روايات

رواية القاسي الحنين الفصل العاشر 10 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل العاشر 10 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين البارت العاشر

رواية القاسي الحنين الجزء العاشر

القاسي الحنين
القاسي الحنين

رواية القاسي الحنين الحلقة العاشرة

يجلس أحمد مع حازم في حديقة الفيلا يتحدثا في أمور شتى.
أحمد : إن شاء الله ربنا يوفقك ، مش محتاج أقولك لو احتاجت فلوس نصيبك موجود محدش بيجي جنبه.
حازم : ربنا يخليك يا أحمد ، وبعدين مش هاخد حاجة من نصيبى إلا لما أوفى الدين إللى عليا .
أحمد : لسه برده على تفكيرك ده ، خلاص بقى غلطة وحصلت مش آخر الدنيا يعنى.
حازم: كده أحسن عشان أبقى مرتاح.
تنهد أحمد فلا فائدة من الجدال معه.
أحمد : تصدق المجنونة أروى عاوزة تعمل عيد ميلاد العيال.
حازم : غريبة ، وإيه إللى فكرها بأعياد ميلادهم؟!!
أحمد بتوتر : مش عارف ، قال إيه تجديد.
حازم : يا سيدى خليها تعمل إللى هى عاوزاها.
أحمد : يعنى أنت موافق؟
حازم باستغراب : موافق على إيه ؟
أحمد : إننا نعمل عيد ميلاد.
حازم : في إيه يا أحمد مالك النهاردة عمال تلف وتدور ، هو أنا أوافق أو أرفض ليه دول عيالكوا وأنتوا حرين.
أحمد : لا أبدا مش بلف ولا بدور ، الفكرة كلها إن أروى عاوزة فرح تنظم لها الحفلة.
حازم : فرح مين ؟
أحمد: إللى شغالة معاك في الشركة.
حازم بعدم اهتمام: ما تخليها تنظم وإيه المشكلة؟
أحمد: إيه ده أنت موافق؟
حازم: لا حول ولا قوة إلا بالله، إيه حكايتك مع الموافقة والرفض النهاردة ، هى عشان موظفة عندى أبقى امتلكتها.
أحمد : أصل أروى خايفة إنك ترفض إننا نجيب فرح.
حازم : عادى شوفوا هى هتوافق ولا لا.
أحمد بفرحة : طيب هات رقمها .
حازم : مش معايا ، هتلاقيه مع فارس.
أحمد : معقول موظفة عندك ومش معاك رقمها.
حازم بنفاذ صبر: أوووف ، أنا قايم أروح النادى هتغدى هناك مع فارس وكريم ، سلام.
في النادى
تجلس فرح مع سمية وسلمى ونهال، تضحك البنات بصوت عال على ما تحكيه فرح لهم.
سمية : ده أنت ملكيش حل ، بتردى على صاحب الشركة كده .
فرح : أيوة ، ما هو بيستفزنى ، وأنا مبعرفش أمسك لسانى.
سلمى : يالهوى عليك جريئة.
فرح : أى خدمة يا فندم.
نهال: بس كفاية حركة الجدعنة إللى عملها معاكى امبارح .
فرح : لا وكمان جاب لى العربية تحت البيت.
نهال: مسيطرة يعنى مفيش كلام.
فرح بتفاخر : طبعااااا.
تواصل الفتيات الضحك على طريقة فرح.
فرح بتفاجؤ: إيه ده ، ياريتنا جيبنا في سيرة ربع جنية ، شفتوا مين هناك.
البنات : مين؟
فرح: مستر حازم .
سمية بانبهار : بقى أنت شغالة مع القمر ده، وبتتريقى عليه كمان.
فرح: اسكتى بلا قمر بلا نجوم ، كفاية لسانه.
سلمى: واجب تقومى تشكريه على العربية، واحنا هتيجي نشكره معاكى.
فرح بضحك : هههههه ظريفة أوى ، خليكوا هنا وأنا هروح ، واطلبوا الغدا بقى ، عزومة إيه دى ؟
عند حازم
يجلس حازم مرتديا ملابسه الرياضية ونظارته السوداء التى زادته وسامة ووقار، وصل مبكرا عن موعده مع أصدقائه فهو يرغب في الجلوس منفردا لبضع الوقت ، كان يحتسى قهوته ، قطعت فرح عليه وحدته.
فرح: مستر حازم، صباح الخير.
رفع حازم رأسه كى يرى من يتحدث معه، تفاجأ من وجودها هنا وكالعادة لم يظهر أى ردة فعل.
حازم : صباح الخير يا أستاذة.
تحمست فرح عندما رد عليها ، فجلست على الكرسي المقابل له، تفاجأ حازم منها ولكن لم يستطع أن يحرجها، فهى تتصرف بعفوية .
فرح : مفتجأة إنى أشوف حضرتك هنا ، أول مرة تيجي هنا ولا إيه ؟
حازم : لا .
فرح : أصل أول مرة أشوفك هنا.
حازم بجمود: مش باجى كتير.
فرح : امممم ، عشان كده.
حازم بضيق: هو تحقيق ولا إيه ؟
فرح بغيظ: لا ولا تحقيق ولا غيره ، كنت جاية أشكرك بس على تعبك امبارح وتصليح العربية النهاردة.
حازم بجمود : العفو.
فرح بحدة : عن إذنك.
قامت فرح منفعلة منه وتركت هاتفها على الطاولة.
حازم مناديا : موبايلك يا أستاذة.
عادت فرح مرة أخرى وهى تدبدب في الأرض مثل الأطفال.
فرح : بلاش والنبي أستاذة دى عشان بتحسسنى إن عندى ٥٤ سنة.
ثم أدارت وجهها وعادت لطاولة صديقاتها.
ابتسم حازم بشدة على طريقتها الطفولية.
حازم بصوت مسموع: مجنونة البت دى ولا إيه ؟ عاوزانى أقولها إيه دى ؟ واشمعنى ٥٤ سنة يعنى ههههه.
وصل فارس عند حازم.
فارس: إيه يا عم بتكلم نفسك ليه ؟
حازم : عادى ، تعالى اقعد ، أحمد كلمك؟
فارس: آآآه، وأخد رقم فرح.
ابتسم حازم مرة أخرى عندما ذكر اسمها أمامه.
عادت فرح عند صديقاتها ، وأخذت تحكى لهن عن قلة ذوقه معها، وأخذن يضحكن عليها.
فرح بغيظ: اضحكوا اضحكوا ، ما أنتوا مسمعتوش كان بيكلمنى إزاى.
رن هاتف فرح من رقم غريب.
فرح: ألو .. مين معايا .. آه آه أهلا مدام أروى .. الحمد لله إزيك أنت .. يارب دايما.. أؤمرى.. تمام مفيش مانع .. ابعت لى العنوان .. يوم الجمعة هكون عندك وأشوف المكان.. الساعة ١٢ كويس .. أوك باي.
فرح لنفسها: مع إن كنت قاعدة معاه مجبش سيرة ، بنى آدم غريب.
يوم الجمعة
وصلت فرح عند أروى ، رحبت بها أروى ونبيلة ترحيب كبير ، أعجبت فرح بالمكان فهو هادئ وذوقه راقي ، لم تشاهد حازم حتى الآن فهو بالطبع يصلى الجمعة فهذا هو موعد الصلاة ، حمدت الله أنها لم تره وتمنت عدم رؤيته هذا اليوم ، فالجو هادئ ولا تريد أن تعكر صفو هذا اليوم.
نبيلة بلؤم: بس أنت شكلك صغير أوى ، يعنى بكتيره لسه بتدرسي .
كانت هذه الجملة مدخل لنبيلة حتى تعرف سنها وبالطبع فرح لم تفهم هذا الغرض.
فرح : لا بدرس إيه ده أنا عندى ٢٥ سنة ، خلصت دراسة من زمان.
ابتسمت نبيلة لأروى بمعنى أن سنها مناسب جدا.
ظل الحوار كله ود بينهن إلى أن أتت عليهن ياسمين.
ياسمين : صباح الخير ، إيه هو إحنا عندنا ضيوف ولا إيه ؟
نبيلة : دى فرح إللى هتنظم لنا حفلة عيد ميلاد زين وزياد.
نظرت لها ياسمين نظرة تعالى وكبر : أهلا وسهلا.
اكتفت فرح بتحريك رأسها فهى شخصية غير ودودة بالمرة ومن يقابلها ولو لأول مرة يحس بهذا الشعور.
ياسمين : من إمتى يعنى يا أروى بتعملى حفلات.
أروى : تجديد ، ويلا بينا بقى يا فرح نشوف هنعمل إيه.
فرح : يلا ، بعد إذن حضرتك يا طنط.
نبيلة : اتفضلى يا قلبي.
ياسمين باستغراب : ياااه يا طنط بتقوليلها قلبي مرة واحدة.
نبيلة : بنت مؤدبة وذوق ومحترمة تبقى قلبي طبعا.
ياسمين وقد فهمت مغزى الكلام : امممم.
عند أروى وفرح
فرح : أول حاجة يا مدام أروى لازم تحددى الجزء إللى هتعمل فيه الحفلة.
أروى : أول حاجة بلاش مدام دى أوك .
فرح بابتسامة: أوك.
أروى : تمام ، احنا هنعمل في الكورنر ده.
فرح باستغراب : بس ده صغير أوى.
أروى بتوتر: آآآه، دى هتبقى عائلية على قدنا أنا وأحمد وبابا وماما وعمى وطنط وعلى ومراته وحازم.
حاولت أروى أن تلاحظ أى شئ على ملامح فرح عند ذكرها اسم حازم ولكن لا شئ ، بدأت أروى تشرح لها كيف ستنظم هذا المكان وكانت أروى متحمسة جدا معها، كانت تحاول أن تعطلها لأطول فترة ممكنة حتى يأتى حازم.
انتهى الرجال من أداء الصلاة ، وعادوا للمنزل .
نبيلة : حمد لله على السلامة.
صلاح : الله يسلمك .
نبيلة : يلا عشان نتغدى.
حازم باستغراب : غدا إيه ؟ الساعة واحدة.
نبيلة : وفيها إيه مش عندنا ضيوف ولازم نرحب بيها.
في هذه الأثناء وصلت فرح و أروى عندهم، رحب الحج صلاح بفرح ، وكالعادة لم يهتم حازم بها وهى أيضا لم تسلم عليه ولم تنظر له من الأساس.
صلاح : يلا يا بنتى عشان نتغدى سوا .
فرح : شكرا يا أنكل ، مرة تانية إن شاء الله.
نبيلة : لا والله أبدا ، ميصحش.
فرح : عشان ماما لوحدها في البيت وبنتغدى مع بعض ، متشكرة لذوق حضرتك.
النظرات حائرة بين أروى ونبيلة ، فتدخل الحج صلاح في هذا الحوار ، فهو رجل ذو خبرة ، ارتاح لهذه الفتاة وتوسم فيها خيرا ، فهو أراد بالفعل أن يجلس معها ويتعرف عليها ولو قليلا .
صلاح : طيب خلاص، يبقى نشرب الشاى مع بعض.
لم تعترض فرح واضطرت أن تجلس معهم .
جلس الجميع يتناولون الشاى ، كانت الأنظار والاهتمام كله موجه ناحية فرح ، هذا الاهتمام لم يعجب ياسمين بالطبع ، أيضا حازم استغرب من هذا الاهتمام ولكنه كعادته لم يعلق.
صلاح : والدك بيشتغل إيه يا فرح ؟
تأثرت فرح عند ذكر سيرة والدها ، لمح حازم تغير وجهها ، ولاحظ نبرة الحزن في صوتها، وأدرك أن هناك شئ ما وراء والدها تحاول أن تداريه .
فرح : بابا عنده شركة مقاولات ، بس حاليا هو خارج مصر.
نبيلة : عندك أخوات ؟
فرح : لا .
وهنا تدخلت ياسمين : عشان كده بقى نزلتى تشتغلى؟
فرح بعدم فهم : عشان إيه مش فاهمة؟
ياسمين : إن باباكى مسافر ولوحدك أنت ومامتك فأكيد محتاجة الشغل.
توترت الأجواء وتضايق الكل من حديث ياسمين ، كانت تحاول أن تقلل من قيمة وقدر فرح.
فرح بثقة : لا يا مدام ، أنا خريجة جامعة ألمانية، متعلمتش وفى الآخر أتجوز وأقعد في البيت ، لازم يبقى ليا هدف وأحاول أحققه عشان يبقى لوجودى معنى ويبقى عندى شخصيتى.
أعجب الجميع برد فرح القوى الثابت المليئ بالثقة دون أى تجاوز في حق أحد.
ياسمين : بس أكيد محتاجة الفلوس.
همت أن ترد فرح ولكن الكل تفاجأ برد حازم عليها.
حازم بهدوء : الأستاذة فرح يا ياسمين كانت بتشتغل في شركة كبيرة قبل ما تيجي الشركة عندى ، وكان مرتبها ضعف المرتب إللى بتاخده الوقت ، فلو بتفكر في الفلوس أكيد كانت هتفضل في الشركة التانية ، الفكرة إن طموحها بيتوافق مع طموح الشركة و هيبقى ليها مستقبل كبير في شغلها.
أوباااااا يا حازم يا جامد أخيرا نطقت ، تفتكروا حازم ابتدا يحس بحاجة ناحية فرح ، ولو لسه مش حاسس إيه إللى خلاه يدافع عنها قدام الحيزبونة ياسمين.

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك رد

error: Content is protected !!