روايات

رواية جمال الأسود الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود البارت الرابع والعشرون

رواية جمال الأسود الجزء الرابع والعشرون

جمال الأسود

رواية جمال الأسود الحلقة الرابعة والعشرون

وقفت “مريم” فى الردهة داخل المستشفي صامتة وتبكي فى هدوء بعد أن وصلها خبر موت “حمزة”، انهي “جمال” الاجراءات مُجبورًا على استلم الجثمان فلم يملك “حمزة” احد غير ابنته فمهما قطعت كل علاقاتها به فهناك علاقة قوية بينهم لا يمكن قطعها مهما فعلت ولا يمكنها أنكار حقيقة كونها ابنته وهو والدها، أقتربت الممرضة من “جمال” لتعطيه الأغراض الخاصة بـ “حمزة” ثم قالت:-
-الورقة دى طلب مني أديها لحضرتك
نظر للورقة المطوية فى يدها وأخذهما، وقف قرب “مريم” ونظر إلى هاتان الصورتان اللتان بداخلهما عائلته الصغيرة زوجته الحبيبة وابنته المعذبة، فتح الورقة ليقرأها فى هدوء ونظر إلى “مريم” بإشفاق بعد قرأته للورقة وخرج مع سيارة تكريم الإنسان وترجل من سيارته تاركها بداخلها ثم أعطاها الورقة والصورة، نظرت إلى صورتها مُتعجبة أن “حمزة” رغم كل ما فعله بها لكنه يحمل صورتها، فتحت الورقة بعينيها الدامعة وقرأت الورقة التى جعلت دموعها تسيل بأنهيار تام…
(مريم ابنتي الجميلة وزهرة عمري..تشبه أمها جدًا، أنا أسف لكل ما عيشت به معي، لم اكن أبًا صالحًا لها لكني ستركها أمانة لديك، كون لها الحبيب والزوج والأب الذي فشلت أنا في فعله، أخبرها بأني لم أقصد يومًا أذيتها ولم أكرهها لكن أيضًا لم أحبها، تركتها وحيدة حتى لا يتعلق قلبي بها وينتحب من الفراق مرة أخرى إذا فارقتني، كنت خائفًا من حبها والتعلق بها فهجرتها، أقسم لك أنى لم أعشق يومًا أحد بقدر عشقي لزوجتي التى فارقتني وسلبتني قلبي بفراقها، حاولت كثيرًا قتل مريم ثم قتلي لنجتمع معًا فى عالم أخر مع والدتها، أردت أن أخذها لامها كي تراها ونعيش سويا هناك لكن فى كل مرة كانت تنجو مريم ويتألم قلبي أنا من الفشل فى لقاء الحبيبة، أقسم لك بأني لم أكرهها نهائيًا لكني أرادت أخذها معي فقط،

 

أصابني المرض من سنين وتعاطيت المخدرات حتى تساعدني فى تحمل الألم لكن مريم كانت تراني أب شيء مدمن للمخدرات وأنا قبلت بهذا حتى لا تشفق علي، أعلم أنك تحبها أكثر مني لذا رجاءًا من أب سيء مثلي لا تأذيها او تسبب لها الوجع يكفي ما ذاقته مع هذا الأب القاسي الذي رزقها الله به، أخبرها أن تسامحني فحب أمها كان مرضي الحقيقي يا جمال، كلما رأيت مريم ألمني قلبي من رؤية وجه حبيبتي فى وجهها، حاولت قتلها لكني لم أقبل بأن يأذيها أحد وربي يشهد أن عندما قتلت مختار كان لأنقاذ ابنتي منه وليس لطلب سارة، كيف لي أن أري رجل يغتصب أبنتى أمامي وأتركه… أخبرها أنها تملك أب سيء لكنه جبانًا كان خائف من حبه لها فهجرها والآن هو خائف من البقاء معها ولأجل هذا الجبن رفضت أن تغامر مريم بحياتها لأجلي.. أنا وأنت نعلم أنني لا أستحق هذا
سامحيني يا أبنتي على كل مرة أردت سرقت حياتك منك لأجل قلبي المفطور ألمًا والمنتحب وجعًا من الفراق)
شهقاتها القوية ملأت السيارة وأنفاسها لم تقوي على الخروج بل تشعر بشيء يخنقها كثيرًا، ترجلت من السيارة وتحمل فى يدها الورقة ودلفت وكان قد أنتهوا من الدفن ورحل الجميع، أستدار “جمال” وصدم عندما رأي “مريم” تأتي إلى القبر باكية وترتجف، كان يعلم أن قلبها اللين سيبكي حزنًا وألم على ما ذاقه قلب أباها العاشق فى الفراق، جلست “مريم” أرضًا فوق التراب وتحدق فى القبر المُغلق ثم قالت بتلعثم شديد:-
-أسامحك! لو كان اللى وجعك الفراق فأنا وجعنى قسوتك.. كان لازم تكلمني قبل ما تمشي
جثا “جمال” على ركبتيه وربت على كتفها بحنان ليقول:-
-أهدئي يا مريم
-خاف يحبني يا جمال، مقدرش يبص فى وشي عشان شبهها، قلبه بيصرخ من الفراق عليها… فى أب يخاف يتعلق ببنته عشان خايف يفارقها… أدينى عشت عمري معاه وهو اللى مشي، كان ضامن مننا أن أنا اللى همشي وأسيبه
قالتها بأنهيار تام ويدها مُغلقة على ورقته بأحكان كأنها تتشبث بمبرره الذي تركه حتى تغفر له كل ما فعله بها، ضمها “جمال” إليه لتجهش باكية بأنهيار تام وتُتمتم بألم ونبرة طفولية:-

 

-معقول حد يحب حد كدة لدرجة أنه يأذي قطعة من روحه، هو الحب مرعب كدة ولا هو اللى فهم الحب غلط يا جمال، أنا اللى أتظلمت ولا هو اللى أتظلم من قلبه…. ظلمته ولا هو اللى ظلمنى
ربت “جمال” عليها بلطف ولا يعلم أحقًا هذا الرجل أحب زوجته لدرجة جعلته يرغب فى قتل ابنته حتى يذهبان معا إلى محبوبته، كاد أن يتحدث لكن قطعه سقوط يدي “مريم” عن صدره للأسفل فاقدة للوعي من وهلة الصدمة التى أصابتها…..
___________________________
“قصــــر جمـــــال المصــــري”
جلست “حنان” مع “نانسي” وبعض الخدم فى السرداب حيث غرفهم يشاهدون “مريم” على التلفاز وهو واثقة وقوية فقالت “نانسي” بعفوية:-
-حد يصدق أن دي مريم اللى جت علينا عيلة وبتعيط
تبسمت “حنان” بهدوء على قوة هذه الفتاة ثم قالت بنبرة هادئة:-
-الأيام والزمن بيغيروا
تركتهم وصعدت للأعلي بعد أن سمعت صوت سيارة “جمال” لتراه يدخل من باب القصر يحملها على ذراعيه فاقدة للوعي وترتدي فستانًا أسود اللون طويل بأكمام، صعد إلى غرفتها بهدوء ووضعها بالفراش لتنظر “حنان” عليها بحزن شديد وقالت:-
-متخليتش أنها ممكن تزعل على موته
تأفف “جمال” بضيق شديد لما يحدث معها وألتف كى يغادر ثم قال:-
-خليكي معها يا حنان

 

أومأت إليه بنعم ثم غادر الغرفة غاضبًا من “حمزة” الذي يسبب لها الالم فى حياته وحتى فى مماته، ترجل للأسفل ليقابل “سارة” فى الردهة لتقول:-
-مالها مريم؟ إن شاء الله تكون بخير
تنهد بأختناق سافر من هذه المرأة ليقول:-
-كويسة، بأفضل حال بعد ما دفنت حمزة عقبالك… متستعجليش قريب برضو حازم يدفنك
دلف إلى المكتب بعد أن ألجمها بصدمة موت “حمزة”، ظلت صامتة واقفة فى محلها من الخوف هل قتله “جمال” بعد ما اختطفته لشهور، والآن حان الدور عليها لينتقم منها فصعدت للأعلي غاضبة وخائفة من هذا الرجل الذي تعيش معه تحت سقف واحد، دق باب غرفة “مختار” ولم يجيب عليها لكنها لم تتحل بالصبر ودلفت للغرفة وكانت فارغة لتُصدم عندما رأت ورقة على الفراش أنذار من المحكة بقضية الطلاق لتبتسم بخبث شديد وهى تترك الورقة وقالت بتمتمة:-
-والله أحلوت على الأخر
خرجت من الغرفة ليرن هاتفها وهى تسير فى الرواق وعندما رأت رقم هذه الفتاة التى تنقل لها أخبار “نادر” تبسمت بسعادة ودلفت إلى غرفتها مسرعة وقالت:-
-ألو
-مختار المصري لسه ماشي من عند نادر واللي سمعته أنه هيموله المشروع اللى داخله قصاد جمال المصري
قهقهت “سارة” بحماس شديد ثم قالت:-
-ههههههههه برافو عليكي، أبعتي ليا حد على النادي بليل يأخد الحلاوة ليكي
أنهت الأتصال معها بسعادة تغمرها وقالت:-
-حتى مختار عايز يقضي عليك يا جمال… لكن ليه؟ لازم أعرف السر بينكم ؟
أستعدت للذهاب إلى الملهي الليلي وعندما وصل هناك رأت “مختار” يجلس فى مكتبها وكأنه رئيس هذا المكان فنظرت إليه ببرود شديد ثم قالت:-

 

-غريبة دي
تحدث بجدية إليها وهو يحرك المقعد يمين ويسار بأستفزاز شديد:-
-أيه الغريب فى أنى أجي أشوف شغلي
ضحكت “سارة” بسخرية وهى تضع حقيبتها على المكتب ثم قالت:-
-هههههههه شغلك، أنت نسيت يا حياتي ولا أيه معلش معذور ما هو اللى مرت بيه مش قليل، دا مش ملكك دا ملكي يعنى مالكش فيه
وقف “مختار” من مكانه وألتف حول المكتب ببرود شديد ثم قال بنبرة خافتة:-
-شكلك أنتِ اللى بتنسي أن كل اللى ملكي رجع ليا
ضحكت وهو تداعب ذقنه بسخرية وقالت:-
-مش بقولك بتنسي، دا مكنش من ضمن الوصية ولا أملاك دا أنت أشترته باسمي قبل ما تتكل على الله، ودلوقت بقي طرقنا من هنا عشان ورايا شغل
جلست على مقعدها ببرود يحتلها الخبث والمكر من هذا الرجل ثم ضحكت بعفوية وقالت:-
-وبعدين بدل ما تتشطر عليا أتشطر على مراتك اللى سايبك وغرقانة فى حب أخوك
كز “مُختار” على اسنانه بضيق شديد ثم خرج من المكتب مُلتهبًا كالجمر وهو يسعى للانتقام من “مريم”…..
___________________________
“قصــــــــر جمـــــــال المصــــري”
تناول “جمال” طعامه مع والدته فى صمت لكن هذا المرة ولأول مرة تكسر “ولاء” صمته وبروده الجاحد عندما قالت:-
-هى عاملة أيه دلوقت؟
نظر “جمال” إلى والدته وهو يقطع شريحة اللحم بالسكين مُندهشًا من سؤال والدته عن “مريم” فقال:-
-أنتِ قصدك مريم؟

 

تنحنحت بحرج من كبريائها التى تخلت عنه لأول مرة أمام “مريم” وقالت:-
-اه، حنان من امبارح بتحاول تأكلها حاجة وهى رافضة، سمعت عن حكايتها ومستغربة غضبها وحزنها على موت شخص كل اللى سابه لها هو أذي وخوف
تابع تقطيع اللحم بلطف وعينيه لا تغادر الطبق وقال مُجيب عن سؤالها:-
-لأن دى طبيعتها ومش هتغيرها، مريم طيبة وبتتوجع من أقل حاجة بس فى نفس الوقت بتغفر بسهولة وتسامح، ربنا خلقها بقلب طيب لين متعرفيش دى ميزة ولا عيب فيها
صمتت “ولاء” بحرج دون أن تجيب عليه فقال بنبرة خافتة بعد أن رفع نظره إلى والدته:-
-مريم طيبة يا أمي، أتربت كويس رغم أنها كانت يتيمة الأم وتعتبر يتيمة الأب، أتجوزت بالأكراه ومع ذلك مسمحتش لحد يلمسها، ضعيفة وقد عقلة الأصبع لكن مستحيل تسمع لحد يأذيها أو يستغل ضعفها وألمها، متلومهاش على حاجة هى مختارتهاش لكن لوميها وعاتبها على حاجة هى ليها يد فيها- زى أنها ناجحة وأول ما جلها فرصة بقيت أعلامية لازم تتفرجي عليها عشان تحكمي على شاطرتها من أول محاولة
وقف من مكانه وأخذ الطبق الذي قطعه كاملًا ليصعد للأعلي حيث غرفتها لتدهش “ولاء” من فعل ابنها الي قطع الطعام لأجلها ولم يضع لقمة واحدة فى فمه حتى، فت باب الغرفة ليراها جالسة فى الفراش مُرتدية تي شيرت أسود وبنطلون أسود فضفاض من القطن وشعرها البندقي مسدول على الجانبين يحيط بوجهها الشاحب رغم أحمرار أنفها من كثرة البكاء، صامتة ولا تغادر غرفتها منذ الدفنة، جلس “جمال” أمامها وهو يحمل الطبق فى يده، تحدث بنبرة هادئة:-
-مريم

 

 

نظرت إليه بهدوء فقال بجدية:-
-ممكن تتكلمي معايا، أفهم بس دا حزن ولا غضب
بدأت تتحدث بأنهيار شديد من هذا الكم من المشاعر الذي تحمله بداخلها تجاه هذا الرجل وقال:-
-حزن !! على مين حمزة، عارف أنا كام مرة بصيت على نفسي فى المرايا عشان أفكر نفسي باللى منستهوش، مبررات… أنهي مبررات ولأيه يا جمال، لأنهي وجع وأذي يا جمال، غضب أه غضبانة لا جوايا بركان، بعد ايه جاي يقولي أنه غلطان ويقولي أسامحه، أسامح على أيه ولا أية يا جمال على قهرتي ولا وجعي وحزني، خليني أنا مجنونة وظالمة، فى واحد عاقل يحب حد الحب دا كله ويعلق كل اللى عمله دا على شماعة الحب والسبب فى الفراق…..
قاطعها عن الحديث عندما وضع قطعة من اللحم فى فمها فنظرت إليه بضيق من فعله وهى على وشك الانفجار بينما تحدث “جمال” بنبرة خافتة:-
-غضب أو حزنماشي لكن ممكن تأكلي، الأضراب عن الأكل مش حل يا مريم
أبتلعت لقمتها وهى تحدق به وتوقفت عن الحديث وهو يطعمها بيديه فى صمت، تبسم بلطف شديد إليها بعد أن أنهت طبقها وقال:-
-أحسنتي يا مريومة
نظرت إليه فهدوء شديد رغم ألمها والحزن الذي خيم على قلبها لكنها تبسمت رغمًا عنها عندما حدثها بهذا اللطف والدلال ثم قالت:-
-مريومة؟!
تحاشي النظر إليها بينما وضع الطبق على الكمودينو وهى تتابعه فى صمت هادئة، قالت بنبرة خافتة:-
-جمال
نظر إليها بصمت، سألته “مريم” بقلق شديد:-
-حمزة سابنى أمانة عندك
تبسم بغرور شديد ثم قال:-

 

-اه نفسي أعرف ليه كلهم بيسبوكي أمانة عندي
أعتدلت فى جلستها ببراءة ثم وضعت خصلات شعرها خلف أذنها بلطف وقالت حادقة بعينيه:-
-عشان أنت قد الأمانة، لازم تحافظ عليها يا جمال كلهم محفظوش عليها لا مختار ولا حمزة..
تبسم إليها بلطف ثم جذب رأسها بحنان ليضع قبلة على جبينها بدلال ونظر إلى عينيها بحب ثم قال بجدية:-
-حاططها فى عيني وقلبي ويشهد عليا ربنا
تبسمت بحماس على هذه الكلمات التى تفوه بها وقد أقترب كثيرًا إليها وعن قريب سيخبرها بالحب الكامن بداخله لأجلها، تسارعت نبضات قلبه بهذه النبضات الخافتة، نظرت إلي ربكته وتوتره الذي ظهر فى ملامحها وحبيبات العرق التى ظهرت فى جبينه لتضحك بحب شديد ثم قالت:-
-شكرًا، شكرًا لأانك معايا فى كل صعب
أخذ يدها فى راحة يده ثم قال بهدوء:-
-أنا عايزاك تبقي قوية يا مريم، عايزاك تتغلبي على خوفك وتنجحي، أنشغلي فى شغلك وأنجحي فيه، أتوصلي مع مشاهدينك وأديهم كل وقتك، ما تكتفيش بالحياة جوا أوضتك وتسيبي الخوف يغلبك، أخرجي وأعملي كل اللى نفسك فيا وأنا قادر أحميكي من العالم كله مش مختار بس، الدكتور قال أن طول ما أنتِ مستخبية فى أوضتك مستحيل تتخطي المرحلة دى، أنا عايزاك قوية وتعدي دا زى ما عديتي اللى فاتت، شاركي فى مسابقات الخيل بإيلا والمرة دي مش همنعك، أعملي أى حاجة بتحبيها وبتبسط، المهم متسبيش دقيقة واحدة فى يومك تفكري فيها فى اللى راح وعدي
-خايفة يا جمال، خايفة أفرح، مفيش مرة فرحت وفرحتي تمت، أنت أهو شايفة فرحتي بالثانوية العامة متمتش وأتوجعت لما رفضتني وفرحتى بالتخرج متمتش وظهر ياسين وفرحتي بجوازي ويوم العمر متمتش برضو وظهر مختار، أنا فرحتي مبتكملش
قالتها بحزن شديد خيم على قلبها ونبرتها ليشير لها بنعم وهو يقول بجدية:-
-هتم المرة دى هتم، لأني معاكي.. دى أول فرحة هتم

 

نظرت إلي يده الممدودة إليها ببطاقة مشاركة فى سباق للخيل بشرم الشيخ ثم قال:-
-أنا عندي شغل فى شرم ثلاث أيام، هأخدك معايا وكمان هنأخد إيلا وهتشاركي هناك، أنتِ محتاجة تغيري جوا وتخرجي من حالة الحزن دي
أومأت إليه بنعم بحماس ثم قال مُتابعًا:-
-أرتاحي دلوقت والصبح أنا هروح الشركة أخلص كام حاجة وعلى الساعة 10 كدة تكوني صحيتي نتحرك علي هناك
هزت رأسها إليه بنعم ليغادر الغرفة ثم ولجت “نانسي” لتراها جالسة داخل الخزانة الكبيرة وتجمع أغراضها من أجل السفر، جمعت ملابسها والقليل من مساحيق التجميل والكثيرة من مستحضرات العناية بالبشرة والعطور، تبسمت “نانسي” على حماس هذه الفتاة التى ظهر للتو بعد أن تواري الحزن والضعف عنها فقالت بلطف:-
-أساعدك
-لا أنا خلصت…. اه ناقص المايو
قالتها وفتحت أحد الأدراج ثم قالت:-
-أخد البينك ولا الأسود
حدقت “نانسي” بهذه الملابس ثم قالت:-
-معتقديش أن الحيرة هتكون فى اللون، هو مستر جمال هيوافق تلبسي أى واحد فيهم
تبسمت “مريم” بخبث شديد وقالت:-
-دى شرم الشيخ يا نانسي
وضعت الأثنين فى الحقيبة وأغلقتها تمامًا ثم صعدت للفراش وأخذت علاجها الذي أوصي به طبيبها النفسي وخلدت للنوم، خرجت “نانسي” من الغرفة وأغلقت الباب بعد أن أطمئنت أن “مريم” غاصت فى نومها….
جهز “حاتم” فرستها الجميلة “إيلا” من أجل السفر وحممها جيدًا وفى الصبح عندما وصلت سيارة نقل “إيلا” جاءت “مريم” إليها بسعادة ثم قالت:-

 

-متقلقيش يا إيلا
صعدت “إيلا” داخل سيارة النقل بهدوء فربتت “مريم” على عنقها وترجلت من السيارة ليغلق “حاتم” الباب ثم أنطلقت السيارة وخلفها سيارة خاصة للحراسة من أجل “إيلا” وهى أثمن شيء لدي “مريم” ، صعدت “مريم” إلى سيارته وكان “شريف” جالسًا فى المقعد الأمامي بجوار “صادق” وهما بالخلف، كان يتحدث مع “جمال” عن الوفد القادم من السعودية من أجل التعاقد معهم ويباشرون عملهم داخل السيارة بينما “مريم” صنعت قناة على اليوتيوب كي تتحدث مع مشاهدين بأريحية أكثر من القناة ليقول “شريف” بجدية:-
-أعتقد أنهم هيرحبوا بالمنتج لكن حملة الإعلانات هتحتاج مجهود أكبر، أنا بفكر أشوف وجه جديد من الممثلات اللي ليهم شعبية بين الناس تكون وجه الشركة
أومأ “جمال” له بنعم وعينيه لا تفارق التابلت بأنشغال تام ثم قال:-
-مفيش مانع أختار اللى مناسبة وهاتلى العقد وأنا همضي
-أكيد، أنا مجهز خطة متكاملة نقدر بيها نعوض المشروع اللى أخده نادر مننا
قالها “شريف” بثقة ليؤمأ “جمال” فى صمت وما زال لا يعرف من الخائن الذي سرق مخطوطته وأرسلها إلى “نادر”، وصل للفندق وأخذوا “إيلا” إلى مكان خاص أمان أختاره “جمال” من أجلها بعيدًا عن الأسطبل العام، بل كان داخل الفيلا التى أجرها “شريف” من أجل “جمال” لتظل تحت نظر “مريم” وتسهل حمايتها على “عاشور”، تحدث مسئول الفندق بجدية :-
-أبعت لحضرتك حد للعناية بالفرسة

 

نظر “جمال” إلى “مريم” فهزت رأسها بلا لأنها ستفعل كل شيء بنفسها وهى تتقن هذا العمل جدًا فقال بجدية:-
-لا متتعبش نفسك ولو أحتجت حاجة هبلغكم
غادر مسئول الفندق ودلف إلى الفيلا وكانت تتكون من طابقين فى الأعلى الغرف وبالطابق الأول كان غرفة معيشة والسفرة جوارها فى البهو وحديقة واسعة بداخلها حمام سباحة، تبسم بلطف ثم قال:-
-أنا عندي شغل مش هتأخر عليكي وحسام برا لو أحتجتي حاجة أطلبيها منه لكن رجاءًا متخرجيش لوحدك يا مريم
أومأت إليه بنعم ثم قالت بحماس:-
-متقلقش أنا كمان عندي شوية شغل وهسجل أول فيديو ليا على اليوتيوب
هز رأسه بنعم ثم غادر مع “شريف” حتى يتأكد من الغرف التى حجزها من أجل الوفد القادم بعد ساعات قليلًا، جلست “مريم” على السفرة وجهزت الكاميرا والمعدات لتسجل أول فيديو لها، أخذت دواءها لكنها ما زالت تشعر بالخوف فخرجت للخارج وكان “حسام” جالسًا فى الحديقة الأمامية مع رجلين لتقول:-
-حسام
وقف مهرولًا إليها فقال:-
-تحت أمرك، أمرني
تنحنحت بحرج ثم قالت:-
-ممكن تيجوا تقعدوا جوا! أو على الأقل أنت
نظر “حسام” إليها بحيرة فى بداية الأمر ثم دخل وترك الرجلين بالخارج لحماية مدخل الفيلا و”إيلا” حسب أوامر “جمال” جعلته يجلس على الأريكة أمامها بسبب الخوف الذي يلحقها حالما تبقي وحيدة فى مكان، لا تريد رؤية وجه “مختار” أو “حمزة” الذي يحاول جاهدًا قتلها رغم ثقتها بأنه توفي ودفنته بنفسه..
__________________________

 

وصل “راغب” إلى المكان المحدد وكان “مختار” جالسًا فى أنتظاره على أحد الطاولات، جلس بهدوء أمامه ليقول:-
-تشرب أيه؟
تحدث “راغب” بنبرة جادة قائلة:-
-مش عايز وياريت متنساش أن محامي الخصم، يعنى لقاءاتنا ممنوعة
أرتشف “مختار” قليلًا من قهوته ثم قال:-
-محامي الخصم، تطلع منك أنت يا راغب، ترفع عليا قضية طلاق
تبسم “راغب” بعفوية وثقة من نجاحه ثم قال:-
-أنا محامي جمال بيه فى الأساس وخليني أنصحك نصيحة بمناسبة أنك فتحت الموضوع دا، طلقها وأرتاح من دوشة المحاكم، لأن أتخن محامي هتجيبه ومهما كان القاضي هيحكم لصالحها لأن حضرتك مش مثال على الزوج الصالح دا غير أن حضرتك الآن 53 سنة وهى شابة لسه مكملتش 25 سنة، حضرتك فاتح نوادي ليلية وبتاجر فى أقذر التجارة وسُكري وبتاع ستات ودا أنا هثبته من أول جلسه دا غير أن ممكن لو جمال بيه وافق وحب نحول القضية من قضية طلاق لقضية تجارة مخدرات ودعارة ونفتح عيون الحكومة عليك أكثر من طلاق…. وفى النهاية هتكون خسران وحضرتك عارف دا
وقف “راغب” ليغادر المكان بعد أن ألقي قنبلته المؤقتة على “مختار” فأستشاط غيظًا وغضبًا مما يسعي إليه أخاه وهو يعلم جيدًا بانه يسير فى طريق مسدود و”مريم” ستكسب القضية بمهارة “راغب” وقذارة سمعته كزوج..
___________________________
أستقبل “جمال” الوفد القادم وأوصلهم لغرفهم فى أستقبال حار ثم عاد إليها ليراها نائمة على الأريكة و”حسام” أمامها، تنحنح “حسام” بحرج من وجوده وقال:-
-حضرتها اللى أمرتني ما أتحركش من هنا إلا لما حضرتك توصل

 

أومأ “جمال” إليه بنعم وهو يعلم بانها أصبحت تخاف البقاء وحدها وتري هذه الهلاوس التى تأخذها للموت، غادر “حسام” من المكان للخارج فذهب “جمال” إليها وحملها على ذراعيه بلطف لتشعر به ففتحت عيونها ببطيء لترى وجهه المنهك من السفر والعمل فقالت بهدوء:-
-جمال، مش هتنام شوية قولتلي مش هتتأخر
تبسم “جمال” إليها بلطف ثم قال:-
-لسه عندي شوية حاجات محتاج اخلصها
فتح باب الغرفة وأدخلها لسريرها ثم وضع الغطاء عليها وقال:-
-تصبحي على خير
تبسمت إليه بسعادة وقالت:-
-وأنت من أهلي
ترك لها بسمة لطيفة على كلمتها ثم دخل إلى غرفته أخد حمام وأرتدت ملابس مريحة أكثر من بدلته الرسمية عبارة عن بنطلون رمادي فاتح وتي شيرت أزرق ثم نزل للأسفل وصنع كوب من القهوة وجلس على السفرة يباشر عمله فى هدوء حتى سمع صوت دقات على الباب وفتح ليجد “عاشور” فنظر إليه بقلق من توتر “عاشور” وهكذا نظرات الخوف ليقول:-
-حصل أيه؟
أجابته “عاشور” بقلق شديد من القادم وقال:-
-إيلا ……

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود)

اترك رد

error: Content is protected !!