روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت السابع والعشرون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء السابع والعشرون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة السابعة والعشرون

في غيابك عرفت الشوق وعشت الوحدة والحرمان، وفي حضورك أدركت معنى الحياة ونثرت البسمة فى كل مكان، علمتني كيف أحبك وأسهر الليل وأنت قمره، فقد سكن حبك في قلبي وأدرك أنك قدره
………
اتصل جلال على محمود يخبره بما حدث مع مسالم وخروجه فى تلك الحالة الغير طبيعية ولم يهتم لندائه .
محمود : غريبة دى ، بس اكيد فيه حاجة ممكن تكون مراته تعبانة ولا حاجة .
على العموم انا هتصل بيه ، اشوف ماله .
فاتصل محمود به ، ليرى مسالم اسمه على الشاشة فحدث نفسه بقهر : جولت متخفش ومحدش هيقدر يهوب ناحيتها .
واهو خدوها منى وانتم نايمين ، مبجتش خلاص محتاجكم وانا عاخد حجى بيدى .
ولم يجيب مسالم على اتصال محمود ، ولكن محمود لم ييئس وكرر الاتصال ، مما أثار انفعال مسالم ورد بحدة : نعم يا محمود بيه ، عايزين منى إيه ، خلاص انا مش محتاجكم وانا عاخد حق مرتى بيدى ومحدش هيلومنى وانشالله تعدمونى بعدها .
محمود بصدمة : هو حصل إيه لقمر ؟
اتكلم يا مسالم انا معرفش حاجة بجد .
مسالم بقهر : قمر اتخطفت يا باشا ومش بس كده ، ده ابعتلى صور*ها مع الكـلب
ليبكى مسالم بهيسترية ، وسمع محمود شهقاته التى أحزنت قلبه ، فأشفق عليه وقال : طيب بس أهدى كده وفهمنى حصل إزاى وانت موجود وفريق الحماية منتشر فى المنطقة .
فخرجت كلمات مسالم مبعثرة من بين شهقاته يقص له ما حدث .
فشهق محمود : اه فعلا موضوع القنـ…بلة ده ، طلع فشنك .
اااه يا كلاب ، يعنى هما اللى عملوا كده عشان يوصلوا لقمر .
طيب ، صدقنى الموضوع مش هيعدى بالساهل كده .
ودلوقتى هطلع قوة للبحث وفى أقرب وقت هترجع قمر بالسلامة .
_وتعال أنت عشان تكون متواجد مع القوة ، وملوش لزوم تدور لوحدك لأن المجرم ده مش لوحده دلوقتى زى ما حكتلى .
_ومش هتقدر أنت لوحدك تسيطر عليهم ، لأن الكترة بتغلب الشجاعة ..
فصرخ مسالم : لا أنا عدور على مرتى بنفسى ومش هسيب شبر غير لما أدور فيه ، ولو كانوا بعون الله مية ، أنا جوايا نـ.ار تحرقهم كلاتهم .
ليغلق بعد ذلك الخط ويسير هائما على وجهه لا يدرى من أين ببدء البحث .
ليقبض محمود على يده بغضب مردفا بحدة : غبى يا مسالم ، مش هتقدر عليهم أنا عارف وهتضيع نفسك .
_وياريت أنا أعرف أوصل للمجرم ده الأول ، بس اللى خايف منه أنه يكون قت…لها بعد اللى حصل ،وكده أقدر أقول على مسالم ربنا يرحمه برحمته .
لتخرج حملة بالفعل وكان محمود على رأسها ولكن للأسف لم يجدوا له ولا لها أثر .
******
ليمضى ذلك اليوم الحزين ويسرق شمس يوم جديد على أبطالنا
شم به جابر نسيم الحرية من جديد ولم ينسى أن يسجد لله شكر قبل خروجه من مركز الشرطة .
ليخرج ويتفاجىء بوجود أغلب العاملين معه فى المصنع وعلى رأسهم عوض .
وما أن رأوه حتى تجمعوا حوله ، يهنئنونه على سلامته .
ليغمض جابر عينيه متأثرا بحب الناس له ثم تمتم: الحمد لله الذى من عليه بتلك النعمة .
ليحدثه عوض: حمدالله على سلامتك يا واد عمى ، كفارة ان شاء الله ويارب ما تعتب رچلك تانى إهنه .
ليحتضنه جابر بحب وهمس : تسلملى يا غالى ، كيفك أنت انت وكيف عيالك .
ثم أبتعد عنه ، واخبار جاد أخوى ايه ؟
_أنا جولت أخدته عنديك أكيد .
ليشعر جابر بمن يجذبه من قميصه من الخلف مع صوته المحبب لقلبه قائلا : جابر إخوى حبيبى ، أتوحشتك جوى جوى .
فاستدار له جابر بلهفة والإبتسامة تعلو وجهه قائلا : جاد حبيب جلب أخوك .
ليلقى جاد بنفسه إليه ، فاحتضنه جابر بقوة وحمله بين يديه وأخذ يقبله بحب ثم تركه قائلا : طمنى عليك كيفك وعملت إيه وانا مش معاك .
والله أنا كنت شايل همك چوه بس غصب عنى يا اخوى سامحنى.
جاد بحزن : ربنا يخليك ليه يا اخوي وما يحرمنى منك ابدا .
_ ده انا كنت عموت من زعلى عليك ، ومكنش فيه حاچة بتهون عليه غير سلسبيل وأخوها عمران ، منا كنت جاعد عنديهم اليومين دول .
ثم إلتفت اليها قائلا : تعالى سلمى على اخوى يا سلسبيل وجوليله حمد لله على السلامة ، وتفرحى بجا ووجفى بكى .
أهو طلع وزى الفل ووشه منور .
فرمقت سلسبيل جاد بحدة مردفة بخجل : إيه يا جاد اللى عتجوله ده ، أسكت ، عيب .
ثم افترشت بنظرها الأرض خجلا بعد أن أحمرت وجنتيها وتمنت لو أن الأرض انشقت وابتلعتها خوفا من أن يكون أفتضح أمرها أمام جابر ، ويعلم أنه تعشقه ولا ترى فى الرجال غيره ويكفيها من الدنيا ام تراه أمامها بخير حتى لو لم يكن لها .
طالعها جابر بإعجاب بعد أن رأى وجهها الذى اكتسى بالحمرة من فرط الخجل وحدث نفسه : ماشاء الله ، لسه أهو فيه خير فى البنات وعيكسفوا .
جابر : تشكرى يا بنت الأصول على اللى عملتيه مع جاد ، ويترد فى يوم فرحك .
فمتعض وجه سلسبيل وحدثت نفسها : فرحة إيه بس يا جابر ، معدش ينفع طول ما جلبى أتعلق بيك .
_فكيف أتچوز حد وجلبى مع غيره عاد .
_وما فى حاچة تفرحنى غير طلتك دى وابتسامتك وإنك تكون بخير .
أحبك، ليس لأ‌نك شيء، بل لأ‌نك أجمل الأ‌شياء وأكثرها إدراكًا لمعاني الجمال، أحبك، ليس لأ‌نك نبض، بل لأ‌نّك أصدق النبضات وأكثرها إشباعًا بالنّقاء، أحبك، ليس لأ‌نك لست مجرد حبيب، بل لأ‌نّك نصفي الآ‌خر، أنت نبض قلبي.
لتردد قائلة : لا شكر على واجب .
لتستطرد بخجل : وحمدلله على سلامتك يا جابر بيه .
ودلوك أسيبك عاد ، أروح وأنت أكيد محتاچ تستريح.
ومن بكرة إن شاءالله ، تنور المصنع ونرجع الشغل كيف الأول واحسن كمان ..
فابتسم لها جابر وأجاب : بإذن الله تعالى.
لتلفت سلسبيل وتسرع فى خطاها وكأنها تطير وقلبها يرفرف بسعادة لمجرد أنه ابتسم لها .
جاد : طيبة جوى سلسبيل دى يا أخوى ، دى مكنتش بتبطل بكى من زعلها عليك لحالها وجدامى تمسك نفسيها وتقولى متزعلش وتوكلنى فى خشمى .
ياريتك كنت إتچوزتها بدل بت الجبالى دى يا اخوى .
فأغمض جابر عينيه بحزنه عندما ذكر اسم بانة امامه واستطرد بحزن : النصيب يا اخوى .
ثم إستطرد بعدم فهم :
بس ليه كانت سلسبيل عتبكى عليه عشان أتسجنت ظلم ، وصعبان عليها أكيد .
جاد : مش خابر ، بس الناس كلها عتحبك اهنه وعز عليهم يشوفك فى محنة .
جابر : الحمد لله ربنا فرچها .
وعايزك دلوك ، تروح على قصر الجبالى تچبلى غيث أشوفه عشان وحشنى جوى .
فتعجب جاد وتسائل : وليه أنت متروحش تطل عليهم ؟
فتنهد جابر بحزن : عشان خلاص يا أخوى معدتش انا وبانة ننفع لبعض وطلجتها وكل واحد بجا من سكة خلاص والنصيب بينا انتهى أكده .
فهتف جاد بمرح : أحسن حاچة عملتها ، وأنا من بكرة إجوزك سلسبيل ايه رئيك ، أروح أخطبهالك ؟
فوضع جابر يده على فمه مردفا بضحك : هوس ألا حد يسمعك ونچيب للبت الكلام .
_ أنا خلاص زهدت من جنس الحريم كله ومعدتش أفكر فى الچواز تانى .
_ انا بس اتمنى أنت أشوفك عريس وبعدين غيث بإذن الله .
ثم بدء فى السلام على كل فرد كان منتظره بحراره وحب ، حتى انتهى ثم ضم أخيه من ظهره بذراعه واتجه إلى مصنعه ، ليرتاح قليلا .
****
الأخ هو أجمل وردة في بستان العمر، وهو نبض القلب وحشاشته، وهو الوريد الذي يُغذي الفرح في القلب، وقد يكون بمثابة الأب والصديق، ولهذا يقولون دوماً: (الأخ الصالح أفضل من النفس، لأن النفس أمّارة بالسوء، أما الأخ الصالح فلا يأمر إلا بالخير)، ولا شيء يواسي النفس أكثر من وجود أخ إلى جانب القلب، يرعاه ويُوقظه في كلّ لحظة.
..
وصل باسم إلى القسم أخيرا بعد طول السفر ، وذهب حيث مكتب المقدم حسام الذى أصر أن يبقى براء به حتى فى غيابه ، حتى يأتى اليه باسم ويتم اجراءت خروجه .
طرق العسكرى الباب واستأذن لدخول باسم ، فإذن له حسام ، ثم وقف ورحب به قائلا : اهلا دكتور باسم ، فصافحه باسم بحرارة مردفا : اهلا بيك يا سيادة المقدم .
ثم التفت بلهفة إلى أخيه الجالس على الأريكة واضعا يده غلى رأسه ومائلا إلى الامام ومستندا بذراعيه على فخذه .
فهمس باسم بحنو : براء اخوى .
فرفع براء رأسه بإنكسار وراى باسم بهما القهر فانفطر قلبه عليه ، فسار إليه سريعا وانحنى بجسده إليه يضمه باكيا : اخوى وحبيبى أنت يا براء مهما حوصل .
ومتظنش إنى ممكن أبعد عنيك ابدا ، انا صوح هعاتبك لكن عتاب محبة مش اكتر يا خوى.
_ لكن وقت الشدة عتلاجينى سندك حتى لو كنت غلطان .
فبكى براء بمرارة وانكسار وهمس بنحيب : حبيب جلب أخوك يا باسم ، مكنتش اتصور يوم انك تشوفنى فى الوضع ده .
ثم أبتعد عنه وحدقه بنظراته مستطردا : بس صدجنى ولى خلق الخلق أنا مظلوم ومش أنا اللى أروح بكيفى لغضب ربنا .
فأغمض باسم عينيه متألما على حال أخيه ، ونعم أنه يدرك ذلك ويعلم أن أخلاقهم التى تربوا عليها يستحيل أن تصل بهم لذلك المستنقع .
فزفر بضيق وردد : والصور بس يا أخوى ، دى أصعب حاچة فى الموضوع ، كيف حصولت ؟
_ أنت متعرفش حال زاد دلوك عامل ايه ؟
_ دى تصعب على الكافر ، لدرجة أن شيعتلها دكتور على الجصر عشان يديها مهدء عشان تبطل صريخ .
فقبض براء على يده بغضب شديد ووقف ووجه حديثه إلى حسام : أنت لازم تشيع تجيب البت دى ، عشان تقول الحقيقة واسجل كلامها لمرتى قبل ما تروح فيها وأديك سامع كلام اخوى .
فأومىء له حسام : ماشى بس زى ما قولت لازم تكون هادى ومتتعرضش ليها بالأذى .
فزفر براء بضيق : هحاول بس أعذرنى لو اتعصبت يا حسام ، انت شايف البلوة اللى أنا فيها بسببها .
ثم ألقى بنفسه على المقعد من ورائه ولمعت عينيه بالدموع مردفا بقهر : مش خابر ازاى فيه ناس مؤذية أوى أكده وليه فى لحظة اخسر كل حاچة بسببهم .
_ شغلى وسمعتى ومرتى .
ثم لم يتحمل أكثر من ذلك واجهش بالبكاء ، فانفطر قلب باسم واقترب منه يربت على كتفه وقد اجتمعت الدموع فى عيونه هو الآخر هامسا بحزن : بس يا أخوى ، مش جادر أتحمل أشوفك أكده بتبكى .
ومدام مظلوم فتوكد أن ربنا سبحانه وتعالى مش هيهملك واصل واكيد هيظهر الحق وكل حاجة ترجع كيف الأول وأحسن .
حرك براء رأسه بأسى مردفا:كيف يا باسم وانا خلاص صورى اتحفرت فى عيونهم ودماغهم وخلاص عرفوا إنى مش ولابد .
باسم : الايام عتنسى يا خوى ،وياما سمعنا اكتر من أكده وبيعدى والناس عتتلهى فى الجديد وينسوا الجديم .
براء: ممكن لكن اللى عمرها ما عتنسى هى زاد يا باسم ، لإنى شافت منى كتير جوى .
باسم : لا متقلقش زاد جلبها طيب وعتحبك جوى وعتسامح لو عرفت أنه ملعوب مش حقيقة .
ثم أشار إلى حسام: ابعت البت اللى عيجول عليها براء ولما اكيد عتجول الحقيقة ، كل شىء عيتعدل بإذن الله.
فأومأ حسام برأسه واستدعى العسكرى ليأتى بـ نيلى من الحجز .
********
طرقت جليلة الباب لدى بانة واستئذنت للدخول ، فأذنت لها بانة .
طالعتها بانة بجمود يشوبه النفور وقالت بتعالى : عايزة ايه ، جولى وأخلصى ؟
حدثت جليلة نفسها : ملها دى على طول أكده روحها فى مناخيرها .
القصد هقولها عشان نخلص .
_ يا ست بانة ، جاد أخو جابر بيه تحت ، عايز النبى حرصه * غيث * عشان أبوه يشوفه عاد فى المصنع .
فهمست بانة بشوق : جابر طلع .
ولكنها عبست سريعا مرددة : وليه يشوفه إهناك ، يچى اهنه ، أنا مش عايزة ولدى يبعد عن عينيه ويروح المصنع , ده لسه صغير .
ثم حدثت نفسها : ايوه يچى إهنه وانا متوكدة لما يچى ويشوفونى مش عيتحمل وعيشتاق وينسى اللى فات زى ما مرة .
ثم أستطردت : روحى جولى لواد حمدان الصغير ، يعود لأخوه ويجوله عايز تشوف ولدك ، تعالى الجصر ، هى مش عتطلعه بره ، عتخاف عليه يستهوى .
حركت شفتيها جليلة يمينا ويسارا مرددة بسخرية : يستهوى !!
_ ماشى يا ست بانة هروح أقوله أكده .
فخرجت جليلة أما بانة فابتسمت واتجهت إلى خزينة ملابسها لتنتقى منها عبائتها المفضلة لدى جابر .
ثم سارت نحو المرآة تصفف شعرها الحريرى بعناية ، لتضيف لمسات بسيطة من الزينة لوجهها .
لتنظر نظرة رضا وهى تنثر عطرها الفواكه لنفسها مردفة بإعجاب : لما تشوف عتقدر يا جابر تقاوم سحر بانة ولا عتركع وتبوس الإيادى عشان أرضى عنيك وترجع ليه .
عشان انت كنت عتجول ديما إنى ملاذك الوحيد وإنك لما بتتعب من هم الدنيا ، بتيچى ليه وتستريح عشان هنسيك الدنيا كلاتها.
زفر جاد بضيق عند سماعه حديث جليلة وحدث نفسه : هى تماحيك ولا ايه ، انا مش عايزه يخش إهنه تانى ولا يشوف بانة دى ، نفسى ينساها ويچوز سلسبيل أنا حاسس انها عتحبه وهى طيبة كيف جابر ولايقين على بعض .
مش زى أم جلب جاسى دى .
_ المهم هروحله وأشوف عيجول ايه عاد ؟
سمع جابر صوت اقدام خارج غرفته فى المصنع فوقف وابتسم وأخرج صوته : غوثى جلبى أنا ، چيت يا حبيب جلب أبوك .
ليجد جاد قد ولج إليه ولا يحمل غيثا .
فدب القلق فى قلبه وقال متوترا : فين غيث ؟
حصوله حاجة ولا كفالله الشر تعبان ؟
جاد : لا زى الفل متخافش ، بس الست بانة عتقول عايز تشوفه روحه هناك عنديهم عشان هو لسه صغير وعتخاف عليه ..
فأغمض جابر عينيه بألم وحدث نفسه : مش جادر يا بانة اشوفك تانى لإنى خايف من جلبى يضعف جدامك .
بعد ما حلف ايمانات الله كلها أنه هينساكِ ويستحيل يرچع يدق ليكِ تانى .
كفايا عذاب بجا ، كفاية مشوفتش منك الا كل إهانة لرجولتى وياما صبرت عشان عحبك بس خلاص جلبى فاض بيه يا بانة .
ومهما كان فى جلبى ناحيتك فانتهى ونعتبر نفسى مريض من حبك وعطلب ربنا يشفينى منك .
بس دلوك أعمل ايه والولد وحشنى جوى ، بس خايف .
ليجد الجواب من أخيه الصغير :
_ ولو انى محبش تروح عنديهم تانى يا اخوى ، لأنهم ناس مش شبهك خالص وانت تستحق ناس تانية وجلب تانى طيب ويحبك كيف جلبك ، بس عشان حبيب جلبى غيث .
_روح يا اخوى ، بس مطولش وإياك تحن لحد كسر جلبك لإنك لو حنيت تانى ، المرة الجاية هتكون أوعر كتير يا جلب اخوك ومش عتتحملها .
فشيل الغشاوة اللى على عينيك وشوف مين عيحبك صوح..
رفع جابر بصره إليه وطالعه بدهشة وتسائل كيف لطفل مازال فى عمر الزهور أن يتكلم بتلك الحكمة ولكنه أدرك أنه لا يتكلم بلسان حاله بل ربما رسالة من الله عز وجل ليثبت قلبه ولا يضعف مرة أخرى.
ليجد نفسه يبتسم عن طيب نفس ثم ربت على كتفه بحنو مردفا بحب : ربنا يحفظك ليه يا جلب اخوك .
ومتجلجش عليه ، انا خلاص اتعلمت الدرس .
ولولا انى مش جادر أتحمل مشوفش غيث مكنتش حودت عليهم ابدا .
ودلوك أنا رايح ، تحب تاچى معايا .
جاد : اكيد أحب اشوف غيث بس بلاش أول مرة دى ، عشان اكيد ممكن يكون فيها حديت كبار ومينفعش أكون موجود .
نظر له جابر مرة أخرى بإعجاب قائلا : الله يكملك بعقلك يا اخوى .
ثم مسح على رأسه بحنو واستطرد : عسيبك دلوك وخلى بالك من نفسك عاد .
جاد : متخفش عليه ، انا راچل .
فضحك جابر : اكيد طبعا يا حبيبى ،ربنا يحفظك .
ثم تركه وغادر نحو القصر الذى يمقته ولم يشعر يوما أنه ينتمى إليه قط وانما تحمل بقاؤه هناك من أجل حبه لـ بانة ولكن الأن سيذهب إليه رغما عنه بعد أن أصبح حبه لبانة كنهر جار ولكن حل عليها الجفاف فبدء يتبخر ماؤه رويدا رويدا حتى أصبح هو الأرض الجرداء سواء .
وبالفعل وصل جابر وفتحت له جليلة واستقبلته بترحاب فهى لم ترى منه غير كل خير وكان يناديها بالخالة ويغدق عليها بالمال .
_ اهلا يا ابنى ، نورت الجصر من تانى
_ إتفضل أدخل وربنا يهدى سركم يا ابنى وتعود المية لمجاريها ..
فابتسم لها جابر بحزن مرددا : خلاص يا خالة الميه اتعكرت ومبجتش تنفع .
_ الله يكرمك بس ياريت تچبيلى غيث عشان وحشنى جوى .
اومئت جليلة برأسها مرددة : عيونى يا بيه حاضر وربنا يحفظه ليكم .
ثم تحركت نحو السلم ومن ثم إلى غرفة بانة وهى تحدث نفسها : خسارة والله جابر ده ، بس أجول ايه ربنا يسامحها وهى اللى چبته لنفسها ، بس صعبان عليه الواد الصغير .
لستأذن للدخول على بانة فأذنت لها ودلفت للداخل ، فنهرتها بانة : هو كل شوية تچيلى ليه يا ولية أنتِ ؟
ثم زفرت بضيق : عايزة ايه المرة دى ، إخلصى عشان مصدعة .
كتمت جليلة غيظها وقالت بهدوء : مفيش يا ست بانة ، كل الموضوع عايزة البيه الصغير ، عشان أبوه تحت عايز يشوفه .
فوقفت بانة وابتسمت هامسة : جابر تحت .
فحركت جليلة شفتيها بإستياء مرددة فى نفسها : شوف إزاى وشها العكر نور لما عرفت أنه تحت .
امال لزمته إيه الزعل من الأول .
لتستطرد : ايوه يا هانم تحت .
بانة : طيب سمى على الولد وبشوشيش شيليه ألا يفزع .
جليلة : حاضر يا ست هانم .
لتسمى الله جليلة ثم حملت الصغير بعناية ، لتتجه به نحو جابر .
أما بانة ، فأسرعت للمرأة تتأكد من حُسنها مرة أخرى وقالت : قمر يا بانة ، والله خسارة فيه الچمال ده كله .
_ بس يلا عشان غيث .
ثم سارت نحو الباب بعد أخرجت زفيرا حارا ، للتجه نحو جابر بخطوات واثقة مدللة .
**********
خرجت ام عطية مع ابنها الشاب عطية البحث عن الزجاجات الفارغة فى الطريق وفى القمامة وبين الزراعات لبيعها فى مقابل مبلغ زهيد يكاد لا يكفى متطلباتهم الأساسية .
ولكن الحاجة وفقرهم الشديد هو الذى دفع بيهم لعمل اى شىء يقتاتوا به .
ولا شىء يؤويهم أخر الليل سوى كوخ بسيط على أطراف القرية .
وبينما هما يبحثون عن تلك الزجاجات بين الزراعات سمعوا أنين خافت فدب الزعر فى قلوبهم وتحدث عطية : عفريت ياما
عفريت ، تعالى نچرى بسرعة .
يا ترى صوت مين ده ؟
وايه الحكاية؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *