روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل السادس عشر 16 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل السادس عشر 16 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد البارت السادس عشر

رواية أصفاد الصعيد الجزء السادس عشر

أصفاد الصعيد
أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة السادسة عشر

يجلس وليد في الظلام كما اعتاد منذ قدومه لذلك المكان .. اغمض عينيه بينما عقله يدور فيه حديث سليم عن موت رحيم وكيف خطط لذلك سريعًا..

شق سكون الليل صوت صريخ ليتنفض وليد من شروده اثر ذلك الصريخ الذي يعلو تدريجيًا..

اسرع للخارج ليري مصدر الصوت ..وجد العم صالح يهرول في الخارج أيضاً بينما يتحدث بصوت عالِ قائلاً بصعوبة: حد يلحق فرح هانم حد يلحقها ..

أوقفه وليد قائلاً: هي فين ومالها في اي ..!

حاول صالح التقاط نفسه ليتحدث بصعوبة قائلاً: في حريق في الاسطبل وفرح جوا ..

لم ينتظر وليد صالح ليستكمل حديثه ليسرع للاسطبل سريعاً ليري اين هي ..
وقف إمام الإسطبل ليري صراخ سليم علي الأشخاص الذين يمنعونه من الدخول للداخل ليخرج فرح ..

اسرع وليد للداخل لإخراجها بينما النيران تندلع من كل الإمكان حوله .. لم يستطيع رؤيتها بسبب الدخان الكثيف المتصاعد من حوله ..
حاول أن يتبع صرخها الذي ينخفض تدريجياً حتي توقف نهائياً ..

رآها ترتمي علي الارض بجانب أحد الاعماد أمامه ..
اقترب منها ليخلع الجاكيت الخاص به سريعاً ويضعه عليها ليحملها ..
هم بالخروج سريعاً قبل اغمائه هو الآخر بس الدخان الكثيف ..
اقترب منهم سليم فور رؤيته لوليد الحامل فرح بين يديه .. ليتحدث قائلاً: مالها بتي .. قومي يا بتي انا مش فاضلي غيرك يا حبيبتي ..
حاول وليد افاقتها ولكنها لم تفق ودقات فؤادها تنخفض تدريجياً.. بينما دموع سليم تسقط من عينيه وهو يراها لا حول ولا قوة أمامه..
كان وليد في حاله صدمه وهو يرأي دموع سليم النجعاوي المعروف بجبروته وظلومه..

صعد وليد للأعلي ليضعها علي السرير الخاص بيها بينما سليم يصعد خلفه سريعاً وهو يحدث الطيب الخاص بها ليأتي علي الفور ..
وضعها وليد علي السرير ليشرد في ملامحها الضعيفه والساكنه .. لتقع أمامه ذكري مشاكستها له وهي تظنه حرامي اقتحم حديقتها المميزه ..

افاق علي صوت سليم الباكي وهو يمسد علي شعرها ويتمتم قائلاً: متروحيش مني يا بتي أنتِ اللي فاضله من ريحه الغالي يا بتي ..

لاحظ وليد مجئ الطيب ليأتي ب الغطاء الموضوع أمامه ليدثر تلك الراقده بيه .. تجاهل اسئلته التي تدور في عقله حول فعله ذلك..! لكنها سرعان ما تلاشت وهو يري الطبيب يقترب من فرح ليري ماذا بها..

اغمض الطيب عينه في يأس ليوجه حديثه ل سليم قائلاً: مش هكدب عليك يا سليم بيه بس حاله القلب ضعيفه جدا عند فرح هانم .. سبق وقولتلك أنها متتعرضش لاي دخان كثيف أو صدمه ..

قاطعه سليم قائلاً: قولي نعملها اي وانا اعمله يا دكتور اهم حاجه تبقي كويسه ..

استكمل الطيب حديثه قائلاً: انا عملت اللي في ايدى والباقي هحدده بس لما تصحي .. ادعيلها ..

جلس سليم علي الكرسي أمامها وهو يتمتم قائلاً: مش هقدر اخسرك زى ابوكي اللي راح مني يا بتي ..بس النهارده لازم افرحك اني خلاص هاخد بطاره وحقه هيرجع ..

مازال وليد يقف في الجهه الأخري ولكن بعد حديث سليم بدأ عقله بربط الأحداث ببعضها لمعرفه سبب تلك العداوه القديمه بين الهواريه والنجعاوي ..

*********************

كانت تختفي خلف تلك الستائر لترى رقص رحيم بالعصاه وهو يجلس فوق الفرس الخاص به ..
سمحت لنفسها في تأمل هيئته فكان يرتدى جلباب اسود ويزينها تلك العمامه البيضاء لتجعله وسيم أكثر مما تتوقع..

آفاقت من تآملها علي يد وداد التي شعرت بنظراتها الهائمه..

ابتسمت وداد قائلة: شكلك بتحبيه جوى يا فيروز ..

ابتسمت فيروز بينما وجنتيها تشع حمره من الخجل .. لتنظر ل وداد وهي تغير مجري الحديث قائلة : اومال ريم فين دا كله ..

انتبهت وداد لغيابها منذ وقت ليس بقصير لتتحدث قائلة: من ساعه ما قالت هترد علي التليفون وهي مظهرتش تاني ..
استكملت فيروز حديثها قائلة بقلق: طب تعالي نشوفها ..

بينما علي الجانب الآخر..
تجلس ريم والصدمه تحتل معالمها منذ حديثه معاها وذهابه ..
عاد حديثه لذاكرتها من جديد …
***
تركتهم وذهبت للخارج لتهم بالرد ولكن انقطع الاتصال ..
تمتمت لنفسها قائلة بنفاذ صبر : قطع الخط تاني ياربي علي دى شبكه ..

ولكنها فُزعت بالصوتِ الآتي من خلفها
_ اتجنيتي يا بت عمي اياك..

التفتت خلفها بذعر ولكن سرعان ما تلاشت تلك المعالم ليحل محلها ابتسامه مشرقه جعلته في حاله لا يرثي لها ..
لتتحدث قائلة: خضتني يا حسام والله ..

ابتسم حسام قائلاً: لا دا كدا انا محتاج عقاب علي اللي عملته دا ..

انطلقت ضحكتها لتعود لإبتسامتها من جديد قائلة: لا قلبي الطيب مش بيخليني اعاقب حد اصلا ..

انطلقت ضحكاتهم..
ليسمح لنفسه بالشرود في ضحكتها التي يهتز لها فؤاده .. اكتشف بأنها غيرت لفت الحجاب الخاصه بها لتصبح أكثر جمالاً وتميزاً .. كانت تردى فستان من اللون الكشمري المتلام مع بشرتها القمحيه يزينه حجابها من نفس اللون الذي يزيدها توهجا..
افاق من شروده علي يديها التي تلوح أمامه وصوتها الذي يعلو قائلة: اي فينك يا عم ..

نظر حسام لمُقلتيها قائلاً: ريم تتجوزيني..

تلاشت ابتسامتها وتغيرت ملامحها لتحل محلها الصدمه لتتحدث قائلة: اي..!!
عاد حسام طلبه مره اخرى قائلاً: تتجوزيني ..
ليستكمل حديثه قائلاً: انا بصراحه بحبك من زمان من ايام ما كنتي طفله قدامي .. وكنت عاوز اخد الخطوه دى من فترة لحد ما قدرت اقولها دلوقتي ..

تماسكت ريم لتتحدث قائلة: بس انا شايفاك اخويا وبس يا حسام يعني مشوفتكش الشخص اللي بتتكلم عليه دلوقتي ..

تلاشت ابتسامته لتتلألا الدموع بعينيه ولكن استكمل حديث بتماسك قائلاً: اعتبريني مقولتش حاجه خلاص .. وزى ما كنت انا اخوكي ولو احتاجتي اي حاجه قوليلي ..

ليتركها ويذهب ولكن فؤاده تحطم الآن وهو يري أمنيته طوال العشرين عاماً تتلاشي أمام عينيه لتفر دمعته تمرداَ علي تماسكه الزائف..
ازالها حسام سريعاً ليرسم بسمته من جديد ليقف بجانب شقيقه في اهم يوم في حياته …

بينما تقف ريم علي الجانب الآخر وهي تشعر بطحتمه ولكن عقلها يبث لها بأن ما فعلته صحيحاً حتي لا يتعلق بها ..

*******
آفاقت من شرودها علي هزه فيروز لكتفيها وهي تتحدث قائلة: ريم .. مالك يا ريم ..

اوقفتها ريم قائلة: اي يا فيروز انا كويسه اهو مفيش حاجه ..
نظرت لها فيروز في شك قائلة: متاكده ! بس وشك مش بدل انك كويسه .. تعبانه فيكي حاجه ..

اؤمت ريم رأسها بالنفي ..
لتتحدث قائلة: يلا بينا نشوف كتب الكتاب هيكون ازاى ..

ذهبت فيروز خلفها ولكن فؤادها يخبرها بأن ريم تخفي شيء ما ..

تعالت الزغاريد بعد فتره قصيره معلنه علي إتمام الزواج وتعالت أيضاً الطلقات النارية الذي تعلو تدريجياً..

أغمضت وداد مُقلتيها في سعاده وهي تنظر لكرم من الأعلي.. ليبادلها كرم نظراتها الحنونه وهو يتأكد بأن فؤادها أصبح اسيره ..

بينما تعلقت عيون فيروز بعيون رحيم الذي يراقب تحركاتها وكأنها تتحرك علي بساط فؤاده ..

بينما حسام لم يرفع عينيه من امامه وهو يعيد حديثها من جديد …

******************
يجلس كرم في جناحه في منزل والده وأخيرا بات منفرداً بيها في غرفه واحده ..
فهو أصبح زوجها وأصبحت تحل له ويحل لها .. تذكر إيمانه بأنها ستصبح له يوماً ما ها قد حان ..
نظر لها ليجدها تقابله بنظراتها التي يسكن فيها حباً كبيرا له ..
ليمنحها ابتسامه قائلاً: اخيرا بقيتي ليا.

ابتسمت علي حديثه قائلة في خجل : انت احسن اختيار ليا يا كرم ..

خفق فؤاده لحديثها فاحتضن وجهها ليقربها منه قائلاً: وانا بحبك من ساعه ما وعيت وشوفتك قدامي يا وداد ..

ابتسمت وداد وقد ضربت الحمره وجنتيها ..

ابتسامتها كانت له إذن ليقتحم عالمها وتصبح زوجته قولا وفعلا ليصبح درع لها وتصبح هي حصن لفؤاده..

**************************
في الجناح الخاص برحيم ..

تجلس فيروز علي السرير وقد بدلت فيروز ملابسها ل بچامه ورديه .. بينما شعرها يتطاير حولها في تمرد
ولكن عقلها يتطاير ل ريم الذي لم تتفوه بحرف منذ قدومها من هناك .. لم تمزح كعادتها ولكن سيطر عليها الحزن ..
لم تنتبه فيروز ل رحيم الجالس أمامها ويتأملها في صمت ..

انتبهت له لتتراجع للخلف قائلة : بسم الله ..

انطلقت ضحكاته التي أصبحت اسيرتها ..
ليتحدث قائلاً: لدرجادي سرحانه ومخدتيش بالك مني ..

هدأت فيروز من روعها قائلة: كنت بفكر اي مفكرش!..

ابتسم رحيم ليستكمل حديثه قائلاً: طب يلا يا بكاشه عشان تسمعي الورد بتاع النهارده ..

ابتسمت فيروز لتذهب من أمامه لترتدى الاسدال الخاص بها وتجلب المصحف لتعطيه لها ؛ليبدوأ في التسميع الخاص بكلا منهما ..
انتهي رحيم وجلس أمامها ليحدثها قائلاً : لو حصل اي حاجه حافظي علي الورد دا يا فيروز متقطعهوش ابدا حتي لو جه يوم ومكنتش موجود ..

شعرت بالحزن الذي يحتفظ به في مُقلتيه لتقترب منه قائلة في قلق: مالك يا رحيم في اي !؟..

ابتسم رحيم ليستكمل حديثه قائلاً: انا كمان شويه ورايا مشوار ولازم اقضيه بس مش عارف هرجع منه ولا لا ..

انقبض فؤادها ولكن سبقتها دموعها علي وجنتيها لتتحدث قائلة: يعني اي مش هترجع تاني ..

انطلقت ضحكاته قائلاً: سهل يضحك عليكي علي فكره ..

نظرت لها بغضب قائلة : يعني اي !..

استكمل رحيم حديثه قائلاً: ايوه كنت بهزر معاكي ..

كادت أن تبحث عن شيء بجانبها لتلقيه بها ولحسن حظه وجدت المخده لترميها عليه بغضبِ قائلة: انت رخم علي فكره ومتهزرش معايا تاني ..

اقترب منها ليحضتنها قائلاً: أهدى خلاص ..

استكملت حديثها وتلك الدموع تنهمر علي وجنتيها قائلة: لا مش ههدى.. انا مش هقدر استحمل خسارتك يا رحيم انا خسرت كل حاجه في حياتي ومش مستعده اخسرك انت كمان صدقني ..

خفق قلبه لحديثها كان يود بأن يلقي كل شيء خلفه ويبقي معاها ولكن واجبه يحتم عليه بالذهاب وإنقاذ أهل بلدته ..
بعد فتره ليست بطويله شعر رحيم بإنتظام أنفاسها وقد ادرك استغرقها في النوم ..
ليهم بالذهاب لوجهته المنتظره وقدره المحتوم ..

***********************
بجناح حسام ..

يجلس في الظلام المنتشر حوله بينما دموعه تتمرد علي وجنتيه وهو يتذكر أيام الطفوله التي قضاها وهي أمامه وضحكاتها التي تقفز في مخيلته لتجعله في حاله لا يرثي عليها .. ليقفز عقله لرفضها له وعدم قبولها لوجوده كزوج فهو أمامها شقيقها وحسب ..
اغمض عينيه وهو يتمتم لنفسه قائلاً: لازم تنسها يا حسام لازم هي خلاص رفضت حبك ولازم تتقبل دا .

بينما علي الجانب الآخر ..
تجلس ريم وهي تشعر بالحزن علي رفيقها والذي يحتفظ بمكانه الشقيق في فؤادها .. لم تنوي علي اذيته بذلك الشكل ولكن فؤادها يرفض تقبله كزوج ..

أغمضت عينيها وهي تسمح بتمرد دموعها علي وجنتيها فهي شعرت بتحطم فؤاده وكسرته التي ظل بها لآخر اليوم عند ذهابها ..

لتمتم لنفسها قائلة: ياربي خفف عنه الوجع دا مش عاوزاه يحس باللي انا حسيته يارب ..

زفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا
فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى
حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
وتسعّرت عند الوداع أضالعي نارا
خشيت بحرّها أن أحرقا ما زلت
أخشى البين قبل وقوعه حتى
غدوت وليس لي أن أفرقا يوم النوى

*************************

شعرت فيروز بانقباض في فؤادها لتفيق مفزوعه وهي ترى رحيم بملابس ملطخه بالدماء ليرتمي أمامها في كابوسها ..
آفاقت تبحث عنه حولها ولكنها لم تجده لتهبط للاسفل لعلها تجده في غرفه مكتبه ولكن لم تجده أيضا..
شعرت بذلك الانقباض يزداد تدريجيا وكأنه علي وشك الاستيلاء علي روحها ..

دخلت جناحها من جديد وهي تبكي لعل ما رأته في منامها ليس صحيحاً بل مجرد هلاوس من عقلها الباطن ..

بينما علي الجانب الآخر ..

كان يجلس رحيم مع رجاله الجبل ويتفق معهم علي ثوابت حتي لا يُجبر علي الانهاء عليهم …
ولكن اوقف حديثه فجاه عندما تفاجئ بطلقه النيران التي اخترقت جسده ليسقط والدماء تلطخ ملابسه بينما يقف ذكريا وقد لجمته الصدمه ولم يقوي علي الحديث …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقتا الرواية اضغط على (رواية أصفاد الصعيد)

اترك رد

error: Content is protected !!