روايات

رواية لك الفؤاد الفصل الثامن 8 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الفصل الثامن 8 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد البارت الثامن

رواية لك الفؤاد الجزء الثامن

رواية لك الفؤاد الحلقة الثامنة

المشهد الثامن | لكِ الفؤاد.
تفتح أبواب الجحيم حينما تبدأ الحرب، ولكن لا يعلمون أن الجحيم يتسع للجميع.
كلماتها كادت أن تجعله أن يجن، أتسعت عيناه وهو يهب واقفًا، ظهرت عروق نحره التي تنبض بعنف، وهو يقول بلهجة صارمة:
-روحي أوضتك واقفلي الباب عليكي، وإياكي تطلعي منها، أنا جاي دلوقتي.
أنهى المكالمة قبل أن يصرخ بعلو صوته جعل “غياث” ينتفض من مكانه:
-إبن الـ(…)، دخل شقتي وخطفها وكان يقدر يخطف بنتي!!.. طب والله ما أنا سايبه.
هدر “غياث” بحدة وهو لا يفهم أي شيء من كلماته:
-في إيه يا كينج! إيه اللي حصل؟
ألتفت له بحدة قبل أن يهدر بتشنج:
-القائد بعت رجالته يخطفوا كايلاا، كسروا باب الشقة وخطفوها، بيتحداني بيها.
رمقه باستغراب شديد وهو يقول بريبة:
-يا إياس أنت موقفك غريب جدًا، أنت اللي دخلتها اللعبة دي من الأول، قلقان ليه دلوقتي؟ كان لازم تتوقع أن ردة فعله هتكون سريعة وقوية.
نظر له بغضب دفين وهو يهمس له بفحيح الأفاعي:
-وأنا مش هسيبه، هو لعب بعداد عمره لما فكر يخطفها بالطريقة دي، ومعنى أنه يخطفها بالسهولة دي، يبقى بيقولي أنت ولا حاجة.
تنهد بحرارة قبل أن يسأله بقلق:
-طب ناوي على إيه يا كينج؟

صمت قليلًا.. قبل أن يقول ببريق حازم:
-كايلاا لازم ترجع يا غياث، في ظرف ٢٤ ساعة لازم تكون موجودة قدامي.
أومئ برأسه قبل أن يقول بثقة:
-ماتقلقش يا كينج، أنا معاك، أيدي في إيدك وهنعرف نجبها تاني.
*****
فتحت عينيها السوداوين بألم، كانت الرؤية لديها مشوشة قليلا … وضعت يدها على رأسها تدلكها و من ثم حاولت الاعتدال في جلستها و اعتدلت بصعوبة و من ثم تفحصت نفسها -جسدها- و الرؤية قد وضحت، لتراه أمامها، يجلس على المقعد بإريحية مبتسمًا لها بإستهزاء، أنتفضت من مكانها وهي تتراجع للخلف برعب وهي تهدر بشراسة رغم رعشة جسدها الواضحة:
-ينهار أسود، أنا بعمل إيه هنا؟!!
أجابها ببساطة:
-انتي في جنة القائد يا حبيبتي.
وثب واقفًا وهو يضيف:
-بذمتك موحشتكيش؟
صرخت فيه بغضب عنيف:
-لو قربت مني هقولك يا قائد، وأنت عارفني كويس.
ضحك بخفة قبل أن يقول بهدوء:
-وعشان أنا عارفك مش هقرب، مع أن شراستك وحشاني فوق ما تتخيلي، بتزود رغبتي فيكي.
أرتعش جسدها أكثر وهي تهدر بحدة:
-أنت عاوز مني إيه؟ إحنا مش اللي بينا إنتهى!!!
دنى منها عدة خطوات قبل أن يتحول من هادئ متزن إلى مجنون:
-إنتهى!! أنتي اتجننت؟ انتي ليــا يا كايلاا، وأنا كنت ناوي اسيبك لغاية ما دخلتي جحر إياس الإبياري، الشخصية الوحيدة اللي مش قادر عليها وعداوة بقالها سنين، راحة تتجوزيه وكمان بتفديه بروحك!!!..
صرخت بإنهيار وهي تشعر بالعالم ينهار من حولها:
-الله يخربيت اليوم اللي شوفتك فيه على اليوم اللي شوفت فيه إياس، إنتوا عاوزين تموتوني بالبطيئ ،ارحموني بقى.
قبض على ذقنها بقوة وهو يقول بعصبية:
-أنتي اتحدتيني يا كايلاا، و كله كوم وانك تفديه بروحك ده كوم تاني.
حاولت الصراخ ولكن لم تستطع بسبب ضغط قبضة يده على ذقنها فقالت بنشيج حار:
-ده إنسان، إنســـان يا معدوم الإنسانية.
إبتسم ابتسامة جانبية قبل أن يهمس لها بقسوة:
-زي ما انتي كان عندك استعداد تفديه بروحك، هخليكي تخلصي عليه.

هنا.. دفعته بعنف فتراجع للخلف تلقائيًا قبل أن تصرخ بجنون:
-ده على جثتي، أقتل بني آدم!! أنا مش بطيقه وبكرهه بس مش لدرجة إني اقتله.
قبض على خصلات شعرها بقوة يجذبها بقسوة نحوه قبل أن يهدر بصوته الاجش:
-لأ هتخلصي عليه يا روحي، أختك وصاحبتك عندي، يا تخلصي على إياس الإبياري، يا أخلصلك عليهم.
سكنت تمامًا وهي تحدق فيه بذهولٍ مصدوم، أرتعشت شفتاها وهي تنظر له بعيون متلألألة بالدموع، ليمسح دموعها بأبهامه وهو يهتف:
-تؤتؤ، بلاش دموع، أنتي هتنفذي أمري، وأنا هسيبك وهسيب أختك وصاحبتك في حال سبيلهم.
همست بصدمة، غير مستوعبة:
-أنت كداب، لا يُمكن يكونوا عندك.
-كنت عارف إنك هتقولي كدا، عشان كدا…
أولى لها ظهره وهو يخرج هاتفه، عبث فيه قليلًا، قبل أن يلتفت لها يعرض شاشة هاتفه لها، لترى مكالمة ڤيديو، شهقت “كايلاا” بهلع وهي ترى “ميرا” فاقدة الوعي، وبجوارها “تيا” تبكي بخوف وهي تنظر حولها برعب.
رفعت “كايلاا” عينيها تنظر له بذهولٍ ليقول القائد بلهجة ساخرة:
-ها، نويتي على إيه بقى؟
هزت رأسها دون ادراك وهي تهمس برعب:
-مـ.. موافقة، متعملش حاجة فيهم وأنا هعملك كل اللي أنت عاوزه، بس ارجوك متعملش حاجة فيهم.
-طول عمرك يا كايلاا، بتحبي تضحي بنفسك عشان خاطر غيرك، الحمدلله مخيبتيش ظني.
قطبت جبينها بألم وهي تنظر له بنبضات قلب متعبة، ليشمر ذراعيه وهو يهتف ببرودٍ قاسٍ:
-عقابك بإنك لما فكرتي تحميه هو انك تخلصي عليه، دلوقتي بقى هتتعاقبي على أنك سمحتي لإياس يفكر إنك تبقي ملكه.
*****
بعد ٢٨ ساعة، كان “إياس” يتحرك بخطى سريعة نحو خارج الڤيلا الخاصة به، قبل أن تأتي له رسالة مسجلة من القائد، أشتعلت عيناه قبل أن يستمع إلى التسجيل حيث أرسل له قائلًا:
-دي كانت قرصة ودن عشان تعرف اني أقدر أوصل لكايلاا، وعشان بعزك هسيبك تلعب وتفرح بيها شوية وهترجعلي تاني، رجعتلك قطتك اللي بتقول عليها وهتلاقيها مستنياك في عربيتك، ومعاها مفاجأة صغيرة مني ليك، عشان تعرف بس إنك حبيبي.

قطب جبينه بريبة قبل أن يتحرك بخطى شبه راكضة إلى الجراچ، وشيئًا ما يخبره بأن لا يذهب، بأن هناك شيء ما، ورغم ذلك ركض حتى وصل إلى سيارته، دار حول سيارته يبحث عنها حتى تصنم فجأة في مكانه حينما رأى مؤخرة سيارته شبه مفتوحة، ويوجد دماء! كأن أحدهم ترك اصابعه الملوثة بالدماء دون قصد.
تثلج بدنه، قبل أن يهم ويفتتح المؤخرة فجأة، لتصيبه صدمة عنيفة ألجمت كافة حواسه، تجلى فكه الأسفل، وخارت أعصابه حينما وقعت عينيه عليها، متكومة على نفسها، وفاقدة الوعي بالكامل، وغارقة في دمائها داخل سيارته.
أختز جسده بعنف أثر الصدمة، وقد طغت المفاجأة بقوتها العاتية على كل مداركه قبل أن يهمس بذهولٍ مصدوم:
-كايــلاا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لك الفؤاد)

اترك رد

error: Content is protected !!