روايات

رواية ابن رحمي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي البارت الحادي والعشرون

رواية ابن رحمي الجزء الحادي والعشرون

ابن رحمي
ابن رحمي

رواية ابن رحمي الحلقة الحادية والعشرون

-بعد مرور ثلاث سنوات في الاسكندرية؛ ينفث من فمه بعض الادخنة السامة بعد ملامسة شفتيه لهذه الملعونة البيضاء حافظة التبغ بداخلها، كان يتجرع ما بداخلها بغل واضح و كأنه ينتقم من هذه الأداة، يلبس نظارته الشمسية بوجوم داخل سيارته الفارهة، يقطع شروده مناداة سائقه الذى يقول:
“سمير بيه”
*سمير بوجوم:
“نعم”
*رضوان:
“احنا وصلنا بس بعيد شوية عن المستشفى عشان الدنيا زحمة”
*سمير بضيق:
“طيب شوف هتحجز ولا الدكتور موجود اصلا ولا ايه الظروف؟”
*رضوان:
“حاضر يا بيه خمس دقايق و راجع”
*سمير:
“و بقولك هات معاك مج نسكا فيه”

 

 

*رضوان:
“حاضر”
-خرج رضوان بينما عاد سمير الى شروده مجددا فهو لا يستطيع أن يفعل شيئا غير ذلك ليشعر بالملل بعد دقائق قليلة ثم يخرج من سيارته و يمد عصاه للأمام حيث هو ببساطة لا يستطيع المشى بدونها، أثناء مشيه في هذا المكان المزدحم صدمه مار ليميل فيصطدم بفتاة شابة و تقع كل اوراقها لتقول بسرعة:
“حاسب يا فندم”
*سمير بضيق:
“انا اسف اوى واحد حمار زقنى”
*شمس بعد ان ايقنت انه لا يبصر:
“و لا يهمك، هو حضرتك رايح مكان اوصلك؟”
*سمير:
“اه المفروض هروح احجز في مستشفي هنا بس السواق راح و اتأخر”
*شمس:
“اسمحلى اوصلك”
*سمير:
“أشكرك جدا”
-أمسكت شمس بذراع سمير ثم مشيا، أثناء مشيهما ناحية المش في قال سمير:
“الواحد بعد ما اتعمى و هو حاسس انه معادش له لازمة، حاجة تدايق فعلا”
*شمس بهدوء:
” في شخص معاه كل حواسه شغالة، بس بيدعى كل يوم انه يفقدهم كلهم”
-التفت سمير الى كلامها و كاد ان يسألها و لكن قطع سؤاله صوت رضوان قائلا:
“معلش يا سمير بيه عارف انى خليتك تستنى، كنت بس بتكلم مع الدكتور”
*سمير بوجوم:
“خلاص مش مهم تعالى اسندنى و كفاية تضييع وقت للانسة”

 

 

*شمس:
“ولا تضييع ولا حاجة انا كدة كدة رايحة هناك”
*سمير:
“ليه؟”
*شمس:
“انا ممرضة في المستشفى دي”
*سمير:
“اتشرفت بمعرفتك”
*شمس:
“انا اكتر يا فندم، ان شاء الله تعجبكوا خدمة المستشفى”
-ذهبت شمس الى وجهتها بينما اكمل سمير مع رضوان الى عيادة طبيب العيون الشهير احمد عبدالرؤوف، ما ان دلفا قام الطبيب بفحص عيني سمير ليقول بحزن:
“لسة عينيك مستحيل تتقبل العملية حاليا”
*سمير بعصبية:
“بقالى سنة عالحال ده، كل دكتور يقول لسة لسة، انا تعبت”
*احمد:
“انت عارف كويس أن الموضوع له علاقة بالنفسية و انت لسة متأثر بسبب الحادثة اللي حصلتلك”
*سمير:
“انت هتقولى عالحل ولا لا؟”
*احمد:
” في فكرة كويسة تحسن نفسيتك، ايه رأيك تغير الوسط اللي انت عايش فيه و تيجى تقعد هنا”
*سمير بسخرية:
“لا معلش انا مقعدش ف جو المستشفىات ده”
*احمد بوجوم:
“خلاص يا سمير بيه اللي يريحك بس خد الأدوية دي و حاول تكلم دكتور نفسى
*سمير:مش هكلم ايه زفت، عن اذنك”

 

 

-وقف سمير بغضب ليمسك رضوان بذراعه و يخرجا من الغرفة متجهين الى السيارة حيث يقوم رضوان بتوصيله الى فيلا في أرقى الأحياء في مدينة الاسكندرية، ما ان عاد سمير وجد اخوه الاكبر حسام الذى قال:
“ايه الأخبار يا سمير؟”
-جلس سمير دون الرد مع وجه متجهم لتقول سمر (زوجة حسام):
“يا سمير غلط التفكير في الماضى، انت مش متقبل تنسى ولا حتى تدي مجال تدي لنفسك فرصة تانية، و كل دكتور بيقول نفس الكلمة، قرنية عينك مش هتستحمل و لو لقدر الله اتعملت و فشلت مش هتقدر تعملها تانى”
*سمير بضيق:
“يوووووه هتفضلوا تعيدوا الكلام ده كتير؟!، لو زهقتو منى، أنا مش عايز ارجع اشوف تانى خالص، ارتاحتوا كدة؟”
-قام سمير ليمد عصاه نحو الامام متجها الى الغرفة، قبل ان يصعد على درجات السلم توقف على صوت حسام قائلا:
“هتفضل فاكر الموقف ده لحد امتا؟ ما خلاص يا سمير موقف و اتنسى لازم تعيش حياتك، انت مش اول واحد اتخدعت يعنى”
-صمت سمير ثم صعد الى غرفته و هو يزفر بضيق، ما ان جلس على السرير قام بمد يده داخل الكومود ليخرج سيجارة ثم يشعلها، ما ان نفث أول دفعة بخار توالت إلى رأسه ذكرى الحادث الشنيع الذى تعرض له، فلقد تألم بشدة وقتها ليس لأنه فقد بصره بل لأن زوجته كانت أحد المخططين لهذا الحادث و ذلك فقط لتستطيع الحصول على كل امواله، حتى بعد أن تم زجها في السجن إلا انه قد فقد الثقة في نفسه تماما فكان فقدانه لبصره عاملا مكملا يضيف عليه هما فوق هم، قطع شروده طرق باب الغرفة ليقول:
“ادخل”
-دلف حسام الى الغرفة ثم جلس على سرير سمير قائلا:
“اسمعنى يا سمير انا مش هاكلمك بصفتى أخوك الكبير لا انا عايزك تعتبرنى بابا الله يرحمه، و زي ابوك بقولك ادي لنفسك فرصة تانية يا سمير مش معنى انك وقعت مرة يبقى مينفعش تقوم تانى، مش معنى أن في حد خدعك يبقى كل الناس كدابة، اكيد ف يوم هتلاقى اللي يسمعك و يفهمك و يعوضك عن اللي فات و بمعنى أصح هتعتبره نور عينك”
*سمير:
“انت عايز تقول ايه يا حسام؟”
*حسام:
“رضوان قال أن الدكتور عرض عليك تفضل في المستشفى فترة و يكلمك اخصائي نفسى عشان تبقى مستعد للعملية”
*سمير بغضب:
“يووووه، حاضر يا حسام حاضر هروح و اريحكوا منى خالص”
*حسام بسرعة:
“لا انا مكانش قصدي…”
*سمير مقاطعا و هو ينزع نظارته:
“حسام لو سمحت أخرج انا عايز انام”
*حسام بحزن:
“تصبح على خير”

 

 

*سمير:
“و انت من اهله”
– في اليوم التالي ذهب سمير برفقة رضوان و أخيه حسام الى المستشفى، حيث أخبرهم احمد بالغرفة التي سيجلس فيها سمير، اثناء طريقهما إلى الغرفة سمع سمير صوت الممرضة تنادي بصوت عال:
“يا شمس فين ملف المريض رقم 65؟”
*شمس:
“معايا تعالى خديه يا فيروز”
-مع ان الأعمى يملك غمامة قاتمة تأسر قوة بصره إلا أنها تزيد من قوة سمعه، و لهذا انجذب انتباه سمير بسهولة لصوت الفتاة التي تحدثت للتو، انها نفس الفتاة التي حدثته بالأمس، انها نفسها التي أثارت جدلا في عقله بسبب كلمتها العجيبة:
” في شخص معاه كل حواسه شغالة بس بيدعى كل يوم انه يفقدهم كلهم”
-قال حسام بصوت عال:
“سمييير”
*سمير بانتباه:
“هه في ايه؟”
*حسام:
“انت اللي في ايه؟ عمال أناديك و انت ولا هنا”
*سمير:
“عايز ايه؟”
*حاسم:
“ادخل يالا الاوضة”

 

 

-دلف سمير الى الغرفة و دلف خلفه احمد و هو يقول:
“هتجيلك الnurse اللي هتشرف على علاجك كمان دقيقتين”
-استدار احمد ليخرج ليوقفه سمير قائلا:
“يا دكتور”
*احمد:
“نعم يا سمير بيه”
*سمير:
” في nurse هنا اسمها شمس ممكن تخليها هي اللي تيجى تشرف على علاجى”
*احمد بدهشة:
“اكيد طبعا، ايه شيء يديك راحة نفسيه يبقى يتنفذ”
-خرج أحمد ليقول حسام بتساؤل:
“مين شمس دي؟”
*سمير:
“شخصية كلمتها امبارح في الطريق”

 

 

*حسام باهتمام:
“و ايه لفت انتباهك ليها؟”
*سمير:
“و الله باين انها حزينة و مش شايفة امل في الدنيا زيى بالظبط، مين عالم يمكن نعرف نتفاهم و نتكلم، انت قلت لى اشوف شخص يكون نور عينى بس عايز اسأل هو انا ممكن اشوف النور ده من عيون حد مش عايز يشوفه؟”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابن رحمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *