روايات

رواية وسقطت لاجل عينيها الفصل الأول 1 بقلم مريم يوسف

رواية وسقطت لاجل عينيها الفصل الأول 1 بقلم مريم يوسف

رواية وسقطت لاجل عينيها البارت الأول

رواية وسقطت لاجل عينيها الجزء الأول

رواية وسقطت لاجل عينيها الحلقة الأولى

بعد انتهاء الصوره الجماعيه، ع”لا صوت بك”اء الصغيره، قال ابانوب بلهفه: ياله”وى اهدى يا حبيبتي اهدى علشان خاطرى بلاش ماما تسمعك.
نظر له ليث بغرابه و قال: طب ما من مصلحتك انها تسمعها علشان تسكتها.
قال ابانوب و هو يهز يده فى محاوله لاسكات الصغيره: لا مش من مصلحتى خالص، مش هيبقى رينا بس اللى هتعي”ط دا هيبقى رينا و امها و لاحق عليهم بقى.
تقدم طفل صغير بعمر مراد و قال و هو يشد بنطال ابانوب بخفه: عمو هو النونو بتع”يط ليه.
تقدم بجواره مراد و قال: مالك يا فادى فيه ايه؟
قال فادى بح”زن طف”ولى لاجل بكا”ء مارينا: هى بتعي”ط ليه يا مراد.
رفع انظاره لابانوب و قال: ممكن اشيلها يا عمو و انا هسكتها.
نظر له ابانوب بتعجب و للعجب اعطاه طفلته بعدما راى لهفته الصغيره التى تقع بعينيه، امسكها فادى بحنان و هدوء و ظل يحركها بخفه بين ذراعيه و هو يقول بحنان: بس خلاص مش تب”كى تانى.
و ثوانى و كانت مارينا مستكينه بين أحض”انه بنع”ومه و هدوء، تح”سس وج”نتها البيضاء بحنان و قال: متب”كيش تانى، لان صوت بك”اكى وج”عنى ق”وى.
فتحت مارينا عينيها كانها تستوعب حديثه، اما هو فنظر لها بانب”هار، فعيونها كانت تحاكى لون السماء الصافيه فى الصباح الباكر، ابتسم بحنان و ظل ينظر لعيونها يق”سم رغم صغر سنه بانه سق”ط لاجل عينيها.

 

 

استفاق من شروده على صوت والده و هو يضع يده على كتفه و قال بحنان: ايه يا بطل، مين البنوته القمر دى.
قربها منه بتم”لك طفولى و قال: دى كانت بتع”يط قوى يا بابا، و انا قلبى وج”عنى قوى عليها، فاخدتها من عمو اشيلها شويه ممكن تس”كت.
نظر له والده بتع”جب و رفع راسه ليرى ابانوب و هو يقف مع ليث و رعد و فهد و هم ينظرون له بترق”ب، تقدم والد فادى من ابانوب بابتسامه و قال و هو ممسك يد طفله: دكتور ابانوب، عاش من شافك يا دكتور اخبارك ايه.
ابتسم ابانوب و قال: اهلا يا دكتور جورج، الحمد لله بخير ازاى حضرتك و ازاى المدام.
ابتسم جورج لصديقه ابانوب و قال: ماريا كويسه تلاقيها اصلا واقفه مع مريم حاليا، دى بنوتك صح.
اومأ ابانوب براسه ايجابا، و قال بامتنان: الشكر لابنك انه خلاها تبطل بك”ى والا كانت هى و مريم شغالين عيا”ط دلوقتى.
ابتسم جورج لحنان ابنه و قال: دى هى اللى زى القمر، ربنا يخليهالك.
اقترب مراد من فادى و هو يقول بغي”ره اخويه طفو”ليه: خلاص يا فادى اديها لباباها علشان مش تق”ع منك.
نظر له فادى و قال بح”زم: لا انا هفضل شايلها و مست”حيل ت”قع منى.
اما مارينا فعندما احست بانها ستخرج من احضانه، كرم”شت ملامحها و كانت ستبدا بالبك”اء اما هو فنظر لها بحنان و قال بدون وعى لكلماته التى لا تنا”سب عمره اطل”اقا: عمرى ما هسي”بك ابدا، هتفضلى جن”بى و فى حض”نى يا اميرتى.
اما هى فعلت ضح”كاتها الطفو”ليه لعنان السماء و كانها تفهمه، اما رعد فقال بخب”ث لابانوب: الظاهر فيه مناف”س قوى يا صقر، خلى بالك من بنتك اللى سح”رت للواد و هى لسه فى الل”فه.
نظر له ابانوب بغي”ظ و قال: طب روح شوف ابنك بدل ما اقب”ض عليه بت”همه فعل فعل فاض”ح فى الطريق العام. ابنك هيبقى رد سج”ون ادا”ب.

 

 

علت ضحكات رعد المست”فزه و قال: متقل”قش ليه واس”طه كب”يره تخ”رجه من ادا”ب، بعدين هذا الشبل من ذاك الاسد.
وجد صوت انثوى خلفه يقول: تقصد ايه يا دنجوان يا كازانوفا عصرك و زمانك.
ابتسم ابانوب بتش”فى، اما رعد نظر للخلف و قال بابتسامه مه”تزه: ابدا يا تالين مفيش حاجة، انت بس كنت بغي”ظ ابانوب.
ابتسمت تالين بسخر”يه و قالت: بتغ”يظ ابانوب، طب خلى الطابق مستور و منتكلمش احسن، أنا مش عارفه كان عقلى فين بجد.
نظر لها رعد بص”دمه و قال: لا دى وس”عت منك ج”امد المره دى.
نظرت له تالين و قالت: لا فعلا عندك حق وس”عت جام”د الصراحه، اكملت بغي”ظ: و كمان بتتر”يق، ماشى بس مش هنا لينا بيت نتلم فيه.
اتت حور و هى تمشى بد”لال طف”ولى و قالت: روحت فين يا مرادى.
تش”نج فهد و قال: مرادك، مرادك مين يا امى، اااه كله منك يا مراد الك”لب انت.
تنحن”ح ليث جواره كانه يقول انه هنا، فقال فهد بغ”ضب: و انت مش شايف ابنك عامل ايه فى البنت، دى البنت كانت على خلق و متربيه.
فقال رعد بسخر”يه: انت هتستهب”ل يا فهد، بنت مين اللى على خلق و هى بنتك، بعدين انت محسسنى انك بتتكلم على مقرأه، دى بنتك انت و نارى عايزها تبقى ايه، دا اقل واجب البنت توجبه معاك. خلى الواحد ساكن بدل ما انك”دها عليك انت كمان.

 

 

فقال فهد بسخ”ريه: لا والله لا تقول، قول متتكسفش متخ”بيش فى قلبك لاحسن تنفج”ر.
نظر له رعد بابتس”امه صفر”اء، و سرعان ما علت ضح”كاته و هو يشاهد ابنه فهد تتو”دد لمراد الذى لم يدخر اى جهد و هو ينفذ طلباتها بكل ح”ب و عش”ق، فهى ارتمت باحضانه و هى تقول: خليك علطول معايا يا مراد و مش تسيبنى ابدا ابدا.
اما مراد فكان يربت على شعرها الاحمر النارى بحنان و هو يقول: عمرى ما هبعد عنك يا حورى، بعدين انا روحت اشوف رينا علشان كانت بتعي”ط و انتى عارفه انها زى اختى الصغيره ولازم اخلى بالى منها علشان انا اخوها الكبير.
ابتس”مت حور و قالت بطفول”ه: يعنى انت هتحم”ينا من الاش”رار لما نكبر انا و نغم و رينا.
ابتسم لها بحنان و اومأ براسه بالايجاب، لكن يا فتى هل انت تستطيع موا”جهه القدر فغيرك حاول و لم يفلح، و اقربهم لذلك انا. كانت هذه الكلمات تدور بخلد ليث و هو يرى جر”أه طفله غير المعهو”دة. تنهد و هو يتذكر يوم ولادته، فهم كانوا ثلاثه، نعم ثلاثه تؤام، مراد و نغم و تلك الصغيره التى م”اتت بمهدها بالرغم من تحذي”رات الطبيبه بان غذائها ضعيف و لن تستطيع العيش الا انه ظل متمسك بها، و عندما اتت الولاده، نجت تلك الصغيره الا انها بعد لحظات وجدوها مي”ته.
يتذكر كم ح”زن و كم تعذ”بت جويريه بفقدها فهى كانت تؤام نغم المتطابق، يتذكر كم عا”نت جويريه و كم كانت تب”كى و تنو”ح على طفلتها البريئه، تنهد بعم”ق و هو يخرج نفسه من ذكرياته، تجمع حول عائلته و وقفت جويريه بجواره و التى لم يخفى عليه حز”نها على فق”دها لابنتها الغاليه، ريم كما كان ينتوى ان يسميها.
تنهد بع”مق يؤه”ل نفسه ليله كامله من الب”كاء، لا يلومها فهو لا يزال ير”ثيها حتى الان، جزء منه يخبره انها موجوده و تشعر به، انها تشاركه الهواء الذى يتنفسه، و هو يرجع ذلك انه ظل مح”بوس بذك”راها، فما اصع”ب ان ينتز”ع منك شئ من بين يديك، و هى لم و لن تكن كاى شئ، هى كانت ق”طعه من رو”حه و قل”به التى انتز”عت عنو”ه منه، آب”يه ان تنتظر رده و الذى سيكون الرف”ض بالطبع، ابتسم بسخر”يه على القد”ر الذى لا يع”طى كل شئ للشخص.

 

 

 

اغ”مض عيونه متمنيا ان تعود اليه، رغم طفوله الشئ، ان يطفى الشموع و هو يتمنى امنيه و رغم صلاحيه ذلك الامر الطفولى لصاحب عيد الميلاد، الا انه حاول انتز”اعه متاكدا ان طفليه لن يما”نعا بالعكس الامر فيه فرحتهم اجمعين.
لكن ليس كل ما يتمناه الشخص يصب دائما لمصلحته و ليس من الجيد ان نتمنى اشياء قد تصيبنا بحز”ن دائم، فلكل امنيه شئ يؤ”خذ لكى يتحق”ق، فى ق”انون الق”در يوجد ذلك، و من انت حتى تتح”دى قو”ة انت لا تستو”عبها؟!!
كانت كل هذه الافكار تتزا”حم بع”قله، و لاول مره يشعر بالض”عف و يشعر انه فى معادله ص”عبه و غ”ير متكا”فئة الاطر”اف بين انسان اع”زل و ق”در يم”تلك كل الاس”لحه.
انتهى عيد الميلاد، و رجع كل منهم الى منزله، صعد ليث لغرفته و وجد حويريه تمسك تلك الصوره، اغمض عيونه با”لم، و توجهه ناحيتها، أما هى فكانت تمسك بيدها صوره السونار للشهر السابع، و ترى ٣ اجسام صغيره سو”داء، تحسست جسد صغير منهم و دم”وعها كانت تنذ”رف بح”سره و ال”م على طفلتها التى لم تستطع ان تراها. اخذها ليث بين احضانه بحنان و ظل يربت على ظهرها و شعره بحنان حتى غطا فى نوم عميق و لازالت الصوره على مقربه من قلبهم.
اما على الجانب الاخر كانت تجلس فتاه رقيقه على سور منزلها المتواضع، تنظر للسماء بعيونها العسليه الجميله، تنظر للقمر و ممسكه بيدها جزء صغير من الكعك و بها شم”عه مش”تعله، اغمضت عيونها بهدوء و تمنت امنيتها و اطف”أت الش”معه، و قالت لنفسها بحنان و دمو”ع تب”لل وجهها: كل سنه و انا طيبه، كل سنه و سيلين طيبه. فتحت عينيها العسليه الجذابه و عينيها تحكى كم الا”لم و الحر”مان الذى تع”انيه. و انتهت ليلتها التى تش”ابه كل ليله مع انها است”ثناء لكنها تشا”به الجميع. نزلت للاسفل لكى تنا”م، فظهر ذلك الشخص الكر”يه المسمى والدها و قال بسخ”ريه: خلصتى يا ست سيلين عيد ميلادك ولا لسه.

 

 

لم ترد عليه و عيو”نها ترقر”قت بالد”موع، اما هو فامس”كها بعن”ف و قال: مش بت”ردى عليا ليه يا ست الحسن انتى.
لم تستطع كب”ح دمو”عها و لم تستطع من”عها من النز”ول خو”فا من بط”ش ذلك الشخص الذى يدعى او بالاح”رى الذى يَد”عي بانه والدها، نظر لها بس”خريه و قال: مش لو كنتى ولد كان هيبقى ارحملى، بس هو كله بسبب اليوم المش”ؤوم اللى اتو”لدتى فيه، رما”ها على الار”ض كانها كل”ب اج”رب و قال بغض”ب: ام”شى انج”رى من قد”امى مش عايز اشو”ف خل”قتك المع”فنه دى.
دخلت لأقرب غرفه و هى تب”كى بح”زن و قه”ر، فكيف لطفله لم تتعدى الست سنوات ان تتع”رض لكل هذا الك”ره من والدها. ارتمت فى احضان والدتها المت”عبه تب”كى و تش”تكى من خش”ونه والدها، اما تلك السيده فتحت عيونها بتع”ب بالر”غم من كد”مات وج”هها و ال”مها الجس”ديه الا انها ادخلتها احضا”نها بحنان و قالت: بس متبكي”ش يا حبيبتى حقك عليا، انا اللى جب”تك على الدنيا و الراجل دا ابو”كى، حقك عليا يا بنتى حقك عليا.
ظلت تربت على شعرها و ظهرها حتى سقطت سيلين فى النوم، كعادتها و كعاده كل الايام. و اسدل الستار على ليله من ليالى البعض، بعض منها سعيده و البعض منها حزي”نه رتي”به متشابهه. بعضها و لي”س و ان كان الكل ينه”يها متم”نيا ان يحدث و لو تغي”ر بسيط و يلعب القدر لعبته و يتغ”ير و لكن القدر هو هو نفسه متمسك برتا”بته و رتا”به احداثه حتى مر على يومنا هذا ١٦ عام مغي”را مج”رى احدا”ثه، هل للافض”ل او للاس”وأ لا نعلم الان و لكننا سنعلم فيما بعد…….

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسقطت لاجل عينيها)

اترك رد

error: Content is protected !!