روايات

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الفصل الرابع 4 بقلم دعاء عبدالحميد

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الفصل الرابع 4 بقلم دعاء عبدالحميد

قصة الفاروق عمر بن الخطاب البارت الرابع

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الجزء الرابع

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الحلقة الرابعة

كما ذكرت سابقا أن عمر بن الخطاب كان رجلا شديدا فيه غلظة يهابه الناس ويخافونه، على عكس أبي بكر فقد بلغ من لينه أن الصبيان كانوا إذا رأوه يسعون إليه، ويقولون: يا أبت! فيمسح على رؤوسهم، بينما بلغ من هيبة عمر أن الرجال تفرقوا وتركوا مجالسهم هيبة.
فلما بلغ ذلك عمر،صاح في الناس: الصلاة جامعة! فحضروا، فجلس على المنبر حيث كان أبو بكر يضع قدميه، فلما اجتمعوا قام قائما، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي، ثم قال: بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي، وقالوا قد كان عمر يشتد علينا، ورسول الله بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والِينا دونه، فكيف وقد صارت الأمور إليه؟
ومن قال ذلك صدق، فقد كنت مع رسول الله، فكنت خادمه، وكان من لا يبلغ أحد صفته من اللين والرحمة، وكان كما قال تعالى “بالمؤمنين رؤوف رحيم” فكنت بين يديه سيفا مسلولا حتى يغمدني أو يدعني فأمضي، فلم أزل مع رسول الله على ذلك حتى توفاه الله، وهو عني راض، والحمد لله على ذلك كثيرا، وأنا به أسعد.
ثم ولى أمر المسلمين أبو بكر، فكان من لا ينكرون دعته، وكرمه ولينه، فكنت خادمه وعونه، أخلط شدتي بلينه، فأكون سيفا مسلولا حتى يغمدني أو يدعني فأمضي، فلم أزل معه حتى قبضه الله عز وجل، وهو عني راض، والحمد لله على ذلك كثيرا، وأنا به أسعد.
ثم إني قد وليت أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم، والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة، والدين والقصد، فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض، ولست أدع أحدا يظلم أحدا، أو يتعدى عليه حتى أضع خده على الأرض، وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن بالحق، وإني بعد شدتي تلك أضع خدي على الأرض لأهل العفاف، وأهل الكفاف.

 

 

 

 

 

كان ابن الخطاب ورعا يخاف الله في كل شيء، يخاف أن يسأله رب العزة يوم القيامة ويكون قد قصّر في شيء ولو صغير، كان قليل الضحك لا يمازح أحدا، وكان نقش خاتمه: “كفى بالموت واعظا يا عمر”.
ومن شدة خوفه من الله وكثرة بكاءه حُفر خطين أسودين في وجهه.
كان زاهدا متواضعا لله، خشن العيش والمطعم.
فعن جابر بن عبد الله قال: رأى عمر بن الخطاب في يدي لحما معلقا.
قال: ما هذا يا جابر؟ قلت: اشتهيت لحما فاشتريته.
فقال عمر: كلما اشتهيت اشتريت! أما تخاف هذه الآية: “أذهبتكم طيباتكم في حياتكم الدنيا”.
حتى أن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض فقال: ليتني هذه التبنة، ليتني لم أك شيئا، ليت أمي لم تلدني.
وعن قتادة: لما ورد عمر الشام، صُنع له طعام لم يرَ قبله مثله فلما أوتى به قال: هذا لنا، فما لفقراء المسلمين، الذين باتوا لا يشبعون من خبز الشعير؟
فقال خالد بن الوليد: لهم الجنة، فاغرورقت عيناه، فقال: إن كان حظنا في هذا ويذهب أولئك بالجنة لقد بانوا بونا بعيدا.

 

 

 

 

 

جاء على عمر عام أصاب الناس بالقحط والجدب والجوع الشديد، وسمي هذا العام بعام الرمادة لأن الريح كانت تسفي ترابا كالرماد.
كان عمر بن الخطاب لا يأكل في هذا العام غير الخبز والزيت حتى اسودّ جلده، ويقول: “بئس الوالي أنا إن شبعتُ والناس جياع”… لله درُّك يا عمر.
كان من حسن اتبّاعه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبَّله فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلُك ما قبّلتُك.
الرجال الصالحون لهم الكثير من الكرامات كما للأنبياء معجزات، فهذا عمر بن الخطاب كان قد يخطب على المنبر وقد وجّه جيشا ورأّس عليه رجلا يقال له سارية. فبينما عمر يخطب فجعل ينادي: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل،ثلاثا، ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديا: يا سارية الجبل ثلاثا، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله.
كان ذا قلب رحيم برعيته رؤوف بهم.
فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى حرّة واقم حتى إذا كنا بصرار، إذا نار تؤرث، فقال: يا أسلم، إني أرى هؤلاء ركبا قصّر بهم الليل والبرد، انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا امرأة معها صبيان لها،

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات القصة اضغط على : (قصة الفاروق عمر بن الخطاب)

اترك رد

error: Content is protected !!