روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل الثالث 3 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل الثالث 3 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت الثالث

رواية تمرد عاشق 2 الجزء الثالث

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة الثالثة

ومنذُ لقائِنا الأولْ
‏أنا واللهِ أخبرتُكْ
‏وحذرتُكْ وأنذرتُكْ
‏وما في الحبِّ أجبرتُكْ
‏وقلتُ أخافُ مِن حُبٍ
‏بلا أهدافْ
تجلس بجواره على الفراش تمـ سد على خـ صلاته التي كثُرت بها الخـ صلات البيضاء
تمددت بجواره تنظر بعمق لملامحه التي تنقشها برماديتها لتجعلها صورة خلابة
أقتر بت من أنفا سه وتغمض عيناها باستـ متاع فقربها منه هي السعادة في حد ذاتها
ظلت تمسد على خصلاته ثم تحدثت
– كل مانكبر بحبك أكتر وأكتر… لمـ ست خـ ديه بحب… واكملت استرسال حديثها
كنت بتمنى بس إني أكون قريبة منك العمر كله… مكنتش متخيلة ربنا هيكرمني بالسعادة دي كلها… رغم إننا فقدنا حاجات غالية كتير… هنا انسدلت عبراتها لتكـ وي خـ ديها
مش مجرد حاجات لا دا جزء من جوانا… آهة حار قة خرجت من جوفها جعلتها تضع يـ ديها على فـ مها لتمنع صوت بكائها
هنا ذهبت بذكرياتها السيئة لذلك اليوم التعيس الذي قلب حياتهما
فلاش باك قبل أكثر خمسة عشر عاما
– دلف الغرفة وجدها أنهت زينتها فاليوم عيد ميلاد أولادها المتمم الخمس اعوام.. مع طلفيها الآخرين الذين اتموا سنة اخرى من عمرهما
دلف جواد وهو يحمل هديتها الخاصة بها
أقترب ونظر لانعكاس صورتها بالمرآة
– حبيبي النهارده هيتخـ طف في الحفلة… وكدا مش هقدر اتحمل نظرات الكل عليكي… نظر لفستانها الذي جـ سدها بأجمل طلة…
-لا غيري فستانك دا يازوزو مش هتحضري بيه
قطبت مابين جبينها
– اكيد بتهزر ياجواد مش كدا… انت نسيت إنك اللي جبت الفستان دا…
طوق خـ صرها بيـ ديه وقام بفك حجابها
واضعا رأسه بعنـ قها يسـ تنشقها كالمدن الذي يتجرع جرعته
– زوزو مينفعش صدقيني تخرجي بجمالك دا… مكنتش أعرف الدريس هيكون عليكي كدا حبيبي… رفع رأسه وتقابلت نظراته برماديتها
– كتير على جوزك حبيبك إنه يغير عليكي… شـ عرت بر جفة بعمـ ودها الفقري من نظراته وبحة صوته الر جولي التي خطـ فت قلبها وتمنت ضـ مها لأحـ ضانه في ذلك الوقت
كان يناظرها وكأنه شـ عر بها… جـ ذبها بقوة لأحـ ضانه ملتـ قطا ثغرها الذي يمثل له شهد الحياةبقـ بلة شغو فة لتفصله عن غيرته العمياء عليها… تمادت قبـ لته لمشاعر آخرى ولم يشعر بنفسه إلا بقبضة يـ ديه على فستنها ليشـ قه لنصفين… ذاهبا بها الى عشقه السرمدي الذي لايتغير بل يتزايد يوما بعد يوم
بعد فترة كان يضـ مها الى أحـ ضانه يمـ سد على خـ صلاتها مقـ بل وجـ نتيها
– خلاص بقى يازوزو أنا اصلا مكتتش هخليكي تنزلي بيه… الفستان مفصل جمالك ياحبيبي
زفرت بغضب منه
– على فكرة ياجواد قولتلك ميت مرة مفيش حد غريب إحنا العيلة بس غير ريان ومر اته… ليه مكبّر الدنيا
رفع ذقـ نها ملمـ سا خـ ديها بإبهامه
– حتى لو قدام أبويا نفسه مينفعش ياغزل… الفستان ضيق بجد… ينفع نبين جـ سمنا كدا… انا معرفش جبته ازاي ومااخدتش بالي إن وزنك زاد عن غني وجاسر
اعتدلت كمن لُدغت بأفعى
– أنا تخينة ياجواد… دلوقتي تخينة ووحشة…
قهقه عليها
– إنتِ حبيبة قلبي حتى لو تخنتي مليون مرة هتفضلي متربعة جوايا ياحتة مني
صرخت به
– يعني أنا اتخنت فعلا… وبتراضيني بكلامك دا
قاطعها بقبـ لته الشغو فة
– حبيبي والله ماتخنت ولا حاجة بس طبيعي بعد الولادة جـ سمك يزيد شوية… وبعدين نسيتي بعد غنى وجاسر كنتي زيدتي ورجعتي تاني..
وقفت وهي ترتدي مأزرها متجهة للمرحاض
– بتكلم في إيه أنا… الناس مستنينا تحت وحضرتك هنا بتقطع هدومي… أنا معرفش هفضل هبلة على طول بنسى نفسي معاك ببو سة
هب سريعا إليها:
– بو سة… وهبلة.. إنتِ اتجننتي ياحبي
أغلقت الباب بوجه
– ابعد عني دلوقتي اصلي والله أصر خ وألم عليك الناس تحت
قهقه عليها
– لسة زي ماانتِ ياغزالتي هبلة ومجنونة بس بعشقك
ايوة هيفضل يبصلي بعيونه الحلوة دي… ويضحك عليا بكلمتين وأنا زي الهبلة هروح اترمي في حـ ضنه
جـ ذبها بقوة وهي مازال يضحك:
– اتجننتي ياحبي بتكلمي نفسك يازوزو… ياله ياقلبي إلبسي بسرعة زمان المعازيم وصلت وشكلنا بقى وحش وخصوصا هم عارفين إحنا بنعمل إيه دلوقتي
ضر بت قدمها بالأرض كالأطفال وهي تتمتم
بارد ومستفز… فجأة وجدت نفسها معلقه بالهواء… كريشه خفيفة… وضعها على الفراش وحجزها بين يـ ديه
– مهما تعملي وتقولي وتشتمي فيا هيفضل حبك بيجري بوريدي ياحبيبي
رفعت ذراعيها وطوقت عنـ قه وابتسمت
– وأنا بعشق كل تفصيلة فيك ياحبيبي… ومهما تعمل فيا هيفضل حبك حياتي ونبض قلبي… اقترب ملتـ قطا ثغرها إلى أن انقطعت انفاسهما
– تعالي نمّشي الناس اللي تحت دول بسرعة وبعدين نرجع نشوف مين بيحب مين… فجأة استمعوا إلى طرقات فوق باب غرفتهما
– بابي، مامي… ياله بقى تيتا وجدوا جم تحت وعمو ريان وبيجاد
ضحك على غزل عندما هبت مسرعة للمرحاض… ثم أعدل ثيابه متجها للباب وقام بفتحه
– حبيبة بابي كل سنه وإنتِ طيبة، وملكة قلب بابي… رفعت ذراعيها
عايزة بابي يشيل غني فوق هنا ويبو سها زي مابيبو س مامي… وضعت يـ ديها على شـ فتيه ومـ سحت الروج من على شـ فتيه
وحتى عايزة احط روج زي مامي
قهقه عليها وحملها وهو يضحك بصوت مرتفع
– يخربيتك ياغزل ياصغيرة هتفضحي أبوكي يابت… خرجت غزل وهي ترتدي ثياب الحمام
– وبعدين مع البت وأبوها دول… صفقت غنى وهي تضحك على نظرات والدتها
– بابي هيجبلي روج زيك يامامي ويبوسني، كمان
جحظت عيناها ونظرت لجواد الذي يقهقه عليها
– نهار اسوح إنت بتضحك… البنت هتفضحنا
شـ عر بمدى حماقتها
– بس يابت ياهبلة هو أنا شا قتك دا إنتِ مرا تي… ثم اتجه بنظره لغنى
– وإنتِ ياغزل ياصغيرة إياكي أسمعك تتكلمي قدام حد كدا… سامعة ياام لسانين… أنزلها واكمل حديثه بعدما قبـ لها على خـ ديها
– روحي لأنطي وإلبسي فستان عيد ميلادك… وشوفي جاسر خلّص ولا لسة
– شور بابي… غنى راحت أهو
بعد فترة قليلة اجتمع الجميع بالأسفل بحفلة عيد ميلاد (جاسر&غنى) الخامس
جلس جواد بجوار والده ينظر لأطفاله
– شكرا يابابا على الحفلة الحلوة دي… رجِعت جمعت شمل العيلة.. ناقص بس سيف ومر اته
التفت والده إليه بحنق وأردف
– بتشكر أبوك علشان بيحتفل بأحفاده ياحضرة الظابط
ابتسم له وتحدث
– مش قصدي… أنا عارف إني قصرت مع الكل الفترة اللي فاتت بسبب الشغل… بس تتعوض إن شاء الله
ربت والده على ساقه
– ربنا يعينك حبيبي المهم أنا عايز أخد( رُبى ويس) يباتوا معايا الليلة.. وحشوني، وهسبلك الكبار تفرح بعيد ميلادهم وكمان شايف ولاد ريان مندمجين أوي معهم
اومأ برأسه
– فعلا بيجاد ومالك مرتبطين جدا بغنى وجاسر… رفع نظره لبيجاد الذي يحمل غنى على كتـ فه ويُسرع بها بين الالعاب المعدة للأطفال
اتجه ريان الذي كان يجلس مع صهيب
– أنا بقول هيكون بينا نسب أهو ياحضرة الظابط
ضحك بعلو صوته
– هتقدر تدفع المهر إنت وولادك… ضيق ريان عيناه
– نعم يااخويا… إنت عايز ابن ريان المنشاوي مايعرفش يدفع مهر عروسته ولا ايه… تدخل حسين
– ماتهزرش إنت بالذات في المواضيع دي ياجواد… تعالى نرجع لعشر سنين ورا وشوف حالتك كانت ازاي
ذهب بشروده لتلك الايام التي كانت بمثابة الأسى ولآلام الفؤاد
– فعلا يابابا… ثم اتجه لريان
– وأنا اكتر واحد حا سس بدا، ورغم أن ريان بيهزر بس بقوله إبنك متعلق بحبال الهوى يابشمهندس
اقترب بيجاد وهو مازال يحملها على كتـ فه
– شوف ياعمو جواد غنى مش مسمحولها تلعب مع الولاد الكبار مش صح كدا ولا لا
ضيق جواد عيناه واردف
– ماأنا لسة بقول لأبوك كدا… مينفعش تبقى كبير كدا وتشيل البنت على كتـ فك كدا
رمق بيجاد جواد بنظرة جانبية
– انزلي ياغِنى روحي إلعبي مع ياسمينا…ماأشوف باباكي بيقول لسة قايل لابوك…ايه ابوك دي يابابي…نظر لغنى التي توقفت روحي العبي هشوف بابي جواد بيقول إيه
صعق جواد من كلماته… نظر لريان وتحدث
– الولد دا مش طبيعي… دا جاي بيهددني
حمحم بيجاد وجلس بجواره
– حضرتك ياعمو قولت الولد بيجاد أنا دلوقتي عندي اتناشر سنة يعني مش صغير، علشان تقول الولد… وكمان ماينفعش تقول ألفاظ كدا قدام غِنى… مش كدا يابابي..
رفع حاجبه بسخرية
– لا والله كبرت يالا وجاي تهددني وتعلمني اتكلم… لا وكمان بتعرفني أقول ايه
ابعد عن بنتي يالا… جـ ذبه ريان لأحـ ضانه
– هو انت تطول أصلا تجوز بنتك لزين الشباب…. دا أحسن شاب في اسكندرية وبكرة أفكرك
قاطعهم حسين
– والله قولوا يانصيب بتتخانقوا على بطيخة قرعة… وصل صهيب اثناء حديث والده
– انتوا جبتوا بطيخة وطلعت قرعة ولا ايه
ضحك ريان وأردف من بين ضحكاته
– قرعة زي ابوها…
رفع جواد حا جبه
– والله طيب وحياة إبنك لأطفح ابنك مرار المرار
قضم صهيب التفاحة
– هي فيها بطيخة وابنك ومرار… انتوا قاعدين بتوزعوا التركة من غيري
ضيق ريان عيناه
– التركة هي بقت غِنى المفعوصة تركة
– بابا لو سمحت متقولش عليها مفعوصة… انا بقالي خمس سنين بربي فيها وأكبر علشان تقول عليها مفعوصة
اشار جواد لريان
– شوف إبنك بيقول إيه… والله الولد بيفهم ثم رفع حاجبه وتحدث ليغيظه
– بقولك إيه يالا
جبت ايه هدية لعروستك… والله لاخليك تكح تراب بدل ماإنت عاملي فيها فلانتينوا كدا
أخرج سلسال رقيق بفراشه يُكتب عليه
(غنى بيجاد)
أمسك جواد السلسال وهو ينظر لوالده واغروقت عيناه بالدموع كأنه يرى نفسه في ذلك الشاب
– معقول أنا كنت بهزر يابيحاد… إنت كنت جايب واحد… تعرف بتفكرني بنفسي اوي
ضـ مه من أكتـ افه
– وعد مني بقولك قدام باباك أهو لو ليا عمر وفيه بينكم مشاعر وقتها أنا اللي هودهالك لحد عندك
ابتسم بيجاد وتحدث
– مش معنى إني بهزر ياعمو او اهتمت بيها هتكون حبيبتي… أنا معرفش شدتني ليه من أول مااتولدت يمكن عيونها… يمكن علشان أول مرة أشوف بيبي صغنون اوي كدا… ومسكت إيدي يومها… يمكن علشان مامي مكنتش لسة خلفت ياسمينا… حقيقي معرفش
رغم جلوسه بهدوئه الغير معتاد إلا أنه
كان ينظر لبيجاد بهدوء وفجأة تحدث
– ويمكن مشاعر طفولة بريئة مدفونه جوانا ونظرات بريئة لطفلة خرجتها… قالها صهيب وهو ينظر لجواد… ثم اكمل حديثه
– تعرف مشاعر الطفولة من أنقى المشاعر اللي لو حفظنا عليها وبدأنا نكبرها من غير ما نموتها بغرورنا وتمردنا
كان يعلم أن صهيب يقصده بحديثه
– فعلا ياصهيب… بس إحنا بنقول اهو… واديك سمعته دا مجرد طفل… تحرك بيجاد عندما وجد الحديث خارج عن فهمه
بعد أكثر من ساعتين وبعد الانتهاء، من الحفل… غادر الجميع سوى ريان وأولاده
كان يجلس الجميع بحديقة منزلهما
– ايه اخبار المجمع الخيري يادكتورة فيه حاجة ناقصة من ادوية او معدات
تسائل بها ريان
أمسكت بيد جواد وهي تبتسم له
– لا جواد كل اسبوع بينزل ويشوف الناقص وبيجيبه… وكمان البشمهندس إلياس الصراحة مش مقصر… متنسوش دا اصلا شغله… كل الأدوية اللي بتتغير بيتابع معايا وبيبعت منها
– ربنا يجعله في ميزان حسناتكم
آمن الجميع عليها
مفيش أحسن من الصدقة الجارية بتطهر ذنوبنا وتفضل تشفعلنا لبعض موتنا
وقف ريان ونظر لنغم
– احنا يادوب نروح كفاية كدا الساعة اتنين… الصبح إن شاء هنرجع اسكندرية
اردف جواد
– ماتباتوا هنا يابني
أجابه
– على اساس البيت بعيد.. دا عشر دقايق وهنكون هنا
بعد قليل ذهب ريان بصحبة أسرته وتبقى غزل وجواد بالحديقة
كان ينام على ساقيها
– بيحاد النهاردة فكرني بنفسي حبيبي أول ماشلتك… كنت عامل زيه بالظبط… بخاف عليكي بجنون… بس الفرق بينا.. هو بينه وبين غنى سنوات بسيطة
لامست خده بحب وابتسمت
– مش بالسنوات ياحبيبي… بالقلوب… وياترى هنشوف جواد وغزل جداد فيهم ولا لا
اعتدل متكأ على منكبيه ونظر لعينها بعشق
– مستحيل يكون فيه جواد وغزل غير مرة واحدة بس… وضعت جبهتها فوق جبينه
– مفيش حد ممكن يعشق حد زي ماغزل عشقت جواد… التقط شفتيها
– بموت فيكي ياحبي .. وشكل موتي هيكون قريب على ايدك
قطع حديثهما صوت انذار حريق بفيلا حازم
هب الجميع واقفا
نظر جواد لغزل.. العيال فين ناموا
اومأت براسها
– كلهم نامو من ساعة كدا… أسرع اتجاه فيلا اخته
– حازم سافر من شوية مفيش غير مليكة وولادها جوا لازم ادخل انقذهم… وصل صهيب على صوت الانذار
– فيه ايه اللي بيحصل
جحظت عيناه عندما وجد الدخان يخرج من منزل اخته
– اتصل بالاسعاف فورا… إتجه جواد سريعا لمنزل اخته وبدا يصرخ بالأمن للاتصال بالمطافي
دفع الباب هو وصهيب ولكن ألسنة اللهيب بدأت تحاوط الداخل
حاول الأمن التدخل وقاموا بفتح الباب الرئيسي… أمسك صهيب جواد عندما وجد الاشتعال يغمر المنزل كاملا
– انت رايح فين
دفعه بقوة اختك جوا وولادها إنت مجنون
لا مش مجنون بس انت هتعمل ايه
النار مولعة في البيت.. اقلق على مين فيكم المطافي وصلت وهم هيتصرفوا
– انت مجنون سبني… نظر لغزل روحي للولاد اوعي تسبيهم أنا معرفش ازاي الفيلا ولعت.. روحي شوفي الولاد بسرعة.. دفع صهيب بقوة ودلف للداخل بوسط ألهبة النيران
وقفت جاحظة عيناها عندما صرخ صهيب به وهو يدلف للداخل… دخل صهيب سريعا خلفه…
ظلت تصرخ بصوتها كاملا
– لا ياجواد… اتت نهى على صوت صراخها وكذلك حسين ونجاة
جلست على الارض تبكي بعدما خرج صهيب وهو يختنق من الدخان
– مالحقتوش… أسرعت إليه وبدات تبكي بنشيج
– يعني راح فين ياصهيب… تحركت نجاة بخطى متعثرة وهي تتمتم
– اخواتك ياصهيب… ولادي ياحسين جوا… الاتنين جوا… جلس حسين واضعا رأسه بين يديه
– اللهم لااعتراض… لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
دلف رجال الحماية المدنية لانقاذ مايمكن انقاذه… فجأة سمعوا بكاء مليكة بجوار الحائط وهي تحاول التنفس… أسرع إليها صهيب…
– حبيبتي إنتِ كويسة… اومأت برأسها عدة مرات… خرجنا من الباب اللي ورا بس جواد دخل علشان يجيب مازن… ابني جوا ياصهيب معرفتش انقذه… اسرعت نجاة تضمها لأحضانه وتحمد ربها
– الحمدلله ياحبيبتي… احمدك واشكر فضلك يارب… اخوكي فين يابنتي… جواد فين
مسحت دموعها وبدأت تسعل
– دخل يجيب مازن ياماما ولسة ماخرجش
هيخرج ياحبيبتي وهيجيب الولد
– يارب يابني يسلمك من كل أذى
وقفت غزل تنظر بجمود تأبى فكرة إن يصيبه شيئا
تحركت كانسانا آلي لا تشعر بشئ غير أنه بخطر… ظلت تتمتم باسمه ودموعها تنسدل بقوة… أخيرا استعادت نبضاتها عندما وجدته أمامها يحمل ابن اخته.. أسرعت اليه وهي ترتمي بأحضانه وتبكي بشهقات
– كنت هموت من الخوف عليك
حاول أن يضمها ولكن آثار الحروق التي أصابته تعيق حركته
أشش اهدي أنا اهو.. لازم اخلي المسعفين يشوفوا الولد مبيتنفسش كويس..
امسكت وجهه بين راحتيها
– إنت كويس… اسرعت مليكة وصهيب إليهما
– صهيب خد مازن وديه الإسعاف بسرعة.. يعملوا جلسة تنفس على صدره
بكت مليكة وهي تنظر لإبنها الذي لا حول له ولا قوة
– اهدي حبيبتي الولد كويس بس شكل الدخان … قاطعته غزل وهي تصرخ
– جواد ايه الحروق دي كلها
جذبها لأحضانه
– أنا كويس ياغزل… دي شوية لهب طالت دراعي وضهري بس…
ارتعشت يديها وهي تحاول أن تقوم بخلع قميصه بهدوء
– آهة خرجت من جوفه متألما بسب اذيته … اتت والدته
– حبيبي إنت كويس.. أومأ لها دون حديث
وصل احد ضباط المعاينة
– دا مش حريق عادي ياحضرة الظابط… دي شُبه جنائية… لقينا دا جوا
فجأة نزع نفسه بجوار غزل… وهب واقفا
– يعني ايه الكلام دا… ومين له عداوة مع حازم
هنا برقت عيناه ونظر لمنزله عندما وجد امنه محاصر منزل حازم.. اتجه لغزل
– فين الولاد… انت مرحتيش عندهم
هزت رأسها بلا
– كنت خايفة عليك الولاد نايمين… ورُبى وياسين وأوس عند ماما
أسرع إتجاه منزله ودقات قلبه تنبض بعنف داخل قفصه الصدري
– يارب خيب ظني… يارب ظل يرددها وهو يسابق الزمن بخطواته
فتح باب غرفة ابنته اولا
وجد جاسر ينام بهدوء على فراشها…قبله وبحث بعينيه بالغرفة عن غنى ولكنه لم يجدها… حمد ربه… ظنا انها بغرفته
وصلت غزل وصهيب اللذان قام بملاحقته
– إيه ياجواد
أسرعت غزل لغرفة جاسر وجدت باب الغرفة مفتوح وبعض الأشياء ملقية على ارضية الغرفة
– غنى حبيبتي إنتِ صحيتي… ياله تعالي لمامي… هو مش إنتِ طلبتي تنامي الليلة مكان جاسر علشان بابي يحكيلك حدوتة بابي جه.. يالا تعالي
ظلت تنادي عليها… ولكن دون جدوى
استمع جواد الذي اعتقد بوجود ابنته بغرفته كعادتها… هب واقفا متجها لزوجته
كانت تجلس بأرضية الغرفة وهي تمسك بيديها ورقة يكتب عليها
“تعيش وتاخد غيرها يابن الالفي
العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم”
وضعت رأسها فوق ركبتيها وهي تهز رأسها ويديها ترتعش
– لا غنى عاملة مقلب في باباها وهتخرج
ظلت تردد كلماتها كأنها فقدت عقلها
تحرك وعيناه مثبته على هيئة غزل… خطوات بطيئة كالذي يتحرك على زجاج منثور… جلس بهدوء على عكس مايشعر به
جذب الورقة من يدي غزل ونظر يقرأ
عدة الكلمات البسيطة التي تكتب بها.. رغم أنها بسيطة إلا إنها سحقته بقوة… حتى شعر بتوقف نبضه… وكأنه يفارق الحياه
برودة اجتاحت جسده بالكامل… وقبضة قوية اعتصرت قلبه
دلف صهيب إلى الغرفة يبحث بعينه عن غنى… ولكن تسمرت خطواته عندما وجد جواد يجلس بأرضية الغرفة
بظهر منحني… ومقلتين مغشيتين بالدموع
ويقبض على ورقة بيديه
اتجه إليه ودقاته تتسارع بقوة من مظهر أخيه المبكي للعين
نزل بركبتيه ونظر إليه
– جواد مالك… وفين غنى ياجواد
رفع نظره لأخيه وارتعشت شفتيه وانسدلت دموعه بغزارة لأول مرة
– عرفوا يكسروا اخوك ياصهيب… عرفوا يسحبوا روحي… خططوا ونجحوا… خطفوا غنى ياصهيب
لم يكد يكمل حديثه اذ استمع لصراخ غزل باسم ابنتها بجواره
واصطدام شيئا ما سقط على الارض
نظر فإذ بوالدته الذي اغشي عليها إثر سماعها حديث جواد

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!