روايات

رواية جبروت امرأة الفصل الثاني 2 بقلم إيمان كمال

رواية جبروت امرأة الفصل الثاني 2 بقلم إيمان كمال

رواية جبروت امرأة البارت الثاني

رواية جبروت امرأة الجزء الثاني

جبروت امرأة
جبروت امرأة

رواية جبروت امرأة الحلقة الثانية

وحين وصل صدم مما سمعه؛ جعله يقف متسمرا كالشجرة العتيقه ذات العمر الطويل، وجذورها مشبثه في اعماق الارض يصعب اقتلاعها، وها هو هكذا قدمة التصقت بالارض، وعلامات الصدمه على وجهه، استفاق حين فتحت “سيلان” باب غرفتها اندهشت عندما رأته أمامها وارتبكت وحاولت ان تبتلع لعابها ورددت:

– ااأنت واقف من امتى يافريد؟ واية اللي موقفگ كده؟

رمقها بنظرات ارعبتها، حاول ان يتفادى اظهارها؛ لكنه فشل، ظل صامتًا للحظات يتريث فيها، لعله ينظم كلماته ثم قال بنبرة حزن:

– لأ أنا لسه يادوب كنت هستأذن عشان ادخل أنتي فتحتي الباب، كنت بوصل ساهر وقولت اسألگ انتي غيرتي الكاميرا؟

عقدت بين حاجباها بتعجب، وسألته مستفهمه:
– كاميرا أية اللي غيرتها؟
– كاميرا المراقبه اللي اتكسرت يوم وفاة فريدة حببتي.

كان يقول حروف اسمها؛ وحروفه ممزوجة بدموع الألم على ماوصلت إليه اخته من غدر، بينما هي واقفه لا تعي لكمية الامه ونزيف آهاته تحت اقدامها، لمح خداعها وتزيف كلامها الآن، كيف عرفت تتقن وتمثل عليه الحب وتخدعه بهذا الشكل ؟!
لكن عليه ان يتحمل ويصبر؛ حتى يعرف كل شيء، ولكن كيف أن يتحمل طعن نصل السيف في فؤاده دون ان يصرخ بـ آآآآه يعبر فيها عن وجعه وصراخه، نظراته لها كانت ملبده بالغيوم، غير قادره على تفسيرها، اقتربت منه ولامست بيدها ذراعه في حنو وقالت وهي مرتديه قناع الحزن :
– بصراحه لأ، المصيبه اللي كنا فيها خلتني انسى خالص، وحزني على حببتي فريده وعليگ كان مخليني في حالة وحشة جدا، حتى البيوتي مكنتيش بنزل إلا القليل.
اصاب جسدة القشعريره من ملامسته، انتفض بشدة، فقد كانت لمستها بمثابة الحية التي تزحف دون ان تشعر بوجودها بخفة شديدة، وتفوق على لدغتها السامه، وهي كذلگ؛ ناعمة جدا، خادعة بمهارة الذئب في اصطياد فريستة،.
تعجبت من من هذه الانتفاضة، واسضًا من طول صمته ونظراته لها. اومأ لها بتفهم، ورسم على محياه ابتسامة صغيرة مصطنعه بحرفية اكتسبها مأخرًا منها، ثم فاجئها بسؤاله:

 

 

– كنتي بتحبي فريدة للدرجة دي ياسيلان؟!
قالت بدون تردد واندفاع لتأكد له حبها الشديد لها، وكم لها الفضل في أنها كانت سبب معرفتها به، لكنها تعجبت لهذا السؤال، فقالت :

– أنت بتشگ في حبي لفريدة ؟!
ده أنا كنت بعاملها أحسن معامله، كنت بعتبرها أختي الصغيرة او زي بنتي، اخس عليگ يافريد، بجد أنا زعلانه منگ جدا.
اتقنت حديثها جيدًا، واكملته ببكاء التماسيح واذرفت الدموع والتنحيب من مقلتيها حتى تستعطفه نحوها، ضمها لصدرة بقوة، وبداخل قلبه نيران يريد ان يحرقها، أو يود أن يعتصرها بداخل صدره ويزهق روحها، وتحدث قائلا:
– معلش ياسيلان أنتي عارفه أنا متخبط وحالتي صعبه، مش قادر اركز، وموتها اثر فيا، اعذريني.

خرجت من براثن حضنه، وجففت دموعها وقالت:
– عارفه ياحبيبي ومقدره، ولولا الظروف دي كنت زعلت بجد، تعالى ادخل اوضتنا استريح شوية.
– لأ معلش أنا هدخل الاوضه التانيه، اصلي مش بنام كويس وبفضل اتقلب طول الليل، ومش عايز ازعجگ، تصبحي على خير.
– براحتگ، ولاون راحتي في قربگ ياحبيبي.

ولج داخل غرفته وأوصَد بابه بأحكام، وتأكد من دخولها غرفتها، ثم جلس على اقرب مقعد ووضع يده على رأسه يحاول تدليكها، لعل الألم الذي يشعر به يقل شيء ما؛ لكن في الواقع كاد أن تنفجر رأسه من شدة الغليان، أغمض عيناه بقوة ثم فتحتها على اضاءة هاتفه يعلن عن وصول رساله عبر الواتس، امسكه وجدها من “ساهر” يطمئنه بوصوله لمنزله نظرًا لقرب المسافة بينهما، حرگ اصابعه بسرعه يهاتفه، رد الاخر قائل:

– خير يافريد في حاجة؟
– أنا تعبان اوي ياساهر، لا مش تعبان بس؛ ده أنا مدبوح ومش قادر اصرخ واقول جااااي.
– ليه كل ده حصل اية يابني، أنا لسه سايبگ من دقايق؟
– ياريتگ ماسبتني، مكنتش اكتشفت ولا سمعت اللي سمعته.
– فريد ارحمني أنا مش حمل الغاز في ايه؟
– في إني بعد ماوصلتگ طلعت ورحت اوضتي سمعت سيلان بتتكلم مع والدتها وبتقولها…..

 

 

 

– ايوة يا ماما لسة زي ماهو متنيل حابس نفسه، وعايش في دور الحزن والنواح على البرنسيسه اخته، كأن الدنيا كلها مفيهاش غير اخته.
– ــــــــــــــــــــــــــ
– اه كل ما بشوفه وهو مقهور عليها بتبرد ناري، وببقى نفسي اولع فيه كمان وكمان عشان استريح، وببقى نفسي اكرر اللي عملته الف مره عشان افش غليلي منه.
– ـــــــــ
– طب خلاص شوفي اللي وراكي ياحبيبتي، معلش الشغل كله عليكي، بس انتي فاهمه لازم ابعد شوية عشان امتع عيوني من حالته، بعدين نبقى نكمل كلامنا، باي ياقلبي اشوفگ على خير.

انتهى من ما اسمعه، وتنهد بمراره واكمل:
– شوفت الندله بتتشفى فيا وفي قهرتي على اختي، طب ليه؟ عملت ايه فيها عشان تمثل علينا الحب وتتجوزني؟ كانت بتتدعي زعلها وانهيارها عليا وفي الحقيقه بتزغرط من جواها على وجعي.
قاطعه “ساهر” قائل بندفاع:
– الموضوع ده وراه سر خطير، ولازم ولابد نكشفه، ورحمة الغاليه لاجيبلگ قرار الموضوع ده، وبكره تقول ساهر قالها، استريح أنت كده، وقوم صلي ركعتين قضاء حاجة ان ربنا يساعدنا على كشفها ومعرفة الحقيقه، ونام وربنا كبير ومش بيرضى بالظلم.
– ونعم بالله العلي العظيم، ادعيلي ربنا يبرد النار اللي بتحرقني ومش قادر اعمل حاجة.
– مش لوحدگ يافريد، أنت ناسي هي كانت بالنسبه ليا أية ؟!
دي كانت عمري وحياتي اللي كان نفسي اعيشه معاها واكملها بين اديها، وترفرف حواليا زي الفراشه، ده جوازنا كان خلاص ايام، وجه الموت خطفها مني.

كان يسمعه ويتذكر صغيرته والفرحه تتطاير من حدقتها حين تم تحديد موعد زفافها، عالى صوت نحيبه دون اراده، وشاركه في البكاء “ساهر” فكلاهما يشعران بنفس الوجع والألم.

دخلت “سيلان” غرفتها والقلق تسرب إلى قلبها، امسكت هاتفها الموضوع على المنضده امامها وقامت بالإتصال بوالدتها، انتظرت للحظات حتى اتاها الرد فقالت مسرعه:

 

 

– الحقيني ياماما لما قفلت معاكي بفتح الباب لاقيت فريد قدامي، وخايفه يكون سمع حاجة.
– معقول؟! طب تصرفه كان اية؟
– ابدا كان عادي جدا، بس نظراته هي اللي قلقتني، بس اتكلم بطريقة عادية.
– طيب ده كويس، لو كان سمع حاجة مكنش سكت وقلب الدنيا عليكي.
– ياخوفي لو يكون بيدبر ليا حاجة في الخفا.
– فريد طيب وملوش في اللف والدوران، ولما بيعمل حاجة بيبقى واضح، المهم انتي قربي منه الفتره دي ونيميه في العسل، وخلية يطمنلگ اوي، إحنا داخلين على موسم قوي والشغل جامد عايزين ندخله واحنا راسنا مش مشغوله بحاجات هايفه، انتي طبعًا فهماني.
– اكيد ياماما، دي الغلطة بفورة.
– ايوة بالظبط كده، نامي وارتاحي وبكره حضري الفطار ووديه في اوضته وافطري معاه.
– حاضر ياماما، هعصر على نفسي ليمون واروحله حاضر.
– معلش ياسيلان اللي وصلناله كنا بنحلم بيه من زمان، خليه يكمل يابنتي، يالا تصبحي على خير.

اغلقت معها وتنهدت متذكره كل اللحظات التي مرت، وجمعتها بزوجها؛ امسكت معدتها وكادت أن تخرج مافي جوفها من أثر الغثيان الذي اصابها.

واشرقت شمس الصباح وأعلنت تحديها للظلام، فلابد من ظهور شعاعها ليضئ غفلة النائم من غفلته الطويله، استفاق من نومه على طرق باب غرفته؛ سمع صوت زوجته تلقي على مسامعه تحية الصباح، وبيدها صينة خشيبه واضعه فوقها طعام الفطور، تقدمت منه بخطى ثابته وابتسامه كاذبه، ووضعتها على مقدمة الفراش وقالت له:
– ياصباح الورد يافيري، أنا جبت الفطار بنفسي عشان ناكل مع بعض.

اعتدل في جلسته ونظراته ثابته عليها، صامت، ابكم لايستطيع البوح ولا الانتفاضة بمايكنه فؤاده.
جلست امامه على المقعد الموضوع بجانبه، وقطعت بيدها قطعه من الخبر مغموسه بجزء من الجبن، وضعتها داخل ثغره ورددت:
– بالف هنا وشفا.
ابتسم لها واومأ برأسه ثم ابتعلها في حلقه كأنها قطعة جمر نزلت في جوفه، لم يستطع تكملتها، انقذه طرق وسماع صوت صديقه مستأذن للدخول، نهضت “سيلان” وفتحت له ثم تركتهم وخرجت للخارج، جلس بجواره وعلمات الغضب رسمت على وجهه لوحة فنية بدقة، شد انتباه “فريد” وسأله:
– مالك مخبي عليا اية؟
تنهد بمراره وقال والشرار يتطاير من عيناه:

 

 

– أنت كان عندگ حق في شكگ، أنا لسة راجع من النيابه، وكنت بسأل على التقرير الطبي؛ عرفت بطريقتي الموضوع فيه شبهه جنائية، الوفاة سببها ارتفاع مؤشر الحراره ادت للاختناق والوفاة.
انتفض من جلوسه بفزع، وقام من مكانه واقفًا امامه يهز اكتافه وهو في حالة زهول مما سمعه، حدق عيناه وارجفها عدة مرات متتاليه، حتى يستوعب حروفها، ثم تسائل:

– إزاي…؟ !! سيلان قالت المؤشر كان على الدرجة اللي متعوده تظبطها لما تدخل غرفة السونا، اه هي بتحبها مرتفعه، بس مش لدرجة انها تخنقها، ليه تعمل كده؟

اتنهد بحيرة، وظل يجوب الغرفه ذهابًا وايابًا يفكر في حل هذا اللغز، عقله متوقف، صمت لحظة وسأله مردد:
– هو كان في حد في الفيلا معاها؟
– الصبح أنا سافرت لاسكندرية زي ما أنت عارف احضر الجلسه، وسيلان اتصلت عليا بعد ما مشيت بساعه؛ قالتلي احتمال أنها هتبات عند والدتها، رفضت عشان متسبش فريده لوحدها، وقولتلها لما ارجع تبقى تبات زي ما هي عايزة، وافقت ونزلت للبيوتي سنتر بتاعها.
– طب والدادا كانت فين؟
– كانت في اجازة قبلها بيوم، ومفروض تيجي اخر النهار.
– يعني هي كانت لوحدها في الفيلا، طب الكاميرا مسجلتش مين دخل، وخرج؟

صمت وعقد بين حاجبه، قص عليه حين تذكر طرق باب الفيلا عندما كان مغادرًا، والأمن يبلغه بكسر كاميرا المراقبه، ولضيق الوقت لم يتم اصلاحها، وطلب من زوجته شراء غيرها، هز رأسه وظلا يفكران في ملابسات الموضوع، حتى ربط الخيوط ببعضهما، وبما سمعه من حديث زوجته؛ اتضح ان لها يد في موتها، اخفض رأسه وجلس على مقعد وقال:
– كل الادله بتأكد أن مفيش غيرها ياساهر اللي عملت كده..؟!! وازاي؟ لازم امسگ دليل في ايدي، وحيات غلاوتها عندي لجيب حقها، وهندمها على اليوم اللي شافتني فيه.
ربت “ساهر” على يده وبنظره تحدي واصرار قال:

 

 

– مش لوحدگ، طاري هو طارگ، وهناخده سوا.
وقف وتوجه نحو النافذة، وفتح زجاجها واستنشق عبير نسمات الصباح وقال:
– عارف ياساهر، بس بأيدي أنا الأول، وهوريها شغل وخداع المحامين على حق، والعبها على الشناكل صح.

جلسا سويًا يتدبران كيف سيتم توقيعها في شر اعمالها، حتى توصلا لفكرة تعدل حبة الرمان، تعدل المائل.

بعد مرور وقت طويل، زاد من قلق “سيلان” طرقت باب غرفته وفتحتها قائله:
– حبيبي أنا هروح البيوتي عشان الشغل زاد اوي على ماما، عايز مني اي حاجة؟
ابتسم بسماجة لها، واقترب ممسگ بخصرها، واضعًا علي وجنتيها قبله رقيقه، وهمس لها:
– مستغناش عنگ ياحبيبتي، روحي شوفي شغلگ وأنا احتمال أنزل مع ساهر شوية كده، بس ياريت متتأخريش على العشاء عشان ناكل سوا زي زمان.
– عيوني يافيري، باي ياحبي.

خرجت وعلى وجهها ابتسامة، واغلقت خلفها باب الغرفة متوجهه إلى عملها، بينما زفر “ساهر” أنفاسه بغضب موجهًا حديثه للذي واقفًا شامخًا كالجبل الذي لم تهزه اي رياح أو اعصاير تحاول اجتياحه وتدميره، نظرات القوة والتحدي داخل حدقتة تثير الاندهاش والتعجب له وقف امامه وقال متسائلا:
– أنا نفسي أعرف انت جبت القوة دي منين؟ وازاي قادر تبتسم وتضحگ في وشها كده !! ده لو عليا اقوم من مكاني افرغ فيها مدفع رشاش وافش غليلي منها.
زفر انفاسًا عالية لكنها كانت كالاعصار يدمر من حوله، ورد عليه موضحًا:
– اخذ الحق لازم يكون بحرفه، ومش اي حرفه لازم تكون متقنه ومدروسه ياساهر، وعدوگ تنيمه في العسل وتخليه يطمنلگ اوي، وإحنا عدونا مش سهل، عدونا حيه لدعتها والقبر،
يالا بينا نقوم عشان ننفذ اول خطوة في اللي اتفقنا عليه، أنت واثق في الراجل بتاعگ.
– عيب عليگ تسأل السؤال ده !!
أنا كل مصادري متخرش الميه، ثق فيا ويالا البس عشان نلحق.
اومأ له بالموافقه، وتوجه ليرتدي ملابسه، وبعد حوالي عشر دقايق كانا في طريقهما إلى الشخص المختص الذي سوف يساعدهما فيما يريدان.

تجلس “سيلان” مع والدتها يتحدثان عن عمليتهما الجديده، وإذا تنتبه على صدح رنين هاتفها بأشعار من رقم ليس معلوم، فتحت الرسالة ووجدت لينگ عن احدث صيحات الموضة في قصات الشعر والميكب اب، فتحته دون تردد، ثم اكملت حديثها عن موعد تسليم الشحنة، وكيفية توزيعها على العملاء.

يتبع…..

اترك رد

error: Content is protected !!