياسيلي، هاخد حلا من الطريق نوصلها شقتي
نظر اليها في المرآة
– حمزة أخد درة يوصلها متقلقيش عليها، حمزة شخص كويس متخافش منه، فكري في ابنك بس
قالها وقام بتشغيل محرك السيارة مغادرا المكان
❈-❈-❈
بعد قليل وصل لحلا التي جلست تصفق بيديها
بعدما قبلته على خديه واعطته أحد الأوراق
– كدا تمام ياحبيبي، كل الورق عندك
أمال بجسده يطبع قبلة بجانب شفتيها
– كدا تستاهلي سهرة ياحبيبي
احتضنت ذراعيه ونظرت لوجهه ملمسة ذقنه
– هتبات عندي الليلة دا اللي طلبته منك ياراكان، من وقت مااتجوزنا مبتش غير ليلتين بس وكمان
قاطع حديثها واضعا أصبعه على شفتيها
– إشش عيب معانا ناس ورا، استدارت لهما
آسفة مكنتش واخدة بالي، نظرت إليه ثم أكملت حديثها وهي تلمس وجنتيه
– راكان نساني حتى أسمي
وضعت ليلى رأسها على النافذة، تمنت لو أصيبت بالعمى والصمم، هل كان يشعر بذلك عندما تكون مع سليم، قلبها يحترق كأحتراق الوقود، اطبقت على جفنيها تضع يديها على أحشائها وهي تبتسم بعفوية ، رن هاتفها
-أيوة ياسليم، لا ياحبيبي في الطريق، توقفت السيارة بصوت صريرها فجأة
رفع يديه معتذرًا
– آسف، شردت شوية، فيكوا تنزلوا ، هرجع مع حلا
نزلت بساقين هلامين لم تقو على حملها، وصل سليم الذي ينتظرها بالخارج يضمها لأحضانه ويدور بها بضحكات صاخبة
– ألف مبروك ياأجمل مامي
كان يناظرهم بإبتسامة على وجهه من فرحة أخيه التي ظهرت عليه، مسح على وجهه وظل لبعض الدقائق ينظر إليهم ثم استدار عائدًا بسيارته
– نفسك في بيبي ياراكان قالتها حلا متسائلة
نظر إلى الطريق، ثم إليها وأجاب
– أيوة ياحلا، نفسي أكون عيلة.. رفع يديها يضع أنامله بخصلاتها وابتسم بوجع
– مستعدة تكوني أم ، ابتسمت بحبور، ثم وضعت رأسها على كتفه ، أمال برأسه يقبل خصلاتها وقرار بنفسه ينزع قلبه الذي يتمرد عليه
عند ليلى وسليم
دلف بها الغرفة وهو يدندن
– مشبعش منها الكلمة دي، لكزته بكتفه
– بس بقى كسفتني قدام طنط وعمو وسيلين
غمز بعينيه هو انا عملت حاجة يالولا، دا العمايل لسة هتيجي الليلة
❈-❈-❈
عند نوح واسما
يحاوطها بين ذراعيه يمسد على خصلاتها الشقراء رفع ذقنها بأنامله
-شعرك أحلو قوي عن الأول، ابتسمت إليه بحب
تداعب وجنتيه
– وانت كمان بقيت وسيم وحلو
ظلا يتبادل النظرات بينهما حتى أفصحت عيناه عن مايريده، هربت من أنظاره الشغوفة بها مغيرة مجرى حديثهما
– تفتكر ليلى وراكان هيتحملوا لحد إمتى، رفعها حتى أصبحت بمقابلة وجهه
– ليه بتهربي مني ياأسما، يعني ليلة زي دي بتتكلمي عن ليلى وراكان
اعتدلت تجلس أمامه ممسكة كفيه تربت بحنو عليهاا
– مش هربانة ابدا يانوح، بس محتاجة منك شوية وقت حبيبي، متنساش إنك فجأتني والحاجات دي عايزة ترتيب، رفعت بصرها تنظر لسواد عيناه
– دا مش معناه أنا رافضة علاقتنا ابدا، عايزة استعد لحياتنا ووعد مني هحاول على قد مااقدر استقبل حياتنا الجديدة بسرعة
جذبها من رأسها مطبقًا بشفتيه فوق ثغرها ليتناغم معًا بأفضل الألحان ، ظل يرويها من شهد عشقه بقبلاته التي جعلته مالكًا لقلبها قلبا وقالبًا
تسطح على الفراش يحذبها لتغفو فوق صدره، فلأول مرة يغفو وقلبه وجسده مطمئنًا
باليوم التالي استيقظ راكان على صوت هاتفه
فتح عيناه يتحدث بصوتًا مفعم بالنوم
– صباح الخير، فيه ايه على الصبح ؟!
كان يرتدي ثيابه ويحادثه من مكبر الصوت
– صح النوم ياعريس، فوق عشان اجتماع الوفد الألماني بعد ساعتين، وآه بالنسبة لشركات عمك محمود وبتعتك انت وسيلين عملت زي ماقولت بالضبط
-صباح الخير ياحبيبي، قالتها حلا وهي تقبل وجنتيه…ثم أكملت حديثها
-نمت كويس
أشار للهاتف:
– بتكلم في الفون حلا، جلست أمام المرآة ونظرت إليه:
– جهزتلك الحمام، زفر بغضب
– ايوة ياسليم كنت بتقول ايه حلا فصلتني على الصبح، ضحك سليم الذي يعدل من رابطة عنقه ناظرا لزوجته التي تجلس بهدوء على مخدعها مستندة بظهرها على الفراش
– بقولك حولت كل حاجة من ألمانيا زي ماقولت لسة الأمضى بتعتك بس، وكمان كل ماهو مرتبط بوالدتك نقلته على اسمك زي ماحمزة طلب، دلوقتي فيه مشكلة
هتعمل إيه في الشراكة اللي كانت بين توفيق ووالدتك وخاصة ماما زينب متعرفش عنها حاجة بعد اللي جده عمله
اعتدل جالسًا وأجابه:
– حبيبي اشرب قهوة وأفوق وبعد كدا نتكلم، دماغي بتوجعني
تنهد سليم وتحدث بصوتا غاضب بعض الشئ
– من الشرب ياراكان معرفش هتفضل لحد إمتى كدا
المهم الأسبوع الجاي مضطر أسافر عشان حضرتك موكلني بكل حاجة وقاعد تقضي كل ليلة في حضن واحدة ممكن تفوق من القرف دا وياسيدي هات مراتك هنا خلاص هرضى بالأمر الواقع
– سليم بقولك عندي صداع، وبعدين مضايق ليه انت؟! دي حياتي، مش مراتك عندك، خلي بالك منها انت ومبروك ياحبيبي نسيت اباركلك هتكون أحن أب في الدنيا كلها
– سمعتي ياليلى، زي ماانتِ سامعة مبعرفش أوصل معاه لحاجة، اعتدل وكأن الهواء أنسحب من الغرفة بالكامل فأردف بتقطع
– بتكلمني قدام مراتك، قهقه سليم وهو يغمز لليلى
– وحياتك سامعة كل بلاويك
أغلق الهاتف وهو يسبه بسره ثم اتجه للمرحاض
نهضت ليلى تقف بمحاذته متسائلة
-مين هيلينا دي؟! واحدة من جواري أخوك ولا إيه؟!
قبّل جبينها مردفًا:
– دي مامته ياحبيبي، لما أرجع من الشغل هحكيلك كل حاجة، وضع يديه على أحشائها
– خلي بالك من حبيب باباه، يعني بعد ماقررنا نسافر، الأستاذ هلّ علينا
جلست وهي تتحدث:
– عادي ياسليم، أنا أصلا مكنتش حابة نسافر، بقولك عايزة أعدي على ماما عشان اطمن على درة وأشوف الحقير نور دا عمل كدا ليه
ياما نفسي يمسكوه، بس هيروح فين
ضمها لأحضانه ثم اردف:
– سيلين هتجيلك بعد شوية، هتنزلي معاها مشوار وبعد كدا اعملي اللي انتِ عايزاه من غير ماترجعيلي
أومأت موافقة…بعد يومين، سافر سليم هبطت للأسفل في يوم تجمع العائلة، كان الجميع على مائدة الإفطار سوى سليم، جلست بجوار سيلين تبتسم لها
دلف ملقيًا تحية الصباح، رفع نظره لجده الذي يجلس هادئا على غير عادته، اتجه لوالدته مقبلا رأسها:
– صباح الفل يازوزو، إيه الحلاوة دي، بتصغري يازوزو، قالها وهو يرمق توفيق
جلس وبدأ بتناول قهوته ثم تناول الجريدة ينظر فيها وهو يحادث توفيق
– مفيش مبروك لمرات حفيدك ياتوفيق باشا
نظر توفيق لليلى بذهول، ثم اتجه بنظره لراكان
– إيه دا هي العروسة حالا حملت، دا شكل سليم عامل شغل عالي
رغم كلماته التي شقت صدره الا انه ابتسم بسخرية
-مش عيب كلامك دا قدام الكل كدا، وعلى فكرة وصيت سليم عشان حضرتك تكون فرحان مش أكتر…قالها وهو يرمق ليلى التي كانت تجلس ووجها عبارة جمرة من نيران الغضب
ظل يرتشف من قهوته بهدوء ثم اردف
بمناسبة الخبر الحلو دا لازم اعرفك إن سليم هيسحب كل أملاكه في شركة البنداري الأم ، ماهو ابنه أولى بيها من الغرب
ظل يدور بفنجانه على الطاولة وهو يرمقه بنظرات سخرية ثم تحدث مسترسلا
– تعرف ياتوفيق باشا الشيطان يتعلم منك، نهضت زينب وتحدثت
– راكان افطر ياحبيبي وعيب كدا، مش كل مرة نتخانق
اتجه ببصره لوالدته وأجابها
– هو أنا قولت حاجة ياماما، أنا بس بعرفه على اللي هيحصل، نظر في ساعته وتحدث
– دلوقتي حمزة اصلا خلص كل حاجة، مبروك ياجدي، شركتك اتسحب منها فرد من العيلة، ومش بس كدا، كل التوكيلات اللي باسم سليم لُغيت وخد الكبيرة عشان الذبحة الصدرية تيجي مرة واحدة
نهض متجها لوالدته ونزل بجسده يضم مقعدها من الخلف وهو يوزع نظراته بين الجميع
– وسحبت شركات الست هيلينا بوراك من تحت ايدك، قبل رأس زينب وأكمل وهو يدور حول جده
– انا عارف من عشر سنين ان هيلينا هي اللي ولدتني، بس ذكائك خانك ياجدو عشان اللي الأم هي اللي بتربي مش اللي بتولد ابدًا
أمال بجسده مستندا بيديه على طاولة الطعام ينظر لمقلتيه:
– راكان البنداري رجل لايعرف المستحيل ، هز رأسه وابتسم غامزا بعينيه
– نسيت اقولك مش انا رجعت حق ماما زينب بيع وشرى بامضتك الحلوة دي، حتى شوف
رفع كف جده وأشار على أنامله:
– شوفت الايد الحلوة دي اللي كلها دهب مضت لحلا اللي هي مراتي على كل اللي عاوزه
أشار بيده للجميع
– آسف عمو خالد، آسف عمو جلال، عمتو سميحة حبيبة قلبي، بحبك والله ، خلي بالك من والدك العزيز وفهميه داين تدان
يلا باي بالهنا للجميع…كان يونس يمنع ضحكاته أما سيلين التي تجلس ولا تفقه شيئا، نهضت لتلاحق راكان ولكن اوقفها صوت توفيق البغيض
– استني يابنت الشوارع انتِ، تسمرت بوقفتها وانسدلت عبراتها
وصل توفيق إليها عندما جن جنونه من راكان، ففكر سريعا ظنا منه أنها لا تفقه شيئًا
جذبها من خصلاتها وهو ينظر لزينب بتشفي
– بنت الحرام دي مستحيل تقعد في البيت دا دقيقة واحدة
صرخت سيلين وزينب، بينما جحظت أعين ليلى التي وضعت يديها على أحشائها
استمع راكان لصيحات سيلين، هب من مكانه بغرفته، بينما يونس الذي وقف أمام جده، محاولا تخليص سيلين من يديه
– جدي اللي بتعمله دا مش من حقك
وقفت زينب تحرر خصلات سيلين من قبضته، أما الباقي جلسوا كالمشاهدين فقط سوى سميحة وابنتها عاليا اللتان حاولتا التدخل
رفع توفيق كفيه حتى يصفع زينب ولكن توقف راكان أمامه يمسك كفيه وصاح بصوته الذي هز أركان المنزل قائلا:
– عملتها قبل كدا ياتوفيق باشا، ورضيت، كنت عيل دلوقتي بحذرك ايدك تترفع على أمي تاني قسما عظما هكسرلك ايدك اللي فرحان بيها،
الايد اللي كلها دم وقرف، أنا كنت ساكت على بلاويك عشان ماما زينب وعدتها بكدا، إنما تطاول بعد كدا مش هرحم حد
ضم أخته ووالدته
– دول بعيلتك الحلوة دي كلها، فبلاش تخرجني عن صمتي، بحاول اسيطر عشان عمتي وبابا مش أكتر ودلوقتي انت غير مرحب بيك في البيت دا
– برررة ومش عايزك تدخل أي مكان مكتوب باسم راكان البنداري، ودا كرم من أخلاقي اني أسيبك في قصر البنداري، كفاية رضيت انكم تقعدوا في قصرنا
❈-❈-❈
❈-❈-❈
بعد عدة أيام عاد لمنزله ليلا، قابلته سلمى تبكي على باب قصره
– مالك يابت واقفة كدا ليه، تحركت تمسك كفيه وتحدثت
– انا في مصيبة يابن عمي ولازم تساعدني، مش إنت كبير العيلة
زفر بغضب واردف:
– سلمى خلقي ضيق وعايز اطلع انام بقالي يومين منمتش مش شايف قدامي، اي حركة واطية منك هدفنك مكانك، كلام توفيق اني اتجوزك دا بأحلامك
سحبت كفيه وجلست بالحديقة :
– اقعد بس ياراكان هحكيلك اهو، وصلت العاملة اليهما
-تشرب حاجة ياباشا ..ضيق عيناه وبعدما كان ينزي المغادرة وجد ليلى تقف في الشرفة وتنظر اليهما ابتسم بسخرية فاردف:
– اعملي قهوة ياشادية، غمزت سلمى بعينيها
فتحركت العاملة للمطبخ بينما جلس راكان مستندا على الاريكة مغمض العينين مرة ويطالع تلك التي تحتسي شيئا
– قولي ياسلمى سامعك، دنت منه وهو مغمض العينين تمسد على خصلاته وتحكي له، ابتسم عليها بسخرية فهم ماتنتويه، ظل كما هو يحلو له اغاظة من تقف تنظر إليهما قائلا بسره
– دوقي من صنع يداكِ زوجة أخي، همس بها لنفسه حزينا، فتح عيناه فجأة عندما امالت سلمى تقبله
اعتدل يبعدها بغضب
– اتجننتي يابت، وصلت العاملة تضع قهوته أمامه وعصير أمام سلمى ثم تحركت للداخل
ارتشف القهوة وهو يطالع تلك التي جلست بمقابلتهما وكأنها تحادث أحدهما..استدار بعينيه لسلمى وكأنه بدأ يشعر بتغير على جسده
نهض وهو يشير إليها
– بكرة نكمل كلامنا، تعبان ومش قادر، أمسكت كفيه تحثه على الجلوس، دفعها بقوة حتى سقطت على الأرض
– قولتلك بكرة، مبتفهميش كان هناك من يراقب الوضع
دلف راكان للداخل وهو يشعر بنيران تستولى على جسده، حاول جاهدا الوصول لغرفته حتى يوصل لمرحاضه، ويبرد جسده ولكنه ثقل بالحركة
بالخارج صاح بغضب
– خليكي وراه، ولازم تصوريه هموتك لو محصلش دا، وانتِ هتستفادي متنسيش
تحركت سلمى خلفه، وصل لأخر الدرج وجدها تقف تعقد ذراعيها متحدثة بغضب
-ممكن أعرف إزاي تخليها تقرب منك كدا، انت ايه مش حرام عليك اللي بتعمله دا، عايز توجعني انا اتوجعت مافيه الكفاية واتكسرت
فقد السيطرة على حاله وصل إليها يجذبها من خصرها مردفًا
– أوجعك وأكسرك ، مش أنا، اللي احاول اكسرك، هو فيه حد بيكسر حبيبه برضو
دنت تلمس وجهه واقتربت حتى اختلطت انفاسهما
-طيب ليه بتعمل كدا، ليه بتوجعني كدا، كل شوية في حضن واحدة ياراكان

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *