روايات

رواية انتقام زوجة الفصل الرابع 4 بقلم أسماء ندا

رواية انتقام زوجة الفصل الرابع 4 بقلم أسماء ندا

رواية انتقام زوجة البارت الرابع

رواية انتقام زوجة الجزء الرابع

انتقام روح
انتقام روح

رواية انتقام زوجة الحلقة الرابعة

مرت خمس ايام وكانت حياتنا أكثر روتينية ،لم نتعارك او نجرح بعض بالكلمات ، استقبلت فى هذه الأيام جواز السفر الذى أحضره لي أخي والذى بالمناسبة لا يعلم شئ عن فكرة الطلاق ويعتقد أننا نقضي شهرا بدون اولادنا كي نجدد الحياة بيننا او هذا ما كنت أخبرت به عائلتى اقصد اخواي فانا لى اثنان كلا منهم منشغل بحياته الخاصة مع زوجته وأولاده حتى الهاتف بيننا بعد موت والداى أصبح للضرورة فقط ، اليوم متبقى على الشهر تسعة أيام وهو لم يلاحظ التغير بجسده الاوان شعر رأسه قد طال وزاد وزنه ويرجع هذا لجلوسة بالمنزل لفترة طويلة وهو غير معتاد على ذلك ،عندما كنت اسمعه يبرر تغيرات جسده هكذا كنت اخفى ابتسامتى وأكد ما قاله بل وكنت اخبره ان عليه قبل زواجه الجديد الذهاب للصالة الرياضية واتباع حمية وسوف يعود لرشاقته السابقة ،
-الا يمكننى الذهاب الى الصالة الرياضية فى هذه العشر ايام
-لا ، لقد كان اتفاقنا ان نظل بداخل الشقة ولا نخرج انا او انت ، ثم الم اكسر الملل بتعليمك بعض مهارات الطبخ كى تبهر زوجتك الجديدة
-نعم ،وهذاويحيرنى من ناحية انتى تريدى الطلاق وترفضين زواجى الثانى ومن ناحية اخرى تفكرين كيف اكون سعيدا معها ،حقا لا افهمك
-ليس لانى لا اريدك بعد الان ان يعنى هذا ان اكره لك السعادة
واكمل فى مخيلتى (اتمنى فقط ان ارى وجهك اول يوم من زواجك او اسمع تعليقات امك وهى تقول ان شخص ما قد سحرك ) ثم أخبرته

 

 

-هل اعد لك العصير و نحن نتحدث مع الأولاد عن طريق الانترنت
نعم اصنعى هذا الكوكتيل العجيب الذي قدمته لى أول أمس
نهضت وانا اومأ له برأسي بالموافقة ثم دلفت الى المطبخ وخرجت من الثلاجة انواع مختلفة من ثمار الفاكهة ومعهم علبة صغيرة بها مسحوق الحبوب الذي كنت طحنته كي اوفر وقت لذوبانه ثم صنعت العصير و جهزت لى كوب واعدت تشغيل الخلاط ووضعت معلقة صغيرة من المسحوق ثم افرغت العصير فى زجاجة واخذت كوب فارغ له وبعض الكيك الذي أعده هو معى بالامس وتبسمت متذكرة انى جعلته يضع بيده من المسحوق وانا اخبرة ان هذا المسحوق ما هو إلا محسن كيك ، صدقا حاولت اكثر من مرة أن أتوقف عن انتقامى وأن أتركه وأسافر فقط ولكن سماعى يوميا له وهو يحدثها هاتفيا ليلا داخل غرفته كان يزيد من اصرارى على الانتقام ، لم تكن مشاعرى غيرة ولكن كانت قهرا على سنوات أضعتها أهدر بها احلامى كي ارضيه عن سنوات مضت تركت بها شغفي فى العلم كى اعتنى بنجاحاته هو و أدفعه للأمام ، كم من دموع انهمرت كن عينى طوال العشرون يوم الماضية عندما اتذكر سهري الليل الخص له المواد التى كان يحضر بها رسالة الماجستير لنفسه وكنت اقنع نفسي نجاحه هو نجاحى كم كنت ساذجة .
ذهبت وانا احمل الصينية بالاكواب والكيك بيد وفى الاخرى احمل زجاجة العصير ولاول مرة فى حياتنا ينهض وياخذ منى الصينية كى نجلس متقربين امام الكام ولا يظهر لوالدته او أبناءنا ان يوجد خلاف من الاساس ، كان يتعمد وضع يده خلف ظهري وتقبيلى كل فترة وهو يتحدث مع والدته ، لم أكن امانع بل كنت ابادله افعالة كى أظهر انى لم اتغير ولا تشك بى فى شئ ، وبعد انتهاء المحادثة واغلاق الهاتف كنت ابعد يده بقسوة وانظر له بكره واحيانا كنت اصيح به ( انت كاذب ماهر وصنعت مني انسانة كاذبة ،حقا لقد اصبحت اكرهك بشدة)
ثم اتركه وادخل الي غرفتي ارتمى على الفراش وأكمل نحيبي وبكائى على ما اصبحت عليه ، فان جرحى منه وكرهى له قد أفقدني طهارة قلبى وفى صميم عقلى ايقنت انى تغيرت نعم تغيرت للاسوء لم يكن على اختيار طريق الانتقام ولكن هو من دفعني دفعا لهذا . ليس خطأي ما افعل ولكن خطأه هو ، تواصلت مع احد صديقاتى هذه الليلة وانا ابكى بانهيار واخبرها عن مشاعري التى تحولت من حب الى كره محض وكم اشعر بألم بقلبى يقطعنى ويهيئ لى اني اقتله الاف المرات وكانت اجابتها كما توقعت ان يجب على انهاء جلوسي معه والابتعاد ومتابعة طبيبة نفسية لانى هكذا اقتل نفسي بيدى .
فى صباح اليوم الثامن قبل انتهاء الشهر ، نعم لقد بات العد التنازلى عندما بدأت بمضاعفة الجرعة التي أعطيها له ، جلست ومسكت قلمي وبدأت اسطر بعض الجمل فى مذكرتى كما اعتادت
(دَع الصمت يُرشدنا إلى طريق الوصول… إلى نهاية القصة, إلى الهاوية التي لا نرجوها.

 

 

سقط مني العقل قبل كِتابة أوّل حرف, بوصلَتي أضاعها الوهم في سراب الأحلام الجميلة, قوّتي تخلّيت عنها في ظُلمة الشوارع الطويلة. الآن لا نملك إلا السير والتعثُّر, لا بديل عن خَوض الرحلة الأخيرة.
ماذا تبقّى لي؟ عقل مُعطَّل, أمَل مؤجَّل, حياة باردة, أفكار شاردة, وكثير من الأوهام والخطايا ورائحة قبور الأحبّة
ماذا تبقّى معي؟ ورود ذابلة, قصص ساذجة, وطن يتسوّل الطمأنينة وجذوة شغف مُنطفئة, وامرأة شوّهتها حرائق الذاكرة وجَلد الأكاذيب
في جُعبَتي الكثير من العطايا والهدايا, نصائح البائسين ودعوات العجائز, عناقات خاوية من المشاعر وساعة صباحيّة لِلإفطار والإنهيار, قلم مكسور وقُبعة ديكتاتور وبقايا مدينة دمّرها بركان الظُلم, أوراق باهتة لكتابة خاتمة رواية بلا سرد أو أحداث.
دَعِ الصمت يَقتُلنا, يُعلّقنا على مشانق الغَد الأفضل والسعادة المُنتظَرة, ما أجمل الموت في الخريف, مثل أوراق الشجر, تتساقط كالآمال المُبهجة, تتطاير مع الريح .. إلى المجهول.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انتقام زوجة )

اترك رد

error: Content is protected !!