رواية تزوجت ملتزمة ولكن معاقة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم صباح عبدالله

في شقة حازم.
انها شقة فاخرة ولا يناقصها شيء. حازم شاب اعزب يعيش لحاله ولديه متوفين وليسه لديه أخوات. فهوا عمه من ربه وقد مات عمه أيضاً وانعزل عن عائلة عمه بعد موته.
صوت رنين جرس الباب باستمرار ويبدو ان الذي وضع يداه على الجرس لا يريد تركه.. خرج حازم من غرفته وهو في ملابس نومه وذهب ليفتح الباب بغضب شديد أنه لا يزال يريد النوم بشدة ويلعن ويتواعد الي ذاك المزعج الذي أيقظه.. ويفتح حازم الباب ودون ان يري من يقف خلف الباب يمسك الشخص من قميصه وهو يقول بغضب.
حازم: انت يأبن **
وقبل ان يكمل ينتبه الي من الذي يقف أمامه. يبعد وهو يقول بتذمر.
حازم: خير يافندم في اي اومر تحب تأمرني بيه. اصلا انا والله مشغول ومش فاضي اشغل نفسي بخصوصيات حد…
وقبل ان يكمل حديثه يعنقه محمد الذي كان يراقب ويستمع في صمت.. وقف حازم مندهش لكنه شعر بغصة في قلبه. عندما شعر بشيء دفء يتساقط علي كتفه ولم يكن غير دموع ذاك المغرور الذي قال بضعف.
-انا تعبان اوي صاحبي انا تعبت من كل حاجه مش عاوز اضعف بس انا في الحقيقة ضعيف اوى ونفسى ارتاح.
يعنق حازم محمد أيضاً وهو يقول بخوف وقلق.
– الف بعد الشر عليك يصاحبي من التعب. وقطع لسان اللي يقول علي محمد الشرقاوي ضعيف. محمد الشرقاوي عمر مكان ضعيف ولا هيكون.
وقبل ان يجيب محمد علي ما قاله حازم. يصدر صوت رنين الهاتف. يبتعد كلا من محمد وحازم عن بعدهم وجفف محمد اثار دموعه من علي وجه. ويخرج الهاتف من جيبه وينظر الي الشاشة في دهشة ثم ينظر الي حازم نظرات غير مفهومة. ثم يفتح الهاتف ويرفعه علي أذنه ليأتي صوت ذاك المجهول يقول بسخرية..
-حمَو حبيبي عامل ايه يا صاحبي
-اي فكرك بي يا جاسر بعد السنين دي كلها؟
ينظر حازم في دهشة الي محمد وهو يقول بانفعال ممزوج بالدهشة.
– معولة جاسر اكيد في نصيبة هتحصل
كان صوت حازم عالٍ وكافي أن يجعل جاسر يستمع الى ما يقول جيدا فيجيبه جاسر بسخريه عبر الهاتف قائلاً.
– حازومه حبيبي برافو على يا كبير
محمد: عايز ايه يجاسر
جاسر: لس زاي ما انت ما تغيرتش وبتفهمها وهي طايره يا ابن الشرقاوي
محمد بجدية: عاوز ايه يا ابن الناجي
جاسر ببرود: عاوز بنت عمي يامحمد الشرقاوي وكل حاجة تخصها.
محمد بعصبية: ده يكون موتك ارحم لك قمر دلوقتي مش بنت عمك يا ابن الناجي قمر دلوقتي مرات محمد الشرقاوي ومش محمد الشرقاوي اللي يسيب مراته لواحد تانى يابن الناجي انت فاهم.
جاسر ببرود: يبقى انت اللي جريت حراب يابن الشرقاوي انا دلوقتي وقف قدام بيتك يتلاحقها يماتلاحقهاش سلام عليكم.
محمد بغضب وانفعال: اقسم بالله يجاسر لو لمست شعر من شعر قمر لكون قتلك بأيدي انت فاهم؟
لكن كان جاسر اغلق الهاتف ولم يستمع الي ما قاله محمد. يبعد محمد الهاتف عن اذنه وهو يزفر بضيق وملامحه لا تبشر بالخير. بينما يقول حازم..
-في اي يا محمد اكيد رجعت جاسر الناجي بعد الوقت ده كله مش هيكون ناوي علي خير…
لكن قبل ان يكمل حازم حديثه كان تركه محمد وركض مثل المجنون وهو يقول..
-قمر انا لازم اللحق قمر قبل ما الكلب ده يعمل فيها حاجه.
يركض حازم خلف محمد وهو يقول..
-طيب استني فأهمني في اي؟
توقف حازم عن الركض وقف ينظر الي نفسه في دهشة ثم نظر اتجاه محمد وهو يقول..
-هغير هضومي وحصلك.
رجع حازم الي شقته وهو يركض.. بينما ركب محمد سيارته وانطلق بها الي منزله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في السيارة.
محمد يقود السيارة علي أعلي درجة. بينما يحمل الهاتف يحاول التواصل مع احد يوجد في المنزل يبقي بجوار قمر علي ما يصل.. يرفع محمد سماعة الهاتف وهو يقول..
-مراد انت فين؟
صوت مراد عبر الهاتف.
-انا في الشركة خير مالك في حاجه.
محمد بتوتر: لا ما فيش ما تشغلش بالك سلام.
اغلق محمد الهاتف وطلب رقم قاسم.
محمد: قاسم انت فين؟
صوت قاسم عبر الهاتف يقول.
-انا في النادي ومعايا اوس وحمزة في حاجه ولا اي.
يزفر ضيق وهو يقول.
-لا ما فيش سلام.
يحاول محمد الاتصال برقم المنزل لكن لا احد يجيب. يصرخ محمد بصوت عالٍ وهو يقول..
– مستحيل اسمح لحد يخدك مني يا قمر انتي بقتي ليا انا وبس انت ملك لمحمد الشرقاوي ومش هتكوني لغيروا مهم حصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل الشرقاوي في غرفة محمد.
تفتح اسيل باب الغرفة لتقف متفاجئة بتلك الفتاه التي تجلس على سجادة الصلاة دموعها تنهمر على خديها وملامحها البريئة تظهر طيبه قلبها. شعرت اسيل بالحب والعاطفة اتجاه تلك الفتاة. انها فتاة قلبها نظيف لكنها لا تعلم اين الطريق الصحيح. تذكرت اسيل ان تلك الفتاة سرقت منها حبيب قلبها محمد. ولا يجيب عليها التعاطف معها بلا يجب ان تلقنها درساً قاسياً على فعلتها الشنيعة تلك. اقتربت اسيل من قمر وهي اشبه بمجنونة ودون واعي ودون تفكير تمسك قمر بعنف من شعرها الذي تستره جيدا بالحجاب. كانت قمر تغلق عيناها بخشوع وهي ساجده أمام ربها ولم تنتبه الا واسيل تمسكها بعنف من شعرها. تفوهت قمر بفزع قائلة..
-خير اللهم ما أجعله خير انتي مين؟
تجيبها اسيل بغضب وهي لا تزال تمسكها بعنف..
– وهيجي منين الخير بقى انت يا جربوعة محمد يتجوزك ويسيبني انا طب والله لا اكون قتلكي النهارده واعرفك ازاي تسرقي حبيبي مني.
وهنا تهجم اسيل على قمر وتزل تضرب فيها وتصفعها على وجهها وهي اشبه مجنونه انما قمر كان جسدها وصل الي مرحلة انها لا تستطيع حتي الصراخ وطلب النجدة. انها بلا طعام لليوم الثالث وهي جسدها ضعيف دون شيء.
في نفس الوقت الذي تضرب في اسيل قمر جرس الباب يرن.. تذهب حنين لتفتح الباب. بينما تقف هانم لا تهم ما الذي يحدث..
تفتح حنين الباب وتقف متفاجئة وهي تقول في دهشة.
-انت؟.
وفجأة يصدر صوت ضجيج من الطابق الثاني. وتخرج اسيل من الغرفة وهي تسحب قمر بالقوة خلفها وتقف علي اول الدرج.. وفي هذا الوقت يصل محمد ويخرج الحاج ابراهيم وزوجته منال من غرفتهم علي صوت الضجيج وعندما راي محمد قمر واسيل تعنفها جن جنونه ونسي حتي امر جاسر الذي كان يقف علي باب المنزل.. وصرخ بصوت عالٍ قائلاً وهو يركض الي داخل المنزل..
-اااسيل!!
تفزع اسيل من صوت محمد فتترك قمر من يديها.. وهنا وقف محمد والجميع مندهش مما حدث.. اما قمر كانت اشبه مغيبة عن الوعي وعندما تركتها اسيل من يديها سقط جسدها من أعلى الدرج الى أسفله تحت انظار الدهشة من الجميع.. صرخ محمد بقوة وهو يركض نحو قمر مثل المجنون وكذلك الحجة منال صرخت وهي تهبط الدرج بسرعة فوق طاقتها.
-لااا قمرر.
وجلس علي جانبها علي الارض واخذها بينما احضنه وهو يقول.
– قمر حبيبتي لا مش هيحصل لكي حاجه مش هسمح يحصل لكي حاجه. قمر حبيبتي افتحي عيونك يلا حبيبتي افتحي عيونك.
فقد قمر الواعي بالكامل ورأسها ينزف بشدة. والجميع يقف مندهش حاول محمد وهو يعانق قمر بجنون كما لو كان طفل صغير يعانق أمه التي تريد تركه. بينما جلست الحجة منال واخذت قمر بصعوبة من بين أحضان محمد وهي تقول ببكاء شديد.
– افتحي عيونك ياقمر يا حبيبتي ما تسبنيش زي أمك وتمشي يا قمر انا ما قدرش اخسرك بعد ما لاقيتك افتحي عيونك علشان خاطري ستك يا قمر افتحي عيونك يا حبيبتي انتي بنت بنتي أماني انتي بنت بنتي انا جديتك قومي يا قمر بوعدك اني هعوضك عن كل حاجه انتي انحرمتي منها بس افتحي عيونك وما تسبنيش زي أمك و تحرقي قلبي عليكي انتي كمان.
ثم تصرخ في وجه الجميع وهي تعانق قمر اكثر.
– انتم واقفين كلكم تتفرجوا حد يجيب الدكتور ولا يطلب الاسعاف ولا يعمل حاجه انا مش عاوزه أخسر قمر زي ما خسرت بنتي أماني انا خسرت تالته من عيالي وانحرق قلبي عليهم مش عاوزة ينحرق قلبي على احفادي كمان هم اللي فاضلين ليا وهم اللي بيصبروني على فراق اهليهم.
تبكي كلا من حنين وهانم على بكاء منال ولا احد يستطيع الاقتراب منها. بين يقف ابراهيم مندهش وهو يراقب ما يحدث. وقفت اسيل مكانها وهي ترتجف من شدة الخوف وهي تقول..
-انا انا انا قتلتها انا مجرمة.
تسمعها سناء التي كانت قريبة منها. تمسكها من معصمها وتذهب بها الي غرفتها دون أن ينتبه عليها أحد.
بينما ينظر محمد الي منال بدهشة وعدم استوعاب وهو يقول..
– انتي بتقولي اي يا تيته أماني مين وقمر مالها ومال بنتك ومين عيالك التالته اللي انتي خسرتيهم هو انتي عندك عيال غير باب وعمي يوسف وعمي احمد؟ انا مش فاهم حاجه.