روايات

رواية وجوه الحب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب البارت السادس والثلاثون

رواية وجوه الحب الجزء السادس والثلاثون

وجوه الحب

رواية وجوه الحب الحلقة السادسة والثلاثون

( ٣٦ ) – دائـرة مُـغـلـقـة –
وصل إلى منزلهم حيث قصر آل ( نـجـم الـديـن ) ومن ثم صف سيارته وترجل منها وما أن هم بغلق الباب من خلفه وكاد أن يرحل حتى لفت أنظاره ذلك المظروف المطوي وراء مساحات السيارة فقضب بين جبينه ومد يديه سابحًا له من بين عصاة المساحات الطويلة وما أن إجتذبه وقام بفتحه حتى رأى صورة فوتوغرافية لكنها مُنغمشه لا يتضح فيها شيئًا إلا أنه استطاع بصعوبة تخمين أن بها شخصان على ما يبدو أن الشخص الأول إمراة والآخر رجل لكنه عجز عن تحديد هويتهم فالصور مُنغمشه بالكامل فأخذ يطلع عليها ويركز بها بدقة لعله يستطيع تحديد معالمهم إلا أنه لم يستطع فقام بقلب الصورة ليرىٰ إذا كان بها أي علامة تدل على المُرسل إلا أنه لم يجد أي شئ يُذكر سوىٰ عبارة قصيرة فكان محتواها كالأتي:
• تـوب الشرف غالي أوي يا إبن عـابـد ميلبسهوش إلا الغالي..!
أنا عايزك تبص في وشوش كل اللي حواليك كويس أوي وقلب في دفاترك القديمة وأنت بنفسك اللي هتعرف الغالي من الرخيص..؟!
كان يقرأ كل حرف وإقتضاب جبينه في تزايد إلى أن فرغ من قرأتها فعاد لينظر إلى الصورة ثانيًا مُحدقًا بكل أنش بها لعله يستطيع إيجاد أي معنى لها لكنه لم يستطع فعاد فأخذ لحظات وهو يحدق بها بشرود وبكل حرف وقعت عيناه عليه وهو يشعر بلغز كبير وعلامة إستفهام كُبرى تكمن بداخله كادت أن تُصيبه بجنون على أثرها. فالعديد من الأفكار تأتي وتذهب بداخل عقله وغير قادر على إيجاد معنى واضح وصريح لها.
فمن هي تلك المرأة وذلك الرجل الذي معها بالصورة..؟!
وما هو المغزىٰ من تلك الرسالة..؟! ومن أرسلها..؟!
أيعقل أن تكون تلك الصورة لـِـ ” أصـالـة ” وقد أرسلها له أحدهم ليُفكره بما مضىٰ..؟!

 

أم أنها صورة جديدة قد إلتقطها أحدهم لها وأرسلها إليه حتى يُثبت له تورطها وأنها لم تتغير بعد..؟!
كل ذلك والشكوك تعبث به هُنا وهُناك إلا أنه تأكد بالأخير بأن تلك الصورة حتمًا لها فضغط بيديه عليها حتى تكورت في تمامًا وهو يُجز على أنيابه حتى ظهرت وبرزت عروقه بشدة من جانب جبهته. ومن ثم نطق بنيران تحرقه وبشدة.
– ديل الكلب عُمره ما يتعدل فعلًا..؟! وما كاد أن يرحل ونيرانه لازالت مُشتعلة حتى تذكر شيئًا ما فعاد ليطلع على الصورة من جديد بعدما قام بفردها ثانيًا وسحب نفسًا عميقًا وهو يتابع بعيناه تلك الكلمات ثانيًا عاجزًا عن إيجاد معني لها.
أيعقل أن هناك لبس في الموضوع وقد أرسلت له الرسالة عن طريق الخطأ إلا أنه تذكر بإنه هو المعني بتلك الرسالة فهو يذكره هو شخصيًا دونًا عن غيره وهذا أتضح في حديث مُخاطب صريح له عندما قال ( يا إبـن عـابـد )..؟!
رأسه كادت أن تقتلع من موضعها وهو ينظر إلى كل هذا دون أن يفقه شيئًا ولا يستطيع الإمساك بطرف خيط واحد يُضح له حقيقة الأمر.
بالتأكيد تلك الصور لها وهو كالغبي لازال يشعر بحنينه إليها وهي بين أحضان ذاك وذاك.
كيف إنخدع بها يومًا..؟! كيف عشقها إلى هذا الحد..؟!
ياله من أحمق فهو من أضاع سنوات وسنوات من عُمره وهو يعشقها وهي لازالت على حالها كالسابق ولم تتعظ أبدًا..!
الآن قد أتخذ قراره وسيفعل ما يجده صوابًا بعد ذلك حتى لو كان غير مُوافق لرغبات القلب فيكفي أنه يأخذ قراره من آلان وصاعدًا بعقلًا سليم..؟!
عند هذا الحد قد حسم قراره وقام بطوي الصورة وتخبئتها بداخل سترته إلى حين إشعار آخر لعل يتبين له حقيقة ذلك الأمر ومن ثم رحل إلى داخل القصر ونيرانه تحرقه دون رحمة متوجهًا إلى غرفته مُباشرةٍ دون أن يتحدث مع أحد بنصف كلمة. وما أن فتح الباب ودلف إلى الغرفة حتى وجد ” شـهـيـرة ” تجلس على المقعد فردد بهدوء على عكس ما بداخله من براكين وهو لايزال مُنشغل البال في ما حدث منذ لحظات.
– مساء الخير يا شـهـيـرة..؟!

 

” شـهـيـرة ” لا رد مما جعل الأخير يشعر بالتعجب ولكن ما آثار قلقه حقًا بشرتها الشاحبة للغاية والتي تُحاكي بشدة بشرة الأموات الهاربة منها الدماء تمامًا فهتف بها بقلق شديد على حالتها.
– شـهـيـرة أنتي كويسة..؟!
” شـهـيـرة ” وهي تنتبه إلى كلماته فهي كانت سابحة في عالم آخر تعبث بها الأفكار هُنا وهُناك. تخشي وبشدة فكرة معرفته بما حدث معها وإنفضاح أمرها أمامه فخرجت نبرتها مُرتبكه ، مُتخبطه.
– هاااااا..
بتقول حاجة يا مُـراد..؟!
” مُـراد ” بعدما خلع سترته وقذف بها أعلى الفراش بإهمال شديد إلا أنه لازال مُفكرًا مُنشعل البال بما حدث ومن ثم إقترب من ” شـهـيـرة ” مُرددًا بقلق وهو يُعيد عليها كلماته ثانيًا مُتحسسًا بيداه بشرتها بلطف.
– بقولك أنتي كويسة..؟!
” شـهـيـرة ” بإبتسامة باهتة وهي تحاول التعامل على طبيعتها قدر المُستطاع على الرغم من دهشتها بفعلته إلا أنها لمستها وبشدة وتابعت بنبرة مُرتبكه ، مُتخبطه.
– هاااااا آااااه آاااه..
أنا كويسة ، كويسة جدًا الحمدللّٰه..؟!
فهتف إليها ” مُـراد ” وهو يحاول إزاحة ما حدث عن تفكيره ولو قليلًا وتابع بنبرة هادئة محاولًا تقدير مشاعرها وعدم جرحها دون قصد.

 

– شـهـيـرة أنا عارف أنك متضايقة عشان مسافر فجأة من غير أي ترتيبات مُسبقه خصوصًا أني مسافر مع أصـالـة وأنا مقدر الموضوع ده إزاي حساس بالنسبة ليكي بس صدقيني ده غصب عني وعشان الشغل ومصلحة العيلة أنا مُضطر أعمل كل ده..!
ثم أضاف وهو يمسك يديها ماسحًا عليها بحنان.
– لو حبه تسافري معايا أنا معنديش أي مانع على فكرة وممكن أكلم عـاصـم دلوقتي يحجزلك معانا على نفس الطيارة..!
” شـهـيـرة ” وهي تفكر في الأمر فإبعاد ” مُـراد ” عن مِـصـر في تلك الأيام خصيصًا سيكون في صالحها ليُكسبها بعض الوقت حتى تتمكن من تدبر أمرها وإيجاد مخرج لها من تلك المآذق حتى إذا كان المُقابل تركها لتتنعم بزوجها ليومان فهذا لن يضرها مُقارنةٍ بما تخبئة لها الأيام القادمة ونطقت بعد أن إبتسمت إبتسامة هادئة وهي تتقن دورها جيدًا فما أصابها لن يؤثر على قدراتها قط.
– يا حبيبي قولتلك قبل كده أني بثق فيك أكتر من نفسي ولو مصلحة الشغل في السفرية دي أنا عُمري ما همانع ولا هقف قصاد مصلحة عيلتي..!
فأضافت متحججه لتجعله يقتنع ويمتثل لحديثها.
– ثم أني مش هقدر أسيب البيت اليومين دول..!
أنت ناسي أن عمي عـابـد دكتور العلاج الطبيعي هيبدء معاه علاج رجليه من بكرا ولازم أكون موجودة معاه الأيام الجاية..؟!
” مُـراد ” بإمتنان حقيقي إلا أنه عقله لازال مُنشغلًا بما حدث.
– أنتي أصيلة يا شـهـيـرة وبنت ناس بجد وأنا كُنت غبي لأني محستس بقمتك دي قبل كده بس أوعدك أني هرجع من السفرية دي مُـراد جديد أنتي أول مرة تعرفيه..!
أوعدك أني هنسىٰ كل اللي فات وهبدء معاكي حياتي من أول وجديد وكأننا لسه متجوزين وفي أول حياتنا..
هعوضك عن كل اللي ضاع من عُمرنا..!
” شـهـيـرة ” تبكي بعدم تصديق وذهول حقيقي ومن تابعت بوجع وتحسر.

 

– أنت جاي تقولي الكلام ده دلوقتي يا مُـراد..؟!
ليييييه..؟! لييييييه مقلتهوش من قبل كده..؟!
ليه محستش بوجعي طول السنين دي كلها..؟!
ليه جاااااي تقوله دلوقتي ليه أهي أهي أهي..؟! قالتها وهي تجهش في بكاء مرير مما أشعر الأخير بمدىٰ بشاعة فعلته. وجعله يشعر بتأتيب الضمير بقدر كل لحظة مرت عليهم طوال السبعة وعشرون عامًا المُنصرمين. وتابع بتحسر ووجع على أوجاعها.
– عشان غبي وأنا مُعترف أني غبي..!
أنا كان معايا جوهرة محستش بقيمتها غير دلوقتي كُنت عايش في وهم وفوقت منه يا شـهـيـرة متأخر..!
ثم تابع بقوة وهو يهز رأسه بعدم تصديق ورفض ممسكًا بيديها بقوة محاولًا حثها على الإستمرار معًا.
– لأااااااا لأاااا..
مش متأخر ولا حاجة أنتي موجودة وأنا موجود وهنقدر نعوض كل حاجة مع بعض صدقيني..!
كل حاجة كانت مش موجودة بينا السنين اللي فاتت دي مع بعض هنبنيها أيامنا الجاية وهنعيش الجاي كله مع بعض ومش هسمح لحد يدخل بينا مهما كان..!
ثم تابع بإبتسامة محاولًا جعلها تنبع من أعماقه غصبًا فهو يتحايل على نفسه لتقبلها على عكس رغبات قلبه التي هي عكس عقله تمامًا لكنه تذكر أمر تلك الرسالة وحقيقة ” أصـالـة ” من خدعته وجعلته يعيش بالوهم طويلًا وتابع بنبرة يشوبها الحماس الظاهري الذي عانىٰ لإخراجها بهذا الشكل لتكون طبيعية قدر المُستطاع.
– أنا هرجع من السفرية دي يا شـهـيـرة ناسي كل حاجة..!
هنسىٰ حياتي اللي عشتها قبلك وهنسىٰ الماضي كله بكل الناس اللي كانت فيه مش هفتكر منه غيرك أنتي ومـريـم..!
وأول ما الشغل يمشي والشركة تقف على رجليها هسافر أنا وأنتي ونقضي أحلى شهر عسل في الدُنيا ونعوض اللي فاتنا..!
” شـهـيـرة ” بسعادة ناقصة فالخوف والذعر لايزالان يُسيطران عليها.
– أنت بتتكلم بجد يا مُـراد..؟!

 

أنت فعلًا عايز تكمل حياتك الجاية معايا ونبدء مع بعض من جديد..؟!
” مُـراد ” وهو يُحيط بيديه وجهها بحنان وإبتسامته الخاطفة والمُهلكة للأنفاس تُزين ثغره محاولًا بثها الحب والأمان.
– أنا عايزك وعايز أبدء حياتي الجاية وأنهيها وأنا معاكي..!
” شـهـيـرة ” بسعادة لا توصف.
– أنا بحبك أوي يا مُـراد..!
بحبك وحبي ليك مفيش عقل يقدر يستوعبه ولا قلب يقدر يتحمله..!
ثم أضافت وعبراتها تهطل بسعادة غير مُصدقه لكل ما يحدث إلا أن لازال هذا الحدث عالق بذهنها يُعكر عليها صفو اللحظة.
– أنا مش قادرة أصدق اللي بسمعه بوداني..!
مش قادرة استوعب اللي حصل ده كله وإزاي أخدت القرار ده ..
فنظر لها ” مُـراد ” بإبتسامة مهزوزة إستشعرتها الأخيرة جيدًا ولم يُعلق على كلماتها فتابع بحب وهي ترتمي بأحضانه لأول مرة منذ زواجهم.
– أنا عارفة أنك مش بتحبني وأنك بتجاهد نفسك طول الوقت عشان تحبني بس أنا كفاية عليا أنك حاسس بيا ومش طالبة منك أكتر من كده..!
أنا عيزاك تحس بس بحبي وتسيبلي نفسك وأنا هخليك تحبني وهنسيك كل اللي فات ده كله صدقني..!
” مُـراد ” وهو يغلق عيناه بمرارة عندما لاحت أمام أنظاره صورة ” أصـالـتـه ” وتابع ولازالت مرارته عالقة بحلقة.
– أنا واثق من ده يا شـهـيـرة..!
” شـهـيـرة ” وهي تُشدَّد من إحتضانه فهي لأول مرة بحياتها تشعر وكأنها مُتخدرة تمامًا وكأنها أصبحت بعالم آخر غير عالمنا مليئًا بالنعيم والطرف فهي تكاد أن تذوب وهي بين أحضانه كقطعة الجليد المُنصهر فكيف إذا عشقها إذًا وأعطاها مكانة الزوجة قلبًا وقالبًا. وتابعت وهي كالمُسكرة حقًا.

 

– أنت مش عارف حضنك ده عمل فيا إيه..؟! أنت رديت فيا روحي يا مُـراد وحيتني من جديد..!
فأبعدها ” مُـراد ” عن أحضانه وتابع بنبرة هادئة وإبتسامته التي بها الكثير من الوجع المخفي لا يشعر به أحد سواه.
– وأنا مش هتخلى عنك يا شـهـيـرة أطمني..!
ثم تابع وهو يضع قبلة حانية على جبهتها.
– هروح أنا أغير هدومي وأنام لأني عندي طيارة الصبح بدري..!
” شـهـيـرة ” بحب.
– وأنا هحضر ليك شنطتك وبعدين هنام أنا كمان..!
فإبتسم لها ” مُـراد ” إبتسامة يملؤها الوجع والإنكسار ومن ثم رحل إلى حيث غرفة ملابسه بعدما أخذ سترته ليُبدل ملابسه وينام وما أن دلف إلى حيث غرفة الملابسه المعنية حتى وقف أمام المرآة ينظر إلى نفسه وكأنه يتعرف عليها أو يكتشفها لأول مرة وتابع بوجع.
– ورحمة أمي يا أصـالـة لهدوس على قلبي وأقهره عشان عصاني في يوم وحبك..!
ولو كان قربي من شـهـيـرة عقاب لقلبي لأنه عصاني يوم ما حبك فأنا هعيش عمري كله أتعاقب بقربها ولا أني أحبك..!
وبالخارج ما أن رحل من أمامها حتى إبتسمت ” شـهـيـرة ” بسعادة وهي تُردد بعدما إستعادت صلابتها وتجبرها.
– تبقااااا توريني بنت الـ… هتعمل إيه بتهديدها ليا بعد كده ومُـراد خلاص بقاااا في جيبي..! قالتها ومن ثم أسرعت إلى هاتفها وخرجت به إلى خارج الغرفة بأكملها بل ذهبت إلى حديقة المنزل لتُحادث ذلك الوغد المُلقب بـِـ ” رؤف ” لتخبره بما حدث. وما أن فتح الخط حتى هتفت ” شـهـيـرة ” بنبرة خافتة حتى لا يحس عليها ” مُـراد ” الذي ذهب ليُبدل ملابسه.
– الوووو يا رؤف..!

 

متقلقش مُـراد رجع وميعرفش أي حاجة..؟!
ثم تابعت بحماس وهي غير قادرة على تصديق كل ما حدث معها.
– أنت مش مُتخيل مُـراد عمل إيه معايا..؟!
مُـراد طلب مني أدي علاقتنا فرصة وقالي أنه هيبدء معايا من جديد وينسىٰ أصـالـة وهيديني مكانة الزوجة الحقيقية اللي استاهلها بجد..!
” رؤف ” ونيرانه تشتعل وتحرقه مع كل حرف تتفوه به.
– وأنتي مبسوطة أنك هتبدئي حياتك معاه يا شـهـيـرة وأنتي مُهدده بين كل لحظة والتانية يتفضح المستور وتبان حقيقتك..!
” شـهـيـرة ” بتعنت وإصرار والشرر يتطاير من عيناها.
– مش هيحصل يا روف..!
مش هيحصل صدقني..!
مُـراد طلب مني بنفسه أسافر معاه وأنا رفضت وفي اليومين دول اللي هيسافر فيهم لوحده أنا هجيب قرار الموضوع وهنهيه وساعتها وريني ست أصـالـة هتعمل إيه لما تشوف جوزها في حضني ، أنا وثقة أني لو مقتلتهاش بإيدي نارها وغيرتها مني اللي هيقتلوها بالبطيء..
” رؤف ” بسخرية.
– أنا خايف لنارك تحرقك أنتي يا شـهـيـرة وتيجي تكحليها تقومي عمياها خالص..!
أنتي إزاي بتتكلمي ببرود كده ، أنتي ناسية من ساعتين بس كانت حالتك عاملة إزاي..؟!
” شـهـيـرة ” بتجبر.
– أديك قولت من ساعتين..!

 

أنا دلوقتي اتولدت على إيد مُـراد من جديد ومش هسمح لحد يسرق مني سعادتي بعد ما لقيتها من تاني..!
أنا في اليومين دول هاجي على نفسي وهستحمل قربها منه بس مش هسيبها تنتصر عليا أبدًا..!
أنا مكُنتش مُتخيلة أن الدنيا هتديني السعادة دي كلها في الوقت ده بالذات بس أنا واثقة أن دي إشارة من ربنا بيطمني بيها أنه معايا ومش هيخيب ظني فيه..!
” رؤف ” وهو يقهقه في الضحك عاليًا ويدخل في نوبة ضحك هستيرية.
– هيهيهيهيهي بقااااا شـهـيـرة هـانـم الأنـاضـولـي بنفسها بتتكلم عن ربنا..!
وهو أنتي اللي زيّك يعرف ربنا..!
أنتي لو تعرفي ربنا بجد مكنتيش عملتي كل اللي عملتيه ده..!
أقولك على حاجة يا شـهـيـرة دي مش إشارة من ربنا أبدًا أو يمكن إشارة بس لو عايزه تعرفي معناها كويس أوي ركزي في توقيتها..!
السم بيكون جوه العسل ومحدش بيلاحظ غير حلاوته بس مع الوقت العسل بيروح والسم هو اللي بيفضل يهري في جتتنا لحد ما نموت..!
” شـهـيـرة ” بتجبر.
– إلزم حدودك يا رؤف وحاسب على كلامك أنا محسبتكش الصبح عالكلمتين اللي بعبعبت بيهم بس مش معنى أني سكت يبقا تسوق فيها..!
” رؤف ” بسخرية.
– بلااااااا أسوق بلا أعوم..
أنتي خلاص يا شـهـيـرة حبك لـمُـراد غمى على عيونك وقلبك ومبقتيش حاسة باللي إحنا وصلناله بس لو هتغرقي فهسيبك تغرقي لوحدك يا حلوة لأني عملت اللي عليا ونصاحتك وأنتي مسمعتيش..!
ثم تمتم بسخرية أكبر.

 

– سلااااااام..! وما أن هم بغلق الخط حتى هتفت به ” شـهـيـرة ” والقلق يساورها من حديثه. فهي لأول مرة تشعر بالخوف بحياتها.
لأول مرة تشعر بتزعزع مكانتها رغم أنها ستحظىٰ بأكثر مما تمنت.
لأول مرة تشعر بالذعر يتملكها طيلة سنوات عُمرها التسع وأربعون عامًا.
– أستني يا رؤف بليز أنا لسه مخلصتش كلامي..!
” رؤف ” بإستهزاء.
– خلص الكلام يا قطة ومبقاش فيه حاجة خلاص تتقال..!
” شـهـيـرة ” بقلق.
– لأ فيه..!
أنت ناسي اللي إحنا واقعين فيه..؟!
أنا مش هقدر أجازف بحياتي مع مُـراد بعد كل اللي وصلتله ده..؟!
أنا مش مستعدة أخسره يا رؤف أرجوك ساعدني..!
” رؤف ” بوجع إلا أن نبرته خرجت مُستهزئه مليئة بالسخرية.
– أنتي مش قولتي أنك بقيتي مركز قوة بوجوده وريني هتعملك إيه قوتك دي دلوقتي بعد ما ينفضح أمرك..!
” شـهـيـرة ” بغضب.
– أنت ناسي أننا في الهوا سوا وأني لو أتفضحت أنت كمان هتتفضح معايا..!
أخلص يا رؤف وقولي هنخرج من المغرس ده إزاي..؟!

 

” رؤف ” بعدما تأكد من نجاح مُخططه وأنها لازالت في حاجة إليه. فهم في دائرة مغلقة ويجب على كل منهم الشعور بالمسؤلية تجاه الأخير والعلم بإن أثنانهم في نفس السفينة وإذا تركها أحدهم وإستسلم لمصيرة فسيخسر أثنانهم حياتهم وإذا كابر أحدهم وتصارعا على القيادة فستغرق بهم لا محالة لذلك يجب عليهم التروي والتفكير جيدًا وشعورهم بحجم الوضع وتقديره وعدم الإستهانة به ليصلوا كلاهما إلى بر الأمان سالمين مُسلمين وتابع بشر وهو يفكر في الأمر بعدما تولى عجلة القيادة.
– لازم عنيكي الأيام دي تبقي في وسط رأسك ومتسبيش أي مكالمات أو رسايل بينا وخليكي طول الوقت حوالين جوزك وركزي معاه أوي الأيام دي عبال ما أنا أحاول أوصل لأي خيط ونعرف مين اللي ورايا الملعوب ده..!
” شـهـيـرة ” بقلق واضح.
– أكون حواليه إزاي وهو مسافر معاها..!
على قد ما أنا عيزاه يبعد الأيام دي عن هنا لكن أنا قلقانة من وجوده معاه..!
هي ممكن تقوله كل حاجة لأنها واثقة أننا ورا كل اللي حصل معاها..!
” رؤف ” وهو يحاول تطمينها متحدثًا بثقة كبيرة.
– معتقدش أنها ممكن تعمل حاجة زيّ دي وإلا مكنتش بعتت تهديد لينا وبعدين أنا واثق أن اللي بعت هيرجع يبعت تاني ووقتها إحنا لازم ناخد إحتياطتنا كويس أوي ونجيب آخره..!
مفيش زمار بيغطي دقنه يا شـهـيـرة..!
ثم أضاف بصلابه.
– روحي شوفي اللي وراكي وسبيني أمخمخ ونبقا نتكلم لو فيه أي جديد..! قالها ومن ثم اغلق الخط وفعلت هي الآخرىٰ مثله وما أن إلتفتت بجسدها حتى تصعد إلى غرفتها حتى وجدت صغيرتها ” مـريـم ” تقف وراءها فشحبت بشرتها وهربت الدماء من بين أوردتها ولم تقوىٰ على الحديث بنصف كلمة.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وجوه الحب)

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!