روايات

رواية عزف الروح الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الرابع والثلاثون

رواية عزف الروح الجزء الرابع والثلاثون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الرابعة والثلاثون

وصلت طائرتهم لأرض مصر حيث إنتهي شهر عسلهم ليتجها معاً لڤيلا والديه حيث إستقبلتهم والدته وحبيبه بترحاب شديد قبل أن تحدثهم : إطلعوا إرتاحو من السفر يا حبايبي علي ما الغدا يجهز .

أحاط معاز بأروي ليصعدا سوياً وما إن صعدا حتي إرتمي علي السرير بتعب لتحدثه بزمجره : معاز غير هدومك الأول .

وضع الوساده علي رأسه ليحدثها بإرهاق : شوية شوية .

مطت شفتيها بهدوء وإتجهت لحقائبهم لتفرغهم تماماً قبل أن تمسك بهاتفها لتهاتف اسيل نيةً علي عقد موعد معها لرؤيتها فهي إشتاقتها بالفعل ولكن هاتفها المغلق جعلها تنفخ بإمتعاض قبل أن تهاتف سلوي التي إستقبلت مكالمتها بعتاب : يا ندلة أيوة مهو من لقي احبابه نسي صحابه .

ضحكت أروي وهي تحدثها بصدق : معاز مكانش بيخليني أمسك التليفون .

سلوي بسعاده : ربنا يهدي سركو يا حبيبتي إنتِ عامله إيه إنتِ وجوزك .

أروي بهدوء : الحمد لله كويسين .. صحيح قوليلي سيلا فين تليفونها مقفول .

سلوي بتلقائية : اسيل كانت عندي إنبارح تلاقيها في الشركة بقيت بتشتغل مع فهد .

أروي بتفاجأ : بجد !

سلوي : …

وإستمر حديثهم العفوي حتي إنتهواً وقامت أروي لتتمدد بجوار معاز وتداعب ذقنه الناميه بأصابعها بهدوء قبل أن تدث نفسها بأحضانه ليشعر بها ويحاوطها وتنام معهُ بهدوء وسكينة بينما في غرفة حبيبة كانت تجلس أمام المرآه وهي تطلع لعينيها الزرقاء وتتذكر جملتهُ صباح هذا اليوم حيث جملتهُ البسيطة التي سلبت أنفاسها فهي بالفعل واقعه لهُ .

FLASH BACK .

بعد أن صفعتهُ اسيل وقذفت بحقيقتهِ البشعه أمامه والذي كان يُسكت ضميرهُ عنها ورأي الحزن بعيني من سماها بحبيبته يوماً هاما في سيارتهِ حتي وجد نفسه يتوقف أمام قبر والديه ليترجل من السيارة ويدخل حيث جلس بين قبريهما بخجل لا يعرف من أين يبدأ يشعر بهم يلعنونه ويتبرأون من ولد مثله ولا يعرف كيف يصف شعوره الفظيع بالمراره النادمة .. هل ندم !! حقاً أم هي صحوة ضمير مؤقته .. لا هو ندم بحق ولكن هل يفيد الندم .

هو أخذ يتحدث مع والديه والندم يتأكله بسبب إبتزاز زوجة فهد بتلك الطريقة القذره .. فهد والدهُ قبل أخاه .. فهد صديقه قبل أخاه .. فهد الحامي قبل الأخ … فهد المُراعي قبل الأخ .. فهد كان لهُ كل شئ ولكن شيطانه الذي تلبسه في لحظة جرح غائر لم يملك دواء علاجه عماهُ بفضل وسوسته القاهره له بضعفه وهو إستسلم وإنجرف خلفه لينسي مبادئه وينسي أخلاقه وينسي أخاه الذي فني حياته من أجله وهو كان يحيا برفاهية بل والأهم لينسي عمار .

أخذ يبكي بعد أن فطن لعقل تغيب عن الواقع بحقد أسود وهو يطالب والديه بالسماح هم أموات وهو إستطاع مطالبتهم بالسماح وسيفعل بالمثل مع اسيل ولكن أخيه هو من المستحيل أن يخبره بما حدث يستحيل أن يقف بوجهه ويخبره بإبتزازه لزوجته .

خرج من عند والديه يمسح دموعه بعنف وهو بعث لاسيل بتلك الرساله لانهُ لم يكن ليضمن حضورها إلا بغير تهديد أخر وتلك المرة كانت بنية صفاء سيعلن عن أسفهِ وخضوعه لضميره ومغالبة شيطانه وحقده ثم سيجلب فهد لذلك المكان ليهديهم عشاء رومانسي معاً … هداه فكرهُ بمحادثة حبيبه لتساعده وفعلاً فعل فحدثها ملحاً عليها بأن تساعده في تقديم هدية لأخيه وزوجته ورفضت بشده حين علمت بأن المكان الذي يريدها للذهاب فيه هو منزل ولكنه طمأنها بكل السبل حتي حدثها : يا ستي إبقي هاتي حرس معاكي .

حبيبه بحرج : لا صدقني مش هينفع .

وألح وألح حتي قالت بخفوت : طيب هجيب صحابي معايا .

وبالفعل ثاني يوم صباحاً إصطحبت صديقاتها معها لتجهز معه هي وصديقاتها كل شئ من نثر الورد علي الأرضية والشموع وكذلك وضع الغداء الفاخر الذي طلبه من أفخم المطاعم وهدية أيضاً إشتراها لاسيل لتقبلها بسماح وفي النهاية شكر حبيبه متحدثاً بلكنته الساحرة لها : متشكر أوي يا حبيبه .

أردفت بالعفو لتهم بالمغادره مع صديقاتها حين ناداها قائلاً : علي فكري عينيكي حلوة أوي .

إنتهي من كل هذا وظل بالسيارة ينتظر قدومها حتي فات الأوان .

END FLASH BACK .

هو ظل ينتظرها لساعتين متتاليتين ولن تأتي وماذا ظن أنها ستأتي مثلاً ولكنها بالصباح الباكر بعثت لهُ برساله بأن يتكفل بحارس فهد المعين لها لحمياتها وهو بالفعل فعل ذلك حيث أجر شخصاً ليقطع عليه الطريق وحدوث شجار أدي إلي إختفائها فحين إنتهي الشجار لم يستطيع الحارس تقفي أثارها ليعوض محله خالي الوفاض وهو يعلم أن لو أصابها شئ لن يسلم من سيده فهد وعقابه .

فطن عدم قدومها ولكن أقلقه رسالتها والتي تدل علي قدومها وبما أنها لن تذهب لهُ فهي بنيتها فعل شئ أخر ليقود سيارته متوجهاً للقصر وحين وصوله بحث عنها ولم يجدها ليسأل إحدي الخادمات : اسيل هانم في جناحها .

نفت برأسها وأخبرته : الهانم راحت تقعد عند والدها كام يوم الصبح.

أومأ برأسه لا بأس سينتظر عودتها وسيعتذر لها وسيحدثها بندمه ولكن هل يفيد الندم وقد فات الأوان .

………………………………….

إنتهي فهد من يوم عمله ليعود للمنزل بقلق فهاتفها طوال اليوم مغلق إزداد قلقه حين لم يجد سيارتها بالأسفل ليهتف بالحرس : اسيل هانم خرجت إنهارده .

أجابهُ أحدهم بجدية : أيوة يا فندم وكان معاها شنطة سفر .

قطب حاجبيه بدهشة وهو يدخل ليهتف بالخذم بصياح ليتجمع معظمهم علي صوته وتجيب كبيرتهم : خير يا فهد بيه .

فهد بحدة : اسيل خرجت إمتي .

الخادمة بإجابة : بعد حضرتك بساعتين هي قالت إنها هتقعد عند والدها يومين وحضرتك هتكون معاها .

بعدم فهم إتجه لأعلي حيث غرفتهم ليتجه لخزانة الملابس ليفتح خزنتها ليجدها فارغه تماماً ليضرب عليها بقبضة يدهِ بغضب وهو يتجه للأسفل ويركب سيارته ليقودها حيث منزل والدها وهناك لم يجد سيارتها أيضاً فإتجه للداخل فكان يضرب علي الباب بعنف حتي فتحت إحدي الخدم ليتجه للداخل بغضب منادياً إياها بصوته الجهوري : اسيل .

تنهد عزام الذي خرج لهُ من مكتبه راسماً علي ملامحهِ علامات الحيرة : في إيه يا فهد صوتك عالي كدي ليه .

فهد بضيق : اسيل فين .

قطب عزام حاجبيه بإصطناع ليحدثه : يعني إيه اسيل فين هتكون فين هي مش عندك في بيتك .

فهد بتقهقر بغير وعي : يعني ايه هي مش هنا .

عزام بقلق إصطنعه : انا مش فاهم حاجة اسيل فين .. بنتي كويسة .

فهد بغير تصديق : انا رجعت البيت قالولي إنها جات تقعد عندك .

ثم صدح بصوته الغاضب : هتكون راحت فين .. وإزاي تخرج من غير إزني .

عزام وهو يتجه للهاتف : ممكن تكون عند سلوي أختها .. إنتو إتخانقتو يا ابني .

فهد وهو يتابعه : لا محصلش اي حاجة بس هي بقالها كام يوم مش طبيعيه .. إنبارح بالذات مكانتش طبيعيه وانهارده الصبح حسيتها بتودعني .. اسيل .

وقال إسمها بالأخير وكأنه يناشدها وقلبه ينهش قلقاً عليها وهو يقبض علي شعره بقوة ثم خرج بسرعه من الڤيلا ليسرع بسيارته لقصرهِ مرة أخري وفي طريقه إتصل بمعاز الذي أجابه فوراً ليحدثه فهد فوراً بأمر : اسيل مختفية .. في ظرف ساعه عايز أعرف هي فين .

نهض معاز من وسط أهله بدهشة وحدثه بعدم فهم : ايه اللي بتقوله ده يعني ايه مختفية .

صدح فهد بهِ بغضب : بقولك مختفية إعرفلي مكانها حالاً .

وأغلق فهد هاتفه بغضب في وجهه ليلتف معاز لعائلته التي ترمقه بحيره وقلق وأروي خاصةً التي تحدثت : فيه ايه يا معاز .

معاز بعدم تصديق : فهد بيقول اسيل مختفية انا لازم اخرج حالاً .

وقفت بفزع لتتبعهُ لأعلي وتحدثه وهيو يرتدي ثيابه : أنا هاجي معاك .

معاز بضيق : تيجي معايا فين بس … لو عرفت حاجة هطمنك .

ثم قبل رأسها ليخرج مسرعاً بينما يجري إتصالاته للبحث عنها في حين جلست أروي بقلق عليها فهي منذ الصباح تحاول الإتصال بها وهاتفها المغلق علي غير العاده كان يحدثها بوجود شئ غير طبيعي.

………………………………………………

وصل فهد للقصر ليعدو إلي غرفتهم وأول ما وقع عينيه عليه صورتهم معاً المختفية التي كانت علي الكومود بجوار السرير ليخطو لهناك حتي تبين لهُ ظرف صغير موضوع مكانه ليلتقطه بخوف من القادم ويجلس علي السرير ويفتحه ببطئ ليتبين لهُ كلماتها الذي لم يعرف ماهيتها ..

” رغم جبروتك أوقعتني في شباكك .
رغم سلطتك إلا أنك فضلت الحصول علي قلبي .
رغم أنه يخشاك الجميع إلا أنك معي أسير لشباكي .
رغم خوفي منك إلا أني أحترم قوتك وقسوتك المهتمة .
ببساطة رغم أنك تستطيع …… إلا أنك لم تفعل .
حين يحدثوك يا عزيزي عن حبي لك لا تصغهم ببساطة لأنه لا يوجد من في الكون يستطيع وصف مشاعري لك ، وصف الحب المدفون في أعماق قلبي ، وصف عزف روحي لك .. ♡
سامحني .. أنا أحبك “

أنتِ ريحٌ ونسيمٌ أنتِ موجٌ أنتِ بحر أنتِ برقٌ أنتِ رعدٌ أنتِ ليلٌ أنتِ فجر
(ميخائيل نعيمة)

وكلماتها بالنسبة لهُ غير مشبعه بالمره لوصف حالتهِ الأن هذا كله جنون أو حلم سيستيقظ منه بالله كيف يستوعب أنها رحلت بإرادتها تاركة إياه يبحث عن سرابها كيف لها أن تفعل حتي وبالبارحة فقط كانت تحلف بحب تمكن منها كيف تبتعد وتترك هذا الحب هكذا كيف تسمح لنفسها بالفراق ولماذا .. كانت حالتهُ مذريه وهو يكسر الغرفة ويقلبها رأساً علي عقب من تظن نفسها لتعلقهُ بها تعلق الغريق بطوق النجاه ثم تقطعهُ فجأه ليغرق .. توقف يقبض علي شعره بقسوة مفكراً في كلمة واحدة ليسمع منها جوابها .. ” لماذا ” ولماذا تحمل بين طياتها ملايين الأسئلة .. لماذا تركتهُ .. لماذا رحلت .. لماذا حرمتهُ إياها .. لماذا حرمتهُ حب بات مستوطن بدونه سيصبح متشرد بدون وطن .. لماذا طعنته هكذا في ظهره بخنجر سيسلب روحه ببطئ والأهم لماذا فارقت وتخلت … لماذا صارت رعد وبرق بعد أن كانت النسيم … ولماذا ولماذا أخري وثالثة حتي كاد يفقد عقله ولكنها غبية إن فكرت أنه سيسمح لها بالفراق فليست هي من تقرر وفي تلك اللحظة دخل عليهِ معاز مذهولاً من حالة الغرفة والأهم حالة صديقه ونظر لهُ فهد بأمل ليتحدث معاز بأسف : اسيل في أمريكا .

وكل ما كان يجوب في عقله بعد ذلك وهو يشعر بعجزه الحتمي عن جلبها لهُ وعدم تصديقه للأمر برمته الصغيرة أجادت الفراق .

اترك رد

error: Content is protected !!