روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد البارت الثالث والثلاثون

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الثالث والثلاثون

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الثالثة والثلاثون

ضاع كل شئٍ واصبحت حبيسة تلك الجدران
ظهر في حياتها لحظات هدمت حلمها الوحيد
ضاع عام من دراستها وربما تكون أعوام كثيرة
وتم تحديد موعد زفافها
طرق بابها ودخل مهران الذي اخذ ينظر إليها بشر لم تبالي به، فقد ضاع كل شئ وانتهى الامر
تقدم منها وقال بحدة
_ اعملي حسابك الفرح هيكون بعد شهرين من دلوجت
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه دون قول شئ مما جعل غضبه يشتد أكثر وقال بحدة
_ ايه مش عجبك؟
نهضت حلم وتقدمت منه تسأله بحيرة
_ حاچة واحدة بس هى اللى عايزة اعرفها منيك، ايه اللي يچبرك تتزوچ واحدة مش طيقاك وبتحب واحد تاني؟
اندهش مهران من جرأتها التي تتحدث بها وقال ببساطة
_ لإن العرف حدانا بيقول اكدة، بيقول أولاً إن البنت لابن عمها
وثانياً إن الورث اللي سابه أبوكي مينفعش يروح للغريب
_ طيب لو اتنازلت لك عن حقي كله
ضيق عينيه بشك وقال
_ تقصدي ايه بالظبط؟
تحدثت بقوة لم تعدها من قبل
_ اقصد اني مستعده اتنازلك عن كل حاچة بمقابل إنك تساعدني ارچع الچامعة تاني.
قطب جبينه بغضب شديد ثم قال بغضب
_ انتي بقولي ايه شكلك اتچنيتي
اجابت بحدة
_ لأ متچنتش ده حقي كل اللي بطالب به هو أكمل دراستي وتأجل الفرح بعد الامتحانات
واني ايه اللي يجبرني اوافق واني لو اتزوچتك دلوقت كل حاچة هتكون تحت ايديا
بس المزرعة والارض اللي وراها باسمي ملهاش دعوة بالورث اللي عند چدي، يعني حتى لو اتزوچتني دول بردك هيكونوا ليا انا
انما انت لو طاوعتني هيكون الورث وعليهم المورعة واللي وراها ملكك
التزم الصمت قليلًا يفكر في كلامها ثم نظر إليها قائلًا بشك
_ وايه اللي يضمنلي؟
_ تقنع چدي الاول وارچع الچامعة وبعدين هكتبلك كل حاچة، ها قلت ايه؟ ووعدي ليك ضمان.
اخذ يفكر قليلًا ثم قال بفتور
_ سيبني افكر شوية وبعدين اقولك.
انهى حديثه ثم تركها وغادر
لن يرفض، فهي تعلمه جيدًا يبيع اى شئ مقابل المال
❈-❈-❈
اندهش جاسر من سؤالها وقال بحيرة
_ تجصدي ايه مش فاهم؟
_ انت خابر زين انا اجصد ايه
اهتزت نظراته باحراج
_ عادي يعني سوء تفاهم بيحصل بين اي اتنين متزوچين.
تقدمت منه اكثر وقالت بتهكم
_ متزوچين بردك؟
قطب جبينه بعدم فهم فهو لا يعرف ما ترمى إليه وسألها بحيرة
_ بزيداكي الغاز وقولي ياأمي ايه اللي في دماغك
تظاهرت بالقوة رغم الاحراج الذي تشعر به وقالت
_ متزوچين كيف وهى لساتها بنت
عقد جاسر حاجبيه مندهشًا من قولها
_ يعني ايه مش فاهم؟
استغربت وسيلة من حيرته
_ هو ايه اللي مش فاهمه، اني اللي عايزة أفهم ليه الدكتورة جالت إكدة
هز جاسر راسه بانفعال حاول بصعوبة السيطرة عليه
_ متتحدثي دغري وجولي اني مفهمش حاچة واصل
نظرت إليه بعدم استيعاب هل ينتظر توضيح اكثر من ذلك
_ فيه إن مرتك لساتها بنت متلمستش وده اللي بسألك عليه مش انت اللي تسألني.
وكأن دلو من الماء البارد سكب عليه ويتصنم جسده وهو يحاول استيعاب ما سمعته أذناه فأراد التأكد أكثر فسألها بتيهه
_ يعني ايه الكلام اللي بتجوليه ده؟
اتسعت عينيها ذهولًا من حديثه
_ هو مين اللي يسأل التاني؟ في ايه بينك وبين مرتك ياجاسر؟
صاح بها جاسر بوجع
_ ردي عليا لول وأكديلي ان الكلام ده صح؟
اجابت وسيلة بحدة
_ الدكتورة اللي اكدت لما كشفت عليها وجالت إكدة
رمش بعينيه يحاول لملمة شتات أمره، وتساءل عن معنى ذلك؟
هل تقصد..؟
لكن كيف؟
نظر إلى والدته باستنجاد
_ انتي بتجولي ايه؟
الضياع الذي ظهر عليه طعن وهو يتحدث جعل قلبها ينقبض خوفًا عليه فدنت منه تسأله بقلق
_ صارحني ياولدي وجولي مالك فيك أيه؟ واوعدك انه هيفضل سر بيناتنا
حاول ان يبتلع تلك الغصة التي توقفت في حلقه لكنها ظلت ثابته حتى كاد يختنق منها
جلس على المقعد عندما شعر بقدميه كالهلام لا تستطيع حمله
_ چات متأخر جوي.
بقلب ملتاع دنت منه تجلس بجواره وسألته بريبة
_ جولي ياولدي الحجيجة وريحني
رفع نظره لها بتشتت وقال بألم
_ رايدة تعرفي الحجيجة؟ بس لو عرفتيها مش هترضي تبصي في وشي
اهتزت نظراتها بقلق لكنها طمئنته
_ مش هيحصل ياولدي بس طمني وجول في ايه؟
❈-❈-❈
استطاع أخيرًا فتح عينيه ليغلقها فورًا اثر ذلك الضوء الذي يملئ الغرفة
سمع صوت يعرفه جيدًا يردد اسمه، مما جعله يصارع كي يرفع جفنيه ويتأكد من وجودها
فتح عينيه بروية لتقع عيناه عليها وهى تنظر إليه بابتسامة
وصوتها يناديه
_ أمجد انت كويس
كان يود أن يرفع يده كي يتأكد من وجودها لكنه شعر بثقل فيها فلم يستطيع
حاول نطق اسمها لكن حلقه كان جاف لم يستطيع النطق
يشعر بألم حاد غير محتمل في صدره فنطق اسمها بوهن
_ لـ…ـيلـ..ـي
تلك المرة كان الصوت أوضح صوت عصام الذي تحدث بجدية
_ أمجد انت سامعني؟
اومأ بعينيه فالمجهود الذي بذلة في نطق اسمها اهدر طاقته
أين هي؟ لقد كان يسمع صوتها ويرى طيفها الخافت أين ذهبت وتركته
حاول نطق اسمها مرة اخرى لكن لا فائدة الألم شديد ولا يستطيع التحدث بما يؤلمه، هى وحدها كانت تشعر به دون أن يتفوه بشكوى
رفع أصبعه كأنها أشارة لها بالاقتراب لكن لا فائدة
تلك المرة كان صوت والده
_ أمجد حمد لله على السلامة يا ابني
صوت أنثوي كان يتقدم منه، يعرفه جيدًا
فقط يندهش من تواجده
بعد عناء دام لحظات وضحت الرؤية أمامه
نظرة شاملة لكل الموجودين ولم يرى فيهما طيفها
تحدث بجهد
_ ليـ..ـلى
ربت عصام على يده وقال بابتسامة
_ ليلى كويسة متقلقش المهم مترهقش نفسك وارتاح
تقدمت منه لتنظر إليه بسعادة
_ أمجد حبيبي حمد لله على السلامة
اندهش من تواجدها وتسلل القلق إلى قلبه وعقله لكنه لم يستطيع التحدث معها
فعاد إلى غفوته ليعود إليها في أحلامه..
❈-❈-❈
صدمة قوية تلقتها وسيلة في ابنها التي كانت تفتخر به دائمًا
كانت تستمع له ليخرجها من صدمة ويلقيها في اخرى اشد وأقوى
تنظر إليه بعدم استيعاب وكأن من أمامها الآن يروي قصة من وحي الخيال
محال ان يكون ولدها بكل تلك القسوة
ومع من؟ ابنة عمه التي اتخذته درعًا تتحامى فيه ليكون هو بكل تلك القسوة معها
كيف سولت له نفسه بأن يذيقها الهوان وقد جاءت إليهم تلتمس منهم الآمان
تذكرت نظرات الإنكسار التي كانت ملازمة لعينيها
والحزن الذي كان يغلف صوتها
استطاعت أخيرًا التحدث وهى تنظر إليه بخزي
_ ياخسارة تربيتي فيك، انت مستحيل تكون ولدنا اللي ربناه على الرجولة والشهامة عشان يستجوى على حرمة جات تتحامى فيه ومش أى حرمة دي بت عمه
أغمض عينيه بألم وهى تابعت دون ان ترأف بحالته
_ بدل ما تحتويها وتحسسها بالامان اللي فقدته زدت انت في جسوتك وجبروتك عليها ونسيت انها لجأت لينا احنا عشان نحميها تجوم انت تتجبر عليها.
انت شاركت معاهم في اللعبة دي واكتر كمان
هما أوهم وانت حكمت وعذبت فيها لحد ما وصلتها للحالة اللي هي فيها دي
انت زيك زيه متفرجش عنه كتير..
كان يستمع إليها وهو خافضًا رأسه بانكسار
تابعت وسيلة جلده
_ كان ذنبها ايه عشان تعذبها أكدة هى اتعرضت لحاچة أى واحدة في الدنيا ممكن تتعرض ليها وحجيجة بنسمع عنها كل يوم
لجيت نفسك مش هتجدر تتحمل وضع زي ده كنت صارحتنا واحنا اتصرفنا
والاخر ضربتها وهنتها عشان خافت عليك تضيع مستجبلك في واحد زي ده ونبهت أخته
صدجني كل اللي عرفته ده خلاني اتعلج بيها اكتر واتأكد انها فعلًا بنت أصول بس للأسف وقعت في ايدين مبترحمش وأولهم يدك انت
تحدث بألم وهو يهز رأسه بين يديه
_ أرحمني كفاية
تابعت وسيلة عتابها
_ وليه انت مرحمتهاش، تفرج انت ايه عن اللى ظلموها على الاجل هما وهموها إنما إنت هنت وجسيت ومديت إيدك
مظنش إن اللي عملته ده ممكن حاچة تغفرلك عندها
تعرف لما عرفت الحجيجة جريت على حضن مين؟
حضن أبوك لأنه كان احن عليها من حضنك
المفروض في الوجت ده تكون في اسعد لحظتها وهى بتكتشف انها بريئة وبدل مـ تترمى فـ حضنك انت رمت همومها واحزنها في حضن أبوك
رفع جاسر وجهه إليها وقال بألم
_ اعمل ايه؟
تنهدت بحيرة
_ العمل عمل ربنا، بس روحلها واعتذرلها يمكن تسامحك، واعمل حسابك أنها دلوجت مدبحوة ممكن متسامحش بسهولة، اتحملها مهما عملت.
هز راسه بضياع ثم نهض من مقعدة فتطلع إلى والدته التي اشاحت بوجهها بعيدًا عنه ثم خرج من الغرفة.
وقف امام غرفتها يحاول لملمت شتات أمره لا يعرف ماذا يفعل
كيف ستغفر له ما فعله معها
نظر إلى يده التي امتدت عليها بكل قسوة ثم قبضها بحدة يعاتبها على ما فعلت.
طرق بابها وقام بفتحه ليتفاجئ بأن الغرفة فارغة
تقدم من المرحاض وقد انقبض قلبه بخوفٍ وطرقه أيضًا لكن ما من مجيب
ازدادت حدة انقباضت قلبه وخرج مسرعًا ليدلف غرفة سارة دون استئذان ليجدها مستلقيها على فراشها وفي عالم اخر
نهضت مندهشة من فعلته وسألته بريبة
_ في ايه ياجاسر
سألها بتوجس
_ انتي شوفتي سارة؟
هزت راسها بنفي وقالت
_ من وقت مرجعنا مشوفتهاش تلجاها…..
لم يستمع للباقي وخرج مسرعًا يبحث عنها في كل الغرف لكن لا فائدة
خرج مسرعًا للباب الرئيسي يسأل أحد الرجال المكلفين بحراسة المنزل
_ هى مرتي خرجت دلوجت
أومأ الرجل
_ ايوة يا بيه مشيت من نص ساعة حتى لما سألتها مردتش عليا
مستحيل أن تفعل ذلك لم تتركه لن يستطيع العيش من دونها
دلف مسرعًا ليأخذ سيارته وانطلق بها إلى محطة القطار الذي شعر بمدى بعدها حتى شعر بأن السيارة ثابته لا تتحرك
كان يناچيها ان تعود، سيجثو أمامها ويطلب منها العفو لكن لا تفعل به ذلك
فلتنتقم منه كما تريد لكن لا ترحل وتتركه في عذابٍ لا يرحم
فلتعود وتكويه بنارها ولن يشكو
وان ارادة ان تذيقه العذاب الذي تجرعته فلتفعل ولن يأن
فبعدها عنه هو الموت بحد ذاته فالموت بعذابها أرحم بكثير من الموت ببعدها.
تباطئت سيارته وهو يسمع صوت القطار المنطلق من البلدة وأخذ ينظر إليه بدمعة سقطت على وجنته وهو يراه ينطلق أخذًا معه اعز الاحباب.
..
كانت جالسة في القطار ترتدي نظارة سوداء تخفي بها عينيها التي لم تكف لحظة واحدة عن البكاء
تبكي على كل شئ
على تلك الخدعة التي اتقنوها عليها ببراعة
وعلى قلبٍ نبض بعشق رجلٍ قاسي تحملت منه الكثير
تذكرت كل اهانته لها
نعتها بالخاطيا، تزوجها غصبًا كي ينتشل أهله من الفضيحة وليس شهامة منه.
منعها من جامعتها حتى لم يهتم بنقل اوراقها
سجنها في المنزل ولم تخرج منه منذ مجيئها
لن ترحم ولن تغفر ولن تظل بذلك الضعف بعد الآن
ستخرج من حياته ولن تعود
❈-❈-❈
وقف في ذلك الخلاء مستندًا بظهره على السيارة وينظر للفراغ الذي أمامه بوجوم
لكن قلبه الذي ينزف دمًا ويصرخ ألمًا على فراقها يعاتبة بقسوة ولا يرئف به
لم يتخيل يومًا ان يكون بُعدها قاسي لتلك الدرجة
رن هاتفه او بالاصح هاتفها
اخرجه من جيبه ليجد المتصل والدته، فلم يستطع الرد عليها
انتظر لحظات حتى يأست والدته ثم دفعه شوقه ليتطلع إلى الصور المحفوظة به ويملي عينيها من صورتها
وقع نظره على صورة التقطت لها في الجامعة وقد كان نسمات عليلة تتلاعب بخصلاتها التي يعشقها ويرى بعينيه المشتاقه أجمل ابتسامة محاها هو بغلظته
وضع انامله على شاشة الهاتف يتلمس صورتها وتلك الابتسامة التي تشق ثغرها بسحرٍ آخذ يسري في القلوب.
وكأنها التقطت عن عمد كي يتجعله يخرج من جوفه آااه ألم لم يعلم بها سوى خالقه.
الألم يمزق قلبه دون رحمة ويطالبه بالاسراع إليها
لكن لن يستطيع الوقوف أمامها الان سيتركها تهدئ وبعدها سيذهب إليها ويطلب العفو مرارًا
❈-❈-❈
عادت ساندي إلى شقة والده والدموع تنهمر من عينيها
لم تستطيع العودة إلى منزل عمتها بعد ما حدث
انسحبت بخزي من شقته وجاءت إلى هنا كي تبكي بانهيار
ما كان عليها الذهاب إلى منزله لكن هذه عدالة القدر لما فعلته في صديقتها
طرقات حادة على الباب جعلها تنتفض بخوف لكن عندما زاد الاصرار تقدمت من الباب بريبة وتساءلت
_ مين؟
رد الطارق باقتضاب
_ افتحي
لم تستطيع التهرب بل قررت المواجهة كي تعتذر منها آلاف المرات ربما ذلك يشفعلها ولو قليلًا فقد ذاقت مرارته وكان هذا أشد عقاب
فتحت الباب لتجد سارة أمامها تنظر إليها بعتاب حارق مما جعلها تخفض عينيها وقالت بخزي
_ ادخلي ياسارة
لم تخطوا خطوة واحدة داخل ذلك المنزل لكنها قالت باحتدام
_ ليه؟
أغمضت عينيها بألم من عتابها الذي مزق داخلها لتكمل سارة عتابها
_ انا كنت بعتبرك أختي ليه عملتي فيا كدة؟
مسحت ساندي دمعة حارة سقطت على وجنتها وقالت بألم
_ ادخلي نتكلم جوة
صرخت بها سارة بوجع
_ مش هدخل
اشارت لها بيدها ان تهدئ
_ خلاص بس ارجوكي أهدي
صرخت مرة أخرى
_ قوليلي على حاجة واحدة بس تخليكي تعملي فيا كدة.
ازدردت لعابها بصعوبة والألم يفعم قلبها لتجيب عليها
_ محدش مننا ازاكي كل الحكاية إني وائل اوهمك عشان تقبلي تتجوزية بعد ما يأس من اقناعك
بس اقسملك اني ما سمحتله أنه يشوفك حتى، انا اللي عملت كل حاجة وانا اللي قلعتك الهدوم وغطيتك وفضلت جامبك ولما لقيتك بتفوقي خرجت بسرعة ودخلته هو، واكيد اتأكدتي بنفسك بما انك اتجوزتي
لم يزيدها كلماتها سوى مرارة و ازدراء شعرت بهم تجاهها
ابتسمت بتهكم
_ لا كتر خيرك حافظتي عليا.
تحول تهكمها لعتاب قاسي
_ بس كسرتيني وذلتيني وخلتيني اتحمل اللي مفيش واحدة تقدر تتحمل وانا بطعن كل لحظة في كرامتي وفـ شرفي، لما تلاقي جوزك كل ما يقرب منك يبصلك باشمئزاز
ويحسسك ديمًا إنك خاطيا، دمرتيني وكسرتيني منك لله
ابتسمت بوجع وهى تقول
_ متقلقيش ربنا أخدلك حقك ياسارة وانتقملك مني ومن أخويا
تساقطت دموعها بألم وتابعت
_ بس انا بقى حقيقي وكان بمزاجي
دلوقت بس حسيت بيكي وباللي عملته
وعرفت ان غيرتي منك ما اخدتش من وراها غير الدمار ليا انا مش انتي
عقدت سارة حاجبيها بدهشة لتأكد لها
_ أيوة كنت بغير منك كانت نظرات الكل ليكي كلها اعجاب، اغلب الشباب في الجامعة كانوا بيتمنوا نظرة منك
واحنا داخلين المحاضر بلاقي عيونهم كلهم كلها بتتمني تقعدي جانبهم وفي منهم اللي كان بيفضيلك مكان عشان تكوني جانبه مع انك كنت ديماً حازمة في تعاملك معاهم
عشان كدة لما لقيت اهتمام من صاحب وائل جريت وراه واتخدعت بوهم الحب، كنت بخاف ازعله وهو عرف يدخلي من المكان ده لحد ما سلمتله نفسي بإرادتي
رفعت عينيها تطلع إليها بندم
_ دلوقت بس جربت الاحساس ده وعيشت فيه
ربنا انتقم مني واخدلك حقك.
تراجعت عمّ كانت تنتوى فعله معها وتركتها في عذابها الذي تعلم جيدًا مدى قسوته وآلامه
تركتها ورحلت لتعود كما كانت
ابتسمت بألم
لكن كيف وذلك وقد تحطم كل شئٍ بداخلها، وأصبحت فتاة أخرى لم ترحمها الحياة
تذكرت عندما مرت من هنا بعد استيقاظها ونظرت لذلك السور الذي تقدمت منه تنوي الانتحـ.ـار لولا ان تذكرت أن لها أهلًا وعليها الفرار من الموت إليهم
تقدمت من السور تنظر إلى المياه التي كانت ارحم لها من الخزي الذي عاشته
تساقطت دموعها بغزاره وهي تتذكره واندهشت من ذلك القلب الذي مازال ينبض بعشقه رغم ما فعلها به.
اخذت شهيقًا عميق كي تهدئ به من روعها لكنها لم تعد تتحمل اثقلت الهموم عليها بعد ما علمت الحقيقة وياليتها لم تعلم..
❈-❈-❈
جالسًا في مكتبه يحاول العثور على حل لتلك المعضلة
فـ الشركة اصبحت في الانخفاض بسبب تلك الصفقة الخاسرة التي اقحم نفسه داخلها
واصبح كل شئ يتلاشى من حوله
لا يوجد سوى الوحيد التي تلازمه أينما ذهب
عليه التصرف كى لا يشمت به الأعداء
انزعج من تلك الطرقات التي لم تيأس فنهض يبحث عن احد من الخدم فتذكر بأنه سمح لهم بالذهاب
فتح الباب ليتفاجئ بـ سارة تقف أمامه لكن وحيدة
ابتسم لها بسعادة وهو يحتضنها
_ سارة، ازيك ياحبيبتي عامله ايه
لم تشعر سارة بحرارة الحنان الذي تشعر به في احضان عمها مما جعلها تتسمر مكانها ولا تبادله الاحتضان
مما جعله يبتعد عنها بتوجس
_ انتي كويسة؟
دلفت سارة الى الداخل وهى ترد بفتور
_ اه كويسة
سألها بدهشة
_ انتي جاية لوحدك ولا أيه؟
التفتت إليه لتجيب باقتضاب
_ اه جاية لوحدي
اغلق الباب ليشير لها بالجلوس حتى يستفهم منها عمّ حدث
_ وإزاي جاسر يسيبك تسافري لوحدك….
قاطعته بثبوت
_ انا جاية لحضرتك عشان تكلم عمى وتتفقوا على الطلاق.
الجمته الصدمة لثواني لكنه انتبه لها وسألها بريبة
_ تتطلقي يعني ايه؟
ردت بجمود
_ يعني زي الناس، انا سيبت البلد وجيالك عشان تتفق مع عمي.
شعر منصور بالغضب ظنًا منه ان احدًا منهم قام بجرحها او اهانتها وسألها بحدة
_ عمل ايه ابن جمال خليكي تطلبي طلب زي ده وانتو لسه مكملتوش حاجة؟
استاءت من طريقته في ذكر عمها وقالت
_ ابن جمال؟
تنهدت بتعب منه وقالت
_ ابن جمال معملش معايا غير كل خير، كلهم بلا استثناء كانوا بيعملوني بكل حب اللي للأسف كنت مفتقداه معاك انت وماما
حسيت لأول مرة بجو العيلة والحب والتفاهم
ورغم اللي عملته فيهم الا ان عمي كان بيعملني زي ليلى ويمكن اكتر كمان
اتسعت عينيه بصدمة وسألها بحدة
_ هو اللي حكالك؟
هزت راسها بنفي وقالت بحزن
_ للأسف لأ محدش منهم اتكلم معايا ولا حتى حسسني باى شئ بس سمعت الحوار بالصدفة
كان عمي بينبه على ابنه انه ميعرفنش اى حاجة عن الموضوع وهدده بالعقاب لو لمحلي حتى
تساقطت دموعها باشتياق وتابعت
عايز تعرف انا ابن جمال عمل معايا ايه
هزت راسها بألم وأجابت
_ ابن جمال سترني، ابن جمال جاه على نفسه وحماني من العار
قطعت حديثها عندما لاحظت الذهول على وجه والدها لتتابع
_ متخفش انا زي ماانا بس كانت لعبة سخيفة من كد حقير عشان يجبرني اتجوزه
صرخت بضياع
_ هربت منه ليهم بدل ما اهرب منه ليك انت
اتحاميت فيهم وهما احتضنوني وعوضوني
وجاسر ده اللي عرض يتجوزني عشان يحميني من الفضيحة
وانتوا عايشين هنا ولا على بالكم
حتى لما عمي طلبني منك جيت زيك زي الغريب ومشيت بردوا زي الغريب
حتى أمي اللي المفروض بعيد عن كل الحوارات دي رفضت تحضر فرحي وسابتني لوحدي.
بس انا مش بلوم عليها لأن دول مش أهلها عمرها ما شافتهم ولا داقت حنانهم
والامر من كل ده أنها مخنتش أبوها ولا اتخلت عنه بالعكس كانت بتاخد منك وتديله والنوع اللي بار بأهله متخافش منه.
للأسف انا رجعت عشان مجبره ان كان عليا مكنتش هرجع أبدًا
ظهر الغضب على وجه جمال وهو يستمع لما قالت ثم دنى منها ليمسك ذراعها بحدة وسألها بانفعال
_ سيبك من الكلام الفارغ ده وقولي مين اللي عمل فيكي كدة
سحبت سارة ذراعها من يد ابيها وردت بثبوت
_ مفيش داعي لأن خلاص ربنا انتقملي منه والحمد لله اني طلعت سليمة
بعد اذنك
تركته في صدمته التي لم يفوق منها حتى الان وصعدت إلى غرفتها لتغلق الباب خلفها وتستند عليه بظهرها وتسمح لنفسها بالانهيار
❈-❈-❈
عاد جاسر إلى غرفته بعد وقت متأخر من الليل كي لا يرى أحدًا ويسأله عمّا حدث
دلف الغرفة وارتمى على الفراش وأخذ ينظر إلى جانبها منه
يتخيلها نائمة بجواره وبالفعل يراها تنظر إليه نظرة عاتبه مد يده ليمحو دمعه حاره سقطت على وجنتها لكنها اختفت من أمامه فور ان طرقت وسيلة ودلفت إليه
اوجعها قلبها عليه وهى تراه بتلك الحالة
تقدمت منه وهو على نفس وضعه وجلست بجانبه لتقول بألم
_ اللي انت بتعمله ده عمره ما هيرجعها
تحدث بثبوت
_ عايزاني اعمل ايه؟
_ تروح لها ياولدي وتطلب منها تسامحك وهى بتحبك وأكيد هتسامح.
هز راسه بنفي
_ عمرها ما هتسامحني
ردت بتأكيد
_ اللي يحب ميكرهش
ابتسم بتهكم
_ ومين جالك انها بتحبني، مستجيل تحبني وانا كنت بهينها في كل كلمة وفي كل حركة
كان كل ما احس ان مشاهري بتضعف الاقيني بقسى عليها لدرجة الإهانه
وهى عمرها ما احتجت ولا رفضت معملتي معها
وده اللي قهرني
_ روحلها ياقلبي وان رفضت اني وابوك هنروح لها وأكيد مش هتحرجنا، هسيبك تنام دلوقت والصبح تروح لها وتطلب منها تسامحك
أومأ بعينيه لتتركه وسيلة بحالته التي وان دلت على شئ فأنها تدل على مدى الضياع الذي يشعر به
❈-❈-❈
استيقظت سارة لتجد نفسها نائمة على الارضية كما كانت
شعرت بألم شديد في رأسها من شدة البكاء فدلفت المرحاض لتاخذ حمام دافئ ربما يهدئ ذلك الألم
خرجت من الغرفة لترى والدتها وهى تتظاهر بالثبات، عليها الا تبدي ضعفها أمام أحد.
وجدت والدها يخرج من غرفته
بداخله اسأله كثيرة لكن ليس الان سيتركها حتى تهدئ قليلًا ثم سيتحدث معها عما حدث
اما الان هو مشغول بأمور الشركة التي على وشك الضياع من بين يديه
_ صباح الخير
ردت بفتور
_ صباح النور، ماما صحيت؟
حمحم بإحراج لإنه يعلم انها لا تعلم شيئًا مما حدث
_ ماما زعلت شوية وقاعدة في بيت جدك
قطبت جبينها بعدم فهم ثم سألته
_ ومصطفى ؟
_ معها، انا مستعجل دلوقت ولما ارجع هنتكلم مع بعض
أومأت له وظلت تنظر إليه حتى خرج من المنزل
عادت إلى غرفتها كي تبدل ملابسها وتذهب إليهم
كما أن عليها الذهاب إلى الجامعة كي تستطيع تجميع ما فاتها
أبدلت ملابسها وهمت بفتح الباب والخروج منه لتتفاجئ به أمامها
كانت لرؤيته بتلك الحالة تأثر سئ على قلبها لكنها لم تبدي ذلك وتظاهرة بقوة زائفة وهى تتحدث بجمود
_ بابا مش موجود
وهمت بغلق الباب لكنها منعها من ذلك ودلف إليها ليقول برجاء
_ بس اني چايلك انتي وارجوكي اسمعيني.
بقوة زائفة تحدثت
_ خلص الكلام بينا ومفيش دلوقت غير الطلاق.
انتفض قلبه بين أضلعه من سماع تلك الكلمة وقال برفض
_ انتي بتطلبي المستحيل، انا جاي اقولك أرجعي وانا …..
قاطعته بألم
_ انت؟ انت أيه عايز تعمل ايه تاني بعد اللي عملته فيا
اهانه وذل وضرب فاضل ايه تاني عايزة تعمله
اغمض عينيه بألم شديد يخفي ذلك الالم المرتسم بهم وقال
_ سارة…
قاطعته لتقول بوجع
_ سارة! انت عارف انا اول مرة بسمع اسمي منك، كنت بتتكلم على طول كأنك بتكلم حيطة ولا سرير وده لو اتكلمت أصلًا
مستحيل ارجع للذل ده تاني
تحدث برجاء
_ هعوضك بس ارچعي معاي اني مقدرش اعيش من غيرك
هزت راسها برفض
_ تعرف لو كنت سمعت الكلمة دي قبل ما يحصل اللي حصل كنت هبقى اسعد واحدة في الدنيا ويمكن كانت حاجات كتير اوي اتغيرت بس للأسف جيت متأخر
جيت بعد ما اتأكدت اني سليمة متلمستش ولا عارة زي ما كنت بتعاملني
حتى لما كنت بتقرب مني كنت بشوف في عينيك رغبة مش حب
وكنت بسيبك رغم اني ببقى رافضة حاجة زي دي بس كنت عايزة اسمح اى لمسة لحد قبلك
كنت بضغطي على نفسي واتحمل وانت في الاخر بكل جبروت تزحني وتبصلي باشمئزاز كأني واحدة من الشارع.
اخرج من حياتي وسيبني معدش ليك مكان فيها
هى محقة في كل كلمة عليه الانسحاب الان كي لا تنهار اعصابها التي تتظاهر فيها بالقوة والثبات
القى إليها نظرة رجاء أخيرة لتشيح بوجهها بعيدًا عنه كي لا يرى تلك الدموع التي تجمعت في عينيها
استدار هو أيضًا ليمضي تاركًا إياها تنظر في اثره بحزن ودموع تنهمر إلى أن خرج من البوابة الرئيسية واختفى تمامًا…..
بعد مرور خمسة أشهر
وقفت تنظر إليه وهو يعافر كي ينهى هذا التمرين الشاق لتهز رأسها بيأس منه
_ حبيبي كفاية كدة، انت بقيت بترهق نفسك أوي.
توقف أمجد عن التمرين واخذت منشفه يجفف بها عرقة وقال بانهاك
_ ده تحدى ولازم أكسبه.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *