Uncategorized

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن عشر 18 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن عشر 18 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن عشر 18 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن عشر 18 بقلم نهال مصطفى

– بنات .. أنا ممكن أطلب منكم طلب صغير ؟! 
تتقاذف عينى فجر هُنا وهناك تخشي خروج هشام من الحمام .. فأدرفت جُملتها الاخيرة بهمس ثار فضول رهف وبسمة اللتان تركن ما بايدهن وألتفتن نحوها 
– طلب ايه ؟! 
رهف بحماس : ما تقولى على طول … عايزة إيه ..
رمت فجر انظارها بعيدا .. أقصى الطُرقة وقالت 
– عايزة اتفق معاكم على هشام .. 
اتسعت عيون رهف الفضوليه وقالت مستنكره
– اخويا ؟! لا حرام ده طيب ..
تغاضت عن جملة رهف بملامح ساخرة .. وواصلت
– بصوا من الاخر كده .. أحنا لسه متصالحناش ؛ وهو عامل فيها الواد التقيل الجنتل اللى مافيش بنت تهزه .. 
سندت رهف ذقنها على قبضة كفها المستند مُعصمه على ارجلها وقالت باستغراب 
– هو هشام اخويا كده فعلا … مش عامل فيها يعنى .. 
تحمست فجر اكثر 
– ماهو ده بالظبط اللى أنا عايزه اعمله .. وانتو هتساعدونى .. ممكن .. لانه مش هيحن غير بكده ..
تناست بسمة أمرها لدقائق  وقالت 
– طيب عايزانا نعمل ايه ..
– مش عاوزاكم تخلوه يستفرد بيا .. بصوا تقفوله زى الشوكة فالزور كده  ..
صدى صوت ضحكة رهف تردد فى المكان وهى تضرب كف عالاخر بعدم تصديق .. فكتمت فجر ضحكتها محذره 
– اشششش .. والله واثقه ماحد هيفضحنى غيرك ..
ابتلعت ذيل ضحكاتها واكملت ساخرة
– ده كان يعلقنا .. لالا مش لاعب ياعم .. وكمان اتش اخويا حبيبي ما يهونش عليا ..
رمقتها فجر متوسله ومحذره
– رهف … قدمى السبت يا حبيبتى عشان تلاقى الاحد ..
وضعت سبابتها على شفتيها مُفكرة
– أنا موافقة .. بس بشرط واحد … 
فجر بلهف :
– الف شرط ياستى بس انجزى قبل ما يقفشنا .. 
تقمصت دور المفتش ( كرومبو ) وقالت
– والدكتورة بتاعتنا رايها ايه .. 
تردد بسمه حائره ثم غمغمت مُنذرة
– عمتو سعاد لو شمت خبر بالمهزلة دى هتقتلنا .. دى ما صدقت إنكم اتصالحتو ..
فجر بحمية
– ماهو مش هيتصالح ويرجع غير لما اكون قدامه ومش قادر يوصلى … هااااااا انجزوا ..
تبادلت ضحكاتهم الخبيثة المكبوته فهجست بسمة مغلولة
– هما صنف مش عايز غير كده اصلا .. يلا بقي استعننا على الشقى بالله …
ما لبثت أن تُنهى جُملتها فأسكتهم صوت خروج هشام من الحمام فنهضت فجر من بينهم مُرتاعة وهى تستعد لنشوب الحرب مؤكده عليهم
– زى ما اتفقنا …
ثم ركضت بخفة من أمامهم متوجهه نحو غرفته فوجدته أمام المرآه  عارى الصدر يصفف شعره بتريث .. فدنت منه متغزلة 
– اى الحلاوة دى ؟! حمام العافيه ياسيادة المقدم .. 
ألقى لها نظره خاطفة فالمرآه بها شظايا الانذار ثم واصل تسريح شعره صامتًا .. احضرت ( تي شيرت ) من الخزانه واقتربت منه وقالت بغيرة
– شكلك نسيت إن فى بنات معانا فى البيت .. فلو سمحت ألبس هدومك ؛ ميصحش كده .. 
ترك الفرشاة من يده وقال بعدم اكتراث 
– فين المشكلة .. أنا متعود اخد راحتى فى بيتى .. اللى مش عاجبه يمشي … 
– مش  فاهمه يعنى .. هتطلعلهم كده ولا ايه ؟ 
– عادى .. 
اتسعت ابتسامتها المزيفه وألبسته مُرغمًا
– لا مش عادى .. أنا مش عايزة حد يشوفك غيري ..
طاوعها مرغما وأكمل ارتداء ( ال تى شيرت ) الذي علقته فى رقبته قسرًا 
– خلصتى العشا .. 
جلست متدلله على طرف ( التسريحة) أمامه ثم اخذت زجاجة العطر وشرعت فى تعطيره بدلعٍ
– كل حاجه جاهزه ياحبيبي .. مش باقى بس غيرك تيجى عشان ناكل…
سقطت عيونه على بروز نهديها التى يشبهن إحقاق العاج وما تعمدت من ظهوره له فأصابت بقلبه ما اصابت ولكنه قرر ألا يُهزم امام اسلحتها النوويه التى سلطتها على كيان رجل وقال متنهدا بابتسامه كاذبة
– البنات مش هنا عشان تمثلى قدامهم !!
ثم  غمر لها بطرف عينه متأهبا للمغادره وهو يلقنها آمرا
– غيري اللى إنت لابساه ده .. مش عاجبنى ..
بالرغم من أسرى جيوش صدره التى تريد أن تنطلق، وشمسه التى تتلهف أن تشرق، وشلال شوقه الذى يتوق ليتفرغ بها تمرس فن البرود .. فن التجاهل الذي يُشعلها غيظا .. ضربت الارض بقدمها متأففه 
– ياربي منه .. ما ياهيشلنى هو .. ياما هيشلنى هو بردو .. 
جلس على مقدمة السفرة التى تحوى ألذ الاطعمة التى احضرتها سريعًا .. وعلى يساره سحبت رهف مقعدها فارحه 
– الله !! فجر عملت كل ده بسرعه كده ؟! 
فأتت فجر من وراءها بعد ما استبدلت ملابسها ب ( هوت شورت جينز ازرق وتوب قطنى باللون الاسود ) من خزانة الملابس التى يطبع عليها ذوق سعاد فتأكدت فجر انها من اتت بهم لهنا .. فردت على رهف بثقه 
–  ست البيت الشاطره هى اللى بتعرف تتصرف فى اقل وقت ..
ثم احتضنت هشام من الخلف وتدللت متغزلة فى نفسها
– وانت معاك ست الستات ياحبيبي .. مش ده رايك فيا؟!
صاحت رهف هاتفه
– الله .. الله! نحن هنا على فكره؛ متحسسوناش إننا عازول ????
ضحكت فجر بخفوت وانسحبت لتسحب الكرسي بجوار بسمه وجلست بينها وبين هشام وشرعت فى غرف الاطباق مرحبة
– اخص عليكى دانتو منورين البيت .. خليكو على طول .. 
فهتفت رهف 
– انا عن نفسي قاعدة هنا على طول .. بس اللى مايزهقش ..
حدجها هشام بغلٍ
– انتى تخرسي خالص .. 
اقتطبت ملامحها بجزل طفولى
– شايفه جوزك بيعاملنى ازاى ياست فجر ؟! 
شرعوا فى تناول العشاء .. فوجه هشام سؤاله لبسمه متجاهلا ثرثرة رهف 
– انت سبتى البيت ليه ..
التوى ثغرها باسف 
– اصل اخوك زياد طلقنى …
اعجب بجملته و هنئها 
– حلو .. واخيرا عمل حاجه صح .. الف مبروك .. انت تستاهلى الاحسن منه .. فين المشكله بقي ؟! 
فانفعلت وأكملت
– اصل عمتو مصممة انى اروح اصالحه ..وحلفت عليا منا راجعه غير لما اعمل كده والا هتمشي وتسيبنى … وانا طبعا مستحيل أعمل كده .. على جثتى .. وسبت البيت وجيت هنا ومش راجعه تانى..
انكمشت ملامحه مضجرا متحسرا 
– لا ازاى؟! وتسيبى عمتك لوحدها .. ميصحش.. 
ثم قفز مقترحا 
– انا ممكن اوصلك لحد هناك واتكلم معاها وكمان خدى رهف معاكى ملهاش لازمة .. 
تدخلت رهف معارضة
– انت بتجيب سيره رهف ليه دلوقتى ؟! ياعم انت هى اللى مزعلاها مش أنا … وبعدين انا مش راحه فى حته خالص ؛ بصراحه بيتك حلو وانا حبيته ..
ألجمها بغضب مكتوم
– أنا مش قولتلك اخرسي ..
تدخلت فجر متخابثة 
– ايه ياهشام ماتسيبها تتكلم .. واحنا لينا غير رهف بردو .. دى حبيبتنا كلنا ودلوعة البيت ..
ثم ارسلت لها قُبلة فى الهواء فبادلتها رهف بقُبله مثلها تابعتها غمزه خاطفة جنت جنون هشام الذي فجّر كل طاقته فى الاكل الحار حتى بات داخليا وخارجيا كجمرة ملتهبة بحُمرة الغضب  .. 
مالت فجر على آذان بسمة ووشوشتها بهمس … فابتلعت بسمة ما بحلقها واجابت بصوت مسموع بعد تفكير للحظات
– مممم يعنى استنى ممكن يومين تلاته كده عشان الدنيا تظبط ويحصل باذن الله ..
ففتوهت فجر مستفهمة 
– يعنى يوم ١٨ فالشهر مش كده ؟! 
هاج فضول هشام لالغاز كلماتهم فسألهم بنبرته المستكشفه
– هو فى ايه ..
احتضنت كفه بحنو وقالت متبسمه 
– ما تشغلش بالك ياحبيبي .. ده كلام بنات .. 
– والله! 
– اه .. والله ..
قطع حبل انظارهم الغريبة صوت تنهيده رهف 
– انا شبعت خلاص..
فجر بحب : هنا و شفا يا حبيبتى ..
– تسلم ايدك يا جوجو ..
ترك هشام الشوكه من يده وارتشف كوب المياه رشفة واحده متأملا ان تطفئه .. وقال متحمسا
– هااا يلا عشان ننام ..
رهف معارضه باصرار 
– ننام ايه … دا سهر للصبح النهار ده.. مفيش نوم خالص ..
جز على فكيه بنفاذ صبر 
– انا مش قولت تسكتى خالص ؟! 
حدجته معاتبه 
– فى مشكله .. إن أوضتين بس اللى مفروشين فى الشقه والباقى لسه ؛ اوضتى انا وهشام .. وسرير صغير فالاوضة التانيه ..
رهف ببرود
– انا هنام فالاوضة التانيه لوحدى .. عشان مش بحب حد ينام جمبى ..
تدخل هشام بحزم
– لا يا رهف ياحبيبتى .. أنت هتنامى فالصاله هنا .. فى كنبة هتعجبك اوى .. وسيبي الاوضة لبسمة عشان تاخد راحتها ..
زمجرت رهف كالطفله المتدلله 
– لا مش  هنام أنا فى الصاله ياهشام .. انا ضيفة عندك بردو ..!
– ماهو كرم الضيافه بيخلص مع العشا .. يلا عشان اروحك ..
– لا ياهشام  مش هروح انا ..
تدخلت فجر لتحسم الامر بخبث 
– خلاص خلاص محلوله … بصي ياروفا انت ادخلى نامى فالاوضة لوحدك وانا وبسمه هننام فى اوضة هشام .. 
ثم اخفضت نبرة صوتها واطرقت
– وانت ياحبيبي معلش نام فى الصاله ..
– ايه الهبل ده ؟! مش موافق طبعا .  وبعدين انا مش هرتاح غير فى سريرى … 
حدجته ملتاعه
– ايه ياهشام حركات العيال دى .. معلش  تعالى على نفسك .. 
لم يبد اى رد بل قام متأففا يأكل بغضبه خطاوى الارض مسبًا فى نفسه سرًا .. فلكزتها بسمه معاتبة 
– طيب والله صعب عليا .. 
انتقلت رهف لتجلس على مقعد هشام فارحه 
– هشام الود وده يولع فينا …
فواصلت بسمة باعجاب
– سيبك انت .. هيتجنن عليكى .. أنا كنت مراقبه نظراته ويالهوى هموت من الضحك .. والله حرام اللى بنعمله ده ..
احست فجر للحظه بتأنيب الضمير وقالت بخفوت
– دانا اللى هموت عليه وماسكة نفسي بالعافية والله ..
ثم فاقت سريعا 
– بس يستاهل عشان  هو رخم وردوده كلها مستفزة ..قومى يارهف شغلي لنا فيلم حلو …. وياسلام لو رومانسي .. 
ركضت رهف متحمسة 
– من عينيا دول … 
■■■■■
– زياد انت جيت ؟!
اردفت عايده جملتها الاخيره غاضبة وهى تُقبل على زياد الذي ركل الباب بقدمه متأففًا 
– خير ؟! 
– شوفت .. شوفت عمايل هشام أخوك يا زياد ؟! 
تلاعبت جفونه بجزعٍ
– عمل ايه هو التانى …
انفجرت عايدة بحنق وهى تهذي فى كلمات انطوت فى ثنايا صراخها
– البيه … البيه اخوك جيه خد الهانم اختك ولا عملى اعتبار  ؛ لا ولما كلمته رد ببرود وقال لى لقيتك مش واخده بالك منها فقولت اعفيكى من المهمة دى يا عايده هانم .. وقفل فى وشي .. 
ثم ابتلعت باقى كلماته شاهقة واغرورقت عيونها بالدموع
– هو ليه بيعاملنى كده .. ده جزاتى إنى ربيته لحد ما بقي راجل بيستقوى عليا .. نسالى كل حاجه بسهولة كده ؟!! 
زفر زياد مختنقًا من هذا الجو الكئيب الذي لا يليق به .. فظل يُرمقها طويلا وبدلا ما يغمض له جفن الرحمه ويأخذها فى حضنه ويواسيها تقهقر للخلف وغادر البيت وتركها تندب حظها لحالها … 
بفعله فجر كل مكنونات حزنها واسفها .. فلا جدوى من ابنٍ ربته ولا ابن ولدته .. كلاهما استغنوا وولوا ظهورهم غير مباليين بحزنها .. بات وجعها يقرض فى داخلها كفار عنيد ..
قد يضيق بنا الحال ممن هم منا ؛ فنلجأ لمن يسكننا حتى وان تجاهلنا وجوده لأعوام .. افقدها ألمها عقلها واندفعت وراء قلبها لاول مرة وهاتفا منير أبو مجدى متوسله 
-منير …. محتاجة اشوفك أوى … 
وصل زياد أمام أحد الملاهى الليليه بسيارته التى صفت بالقرب من فتاه فى انتظاره .. فصعدت سيارته ضاحكة بميوعة 
– فين ايامك يا زيزو  .. اهو أنت كده كل ما يرميك الشوق تفتكر سمورة حبيبتك .. 
تعمد نسيان همومه وضحك بصوت عال ثم صوب سهم انظاره على مغرياتها باشتهاء وقال
– اهو هو ده بالظبط .. عايزك تنسينى اسمى .. 
ارتفع صوت ضحكها بسخافة 
– اهو أنت ما لكش غير فى كده ؟! عارف يا زيزو ..
دور سيارته متأهبًا للذهاب وهى يتفقد المرآه اعلاه واجاب
– ايه ؟! 
– ساعات بحسك إنك مش بتحبنى زى ما انت مفهمنى و طمعان فى جسمى وبس … 
التوى ثغره ساخرًا ثم حدق النظر فى بروز نهديها وقال 
– ياشيخه ؟! وهما كورتين البلياردو دول يطمع فيهم بردو ؟! 
ترددت صوت ضحكاتها هنا وهناك مما اثار حماس زياد وهو يسقف مستمتعا 
– حلاوتك ???????? ليلتنا عنب …. 
■■■■■ 
وضعت فجر صنية التسالى على الطاولة وهى تلقن هشام باستغراب 
– هشام هو مش كفايه شرب ببسسي ياحبيبي .. غلط على صحتك ؟! 
اعتصر الكوب الفارغ فى يده ونهرها جازعا 
– يعنى صح الشط اللى كنت حطاها دى ؟! 
رهف بتدلل 
– مالك بس ياهشام .. دى كانت لذيذه موووت ، و اجمد كبده أنا اكلتها فى حياتى .. 
حدج فيها ببصره بنفاذ صبر
– انا لما بقولك اخرسي مش بتسمعى الكلام ليه ؟! عشان النار اللى جوايا دى مين هيطفيها .. 
كتمت بسمه صوت ضحكتها متفهمة وتكورت حول نفسها لتشاهد التلفاز .. وعلى حدا اقتربت فجر من هشام وتعمدت أن تتكور بجانبه متخذة من سياج صدره مسندًا وملاذا لانتقامها هامسة ببراءة مزيفه
– مالك بس يا حبيبى .. مين مزعلك ؟!
باتت قدمه اليمنى تهتز سريعًا حيث زودتها بوضع كفها على بطنه ومداعبته بابهامها بحركات دائرية أفحمته واصبح وجهه مضرجًا بدماء الغضب اكثر عندما رمقها فوجدها غير مكترثه لعاقبة فعلها ومهتمة بمشاهدة التلفاز بعنايه …. 
بعد دقائق تعالت اصوات النقاش بصوت محتدم بين الفتيات فى منافشة أحداث الفيلم الذي لم يشغله للحظة بل بات اقصي امنياته اطفاء ما اشعلته ذكاء أمراة بجوفه .. 
تبدلت الشاشه لمشهد فائق الرومانسيه بين البطل والبطله ما كاد أن يهدأ لئلا يعود لثورته كرة اخرى فنفذ صبره فلم يبق عليه سلطان وترنح قائلا وهو يقفل التلفاز
– ايه قلة الادب دى ؟! 
هبت زعابيب رهف معارضه
– قفلته ليه ياهشام .. الفيلم لسه مخلصش ..
رمى الريموت متأففًا 
– انت يابت ازاى تتفرجى على المسخرة دى ؟! هى دى التربية اللى تربتيها ؟! 
– وانا مالى ياعم .. هما كانوا باسونى أنا ؟! منا بتفرج زيكم وبسمه كمان بتتفرج .. ومراتك اهى بتتفرج ..  اشمعنا رهف الغلبانه يعنى ؟! 
افتعلت بسمه وضع الغباء وأجابت
– عشان احنا متجوزين عادى ؟! 
تقلصت ملامح رهف ساخره من جُملتها 
– يا سلام هو يعنى حلال ليكو وحرام عليا ..
وجد هشام ما يفجر كبته به .. فسحب نفسه من حصار فجر ووقف ليزعق
– انت واخده بالك بتجادلى فى ايه .. هى كلمه واحده مالهاش تانى .. تخشي تتخمدى مسمعش نفسك .. 
– يووه بقي .. هو مفيش غير رهف اللى تعكننوا عليها فى البيت ده ؟! 
تتشاجر مع خطاوى الارض وهى تسير متجهه الى غرفتها فتابعتها فجر سريعًا بعد ما القت نظرات العتب على هشام 
– حرام عليك ياهشام ..
وجدت بسمة نفسها بمفردها أمامه فنهضت هى الاخرى متحججه هاربه من شرور نظراته .. وقالت بارتباك قبل أن تركض امامه 
– طيب انا هشوف رهف مع فجر .. 
فرغ شحناته وهو يركل المنضده الصغيره بقدمه متأففا 
– اى النحس ده بس ياربى ..
ثم اقترب ناحية الاريكه وفردها فاصبحت سريرا القى بنفسه عليه مزفرا بضيق 
– انسب حل فى الحريقه دى انى اتخمد .. 
اغمض عينه للحظة ثم فتحهما مرة اخري وصرخ متوعدا 
– أنا هنام .. ومن غير يمين  لو سمعت نفس واحده فيكم .. هنيمكم انتو التلاته فى الحجز …. 
ثم عاد ليغمض عينيه مرة اخرى وهو يسب فى سره متوعدا 
– طيب يافجر .. ماهو كله هيطلع على ميتين اللى خلفوكى .. اصبري بس … 
قفلت بسمة الباب بهدوء وهى تكتم ضحكتها
– جوزك استوى خلاص .. انا بقول نمشي قبل ما يكهربنا …
ضحكت رهف 
– طب انا عايزه اكمل الفيلم.. ماليش دعوة ????
لكزتها فجر محذرة
– طيب فكرى كده اطلعى بره .. والله يحبسنا بجد .. ده مجنون ويعملها انا عارفاه .. 
ثم غمغمت بحزن وضعف 
– انا شغاله بتلكك وخلاص عشان هو واحشنى اوى .. الله يكون فى عونه هو بقي … 
جلست بسمه على الاريكه وردت 
– نمشي طيب ..
نطت فجر خائفه
– لا طبعا .. متسيبونيش لوحدى .. دانا متحاميه فيكو .. بقولكم يلا ننام عشان نفوقله بكرة ..
بسمة مازحه 
– والله ذنب الواد ده فى رقبتك  .. صعبان عليا
تدخلت رهف بعدم فهم 
– هو أنا مش فاهمه ليه .. هو ماله هشام يعنى .. انتو مكبرين الموضوع ليه ..
اقتربت بسمه منها وضربتها برفق فوق رأسها
– لا هو كبير لوحده …ده فحل الشطه اللى أكله كان كافى إنه يقوم يولع فينا كلنا بس والله طلع جامد ..  اسكتى بس انتى اللى مش فاهمه بس ؟! 
– طيب متفهمونى .. بدل ما انا حاسه إنى هبله كده وسطكم  ..
فجر بسخريه
– فهميها ياست الدكتوره .. اهى طلعت حمارة حافظه مش فاهمه ..
– لا لا أنا عايزه انام .. افسحى كده سبينى انام عشان دماغى هتنفجر ..
نطت فجر 
– لا تعالى نامى معايا .. هتسبينى لوحدى !! يلا يلا بدل ما يستفرد بيا ..وبعدين انا قلبى خفيف وممكن اضعف اكتر منا ضايعه كده …
ضحكت بسمه بخفة 
– الله يكون فى عونك ياهشام .. قاعد مع تلات اجن من بعض … 
■■■■
عدت ليله بتوقيت سنه على قلب كل من هشام وفجر .. فبمجرد ما غاصت بسمة فى سبات عميق بات قلب فجر متراقصا على اوتار التردد بين الذهاب إليه والنوم وعاقبة كل منها إلى أن غلبها النوم على الاريكه من كثرة تجولها فى الغرفه وحيرتها التى مزقت قلبها إربا ..
أما عن حال هشام فهو لم يختلف عنها بل كان اسوء .. فلاول مرة يتغلب عليه قلبه لتلك المرحلة .. باتت خطواته متواليه بين باب غرفتها وعائق وجود بسمة وبين فراشه الذي كان عباره عن شوك غُرز فى قلبه كلما ذهب إليه .. واصبح دخان سجائره العديده كسحابة سوداء تكونت من تبغه وغضبه .. 
تمللت فجر بتكاسل فى الصباح الباكر متألمه من رقبتها .. فنهضت بتكاسل واتجهت نحو حمام الغرفه فلم تجد به متطلباتها اللازمه للاستحمام .. فخرجت متأففه متجهه للحمام الرئيسي وانتهت من مخططها الصباحى .. 
لفت جسدها (بمنشفة) بيضاء قصيره واخرى على شعرها وخرجت من الحمام فسقطت عيونها على هشام بدون غطاء .. فساقها قلبها إليه بخطوات متردده فوقفت بجواره متأمله ملامحه النائمه باعجاب واصدرت تنهيدة حارة 
– اه لو بس تبطل عناد ياابن السيوفى.. 
ثم انحنت لتمد عليه الغطاء ولكنها توقفت للحظة فتراجعت وجلست  جانبه واخذت تمسح على رأسه بحنان أم على صغيرها محدثة نفسها 
– تعرف إنى ساعات بسأل نفسي كان ليه كل ده حصل ؟! اى الحكمه فى تجميعنا سوا وكل العقد اللى ما بيننا دى كلها !! 
ثم اخذت نفسا طويلا وواصلت 
– أنا عارفه إن الحياه مش وردى .. بس والله ما اتمنيت غيرك الحاجه الجميله فى حياتى وتولع الدنيا عادى ..  بس بينى وبينك ارجع واقول أن تقلب الطبيعة سر جمالها وروعتها ..
مالت إليه تدريجيا لتغتنم من شهده قُبلة باتت نارها فى قلبها ليلة كامله .. فأكتفت بطبع قبله خفيفه على ثغره وتأهبت للقيام وألقاء الغطاء عليه ولكنها فوجئت به يمسكها من كفها بقوة ..
تأوهت قليلا 
– هشام انت صحيت .. اااه سيب إيدى ؟! 
تفقدها بعيونه الصقريه فسرت فى جوفه قشعريره مبهمه وقال متخابثا
– وكمان جاية هنا برجلك ؟! 
حاولت تحرير يدها من قبضته القويه 
– سيب ايدى ياهشام .. ماينفعش كده .. التكييف شغال وهبرد ..
– انت كنتى بتعملى إيه من شويه ؟!
شعرت برجفه الحمى التى كان سببها مكر رجل .. وغمغمت 
– معملتش لأ ..
ضاقت حدق عينه
– لا افتكرى كده..
اصرت 
– لا معملتش حاجة أنا .. 
فالتوى ثغره بابتسامه خبيثة 
– لسه محتاجه تدريب شويه .. لو ليكى نصيب هخليكى بروفيشنال .. 
رمقته باقتطاب 
– بروفيشنال فى ايه .. مش فاهمة قصدك .. ؟!
قطم شفته السفليه كمن يعد لجريمته .. فنظرت فى عينيه لتستدل ولكن شخص مثله غريب الاطوار غير متوقع .. لا تزيده التفاصيل الا غموضا …فكانت تنظر اليه مرتعشة .. مرتبكه .. بها شخص يخشاه وآخر يتمنى ان يضُمه لاخر العمر .. 
شدها اليه مباغته فانبطحت على صدره شاهقه بشهقة ألتهمها بُقبلة طويلة لا نهاية لها .. قبلة كانت مزيج من الانتقام والحب انطفىء بها هو واشتعلت هى بنيران شوقها التى تثبطها مذ أمس حيث تمرغ قلبها فى فسحة حبه فطار عقلها منها وتناست نفسها  ..
تعمد الابتعاد عنها مجبرا وهو يتحسس ضربات قلبها التى ترد فى صدره وانفاسها السريعه المضطربه وقال بمكر 
– بروفيشنال فى كده …. 
ارتخت اعصابها فلم تتحملها لتنهض بل استندت على صدره لتستريح من انفاسها التى تعمد كتمها لأطول وقت .. مسح كفه على عنقها من الخلف وغمغم بغرور يقتله 
– على فكرة أنا خلصت .. ولا أنت عاجبك الوضع .. 
ثم اردف بصوت هادر سلل الرعب الى اوصولها 
– لو عاجبك أنا ممكن اكمل ؟! 
تضرجت وجنتها بحمره قانية وفزعت لتنجو من براثين جنونه التى لا يوقفها أحدا .. وهى تتأكد من ربط منشفتها وسبته علنا 
– عيب على فكرة اللى أنت بتعمله ده .. انا غلطانه إنى جيت اغطيك .. قلة الادب دى ؟!
ألا سُميت القلوب قلوب لكثرة تقلبها إلا قلبى اسميته وتين لان التقلب عليه مُحرمًا .. اشتعل بكِ ولك ولا يحق لناره عند غيرك ان تُوقدُ .. ثبتت أنت به كمسمار يؤلم ولا يخرجُ فعليكى التحمل .. تحمل سطو عشق الرجال إن وقعوا .. 
تقدمت راكضة حتى وصلت الى المطبخ وتوقفت لترتشف كوب مياه متأمله أن يطفأ حرائقها التى اشعلها  .. فتفوهت متوعدة 
– طيب يا هشام .. صبرك عليا …..
عادت الى غرفتها وارتدت قميص قطنى قصير وصففت شعرها ووضعت عطره المفضل وندهت على بسمه لتفيق ثم خرجت لتحضر فطار فسمعت دربكته فالحمام .. فمضت بفضولها الى الباب وجدته يحلق ذقنه فتأملته فالمراة وسألته 
– تحب اساعدك فى حاجة ؟! 
انتهى من وضع الصابون على ذقنه وشرع فى تمرير الماكينه وقال منذرا 
– احسنلك تختفى من قدامى ..
عاندت ودخلت وقفلت الباب خلفها  ثم رفعت نفسها لتجلس على ( رخامة ) الحوض أمامه متدلله 
– ليه .. خايف تضعف قدامى مثلا ..
ابتسم ساخرا
– الستات دول عيبهم الوحيد الاوهام اللى بيخترعوها من دماغهم .. 
– يعنى أنا  موهومه ؟! 
توقف عن الحلق وقال
– لا مش موهومه .. بس كلامك ده لو بتكلمى راجل عادى مش راجل أمن وطنى .. الحاجات دى بالنسبة له زى البيبيسي بعد الاكل يعنى قلته من وجوده مش هيفرق نهائيا ..
كظمت غيظها وقال بابتسامه منتصره 
– انت اد كلامك ؟! 
– المهم انتى تكونى أده ..
سرقت منه الماكينه ووضعت خلف ظهرها وقالت بعناد
– هحلقلك أنا ..
زفر بنفاذ صبر
– هاتى خلينى أخلص ..
هزت رأسها معانده 
– متقلقش .. ثق فيا .. 
ثم وضعت ساق فوق الاخرى متعمدة ليرتفع ردائها فسقطت انظاره عليه فزفر متعبا
– انت عايزه إيه ..
تصنعت البراءة 
– والله هظبطلك دقنك بس .. 
ثم رفعت نفسها وبدات فى تمرير الماكينه بحرص على وجنته فاغمض عينه كى يحافظ على ثباته اطول وقت ممكن ولكنه إذا ظن بان الاغماض سيحميه فما سيكون مصيره من عطر فتح شهيته عليها اكثر واكثر .. 
تعمدت ان تلامس باناملها المتدلله عنقه تارة فصدره تاره اخرى كاظمه ضحكاتها وكاظما هو صبره للحد الذي لطخ وجهه بحمرة الغضب .. 
اخيرا انتهت من مهمتها فسالته بغرور
– ايه رايك فيا ؟! انفع حلاقه ..
فحص ذقنه بالمراة ثم ابتسم باعجاب وادرف بتخابث متعمدا اشعل غيظها 
– شغلك هايل .. انت خلاص بقيتى الحلاق بتاعى من النهارده ؟! 
كانت بيدها ( الفوطة ) الصغيره لتجفف وجهه ولكن جملته الاخيره جعلت يدها تتوقف وبدلا ما تمسح على وجهه القته بها غاضبه 
– اى الرخامة دى ؟! 
رغم عنه تبسم وهو يرجع خصيلات شعرها خلف اذنها مداعبا هائما
– بس متنكريش انه حلاق قمر .. وشغله عجبنى وكمان حاطط البرفيوم اللى بحبه .. وانا هعتبرها دعوة صريحه لحاجات انا بحبها وبموت فيها بردو … 
اوشك مخططها على النجاح ولكنها تعمدت التدلل أكثر 
– ده بعينك …. وسع كده خلينى انزل … 
اقترب أكثر متحديا
– تؤ مش لما اشكرك الاول … اثبتى زى ما انتى كده …
‏من أعمق مفاهيم الحب في التاريخ هو مفهوم الحب لدى الديانه الأغريقية وكانوا يعتقدون بأن الإنسان عبارة عن أربعة أرجل وأربعة أيادي وقلبين لكن مع مرور الزمن انفصلوا وأصبح يولد في الحياة لكي يبحث عن نصفه الآخر طيلة حياته ويكمل فراغه…. وهذا ما فعل ليطبق منهجهم حيث ضمها إليه مشتاقا وواصل من بدأه صباحًا واخذ يمرر انفاسه على جدار عنقها متمتما بكلمات حب غير مسموعه ولكنها محسوسه .. 
فأفشل مخططه صوت رهف وهى تطرق الباب .. 
– ياهشام انجز عاوزه الحمام ..
فابتسمت فجر منتصره فقطمت شفتها منتشية وهمست فى اذنه بشماته 
– لو كانوا دربوكم على الثبات الانفعالى فالحرب .. فأكيد نسيوا يدربوكم عليه فالحب.. 
ثم طوقته مستنده عليه لتهبط وقالت جُملتها الاخيرة بنبرة قائد منتصر 
– واحده قصاد واحده .. نصيحة بلاش تدخل حرب ضد نفسك وضد واحده متربعه جواك .. هتخسر وهيبقي شكلك وحش .. 
ثم غادرت وفتحت الباب فتابع خُطاها مغلولا فرمقتهم رهف بذهول 
– انتو كنتوا بتعملوا إيه ؟! 
– كنت بحلق له دقنه يا روفا وبس … 
تجاهلت رهف تخابثهم ودخلت الحمام .. فسار هشام خلف فجر ولقنها مبررا لموقفه
– كنت هشكرك وبس على فكرة .. شوفى بقي إنت دماغك بتروح على فين هاتيها من هناك ؟! ????
وقفت على الموقد لتسلق البيض وقالت ضاحكة 
– انا  دماغى موديها هناك مخصوصا عشان تبعد بس عن دماغك اللى مش عارفه بتفكر فى إيه وهى هنا معايا  …????????
زفر مغلوبا
– اصطبحى .. 
ضحكت متدلله 
– مااحنا اصطبحنا خلاص …. ولا ده كان شق ريق ..!! 
دخل المطبخ خلفها مغتاظا على كبريائه الذي حطمته وقال 
– لالا .. دى كلها تسالى .. أنا بتاع البروتين والاكل كامل الدسم .. ولو تحبى اوريهولك دلوقتى مستعد ..
قال جُملته وهو يميل نحوها فصدته بكفها الصغير الذي وضعته على ثغره لتفشل مخططه محذرة
– البنات هنا… اتلم عيب ..
فى تلك اللحظه خرجت رهف وهى تسأله بصوت عال
– هشام أنت اجازتك هتخلص أمتى ؟! 
بلع حصي كيدها الانثوى وحدج كفها بتوعد
– هقطعها … 
قربت رهف منه 
– هى ايه هى اللى هتقطعها ياهشام ؟! 
غمغم متأففا 
– الاجازه… الاجازه يارهف هقطعها ..
خرجت بسمه من الغرفه 
– هشام عايزاك … ممكن … 
– خير يا بسمة ؟! 
تابعت بسمه خُطاه حتى جلست بجواره على المقعد وقالت
– انا عايزه حقوقى من اخوك زياد ..
رمقها بعدم تصديق 
– هو حقك وكل حاجه .. بي متقنعنيش إنك مفلسه للدرجه اللى المليون جنيه بتاع زياد هيغنيكى ؟! اللى اعرفه أن ليكى التلت فالارباح السنويه من الشركه عند خالتك ؟! 
ارتبكت 
– وده معناه انى اسيب حقى .. لا ياهشام ؟! 
اخفض صوته متحدثا بحكمه وسألها
– بسمه .. إنتى مبسوطه ؟! يعنى حاسه بايه بعد ما اطلقتى ؟! 
اجابته بشك راه فى عينيها
– ااه .. ايوه .. مبسوطه .. 
– بس اللى انا شايفه غير كده ؟! 
حدجته خائفه
– اللى هو ايه ؟! 
تحمحم بخفوت ثم اطرق قائلا 
– عقلك مش مستوعب أنك خلاص مش هتشوفى زياد تانى .. فبيتلكك .. عايز يخترع أي حجه عشان تتقابلو تانى حتى ولو هتتخانقوا .. عارفه علاقتك بزياد عامله زي إيه ؟! زي حتة زجاج بتوجعكم وانتو بردو مصممين تشيلوها فى قلبكم وكل شويه تحركوها عشان يعوضكم وجعها عن الحب اللى اختفى مابينكم .. 
اصابها كلامه فى مقتل ؛ ولكن كبريائها أبى الاعتراف واستنكر
– لا … لا طبعا ..
– ردك عليا مش هيفيد بحاجة .. انتى فكرى بينك وبين نفسك .. وشوفى عايزه ايه .. بس من رايي تتجنبى زياد خالص عشان قرارك يبقي من عقلك …. 
شردت بسمه فى حديثه الذي واجهها به هشام حتى ولو كان اشد قسوة ولكنه كان لا بد أن يُقال .. رصت رهف الاطباق على المائده وقالت .. 
– هشام… كلم فجر .. عايزاك جوه … 
نهض فاستولت عليه رغبة ألتقاءها مفكرا
– هى مش ناويه تجيبها لبر … 
وصل اليها فطلبت منه ببساطه
– ممكن تقفل الباب  ؟! 
رمقها بخبث 
– إيه قررتى تيجى أنت ودماغك لعندى ولا إيه ؟! 
– شوفت بقي مين اللى بيخترع أوهام ؟! 
ثم قفلت باب الخزانه واقتربت منه 
– هو مين اللى جايب اللبس اللى فالدولاب ده .. ولا هو مش ليا ؟! 
تعمد اللعب على اوتار غيرتها .. فاجابه فى تودة
– والله مش فاكر مين جابته بالظبط .. بس انا شاكك فى ميرنا لان المفتاح كان معاها .. ذوقها مش حلو  ؟
قطمت على شفتها متعجبة من وقاحته ولكنها داعبته بذكاء
– لا ذوقها جميل .. بس حاسه انه مش عاجبك .. عشان كده حبيت اسالك .. البس انهى بيجامه .. دى ولا دى ؟! 
حك رأسه ثم تابع حديثه بصوت خفيض محتارا ثم زفر لامباليا
– مايفرقش معايا .. سواء دى ولا دى ، كلهم مصيرهم واحد بالنسبالى … 
تنحنحت بخفوت
– يعنى إيه مصيرهم واحد ؟! 
تقلصت المسافه بينهم ويفحصها من راسها للكاحل 
– تحبى اعرفك مصيرهم إيه دلوقتى ؟! 
كورت اصابع قدمها بارتعاب وهى تلصق ظهرها بالحائط فلم يكف هو عن الدنوء منها وسألها هائما 
– لعبة القط والفار دى هتستمر كتير ؟! 
هزت رأسها نافيا وهى ترمقه بعيونهت الزائغه
– انا مش بلعب.. 
بلل حلقه وتعالت انفاسه
– طب ايه تفسير اللى بيحصل ده ؟! 
انخفضت نبرة صوتها بعتب
– مش انا قولت إن الموضوع مايهمكش واحنا اتفقنا نمثل قدام البنات .. كده وكده يعنى …. 
حرك كفه الاخر ليدلك به جدار عنقها فانتفضت وقال بفظاظه
– لا ماهو خلاص بقي يهمنى .. وانا عجبتنى التمثلية وناوى اقلبها جد بقي ..
بللت حلقها عدة مرات وتراقصت جفونها 
– انت عايز ايه ؟! 
فكر للحظه ثم اجاب
– حسابك تقل .. وعقابك بقي اتقل ؛ فأدعى ربنا إنك تطلعى من تحت ايدى فيكى النفس .. 
– ليه كده ؟! أنت هتقتلنى ؟! 
دنا منها اكثر ليخدرها بأنفاسه وقال
– ممكن بس مش اكيد … بس الاكيد إنى هقتل العند والغرور اللى جواكى .. عشان هشام السيوفى مش بيحب الست اللى تعمل راسها براسه … 
– يعنى عشان موحشتكش ؟! 
آهات مُلتاعة صاحبت نبرة صوتها المرتعشه فكانت ارق من نسيم الربيع التى جعلته يحن داخليا وقال بصوت خفيض حاد
– قدامك حل من التلاته .. ياما تسربي البنات اللى بره دول .. ياما تخترعى اي حجه وتيجى هنا تقعدى معايا ما تتحركيش لاخر اليوم .. ياما نسيبلوهم احنا البيت واخدك نصفى حسابنا فى اى مكان تاني … ها هتختارى ايه  ؟! 
– انت مخوفنى على فكرة….. 
انكمشت اكثر وهى تحدثه بنبرتها المهزوزه ؛ واجاب بكبر
– ااه .. ماانتى لازم تخافى شوية .. 
ارتعشت شفتيها وفكرت للحظه ثم حسمت أمرها عازمه الفرار منه .. فثنت ركبتيها لتهرب من تحت حصار يده ولكنه افشل مخططها بمخالبه القويه واحتدت نظراته الانتقاميه
– قولت بطلى حركات العيال دى .. ومفيش مهرب  ..
– طيب مين ميرنا دى؟! 
هدأ قليلا
– معرفه قديمة …..
فحزنت متأسفه 
– خلاص روحلها .. 
– ماهو مش بمزاجك على فكرة .. هتخلصي ولا اخلص أنا ؟! 
فجر بمكر :
– ” طيب هو الموضوع يهمك أد ايه ؟!” 
— لدرجة إنى هطربق البيت ده فوق نفوخك لو منفذتيش ….
كور قبضته وضربه بها ضلفة الخزانه بجوار اذنها فارتعد مغمضة كلتا عينيها وجهر
– خلاص خلاص .. موافقة و الله.. 
تنهد بارتيااح مشجعا 
– ايوة كده .. كل ما تسمعى كلامى عقابك هيخف … 
– طيب هطلب طلب أد كده عشان اقدر انفذ …
امتعض بغضب
– بت انتى انا صبرت عليكى بما فيه الكفايه ..
ترجته بخفوت مشيرة بسبابتها وابهامها الملتصقتين
– قولت اد كده ؟! 
– انجزى …؟!! 
– قول لى إنى وحشتك ومش قادر تستغنى عنى ؛و انك سامحتنى وبتحبنى وبتموت فيا كمان ؟! 
– تصدقى انا اللى غلطان عشان بتفاوض مع عيلة زيك !
ثم انحنى بغل ليلفحها على كتفه فصرخت متوسلة
– البنات بره ياهشام يخربيتك ؟! 
فانقذها صوت رهف العالى
– هشاااااااااام تعالى مجدى جييييييه  هنا عايزك  …. 
■■■■■
يجوب زياد فى الشوارع بسيارته بسرعة فائقه وكأنه يهرب من شبح يطارده فى كل مكان بعد ما لبى له كل متطلباته ؛ ولكنه لا يعلم ان شبحه يسكنه لا مهرب منه .. 
للحظة اصدر هاتفه صوتا تنبيها بوصل رسالة جديده .. تناول الهاتف ممتعضا وقرأ الرساله المرسلة من رقم مجهول
– ( خلى بالك على رهف اليومين دول .. لانها واقعه وسط شله مش تمام وناويين لها على خير .. خلى بالك منها ) 
ما لبث ان انتهى من قراءتها ففزع مصدوما على صوت ارتطام سيارته بالاخرى وانحرافها اقصى الطريق مقلوبة على ظهرها .. 
يتبع..
لقراءة البارت التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
لقراءة الجزء الأول من الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!