روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الثامن 8 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الثامن 8 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت الثامن

رواية أترصد عشقك الجزء الثامن

رواية أترصد عشقك الحلقة الثامنة

مهما بلغ قوة وعظمة الرجل

ويتفاخر بعظمته وكونه متحكم فى مقاليد الأضعف منه

لكن قوة النساء فى مكرها وخداعها

يسقط الرجال فى قاع الأسفلين .

لتخرج المرأة أسلحتها فى ظاهرها ناعمة ، بل مغرية لدرجة التوق للرجال ليس بشئ مخل … لكن فى باطنها تحوي الدمار ، بل الجحيم فى حد ذاته

فهذه هى الاداة المثالية فى الحرب ، الحرب يحتاج لعقل داهية وليس مجرد قوة عضلات أو جنود يفوق ضعف عدد الخصم الذى يقابله .

ولأن المرأة سلاحها الذى حباها الله بها هو جمالها ،

فبنظرة تسحر

وغمزة تقتل

وعينان تعده بالنعيم  .. ألقته في التهلكة

فما مهما كان الرجل صلبا ، قويا ، فبالنهاية بشعلة رغبة تندلع حرب شعواء فى جسده..

يظن الرجل أنه ظفر بها

لكن ما لم يضعه فى الحسبان ذلك الطوق الخفي الذي كبل به ، طوق يخنقه بنعومة .. نعومة مغرية شديدة ، مفقدة لحواسه ، مخدرة لعقله ، تثير تأججه .. والنهاية يموت رغبة وسخطا .

التفتت فرح بعينين لامعتين نحو صاحب الصوت الهادر ، لترتسم ابتسامة هادئة .. مثيرة للغيظ بالنسبة له والدهشة بالنسبة لجيهان التي كانت على استعداد تام لمقارعة خصم لدود يشبه صاحب عينين باردتين

بأنوثتها التي تم انعاشها ، ورقتها التى ما زال بها أثرا حتى من بطشه وقسوته همست اسمه باستنكار شديد وإن كان لا يخفي تعجبا

-نضال !!

لتكتمل دورها في المسرحية الهزلية ، اقتربت منه وهي تلقي بجسدها بين ذراعي الذئب وتقع فريسته ..فريسة سامة ستقتله بعدما يصاب من تخمة عشائه الدسم !!

دست أنفها في عنقه .. شفتيها تلمسان نبضه الهادر ، ورقة جسدها تقابل بصلابة جسده ، لثمت شفتيها نبضه الهادر فى عنقه لترفع رأسها إليه هامسة بإغواء

– حبيبي انت جيت غريبة ، قولتلي انك عندك ميعاد مهم

ازداد اتساع عينا جيهان حتى سقط فكها كالبلهاء وعقلها لا يصدق ما يحدث ، أليس هذا الرجل الذي يؤذيها .. بل يمتص رحيق حياتها .. لما ألقت نفسها بين ذراعيه ، فلما عينيه غامت بعاطفة اجشه .. خشنة ، طالما تمنتها ان تراها فى عيني رجلها الأوحد ؟!!

ازدردت ريقها بتوتر وهي تسبل بأهدابها ، تحاول مغادرة الضعف الذى احتاجها لتتابع نهاية تلك الأحداث ، وتتمنى ألا ينقلب دورها لضحية بائسة !!!

النبضة الهاربة منه حالما احتضنته ، الهدوء الذي اخمد ثائرته اللعينة المندلعة ، نبضة هادرة .. تبعتها اخري ، حتي انطلق جرس الإنذار يدوي فى عقله حينما أحس بشفتيها النديتين تقبل عنقه وتحديدا فى نقطه لم يتصور أنها ستصبح نقطة تستأثره بها ؟!!

ملامح صلبة تقابلها ملامح لينة .. عينان داكنتين بالرغبة التى ارتجت فى جسده من أثر قبلة ، قابلها عينيها البريئتين المطالبتين بما يرغبه هو الآخر .. لف ذراعه بخشونة حول خصرها لتنفلت منها اهه متألمة مغوية خفيضة ، زادت من وحشية مشاعره ليغمم بخشونة

– وخلصته

البراءة فى وجهها تصيبه فى مقتل

عينيها تائقة له حقيقة ، لا يتخيل ، لا تدعى كما يظن

اختلج عضلة فى فكه ، لم تكن مرئية أمام الجميع لكنها .. التقطتها لينتشي ذلك الإحساس بأنوثتها .. ان شخص كنضال ، بهيمنته وضراوته ورجولته يتأثر من لمسة منها .. داعبت مؤخرة عنقه لترتفع بأناملها نحو شعيراته القصيرة وذهبيته غامت بلون داكن جعل جسدها يرتجف رغما عنها لتمتم بنعومة

– قولي انك مقدرتش تستحمل بعدى

رمشت جيهان بأهدابها عدة مرات ، وهى تحاول ان تنظر باتساع حدقتي عينيها .. هل ما تراه حقيقي ، ذلك المشهد المغري بين رجل وامرأة حقيقي كما تراه ام انها تتخيل ؟!!

– شكلك وحشتني يا بيبي

مع همسة فرح الناعمة .. تمتمت ببسمة مزيفة

– البت ناوية على موته النهاردة

تهجمت ملامح نضال ، لتتوحش ابتسامته وهو يزيح يديها عن عنقه ليتمتم بلهجة خطيرة

– متلعبيش بعداد عمرك يا فرح

اشاحت خصلة شاردة لتمتم بنبرة ساخرة مثله وهي تميل شفتيها بالتواء يشبهه

– ومين قالك انى ملعبتش ، ولا فاكر انى مأخدتش العقوبة

قبض بقوة على معصمها بخشونة ، ما يتضخم فى جسده من غضب ، ثوران ، الرغبة ، اتون مشتعل ثائر بالكاد يحافظ على جدية ملامحه ليسمع اهه من فرح لتمتم بميوعة غريبة

– نضال ، براحة فيه ناس قدامنا الله

( الله اكبر ، هل هذا ما تتعلمه المدام فى تلك المؤسسة ) غمغم بها حانقا وهو يصبر نفسه بعقاب شديد لها ، أفلتت يدها من براثن يده لتقف امامه بمواجهة … جعله يغمغم بهمس

– انتى مين

اقتربت منه بتبختر لتهمس بجوار أذنه بهمس ناعم

– اللى صنعتها بايدك ، اجيب شنطتي ونمشي

صاح بفظاظة شديدة وعينيه تراقب الرجل ، يعلمه جيدا وهل ينسى من قام بمقابلته مرتين ، أولهما في حفلة خطبة لماهر السويسري والثاني في احد من المجمعات التجارية ، كم يرغب فى ضربه .. بل اشباعه ضربا بدل صمته المستفز

– جبيها

مالت فرح بجسدها وهي تلتقط حقيبتها ، والبركان فى داخل نضال القي حممه اللاهبة ، حينما  رأي تنورتها المستفزة .. منذ متى ترتدي تلك التنورات الضيقة ؟!! .. اللعنة بل كيف سمح لها بالخروج وهو ظنها محتشمة حيث تصل حافتها اسفل ركبتيها ، سيعمل على حرقها هي وباقي تنوراتها ، النيران فى عينيه اجفلت فرح وهو يرى بعينيها بعض الاهتمام قبل ان تبتسم ببرود قائلة

– بعد اذنكم مضطرة امشي

همت بالتحرك إلا أن جيهان وضعت نفسها فاصلا بينهما لتمتم بحنق شديد

– انتى رايحة فين … مش رايحين لرهف

بعينين مشاكستين نظرت الى تجهم ملامح وجه نضال لتمتم بهدوء

– اصل انا ونضال فيه مشوار مضطرين نروحه

انفجرت ضحكة ساخرة من جيهان لتمتم بحدة

– والمشوار طلع فجأة ، بت لو الراجل ده هددك قوليلي

لا يعلم حقا تلك الفتاة صاحبة الخصلات المجعدة لما تقف أمامه ، صاح بنبرة متهكمة

– والانسة بتتدخل بين راجل ومراته ليه ؟

دارت على عقبيها وهي تنفجر فى وجه ببرود شديد

– اصل اللى بتتدخل دي تبقي اختها ، واللي بتهتم بيها اكتر من جوزها .. جايلنا بزعيق وشخط ليه فاكر نفسك مين ولا هو خدوهم بالصوت

توجست فرح خيفة من ما يموج من نيران مستعرة في عينيه لتحاول تهدئة الأوضاع وهي تقترب من نضال الا ان يد جيهان منعتها وهي تصيح بحدة فى نضال الذى ابتعد عن وجهها وهو يتجه نحو سيارته

– تعالى هنا .. رايح فين

غمغم نضال بجمود وسخرية مبطنة وهو ينظر الي يدها المتمسكة بيد فرح

– اعتقد ان ايدك دي مهمة والا متتخيليش اعمل بيها ايه

تخلي ناجي عن صمته رغم نظراته المحذرة بعينيه ألا تتمادى ، إلا أنه لم يفلح معها .. غمغم بخشونة شديدة

– جيهاان

ارتفع حاجبي نضال بتهكم ، لثواني اعتقد انه اصابه الخرس ، صاح بتهكم

– غريبة الراجل طلعله صوت ، وانا كنت فاكر انك بلعت لسانك بعد ليلتها

تجهمت معالم وجه ناجي ، ليقول بصوت مليء بالتهديد وعينيه بداخل عيني نضال

يعترف المرة التي قام بلكمه ربما يستحقها ، لانه اخذ زوجته على حين غرة ، وقتها كان فى مجمع تجاري يفكر فى صاحبة الملامح الناعمة التى رآها فى خطبة ماهر شقيق جيهان .. ملامح فرح كانت مطابقة لعرض منتج الشركة ولم يصدق نفسه حينما اصطدم بها .. تحققت أمنيته وحينما مد ببطاقته لها وهي تقف امامه ببلاهة لا يعرف متي تلقي لكمة مباغتة منه .. أدت لشجار عنيف وانتهت بخسارته ، لكن لا يجعل الأمر يستخف منه لتلك الدرجة

– اسمع بقى يا استاذ … مش ناجي الريحاني اللي يتهدد وخصوصا فى ارضه … ولو المرة اللى فاتت كنت معتبرها انك كزوج غيور على مراتك .. لكن صدقني فكر تمد ايدك وشوف هيحصل  ايه

تحفزت معالم العداء على وجه نضال ، لتنظر جيهان بقلق الى ناجي الذي يستجيب إلى ندائه ، اقتربت منه بخوف لتمسك ذراعه وهي تقترب بصوت هامس قلق

– ناجي .. تعالى هنا يا راجل .. الراجل ناوي على ضربك

هي تكاد ترتعب من نضال حقيقة ، نظرة العداء والغضب يلوح فى نيران عينيه ، لينظر ناجي بتحدي نحو نضال الذى يقابل ابتسامته بسخرية ليتمتم

– وماله

اتسعت عينا جيهان وهي تمتم بنبرة خفيضة ليسمعها

– بقولك هيمسح المرة دي ملامح وشك ، وانت من الناس اللى المفروض تهتم بمنظرها

ما ان رأت اهتمام جيهان بناجي اقتربت من نضال بابتسامة هادئة على محياها الناعم ، الابتسامة لم تهتز وسيرها معتدل رغم نظراته التى تتفحصها بكل وقاحة ، غمغمت بنعومة

– حبيبي

امسكت ذراعه وهي تقول بهدوء ، وفي عقلها اقرب فرصة لتفر هاربة منهما

– اعتقد هنتأخر عن مشوارنا

تجهمت ملامح نضال ولم يتحرك انشا واحدا رغم مجهوداتها الحثيثة لتحريكه ، الا انه وقف كصخر وهو يغمغم بحدة

– بس لسه مخدتش حقى

عقدت حاجبيها وهي تمتم بتساؤل

– حق ايه ؟

تقابلت عيونهم وصدمها ما قرأته في عينيه ، ارتجف بدنها وهو يتمتم بنبرة خشنة

– انه لمس ايدك

نظرت فرح نحوه ببلاهة شديدة ، لا تصدق هل يقصدها حقا ؟!!… هل حقا غار ؟!!! ، سرت قشعريرة مرت على اطراف جسدها وقلبها يكاد يفقد لجامه ، لتسمع تعليق جيهان الساخر

– لا يا فيفي فعلا جوزك غيور اووي من لمسة ايد ، اللي يشوفه دلوقتي ميشفهوش وهو بيتسرمح مع كل بنت

اخرجت فرح همس خافت باسمها وصوت ناجي الصارخ وهو يحاول تكبيل جسدها مانعا اياها عن التحرك للاقتراب منهما إلا أنها اقتربت ووقفت أمام نضال بتحدي صارخ أمام عينيه التى عادت للعداء الشديد

– جيهاااان

وقفت بتحدي ونظرة عينيها باردة ، ساخرة منه وهي تمتم بوقاحة شديدة

– مد ايدك لو راجل عليا يا ابو عضلات على الفاضية

اقتربت فرح بخشية نحو نضال لتلمس ذراعه هامسة بخشية وعيناها تلوم جيهان

– نضال ، ارجوك

صاحت ببرود شديد غير عابئة بنظرات فرح ، عيناها تتحدى عينيه ، تحاول أن ترى فقدان سيطرة ذلك الرجل أمامها لتزجه فى السجن ، ليست غبية لتلتمس ذلك الضعف من فرح .. كلا لن تجعلها غبية رغم انها تفاجأت بقوتها التى استعرضتها بدهاء جعلت الرجل يتشتت

– خليه يوريني سبع الرجالة ، ليه هو فاكر نفسه بيتشطر على الستات … طب وعزة جلالة الله ما انا متحركة وخليه راجل زي ما هو فاكر نفسه ويمد ايده … ولا انت توتو زي العيال الصغيرين

انفجر نضال وقتها صارخا بحدة ومحاولاته الحثيثة لتخمده غضبه ، يقسم فقط لو أنه فقط لولا انه مهتم بمعاقبة تلك التي بجواره لاقلع لسان تلك الوقحة صاحبة الخصلات المجعدة

– انتى اتجننتى

اشاحت جيهان يدها بلا مبالاة ، وداخلها يكاد ينهار .. تقسم انه يشبه كالثور الذى سيفتك بها بشراسة شديدة ، لتمتم بنبرة حادة صارخة

– وريني يا سبع البرومبة يا سيد الرجالة ، وانت مجرد حثالة .. قذر .. يا خي دي الرجولة هربت منك لما بتستقوي على الضعيف ، ما توريني ولا هو فالح تبرقلي

صاح نضال بتوعد شديد وهو يضم قبضته بقوة ، يمنع انامله عن الفتك بها ، ما زال هناك شئ يقظ يمنعه الاستسلام لها

– قسما بالله يا جيهان لو ما سكتي لاقوم ضاربك

صاحت جيهان بنبرة متهكمة شديدة

– مين ، مين ، مين يا خويا ، ايه يا حبيبي انت بتكلم جيهان السويسري ، لمسة منى وقسما بالله لابيتك فى السجن ووريني بقي وشك من الصحافة

تفاجات بوجه ناجي الذى يقف حائلا بينها وبينه ، لتعبس ملامحها بغرابة وهي تري جذب فرح نضال نحو السيارة ، أعادت عيناها نحو ناجي الذي ينظر نحوها بعتاب شديد .. لكن ليس وقته … تعترف شجار كهذا يجب ان تلقيه فى وجه وسيم وليس نضال ، لكن ذلك الحقير يستحقها ، صاح ناجي بغضب

– خلاص خلصتي

اتسعت عيناها بدهشة وهي تري توجه فرح نحو باب السيارة لتمتم بدهشة

– مشي فين ده

امسكها ناجي من ذراعها بخشونة قائلا بنبرة حازمة

– تعالي هنا

افلتت يدها منه وهي تقترب منهما قائلة بخشية شديدة ، والقلق يعتريها إذا شيئا سيصيب فرح بالنهاية

– اوعي بقي ، ده هيموتها

التفت نضال نحو فرح التي جاورته في سيارته ليكظم غضبه وهو يتمسك المقود بعنف شديد

– عجبك يا مدام

غمغمت ببرود شديد وهي تنظر اليه معلنة اياها صراحة

– متقولش مدام ، ايه هنكدب الكدبة ونصدقها .. نضال علاقتنا محدودة وواضحة .. جواز رسمي عشان اهتم ببنتك اللى امها رمياها ليك

تألمت حينما أمسك ذراعها بخشونة ليجذبها نحوه وهو يقترب هامسا بنبرة محذرة

– اتعدلى يا فرح

لو كانت فرح القديمة لارتعبت خوفا وستنكمش حول نفسها ، إلا أنها الحالية التى تنظر اليه بتحدي همست بنبرة باردة

– ليه شايفني نايمة .. ما انا واقفة

تمتم نضال من بين اسنانه ويداه تضغط على ذراعها

– انا عارف جبتي الوش الجديد من فين

قاطعته بنبرة جامدة

– ده وش انت اللى صنعته

زاد أصابعه قسوة حتى أفلتت اهه مؤلمة من شفتيها ليتمتم بقسوة شديدة

-انا سايبك بدماغي يا فرح عارف المكان ده مش مناسب ليكي

زمت شفتيها ، وهي تتأسف على ذراعها ، علامة اصابعه ستترك اثرا لايام ذلك المتوحش ، غمغمت بنبرة هادئة

– ومين قالك انه مش عاجبني ، بالعكس حلو جدا واللى فيه محببني فى الشغل

أفلت ذراعها لتمسد فرح على ذراعها ليتمتم بحدة

– مفيش خطوة فى القرف ده الا لما اعرف كبيرة وصغيرة

استمع الى نبرة صارخة من صاحبة الشعر المجعد

– انت يا سبع الرجاااالة

زفر نضال بحدة ، ليخبط بيده على المقود بعنف شديد ليصيح بنبرة هادرة

– لو ما اتكتمت دي اقسم بالله متلومش غير نفسها

تمتمت ببرود شديد وهي تنظر نحو النافذة

– لو راجل روح اضربها ، ولا انت مبتقدرش تتشطر غير الأضعف منك

حينما لاحظت انه لم يتحرك وعيناه تنظر نحو بقعة معينة ، تتبعت مرمى بصره وهي ترى اثر اندفاع جيهان الهائج وعلى اثرها ناجي الذى يثبط اندفاعها وحينما تملصت منه واشاحت بيدها اصابت انفه جعل ناجي يضع يده على أنفه وهو ينحني بتوجع لضربتها المباغته ، صاحت ببرود وهي ترى نظراته المتسلية لما يراه

– يلا ورايا حاجات كتير اعملها فى البيت عشان خطوبة رهف

تمتم بنبرة عابثة وهو يشمت المسمى بناجي ليدير محركه وهو ينطلق بسيارته خارج مقر الشركة

– غبية

***********

جلس عاصي على كرسي في مقهى حيهم السكني وعيناه تمرران فى وجوه الجميع بشرود شديد ، عقله يفكر فى شادية يحلل شخصيتها المتناقضة .. منذ عمله معها كانت تتحاشى الاحتكاك به ، قلما تتحدث معه .. حديثها يقتصر على اتجاهاتها .. كره ذلك حقا .. تعاملها العملي كرهه ، بدأ يضيق حصاره حولها .. يتعمد الاقتراب منها بحجة سلامتها ، لكن هو فقط اراد رؤية وجهها الحقيقي بدل وجه الرخام هذا ..

مشاكسته تعجبه ، هو بطبيعته يحب الحركة لحياته .. الصمت والهدوء لم يكن يستغيثه ، طبيعته تلك أخذها من حبيبة قلبه توحة ، المرأة التي يبحث عن شبيهتها لتصبح امرأته ، لكن حقا لا يوجد سوى توحة واحدة فقط فى العالم .

مزيج توحة فريد … تستطيع أن تتنقل بين شخصياتها بين أم حازمة وجدة عطوفة وامرأة غيورة ، وابنه تحب الدلال فى بضع دقائق .. كيف تفعل هذا ؟!! … الله وحده يعلم

لكن مزيجها الفريد يعشقه ، بات يدمنه ، كأنها تضيف صخبا لحياته بعد مناغشاته لشادية الناظرة ، تنهد وهو يفكر

رغم والدها معتصم الذي أعطاه ملخص بسيط عن حياتها حتى يكون قادر على تعاملها ، والداها لم يكن ليستعين لمساعدته إلا حينما رأى تبدل حالها التى تغيرت لمائة وثمانين درجة ، تغير مقلق حقيقة … رغم ثقته التى لم تخذله ان والدها عالم لسبب تغيرها المريب إلا أنه والد بالنهاية ، خشي عليها .. خشي من ضعفها ورقتها الهشة التي تلمسها فى معاملته بعكس شقيقتها جيهان المتهورة .

الفرق بين الشقيقتين شاسع ، الاولي تهرب من مخاوفها والثانية تواجهها ربما ما عزز ثقة جيهان أنها بطبيعتها مغامرة ، مندفعة ، عكس حياة شقيقتها الرتيبة وهى تذهب من والى العمل فقط ، لا يتعجب من عدم وجود خاطبين كونها تصد أى محاولة اقتراب .. لكن محاولتها ضعيفة مثلها ، وتلك كانت وظيفته الحقيقة من معتصم والدها شخصيا …” إبعاد أى راجل عابث عن مجال حياتها ” ، وهو نفذ تعاليمه بحذافيرها .. منع الرجال عنها لأنه قرأ فقط التسلية في عيونهم ، ولسبب آخر هو انجذب لفترة إليها ، فترة وانتهت .. شخصيتها بالنهاية تجعل الرجال يصبوا انتباههم إليها … طبيعة بها .. طبيعة فطرية تستحوذ على اهتمام الرجال من حولها وان اختلفت أغراض كل واحد منهما ، هو انجذب لمعرفة خباياها .. لكن ما زال قلبه حرا .. لم يتم أسره كما تمني !!

صاح بخشونة شديدة وهو يفيق من دوامة افكاره مفكرا فى طريقة لمصالحه جدته التي طردته من منزلها واخبرته بوقاحة أن يرى فندق يمضي ليلته .. لا يعلم كيف قسى قلبها هكذا لتفعلها لأول مرة في حياتها … وحينما طلب ثياب امتنعت نهائيا وهي تخبره انها ستذهب للنوم ولا تريد اى صداع حتى تقدر على النوم بسلام ، جدته الماكرة صاحبة القلب القاسي ، كيف طاوعها قلبها لتجعله ينام فى شقة جاره وصديق عمره عادل والذى لحسن حظه هو الابن الوحيد لعائلته

– هيمااااا

اقترب الفتى صاحب السادس عشر من أعوامه ليصدر نغمة مميزة في صوته وهو يقلب بالملعقة فى أكواب الشاي

– ايوا جااااااااااي

وضع أكواب الشاي لطاولة قريبة منه قبل أن يهرع الى قدوته في ذلك الحي ، الرجل الذي لم يعيبه العمل ويتابع تعليمه في المدرسة بل استمر حتى في الجامعة ، رغم جدته التى دعمته بكل طريقة حتى اشركته في نادي رياضي شهيرة ليمارس الملاكمة وفاز بعدة جوائز للعبته حتى نال بطولة الجمهورية وتوقف بسبب دراسة كلية المؤرقة ، رجولته وشهامته ايضا فى الحي خير دليل ايضا ، ابتسم هيما نحو قدوته بنظرات تلمع بالفخر ليتمتم

– اتفضل يا استاذ عاصي

ابتسم عاصي فى وجه الشاب فى عمر حيوي وخطير المراهقة ، رغم علمه أن عائلته ميسورة الحال الا ان الفتى رجل بحق .. طلب أن يتم الاعتماد على نفسه رغم انه ما يكسبه ليس بكثير إلا أنه يخبره أنه يرغب أن يصبح مثله ، يحذو حذوه ذلك الشاب ، تمتم بنبرة مهتمة

– تعالي قولي الحاجة نزلت امبارح ولا قعدت

اومأ هيما برأسه وقال

– نزلت يا استاذ وشربت شاي وطلعت

ربت على كتف هيما ليقول بنبرة جادة

– فتح عينك وخلي بالك منها ، توحة تتحط فى عنيك يا هيما

ابتسم هيما وهو يتمتم بثقة شديدة

– يا استاذ متقلقش عليها .. دي ممشية الحتة زي القلم ، الناس بتسلم من كلامها

ارتبكت معالم وجهه حينما لاحظ معالم وجه عاصي المتجهمه ليتمتم بارتباك

– ااااا … ااق.. اق..صد يعني أنها بركة الحته

توجس هيما خيفة من ملامح وجه عاصي الخطيرة ، ليرفع الصينية قائلا بخشية

– ايه يا استاذ عاصي .. انت كمان هتعلقني مكان فانوس الرمضان السنة دي

تفاجأ عاصي من ما قاله الفتى ، ليغمغم مرددا الكلمة باستهجان

– أعلقك ؟

انفجر الفتى يقول بخشية شديدة وهو يتلفت يمينا ويسارا خشية أن سمعته توحة

– الست توحة بنفسها قالتلي كدا

انفرجت ابتسامة على شفتيه ليهز رأسه قائلا بيأس

– انت مشكلة والله

صدح صوت عادل صديقه وهو يلقي سلاما لجميع من في المقهى

– سلامو عليكوو

ردد السلام وبعض الرجال في المقهى ليقول عاصي

– تعالى يا عادل .. وانت يا هيما هات شاي ليا وللأستاذ

أومأ هيما وهو يتحرك نحو الداخل بتعجل

– عنيا يا استاذ

التفتت عادل باهتمام نحو صديقه ، لا يصدق كيف لرجل مثله ان يتهور ويترك عمله الأساسي كونه تخرج من احد اهم الجامعات المصرية ويحمل شهادة تجعله يعمل فى أى مكان يرغبه ، رغم علمه حاله عاصي الميسورة وتفاني جدته وهي تدفع بمالها لتعليم حفيدها فى احسن الجامعات ، الا انه لم يخذلها ابدا .. شرفها وجعلها تفخر به فى أى مكان تذهب اليه ، تمتم بنبرة ذات مغزى

– بطلت ما تشوف شغلك ليه

غمغم بلا مبالاة وهو يأخذ الكوب الشاي الذى وضعه هيما قبل أن يلتفت إلى عمله

– انت عارف اني بروح كمتطوع مش اكتر

صاح عادل بحنق

– متطوع !! .. انت مجنون ، انت بس لو اديت اهتمام لشغلك زي ما بتهتم بالشغل العجيب ده اسمك هيكون على لسان كل لسان

التفت عاصي وهو يقول بنبرة ذات مغزى

– انت عارف لما بساعد حد مبحبش اخد عليه فلوس

اشمأزت معالم عادل ليتمتم

– خلى الحاجة توحة تسمعك ، وهي اللي دفعت فلوس كليتك طول السنين دى وفى الاخر تشتغل بودي جارد

تجهمت ملامح عاصي ، ليتمتم بنبرة ساخرة

– عادل متبقاش انت كمان زي توحة ولا هي مسلطاك عليا !!

انفجرت ابتسامة شقية على شفتي عادل حينما تفاجئ بوجوده على عتبه منزله قائلا ان توحة تعاقبه لانه يغلق هاتفه اثناء عمله ، رغم دهشته وعدم استيعابه ان توحة فعلتها ، قال بنبرة شقية

– توحة دي ربنا يكرمها والله دي الوحيدة اللي عاملة شهرة لحتتنا

تحولت تعابير وجه عاصي للتجهم والشرر ،وهو بطبيعته الغيورة والحمائية على أهل بيته استقام ليتعارك مع عادل الذى يشاركه فى بنيته الضخمة ليمسكه عادل وهو يجلسه على المقعد قائلا

– اهدي يا تمساح ايه ، بهزر معاك انت عارف توحة دي زي ستي

زفر عاصي ، يشعر انه مكبل بقوة .. من جهة جدته ومن جهة أعماله التي تقع على عاتقه ، غمغم بنبرة هادئة

– انا مش عايز ازعلها .. انت عارف عشان ادخل الكلية دي دفعت من الفلوس اللى ورثتها من ابوها .. رغم اني رفضت بس هي قالت ان ده حلمي .. ولازم اكمله

صاح عادل  بلهجة غامضة

– قولي بقي لما دخلت كلية الاغنيا ، عجبتك القعدة وسطهم

ضيق عاصي عينيه وهو يعلم الى اين يتجه بسؤاله ليتمتم

– صوابعك مش زي بعضها يا عادل ، هناك وهنا زي بعض .. الاختلاف شوية اهتمام وفلوس … فيه الوحش والحلو

قام فجأة من مجلسه وهو يضع النقود على الطاولة ليقول

– بقولك ايه انا طالع اشوفها ، عشان مرضتش تكلمني .. دفعت الحساب خلاص اشوفك يا كوتش بليل

هز عادل رأسه بيأس شديد منه ، رغم داخله ممتن بشدة انه حظي بصديق مثله .. فحينما قرر فتح صالة رياضية وخصوصا انه كان مشترك فى النادى الرياضى الذى كان يذهب إليه عاصي ، لكن بعكس عاصي النادي هي ما طالبته بالانضمام ، ارتشف الشاي وهو ينظر بتسلية الى عاصي مفكرا كيف ستستقبله توحة !!

تفاجئ عاصي أن الباب فتح عكس ليلة امس ، اغلق الباب خلفه وهو يتمتم بنبرة مشاكسة باحثا عن جدته

– توحة ، انتى فين يا قمر انتى

وجدها جالسة على الفراش ، تقلب فى الصور القديمة .. اقترب جالسا بجوارها وهو يأخذ الصورة التي تمسكها بيدها .. صورة تجمعها مع زوجها ، كم كانت جدته فاتنة .. بل امرأة جميلة وهي تنظر بعشق نحو زوجها الذى جمعت ملامحه الخشونة الرجولية المحببة ، لطالما تساءل كيف لأمرأة مثل جدته صاحبة ملامح ناعمة رقيقة تزوجت برجل مثله ؟!! … ليسخر من نفسه حاليا .. اصبح مثل جده الذى كان يسخر حينما كان طفلا صغيرا واصفا اياه بالغول ، عجبا للدنيا … تمتمت توحة بحدة شديدة وهي تخطف الصورة منه لتنظر بعشق لم يقل رغم سنوات فراقه عن الحياة لزوجها الراحل

– عايز ايه يا ولد

قبل وجنتها وهو يشاكسها بمرح

– ايه يا جميل انت ، حد يبعد عن حبيبه للدرجة دي

وضعت الصور في صندوق الذكريات لتغلقها وهي تقوم من مجلسها لتضعها فى الخزانة لتصيح بحدة ونبرة ممتعضة

– انت عارف سبب خصامي ، انا يا عاصي اقولك متقفلش التلفون تقفله .. افرض لو حصلي حاجه

اقترب عاصي وهو يفاجأها بعناقه ويداه تلف بقوة حول خصرها وشفتيه تميل لتقبيل خدها

– بعد الشر يا ست الكل ، انا مش متخيل اعيش من غيرك

صاحت توحة بصرامة شديدة

– ولد .. اتعدل كدا ، عايز اقول ايه للمحروم .. حفيدك بيعاكسني

انفجر عاصي ضاحكا بعبث وهو ينظر الى الصورة المعلقة على الحائط التي بها صورة زوجها ليتمتم معتذرا وهو يبتعد عنها رافعا يديه باستسلام

– لا طبعا ده يصح ، نعتذر يا معلم انى بكلم جميلة حتتنا

التفت اليه توحة لتصيح بصرامة شديدة

– بردو مش هتقدر تهرب  منى ، فى مرة هتلاقيني مت وانت قافل موبايلك ووريني بقي عنادك ده هيوديك فين

انقبض قلبه بعنف ، ولثواني تخيل مغادرة روح جدته عن ذلك المنزل … صاح بلهجة خشنة وهو يقترب مقبلا رأسها باسف حقيقي

– يا روحي .. اوعك تمشي وتسيبيني

التوي قلب توحة لرؤية الالم في عيني حفيدها ، قلبها الضعيف الذي يستميل بنظرة مستعطفة من حفيدها جعلها تميل شفتيها قائلة بنبرة معاتبة فى النهاية

– مش هتقفل التلفون

هز رأسه نافيا

– ابدا

اومأت برأسها لتمتم بعدها وهي تنتظر هدية مصالحته

– جبت معاك ايه

اخرج من جيبه عسلية ليقول بنبرة مشاغبة وكأنه يهدي ابنته مكافأة حسن سلوكها وليس برجل ناضج يحاول مراضاه جدته

– عشان تعرفي اني بحبك ، جبتلك معسلية .. وخلي بالك مش هجبهالك تاني وموصي عم عبده ميبعش العسلية نهائي من الحتة غيري

خطفت منه العسلية وهي تفتحها الغلاف لتقضم أول قضمة بجنون واستمتاع ، انقبضت ملامح وجهها حينما استمعت الى نبرته الآمرة لتهمس بحنق لذيذ

– انا شوية وهقوم اضربك

عاد تقبيل راسها وهو يقول حينما نظر الى ساعة يده

– طيب مضطر امشي اشوف كام مشوار كدا ، هغير هدومي و امشي

استدر راحلا متجها نحو الحمام ليزيل عنه إثر ليلة البارحة ، إلا أن صوت توحة استوقفه

– ولد

التفت اليه بنظرة شقية حينما استمع الى نبرتها الجادة

– جيب عروسة معاك النهاردة

اتسعت عينا عاصي وقال بدهشة

– عايزة عروسة فى العمر ده يا توحة !!

هل جدته تحولت لطفلة حقا ؟! ، فماذا سيخبر الحي إن سألوه لمن تلك العروسة ؟!! ، تجهمت ملامح توحة للحدة لتصيح في وجهه بحدة

– ولد .. متتلاعبش عليا ، هات بنت تملى حياة البيت ده

وضع عاصي انملة السبابة أسفل عينيه وهو يقول ببساطة

– حاضر .. من عنيا الاتنين

ثم التفت راحلا لتقف توحة وهي تقضم من العسلية لتمتم بحنق

– اضحك يا ابن ابنتي ، لكن احساسي انك هتقابلها

وحينما تذكرت حلم أمس ، حينما رأت في حلمها عروس طفلها المشاغب وهي متأبطه ذراعه ، نظرت الى الاطار المعلق فى الحائط … غمغمت بنبرة ناعمة نحو زوجها

– شوفتها فى حلم النهاردة ، هانت هجوز ابني ونشوف الاميرة الجديدة

قضمت العسلية بتلذذ شديد وهي تذهب نحو المطبخ لتحضر له بعض الطعام السريع ، تعلمه سيهمل فى طعامه إن لم تطعمه هي بنفسها ، شفتيها يدندن بإحدى الأغاني الطرب القديم وداخلها يكاد يزغرد سعادة ، قريبا ستأتي من ستضيف صخبا أو منحني اخر لحياة  لطيف لذلك البيت !!

*********

عقله يعمل بلا هوادة

جسده رغم عنه تائق لما هو أكثر من لمسات بريئة

هو اشتاقها

يعترف ..كفاه جبنا ..انه مشتاق لها بجنون

شيء بداخله سكن وهدأ حينما اصبحت بين ذراعيه بمحض ارادتها

كترحال يشق طريقه في الصحراء القاحلة باحثًا عن نبع ماء

أو كنز ثمين

ترجلت فرح من سيارتها وهي تسارع نفسها بالتوجه نحو المنزل ، ارخي نضال رأسه على المقعد ..ما الذى احبته فيه لتلك الدرجة

هو غير قادر على العطاء .. هو شخص مصاب بالخذلان .. مكبل بقيود مريرة .. اليتم والانتقاص من انسانيته ، ضرب على المقود بعنف وهو يزأر بوجع

ما السبيل للخروج من ذلك القاع ؟!

ما هو السبيل ليقدر على العيش كأي رجل طبيعي

من حقه أن يرغب بحياة طبيعة وإن لم يحصل عليها وهو طفل .. فمن حقه أن يحصل عليها وهو راشد

ها هى الحياة الطبيعة تلوح له فى الأفق ، لما هو مصر لتلك الدرجة للبقاء متخاذل ؟!!!

ترجل من سيارته وهو يصفع بابها بحدة طفيفة ، وعيناه تبرقان بتصميم وعزيمة شديدة  .. للأخذ بحقه

لمحاسبتها على  الغضب الذي استولى عليه !!

صفق باب الشقة خلفه بجنون ، وهو كالليث الحبيس ينظر نحو قيود سجنه بجنون ، بطبيعة لم يعتاد عليها وحياته السابقة قضاها حرًا ، طليقًا !!

انتبه علي صوت همسة خافته من شمسه التي تضحك بعذوبة شديدة بين ذراعيها

–  بابا

تسمر على صورتهما معًا

كلتاهما تكمل الأخرى

نفس العيون البريئة

نفس الابتسامة

حتى تلك النغزة في خد صغيرته تشبه نغزتي فرح ، صورة كاملة

جامعة بين الرقة ، والأنوثة ، والكمالية

إن دخل هو سيكون باهتا .. سينزع المثالية من تلك الصورة

استمع الى صوت صغيرته وهي تقترب من فرح تلمس خصلة شعرها

– دادا

مالت فرح تقبل وجنتيها برقة ، الصغيرة رغم أنها ليست بوالدتها .. لكنها صغيرتها هي ، تمتمت بحنين شديد

– يا روحي انتي ، وحشتيني

استمعت الى تعليق نضال الممتعض

– لو اهتميتي بيها مكنش وصل بيها الحال لدا

رفعت عينيها نحوه بشرر ، وعادت بنظرها نحو المرأة التي تعتني بالصغيرة لتمتم بحنق

– متتكلمش معايا نهائى فى البيت ده

ظن هو بركانه خمد

لكن لم يكن سوى طبقة رقيقة ، انصهرت لتموج عينيه الذهبيتين ليصيح هادرًا

– انت اتجننتي

ارتعد جسد فرح ، وقناع شجاعتها تقهقرت .. زمت شفتيها لتصيح بحدة

– اتجننت !! .. لا هو انت خليت حد عاقل بوجودك

لما الان يثور بعد صمت طويل منه ؟

هل يريد ممارسة بعض جنونه عليها الآن ؟!!

اتسعت عينا نضال وهو يستمع لردها الصريح الأقرب للوقاحة ليتمتم بحدة نحو المرأة التي تنظر اليهما بقلق

– روحي شوفي شغلك

هزت المرأة رأسها ايجابا وهي تسحب جسد شمس من يدي فرح وفرت هاربة نحو غرفة الصغيرة ، اقترب نضال منها ليمسك رسغها بخشونة جارا إياها نحو غرفة نومهم

اتسعت عينا فرح وهي تعلم ما مصيرها خلف تلك الغرفة ، حاولت ان تسحب يدها من قبضته القوية لتصيح بحنق

– نضال بطل جنان

اغلق باب الغرفة خلفه ، ليدفع بجسدها نحو الداخل .. اختل توازن فرح وهي تحاول المحافظة على توازنها الذي اختل .. زفرت بحنق شديد من همجيته العنيفة لترفع عينيها وهمت بالصياح إلا أنه ألجمها بنبرة خشنة

– اصل انا معقد ، وغبي ، وحيوان .. وجوزك

سكن دفاعاتها الهجومية ، اسدلت اهدابها وعادت رفعها لتنظر إليه هامسة بذهول

– نضال

لم تتوقع اعترافا كذلك منه ، يخبرها صراحة .. ابدا هو أبعد بكثير عن سيناريوهات كثيرة دارت في عقلها ، عاد نضال يكرر بنبرة أقل انفعالا

– انا معقد فعلا وغبي ، لكن مش بحب الي بستغفلني

ابتسمت فرح بمرارة لتعقد ذراعيها على صدرها هامسة

– ويا تري المعقد هيحبس نفسه لحد امتي

لم يرد ، بل تحاشي النظر كليا لعينيها .. مرر يده علي خصلات شعره وهو يحاول عبثا تهدئة نيرانه .. شعر بجسدها الذي يقف أمامه متحديا اياه وصوتها المختنق

– للدرجة دي شايفني مش مهمة ليك ؟

ارتفع نضال بعينيه ، بعض نظرات اللوم منه اخترقت وجدانها ، غمغم نضال بحدة

– انا مش بعترف لحد بحاجه ، تصرفاتي هي اللـ

قاطعته وهي تجذبه من ياقة قميصه وصوت متهدج غمغم

– اللي تحكم مش كدا ، لكن مش شايفه اي حاجه منك للاسف

ألا تعلمه هي حقا ؟ .. ألا تعلم ما هى طريقه اهتمامه ؟ ، انتظرت فرح منه ردا إلا أنها غمغمت ببرود

– لكن خلاص ، الصفحة دي قفلتها

مال شفتيه ساخرا وهو يميل براسه نحو شفتيها ، يضعف من دفاعتها الحصينة ليهمس

– قفلتيها ؟

قرأت ما يموج في عينيه ، تركت ياقة قميصه وهي تغمغم بارتباك

– انت عايز ايه

ببساطة شديدة شملها بنظرة حارة ، مليئة بالرغبة والعاطفة الخشنة

– عايزك

انفجرت ضاحكة ، تداري ارتباكها عن عينيه لتقول

– فى سريرك

وضع يديه في جيب بنطاله وهو يرى تورد وجنتيها واشاحت عينيها عن عينيه ليتمتم بنبرة ذات مغزى

– لو عايزك مكنتش طلبت ، انتى عارفاني باخد حقي على طول

استفزها بنبرته الوقحة ، اندفعت بجسدها إليه لتمسك ياقة قميصه وهي تصيح بحدة

– لا .. زمن السحب والجر لفرح القديمة دا تنساه

دفعته برقة شديدة وبساطة نحو الفراش ليسقط نضال على الفراش وفرح تجثم فوقه ..

تمارس بعض الدروس التي كان يعلمها إياها قديما

تخبره أن التلميذ تفوق على استاذه ببراعة شديدة ، فكت ازرار قميصه بلتكؤ شديد لتسمع إلى زمجرته الخشنة .. تدفقت مشاعر الزهو والثقة وإنعاش تلك الانوثة وهي ترى عينيه لتميل بوجهها نحو هامسة باغواء

– دلوقتي دور فرح اللي صنعتها

وتلك المرة أخرست شفتيه بقبلة مشتاقة ، بادلها بقلبة شغوفة ، تدفقت الحرارة فى كلا أجسادهم لتشعر بنفسها أسفل الفراش وهو يعتليها .. يداه كانت تحتضن حناياها بشغف وشفتاه تدحض أى مقاومة من للفرار

الأمر أشبه بدوامة .. وهي تسبح عكس التيار

لفت ذراعيها حول عنقه لتسحبه هو الآخر لدوامة  صنعها بيديه والبقاء للأمهر؟!!

*******

بتنورتها البيضاء القصيرة وقميصها الابيض الملتصق بحنايا الانثوي ، تتحرك فى الملعب برشاقة تسدد ضربات الكرة … عقلها يحاول اشغاله بأى رياضة حتي لا تجن

كيف لؤي سيخطب !! ، بالله كيف سيفعلها وستكون شاهدة على حفلة الخطبة والزواج وايضا حمله للاطفال ، صعب للغاية .. بل مؤلم وخانق للغاية .

أصاب جسدها الخمول وهي تخطئ ضرب الكرة ، ليعيد المدرب بإعادة الضربة لتسددها مرة أخرى .. حركتها فى الملعب اصبحت اقل نشاطا بعكس طبيعتها ، عقلها يعمل كمكوك يستنفذ منها أى طاقة حركة ، رفعت ذراعها لتمسح العرق المتصفد على جبينها من خلال لفافة حول رسغها، لم تتوقع أن يكون اليوم حارا لتلك الدرجة أو هي التي تشعر بحمم فى داخلها ، عادت تنظر نحو الكرة التي وقفت تنظر إليها ببهوت من زاوية بعيدة عنها لتسقط أرضا دون التحرك إليها وتسديد الضربة ، وقفت ثابتة فى الملعب لتسمع تذمر المدرب قائلا

– وجد

ارتفعت وجد نحو المدرب الذى اقترب من الشبكة وعلى وجهه ملامح متجهمة ، حانقة لتمتم بأسف بارد

– اسفه يا كابتن

صاح بحدة طفيفة ، وهو يرى لا مبالاتها الشديدة

– وجد .. للاسف مستوانا مش قوي زي الاول .. وانا خايف تطلعي من المسابقة

اقتربت من الشبكة وهي تهمس بهدوء

– متقلقش يا كابتن

ارتفع حاجبا المدرب قبل أن يتمتم بخشونة

– مفيش وقت يا وجد ، للأسف مضطرين نرجع ونعيد تاني من جديد .. هنرجع نروح الجيم من جديد .. وهنرجع ننتظم في مواعيد التمرين

عبست ملامحها ، رغم أن الرياضة تلك كانت تعتبرها مصدر إلهاء ، لكن عشقها الأزلي هو العزف على البيانو الخاص بها ، إلا أنها لم ترغب بأحزان جدها ووالدتها التى رغبت ان تراها متفوقة فى تلك اللعبة ، لكن ما الفائدة الآن !!

حينما كانت تنفذ رغباتهم بصدر رحب وطلبها هي الوحيد لم يقدر على تنفيذه ، أليس هذا شيء قاسي للغاية ؟!! ، أن السند الذى رغبته فى عائلتها ومساندتها انفصل الجد بهدوء دون أن يعدها بحرف واحد ، وتكلفت جميلة لإيقاع لؤي بحبها ، لكن ألا يعتبر صمت جدها فى بادئ الأمر موافقة ؟! … ربما عدم رضا لكن بالنهاية لم يرفض رفضا قاطعا !!

التفت الى ملامح مدربها المشتعلة لتهمس

– تمام

نظر المدرب بجمود نحو وجد ليتابع بنبرة هادئة

– مش عايز اي حاجه تاثر على مستوى لعبك يا وجد ، انا واخدك نجمة النادي

ابتسمت ساخرة بشدة وهي تغمغم بنبرة كئيبة

– نجمة انطفت

اتسعت عينا المدرب وهو ينكر ما قالته

– مين قال دا

لم تقصد وجد المعنى الذي وصل للمدرب ، بل عنت على نفسها ..تشعر انها منطفئة .. هي منحت .. منحت الكثير ، لدرجة انها ستصل للتوسل فى الحب ، شيء خبيث طفق يخبرها ، أليس من حقها أن يتذلل رجل لحبها ؟!! ، من حقها تحصل على رجل يعشقها بل يحرص على أن ترتوي من حبه لكن من أين ؟ .. وعمتها كلفت حياتها نحو لؤي ، وكأنها تنفذ حلم صعب على عمتها تحقيقه !!

رفعت عينيها نحو المدرب الذي ينادي اسمها لتمتم

– خلاص كل واحد بياخد دور شهرته يا كابتن

صاح المدرب بصرامة شديدة

– وجد .. انتي اكتر واحدة بتلعب صح ومثابرة وعندك روح رياضية وكمان ذكية جدا  فى لعبك وتخلي اللي قدامك يخرج خسران

تمتمت بنبرة باردة وهي تستعد للرحيل من الملعب

– كان

صاح المدرب بحدة وهو يمسك ذراعها حينما اخذت حقيبتها لترحل

– بطلي يأس .. هديكي عنوان الجيم ومن بكره تكوني فى الجيم انا بحذرك لو مروحتيش

التوت شفتيها بنزق تحت إلحاح المدرب ، لم تتخلص منه سوي بموافقتها لتتنفس الصعداء حينما تركها وهي تحمل حقيبتها تسير برقتها الشديدة والهواء يداعب حافة تنورتها القصيرة ، لتلمح بعض نظرات الرجال نحوها لكنها لم تهتم … فليست المرأة الوحيدة التي ترتدي شيئا قصيرا وهذا ثوب الرياضة فلا تتعمد هنا لاغراء رجلا  عن عمد ، تفاجأت بوجود ابن عمها هنا وهو يركز بنظرة على هاتفه لتقترب منها قائلة بتعجب من وجوده الذي قل منذ أصبح يسافر للخارج

– وسيم .. انت بتعمل ايه هنا

تأفف وسيم بحنق وهو لا يعلم سبب اغلاق هاتف جيهان من الصباح حتي الان ، هو لا يعلم جدول مواعيدها .. من كثرة سفره وعودته فقط للبرنامج الإذاعي الخاص به ثم قضاء باقي الاسبوع فى اى محافظة اخرى بعيدة عن العاصمة ، كل تلك العوامل جعله يدرك أنه لا يعلم عن جيهان … هو حقيقة لا يعلم عنها شيئا .. شخصيتها المتغيرة لا يعلمها ، هو يعلم جيهان التي رباها والتي يراها خلف اقنعتها الزائفة، لكن الوصول لعمقها لا يعلمه ، زفر بسخط شديد

– بعمل ايه .. واحد شكله هيقضي الاجازة دي قاعد فى مصر

اقتربت وجد منه مشاكسة بغمزة

– وحشتك بنات برا

عبس وجه وسيم وهو ينظر نحو ابنه عمه ، هى الوحيدة الشاهدة على تغييره ليتمتم بغموض و ذكرى امس تتجلى في عقله حينما استمع إلى نبرة جيهان الحانقة عن شخصيته

– انت ايه رايك يا وجد فى وسيم الجديد

مالت وجد براسها وهي تنظر فى عيني وسيم الزرقاء المهتمة لتمتم بنبرة ذات مغزى

– مفيش وسيم جديد ، القديم زي ما هو بس عايز يتقرص من ودانه ويفوق

ضيق وسيم عيناه وقال بعبوس

– افوق من ايه

انفرجت ضحكة متسلية على شفتي وجد لتمتم بجدية

– تلعب مع اي حد الا انا يا وسيم ، صعب تضحك عليا .. اضحك على كل الناس جدو ومماة ولؤي والناس كلها حتى جيجي الا انا

استاءت معالم وجهه ليمرر يده على خصلات شعره قائلا

– بتدخليها ليه فى الحوار بتاعنا

ادعت وجد الهدوء وهي تقول بعدم اهتمام

– انا شوفتها وهي ماسكة راجل وهو بتساعده

لمحتها قبل دقائق وهي تتمسك بذراعي رجل ، كانت ملهوفه عليه بطريقة غريبة والرجل كان يضع كمادة على وجهه، استفاقت على نبرة وسين الهادرة

– تساعد مين

رفعت عيناها لترى الشرر المتراقص في حدقتيه ، لتبتسم بسخرية قائلة

– تقريبا هي خبطته أصلها ماسكة فيه جامد وحاطه كمادة على وشه ، كانت قلقانة ومرعوبة جدا

كانت على علم جيد أنها تزيد من اشتعال وثوران بركانه المتأجج ، وجدته يجز على اسنانه ليتمتم بخطر وقدماه تحركتا للبحث عنها في النادي

– الهبلة دي

لوت وجد شفتيها بنزق شديد ، إن كان يحبها لتلك الدرجة لما لا يتزوجان .. بل لما عناد البغال كذلك .. هى ما كانت ستضيع لحظة واحدة مع حبيب العمر وتقضيه فى شجارات تافهه ، لكن ماذا تقول ؟!!!

الحب لم يكتب لها .. ربما ستعيش نفس حياة عمتها جميلة .

……….

يجز على اسنانه بسخط شديد وعيناه تضيقان للبحث عنها ، يحاول عبثا البحث عن ابرة في كومة قش .. سابقا كان يسهل عليه ايجادها خاصة خصلاتها الملونة لكن الان !!!! سيصعب بحثه لكنه سيجدها .. سيعاقبها على ما تفعله به .

جلست جيهان بجوار ناجي بارتباك شديد ، قلقة عليه لتقترب منه بغية الرؤية حجم الضرر البالغ الذي أصابته به لتهمس بنبرة ساخرة تخفي ارتعابها

– خلاص بقي يا نوجا ، ممتش بقي .. استرجل كده

كظم ناجي غيظه وهو يشيح بيده بعيدا عنها ، ليستمر بوضع الكمادة على أنفه المكدوم بعد أن توقف النزيف .. هذا هو جزاءه حينما حاول صدها عن الايقاع فى المشاكل .. حدجها بنظرة مميتة ليتمتم بقسوة

– انتي غبية  … انتى شوية وكنتي هتكسريه

تبرمت شفتي جيهان للحنق ، لتمرر يدها على خصلات شعرها المجعدة وقالت

– انت اللي جيت في وشي فجأة

استمر ناجي بوضع الكمادة على انفه ، وهو يتمتم بحنق

– خيرا تعمل شرا تلقي

اسدلت جيهان أهدابها برقة جعل ناجي يتوجس خيفة منها ومن تقلباتها الذي هو بغنى عنه ، تفاجىء من اقترابها لتهمس بنبرة مغوية

– نوجا

ضيق ناجي عينيه ، يحاول الدخول وسبر أغوارها ليعلم ما تفكر به تلك المجنونة الان ، تمتم بلهجة باردة

– اتعدلي عشان معدلكيش

اسدلت أهدابها برقة لتزم شفتيها وهي تميل بوجهها نحوه قائلة باغواء

– انت منجذبتش ليا يا نوجا خالص

اتسعت عينا ناجي ذهولا ، وهو ينظر يمينا ويسارا قبل أن يلتفت إليها قائلا بنبرة اجشة

– نعم !! بقولك ايه جنان ومقالب مش فاضيلك

عبست جيهان بضيق شديد ، لتعود جالسة بقربه .. هل هي حقا لتلك الدرجة غير قادرة على إغواء الرجال المحترمين ، هي ترغب بعلاقة جدية .. بل رجل لن يعيبه شيء وسيضطر والدها للموافقة عليه .. شعرت بالغبطة تجاه شقيقتها فالبرغم أنه لا يوجد علاقة جدية بين الحارس وشادية كما ظنت هي فريال ، الا ان لؤي .. ذلك الرجل ضخم الهيئة تستفز مشاعر انوثة أى إمرأة .. همست باختناق شديد

– ناجي

زفر ناجي بيأس ، لن يتخلص من جنونها ابدًا ..حتى بعد تركها للعمل معه .. يخشى أن يأتي السيد معتصم ويرى ما تفعله تلك الصغيرة ولكونه عالم باضطرابتها ولا يستغلها عكس الرجال الآخرون الذين سيجدونها فرصة ذهبية للاقتناص .. انتبه على صوتها المتسائل

– بتكلم بجد .. يعني انا مبقدرش اسيب انطباع لراجل .. يكون مشتاق ليا يكلمني او اني جذابة

مال ناجي برأسه نحوها وهو يتمتم بهدوء ،معززا ثقتها

– انا طلعتك على ايدي يا جيجي ، عيب تقولي كلام زي دا

ارتفعت عيناها لتنظر الي عينيه  ، الشقاوة المطلة في عينيها جعله يهز رأسه بيأس حينما سمعها تسأله باهتمام

– اتأثرت ولا لأ ، وجاوب بصراحة متخافش سؤال بريئ

تمتم باقتضاب شديد وهو يتحسس أنفه بخشية

– صدقيني اللي مش شايف جمالك يبقي اعمي

لم ترضها تلك الاجابة ، ابدا .. لم ترضها .. هل شخصيتها المندفعة الجريئة تثير نفور الرجال بدلا من جذبهم ، أو يكون انجذاب لحظي فقط !!!

لماذا إذا الفتيات تنجذبن نحو الرجال المتهورين .. المتهورين في حياتهم ، ومغامراتهم ، بل ومتهورين فى حبهم .. ذلك التهور الأخير بالتحديد ترغبه ، ترغبه بشدة .. امتقع وجهها وهي تتخيل زواج صالونات بائس عكس ما تبحث عنه ، وإن كان وسيم سيستمر فى التجاهل فلن تضيع فرصة اخرى .. ربما ليس من نصيبها    ربما نصيبها قريب منها وهي غافلة عنه !!

انتبهت على صوت ناجي الرخيم

– وخصوصا انك طيبة وجدعة .. وصاحبة حق ، ومش بتخافي حتى لو كنت مرعوبة من جواكي بس روح المغامرة دي اللي ساعدتك تقدري تتخطي أي مشكلة

اتسعت ابتسامتها بامتنان شديد  ، ليربت ناجي على يدها المستريحة على ساقها ، انفرجت ابتسامة شقية منها نحو ناجي الذي يهذبها بنظرة مانعة لتسمع إلى صوت ساخر حانق

– ما اجيب اتنين لمون

تلك الخفقة

الرجفة التي تسير في أطراف بدنها

امتقاع وجهها ، ولهاث خافت يخرج من شفتيها

التذبذبات العنيفة التي تشعر بها حينما تراه قريبا منه .. قريبا لدرجة انه يحرقها بنظراته الملتهبة

رغم شوقها لرؤية ملامحه ، لكنها ببساطة تمتمت بدون النظر لوجهه

– عايزة ميلك شيك فرولة يا وسوم ، وعصير فريش لناجي

تفاجأت بيده الذي التف حول معصمها ليسحبها إليه ، وتقع عيناها على ملامحه الثائرة بشوق لذيذ غبي ونبرة وسيم الساخطة

– اتعدلي

زفرت جيهان بحنق شديد رغم تلك التغريدة في قلبها ، بملامح تظهر عما يخفي من شوق ملتهب غمغمت

– بقولك ايه … امشي من وشي

افلتت يدها منه وهي تعود للاقتراب من ناجي بقلق

– ناجي بتوجعك لسه ولا ايه

نظر اليها بلؤم شديد ، آخر ما يريده أن يقع تحت قبضة زوج غيور أو عاشق ينكر مشاعره رغم ما تفضحه عيناه .. تمتم بنبرة جافة

– خلاص يا جيجي

جلست بجواره وهي تتمسك ذراعه لتهمس بنبرة حزينة

– ابدا انا كنت منفعلة ، اعذرني بليز يا نوجا .. انا عزماك حتى عند كشرى ابو طارق

ارتفع حاجبا وسيم .. هل لتلك الدرجة هو شفاف أمامها ؟ .. عيناه وقعت على شعرها المجعد وفكر متي تحول من ليلة وضحاها الى اسلاك كهربائية ؟!!

عيناه انتقلت بحنق شديد ونظرة مميتة يحدج بها ناجي الذي هو الاخر يتجاهله كما فعلت تلك الفأرة الصغيرة

– كشري !! . .. امشي يا جيجي

انفجرت ضاحكة ، وداخلها يرتجف قلقا .. هى أكثر واحدة مدعية الشجاعة والقوة لكنها تعلم انها جبانة رغم كل ذلك ، حتى الان تخشي من المياه ولا تحب الإبحار أو وسيلة نقل بها بحر ، لكزته في ذراعه لتمتم

– اه يا طماع .. خلاص هنروح عند الكبدة ، ومتحاولش اه بقولك اهو .. هتيجي يعني هتيجي

استقام ناجي حينما رأى وجه وسيم الذي سينفجر فى وجههما ، ليقول بهدوء شديد

– أجليها لاخر الاسبوع

كاد وسيم ان يتنفس الصعداء لكن احتدت نظراته ما أن رأى تمسك جيهان بيد ناجي وهي تهمس بنبرة مفتعلة الانوثة

– نوجا .. بليز يا روحي

اقترب ناجي هامسا فى اذنها وبطرف عينه يرى البركان الثائر

– عشان روحك ، مش ناقص يتضرب ومعالم وشه تروح

تابعت بنفس الهمس الشديد ،وجسدها يرتجف .. بشوق .. بل وحنين اليه ، الى صاحب العينين الباردتين

– شوفلك حد اتجوزه عشان منزلش على الجرايد وافضحكم

هز راسه يائسًا وهو يبتعد عنها ليفر هاربا منهما ، استمع إلى صوتها المنادي له

– ناجي

التفتت برأسه وهو يسمعها تمتم

– متتأخرش بقي ، هكون تحت بيتك او هطلعلك وهشرب مع طنط العناب

هز رأسه يائسًا وهو يغادر من النادي ، لتزفر جيهان بحرارة و ابتسامة ناعمة تداعب شفتيها .. تفاجأت من صوت خشن

– خلصتي

بطرف عينيها نظرت الى حدقتيه المظلمتين برعب ، ارتعدت فرائصها لتمتم بارتباك

– وانت مش وراك شغلانة ، رايح جاي ورايا ليه .. ولا بابا خلاك بودي جارد ليا انت كمان

اخذت حقيبتها من الاريكة ليسود وجه وسيم قتامة .. راقب بنطالها الابيض الملتصق بحنايا جسدها والى بلوزتها من خامة الجينز الذى وضعت اطرافه داخل سروالها ، جز على اسنانه بسخط شديد ليقترب منها باندفاع أهوج شديد قائلا بنبرة خطيرة

– اتعدلى يا جيهان

نظرت جيهان يمينا ويسارا ، تشكر أن ذلك الجزء من النادي قلما أحد يجلس فيه .. رغم عدم وجود أحد وبعيدا عن العيون الفضولية اقتربت من وسيم هامسة بحرارة

– والا ..

اتسعت عيناه وغامت عيناه حينما رأى نحرها البض أمامه لترتفع عيناه وهو يلف ذراعه حول خصرها لتصطدم جسدها الانثوي بصلابة صدره ، اتسعت عينا جيهان بدهشة شديدة حينما اخرسها لثواني قائلا

– هبوسك

تشعر بانامله الوقحة التي تداعب خصرها ، ارتجف جسدها بين ذراعيه وفضحتها مدي تأثيره على انوثتها التى استجابت بوهن لتشعر بيداه تسحب بلوزتها من بنطالها ويد اخر ارتفعت لتغلق الزر يبرز مفاتنها و مكامنها الانثوية لأعين الرجال الجشعين .

لم تصدق ان يداه تتجرأ على ما يفعله ، بل لسانها الذى شل عن التحرك لردعه بل إيقافه  ، انفجر قلبها يهدر كطبول حرب استعدادا لغزوه لتهمس بأخر شيء تتوقع أن تقوله

– بوسني

تلكئت أنامله على خصرها ليميل بوجهه بغتة نحوها وعيناه تنظران تحديدا نحو شفتيها ليرتفع بعينه الى عينيها الوديعتين، الهادئتين .. المستعدة لغزوه

ضغطت انامله بعنف على خصرها لتخرج تأوه خافت وما اثاره من مشاعر لتقبيل شفتيها الآن عنوة اصدمته ، لما هى ؟

لما الآن تحديدا ؟

لما يرغب الشعور برقتها و حلاوة أنوثتها بين ذراعيه هي ؟

لما يريد ان يرتشف رحيق شهدها ؟

أليس دعوتها كافية .. تلك المثيرة للمشاكل تستسلم له فقط بوداعة بين ذراعيه ، أليس هذا يحقق انتصارا له ؟

لما هى دونا عن النساء اللاتي يراهن يعرضن عليه دعوات صريحة غير قابلة للرفض !!

مال مقبلا رأسها لتغمض جيهان جفنيها ، تحاول ان تستوعب ما رأته من مشاعر مقروءة فى عيني جارها

ازاحتها بحدة عنها وهي تدير بوجهها بعيدة عنه ، تضع يدها على مضختها الثائرة باضطراب .. تحاول مداراة فضيحتها .. وداخلها يهمس بغباء شديد على وقاحتها معه ومدى تباسطها ، لولاه وتصرفاته لربما قبلها ؟!

شعر بها تنسلخ بعيدا عن ذراعيه ، ليرتفع عيناه نحو يديه اللتان لمست هشاشة جسدها، أغمض جفنيه .. وهو يهز رأسه .. لا لا ما فعله معها جنون .. ليست هي من يفقد رشده معها !!

استمع الي صوتها الساخر وهي تدير وجهها يرى ذلك التورد الطفيف في وجنتيها

– وانا اللي كنت فاكراها حاجة قليلة الأدب ، لا طلعت متربي

اتسعت عيناه مشدوها بوقاحتها ، هل حقا كانت ترغبها ؟ .. هل سمحت لشخص ليلمس شيء من المفترض محظور عليه كما هو .. هو الذي كسر جميع الروابط بينهما .. والتي سيصعب اعادتها مرة اخرى ؟؟

نيران من الجحيم تسير عبر أوردته ، ليتمتم بخشونة شديدة وهو يدفع جسدها

– يلا

لوت شفتيها بحنق شديد قائلة وهي تحاول الهروب من مشاعرها

– متزوقش الله

فما حدث لن تكون قادرة على نسيانه

ولا هو

لن تنكره … وهو ولو تبجح أمامها .. لن ينكر أمام نفسه

عضت على شفتها السفلي بقهر ، وسيم بالنهاية حتى لو رأى ذلك الانجذاب لن يعترف به .. الأحري لها أن تجد رجلا حار الدماء ليهذب من تصرفاتها ، أو يزيد من جنونها لكن فقط ينصب عليه وليس على رجل اخر .. حتما ستبحث عن رجل يستحقها مبتعدة عنه .

*****

بثوبها العسلي من خامة الشيفون تبدو رقيقة .. فاتنة بمعني أدق ، ممتنة جدا لحضور عائلة فريال وعائلتها مجتمعين لخطبتها … الأمر مربك حقًا .. لم تتخيل فى يوم انها ستكون مثل أي فتاة عادية ستتزوج بعد نكستها السابقة والعامين الذي قضتهما في المشفى ، التوتر جعلها تصاب بالخرس وهي تكتفي فقط بهز رأسها نحو كلمات عايشة وخالته التي تتحدث باقتضاب وابتسامة متحفظة ترسم شفتيها ..

عينا نزار الدافئتين تشجعها وتدعمها بقوة ، وتخجلها وهو يختصها بنظرة خاصة وهي في أحضان عائلتها ، الغمز واللمز بين فريال وجيهان جعلتها توبخهم بنظرة قوية .. عادت بعينيها نحو وقاص الذي يبتسم بدفء لها .. الفترة التي قضوها مجرد تعارف كحال أى شاب يتقدم لخطبتها لكن ما أثار دهشتها طلبه من وقاص ” إصراره بعقد قران مع الخطبة كون تلك عاداتهم ” ، وجهها الشاحب أثار ارتباك الجميع خاصة نضال الذي نظر لها باهتمام و وقاص الذي طلب بجلوسهم في غرفة مكتبه لعدة دقائق كي يتفقان العروسان معًا ..

تعلم ان ذلك اثار استياء خالته رغم تحفظ ملامح عايشة التي تفهمت رغبة ولدها لمفاجاتها أمام الجميع …  ما إن أغلق الباب حتى صاحت بحدة طفيفة

– انت ازاي تقولهم عايز كتب الكتاب

تفحص نزار بعينين نهمتين فستانها العسلي ، رغم ان ذراعيها مغطان بقماش خفيف مبرزا هشاشة جسدها الرقيق ، إلا أن نيران اشتعلت فى فؤاده للاقتراب منها

للمسها

تصبح بين ذراعيه

يقسم انه سيموت إن لم يشم رائحة جسدها

يتلمس نعومته المغرية ، كبح جماح افكاره وهو يقول بحرارة وعينيه الخضراوين اشتعلت بحميمية

– بتعرفي ليش قررت اخد هالخطوة ياروح نزار…لانه نزار  مشتاق ليضمك ….خايف يقرب منك وانت مو حلاله ،انت مابتعرفي قدي تعذبت وانا عم حاول اتحكم بحالي

اجفلت رهف من نظرته الوقحة ، لتغمغم بارتباك

– لكن نزار انا قولتلك خطوبة بس

هادنها وكأنه يهادن طفلة صغيرة

– ياحبيبتي نحن عنا مافي خطبة نحن مع الخطبة بنكتب الكتاب ،لاتخافي مني يارهف رح كون امانك ….اوثقي فيني

قالها حينما لاحظ ابتعادها عنه كلما اقترب منها ، كل شيء سيتقبله منها إلا خشيتها منه .. تلك النظرة المرتعدة في عينيها أصابه في مقتل .. استمع الي همستها المتحشرجة

– نزار .. انا اتجرحت واطعنت من اقرب الناس ليا ، كنت بعتبرها اختي

الغشاوة في عينيها منعتها من الرؤية بوضوح لتهطل دموعها وهي تتذكر من اعتبرتها صديقة عمرها ” نادية” الفتاة التي طعنتها وخدعتها .. صديقتها التي غارت منها و استدرجتها لطريق الإدمان لتدس تلك المادة السامة في مشروبها ، وحينما شعرت أنها ستلقى بالتهلكة استدرجتها معها لتواجه ذئاب بشرية تنهش لحم جسدها ، أفاقت على همسة منه

– رهف

رفعت عيناها الدامعتان لتغمغم بخوف

– ارجوك

منعته من الاقتراب منها ، تخشي أن تهتز صورته .. اخبرتها فريال ان تخبره بحقيقة ما تحمله فى صدرها .. غمغمت بنبرة خفيضة

– صدقني كانت اختي ، والله ربنا يعلم قد ايه كانت بالنسبالي ، لكن معرفش ايه اللي غيرها وتشيل مني للدرجة دي وتأذيني .. معملتلهاش حاجه للاسف

أعاد ندائه مرة أخرى ليضربها في مقتل

– رهف

هزت رأسها نافية عدة مرات لتشعر من بين سخطها انفاسه الحارة تلفح وجهها ، امسك ذراعيها وهو يقول بنبرة حادة

– اسمعيني

توقفت عن النشيج والبكاء ، لتمسح دموعها بكف يدها ضاربة بأصول الإتيكيت فى عرض الحائط .. أبتسم نزار وهو يرى صغيرته ليقول

– الماضي راح بحال سبيله ، نحن ولاد اليوم يارهف

نظرت الى عينيه والضعف يحتاجها ، غمغمت بالم

– انت مسمعتش حكايتي يا نزار ومن حقي اقولك عشان تاخد قرار

صاح نافيًا بنبرة رخيمة

– وانا مابدي اسمع منك اي شي طالما انت غاصبة حالك لتحكي انا شايف قدي جاية عحالك لتحكي

اتسعت عيناها زهولا مما يقوله لتمتم بنفي وهي على وشك البكاء للمرة الثانية

– نزار ارجوك .. انا بمسك نفسي عشان منهارش

أبتسم نزار بجاذبية شديدة  ، شعرتها بضآلتها .. هي أمامه طفلة .. ما الذي تفعله بحق نفسها لتلك الدرجة ؟!! ، غمغم بهدوء

– شو حكيتلك انا ؟خلصنا مارح اسمع منك شي الا لما تكوني حابة انك تحكيلي ،بدي ياك تقربي مني وتعرفيني وتوثقي فيني

ابتسمت بنعومة شديدة لتهمس بنبرة خجولة

– انا واثقة فيك يا نزار

ابتسم برضى كون وجنتيها اشتعلت بالحمرة ، ليغمغم

– اممم طيب اثبتيلي

عبست مفكرة قليلا ، لتهتف بجدية

– مقولتش انك عايز كتب كتاب ، حتى انت ممهدتش الموضوع بدل ما يبقي شكلي وحش للدرجة دي قدام عيلتك وعيلتي

غمغم بنبرة عابسة وهو يضيق بعينه بغموض

– يعني بدك تزعليني يارهف

هزت رأسها نافية لتهمس

– لكن .. الدراسة

قاطعها بنبرته الشامية الرخيمة ، لهجته تلك تفعل بقلبها الأفاعيل

– صدقيني يا رهف ماراح خلي اي شي ياثر ع دراستك ووعد شرف مني انو عرسنا بعد ماتخلصي جامعتك منيح هيك

هل سينتظر لعامان ؟ عامان حتى يتزوجا ؟ ، أجلت حلقها وهي تغمغم بتخوف

– طيب مش المدة طويلة يا نزار ، انا خايفة تمل

اتسعت عينا نزار وهو يشملها بنظرة حارة ، هو يفضل عذاب سنتين وتكون امرأته على ورق بدلا من مجرد خطبة لن يقدر أن يأخذ راحته كما يجب ، تمتم بحرارة اخجلتها

– شو ملل ؟ .. ماامل لك انا ماصدقت قرب منك اصبري عليي لخليك تعرفي قدي بحبك وقدي مشتقلك وقدي قليل الادب متل ما بتقولي  ،بس طبعا مابضر يكون في تصبيرة هيك ولا هيك يا كنافتي

اتسعت عيناها وخجل للكلمة الأخيرة التي قالها بعفوية ” كنافته ” ، هل هو يحب الطعام لتلك الدرجة أم لكونها تحب الكنافة قالها ؟! ، غمغمت بتوبيخ

– نزار

غمغم بنبرة خشنة وهو يقاطع توبيخها اللذيذ

– اسكتي ها مابكفي بدك تجيبي للبيت عنا البنت مابتجيب شي ولا بتعذب حالها هي بتطلب ونحن بنفذ

رفرفت رهف اهدابها لعدة مرات وهي تتذكر التضارب الثاني أو الخلاف الذي وقع ، حسب عاداتهم فالعريس مكفل تلبية احتياجات العروس والعروس فقط تأتي بثيابها كما قالها ذلك الوقح رغم أن ما تراه في عينيه حينما اختص ثيابها اعطاها غمزة وقحة جعلتها تنهره بشدة وهي تنكس برأسها ارضًا ، عقدت ذراعيها على صدرها لتمتم

– يا نزار انا اجيب ايه طيب

أجاب بابتسامة ساحرة ونبرة تكاد تفقد صوابها

– انت اطلبي واتمني ياروحي ، عقولتنا اذا بدك لبن العصفور بجبلك ياه

صاحت بنفي تام شديد قائلة وهي تحاول التخلص من تورد وجنتيها الذي يعوقها عن التمثيل بجدية امامه

– عندنا لازم العروسة تشارك فى الجهاز ، عاداتنا تساعد العريس وتخفف عليهم

هم بمقاطعتها ، لتتابع بهدوء وهي تستميل عقله

– انا نفسي اجرب الشعور ده ، اني انزل واجيب حاجات احطها لبيتي .. زي ما بسمع من المسلسلات وبنات من الكلية

زفر نزار بحرارة ورغم امتعاضه لذلك الامر لكن لم يقم سوى بالاتفاق مع وقاص  بتخصيص مبلغ معقول لجلب مقتنياتها وتضع صغيرته لمساتها الانثوية كما ترغب فى منزلهما ، تمتم بنفاذ صبر

– بس متل ماقولتلك اكتر من المبلغ يلي حكينا عنه استرجي تحطي

عبست ملامحها وهي تري الشرر المتلون فى حدقتيه لتهمس بحنق طفولي

– نزار انت بتحاصرني من كل حته

ابتسم وابتسامته بعثرتها

شتت من تفكيرها

وصوته الدافئ نخر عظامها

واعترافه بالحب أسقط حصنها الأخير في ارض المعركة

– لاني بحبك ،ورح اثبتلك قدي بحبك لحتى خليك تحسي انا وياك روح وحدة

همت بالرد عليه ، لكن تورد وجنتيها واشاحة عينيها وابتسامتها الخجولة كان اكثر من اجابة كافية له في الوقت الحالي ، انتبها علي نقر باب المكتب وصوت فريال المشاكس التي  مدت برأسها لتنظر اليهما

– خلاص كده يا عشاق .. يلا

اومات رهف مطمئنة وهي ترسل رسائل مطمئنة لسؤال فريال المتلهف ، اتسعت ابتسامة فريال لتسبقهما وهي تبشر قرصانها وبنات خالها ..

تقدمت رهف مرة اخري نحوهم وهي تراقب نظراتهم المتسائلة ، وقعت عيناها على نضال المتحفز للاطمئنان عليها .. لكن عيناها وتورد وجنتيها جعله يعلم باجابتها حينما سألها وقاص بهدوء

– ها يا رهف قوللنا ايه ردك على طلب الأستاذ نزار

نظرت بطرف عينيها نحو نزار المتحفز لاجابتها لتنكس براسها وهي تجيب بخجل

– انا موافقة

حينها صدح صوت جيهان وهي تزغرد بعلو صوتها ولا اجدعها فتاة شعبية ، ضيقت جيهان عيناها لتغمغم بحنق

– ما تزغرطي انتي وهي

انفجرت فريال وشادية ضاحكتين ، لتقترب اسرار معانقة رهف بحنو بالغ وهي تبارك لها وتمني لها السعادة .. تقدم نضال بعدها وهو يضم وجهها بكفيه ليميل مقبلا رأسها بدفء جعلها تبتسم له باتساع وهي تشدد على سترته .. انهالت بعدها المباركات كلا من جيجي وشادية وفرح ثم خالة نزار وحماتها لتقع بعدها بين ذراعي شقيقها وقاص الذي ضمها اليه بقوة إلى صدره ليقول

– الخطوبة هتكون بعد امتحانات نص السنة كلها اللي هي بعد شهر باذن الله  ، وان شاء الله الفرح زي ما اتفقنا بعد آخر سنة

نظر نزار بتحسر شديد وهي تنتقل بين أحضان الجميع وهو حتى الآن محظور عليه عناقه

لكن صبرا

كنافته الهشة .. ستصبح بين ذراعيه ولا فكاك للهرب منه

****

خطبة شادية ولؤي ،،

خرج من قاعة المليئة بالصخب ، ناشدًا بالهدوء الذي يتغلف سكون الليل .. استل سيجارة من جيب سترته ليشعلها وهو ينظر إلى البدر المكتمل فى منتصف الشهر .. ظل يدخن سيجارته وهو ينظر الى مدخل الفيلا المليئة بالسيارات الحديثة … ابتسم بسخرية وهو يفكر ، لما الجميع يحتفلون لكارثة هزلية تحدث بجميع المقاييس

فوالد العروس لم يخفي امتعاضه وغضبه وهو يحدج العريس بنظرات قاتمة ، حتى اهل العريس بدوت ساخطين  لدرجة أثارت في نفسه الضحك ..

الجميع يباركون بمودة زائفة وابتسامة صفراء ، وغضوا أبصارهم عن الحقيقة المُرة .. هز رأسه بيأس شديد وهو يدعس عقب سيجارته بحذائه الأسود اللامع

ارهفت اذناه السمع لصوت طرقات حذاء كعب عالي يخرج من القاعة ، ضيق عيناه نحو المرأة الراكضة خارج القصر وكان هناك أشباح على وشك الانقضاض عليها ..

اتسعت عيناه دهشة وهو يرى ركضها يتجه نحوه تحديدا ، او هو الذي اعاق طريقها عن الخروج من ذلك القصر

تبدو كجنية خرجت من اساطير الخرافات والحكايات ، شعرها الليلي يتطاير بفعل نسيم الليل ، ثوبها الملكي وضخامته يعوق حركة جسدها للتحرك بحرية ، تزداد قربا منه وهو يقف امامها يضيق عيناه لرؤية وجهها … تحديدا عيناها وشفتيها

لا يعلم ما يراوده تلك اللحظة ؟! ، اهو الملل ام فضول لمعرفة تلك السندريلا الخارجة من قاعة الاحتفال فى الثانية عشر منتصف الليل .. جذبها فجأة من ساعدها لترتد خطوة للخلف وصوتها نشيجها الخافت يصله ، تلك القشعريرة التي سرت في جسده جراء لمسها أصعقته .. غمغم بنبرة رخيمة

-انتى كويسة يا انسه ؟

رفعت عيناها التى وصفها بذباحتين ، وارتعاشة شفتيها جعله يهبط قليلا ليرى اكتنازهما المغري .. واخر شي توقعه هو أن تسقط السندريلا بين أحضانه مشددة العناق حول رقبته !!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!