روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الحادي عشر

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الحادي عشر

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الحادية عشر

الكل بصلي مستنيني أكمل, أخدت نفس عميق واستجمعت قوتي تاني وبدأت أتكلم: أنا عارف إن الكلام الي هقوله ده مش هيعجب البعض بس أنا مضطر أقوله, وكمان حاجة قبل ما أدخل في تفاصيل الموضوع أنا خلاص أخدت قراري ومش هتراجع عنه مهما كان قراركم…
بابا قاطعني وهو مستغرب: أخدت قرارك؟ طيب طالما أخدت قرارك وكدا كدا رأينا مش مهم بالنسبالك بتقولنا لي؟
“علشان لازم تعرفوا.”
بابا سكت ومردش بس كنت ملاحظ على وشه علامات الانزعاج بس هو متكلميش علشان يديني الفرصة اتكلم, كملت كلامي وأنا بقول: بصراحة أنا ناوي أسافر.
ابتسم حد: يااا أخيرًا قررت تخرج من قوقعتك وتنخرط مع العالم الخارجي.. ضحك وبعدين كمل: مكنش فيه داعي لكل القلق الي على وشك ده أكيد مش هنعترض إنك تخرج وتسافر مع أصحابك.
“لا يا جدي أنا مش ناوي أسافر مع أصحابي.”
“هتسافر لوحدك يعني؟”
“اه.”
“مفيش مشكلة فيه ناس بتستمتع مع نفسها أكتر.”
“بصراحة انا مش مسافر للمتعة.”
“امال لأيه؟”
“فيه حد ما أنا معجب برسمه جدًا وأملي الوحيد إني أكون تلميذ من تلاميذته؛ علشان كدا ناوي أسافر لربما تحدث الصدفة ويكون اللقاء.”
ابتسم وكمل: مكنتش أعرف إن ليك رسام بتحبه غير مرسال بس أنا سعيد إنك عندك هدف وشغف إنك تطور من رسمك أكتر ومش شايف مشكلة فأنك تسافر كدا كدا فرق ساعتين ولا تلات ولا حتى ست ساعات مش هتفرق اوي طالما كدا كدا جو مصر.
“لا ماهو مش في مصر الحقيقة.”
سكت شوية وبعدين بصلي بتردد بيسأل: قصدك إنك هتسافر خارج حدود البلد؟
“أه.”
سألني بنبرة محملة ببعض الحزن: فين؟
“فرنسا.”
“فرنسا؟ بس…”
“قبل ما تقول أي حاجة خلينا أفهمكم إن ده حلمي الأول والوحيد ومعنديش غيره يعني لو فقدته فمش هتكون عندي أحلام تانية, ولا شغف ولا قدرة حتى إني أحلم.”
بصلي حد بنظرات مقدرتش أفسر هي زعل ولا تردد ولا قلق ولا ايه بالظبط , سكت شوية وبعدين سألني: أكيد محدش فينا هيتمني ده يحصل علشان كدا شوف حلمك فين وامشي وراه.
“مش عايز تعرف هو مين؟”
بصلي وهو ساكت وبعدين قام من مكانه وهو بيقول: لا.. قال كلمته الأخيرة واتجه للبلكونة, مكنتش فاهم ردة فعله وكأنه كان عارف , قعدت جمب مرسال وأنا باصص لبابا بسأله: هو حد عارف حاجة؟
بابا مكنش راضي يرد علي أو حتى يبصلي وبص لمرسال وهو بيسألها: أنتي كنت عارف موضوع سفره ده يا أمي؟
مرسال هزت راسها بالايجاب وابتسمت وهي بتقول: أيوة.
“وموافقة عادي؟”
“لو عليّ مكنتش خليته يسافر بر جنينة بيتي حتى بس يا عمر مينفعيش نحتكر الي بنحبهم لنفسنا وبس ونكون أنانيين هو كمان عنده حلم ومفيش إنسان منا بيعيش من غير حلم وإلا بيكون عبارة عن مجرد جسد من طين بلا روح ماشي على الأرض.”
“بس يا أمي ده اتصرف من دماغه ومقليش لحد فين؟”
“ومين قالك إنه اتصرف من دماغه؟ هو كان قايللي قبلها بشهر بس أنا الي قعدته جمبي.”
“بس يا أمي ده…”
“أنا متفهمك يا عمر ومتفهمة فكرة إنك مضايق علشان قراره جه من غير موافقتك او موافقة حد فينا, بس مينفعيش نكدب علي نفسنا ونقول إن قرار سفره ده كان فجأة لأن كلنا عارفين إنه مكنش فجأة وأظنك مدرك من زمان شغف ابنك برماح ورسمه وكنت بتحاول تدراي عليه مش أكتر علشان عارف إن هدية هتقلب الدنيا زي ما عملت بالظبط من شهر والولد ساب البيت وجالي وهو مصمم إنه يسافر وأظنك وقتها كنت مدرك تمامًا إن ابنك المرادي كان عازم عالسفر بجد علشان كدا كنت خايف, ونزلت دورت عليه, كنت خايف إنه يكون اللقاء الاخير ويسبكم فعلًا بس لحسن الحظ إنه جالي قبل ما يسافر وإلا كان زمانا دلوقتي مش عارفين عنه حاجة وعايش ولا مش عايش ومش عارفين حتى هو فين؟ وخصوصًا إنه مكنش هيتجرأ وقتها يحاول يكلم حد فينا وهو هناك حتى ولو كان محتاج مساعدة, على عكس دلوقتي هو حاليًا مسافر بعلمنا كلنا وتحت اجراءات احنا ضامننها وعلى الاقل هنقدر نتواصل معه كل يوم نطمن عليه, لازم تعرف يا عمر إنه مينفعيش نجي دلوقتي وهو بيقولنا عن قراره علانية ونقوم نحطم حلمه ونحطمه, لازم نقدر محاولته فإنه يقولنا حاجة زي دي.”
“يعني عاجبك تصرفاته دي يا أمي؟”
“أكيد مش عاجبني يا عمر بس هنعمل ايه, مضطرين نجاريه ونجاري الي عايزه علشان يعرف إننا مكنشا عايزين غير مصلحته, سيبه يتسلع من الشربة طالما مصر يشربها وهي سخنة.”
قطعتها وانا ببصلها باستغراب: هو كلام يحترم وكل حاجة, بس مش عارف أنتي جاية معي ولا علي.
“انا لو كنت جاية عليك مكنتش كلمتك طول حياتي علشان بالي أنت بتعمله ده بتأذي مشاعر الي حوالك والناس الي بتحبك, خليك كدا لحد ما تخسرنا واحد واحد.. أنت مفكر إنك هتبقي ناجح بمجرد ما تقابله بس الحقيقة إنك مش هتكتسب حاجة غير إنك هتخسر حياتك هنا في وسط الناس الي بتحبك زي مانت من غير ما تكون ناجح, أنا مش بقول إن رماح شخص سيء بس هو أكيد بمجرد ما هشوفك ده إن وصلتله أصلًا مش هيأخدك بالاحضان هو ميعرفكيش أصلًا ولا يعرف إنك عايش على الكوكب فمتتوقعيش إنك بين يوم وليلة هتقنعه إنه يرجع لحاجة اعتزلها أكتر من تلاتين وبالأخص لو عرف أنت مين بالظبط .”
“ليه بتحبطني كدا؟”
“أنا مش بحبطك أنا بواجهك بالواقع إلي أنت بتتهرب منه, علشان لما تتحط فعلًا قدام الأمر الواقع متحبطش وتكون متوقع ده ومجهز حلولك الممكنة ولو أنت لسه مصر إن ده حلمك الوحيد فعلًا.. مينفعيش اضحك عليك واعيش معك الدور في نفس العالم الوردي بتاعك متناسين الواقع لأنه على قد ما لازم نكون متفائلين وعندنا همة وأمل لازم نكون واقعين ونجمع بين الأتنين.”
“بس يا مرسال…”
قامت مرسال من مكانها وهي بتقول: أظن إني قلت كل الي عندي هو أكيد مش هيأثر عليك ولا علي قرارك لأنك قررت خلاص بس هتفتكره لما تعيش الواقع أو الواقع هو الي يحطك قدامه.” قالت كلمتها الاخيرة واتجهت ناحية البلكونة الي حد فيها, بصيت لأبوي ولسه هتكلم لقيته بيتكلم بيقول: مش محتاج تقول حاجة.. زي ما ستك قالت أنت خلاص قررت واعمل الي أنت عايزه يا هادي بس حقيقي مكنتش أعرف إني فشلت فأني أكون رفيقك زي ما فشلت في تريبتك, كل حاجة بتتصرف فيها من دماغك, وكأننا مش موجودين في حياتك, سبت البيت علشان خناقة مع مامتك, ودلوقتي بتسيب البلد وبتحطنا قدام الامر الواقع وبتمسكنا من ايدنا الي بتوجعنا وتهددنا بنهايتك مستغل حبنا لك علشان عارف ومدرك كويس إننا هنستسلم قدام الي أنت عايزه.
“بابا أنت حقيقي فاهمني غلط أنا مكنش قصد…” ويدوب لسه مخلصتش كلام ولقيته قام وسابني ودخل مكتبه, كنت مدرك إنه مرضيش يدخل أوضته علشان أمي هناك والي أكيد لو عرفت فالأمر مكنش هيعدي على خير, اتنهدت وأنا مش عارف أعمل ايه, أنا جرحتهم للدرجة دي؟ ولا مرسال هي الي كانت قاسية معي في الكلام, هي مكنتش قاسية هي كانت قاسية أوي ومش فاهم ليه ؟ أول مرة تعاملني كدا. وفجأة قاطع شرودي صوت دي بي وهي بتقول: رسالة من دينا.. رسالة من دين…
وقبل ما تكمل كلامها نطيت عليها مسكتها من فمه بحاول أدور علي زار ايقافها وأنا بقول: بس اخرسي لأحسن حد هنا يسمع.
ويدوب لسه برفع وشي, اتفأجئت بمريم قاعدة قصادي علي الكنبة بتبصلي بابتسامة عريضة, انعرهت من مكاني للدرجة إني وقعت اتشقلبت من علي الكنبة ووقعت بها لورا, مدتلي مريم ايدها وهي بتقول: قوم , قوم يا حبيبي قوم دنت شكلك عامل مصايب.
زحت ايدها عني وانا بقولها بغضب: انتي جيت منين يا بتاعة انتي؟
“أنا متحركتش من مكاني أصلًا علشان أجي أنا كنت قاعدة معكم طول القعدة وحضرت كل التهزيق الي اتهزقته.”
“ومالك بتقولها وأنتي فرحان كأنك شمتانة.”
“وكأني ليه؟ مانا فعلًا شمتانة.” قالت كلمتها الاخيرة وصاحبتها بضحكات سمجة, قومت من مكاني وأنا في قمة انزعاجي وقبل ما اتجه ناحية اوضتي لقيتها حاطة ايدها ورا ضهرها وبتسألني: هي مين دينا الي مش عايز حد فينا هنا يعرفها ورسالة ايه؟
“وانتي مالك؟”
“لو مقولتيش حالًا انا هروح اقول لماما ووقتها هنشوف مالي ولا مش مالي.. يا ماااام..” حطت ايد علي فمها قبل ما تتكلم وانا بقولها: ششش..بس اخرسي هتفضحنا.
زاحت ايدي من عليها وهي بتبسم ابتسامة ماكرة بتقول: ناس مش بتجي غير بالعين الحمرا.
بصتلها بمقت وانا بقول: انتي اختي ولا عدوتي؟ مش فاهمك الحقيقة.
“مييين دينا؟”
“دينا دي تبقي صديقة لي و الي بتخلصلي كل اجراءات سفري.”
“غريبة وأنت من امتى ولك أصحاب ولاد حتى ؟ أصلا مين يعرفك غيرنا؟”
“بت أنتي رخمة اوي كدا ليه؟”
“من بعض ما عندكم يا استاذي.”
” رخمة ومتربتيش كمان, لا كدا كتير الحقيقة.”
“هادي بقولك ايه اخلص وقولي مين دينا؟”
“مانا قلتك.”
“تؤتؤ..انت قلت نص الحقيقة ولسه باقي النص التاني.”
كنت متردد, هي معقول تكون عرفت؟ طب ازاي؟ بصتلها بتردد وأنا بقول: انتي بتحاولي توصلي لأيه؟
“الحقيقة.. بحاول اوصل للحقيقة الي انت مش عايز تقولها كاملة, اوع تكون مفكرني غبية ومش فاهمة ملامح وشك وانت بتحاول تخبي حاجة, انا اه اصغر منك بس أذكى ودي حقيقة انت بنفسك مش هتقدر تنكرها.”
“بصراحة يا مريم الحقيقة الوحيدة الى شايفه فيك ومش هقدر انكرها أنك رخمة ولا تُطاقي.”
“بصراحة يا هادي رأيك ده عندي في الزبالة وميهمنيش علي الاطلاق كل الي يهمني دينا دي تبقي مي…؟” وقبل ما تخلص كلامها قاطعتها أمي بتنادي عليها من أوضتها, اتنهدت وبصتلي بعيون شبه مقفولة وهي بتقول: أمك رحمتك مني المرادي بس اوعدك إني هعرف يعني هعرف..
قالت كلامها الاخير وبعدين مشيت, اتنهدت وانا بخبط برجلي الكنبة: اوووف رخخخخمة.
بصيت لدي بي وطلبت منها تعرضلي الرسالة, كانت رسالة نصها إن بعد ساعة من دلوقتي لازم أكون في المطار.. ساعة من دلوقتي؟ يعني قدامي بس نص ساعة هنا اودعهم وأمشي علشان الحق اوصل المطار, بصراحة مكنتش عارف ابدأ منين, اروح لبابا مكتبه ولا لمرسال ولا لأمي, كلهم مضايقين بسببي ومش عارف هحلق اراضيهم ولا لا, اتنهدت وبدأت رجلي تخطو خطواتها ناحية البلكونة, بس قبل ما ادخلها انتبهت على مرسال قاعدة جمب حد علي الكرسي المجاور ليه, وبيحفهم الصمت بيبصوا عالسما وكأن كل واحد فيهم تايه في عالمه الخاص لحد ما قطعت الصمت ده مرسال وهي بتقول: انت عرفت بخصوص رماح؟
هز رأسه بالايجاب في صمت تام بدون ما يتكلم فكملت مرسال: مريم الي قالتك؟
“لا.”
“أمال عرفت منين؟”
سكت شوية وبعدين اتنهد ثم كمل: دخلت اوضته علشان اسيبله الكتب الي بيحبها على مكتبه, كنت مفكر إنه هيفرح لأني لما كنت بقرأله كنت ملاحظ عليه شغفه ليها حتى فيه منها كتب كان بيخلني أقرأها مرتين, حطيت الكتب على مكتبه على اعتبار إنه لما يرجع بيته تاني يتفأجيء بها بس الحقيقة إن أنا الي اتفاجئت, بمجرد ما حطيت الكتب علي المكتب فجأة لقيت الجدار الي قصاد المكتب فتح لمدخل تاني, مكنتش هدخل لوما ان اضواء المدخل نورت وكان باين إنها اوضة سرية وأول ما لمحت لمحت صوره بتتعرض على الجدار الي قصادي, دخلت الأوضة السرية واكتشفت إن كل الجدران مصممة الكترونيا على عرض صوره ولوحاته بمجرد ما الباب يفتح, تقريبًا كل حاجة عن رماح كانت موجود حتى لقائاته, وصوره في الجرايد والمقالات الي مكتوبة عنه وكأنه كرس كل حياته علشان يجمع كل معلومة عنه, الاوضة كانت مخصص ليه بس حتى المرسم الي كان موجود في الزواية ,كل اللوحات الي فيه كانت لوحات رماح رسمها قبل كدا بس هادي هو الي رسمها تقليدًا ليه, بصراحة يا مرسال اتضايقت.. في الوقت الى بحاول فيه أكسب حب حفيدي يجي هو بدون أي بذل جهد ويخليه مهوس به للدرجة دي.”
بصتله وهي بتبتسم بتقول: أنت غيران؟
بصلها وهو ساكت وبعدين اتنهد وكمل: اوي يا مرسال, أنت متتصوريش أنا بحب هادي ازاي؟ يمكن مكانته عندي بتتخطي هدية نفسها, كل أما ببصله أو اسمعك بتنادله, بفتكر جدي, يمكن التشابه الوحيد الي بينهم هو مجرد الأسم, بس رغم كدا مش عارف ليه بحس بقلبي متعلق به زي ما كان متعلق بجدي, قلبي كان بيتنطط من الفرحة لما بشوفه قاعد معنا وبيضحك, او لما كان يطلب مني أقرأله, بصراحة مكنتش عايزه يمشي من عندنا, وكنت عايز الزمن يقف بس لا انا هقدر اجبره يعيش معنا طول عمره ولا هقدر اوقف الزمن في اللحظات الي بيكون فيها معنا, على الرغم من اني اوقات بقبي عايزه لينا وبس حتى من هدية نفسها بس مهما كانت مشاعرنا ورغباتنا مينفعيش نتناسي إنه الوحيد الي له حق القرار في حياته بس مكنتش متخيل إن القرار هيكون إنه يبعد عنا كلنا وعلشان مين؟ علشان رماح الي سلب كل حبه بدون ما يعرف حتى بوجوده.. خرجت وقتها من الاوضة مثقل بس لما فكرت شوية مع نفسي لقيت إنه حتى ولو حبه لرماح مضايقني بس مينفعيش أحكم عليه يحب مين ويكره مين ووقتها اقنعت نفسي إن هوسه به علشان رسمه وبس وده طبيعي إن كل واحد فينا يكون له أشخاص معينة بيحلم يكون زيهم بس متوقعتش انه ممكن يسيبنا علشانه, بعد ما الحاجز الي بيني وبينه كان خلاص قرب يتهد جه رماح وبناه تاني لاضعاف مضاعفة, تعرفي يا مرسال انا خايف, خايف هادي ميرجعيش علشانه, وخايف حتى من رجوعه, قصدي حالي هيبقي ايه لو رجع من سفره وهو بيكرهني أكتر علشانه, أو يمكن هو لسه بيكرهني وأنا الي بضحك على نفسي وخلاص, عمري ما فهمت سبب كرهه لي بس كرهه كان بيوجعني, تخيلي إن الشخص الوحيد الي بتتمناله الرضا يرضي يكون هو أكتر شخص بيكرهك ومش قابل وجودك, يمكن مقليش ده في وشي بس انا كنت بحس به من تصرفاته ونظراته وحتى سكوته وتجاهله المستمر كأني مش موجود, عمري ما كنت بتمنى إن علاقتي به تكون كدا.
“بس هو بيحبك.”
بصلها وابتسم وهو بيقول: هو أنتي فرغت كل جرعة صراحتك علي هادي وعمر بر وجاية تكدبي علي.
“صدقني مش بكدب هو فعلًا بيحبك بس هو مش مدرك ده.”
“مرسال مفيش حد مش بيكون مدرك لمشاعره وحتى ولو مش مدرك لمشاعره فتصرفاته بتكون تلقائية على حسب الي قلبه بيقوله عليه, أنا مقدرش أنكر إني غيرت من رماح لوهلات…
قاطعته وهي بتضحك: لوهلات بس؟
“يعني لوهلات تلات أربع كدا.”
“حد!!!”
“لحد دلوقتي.. ارتاحتي؟”
ابتسمت فكمل: عارفة احساس إنه أخد منك حاجة هو مش عايزه بس أنتي محتاجها, وأنا كنت محتاج للحب الي أخده.
مكنتش مستوعب إن دي الطريقة الي بيفكر فيها ومكنتش متخيل إني كنت بأذيه بمشاعري, بس كنت حاسس بمشاعره علشان أنا كمان كنت محتاج لحب عيلتي وخصوصًا أمي بس هو أحتفظ به كله لنفسه, أوقات كتير بحس إن أمي لو خيروها بيني وبينه هتختاره هو بدون تفكير, احساس إنك مجرد هامش في حياة الناس الي بتحبهم هو أسوء شعور ممكن لشخص يحسه ومكنتش أعرف إن نفس الشخص الي أنا هامش بسببه في حياة عيلتي هو كمان هامش في حياة شخص بيحبه ومكنتش متوقع إن الشخص ده أنا, غريبة أوي الدنيا دي بتخلنا نلف في دايرة مغلقة من المشاعر كل الاطراف فيها بتحب حب من طرف واحد. مشيت واتجهت ناحية اوضتي وبمجرد ما دخلتها اترميت عالسرير وأنا مش عارف اعمل ايه كنت متلغبط أوي لحد ما عيني وقعت على الكتب الي حد كان حاططهم على المكتب , قومت من مكاني بتفقدهم وكانوا تلات كتب كانوا هم نفسهم الكتب الي كنت بخليه يعيدهلي أكتر من مرة, كل كتاب منهم كان بيمثل قصة تاريخية لدولة, كنت حاسس إن التاريخ بيعيد نفسه في كل دولة وكل زمن الي بيختلف بس المكان والزمان, نفس الاطماع البشرية ونفس الخراب, نفس الضعف والانهيار ونفس الظلم, نفس المذابح بس باختلاف الاسماء والأماكن والوقت وأحيانا الطريقة, كل كتاب من ده كان بيأكد حقيقة واحدة بس وهي إن الانسان هو وجه الفساد الحقيقي على الارض حتى على بني أفراد جنسه, هو مسبيش حد في حاله لا طبيعة ولا حيوانات ولا حتى بني آدمين زيه, مقدريش أنكر إنه مع كل الخراب ده كان فيه ديما المنقذ, الانسان البشري الي تخلى عن الطبيعة الحيوانية الي جوه وقرر يساعد باقي رفاقه بس رغم كدا كان ديما بيبقي فيه منقذين مزيفين بيوهموا الناس إنهم أتوا للمساعدة بس الحقيقة الوحيدة إنهم جوا علشان يستغلوا جهلهم وينشروا فساد أكبر وطغيان أعظم في وسط شعوب جاهلة جبانة مش عارفة إنها القوة العظمي وإن شوية القادة الي عاملين فيها منقذين دول ماهم الا شوية ضعفاء بيستقوا بجهلهم. مش عارف حقيقي الي بقوله ده صح ولا غلط وربما جزء منه صح وجزء غلط وربما فطرتنا سليمة بس احنا بنتغير علي حسب المناخ المحيط وبيئة المنشأ وربما الطبيعة الحيوانية ميكونيش ليها علاقة بالانسان لأن حتى في عالم الحيوان فيه قواعد وقوانين وإني كدا بهين الحيوانات لما أصف البشر بهم, مش عارف حقيقي بس كل الي اعرفه إن كل الأفكار دي هي الي كانت بتخلني أتعمق أكتر في قرائتهم وإن أكون شغوف بهم, علشان كدا أخدت الكتب وحطيتهم في شنطتي مش بس علشان شغفي بهم بس أنا كنت حابب أقبل هديته, خرجت بر الاوضة وكل واحد فيهم كان لسه في مكانه, كنت حابب اودعهم بس مكنتش عارف هل هيتقبلوا مني ده وهم كلهم زعلانين مني.. اتنهدت وأخدت نفس عميق بعد ما جات على بالي فكرة هي فكرة مستحيلة بس أنا مضطر, خرجت بر البيت بهدوء وطلبت من دي بي تبعت رسالة لمريم على لوحتها الرقمية إني مستيناها بر, بعد دقايق معدودة خرجت مريم وأنا كنت واقف ساند على عربيتي, اتقدمتي ناحيتي وهي بتقول بأرف: خير يا سي الاستاذ.
“أنت عارف يا بت رغم إنك رخمة ولمضة ولا تطاق بس مضطر أعتمد عليك.”
“تعتمد عليّ؟”
“للاسف.”
“عايز ايه؟”
“أنتي مش كنتي عايزة تعرفي مين دينا؟”
بصتلي بملامح استغراب فكملت: ايه رأيك تجي معي نشوفها؟
“أنت بتتكلم جد ولا ناوي تخطفني؟”
“وأنا أخطفك ليييه؟ هو أنا طايقك كأختي لما أطيقك كراهينة؟ وحدي الله في قلبك واركبي.”
بصتلي بتردد وهي بتسأل: طب هروح أقول لبابا الأول.
“مش هنأخر.”
بصتلي بتردد وبعدين اتنهدت وركبت العربية, وصلت المطار واستينت دينا هناك في قاعة الانتظار, بعد دقايق لقيتها جات ورفعت راسي علي صوتها وهي بتقول: دلوقتي أقدر أقولك إنك جاهز للسفر.
ابتسمتلها وأنا بقول: بصراحة كنت خايف متجيش.
“ليه؟”
“توقعتك أنتي كمان هتزعلي مني ومش هيكون عندك القدرة علي توديع.”
“أنا مستحيل أزعل منك, يعز علي إنك هتمشي بس ده مش معناه إني مودعكش خلينانلغي كلمة وداع دي علشان مش بحبها ونقول نلتقي في وقت تاني بعدين.”
ابتسمت فكملت وهي بتبص لمريم: هي مين الأمورة دي؟
مريم كانت بتبصلها وهي في كامل استغرابها وبتتعلثم بالكلام بتسأل: أن..أنتي..دينا؟
ابتسمت دينا بتهز راسها بالايجاب فتباعت كلامها: يعني يعني أنتي الي كنتي صاحبة حد مش كدا؟
بصتلها دينا باستغراب وبعدين بصتلي بس أنا حقيقي كنت مستغرب هي عرفت منين إن دي نفسها صاحبة حد وفجأة علي غفلة منا لقيت مريم بتضمها وبيترقرق في عينها الدمع وهي بتقول: وأخيرًا قابلتك.
مكنتش مستوعب الي شايفه بصراحة, ومكنتش اعرف إن الي زي مريم اختي دول عندهم مشاعر وبيعيطوا عادي بس برضو مكنتش فاهم ليه؟ كأنها عارفة حاجة محديش فينا عارفها حتى دينا نفسها مش عارفها لأنها كمان كانت مستغربة من ردة فعلها ومشاعرها الي فاضتت اكتر, انفكت مريم عنها وهي بتقول: متتصوريش كان نفسي أقابلك ازاي؟
بصتلها باستغراب بسأل: ليه؟ أنتي كنتي تعرفي بوجودها أصلا؟
” مكنتش أعرف إنها جات مصر بس عمومًا أنت عبيط يابني ما أمك كل شوية تحكلنا الحكاية ناقصة تكتبها في كتاب.”
سألتها دينا باستغراب: حكاية ايه؟
ابتسمت مريم بتقول: لا متشغليش بالك المهم إني قابلتك أخيرًا.
بصراحة كنت مستغرب مريم وردة فعلها, بس قولت يمكن عندها نفس المشاعر الي عندي تجاه رماح بس برضو مكنتش فاهم ليه يمكن انا كان عندي سبب بس ايه هو سبب مريم مش عارف, ماخدتش الموضوع على محمل التفكير اوي وبصيت لدينا وأنا بقول: دي تبقي مريم أختي..
ضحكت دينا وهي بتقول: هي دي مريم بقي؟
بصتلها مريم تسأل: ليه قالك ايه المتسلط ده عني انا عارفه ظالم حقوق الولايا اكمنه ولد وأنا بنت.”
بصراحة كانت عندي رغبة اطلع من فوق الطيارة وارميها بس مسكت نفسي وكملت: بغض النظر عن قلة تريبتها ففي الواقع انا لما جيت فكرت كتير مقلتيش غيرها ممكن أطمن عليك معه, بصراحة كنت خايف من فكرة إني اسيبك لوحدك بس مع وجود مريم معك كل يوم انا كدا هتطمن أكتر, ولأن هيبقي صعب عليها تجي وهي في بيتنا علشان محدش ياخد باله, هي هتعيش مع جدي وستي لحد مانا ارجع. ماظنش إن أمي هتعترض لو حد هو الي طلب منها ده.
ابتسمت دينا وهي بتقول: مكنش فيه داعي لكل ده, وبصراحة أنا شايفة إنه بلاش انا مش عارفة ردة باباك ومامتك هتكون ايه لو عرفوا وانا مش عايزة ليها الاذى ومتقلقش انا هاكون كويسة ثم اننا هنكون علي تواصل كل يوم…
قاطعتها مريم وهي بتقول: أنتي مش عايزني اجي عندك؟
لمست دينا وشها وهي بتقول: أبدا.. بالعكس أنا حبيتك جدًا وأتمني ده بس مامتك وباباك ممكن…
“مش هقولوه حاجة هم لطاف اوي مغركيش إن هادي رخم ومترباش صدقني مش ذنبهم هم حالوا يربوه بس معرفوش.”
كنت بحاول اتمالك اعصاب بس مقدرتش شلتها من عند نهاية طاقية التشترت بتاعها وانا بقول: كلمة تانية وهطلع ارميك قدام اي عربية.
“نزلني يا حي…”
“يااا ايه؟ ها؟ يا ايه؟ جربي بس تقولي وانت بجد هتلاقي نفسك قدام اي عربية.”
بصتلي بملامح حمل وديع وهي بتقول: يا حياتي.. يا اخوي يا حبيبي يا قمر يلا بقي نزل اختك الصغيرة المؤدبة وخليك شطور.
فلت ايدي فوقعت على الارض بصراحة كنت متعمد: بصتلي بقرف ولسه هتتكلم بس بصت لدينا وسكتت مكنيتش عايزة تبان قدامها بمنظر سيء فبصتلي بهدوء مصطنع وهي بتقول: الله يسامحك.. يلا بقي مش هتغور..قصدي هتروح علشان تلحق طيارتك.”
كنت مضطر فعلًا امشي علشان الطيارة كانت شوية وهتطلع بصيت لدينا وابتسملتها وانا بقول: إن شاء الله يكون لقائنا قريب.
ابتسمتلي: إن شاء الله.. خلي بالك من نفسك ومتنساش تتصل بي اول ما توصل.
أومت راسي بالايجاب وبعدين بصيت لمريم وأنا بقولها: انا سبت عربيتي بر علشان توصلك انا حددتلها عنوان بيتنا علشان تروحي عالطول.. بعدين قربت منها وأنا بقول بجدية: مريم الي حصل هنا لازم يفضل سر محدش في البيت يعرفه.
“متقليقيش انا مش فتانة زيك.”
كنت عايزة اديها كف خماسي بس تغاضيت عن الموضوع ولفيت وشي علشان امشي ويدوب خطيت خطوتين ندهلت: هادي!
لفت وشي ببصلها فابتسمت ابتسامة واسعة قفلت عيناها بتقول: مع ألف داهية. بصيت حوالي علشان اقلايه حاجة احدفها بها لقيتها اتخبت في دينا فابتسمتلي دينا بتضحك: خلاص سامحها علشاني المرادي.. يلا بقي علشان طيارتك.
اتنهدت وهديت اعصابي ولفيت وشي بعد ما ابتسمت لدينا, وأخيرا جات اللحظة الي هسافر فيها وأنا واقف قدام الطيارة الي بتفصلني عن حلمي, ركبت الطيارة وأنا غير منبهر بأي حاجة فيها رغم إنها تكنولوجيًا كانت معدة بشكل مبهر بس مكنش عندي الوقت أركز فيها من كتر مانا كنت متحمس إني أوصل وأخطو أول خطوة في فرنسا ومن كتر حماسي وتفكيري نمت.. اه نمت ايه منميش.. دي بي في الوقت ده كانت في غرفة خاصة مخصصة للحيوانات الاليفة والي في الوقت ده لازم كلها تبقي مفصولة.. كنت نايم لحد ما صحيت على صوت المضيفة وهي بتقول: عذرًا يا فندم بس احنا وصلنا…

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك رد

error: Content is protected !!