روايات

رواية سيد القمر الأسود الفصل الثاني عشر 12 بقلم زينب مصطفى

رواية سيد القمر الأسود الفصل الثاني عشر 12 بقلم زينب مصطفى

رواية سيد القمر الأسود البارت الثاني عشر

رواية سيد القمر الأسود الجزء الثاني عشر

سيد القمر الأسود
سيد القمر الأسود

رواية سيد القمر الأسود الحلقة الثانية عشر

زحفت حبيبة بضعف في إتجاه منزل عائلة مي وهي تبكي بخوف وقد إستبد بها الرعب وهي تستمع لصوت الطلقات الناريه التي إقتربت منها كثيراً ، وقد إنفطر قلبها خوفاً على عمر الذي ما يزال يتبادل إطلاق النار مع مهاجميه..
لتتفاجأ بإقتراب صوت خطوات سريعة منها ثم صوت سلاح يستعد لإطلاق النار إلتفتت حبيبة برعب خلفها لتجد شخص لم تستطع تحديد هيئته بسبب الظلام الذي يحيط بها يقف خلفها تماماً ويصوب سلاحه بدقة في إتجاه رأسها ..
فصرخت برعب بإسم عمر وهي تغلق عينيها بقوة تستعد لمفارقته ومفارقة الحياة ..
لتغيب عن الوعي ة بعد إحساسها بإرتطام شئ ثقيل بجسدها ، فلم تشاهد عمر وهو يقنص مهاجمها ويرديه قتيلاً ، فيسقط جسد مهاجمها فوقها مسبباً لها رعباً أفقدها وعيها في الحال.
إقترب عمر بلهفة منها وأزاح سريعاً جثمان مهاجمها الذي يرقد فوق جسدها ، ثم حملها برفق بين ذراعيه يتفحصها بقلق وهو يتلفت حوله بإنتباه شديد خوفاً من وجود مهاجمين آخرين لم ينتبه إليهم..
صوب عمر سلاحه بدقة و هو يضيق عينيه بتركيز وإنتباه شديد إلى شخص يقترب بخطوات حذره من المكان ، ثم وضع حبيبة الغائبة عن الوعي أرضاً بهدوء ، ووقف بتحفز وسرعة خاطفة في وضعية هجوم ووجه سلاحه إلى رأس مهاجمه ، إلا أنه انزل السلاح بعد أن سمع صوت نادر يبتعد جانباً بسرعة شديدة وهو يقول بتوتر :
= نزل السلاح يا عمر بيه انا نادر.
عمر بتوتر وهو يخفض سلاحه :
=كويس إنك اتكلمت انا كنت خلاص هضرب نار.
إقترب نادر منه وهو ينظر بقلق إلى ثلاث جثث ملقاه في أماكن متفرقة قنصهم عمر وهم يحاولون قتله هو وحبيبة :
= الموضوع كده كبر مننا أوي .. في ست جثث للي كانوا بيهاجموك غير جثة شريف و عصمت هانم الله يرحمها.
عمر بصرامة :
=اسمع يا نادر مفيش حاجه اسمها الموضوع كبر مننا .. انا مش عايز لا البوليس ولا الصحافة يتدخلوا في الموضوع سمعتي وسمعة مراتي وعيلتي على المحك ..
ثم تابع بصرامة شديدة :
=الجثث دي تتلم وتدفن في أي جبانة .. بس تسيب واحد منهم وتسيب معاه سلاح وحط سلاح لشريف في إيده عشان يبان إنهم خلصوا على بعض .. يعني رتب المكان علشان تبان إنها حالة دفاع عن النفس و سرقة عادية.
نادر بحذر :
=طيب ومدام حبيبة أكيد سيرتها هتيجي في التحقيقات علشان هي اللي كانت آخر واحدة مع عصمت هانم الله يرحمها.
عمر بصرامة :
= انا هاخد حبيبة وهوديها على فيلا الساحل و إنت أكد على أعمام مي إن محدش يجيب سيرة حبيبة في أي تحقيق يتعمل معاهم وإن الهيصة اللي كانو عملينها دي ، كانت ترحيب بمي وبعصمت علشان يطلبوها للجواز .. مش فرح زي ما الناس فهمت بس مي رفضت ورجعت لوحدها على مصر غضبانة وشريف وعصمت أعتذرو منهم ومشيو .. وبعدها طلع عليهم حرامي وهاجمهم .. وحصل اللي حصل.
نادر بثقة :
=اعتبره تم يا عمر بيه.
عمر بقسوة شديدة :
=بعد التحقيق ما يخلص و ندفن اللي لينا انا عايز التلاتة دسوقي وعطوة ورفعت يكونوا عندي .. ليا حساب معاهم ولازم أصفيه.
نادر بهدوء :
=متقلقش يا عمر بيه التلاتة هيكونوا عندك أول ما المحضر يتقفل..
عمر بصرامة :
=نادر .. مش عايز اسم حبيبة يجي في أي حاجة تخص الموضوع ده .. حبيبة كانت في البيت واللي كانت هنا هي مي .. مفهوم ! !
نادر بهدوء واثق :
=مفهوم يا عمر بيه .. بس مي هانم أكيد هيستجوبوها في النيابة ولازم تأكد انها هي اللي كانت هناك.
عمر بصرامة وقسوة :
=لا متخفش .. مي هتقول كل اللي احنا عايزينه منها بس ركز انت في الناس اللي هنا.
ثم تابع بجدية :
=يلا ابعد عن هنا إنت ورجالتك لحد ما آخد حبيبة وأمشي.
نادر بدهشة :
=ليه ياعمر بيه المفروض نبقى حواليكم نحرسكم لحد ما تخرجوا من هنا بالسلامة.
عمر بغضب ونفاذ صبر:
=اسمع اللي بقولك عليه انا قادر إن أحمي نفسي ومراتي كويس المهم مش عايز حد يظهر أو يكون قدامي لحد ما نركب العربية ونمشي.
نادر بإستسلام :
= أمرك يا عمر بيه..
ثم تحرك مبتعداً وبسرعة وهو يأمر رجاله بالإبتعاد عن المكان حتى رحيل عمر ..
في نفس التوقيت..
إنحنى عمر بلهفة وحمل حبيبة التي مازالت غائبة عن الوعي وهي ترقد بين المزروعات التي تخفيها عن الأعين ، وعمر يتأمل بغضب جروحها والكدمات التي تغطي جسدها في ثوبها العاري الممزق..
ليقول بغضب وغيرة لم يستطع السيطرة عليها وهو يحملها سريعاً إلى سيارته :
=الغبي أقوله إبعد إنت ورجالتك يقولي أحميك .. دا إنت لو عنيك إنت ولا أي حد وقعت عليها وهي بالشكل ده .. كنت رقدتكم جنب الجثث اللي هتدفنوها..
ثم فتح باب السيارة ووضع حبيبة في المقعد المجاور للسائق و جلس في مقعد السائق و قاد السيارة بسرعة بعيداً عن المكان وهو يتناول في نفس الوقت زجاجة عطر صغيرة وضع منها القليل على يده ومرره بتوتر تحت أنفها وعلى وجهها المكدوم.
حاولت حبيبة فتح عينيها المتورمتان بألم وتأوهت وهي تقول بخوف :
=أنا ..أنا فين ! !
تنهد عمر بقليل من الراحة بعد إستعادتها لوعيها ، فقال وهو يتناول يدها يقيس نبضها بتوتر وقلق :
=نامي يا حبيبة متقلقيش انتي معايا.
سالت دموع حبيبة رغماً عنها وهي تشعر بآلام لا تطاق في كل أنحاء جسدها جعلتها من شدتها تغرق في بحر من الدموع والعرق الشديد.
لاحظ عمر بقلق شحوب وجه حبيبة الشديد والعرق الذي يغمرها فتناول معصمها يقيس نبضها بتوتر إلا أنه
تنهد بإطمئنان بعد أن وجد نبضها منتظم على الرغم من ضعفه..
فأمال مقعدها بهدوء للخلف فحوله كسرير صغير مريح و وضع حزام الأمان حولها بحماية ثم غطاها بمعطفه الشتوي الثقيل حتى تستطيع الحصول على أكبر قدر من الراحة..
ثم قاد سيارته بسرعة عالية وهو يتأمل وجهها الشاحب بقلق بعد أن غرقت في نوم أشبه بالغيبوبة ..
بعد مرور ساعتين..
وصل عمر إلى فيلا الساحل وترجل سريعاً من سيارته بعد إيقافها ودخل إلى مبنى صغير ملحق بالفيلا وهو يحمل حبيبة و يركض بها من شدة خوفه وقلقه عليها ..
ليقابله في البهو طبيب متخصص وممرضتان مؤهلتان إستقبلوهم وتعاملوا بحرفية شديدة وبدأوا في معاينة حبيبة ، بعد أن وضعها عمر بقلق وتوتر بفراش يتوسط غرفة كبيرة مجهزة طبياً كمشفى صغير حرص عمر في السابق على تجهيزه جيداً ، خوفاً من تعرض جدته لإحدى أزماتها الصحية وهي بعيداً عن القاهرة وعن المشفى الذي تعالج به ..
بعد قليل..
إنتهى الطبيب من معاينة حبيبة و تركيب بعض المحاليل المخلوطة بأدوية ساعدتها على النوم وعلى تسكين الآلام المبرحة التي تضرب جسدها بقوة.
ثم توجه لعمر الذي وقف يراقبهم بقلق وتوتر بعد أن رفض مغادرة الغرفة.
الطبيب بتوتر :
=عمر بيه هو الجروح والكدمات دي سببها إيه !!
عمر بصرامة شديدة :
=حادثة .. حادثة عربية.
عدل الطبيب من وضعية نظارته وهو يقول بتوتر :
=انا آسف بس الجروح دي جروح تعذيب مش جروح حادثة عربية أبداً .
عمر بصرامة أخافت الطبيب :
=وانا بقولك دي جروح حادثة عربية إيه هتعرف اللي حصل لمراتي أكتر مني !!
تقهقر الطبيب خطوة للخلف وهو يقول بتوتر :
=لا انا مقصدش يا فندم انا بس..
عمر بصرامة :
=مفيش بس .. الموضوع كده إتقفل ، ودلوقتي عايز أطمن عليها إنت شايف إنها ممكن تكمل علاجها هنا ولا لازم تروح مستشفى ! !
الطبيب بصوت واثق :
=لا هي مش محتاجة مستشفى و ممكن تكمل علاجها هنا عادي .. لأن على الرغم من ضعفها الواضح وجسمها اللي باين إنه إتعرض لجفاف شديد بسبب نقص الأكل والماية وجروحها الكتيرة والكدمات ، إلا إنها كلها جروح سطحية ومفيش كسور أو جروح خطيرة يعني كلها حاجات نقدر نتعامل معاها بالعناية والعلاج الكويس وإن شاء الله تخف علطول..
أغمض عمر عينيه بغضب وهو يستمع من الطبيب لوصف حالة حبيبة الصحية يحاول السيطرة على الوحش الرابض بداخله ، و الذي يريد الإنقضاض على كل من أساء إليها وأوصلها إلى هذه الحالة المزرية ، إلا أنه همس بغضب :
=ورحمة أبويا لأعملهم كلهم عبرة بس أخلص من اللي أنا فيه الأول.
ثم استدار للطبيب وقال بغضب مكتوم :
= ممكن تسيبني لوحدي معاها شوية.
الطبيب بإحترام :
= أيوه طبعاً يا فندم.
ثم أشار لمساعدتيه بمغادرة الغرفة ..
جلس عمر بهدوء على طرف الفراش يتأمل بغضب وجه حبيبة الممتلئ بالجروح والكدمات ، ثم مرر يده على وجهها برقة شديدة ، وعقله وقلبه في صراع شديد ما بين مطالبة عقله بمعاقبتها وطردها من حياته نهائياً ، ولهفة قلبه عليها ومطالبته بمسامحتها وخلق الأعذار لها حتى لو كانت أعذار وهمية لا ترضيه أو ترضي عقله.
ليتنهد بتعب وهو يميل عليها يقبل جبينها بحنان وحب شديد وهو يهمس لها :
= متخافيش انا معاكي وهجيبلك حقك.
ثم تابع بغضب مكبوت :
= بس برضه هجيب حقي منك..
ثم إبتعد عنها وخرج غاضباً منها ومن مشاعره التي تحركت نحوها على الرغم من خيانتها القاسية له.
بعد مرور عشرة أيام ..
دخلت مي بإنكسار مزيف إلى غرفة مكتب عمر وقالت بهمس :
= انا عملت كل اللي طلبته مني وقلت إني انا اللي كنت مع ماما الله يرحمها عند أعمامي وزي ما فهمت من المحامي القضية إتقفلت على إنها قتل بسبب السرقة ..
ثم تابعت بخوف :
=ممكن أعرف انت هتعمل معايا إيه بعد كده !
عمر بهدوء :
=ولا حاجة .. لو كنت عايز أعمل كنت عملت من زمان..
ثم تابع بقسوة :
=من أول ماكنتي بتسهري طول الليل في الديسكوهات رقص وسكر ، ومن حضن ده لحضن ده وانتي فاكره إنك بتستغفليني إنتي والمرحومة والدتك ، وبترسمي عليا الحب وعيزاني أتجوزك ، ولما رفضت إتفقتوا مع شريف على قتلي ولما برضه فشلتوا رجعتي ترسمي دور الحب من تاني وحاربتوا علشان أتجوزك .. وبعد كل ده وصل بيكم الإجرام إنكم حاولتوا تقتلوا مراتي علشان تتخلصوا منها مش هو ده اللي حصل يا مي !
بكت مي وهي تقول بخوف :
= انا معملتش حاجة انا كنت بحبك بجد صدقني.
صرخ بها عمر بغضب وهو يتذكر كلمات حبيبة المتشابهة لما تقوله فإنقض على ذراعها يجذبها منه بقسوة شديدة :
= إخرسي هو كل واحدة فيكم تعمل مصيبة وتكدب وتحاول تقتل وتقول بحبك علشان تبرر قذارتها وإجرامها والجشع اللي مالي قلبها.
ثم تابع بقسوة شديدة :
=حتى لو انا سامحتك وقررت إني أعفيكي من العقاب .. عارفة جرايمك دي لو إتحاكمتي عليها تاخدي كام سنة سجن !!
بكت مي بإنهيار وقالت بخوف :
=عمر انا مليش دعوة ماما هي اللي كانت بتعمل كل حاجة .. انا مليش دعوة صدقني ..
نهض عمر عن كرسيه وقال بصرامة :
= اسمعي يا مي انا كان ممكن أسجنك أو أقتلك أو حتى أرميكي لعمامك اللي كان هيبقى مصيرك على إيديهم أسوء من الموت .. بس انا مرضتش عارفة ليه .. علشان أمي الله يرحمها ووصيتها اللي مش قادر أخالفها ، حتى بعد كل اللي عملتوه معايا وعلشان كمان إنتي لسه صغيرة وتأثير والدتك الله يرحمها السئ كان عليكي كبير.
ثم تابع بصرامة :
= وعشان كده انا قررت إني مش هعاقبك وهكتفي إني أبعتك لأخوكي في فرنسا تعيشي معاه ..
مي بإرتباك :
= أعيش مع سعد بس هو مبيحبنيش..
عمر بجدية :
=غلط يا مي قصدك والدتك اللي كانت بتكرهه علشان ابن جوزها من ست تانية ومشفعش للولد عندها إن أمه متوفيه ورفضت يبقى ليكي أي علاقة بيه رغم كل محاولاته إنه يقرب منك.
مي بإرتباك :
=بس انا معرفوش هعيش معاه إزاي !
عمر بجدية :
=صدقيني ده أحسن حل ليكي سعد أخوكي نصه فرنسي ونصه مصري وعايش في فرنسا يعني هو كفرنسي منفتح وفي نفس الوقت كمصري هيحطلك حدود تحميكي من طيشك.
ثم أشار للباب بهدوء :
= إتفضلي جهزي شنطتك علشان طيارتك هتبقى النهاردة الساعة إتناشر بالليل.
هزت مي رأسها موافقة بإرتباك وهي تغادر و تشعر أن ما فعله عمر لها هو فعلاً أفضل الحلول ، فهي على الأقل قد نجت من عقابه فـ بالرغم من كل شئ فقد فشلت في التكيف مع الحياة بمصر وتشعر أنها تنتمي للحياة الحرة بفرنسا ..
تابعها عمر بغضب وهي تغادر ثم نظر إلى ساعته بتوتر ، فمتبقي ساعة على تناول حبيبة دوائها المهدئ الذي يجعلها تخلد للنوم بعمق وبدون ألم ، ويساعده في نفس الوقت على رؤيتها دون أن تشعر به ، فهو قد حرص على عدم رؤيتها وهي مستيقظة ، وأمر الطبيب وطاقم التمريض أن يخفوا عنها أنه يأتي ليراها في مساء كل يوم عند خلودها للنوم ..
إلا أنه قرر اليوم مواجهتها فهو ليس بجبان ليستمر في الهروب منها ومن مواجهتها ، وكأنه هو المخطئ نحوها..
إتجه عمر بجمود إلى الجناح الموجود به الطابق الطبي .. ثم دخل إلى الغرفة المتواجدة بها حبيبة بعد أن أعطى أوامره بخروج الجميع خارج المبنى وعدم الرجوع إلا بعد أن يأذن لهم..
وقف عمر يتأمل بحب حبيبة المستلقية على الفراش وهي مستيقظة ، وتبدو شاردة وقد ظهر على وجهها وجسدها أثار الإرهاق والنحافة الشديدة على الرغم من بدأ تماثلها للشفاء ..
تحرك عمر وجلس بهدوء إلى مقعد مجاور للفراش وهو يقول بجدية :
=حبيبة .. إنتي صاحية .. يا ريت تقومي انا عايز أتكلم معاكي ..
إنتفضت حبيبة وجلست بإرتباك مما جعل رأسها يدور ، إلا أنها تماسكت وهي تنظر إليه بشوق شديد و تقول بهمس :
= أيوه انا .. انا صاحية ..
ثم نهضت وجلست على طرف الفراش بإرتباك وقلبها ينتفض بين ضلوعها بخوف وعشق .. خوف مما سيفعله بها وعشق له لا تملك أن تمحيه من قلبها مهما حاولت ، في حين تابعتها عين عمر بشوق جارف حاول كبح جماحه بكل إرادته .. فكرامته وإحترامه لذاته في ناحية وحبه وعشقه لها في ناحية أخرى معاكسه تماماً.
عمر بجدية وهو يحاول ألا ينظر لها :
=انا إستنيت لحد مابقيتي كويسة نوعاً ما وكمان لحد ما أطمن على إن موضوع قتل عصمت وشريف أنتهى وإتقفل زي ما انا عايز..
إلتمعت عيون حبيبة بالدموع المحبوسة وهي تقول بصوت هامس :
=مفيش داعي للكلام يا عمر شوف إنت عايز تعمل إيه وانا تحت أمرك.
عمر بغضب بارد :
=ممكن أعرف الهدوء أو الثقة اللي انتي بتتكلمي بيهم دول جيباهم منين !!
ثم قلدها بسخرية وتهكم شديد :
= أنا تحت أمرك يا عمر بيه إعمل إللي إنت عايزه .. غبية ..
ثم تابع بقسوة شديدة :
= أيوه غبية .. عارفة لو انا عملت اللي انا عايزه هيجرالك إيه..
أقولك أنا وإختاري إنتي بنفسك مصيرك :
= إيه رأيك أسلمك للبوليس بتهمة الشروع في القتل والنصب والإحتيال ، ولا أقولك أطلقك و أرميكي في الشارع علشان صادق يخلص عليكي زي ما خلص على شريف وعصمت .. بلاش ده كله أنا أسلمك لأهل مي اللي لحد قريب كانوا فاكرين إنك بنتهم وإنك فضحتيهم وهربتي يوم فرحك من ابنهم و انتي عارفة طبعاً هيتصرفوا معاكي إزاي..
إرتعشت حبيبه وسالت دموعها بخوف إلا أنها أجابت بشجاعة :
=إختار إنت إللي يريحك وأنا أعمله .. أنا مبقتش فارقة معايا..
هب عمر واقفاً وجذبها إليه بعنف ويده تضغط على ذراعها بغضب مشتعل :
= أنا اللي يريحني إني أقتلك يا حبيبة ، أقتلك وأمحيكي من حياتي ومن الوجود كله .. يمكن أرتاح وأخلص منك ومن كل الأحاسيس اللي انا رافض إني أحسها معاكي.
إرتعشت حبيبة ودموعها تسيل بخوف إلا أنها أجابت برجاء :
=أنا عارفة إني مهما حلفتلك مش هتصدقني .. بس انا مظلومة والله العظيم مظلومة وبحبك ..
دفعها عمر بعيداً عنه وهو يقول بإحتقار شديد :
=إخرسي .. وإحمدي ربنا إني مش عايز أوسخ إيدي بد*مك وإلا وربي كنت قتلتك وأرتحت منك.
حبيبة برجاء ودموعها تسيل بشدة :
= إسمعني بس ياعمر .. وحياة أغلى حاجة عندك تخليني أحكيلك على كل حاجة ..
سحبها عمر من كتفيها وهزها بعنف شديد وقد إنفلت عقال عنفه :
=أسمع إيه ها .. عايزة تحكيلي إيه وإنتي وصلتي أعدائي لأوضة نومي وسريري .. عمر الرشيدي مراته لعبة وسيرة وأجيرة عند شوية كلاب لو حبيت أفعصهم وأنهيهم هعمل كده وهخلص عليهم في ثانية ..
شهقت حبيبة تحاول الإبتعاد عنه بخوف وهي تشعر أنها على وشك الغياب عن الوعي وهو يتابع بجنون :
= كنت بتحكلهم على إيه ها .. كنت ببو*سك إزاي ولا بـ*حضنك إزاي .. ولا إزاي كنت غبي ووقعت في حب واحدة قذرة زيك ، كل اللي بيحركها الفلوس وبس..
ثم دفعها بعيداً عنه بإحتقار لتقع على الفراش خلفها وهو يقول بغضب وإحتقار شديد :
= مش عمر الرشيدي اللي يبقى لعبة في إيد واحدة زيك ويعديها بالساهل .. وإن كنت مش هبلغ عنك ولا أرميكي لصادق يخلص عليكي ، فده بس علشان اسمي ومركزي اللي محسوب عليه واحدة قذرة زيك..
إنهارت حبيبة في البكاء فقالت بوجع شديد :
=طلقني طالما بتفكر فيا بالشكل ده .. طلقني وريحني وأنا همشي وملكش دعوة باللي هيحصلي بعد كده.
سحبها عمر وأجلسها مرة أخرى و هو يقول بغضب شديد :
= متستعجليش هيحصل بس في وقته لما أخلص من كل التعابين اللي حواليا ..
ثم تابع بإحتقار شديد :
= لقب زوجة عمر الرشيدي متشيلوش واحدة كلبة فلوس معدومة الضمير زيك.
شهقت حبيبة وبكت وهي تدفن وجهها في يدها بألم :
=كفاية يا عمر .. كفاية حرام عليك .. انت بتقتلني بكلامك ده..
قاطعها عمر بغضب شديد :
= بيه .. عمر بيه .. انا بالنسبالك عمر بيه .. وجدتي تبقى دولت هانم مش ماما دولت زي ما كنتي بتقوليلها .. وجيلان تبقى جيلان هانم ، وخصوصاً إنها في مقام خطيبتي دلوقتي ولها إحترامها ومكانتها اللي لازم تحترميها.
ثم تابع بقسوة شديدة :
=و متنسيش إن انتي هنا أقل من الخدامين اللي بيشتغلوا هنا .. على الأقل الخدامين بياخدو فلوس قصاد شغل محترم هما بيعملوه ، مش بيبيعوا نفسهم للي يدفع أكتر..
ثم رفعها بعنف يدفع يدها عن وجهها وهو يقول بغضب :
= هدومك إترمت في أوضة في الجنينة تحت تقعدي فيها وتشتغلي زي اللي شغالين هنا .. تعملي بلقمتك زي ما بيقولوا لحد ما أخلص من التعابين اللي حواليا وساعتها تغوري من هنا ومش عايز أشوف وشك تاني .. أظن كلامي مفهوم..
حبيبة بصدمة :
= مفهوم يا عمر بيه….
إستدار عمر ليغادر إلا أنه توقف على باب الغرفة وهو يقول بتوتر :
= علامات الضرب اللي كانت على جسمك عطوة ورفعت ودسوقي هما اللي كانوا السبب فيها مش كده!!
صمتت حبيبة ولم تجبه وهي تمسح دموعها..
ليصرخ فيها عمر بغضب :
= إنطقي .. هما التلاتة اللي عملوا كده فيكي ولا حد تاني كان مشترك معاهم.
حبيبة بخوف وإرتباك :
= الحاج رفعت معملش فيا حاجة ومكنش يعرف حاجة عن إتفاقهم مع عصمت هانم الله يرحمها ، وحتى كمان الحاج دسوقي رغم إنه ضربني بس كان بيحاول يمنع ابنه عني..
دخل عمر إلى الغرفة مرة أخرى وهو يقول بتساؤل خطر :
= يعني إيه كان بيحاول يمنع ابنه عنك .. يمنعه إنه يضربك ولا يمنعه إنه يعمل فيكي حاجة تانية !!
تراجعت حبيبة للخلف وهي تقول بوجع ودموعها تتساقط بألم :
= خلاص بقى إنت يهمك في إيه هو حاول يعمل إيه معايا .. ضربني ولا عذبني ولا حتى موتني .. إنت مالك خليك في حالك وفي خطيبتك الجديدة.
دخل عمر إلى الغرفة وجذبها من ذراعها المكدوم بقسوة شديدة :
= إنطقي يا حبيبة الواد ده حاول يلمسك .. إنطقي ساكتة ليه متطلعيش جناني عليكي..
تحسست حبيبة ذراعها وقالت بوجع وهي تصرخ بإنهيار ودموعها تغرق وجهها بألم شديد :
= أيوه حاول يغتصبني وأبوه لحقني في آخر لحظة إرتحت .. روح إديه جايزة علشان عذبني وحاول يغتصبني وجابلك حقك مني .. عايز تعرف إيه كمان .. آه وجلدني بحزامه لحد ما جسمي طلع دم وضرب راسي في الأرض فتح دماغي عشان كنت بحاول أدافع عن نفسي وأبعده عني ..آه .. وجابولي كمان داية تكشف عليا علشان يشفوني لسه بنت ولا لاء ، ولو كانوا لقوني مش بنت كان زمانهم دفنوني حية على الرغم من إن انا صرخت كتير وقلت لهم إن انا متجوزة بس مصدقونيش ..
ثم تابعت بغضب ودموعها تتساقط :
=روح بقى أشكرهم على اللي عملوه معايا ما انا أستاهل زي ما إنت قولت.
ضغط عمر على شفته وهو يقول بغضب ناري :
= انتي فعلاً تستهلي القتل يا حبيبة بس انا مش هريحك وأقتلك ، انا بقى هموتك بالحيا علشان أعرفك إن الكلام الفارغ اللي قاعدة ترميه بغباء له عقاب وعقاب شديد كمان ..
ثم اشار لها بغضب :
= إطلعي على أوضتك اللي هتنامي فيها وانا .. انا هروح أشكرهم زي ما انتي بتقولي ..
ثم تركها وغادر بسرعة شديدة وإنهارت هي تبكي على الفراش بألم ووجع شديد..
في نفس اللحظة…
خرج عمر من الفيلا وهو يتحدث في الهاتف بغضب كبير
= انا رايح عل المخازن اللي في طريق مصر إسكندرية الصحراوي هاتهوملي على هناك..
ثم أغلق هاتفه وقاد سيارته بسرعة تكاد تكون متهورة ..
بعد مرور ساعة …
دخل عمر بغضب إلى مجمع مخازنه الصحراوي ، وقابله نادر الذي قال بجدية :
= التلاتة متربطين جوة تأمر بإيه ..
خلع عمر بغضب الجاكيت الخاص به وألقاه أرضاً فإلتقطه أحد الحرس سريعاً وثنى كمي قميصه و هو يقول بغضب مشتعل :
= طلعلي كل الحرس برة مش عايز حد يبقى موجود ولا يتدخل في اللي هعمله..
نادر بقلق :
=طيب بلاش الحرس بس على الأقل خليني انا معاك.
عمر بغضب شديد :
= قلت التلاتة اللي جوة دول يخصوني لوحدي ومش عايز أي حد يتدخل حتى لو الحد ده كان انت..
نادر وهو يحاول أن يمتص غضبه :
= وانا مش هتدخل يا باشا انا بس عايز ابقى جنبك لو إحتجتني في أي حاجة.
هز عمر رأسه بالموافقة وهو يقول بغضب :
= عملتوا كل اللي قلتلكم عليه ! !
نادر وهو يدخل معه إلى أحد المخازن ويشير إلى الحرس بالمغادرة :
= كل حاجة تمت زي ما أمرت.
ثم أغلق الباب من خلفهم وإتجه مع عمر لداخل المخزن ، ليظهر ثلاث رجال مقيدين إلى مقاعدهم ..
إتجه عمر بغضب إلى عطوة مباشرتاً وركله بقدمه بقوة في معدته لينقلب بكرسيه أرضاً .
وعمر يقول لنادر بغضب :
= فكلي الـ*كلب ده ..
أطاعه نادر وقام بفك قيد عطوة الذي كان يتألم من شدة الضربة التي وجهت لمعدته..
ليتفاجأ بعمر يخلع حزام بنطاله ويلفه على يده كالسوط ويـ*جلد به جسد عطوة بضربات قوية متتالية أسالت الد*ماء من جسده وسط صرخاته المتألمة وعمر يقول بغضب :
= دافع عن نفسك يا كـ*لب ، ولا مبتتشطرش إلا على الستات..
تراجع ة خطوات للخلف ثم نهض فجأة وحاول مهاجمة عمر الذي تفادى لكماته مرة بعد أخرى ، وهو يرد عليها بلكمات مُوجعة ، موجهة للنصف الأسفل من جسد عطوة الذي سالت الدماء من جسده بشدة .. بعد أن تناول عمر حزام بنطاله وقام بجلد*ه به بقوة حتى كاد يغيب عن الوعي من شدة الألم وعمر يسدد بقدمه بكل عـ*نف في نصف عطوة الأسفل عدة مرات حتى غاب عن الوعي من شدة الألم وعمر مستمر في ضربه حتى تأكد من إصابته بإعاقة ستلازمه مدى الحياة…
فحاول نادر التدخل وهو يقول بقلق :
= كفاية يا عمر بيه هيموت في إيدك..
دفعه عمر بعيداً وهو يقول بغضب شديد :
= قلت متتدخلش وإلا تاخد نفسك وتخرج برة ..
تراجع نادر للخلف بتوتر وهو يشعر أن غضب عمر خرج عن السيطرة ..
ثم نادى على أحد رجاله :
= إرميلي الكلب ده في القبر اللي حفرتوه.
دسوقي ببكاء :
= حرام عليك يابيه إحنا عملنا إيه لكل ده !!
إتجه عمر إليه وصفعه على وجهه بقوة أسالت الدماء من أنفه في حين قرأ رفعت أوردة من القرآن بخوف وهو يتابع عمر وهو يقول بغضب :
= عايز تعرف إنتوا عملتوا إيه ..انا أقولك..
أولاً : ساعدت انت وابنك عصمت على خطف مراتي من بيتي وعذبتوها وإنتم عارفين ومتأكدين إنها مش مي جبتوا داية تكشف عليها علشان تقول هي لسه بنت ولا لاء وانتم عارفين ومتأكدين إنها متجوزة وفتحتولها قبر علشان تدفنوها فيه بعد ما تقتلوها باسم الدفاع عن شرفكم .. وأخيراً : الكلب ابنك حاول يعتدي على مراتي وعلى شرفها.. وكل ده علشان الفلوس يبقى تستاهلوا تدفنوا في قبر زي اللي حفرتهولها بالظبط ومعاكم الفلوس اللي عملتوا كل قذارتكم دي عشانها.
إنهار دسوقي في البكاء وهو يرى ابنه يلقى بداخل حفرة معده كالقبر ثم حملوه هو الآخر وألقوه بجانبه في القبر
وبدأوا في ردم التراب فوق أجسادهم.
فبكى الحاج رفعت وقال برجاء :
= أبوس إيدك سيبهم يا بني إنت عندك حق تدافع عن شرف مراتك وانا لو مكانك كنت عملت أكتر من كده بس العفو عند المقدرة .. أعفي عنهم يا بني وكفاية إن اللي حصل لعطوة هيلازمه طول عمره..
إقترب عمر من القبر وقال ببرود وهو يشاهد الرمال تكاد تغطيهم ولا تظهر منهم إلا رؤسهم :
= إيه رأيك يا دسوقي .. أعفي عنكم زي ما الحاج رفعت بيقول …
شهق دسوقي يحاول التنفس وهو يبكي بفزع والرمال تكاد تغطي الباقي من رأسه هو وابنه :
= أيوه يا بيه أبوس إيدك ونبقى خدامينك لآخر العمر..
عمر ببرود :
= بس انا مش ناقصني خدامين .. انا بصراحة عايز أكفر عن ذنبي بعد ما حولت المحروس ابنك لخيال مأته لا هو راجل ولا هو ست يعني من الآخر مبقاش له في الستات ولا حاجة خالص .. وده ذنب كبير يا حاج وإنت اللي هتساعدني أكفر عنه ، دا لو عايز تخرج حي من هنا إنت والمحروس ابنك.
دسوقي ببكاء وهو يكاد يختنق من الرمال :
= اللي تأمر بيه .. أي…حاااااجه بس نخرج من هنا.
عمر ببرود :
= كويس أوي رجالتي هيدوك شوية ورق تمضيهم هتتنازل فيهم عن أرضك والبيت بتاعك ليا.. أصل انا ناوي أحولهم لجامع ومدرسة ومستشفى كبيرة تخدم البلد والبلاد اللي حواليها..
صرخ دسوقي بإنهيار :
= يا خراب بيتك يا دسوقي .. يا خراب بيتي ،، انا اللي أستاهل ..أني اللي أستاهل.
عمر بقسوة :
= هتمضي ولا أخليهم يكملوا ردم؟
دسوقي ببكاء :
= همضي يا بيه همضي..
أشار عمر لرجاله :
= متخرجهوش إلا بعد ما يمضي وتستلموا الأرض والبيت ..
ثم إلتفت للحاج رفعت وقال بغضب :
=وإنت اللي رحمك من إيدي إنك كنت متعرفش حاجة عن اللي بيحصل بس لو كان جرى حاجة لمراتي مكنش في حاجة هترحمكوا انتوا التلاتة من إيدي ..
ثم تابع بغضب شديد :
= مرات عمر الرشيدي خط أحمر اللي يقرب منه أفرمه حتى ولو كان من غير قصد زي ما إنت عملت..
ثم غادر المكان بغضب قبل أن يستسلم لغضبه وغيرته التي تطالبه بقتل عطوة وتمزيقه إرباً وهو يحدث نفسه بغضب :
= إهدى يا عمر العقاب اللي خده أسوء من الموت..
ثم تابع بغضب حارق
= وده هيكون مصير أي حد يفكر يأذيها أو يقرب لها بطريقة متعجبنيش.
ثم قاد سيارته بسرعة جنونية محاولاً التخلص من غضبه…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيد القمر الأسود)

اترك رد

error: Content is protected !!