Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث والعشرون 23 والأخير بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث والعشرون 23 والأخير بقلم فرح طارق

في فيلا اللواء رفعت..
دلفت الخادمة لغرفة مكتبه بعدما سمح لها بالدخول و وقفت أمامه باحترام وهدوء واردفت : رفعت بيه فيه واحد برة عاوز حضرتك.
– مين؟
– قاسم.
نهض رفعت وابتسامة ترتسم على وجهه، وغادر متجهًا لرؤية قاسم..
بينما في الخارج كان يقف وهو يتلفت حوله عسى أن يراها ويروي زهرة الاشتياق التي نبتت بداخل قلبه فور رؤيتها للمرةِ الأولى..
التفت قاسم على صوت رفعت المرحب به، وابتسم له وهو يمد يده وبادله رفعت السلام، وجلس الإثنان أمام بعضهم..
قاسم بلهفة : وافقت؟
– هو أنا لحقت يا أبني! بعدين مش قولنا يومين؟ ده سواد الليل هو الي عدا..!
– أيوة ما أنا جايلك ف شئ مهم جدا..
طالعه رفعت باهتمام بينما تحدث قاسم بتوتر حاول إخفائه : فرح أختي بعد أسبوع و.وكنت بقول يعني لو يبقى فرحي معاها..
رفعت بغضب : نعم! 
– أهدى بس، وبعدين لسة أسبوع يعني معاها وقت تجهز وتجيب فستان وتظبط كل دنيتها، وأنا مش مستعجل عليها والله.
– فرح إيه الي بعد أسبوع! أنا لسة مكلمتش البنت أصلا!
نهض قاسم واردف – حلو يبقى اكلمها أنا بدالك.
– أقعد يا قاسم و أنا هكلم براء بس أنسى الفرح يكون بعد أسبوع.
قاسم بتصميم : لأ هيكون، إيه الي مستحيل؟ وانسى ليه؟
كاد أن يتحدث رفعت ولكن قطع حديثهم صوت فتاة عرفه قاسم فور سماعه، واستدار وعلى وجهه ابتسامة عريضة واردف : أهي جت اسألها بقى.
وقفت براء بخجل بعدما كانت تصرخ بإسم والدها واردفت : ا.. أنا آسفة م.. معرفش أن فيه حد مع حضرتك.
كادت أن ترحل ولكن استوقفها والدها وهو يردف : تعالي يا براء كنت لسة هبعتلك دلوقت 
– نعم يا بابا؟
جلس رفعت وتنهد بضيق من قاسم ومن سرعته واردف : قاسم طالب ايدك مني.
أكمل قاسم حديث رفعت : وهو وافق وحدد معايا الفرح بعد أسبوع.
نظر له رفعت بغضب بينما ابتسم له قاسم وأكمل : مش صح يا عمي؟
نظرت براء لوالدها وعينيها أدمعت من كثرة خجلها، ونظر لها قاسم واردف : موافقة؟
براء بتوتر : م..معرفش.
كاد أن يتحدث قاسم مرة أخرى ولكن قاطعه رفعت : يا أبني استنى! 
أخذ رفعت ابنته وهو يتوجه لغرفة المكتب واردف : استنى هنا هتكمل مع بنتي شوية وجاي اشوفلك حوار الفرح الي عايزه بعد أسبوع.
اردف بجملته الأخيرة بسخرية ودلف للغرفة بينما جلس قاسم بانتظار خروجهم مرة أخرى..
في الداخل..
براء ببكاء : إزاي هتجوزه؟ لأ طبعا مستحيل!
رفعت بهدوء : ليه يا براء؟ 
حركت رأسها بهستيريا وهي تردد : مينفعش، مينفعش اتجوز خالص..
اقترب منها رفعت وهو يضمها لاحضانه ويحاول تهدئتها : ليه؟ الولد بيحبك! ومتشوفيش هيتجنن إزاي ويكلمك ويعرف موافقة ولا لأ! تعرفي إنه لسة فاضل يومين وهو جه النهاردة! 
براء ببكاء : لأ مينفعش بابا أرجوك قوله لأ هو لو عرف الي حصل هيمشي.
– ومين قالك إنه معرفش؟ عرف ولسة واقف برة مستنيكِ وبيتمنى إنك توافقي.
براء ببكاء وخوف : لأ مش عاوزة أرجوك خليه يمشي، أرجوك يا بابا.
طالعها رفعت بيأس وخرج من المكتب ليحادث قاسم بينما هوت هي على الأرض بقدميها وضمت جسدها لصدرها وهي تتذكر ما حدث معها من عامين ونصف ودموعها تنهمر وجسدها يرتجف بشدة..
في الخارج..
قاسم بلهفة : وافقت؟
حرك رفعت رأسه بياس وقص على قاسم ما حدث..
قاسم : طيب تسمحلي أدخل أنا اكلمها..؟ هما كلمتين بس هحاول بيهم معاها وهخرج تاني مش هتأخر.
طالعه رفعت لثوانٍ بتردد، بينما قابله قاسم بنظرات ترجي حتى يوافق، و وافق رفعت على مضض ودلف قاسم لغرفة المكتب..
نظر حوله، حتى وجدها جزء من جسدها ظاهرًا من خلف المكتب وهي جالسة على الأرض تبكي..
تقدم قاسم ناحيتها وجلس بجانبها بهدوء، واردف : ليه رفضاني؟
انتفضت براء فور سماع صوته وكادت أن تنهض بخوف ولكنه أمسك بذراعها واجلسها مرة أخرى واردف بهدوء : عمي برة، واقف ع الباب ف مفيش داعي تخافي مني، بس عاوز أتكلم معاكِ شوية ممكن؟ 
لم تجيبه بينما أكمل هو حينما استشعر موافقتها المترددة : ليه رافضاني؟ أنا مش عاجبك؟
حركت رأسها بمعنى لا، واردف قاسم : لأ إيه؟ لأ عاجبك، ولا لأ مش عاجبك؟
اخفضت رأسها بخجل واردفت : ق.. قصدي إنك ملكش علاقة.
– إزاي مش أنا الي عاوز اتجوزك؟
دق قلبها بعنف شديد أثر تلك الكلمة، لا تعلم شعورها، افرحةً من نطقها بأنه يرغب بالزواج بها؟ أم خوفًا !!
– براء..
عاوزك تردي عليا وتقولي إيه الي جواكِ، إيه هي مشكلتك؟ خايفة مني؟ مش حابة الجواز خالص، فيا حاجة مش عجباكِ، قوليلي لأن كل ده ف ايدي إني أحله معاكِ بس أعرف إيه الرفض!
براء بصوتٍ منخفض بالكاد وصل لاذنيه : ب..بابا حكالك الي حصل؟
انخفض برأسها ناحية وجهها واردف بصدق : مش سامع علي صوتك شوية أو قولي تاني وأنا قربت أهو..
ارتجفت بخجل وخوفٍ من اقترابه وحاولت الإبتعاد ولاحظ قاسم ذلك ف أبتسم بداخله وابتعد عنها، واردف : طيب علي صوتك شوية وانتِ بتقولي لأني مسمعتش قولتي إيه.
– بابا حكالك الي حصل صح؟
– أيوة.
براء بدموع : وده مشكلتي.
– وايه المشكلة ف ده؟ حاجة حصلت معاكِ ملكيش أي ذنب ودخل فيها إيه المشكلة؟ بس بردوا مش فاهم التأثير عليكِ من أي ناحية، خوفك مني مثلا اجي ف يوم أذكرك بالنقطة دي؟ ولا خوفك من حاجة تانية؟
اردف جملته الأخيرة وهو يضيق عينيه وقد رمى بمغزاه وهو يتمنى بداخله أن تفهمه، بينما صمتت براء بخجل حينما وصلت إلي المغزى من جملته واخفضت رأسها واردفت : إن هو إن أنت أكيد تستاهل حد أحسن.
قاسم وعيناه تلمع بحب : والاحسن ده هو انتِ ف عيوني.
– هه!
قالتها براء ببلاهة ف تلك هي المرة الأولى التي يتغزل بها أحد بهذا النحو الصريح، ف هي طوال حياتها منعزلة عن الجميع، ليس الانعزال عن الأصدقاء ولكنها لا تحب صداقات من جنس آخر ودائمًا تبتعد عنهم، ف هذا ما رُبيت عليه من والدها، بأن علاقتها بالجنس الآخر تكون في حدود محارمها فقط، وليس شخصًا آخر يكن اجنبيًا عنها..
– هو أنت حافظ القرآن؟
سألته بتلقائية منها ولكنها صمتت مرة أخرى بانتظار رده.
قاسم بدهشة من سؤالها بل صدمة، ف هو لم يتوقع ذاك السؤال قط : إيه؟
– هو أنا آه مش محجبة بس كنت بفكر ف الحجاب، وأنا حافظة نص المصحف، وبصلي، وأنت؟ 
تنهد قاسم واردف : بصي يا براء، معنى سؤالك إنك بتفكري ف الموافقة صح؟
براء بتوتر : ي..يعني آه.
قاسم بجدية 
– تمام بصي، مش هقولك حياتي كانت زي المسطرة، أنا أصلا مش بصلي، ليا جانب ف حياتي كلوا غلط، بس الجانب ده طردته منها من قبل ما أشوفك بفترة، الجانب ده كان خروج وسهر وبنات، آه رجل أعمال وليا أعمال خيرية كتير وده ملهوش علاقة بشغلي وبعمل ده علشان جوايا جزء بيحب كدة بحب أساعد الناس بيه، بس أنا بعيد أوي عن الصلاة والقرآن، بس أكيد عارف ديني وعارف فيه حاجات كتير جدًا بس للأسف ف الجانب الي قولتلك عليه من حياتي ف أنا مش بعمل بـ ديني فيه، من فترة قريبة بعدت وبدأت أغير من نفسي، أبعد عن الجانب ده واحذفه خالص من حياتي، وانتِ قولتي إنك حافظة نص المصحف، فحفظيني انتِ النص ده، ونحفظ أنا وانتِ الباقي 
جلس مقابلًا لها وأكمل حديثه بجدية أكبر 
– أنا شوفتك يا براء وقلبتي كل حياتي، رتبتيها ورتبتي قلبي وتفكيري وكل حاجة، كنت متشتت ف حاجات مش حاجة ويوم ما عيني وقعت عليكِ وكل حاجة جوايا اترتبت، لو رفضك ليا بسبب إنك خايفة مني ف أي حاجة ف لأ، عمري ما هاجي ف يوم واذكرك بالنقطة دي لأني مش هخلي ليها وجود ف حياتك أصلا، ومش هكلمك واعظم ف نفسي بس..
نظر لعينيها التائهة بين كلماته وأكمل حديثه بنبرة حانية لمست أعماق قلبها : بس أكيد انتِ فيه حاجة جواكِ بتقولك متخافيش مني، صح؟ وأكيد فيه ف قلبك ولو ذرة إحساس بأنك متخافيش.
ابتسم بثقة وهو يجد مفعول تأثير حديثه عليها، وأكمل 
– بصي أنا قولت لعمي إن فرحنا يكون آخر الأسبوع، نتجوز وخدي وقتك الي تحبيه ف إنك تعرفيني وتثقي فيا وتحبيني..
ثم نظر لعينيها وأكمل بنبرة حازمة 
– بس ف بيتي، وأحنا مع بعض، هتقدري تعرفيني بشكل أسرع، وتاخدي عليا بشكل أسرع، هيكون قدامك متاح كل الفرص بكدة، وأنا أوعدك إني هديكِ كل الوقت الي تحبيه، وده كله علشان بحبك.
دلف رفعت للغرفة بعدما كان يقف بالخارج يستمع لحديثهم، حاول الابتعاد ولكنه لم يقدر، ف تلك هي ابنته، فتاته، مدللته الصغيرة، لم يأمن يومًا أن تتحدث مع أحد، لم يتحمل يومًا أن ينظر لها أحد، وخاصةً بعدما حدث معها كيف يأمن لشخصٍ مرة أخرى على ابنته؟ يعترف بأنه استشعر حب قاسم لها، واستشعر ثقته، حتى بحديثه معها الآن ومحاولته في اقناعها، ف محاولة قاسم اقنعته هو بشخصه، ف ماذا عن ابنته؟
وقف رفعت أمامهم ونهض قاسم وهو ينظر لبراء التي لازالت الحيرة مرتسمة على ملامحها و وجها، ف جزء بداخلها يخبرها بالمجازفة والموافقة، وجزء آخر يخبرها ألم يكفي ما حدث معك؟ جزء يقول ماذا إن كان صادقًا..؟ والآخر ماذا إن كان كاذبًا..؟ بداخلها كل شئ وعكسه، وكل ما بداخله قرأه قاسم بملامحها..
قاسم لرفعت : أنا كلمتها، وفكري لحد بكرة، لأن الفرح آخر الأسبوع، بعد خمس أيام، علشان يكون قدامك وقت تجهزي فيه وتشوفي هتعملي إيه والفستان وكل حاجة.
– هو أنت هتعملي فرح؟
نظر لها قاسم نظرة مطولة نهاها بحديثه : وليه لأ؟ هتلبسي احلى فستان، بس أنا مختاره يا براء، من أول يوم شوفتك وأنا مختار الفستان، هتبقي فيه زي أميرات ديزني، زي ما شوفتك أول مرة افتكرت إنك هربتي من أميرات ديزني بجد!
ضحكت براء بخجل بينما ابتسم هو وأكمل : بعد إذن عمي هاخد رقمك، وهبعتلك صورة الفستان، وأول ما تقولي موافقة بعدها بكام ساعة هيكون عندك ف البيت، علشان تشوفيه وتقسيه وتشوفي المقاس، برغم إني واثق بأنه مش هيحتاج أي تعديل.
صمتت براء ولم تجيب ونظر قاسم لرفعت واخبره : أنا همشي دلوقت، وف إنتظار رد حضرتك عليا.
خرج قاسم ورفعت خلفه، و وقف عند بهو الفيلا، واردف رفعت : مش ملاحظ إنك شتت كل تفكيرها؟ 
التفت له قاسم واردف بهدوء : أنا وضحت ليها كل حاجة وسيبتلها حرية الإختيار.
رفعت بسخرية : حرية الإختيار الي أنت واثق بأنها هتختارك فيها؟
وضع قاسم يديه بجيوب بنطاله واردف بثقة : مش يمكن واثق ف حبي ليها؟ وحبي واثق إنها شافته وحسيته؟
– وايه الي يخليني أثق ف كلامك واديك بنتي؟
قاسم بتفكير : للأسف مفيش، مفيش غير كلامي يا رفعت بيه الي تثق فيه، بس من كلامك إن أنت سمعت كلامي معاها صح؟ ف أكيد مش هقولها كل ده ف الهوا..! وهيكون إيه غيتي بأني أضحك عليها..؟
– ماضيك للأسف يا قاسم.
زفر قاسم بضيق واردف 
– الماضي، أنت سمعتني وأنا بقولها وبصارحها بيه، أنا كشفت ليها كل حاجة، عرفتها إني مش ملاك، بالعكس أنا كنت بعمل ذنب من أكبر الكبائر للأسف، و وضحت ده قدامها، وكشفت ليها كل حياتي، ومن ضمن الي كشفته حبي ليها، وهي ليها حرية الإختيار بردوا، وحرية الإختيار واثق بأنها هتختارني يا رفعت بيه..
أكمل حديثه بنبرة صادقة : واثق لأني بحبها فعلا وكنت بدور عليها وأنا معرفش عنها حتى غير إسمها.
– مش ممكن يكون إعجاب وحبيت تعرفها.؟ 
– أنا مقدر حبك لبنتك، ومقدر بردوا إن الي حصل يخليك تشك ف الهوا الي حواليها، بس أظن إن أنت معاها، ولو ان ده لا يمكن يحصل بس أنا لو عملت أي حاجة ف أنت ف ضهرها أكيد، ولا إيه؟
– عيلتك مجتش ليه؟
– علشان عارفين إنك هترد بعد يومين، وميعرفوش إني جيت النهاردة، وبابا ما هيصدق اكلمه دلوقت ومسافة سكة وهيكون قدامك.
تقدم رفعت ناحية قاسم و وقف أمامه واردف 
– مش هنكر ارتياحي ليك من أول ما دخلت عليا يا قاسم، بس بردوا مش هنكر الجزء الي جوايا الي خايف على بنتي وع الي متبقي جواها، وزي ما أنت قولت، أنا وراها وف ضهرها، هلاقي أي لحظة غدر منك بيها وتخليك عن أي كلمة قولتها ليها، ف أنا الي هكون قصادك.
ابتسم قاسم بثقة واردف : متقلقش، مش هتيجي اللحظة دي، لأني عمري ما نويت على كدة.
– هشوف بنتي وارد عليك.
– في الإنتظار..
صمت لثوانٍ وأكمل : على أحر من الجمر.
غادر قاسم ورجع رفعت لابنته، و وجدها ذهبت لغرفتها وصعد إليها..
طرق الباب وسمحت ابنته بالدخول ودلف الغرفة و وجدها جالسة على الفراش بشرود..
دلف رفعت وجلس أمامها واردف 
– متفكريش بأني ممكن أوافق على سرعته بأني اجوزك وخلاص! ولا تفكري بأن ده ليه علاقة بأي حاجة حصلت، لأني نسيت الي حصل يا براء، بس أنا لو هوافق ف أنا موافق لأني شايف حبه ليكِ بجد، وهو كلمني وقالي إنه حابب يعمله مع فرح أخته الوحيدة..
احتضن وجهها بين يديه، وأكمل بحنان أبوي 
– وأنا وراكِ و ف ضهرك مش هسمح لأي شخص يمس شعراية منك يا براء، حتى لو مين، ممكن اهد العالم كله علشان، خليكِ دايمًا رافعة عينك ف عين أي حد، واعرفي إني واقف وراكِ، وإن مفيش حد ف الدنيا يقدر ياذيكِ طول ما أنا موجود.
احتضنته براء واردفت بدموع : ربنا يخليك ليا يا اجمل اب.
ضمها رفعت لصدره واردف بحنان 
– ويحفظك ليا يا حبيبتي.
ابتعدت براء عنه واردفت : أنا سألته إذا كان حافظ القرآن ولا لأ، بس قالي لأ، كنت نفسي يكون حافظه ويحفظني الي مش حفظاه زي ما أنت حفظتني نصه، بس هو قالي إنه عاوزني احفظه الي أنا حفظاه ونحفظ الباقي سوى.
– يعني انتِ موافقة؟
اخفضت رأسها بخجل واردفت بتوتر : آه.
ضمها لصدره مرة أخرى واردف : مبروك يا حبيبتي، ربنا يتملك على خير وافرح بيكِ.
ضمت شفتيها واردفت 
– أنا كنت عاوزة أختار الفستان بنفسي 
– طب شوفي الي اختاره مش يمكن يعجبك؟
توسعت عينيها بحماس 
– تصدق عندك حق؟ خلاص قوله يبعته.
– لأ سبيه لبكرة لحد ما هو الي يتصل.
– افرض متصلش ومشي؟
احتضن رفعت وجهها بحنان واردف 
– لو مشي يبقى مكنش موجود، الي يمشي من غير ما يتمسك ويفضل وراكِ، يبقى هو مكنش معاكِ من الأساس، الي معاكِ هو بس الي بيدوم ليكِ، وبيفضل وراكِ مهما حصل يا براء.
مَرت الايام على الجميع، في سعادة وفرح وتجهيزات لفرحتهم الكبرى، ف سوف يقام زفافين، قاسم وشقيقته..
جاء اليوم المنتظر للجميع، و وقف قاسم بالاسفل بانتظار عروسته حتى تنزل إليه ويشبكها بين ذراعيه ويعلن للعالم ملكيته لها..
وزياد يقف بجانبه، بانتظار معشوقته واسيرة قلبه وروحه، عشق طفولته ومراهقته ونضجه، عشق كل مراحل حياته ستُزف اليوم وتذهب معه لعالمه الذي صنعه من صغره خصيصًا لهما..
تقدم ماجد ناحية زياد الواقف بتوتر بانتظار نزول معشوقته، واحتضنه بلهفة واعين دامعة واردف : خلاص كبرت وهشوفك عريس؟ والله ما مصدق يا زياد! 
ابعده عنه وعيناه ممتلئة بالدموع، واحتضن وجه زياد بيد، وباليد الأخرى جاسر الواقف بجانب زياد واردف : كنتم سندي من يوم ما وعيتم على الدنيا، ربنا يشهد ويعلم بأن محدش فيكم تعبني ف يوم، بالعكس كنتم خير الأبناء ليا، فخور بيكم انتوا الاتنين، وبأمكم الي قدرت تربيكم وتطلع كل واحد فيكم راجل كدة، راحتي اتكتب ف الدنيا من يوم ما شيلت كل واحد فيكم على أيدي، الأول جاسر وبعدين زياد، كبرت وشوفت كل واحد فيكم عريس و مراته ف ايده..
احتضن الإثنان وبكى ثلاثتهم، وجميع من كان واقفًا معهم، واردف جاسر وهو يبتعد عن والده ويمسح دموعه ومن ثم مد يده لمسح دموع والده وأخيه : ويشهد ربنا إنك كنت لينا خير الأب، وفرت لينا كل حاجة كويسة، مش فلوس لأ..حنان وحب واهتمام واحتواء لينا إحنا الاتنين، وهبتلنا سيرتك الحلوة وسط كل الناس، والتعظيم الي بيتضرب لينا لما بنروح مكان ويعرفوا إننا ولاد ماجد المهدي.
أكمل زياد حديث أخيه واردف : ربتنا على إننا نحب بعض ونكون سند ودعم لبعض، واننا نكون ضهر وسند لأختي وأمي ومراتي، هيبتنا و وقوفنا قدامك بالثقة دي كنت أنت السبب فيها.
احتضنهم مرة أخرى واقتربت شروق منهم وضمت ولديها وسط أنظار ماجد المشتعلة بالغيرة، ولكن غلب عليها الموقف..
اقترب ماجد من قاسم الواقف يطالعهم بحب شديد، وهو يحتضن كتف والده ويطالعه بفخر، ومن ثم ترك كتفه واردف بضحك : أنت عارف إني مليش في الجو الي هما عملوه وكدة، بس..
حك رأسه ونظر لوالده مرة أخرى واردف : بس شكرًا لكل حاجة عملتها معايا، من تربية وحنية وكل حاجة قدمتها ليا بدون مقابل أنت وماما، قعدت فترة كبيرة بعيد عنكم وأنا قاعد ف القاهرة وسايبكم ف البلد بس كنت ف القاهرة عايش باسمك وسُمعتك أنت، أهم حاجة اتعلمتها منك إني أحب الإنسانة الي هتشارك حياتها معايا، اتعلمته من حبك لماما وتعاملك معاها، علمتني بأني علشان أكون راجل فعلا لازم أكون الأول راجل مع مراتي، راجل بحنيتي واحتوائي ليها واهتمامي بيها، اديتني كنز ف تربيتك ليا هفضل شايله ف قلبي العمر كلوا.
احتضن هشام إبنه وهو يبكي من حديثه واردف من بين بكاءه 
– أنت أول فرحتي يا قاسم، جتلي بعد تعب كبير أوي وحاجات كتير حصلت خلتني أفقد الأمل من إني ممكن أكون أب كويس لعيالي، جيت للدنيا وغيرتها معاك، حياتي أنا وامك بدأت من يوم ما أنت دخلتها وقبلها كنا مستنيينك بس.
ابتعد قاسم عن والده ونظر لماجد، واردف ماجد بضحك : قاسم دا أنت قعدت ف بيتي أكتر ما قعدت ف بيت أبوك..
أكمل حديثه بنبرة حانية : ربيتك زي ولادي بالظبط، رغم نقاري أنا وأنت بس ده من غلاوتك عندي، غلاوتك الي هي ف نفس غلاوة جاسر وزياد، كنت ومازالت بحبك لدرجة إن جاسر لحد ما كان عنده ١٧ سنة كان مصدق إنك أبني وأخوه بس بتروح تقعد شوية مع هشام وترجعلنا تاني متخيل؟
ارتمى قاسم بأحضان ماجد، الذي ربت على ظهره بسعادة غامرة واردف : مبروك يا قلب أبوك.
التف الجميع وجود براء وهي تمسك بيد والدها حتى تنزل للأسفل، وصعد هشام من الناحية الأخرى لإحضار ابنته..
نظر لها قاسم بعشق وشغف شديد، وعيناه تلتمع من فرط سعادته وهو يرى حريته تهبط الدرج أمامه بطلتها الملائكية، ف كان فستان الزفاف عليها كمان أخبرها كانت تشبه حقًا أميرة من أميرات ديزني، بعينيها الزرقاء..
هبطت براء وتشابكت يدها بذراع قاسم، الذي قبل رأسها اولًا وأخذ يدها من يده والدها و احتضنها بذراعه وعيناه تتحدث عن عشقه وسعادته بها..
بعد ثوانٍ وقفت صبا، بطلتها وهي تمسك بيد والدها، وابتسامة ترتسم على وجهها بسعادة غامرة، وهبطت الدرج مع والدها بطلتها الساحرة التي خطفت الأضواء صوبها..
احتضنها زياد فور رؤيتها بدموع الفرح واردف : مبروك يا قلب زياد..
بكت صبا من فرط سعادتها وضمها زياد مرة أخرى..
ذهب الجميع للقاعة، وبدأوا بالاحتفال، وباحدى الجوانب كان يقف أحمد وزوجته، ف هم جاءوا من أمريكا لحضور زفاف زياد، ف أحمد صديق جاسر من طفولته..
سجى : شكلهم حلو أوي يا احمد.
قبل أحمد رأسها واردف 
– اولدي واوعدك هلبسك احلى فستان فرح، ونعمل حفلة ليا أنا وانتِ ونعمل أحلى فوتوسيشن ونصنع ذكرى حلوة تفتكريها العمر كلوا.
طالعته سجى بسعادة واردفت : بجد يا أحمد؟
قبل يدها بعشق جارف واردف بنبرة عاشقة : بجد يا روح قلب أحمد.
على الجانب الآخر أمسك أسر بيد ليان واردف بحزم : ليا اثبتِ بقى! كل شوية اجيبك بترقصي من حتة شكل! 
ليان بتأفف : يوه! فرح أخويا وصاحبت عمري وبنت عمي وابن عمي، سيبني بقى يا أسر! 
أسر بغضب : هو إيه الي سيبني؟ اسيبك ترقصي والناس تاكلك بعنيها؟ ما اقف اسقفلك بالمرة! 
ضمت ذراعيها بضيق واردفت : هتزفت جمبك أهو يا أسر ارتاحت؟ خليني كدة معرفش أطلع أم الكبت الي جوايا.
– وهو هيطلع بالرقص؟
– آه.
اقترب من أذنيها بخبث واردف : خلاص أوعدك نروح وافضلي ارقصي طول الليل..
ثم نظر لعينيها بعشق وتملك 
– بس ليا، ليا أنا وبس يا ليان، مش مسموح لأي شخص يبصلك بس غيري، ويشوف جسمك وهو بيميل كدة غيري، أنا وبس.
على الجانب الآخر وقفت فريدة تهنئ صبا بسعادة بها، وأخذها كيان وذهب حتى يلقي السلام على جاسر وزوجته..
ذهبت معه فريدة و وقف كيان أمام جاسر واردف 
– مبروك يا جاسر.
مد جاسر يده واردف بإبتسامة : الله يبارك فيك يا كيان، وحمدلله على سلامة المدام.
مدت فريدة يدها واردفت : ازيك يا أبيه جاسر؟
ومن ثم مدتها لشيري التي غصبًا عنها كانت تطالعها بغيرة شديدة : ازيك يا شيري؟
ابتسم لها جاسر واردف : بخير الحمدلله.
ولم تجيبها شيري بل اكتفت فقط بالابتسام بمجاملة، وسحبت فريدة يدها بخجل..
بينما اردف كيان بتساؤل : انتوا تعرفوا بعض؟
نظرت فريدة لكيان واردفت : آه أبيه جاسر يبقى إبن اونكل ماجد الي كنت قاعدة عندهم.
حرك كيان رأسه بتفهم، واردف : اها تمام.
شيري بتساؤل : هو جوزك؟
نظرت فريدة لشيري واردفت : أيوة يا شيري.
ابتسمت لها شيري بارتياح شديد، واردفت : مبروك يا فريدة على جوازك.
– الله يبارك فيكِ، ممكن أتكلم معاكِ شوية لوحدنا؟
– أكيد 
رحلت فريدة مع شيري، و وقف كيان وجاسر مكانهم، واردف جاسر توضيحًا للأمر : هما كانوا صحاب شوية بس حصل خلاف بينهم أكيد بيحلوه سوى.
رفع كيان حاجبيه بتفكير واردف : يمكن، اخبار شغلك إيه؟ عرفت إن يوسف سافر برة مصر وأبوه مات.
– أيوة، هو أصلا كان هياخد أبوه معاه، بس للأسف مات قبل ما يسافروا.
– هو أنت عملت ايه علشان تبعده عنك؟ 
– مش أنا ده بابا، كلمه وساومه بفلوس ياخدها ويسافر ويوسف وافق لأن بابا خسر شركته كلها، ف مكنش قدامه حل تاني و وافق.
كيان بضحك : ماجد بيه مطلعش سهل نهائي.
– خالص .
على بعد أقدام منهم، وقفت فريدة أمام شيري واردفت بتوتر : عارفة علاقتي بيكِ عاملة إزاي، بس والله عمري ف يوم ما كرهتك، وعاوزة أوضح حاجة ليكِ، أنا أبيه جاسر كان بالنسبة ليا أبيه جاسر وبس، ولما كان بيزعق معايا كتير وف مرة ضربني بالقلم ف ده علشان الدكتور بتاعي ف الجامعة كان بيضايقني كتير وأنا عندية، بس الي اكتشفته إن الدكتور ده كان عاوز يأذي عيلتكم وأبيه جاسر كان مخليه بعيد عن صبا وليان، وقالي كتير لما يكلمني أعرفه وأنا كنت بعاند ومش بقول، علشان كدة ضربني بالقلم وقتها، لأني زي صبا وليان بس، متفكريش أي حاجة تانية، بس الي كان واضح جدًا بأنه بيحبك وفوق ما تتخيلي، وفيه موقف حصل وأنا عايشة معاكم وقتها كنت بليل وكنت قاعدة فالجنينة وابيه جاسر رجع سكران وكان شارب كتير، وقعد ف الجنينة وفضل يكلمني عنك وبيقولي قد إيه بيحبك، وإنه بيحب قاسم علشان هو منك انتِ.
امسكت فريدة بيد شيري واكملت بصدق :, يومها انتِ شوفتينا ومدتنيش أي فرصة إني أقولك الي حصل، أو كان إيه الكلام الي بيتقال، و يوم ما أبيه جاسر قال إنه يتجوزني ف ده من كل الي بيحصل ف كان واضح علشان يحرك مشاعرك ناحيته وبس، وأنا مش عايزة يكون فيه سوء تفاهم بينا من اللاشئ، أنا متجوزة وبعشق كيان، وهو كمان، وانتِ أكيد بتحبي أبيه جاسر وهو بيعشق وده كان من كلامه، ف مش عاوزة يكون فيه مشاكل بينا، وخاصةً أن كيان نقل عيشتنا هنا ف القاهرة بعد ما حصلي مشاكل ف البلد واتخطفت بسبب عمه، وأنا هنا مليش حد غيركم، وعمري ما هدخل البيت وانتِ معندكيش أي رغبة من ناحيتي ومش حباني.
ابتسمت لها شيري بسعادة من حديثها عن جاسر وعما أخبرها به، ف حقًا هذا هو ما كانت تريد سماعه فقط، واردفت : واحنا هنا والفيلا بيتك التاني وانا مش أصلا هنقل أنا وجاسر ف شقة لوحدنا، وهستناكِ تجيلي فيها يا فريدة تقعدي معايا، وصدقيني الي فات أنا نسيته خلاص، وده كان فعلا سوء تفاهم وأنا ده كان نابع من غيرتي على جوزي، وخلاص الموضوع اتحل.
احتضنتها فريدة بسعادة وهي تشعر بأن جزء كبير من داخلها قد انزاح، ف قد كان جزءًا ثقيلًا عليها بشدة..
لحظات مليئة بالمشاعر الصادقة مرت عليهم، لحظات سعادة وفرح ربتت على قلوب الجميع، لحظات كانت تخبر الجميع بأن مهما مر من العمر ف العوض في الإنتظار، مهما تأخر سيأتي بالأخير، ومهما رأيت بحياتك ف الله ليس غافلًا عن ذلك، وتأخيره ليس سوى لأنه يجهز لك شيئًا يمحي من قلبك ما رأى من قبل.
وجاءت لحظة رحيل الجميع..
تشبثت شيري بذراع جاسر فور مغادرة قاسم وبراء، وزياد وصبا..
جاسر بقلق : مالك يا شيري؟
شيري بدموع : ج..جاسر..
أغمضت عينيها بألم شديد وهي تكتم صراخها بينما حملها جاسر مسرعًا وصعد بالسيارة وذهب بها للمشفى..
وخلفهم مروة وهشام، وماجد وشروق، وعمرو ورنيم ومعهم أسر وليان..
في المشفى..
ظل يأخذ الطرقة ذهابًا وايابًا والقلق ينهش صدره، وهو يتذكر حينما كانت تلد قاسم ف هي لم تتأخر هكذا حينها..! 
وقف هشام خلفه و وضع يده على كتفه واردف محاولًا لتهدئته : يا أبني أهدى مش كدة! هتقوم بالسلامة متقلقش..
جاسر : إزاي مقلقش؟ مراتي بين حياة وموت يعتبر ومقلقش! 
ابتسم هشام عليه وهو يتذكر نفسه وقت ولادة مروة، ف قد كان يبكي لأجلها..
– عارف بس اتماسك شوية، وعارف إيه شعورك دلوقت وبإذن الله هتقوم بالسلامة هي وبنتك، أفضل اشغل دماغك وتخيل لما تولد هتسمي البنت إيه؟ تفتكر هتكون شبه مين؟
ابتسم جاسر وهو يتخيلها حقًا تشبه شيري، بينما ابتسم هشام لنجاحه باخراجه من توتره وقلقه..
– شبه شيري أكيد شبهة.
اندفع من مكانه ناحية غرفة العمليات فور سماع صوت بكاء صغيرته، وتقدمت ناحية الطبيبة بلهفة وهو يتسأل عن شيري : شيري عاملة إيه؟ هي كويسة؟ 
الطبيبة بإبتسامة عملية : الحمدلله بخير، بس حصل نزيف وقدرنا نلحق البنوتة، وحمدلله على سلامتهم هما الاتنين.
زفر جاسر بارتياح، واردف بتساؤل : طيب هشوفها امتى؟ هي فاقت؟
– هتتنقل لغرفة عادية، وشوية هتكون فاقت بإذن الله.
رحلت الطبيبة بينما تقدمت شروق وهي تحمل حفيدتها ناحية جاسر الواقف بانتظار خروج شيري واردفت : نفس لون عينيك.
نظر جاسر ناحية صغيرته وابتسامة ترتسم على وجهه وعيناه تلتمع بالسعادة، ولكنه اردف : مش شبه شيري؟
شروق بضحك : لسة ملامح الطفل مش بتبان دلوقت، يعني قاسم ف أول شهور ليه خد شكلنا كلنا، أبوك وأنا وشيري لغاية غادة جه ف وقت كان واخد شكلها..! بس ف الآخر ثبت وهو شبهك أنت، ف اصبر يبقى عندها كام شهر ونعرف هي شبه مين.
احتضنه ماجد واردف بسعادة : مبروك يا حبيبي.
– الله يبارك فيك يا بابا.
تقدم صديقيه (أحمد وكيان اللذان جاءوا خلفهما) ..
أحمد وهو يحتضنه بسعادة : مبروك يا جاسر..
ثم أكمل بمرح : بس بردوا بنتي أحلى من بنتك، بنتي عيونها زرقا وبنتك زتوني.
كيان بمرح : خلاص كل واحد فيكم بقى اب قبل مني؟
لف احمد ذراعه حول كتف زوجته وهو يضمها إليه واردف بفخر : آه معايا بنتي ومراتي هتجيب ولد بإذن الله.
كيان : وعرفتوا منين إنه ولد ما يمكن بنت؟ 
أحمد بضحك : لأ أنا حاسس إنه ولد، وإحساس الأب ميخيبش أبدا.
تدخل ماجد بحديثهم واردف بضحك : يبقى هيخيب يا أحمد، أنا ف كل عيل كنت بفكر وبحس بحاجة وبيطلع عكسها.
كيان : ليه بتصدموا يا عمي! سيبه على عماه كدة علشان نيجي نشمت فيه بعدين.
أحمد : طب إيه رأيك يا كيان لاخد مراتي دلوقت أعرف هتجيب واد ولا بت! أنا كنت مأجلها شوية بس والله لأعرف دلوقت.
هشام : يا أبني مش إحساسك الي بيطلع صح أصلا، إحساس مراتك هو الي بيطلع صح ف النهاية..
ثم وضع يده على كتف ماجد وأكمل بضحك : أسأل مجربين.
ضحك الجميع بسعادة بينما دلف جاسر لغرفة زوجته التي انتقلت عليها، وجلس بجانبها وهو بانتظار أن تفيق..
أمسك يدها بلهفة حينما شعر بهمهماتها المتألمة، وظل يقبل يدها بعشق وشغف كبيران، وهو يردد إسمها..
فتحت عينيها و ابتسمت له بارهاق وتعب، بينما قبل هو جبينها واردف بإبتسامة : حمدلله على سلامتك يا روح قلبي.
شيري بوهن : الله يسلمك يا روحي، هي فين؟ عاوزة أشوفها يا جاسر.
قبل جبينها مرة أخرى واجابها : حاضر يا قلب جاسر.
دلف بعد وقت وهو يحمل صغيرته وخلفه عائلته، وتقدم ناحية شيري التي حملت ابنتها فور رؤيتها وظلت تقبلها ودموعها تنهمر من فرط سعادتها..
شيري بسعادة : واخدة لون عينيك يا جاسر، حلوة أوي..
نظرت له بسعادة واردفت : هنسميها ايه أنت قولت أنت هتسميها.
جاسر بإبتسامة عاشقة : وتين، هسميها وتين، ومعناه الشريان الرئيسي المتصل بالقلب وبينقل الدم للجسم، بس هي هتكون الشريان الرئيسي لعشقي ليكِ.
#تمت_بحمد_الله
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك رد