روايات

رواية سأنال مرادي الفصل الخامس 5 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل الخامس 5 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الجزء الخامس

رواية سأنال مرادي البارت الخامس

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة الخامسة

أنا مش قادرة أصدق إن أنت سايبنى
و إن خلاص مش ممكن أشوفك وتكلمنى
طيب مين بعدك يدي حنانك ويطمنى
مين هيطبطب مين هشكليه وأرمى عليه
راح السند اللى مقوينى وبتحمى فيه
مكسور ضهرى وإحساس عمرى ما حسيت بيه
أنا مشبعتش منك لسه ناقصنى أمااان
آه لو ينفع ترجع أشوفك حبة كمان
أنت سامعنى رد عليا أنا قلبي واجعنى
الأيام من بعدك صعبة
ربنا بقى على تعبى يعينى
مر أسبوع على الأحداث السابقة، مراد عاد للقاهرة حتى يراضى زوجته التى ملت من البلدة ومن أحداثها الكئيبة، ولكنه لم يترك نور يوما فهو يهاتفها يوميا للاطمئنان عليها حتى يعطيها الأمان الذى فقدته وحتى ينفذ وصية عمه ، أما خال نور وزوجته وأولادهما لم يتركوا نور حتى ينفذوا مخططهم بأخذها معهم للعيش في منزلهم فى القاهرة.
تجلس إيمان بجانب نور تطعمها بيدها، فهى أجادت دورها بإتقان شديد، الكل عندما يرى اهتمامها بها يشعر وكأنها أمها بالفعل، إلا هنا التى لا تطمئن لأفعال عائلتها.
قامت إيمان بعدما أطعمت نور وذهبت للمطبخ وتركت هنا مع نور.
كانت نور تجلس صامتة تفكر فى حياتها القادمة، لابد وأن تنفذ وصية والدها باستكمال دراستها وتحقيق حلمهم، لابد وأن تفيق مما هى فيه، لابد وأن تجعل الحزن دافعا لها للأمام.
هنا : مالك يا نور، بتسرحى كتير أوى النهاردة؟
نور : بفكر هعمل إيه الفترة اللى جاية؟
هنا : بخصوص إيه؟
نور : دراستى، ما هو مش معقول هفضل قاعدة هنا وسايبة الكلية.
هنا : أكيد، طيب نويتى على إيه؟
نور : هرجع القاهرة تانى، بس خايفة أقول لجدى كده فيزعل منى.
هنا : كلميه بالعقل إن دى آخر سنة ومهمة.
نور : الفكرة إنه مش هيرضى إنى أعيش لوحدى في بيتنا، دى المشكلة.
هنا : طبعا ، مفيش حد يقبل بكده.
نور : وبعدين حل المشكلة دى إيه؟
وفى هذه الأثناء دخلت إيمان عليهم
إيمان : مشكلة إيه يا بنات؟
نور : إن نويت أرجع تانى القاهرة.
ابتسمت إيمان بشدة.
إيمان بسعادة: أحسن حاجة يا حبيبتى.
نور : بس جدى مش هيرضى إنى أرجع بيتنا.
إيمان : وترجعى بيتك ليه وبيت خالك موجود، أنت تقولى لجدك إنك هتعيشي معانا، وتبقى فى وسطنا ونبقى مطمنين عليكى فى حضننا.
علامات الارتياح ظهرت على وجه نور ؛ فلقد اقتنعت بكلام زوجة خالها، وعلامات الشك والقلق علت وجه هنا؛ فقلبها يحدثها بوجود شئ ما.
عند مراد
يجلس مراد فى مكتبه حيث لديه اجتماعات كثيرة هذا اليوم، تحاول نور الاتصال به مرارا وتكرارا ولكنه لا يرد.
فى نهاية اليوم أمسك مراد هاتفه فوجد عليه أربع مكالمات من نور فأحس بالقلق، فقرر مهاتفتها.
مراد : آلو، إزيك يا نور عاملة إيه؟
نور : الحمد لله، إزيك أنت؟
مراد : الحمد لله، طمنينى عليكى وعلى الأحوال عندك؟
نور : كله تمام الحمد لله، معلش اتصلت بيك كذا مرة بس كنت محتاجة لك.
مراد: أنا اللى آسف كان عندى مشكلة فى الشغل واجتماعات كتير، خير اؤمرى.
نور : الأمر لله ، أنا نويت أرجع القاهرة تانى وهعيش عند خالى محمد.
مراد بتفكير: امممم ، وأنت متأكدة إنك هترتاحى هناك؟
نور : إن شاء الله.
مراد : عرفتى جدى؟
نور : لا لسه، ما هو ده اللى عاوزاك تساعدنى فيه.
مراد: إزاى؟
نور : تكلم جدى معايا ونقنعه سوا.
مراد : حاضر، عنيا.
نور : ربنا يخليك يارب، هتكلمه امتى؟
مراد: لا مش هكلمه، أنا هجى لكوا بكرة إن شاء الله.
نور : مش لازم تعطل نفسك ممكن بالتليفون.
مراد : لا لا لازم أتكلم معاه وجها لوجه، عشان ترجعى معايا وأوصلك لبيت خالك وأظبط لك الدنيا.
نور : بجد مش عارفة أشكرك إزاى.
مراد : عيب متقوليش كده، إحنا أخوات.
كانت إيمان تطير فرحا بسبب قرار نور، فهى بالنسبة لها كنز كبير، سوف تأخذ منه دون أن يفنى.
محمد : اهدى على نفسك شوية لما نشوف جدها وعمها هيوافقوا ولا لا.
إيمان بسعادة : هيوافقوا متقاطعش أنت بس.
محمد : يا خوفى من ثقتك دى.
إيمان : أنا مظبطة كل حاجة ، هو أنا كنت بلعب الفترة اللى فاتت دى، ده أنا قايدة لها صوابعى العشرة شمع.
محمد : أما لو حصل يا إيمان، ده إحنا هنعيش فى نعيم.
إيمان : هيحصل وهتشوف.
يالله على الطمع والجشع، انعدمت الرحمة من قلوب الناس حتى من أقرب القريب، فالرحمة ممكن أن تنعدم من قلوب القرباء ونجدها فى قلوب الغرباء، دائما يقال الخال والد ولكن هنا يطمع الخال فى مال ابنة اخته اليتيمة ، استغل حاجتها فى ملجأ تلجأ إليه، استغل حاجتها فى وجود الأمان، بدلا أن يكون مصدرا للأمان أصبح مصدرا للطمع والجشع.
في مساء اليوم التالى، أتى مراد من القاهرة، تم عقد الجلسة ما بين نور وجدها وعمها عاصم ومراد، كانت نور تجلس متوترة، تخشى من ردة فعل أهلها ولكن كان مراد يطمئنها بنظراته وابتساماته الهادئة.
عاصم بعصبية : يعنى إيه؟ تجعدى لوحدك كيف يعنى؟
نور بتلعثم : يا عمى، أأنا هقعد عند خالى مش لوحدى.
عاصم بحدة : وابنك خالك، كيف تجعدى معاه لحالكوا، فكرى جبل ما تتكلمى زين يا بت خوى.
تأثرت نور من شدة حديث عمها وقسوته عليها، وبدأت الدموع تتجمع في عينيها، رق جدها لحالها وهيئتها وبدأ يتحدث معها بلين ورفق.
الحج عمران بحب: بصى يا غالية يا بت الغالى، عمك عنديه حج، واد خالك يعتبر راجل غريب عنك، ميصحش تجعدى معاه فى بيت واحد.
نور بدموع : يا جدى أنا مش هبقى لوحدى ، معايا خالى ومراته وهنا بنتهم، دى صاحبتى أوى أوى.
عاصم بصوت عال: صاحبتك إييييه؟
الحج عمران مقاطعا بشدة: جرا إيه يا ابن عمران، نسيت نفسك ولا إيه؟ كيف بتعلى صوتك وآنى جاعد.
عاصم بخجل: يا بوى آنى مجصدش حاجة بس….
الحج عمران: خلاص ولا كلمة عاد.
مراد مهدئا : يا جماعة بهدوء كده، الأمور متتاخدش قفش، مفيش قلق على نور فى بيت خالها، وطالما دى حاجة هتريحها، وبعدين هى سنة وترجع هنا وتشتغل فى المستشفى بتاعتنا هنا، وتبقى تحت عنيك، ولو حصل حاجة تضايقها هناك أنا معاها مش هسيبها، وهيبقى معاها عربية بسواق عشان يوصلها حامعتها أو أى مكان تحبه.
هدأ الجميع بعد كلمات مراد، دائما هو مصدر العقل والهدوء فى هذه العائلة، وجوده دائما يحل الأزمات برجاحة عقله واتزانه.
الحج عمران: على بركة الله، مراد افتح لها حساب فى البنك وهنحط لك فى مصروف كل شهر ومتاخديش مليم من خالك، دى فلوسك وفلوس أبوكى الله يرحمه.
ابتسمت له نور بحب شديد، لم تقدر على التعبير بالكلام وقامت واحتضنته بشدة، فهو عوض من الله على فقدان أبيها.
عادت نور القاهرة من جديد، سافرت مع مراد فى سيارته ، طوال الطريق وهى مغمضة العينين، لا تريد أن ترى الطريق الذى أفقدها والديها، ظن مراد أنها نائمة، فلم يرد أن يوقظها فهو يشعر بحزنها.
مراد لنور : حمد لله على السلامة.
نور : الله يسلمك، تعبتك معايا.
مراد : متقوليش كده، أنت أختى الصغيرة، طول عمرى كان نفسي يبقى لى أخوات.
نور بابتسامة : وأنا كان نفسى برده.
مراد : أنت معزومة عالغدا فى البيت عندى النهاردة، وأهو بالمرة تتعرفى على سوزان مراتى.
نور معتذرة: معلش يا مراد، خليها مرة تانية، الطريق طويل، وأنت كمان أكيد تعبت و محتاج ترتاح.
مراد : ولا تعبت ولا حاجة، أنا بحب أستمتع بالطريق وأسوق بنفسي.
عند هذه الجملة وتأثرت نور وبدأت عيناها تدمع بشدة.
مراد بقلق : فى إيه بتعيطى ليه؟
نور بدموع: لا مفيش حاجة، بس أصل بابا كان زيك كده بيحب السواقة عالطريق.
مراد : الله يرحمه.
نور : واضح إنكوا شبه بعض فى حاجات كتير.
مراد بمشاكسة : خلاص طالما كده يبقى تعتبرينى باباكى، مفهوم؟
نور بضحك : مفهوم يا بابا، ممكن بقى تروحنى البيت الأول قبل ما أروح بيت خالى؟
مراد : حاضر، امال فين عربية خالك؟ شكلهم تاهوا.
نور : لا، أنا بعت لهنا قلت لها يروحوا وأنا هبقى آجى.
مراد : تمام، خلى بالك على نفسك هناك يا نور، ومتسمحيش لحد إنه يضايقك.
نور : ليه بتقول كده؟
مراد : مش مرتاح لمراة خالك دى، المهم لازم تعرفى إن وراك ضهر ولو مرتحتيش هناك هنوفر لك ألف مكان.
نور بابتسامة : ربنا يخليكوا ليا يارب.
وصلت نور عند بيت والدها، رفعت نظرها كى ترى المنزل من الأسفل، ظنت أنها سترى والدتها كما كانت تنتظرها فى الشرفة، ولكنها ليست موجودة، حال الدنيا تبدل، لا تقدر على النزول من السيارة، جاهدت كثيرا أن تتحرك ولكنها لم تقدر.
مراد : مش هتنزلى؟
نور : مش قادرة.
مراد : اقوى كده ولازم تواجهى الواقع، انزلى ووأنا جاى معاكى.
صعد مراد ونور للمنزل، فتحت نور الباب بهدوء، وجدت المنزل كما خاويا من سكانه، منظم ومرتب وهادئ ولكنه أصبح باردا خاليا من مظاهر الحياة، أخذت تتجول بعينيها فى كل ركن فى المنزل، هنا كان يجلس والدى يشرب قهوته المفضلة، هنا تقف أمى تعد لنا الطعام، وهنا كنت أستذكر دروسي، وهنا كنا نسهر سويا لنشاهد التلفاز، و هنا وهنا وهنا، كانت حياة جميلة هادئة، ولكن الآن لم يعد للحياة طعم بل لم يعد هناك حياة من الأساس.
جاهدت نور عبراتها ألا تهبط ولكنها فشلت فى ذلك، فنزلت دموعها أنهارا، تركها مراد تعيش هذه المشاعر ولم يود أن يتدخل فى حديث الذكريات بينها وبين نفسها، شعر مراد بالراحة داخل هذا المنزل، اتخذ كرسيا وأخذ يجول ببصره على هذا البيت المريح.
بعد فترة
خرجت نور بعد أن أخذت كل متعلقاتها، بحثت عن مراد وجدته يجلس فى الشرفة على نفس كرسي والدها، ابتسمت بشدة ؛ فهيئته كهيئة والدها.
نور : أنا خلصت.
مراد : القعدة هنا تحفة، تعرفى ناقصها إيه؟
نور : إيه؟
مراد: فنجان قهوة.
نظرت له نور بابتسامة صافية جميلة، استغرب مراد من نظرتها له والأغرب من هذه النظرة هى ابتسامتها الرقيقة.
مراد باستغراب : يا ترى إيه سر النظرة والابتسامة دى؟
نور : بص الصورة دى.
مراد : إيه ده معقول؟ ده أنااا بس على قديم شوية.
نور : ده بابا وهو فى نفس سنك، مش بقولك شبه فى حاجات كتير. 💕

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك رد