روايات

رواية جمال الأسود 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود 2 البارت الثاني والعشرون

رواية جمال الأسود 2 الجزء الثاني والعشرون

رواية جمال الأسود 2 الحلقة الثانية والعشرون

تنحنح “جابر” بحرج من نظرات ” غريب” له وقال:-
-أنا طالب أيد غزل..
قاطعه “غريب” الذي يجلس على مقعده خلف مكتبه بهدوء مُشير على غزل أبنته التى تقف جوار “جابر” بكل ثقة دون خجل حافية القدمين وبملابس بيتها وفوقها سترته، غير مستوعب ما قاله وسأل بتمتمة ليتأكد مما سمعته أذنيه:-
-غزل بنتي، اللى هى واقفة دي وراك دي؟
ألتف “جابر” إلى “غزل” فتبسمت غليه بلطف رغم عبوس وجهها الناتج من استقبال والدها لهما وطريقته فقال “جابر” بهدوء أكثر:-
-اه المهندسة غزل
حدق “غريب” به بقوة وهز رأسه بأستيعاب للأمر ونظرات ابنته إلى هذا الرجل تخبره أن هذه الفتاة التى نست أنوثتها كاملة وكونها فتاة مُنذ وفأة أخاها قد وقعت فى العشق الآن وتعلن أمامه أنها فتاة وليست فتي، قال “غريب” بجدية:-
-ودى هتأخدها تريبيها على أيدك ولا هتجوزها عشان تورثك تاني يوم…
كان “جابر” يحدق به بصمت مُستعمًا لكلماته بينما أوقفته “غزل” بصراخها غاضبة من إهانته إلى “جابر” قائلة:-
-بابا
ضرب “غريب” المكتب بقبضته بقوة وغيظ من تصرفات بناته التى ستتسبب فى موته حتمًا وقال بعناد:-
-وأخيرًا أفتكرتي أنى أبوكي ، جايبلي واحد قد أبوكي وعايزة تتجوزيه، نجوم السما أقربلك مش أنتوا جايين لموافقتي وأنا رفضت…. يلا روحي أتجوزيه من ورايا زى ما أختك عملت
وقف “جابر” من مكانه وهندم سترته بلطف ثم أجابه على كلماته القاسية بجدية صارمة:-
-وأنا عمري ما هتجوزها من وراك يا دكتورة غريب.. عن أذنك
نظرت “غزل” إلى “جابر” وهو يغادر بأنكسار وحزن بينما تجمعت الدموع فى عينيها بسبب إهانة والدها له وقتله لحماسها ومشاعرها فألتفت إلى “غريب” بأنفعال شديد ثم قالت:-
-زمان مسك قبلت برفضك لحد ما دخلت المستشفي وحياتها كانت بين الحياة والموت ووقتها بس فكرت تقبل، لكن لا فوق وأفتكر أن اللى قصادك هى غزل، أنا البنت القوية اللى رميتها فى الجيش بس عشان تعوض فيها ابنك اللى مات وخليتني راجل بالطبع وبالأسم بنت، نسيت حياتي وقلبي ومشاعري ودوست عليها بالجزمة، طول الوقت وأنت رامينى من أول ما أنفصلت عن أمي ورميتني ليها لحد ما رميتني فى الجيش، طول الوقت مستغني عني تفتكر أنا كمان مقدرش أرميك وأطلعك من حياتك، أنا قولت الحاجز اللى بينا أتهد ويمكن بدأت تشوفني بنتك ولي حق عليك لكن لو الحاجز دا هيخليك توجع قلبي وتأذينى فانا اللى هبني بأيدي مرة تانية
وقف “غريب” من مكانه وتقدم نحوها صامتًا حتى وصل أمامها وقال:-
-الظاهر أني معرفتش أربيكي يا غزل والحرية المطلقة اللى سيبتهالك كانت غلطتي اللى بتعاقبني عليها دلوقت
تساقطت دموعها على الوجنتين وصرخت به بأنفعال:-
-أنت اللى بتعاقبني فى كل مرة بحتاجك فيها بتعاقبني وبتعلمني أنا لازم أتسند على نفسي وعشان كدة برضو المرة دى هتسند علي نفسي بس وهتجوز جابر غصب عن عين أي حد واللى يقدر يوقفني يوريني قوتي….
صفعها بقوة على وجهها فنظرت إليه بصدمة ألجمتها من رد فعله وخرجت من المكتب غاضبة وبداخلها نار بركانية، من والدها الذي خذلها تمامًا ككل مرة طلبت مساندته لها، ومن قلبها الذي علىة وشك الأحتراق من نيران الفراق بعد أن رحل “جابر” تاركها خلفه وعلى حافة الأنفصال عنها بسبب رفض والدها…….
________________________________
بحث “جمال” عنها بكل مكان و”جين” لم يجد لها أثر بكل الطرقات وسيارتها لم تتحرك من القصر، ذهب “جمال” إلى القناة الفضائية حيث تعمل ولم يجد لها أثر، حاول الأتصال بها وكان هاتفها مغلق وبدأ صبره أن ينفد منه من غموضها وهذه الطريقة التى تلعب بها، نظر إلى الورقة مطولًا وحاول فهم هذه النقطة علما تشير فقال بتمتم :-
-أستخبي زى ما تحبي يا مريم بس أول ما هلاقكي لازم أعاقبك على حال قلبي دلوقت
وضع يده على قلبه حتى يشعر بتسرع نبضاته لأجلها لا يعلم أهو أشتياق أم غضب من فعلتها؟ وصلته رسالة من التابلت الخاص بابنته “مكة” تحمل لغزًا جديدًا (الوحشي الجميل عليك إيجاد جميلتك بقلبك بس، وهتلاقيها فأقرب مكان إلى قلبها تقدر تطير فيه)
ظل يقرأ الرسالة بغموض لم يفهم أى مكان تقصده لكن عقله الذكي ترجم الكلمات الماكرة وفك اللغز فالمكان الأقرب لزوجته حيث الطيران هو اسطبل الخيل فهرع بسيارته عائدًا إلى القصر، ترجل منها وركض إلى الأسطبل ولم يجد لها أثر فقال بضيق:-
-مريم
لم يجد الجواب بل أقترب “حاتم” إليه وأعطه ورقة جديدة فتأفف بغيظ من تصرفها ومشاركة الجميع لهذه الفتاة فى جنونها دون أن يخشاه فخرج من الأسطبل وفتح الورقة وكانت تحمل عتابًا منها بخط يدها (لم يكن عليك صفعي يا جمال حين أعترفت لك بحبني منذ 9 سنوات، لم تجف دموعها ليلتها بنفس يوم مولدك لذا عليك تذوق ألم دموعي حينها بنفس المكان الذي بكيت فيه ستجدني به يا وحشي المفتون)
تنهد بأسترخاء وزحزح رابطة عنقه قليلًا من تصرفها ثم عاد بذكرياته لهذا الليلة حين أعترفت له بحبها تحت المطر وبسمتها لم تفارق وجهها المبلل من المطر، تبسم “جمال” وهو مغمض العينين حين تذكر برائتها وجميلها حين كانت طفلة فى الثامنة عشر من عمرها بخفة الفراشة وجمال ألوانها ،قشعر جسده برفق حين وصل بذكرياته لصفعها لا يصدق أنه استقبل اعترافها صفعة وهى تعاقبه عليها الآن بعد أن أصبح مغرمًا بل مُدمنًا على عشقها وأنفاسها ليصل إلى القبو حيث مسكن الخادمات، ذهب إلى هناك وكانت “نانسي” تنتظره فى الغرفة التى سكنتها “مريم” ومن بعدها لم تدخلها خادمة ، أعطته المفتاح وغادرت فقال بتمتمة خبث:-
-أستحملي نتيجة أفعالك يا مريم
دلف للغرفة وكانت مُرتبة وضيقة ولا يوجد أثر لـ “مريم” فتأفف بضيق وقال:-
-مرييييييم
أشتغل التلفاز وكان يحمل شريط لذكريات “مريم” داخل هذه الغرفة وكيف كانت تقاوم مشاعرها تجاهه وضحكاتها التى تظهر فور ذكر أسمه، لم يصدق أنها سجلت كل لحظتها فى بداية العشق والآن تجعله يري كيف كانت تعشقه فى مراهقتها حتى شبابها ونضجها، دمعت عينيه فرحًا كلما رأها تبتسم أمامه وهى طفلة طيلة الأربعة سنوات فى جامعتها لم يراها او يخاطبها و”مريم” الآن تجعله يرى كل هذه السنوات من عمرها ليعلم كم كانت صفعته قاسية عليها لكنها لم تقتل عشقها له بل زادت منه أكثر وأكثر ووجد ورقة فوق التلفاز وكانت تحمل لغزًا جديدًا (مكان تلتقي فيه القلوب والأرواح )، خرج من الغرفة باحثًا عن لغز جديد حتى يصل لها والآن لا يريد سوى ضمها إليه وسيتغاطي عن أفعالها اليوم ولعبة الغميضة فقد إذا ضمها وتنفس رائحتها، خرج من القصر وحاول الأتصال بها من جديد وهو يقول:-
-رد يا مريم والله لأضمك وأشم رائحتك بس…
لكن أجاب عليه الصوت الألي بأن الهاتف مغلقة فأغمض عينيه وعاد إلى غضبه من جديد، أتاه “يوسف” ابن أخته “جميلة” يمشي ببطي بعمره الصغير ومسك بنطلونه بلطف فقال:-
-نعم
أشار “يوسف” إليه بأن ينحني فتنهد “جمال” بضيق وأنحني ليعطيه “يوسف” ورقة أخري وفنظر “جمال” إلي الورقة مُطولًا فحتى الطفل ذات السنة والنصف أشترك فى لعبة زوجته ليقف من مكانه وفتح الورقة مُتمتمًا:-
-وحياتك يا مريم لأقتلك ..
تراجع عن تهديده إليه فهو لن يقوى على فعلها وقال بتراجع:-
-لازم أقتلك يا مريم فى حضني هتشوفي مين هو جمال …
توقف عن التمتمة حين وقع نظره على الكلمات الموجودة داخل الورقة (ممكن تتصل دلوقت)
ألقي بالورقة أرضًا وحاول الأتصال من جديد ليسمع صوت الرنين فأخذ نفس عميقًا حتى أستقبلت “مريم” المكالمة ليصرخ “جمال” بالهاتف بنبرة جادة قاسية وقد نفد صبره عليها من لعبة الغميضة التى تلعبها معه:-
-مريم فينك؟
تبسمت “مريم” على صراخه وعصبيته الزائدة من البحث عنها وقالت بعفوية:-
-معناه أنك بطلت تحبي، جمال لو لسه بتحبني زى الأول كنت عرفت وقلبك دلك عليا
تأفف بغيظ من كلماتها وهو يكاد يفقد عقله للتو من كلماتها وهى تتهمه بالتقصير فى الحب، بل تخبره بأن حبه قل لها فى حين أنه مجنونًا مفتونًا بعشقها، قال بحدة:-
-مريم حذري تختبري صبري عليكي، قرب صبري ينفد منك، أنتِ فين؟
همست “مريم” إليه بشغف قائلة:-
-بقلبك يا روحي، معقول يكونلي أمان غير هنا
للحظة صمت “جمال” مُستوعبًا حديثها ثم هرع كالمجنون إلى القصر، دلف للقصر ركضًا إلى غرفته بعد أن ترجم عقله كلماتها ومكان أمانها الوحيد، ووصل إلى غرفة نومهم ليراها جالسة على الأريكة وتضع الهاتف على اذنها، ألتقط أنفاسه قليلًا ويده تنزع رابطة عنقه بضيق من تصرفها، تركت “مريم” الهاتف على الفراش ثم وقفت فتأملها “جمال” فى ثوبها الأزرق الجميل، هذا الفستان القصير الذي يظهر اقدامها العارية وبدون أكمام زاد من جمالها مع مستحضرات التجميل، كان الفستان ضيقًا كفاية حتى يظهر نحافتها، رغم أناقتها سارت نحوه حافية القدمين ببسمة تنير وجهها وتتلألأ فرحتها فى عينيها، وصلت أمامه ليقابل دلالها بانفعال من جهته بعد أن بحث عن طيلة اليوم بكل مكان فمسك ذراعها بقوة وجذبها إليه وقال منفعلا:-
-كنتِ فين؟
تبسمت “مريم” رغم انفعاله وقالت بلطف سعيدة:-
-من أمتى وأنا ممكن أخرج من غير أذنك يا جمال، أنت دورت عليا فى كل مكان ألا هنا…طول الوقت وأنا مستنيكي هنا، مكان تلتقي فيه القلوب والأرواح…هنا
تنهد بهدوء وشعرت بأسترخاء قبضته على ذراعها وهدأت أنفاسه فتبسمت “مريم” وأقتربت خطوة أخيرة تفصلها عنه فسأل بفضول يقتله من الصباح عن هديته الغامضة وسبب لعبتها للغميضة معه:-
-فين هديتي؟ قاتلنى الفضول يا مريم عن الهدية اللى طلعت عيني طول اليوم معاكي
كبرت بسمتها أكثر بعد سؤاله فأخذت يده بلطف من جانبه لتمررها على بطنها بدلال وعينيها تنظر إلى عينيه مباشرة مُنتظرة رد فعله حين يستوعب كلمتها فقالت بحب:-
-جمال، أنت مستحملتش تستني يوم ومع ذلك لازم تستحمل أكثر وتستني ٨ شهور كاملين عشان تأخد هديتك
للحظة اتسعت عينيه واستوعب كلماتها ونظر إلى بطنها بسعادة مُتسارعٍ ضربات قلبه بجنون عشقٍ وفرحة أن محبوبته الجميلة ستكون أمًا مرة اخري وستنجب له طفلًا أخري يحمل بذور حبهما ثم تمتم بحب:-
-أنتِ حامل!!
هزت رأسها بنعم فجذبها بقوة إليه يطوقها بين ذراعيه حتى حملها من خصرها عن الأعلى ودار بها مرات متتالية لا عد لها حول نفسه ولم يشعر بشيء حوله سوى صوت ضحكاتها الدلالية التى تخترق أذنيه وتملي الغرفة من سعادة، أنزلها بلطف على الفراش وجلس جوارها، قال بحب ويديه تحيط بوجهها الملاكي:-
-ملاكي الجميل، يا حلوى أيامي وشمسي اللى منورة حياتي
تبسمت “مريم” بحب على دلاله ثم قالت بلطف:-
-لو كنت شمس منورة حياتك فنوري دا منك يا جمال، أنا قبلك كنت مطفية ودبلانة.. ولو عاوز أطفال أنا مستعدة اديكي أطفال زى ما تحب، والله يكفيني أشوف نور ضحكتك دا
تبسم “جمال” أكثر بحب ثم وضع قبلة فى قلب يدها وقال بدلالية:-
-يعلم رب الكون أن أنتِ بتكفيني يا مريم.
ضحكت “مريم” وهى تتشابك الأصابع مع أصابعه ويدها الأخري لمست لحيته الناعمة بدفئها فقالت بهمس وصوت خافت ناعمًا وعينيها تتفن به عشقًا:-
-أوعاك يا جمال فى مرة تشك فى حُبي لك، أنا هفضل ليك وعايشة بحُبك، أنا أتخلقت لك يا جمال
تذكر حديثه مع “شريف” عن حياة “مريم” ونضجها وكم يخف أن تتمرد على حياتها معه الآن بسبب فرق السن بينهما فقال بخوف:-
-أنتِ سمعتني مع شريف؟
أومأت إليه بنعم بخجل ثم قالت:-
-غصب عني والله يا حبيبي أنا كنت جاية أقولك نحتفل بعيد ميلادك برا وسمعت غصب عني، جمال أنا عاشقاك لو أنت تقدر تشوف أى ست غيري يبقي أنا هقدر أشوف غيرك، قولي بقي هتقدر تشوف غيري؟
أخذ وجهها بين يديه الأثنتين بدلال وأستماتة قوية ثم قال:-
-معقول أشوف غيرك يا قمري، عمرك شوفت ظهر قمر تاني فى السماء ولا حتى أتغير، السماء ليها قمر واحد وأنا قمري أتخلق فى مريم لوحدها، ملاكي وحوريتي وجنتي على الأرض
تبسمت “مريم” وهو يحاصرها بيديه ووضعت جبينها على جبينه وأغمضت عينيها تشم رائحته عن قرب وتشعر بأنفاسه الدافئة ثم قالت:-
-معناها أنك روحي يا جمال وحضنك هيفضلي بيتي وأماني، أنت سلامي يا جمال
ضمها بقوة إليه لتتشبث به بقوة ليغمض عينيه صامتًا ويستنشق عبيرها، كم أنتظر هذا العناق طيلة اليوم فى بحثه عنها وصورة بسمتها لم تفارق ذهنه حتى وهو مُغمض العينين……
______________________________
نزلت “جميلة” من الأعلي فى يد “حسام” وكان “جمال” فى أنتظارها مع “مريم” فى الأسفل، أقترب “جمال” إليها وقبل جبينها بقلق وخوف على أخته من السفر فقال:-
-خُديني معاكي يا جميلة
تبسمت بأمتنان إليه وقالت:-
-معلش يا جمال أنا عايزة حسام معايا بس، خليك هنا وإحنا هنكلمك كل يوم متقلقش
أقتربت “مريم” منها بهدوء وأخذت يدها فى يديها بلطف وعينيها تبكي بحزن على حالة “جميلة” لكنها مُمتنة لفقد بصرها حتى لا تري “جميلة” هذه الدموع وقالت بصوت مبحوح:-
-طيب خُدينى أنا، أكيد هتحتاجي بنت معاكي تساعدك بعد العملية
ضحكت “جميلة” بعفوية رغم عنها وقالت:-
-حسام جوزي يا مريم متقتليش وبعدين لو أخدتك هسيب يوسف مع مين؟ مع ماما اللى مش موجودة أصلًا دى حتى مفكرتش تستني تسلم عليا قبل ما تخرج… أبني فى أمانتك يا مريم
أومأت إليه بنعم وعانقتها بحزن شديد ودموعها تزداد فى الأنهمار وقالت بحب:-
-متخافيش والله يوسف فى عيني المهم ترجعي أنتِ بالسلامة يا جميلة
أومأت إليها بنعم وأبتعدت عنها ثم رفعت يدها إلى وجها “مريم” بصعوبة لتجفف دموعها بلطف وقالت:-
متعيطيش يا مريم حتى وأنا مش شايفاكي أنا حافظة نبرة صوتك وقت عياطك وحزنك، يا ما جمال عيطتك.. أياك تعيطها تاني يا جمال حطها فى عينيك أنت مش عارف بكرة مخبي أيه
أومأ إليها بنعم رغم أنه لم يأخذ بكلمة أحد ولم يأمره أحد من قبل لكنه لم يجادل أخته بل رحب بأمرها ثم قال:-
-حاضر هحطها فى عيني يا جميلة
نزلت الخادمة من الأعلي بحقائب السفر لينطلق الأثنين إلى المطار ولأول مرة تصعد “جميلة” على متن الطائرة دون أن تقودها مُنذ أن تخرجت من أكاديمية الطيران …
_______________________________
سأل “تيام” بقلق “جابر” من عبوسه:-
-مالك يا جابر؟
-مفيش
قالها “جابر” ثم بدأ الحديث عن العمل قائلًا:-
-شركة جمال المصري بدأت بالتنفيذ فى القرية وحطوا مهلة 3 شهور وهيخلصوا كله قبل دخول الصيف
أومأ “تيام” إليه بنعم وقبل أن يتحدث، فتح باب المكتب ودلفت “مسك” غاضبة كالبركان وفور رؤية “تيام” لوجه زوجته علم أن هناك شيء ما حدث فقال بهدوء:-
-ربنا يستر… مالك يا مسك؟
وقفت أمامه بعبوس وقلق شديد فقالت:-
-تيام غزل مرجعتش البيت من أمبارح، ماما كلمتني وقالت أنها أتخانقت مع بابا ومن ساعتها مراجعتش
أنتفض قلب “جابر” من صدره بعد أن سمع بخبر أختفاءها وقال:-
-أزاى يعنى؟
نظر “تيام” بدهشة إليه على فزعته والقلق الذي جعله ينتفض من مقعده لاجل “غزل” فقالت “مسك” بغيظ من “جابر”:-
-وأنا هعرف منين؟ هى مش خرجت من بيتي معاك… كان لازم ترجعها زى ما أخدتها
حاول “تيام” أستيعاب الأمر لكنه لم يفهم شيء فقال بلطف:-
-طب أهدي يا مسك بس حاولتي تكلميها
صرخت بغيظ من عجزها فى الوصول إلى أختها:-
-تليفونها سبته عندي فى البيت لما نزلت تقابل البيه.. تيام غزل مجنونة أنا دراعي ساب عقلي لكن غزل لا ، غزل مجنونة ومحدش يعرف هى بتفكر فى أيه …رجعها أنت تقدر تعمل دا يا تيام
أخذ وجه “مسك” بين راحتي يديه بلطف يطمئنها ثم قال بنبرة دافئة:-
-طب أهدئي يا مسك وأنا هتصرف، بس أهدئي أنتِ يا حبيبتي
صرخت بجنون فى وجهه بعد أن أبعدته عنها بقوة قائلة:-
-متقوليش أهدئي يا تيام أنا عايزة أختي
تحرك “جابر” كالمجنون لأجل البحث عن محبوبته المفقودة مُتحدثًا:-
-أنا هروح أدور عليها ….
_________________________________________
كانت سيارة الترحيلات تأخذ بعض السيدات من السجن إلى النيابة ومن بينهم “فريدة” منهكة وجسدها لم يخلو نهائيًا من الجروح بسبب أوامر “مريم” للمساجين من أجل الأنتقام منها مقابل المال، لتتوقف السيارة فجأة وقبل أن يستوعب البعض الأمر ولما توقفت السيارة فى منتصف الطريق فتح الباب وكان هناك ثلاث رجال مُلثمين مسلحين لتصرخ النساء لكن سرعان من صمت الجميع بعد أن صوب رجلين السلاح عليهم وبعدها أخذ الثالث “فريدة” بالقوة وهى لا تعرف من فعل هذا ولما يريدها فبدأت تصرخ بقوة ليضرب الرجل بالبندقية فى رأسها بقوة حتى فقدت الوعي ثم حملها على كتفه وأخذها وهربوا بها بعيدًا ………….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود 2)

‫3 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!