روايات

رواية تراتيل الهوى الفصل العاشر 10 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الفصل العاشر 10 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى البارت العاشر

رواية تراتيل الهوى الجزء العاشر

تراتيل الهوى
تراتيل الهوى

رواية تراتيل الهوى الحلقة العاشرة

كانت سروة في الداخل مازالت تتذكر ماحدث بعدها، حيث مر بعدها يومين على تقدم عصام لها وقد نسيت الموضوع تماما دون أن تفكر فيه ثانية واحدة.
مارست حياتها بشكل طبيعي حتى كانت ذاهبة للعمل بعد يومين وفجأة وجدته أمامها يسد عليها الطريق، حدقت له سروة باشمئزاز ممزوج بالحدة.
قالت بنبرة حادة: أنت إزاي توقفني كدة في الشارع! أوعى من وشي.
رد عليها عصام قائلا بنبرة هادئة ظاهريا: إيه يا أستاذة سروة؟ فيها إيه أما أوقفك في الشارع ولا أنا مش أد المقام.
قاطعته سروة بصوت عالي: اه أنت مش أد المقام، وكفاية عليك أني تعاملت معاك باحترام من يومين لما جيت تقول كلامك السخيف، دلوقتي إزاي تتجرأ وتوقفني كدة في الشارع قدام الناس.
غضب عصام بشدة من تقليل سروة منه ونظرتها الواضحة بالاستعلاء عليه والتقليل من شأنه فرد ساخطا: إيه كل الكلام اللي يسد النفس ده، كل ده علشان طلبت إيدك ما أنا شاريك في الحلال حتى!
ضحكت سروة باستهزاء وردت ساخرة: شاريني في الحلال! هو أنت تعرف إيه الحلال أصلا! ما سمعتك سابقاك من زمان في كل حتة وبعدين اه غلطت لما تبص للي أعلى منك تبقى غلطت وتفكر أني أنا الدكتورة سروة نصير ثابت تيجي لحد بيتها وتفكر تبص لواحد زيك فبعد كدة أبقى أحلم على قدك ومترفعش عينك لفوق علشان رقبتك متتكسرش!
ثم ألقت عليه نظرة احتقار أخيرة وغادرت من أمامه وبقى عصام واقف يحدق مكانها بوجه محتقن بشدة مما سمعه ولمعت عيونه بالتوعد والتهديد قبل أن يبارح مكانه.
مرت الأيام عادية حين في يوم تأخرت سروة في العمل وطمأنت والدها أنها ستعود مع أخ صديقتها، سيقوم بإيصالها مع أخته حين انتهاء العمل، ولكن بسبب عطل مفاجئ في سيارته تأخر في المجئ فأخبرت سروة صديقتها أنها ستعود للبيت لأنها لا تريد التأخر أكثر وستطمئنها حين تصل ورغم اعتراض صديقتها وقلقها أصرت سروة على المغادرة وغادرت بالفعل.
كانت المنطقة هادئة وشبه مظلمة ورغم الخوف القليل الذي انبعث في نفس سروة إلا أنها طردته قائلة إنها قد وصلت بالفعل ولم يبقى إلا القليل على بيتها ولا داعي للخوف أو القلق.
إلا أنه في لحظة شعرت بشخص يضع يده وفيها ما يشبه المنديل على أنفها وبسبب المادة المخدرة التي به، فقدت سروة الوعي.
استيقظت وهى تشعر بصداع فظيع في رأسها، وضعت يدها على رأسها وهى تأن من الألم، نظرت حولها ببصر ضبابي بسبب الغشاوة التي مازالت تحجب عنها الرؤية الكاملة.
شعرت بشيء خاطئ فحاولت أن تطرد بقايا الوهن عنها وأفاقت بشكل كامل، اتسعت عيونها بصدمة هائلة وهى ترى نفسها مغطاة بشرشف أبيض قذر وتحته هى لا ترتدي شيئا،جلست بسرعة وهى تشد الشرشف عليها وتنظر حولها بذعر وصدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال.
كانت تتفحص المكان بعيون مرتعبة، كان المكان مخيفا وقديما، الجدران متهالكة ذات طلاء متقشر والغرفة خاليا من كل شيء إلا السرير القديم وشبه مهترئ الذي تجلس عليه سروة ومنضدة مكسورة تالفة.
بدأت شفتيها ترتعش وهى مازالت تتفحص المكان برعب ولا تعي ماحدث لها وأين هى.
فتح الباب على حين غرة فحدقت إليه بعيون مسمرة لترى الشخص الذي دلف منه للتو وكان عصام!
حدقت إليه سروة بدون كلام حين سار للداخل وأغلق الباب خلفه.
حدق إليها بابتسامة شيطانية: مفاجأة حلوة مش كدة؟
لم ترد سروة فتقدم إليها فتراجعت سروة لاشعوريا للوراء، توقف على بُعد سنتيمترات منها أمام حافة السرير، انحنى وهو يضع يديه على حافة السرير فابتعدت سروة للوراء أكثر.
قال بصوت متشفي: إيه رأي الدكتورة سروة نصير في وضعها دلوقتي بقى؟
قالت سروة بصوت مرتعش: ا… أنت ع…عملت إيه؟
رفع حاجبه وقال باستمتاع: إيه ده هو أنتِ متعرفيش أنا عملت إيه؟ مع أنها واضحة يعني! ولا إيه رأيك اوريكي المرة على الأقل تكوني صاحية.
ارتعش جسد سروة بقوة وهى تستوعب معنى حديثه وارتجف كل شيء فيها، كانت عيناها شاخصة فيه دون أن ترمش حتى، تقلبت معدتها بقوة وشعرت أنها على وشك أن تتقيأ من شدة القرف الذي شعرت به وتجمعت الدموع في عينيها.
التوى وجهها بإشمئزاز: ااه يا ابن ال…
قاطعها قائلا بتحذير: لاااا مش هسمح لك المرة دي يا آنسة سروة ولا تحبي أقولك يا مدام أحسن؟
أسرعت سروة إليها تحاول أن تضربه أو تنال منه وهى تصرخ به: أنا مش هسيبك يا أبن الك** أنا هوديك في داهية! هموتك!
أمسكها من يديها بيد واحد وصرخ بها: اخرسي! مش عايز أسمع صوتك خالص.
حدقت إليه بقهر والدموع تنهمر من عينيها وهى تنشج بصوت عالي.
ابتسم بخبث: إيه؟ فاكراني هسيبك تمرمطي بكرامتي الأرض وأسكت لك؟ لا ده أنا بعرف أخد حقي كويس أوي وعلى الآخر كمان.
ثم أنهى كلامه بغمزة عابثة فازداد بكاء سروة، نظرت له بكره وردت عليه بحقد: وأنا مش هسيبك يا حيوان وهاخد حقي منك وهسجنك! هتقضي بقية عمرك في السجن وتموت فيه!
ضحك عصام عاليا فحدقت إليه سروة باستغراب من بين دموعها، توقف عن الضحك ثم ترك يديها فابتعدت سروة وهى تتمسك بالشرشف بقوة الذي لم يقع من عليها بمعجزة حتى الآن.
قال عصام بسخرية وقال بمكر: وأنا يفوت عليا حاجة زي كدة برضو؟ هو اه فيه حد هيتفضح في الموضوع ده بس مش أنا.
نظرت له سروة بحيرة فأخرج هاتفه ثم فتحه وأداره لها وهو يتابع بخسة: تفتكري هيكون إيه رأي الناس وهما بيشوفوا الدكتورة سروة في فيديو زي ده؟
أدعى الأسى والتأثر: دي هتبقى فضيحة بجلاجل وعلى كل الفضائيات! سروة بنت عم نصير بفيديو زي ده موجود على تليفون كل واحد فيكي يا منطقة!
كادت عينا سروة أن تخرج من مكانهما ووضعت يديها على فمها وهى تحدق في الكارثة التي أمامها.
كان قلبها ينبض بقوة وهى ترى فيديو يظهرها بشكل غير لائق وعصام يقترب منها وهى نائمة على السرير، لم يكن وجه عصام واضحا كما أنه لم يمكن واضحا أنها كانت فاقدة للوعي.
لم تستطع أن تكمل رؤية مافي ذلك الفيديو وارتفع شعور حاد من القرف في حلقها فابتعدت بسرعة وانحنت على الأرض وهى تتقيأ بشدة حتى أنها شعرت أن أحشائها سوف تتمزق، حين انتهت كانت ترتعش بشدة وكأنها في منتصف صقيع بارد دون غطاء والتعب يسيطر على كل ما فيها.
سمعت صوت عصام من خلفها بنبرة ناعمة مغلفة بالتهديد: إيه رأيك في اللي شوفتيه؟ يعني نخليها فضائح وكل اللي مايشتري يتفرج ولا أنا مستعد اخلي الفيديو ده حاجة تذكارية لنفسي ومحدش هيعرف له طريق بس بشرط!

لم تطلع سروة له حتى وبقيت مكانها كما هى على الأرض، فتقدم وشدها بقوة من ذراعها حتى تنهض.
قال باستمتاع وهو يرى جمود تعبيراتها: إيه مش عايزة تعرفي الشرط؟ ولا مستغنية خالص وعادي الفيديو يبقى تسلية كل شباب المنطقة؟
اصطنع التفكير وهو يضع الهاتف أسفل ذقنه: ولا أنا شايف أحسن يروح للحاج الكبير، يقول رأيه بالمرة ولا أنتِ إيه رأيك؟
رمقته سروة بما يعبر عما في داخلها من الاشمئزاز والحقد الممزوج بالخوف من تهديده، ولكنها لم تتمكن من الرد عليه، بالإضافة إلى الكارثة التي هى بها الآن، فقد شل الرعب تفكيرها تمامًا وهى تعرف أنه قادر على تنفيذ تهديده بدون تأخير.
ضغط عصام بشدة على ذراعها قائلا باستفزاز: إيه مش سامع صوتك يعني ولا تحبي تشوفي؟
خرج صوت سروة منها ضعيفا ومرتعش: ع….عايز
لم تتمكن من إتمام الجملة بسبب الغصة التي تسد حلقها فازدردت ريقها ثم حاولت الكلام مجددا: إيه…. الشرط؟
ضحك عصام بصوت وقع على أُذن سروة وقعًا كريهًا حتى أنها أغمضت عينيها حتى لا تراه يضحك وترى لمعة الانتصار في عينيه مع أنه بالفعل سبق وانتصر عليها، كان شعور الإذلال يسيطر عليها ويغمرها كليا من أسفل قدميها حتى أعلى رأسها، حتى أنها تمنت لو تختفي أو يكون هذا مجرد كابوس مخيف ومزعج ستفيق منه لتجد أن كل هذا اختفى.
قال عصام بخبث: أيوا كدة خلينا حلوين مع بعض، الشرط حاجة بسيطة أوي تجيلي الشقة.
احتلت الصدمة ملامح سروة بالكامل وردت بفزع: أنت مجنون أنا لا يمكن أعمل كدة أبدا!
تبدلت ملامح عصام وأضحى وجهه غاضبا وتظهر في عيونه الشراسة، هزها من ذراعها بعنف: بقولك إيه، مش وقت الشويتين بتوعك دول، ده شرطي.
ثم تابع وهو يتفحصها بنظرات بعثت في نفس سروة النفور: وبعدين أنا مش هبقى ظالم، أنا كل ما يجي لي مزاج هتصل عليكي تيجي وخلاص، شوفتي سهلة إزاي!
كانت ماتزال تنظر له بقهر وعجز، أما هو فتركها وقال بملل: أنا ماشي، البسي هدومك وامشي المكان مش بعيد ومش هتوهي لحد ما تروحي.
التفتت ليغادر ولكن توقف لدقيقة وهو يعود لينظر إليها ويقول بتهديد: ومش محتاج انبهك أنه أي كلمة كدة ولا كدة تطلع منك الفيديو قبلها هيكون على موبايل مصر كلها ولا تحبي ينزل فيس؟
ثم التفتت وغادر، فانهارت سروة على الأرض، كان الألم يحرق صدرها حتى أنها وضعت يدها على قلبها وهى تبكي، حاولت أن تصرخ بلا جدوى، كان الوضع أكبر من قدرتها على التحمل ولكنها في لحظة تذكرت والدها.
والدها! حين تذكرت سروة والدها التفتت حولها بهلع تبحث عن حقيبتها حتى وجدتها في زاوية من زوايا الغرفة فأسرعت إليها وهى تمسكها وتُخِرج منها هاتفها لترى بذهول ممزوج بالهلع أن الساعة تجاوزت الثالثة صباحًا.
مسحت دموعها وهى تفكر أن ليس وقت البكاء الآن ولكن يجب أن تجد طريقة لتعود للبيت وتدعو الله أن يكون والدها قد نام من فترة طويلة وإلا لا تعرف كيف ستبرر له حين تعود.
بحثت عن ملابسها وقد وجدتها بجانب السرير، أمسكت ملابسها بيد مرتعشة حتى ترتديها وهى تبعد نظراتها عن السرير قدر الإمكان.
حين انتهت وعدلت من هيئتها خرجت من المكان كله، كان المكان نوعا ما منعزل فنظرت حولها بخوف ولكن كان هناك ضوء يأتي من مكان ليس ببعيد فتبعته سروة حتى وجدت أنها خرجت لشارع جانبي قريب من مكان سكنها، أكملت سيرها وهى تسرع قدر الإمكان وقدر أراحها خلو المكان من الناس، حين وصلت لبيتها أدخلت المفتاح بيد مترددة في الباب وفتحته، أطلت برأسها وهى تنظر بتوتر حتى ترى إن كان والدها موجودا أم لا، لم تجده فتنفست بارتياح واستنتجت أنه نام حين أخذ دوائه مطمئنا لعودتها.
خطت إلى غرفتها بخطوات بطيئة متثاقلة بعد أن أغلقت باب الشقة بهدوء، حين أغلقت باب غرفتها عليها، تقدمت إلى السرير وتمددت عليها وهى تنظر للحائط المقابل لها بعيون خالية من المشاعر، التبلد يسيطر على كامل حواسها، منعت دماغها من التفكير فقط بقيت ساكنة على هذه الوضعية حتى نامت مكانها دون أن تشعر.
استيقظت في اليوم التالي على شخص يضع يده على شعرها فأفاقت بفزع.
قال والدها باستغراب: مالك يا حبيبتي اتخضيتي كدة ليه؟
هدأت سروة ثم زفرت بشدة وهى تعود لتريح رأسها على الوسادة.
قال والدها بحنان: أنا سمعت رسالتك واطمنت أنك هترجعي مع هنا وأخوها وكنت عايز استناكِ بس لما أخدت الدوا نمت غصب عني ومحسيتش بيكِ لما رجعتي، رجعتي امتى صحيح؟ وبعدين أنا دخلت لقيتك نايمة كدة حتى مغطتيش نفسك والجو برد.
ارتبكت سروة وردت بتوتر: مبصيتش في الساعة لما رجعت يا بابا ولأني كنت تعبانة من الشغل نمت علطول كنت ناوية أعمل حاجات كتير الأول بس يدوب مددت على السرير ومحسيتش بنفسي بعدها.
أبتسم لها بحنان: طب قومي يلا أنا حضرت الفطار ومستنيكِ برة.
ثم خرج من غرفتها ونظراتها سروة تتبعه بحسرة.
مرت الأيام على سروة وهى تعيش في الجحيم بسبب ماحدث من ناحية حتى تريد أخذ حقها من ذلك الحقير ولا تتركه يبتزها أو يهنأ بحياته ومن ناحية أخرى هى مرتعبة من تهديده، أكثر ما تخاف عليه هو والدها، بالتأكيد لن يتحمل صدمة وفضيحة كهذه وتزداد حيرتها وعذابها بمرور الوقت ولم تكن ترى عصام ولم تعرف مكانه ولم تهتم فقد ارتاحت من غيابه حتى انكشف الأمر بأسوأ طريقة يمكن تخيلها أبدا وسقط والدها مريضا من خيبة أمله وشدة صدمته فيها.
في ذلك اليوم في المستشفى وبينما عمتها في غرفة والدها، ظهر عصام وطلب منها التحدث في مكان لوحدها فخافت سروة أن تراه عمتها وتفهم الأمر خاطئ ولذلك خضعت لطلبه وذهبت معه لخارج المستشفى وحينها صدمها بطلبه منها أن تأتي لشقته.
صاحت سروة به بحدة وذهول: أنت أكيد مجنون! أنا مش هعمل القرف اللي أنت عايزه ده، أنا بابا في العناية المركزة بسببك!
ظهر الشر واضحا على ملامح عصام مما أخاف سروة ورد بتهديد: قولتلك أنا مش فاضي ولا رايق لكلامك ده ومرة تانية مس هسمح لك تتكلمي معايا كدة، أنا ميهمنيش أبوكِ ده، تيجي بعد يومين شقتي وإلا أنتِ عارفة كويس اللي ممكن يحصل.
ثم غادر وترك سروة مكانها قلقة وضعيفة فبكت وهى لا تدري ما الحل ثم عادت وحينها كذبت على عمتها.
عادت سروة إلى الحاضر وهى تنظر لنفسها في المرآة بهيئة أمل، تكالبت عليها تلك الذكريات حتى بدأت تبكي بشدة ثم وقعت على الأرض وهى تشهق.
في الصالة نظر تاج لوالدته بصدمة: إيه؟ اتجوز سروة!
اندفعت سميحة تقول بتهور دون أن تراعي صدمة ابنها: أيوا سروة حامل وخالك هيموت خايف من الفضيحة ومش عارفين نعمل إيه في المصيبة دي!
تسمر تاج مكانه وقد ألجمته المفاجأة تماما.
رد بصوت مندهش: س..سروة…سروة حامل؟
أومأت سميحة برأسها وكانت على وشك أن تتابع الكلام حين تصاعد صراخ من غرفة سروة أذهلهما معا فأسرعت سميحة تركض لغرفتها ورائها تاج.
ولجوا إلى الداخل الغرفة ليصدموا بمنظر سروة وهى واقعة على الأرض وهى تبكي وتصرخ، كانت متكومة على ذاتها.
جلست عمتها بجانبها وهى تحاول ضمها لها قائلة باضطراب: مالك يا سروة فيكي إيه؟
رفضت سروة حضنها وهى تبتعد عنها إلا كان عمتها شدتها إليها ثانية، بدأ جسد سروة كله يتنفض بشدة وأنفاسها تتسارع حتى أن عمتها خافت بشدة عليها.
رفعت سميحة بصرها لتاج الذي يقف مذهولا من حالة سروة أمامه وقالت بقلق: أطلب الدكتور بسرعة يا تاج هتلاقي رقمه في تليفوني.
خرج تاج من الغرفة بسرعة حتى يتصل بالطبيب وسميحة تحاول تهدئة سروة التي هدأت انتفاضاتها واحدة تلو الأخرى حتى هدأت تماما وفقدت الوعي بين يدي عمتها.
صرخت عمتها حينها بفزع: سروة! بسرعة يا تاج الحقني!
أتى الطبيب وفحصها كما أعطاها حقنة مهدئة لتنام أطول فترة ممكنة وقد أخبرهم أن ماحدث لها كان انهيارًا عصبيًا شديدًا وتحتاج إلى الراحة التامة والبعد عن الضغوطات والتوتر.
غادر الطبيب وبقي تاج وسميحة، بعد أن أوصل تاج الطبيب للباب عاد لسميحة يقول بجمود: دلوقتي عايزك تفهميني إيه اللي أنا سمعته من شوية ده؟
تنهدت سميحة بتعب: أنا هحكي لك علشان تفهمني وتفهم قراري.
سردت له كل شيء حدث من أن علموا حمل سروة ومرض نصير حتى غموض سروة عن أن تحكي لهم ماحدث.
ختمت حديثها: دلوقتي فهمتني أنا طلبت من كدة ليه.
كان تاج يفكر بحيرة وغضبه يظهر على وجهه: إزاي متعرفوش حاجة! إزاي هى متقولش مين اللي عمل كدة!
اقتربت منه سميحة ووضعت يدها على كتفه وقالت بتوتر: طب أنت إيه رأيك في اللي قولتهولك؟
نظر لها تاج بحدة: رأي إيه يا ماما ده جنان طبعا!
ردت سميحة برجاء: أنا ملقيتش حل تاني، مش شايف حالة خالك عاملة إزاي؟ وضعه صعب خالص.
ابتعد تاج وهو يرد بنبرة ثائرة : أيوا وحياتي وخططي كدة يتدمروا بالساهل؟ أحلامي ومستقبلي يضيعوا كدة! أنتِ مش فاهمة أنتِ بتطلبي مني إيه!
ردت سميحة بلهفة: أيوا بس ده هيبقى وضع مؤقت يا تاج الفضيحة بس متحصلش، يعني تتجوزوا كام شهر وتطلقوا بعدها وأنت حر تعمل اللي في حياتك بعد كدة مفيش حاجة هتتأثر.
قال تاج بإحباط مختلط بالحدة: وأنا ذنبي إيه ليه أعمل كدة؟
أجابت سميحة محاولة استعطافه حتى يوافق: أنا عارفة أنه مش ذنبك حاجة بس ده الحل الوحيد وأنت شايف قدامك حالة نصير عاملة إزاي ده الحل الوحيد اللي ممكن يرجع لنصير الأمل تاني ويخليه يقف حتى على رجله.
كان تاج يُولي ظهره لها بسبب استنكاره للوضع، فالتفت لها وعيونه مليئة بالاتهام وقال بصوت مُحتد ممزوج بالعتاب: ياترى لو كنت ابنك الحقيقي كنتِ هترضي عليا كدة!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)

اترك رد

error: Content is protected !!