روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت السابع والأربعون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء السابع والأربعون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة السابعة والأربعون

اتنهدت بتبص عالطريق: واضح إن خالد مهكر الأليف الآلي بتاع راشد, لأن حسام حاول يكلمه قبل كدا رفض المكالمة برود فحاول يجرب من عند خالد فالمكالمة وصلت علشان كدا حاول يخترق النظام الي خالد مهكره بدون ما يحسس خالد, فلما حاولت توصل لراشد وصلت المكالمة لخالد فرفضها ووصل لحسام ان المكالمة وصلت لخالد وانه رفضها, الفكرة ان كل ده بيحصل بدون ما راشد يحس او يعرف ان فيه حد حاول يكلمه وبيعمل العكس لما راشد حاول يكلمك كان خالد بيكنسل قبل ما توصلك المكالمة وبتظهر رسالة لراشد بأن الخدمة متوقفة او مفيش ارسال او انك رفضت.
“غريبة انك عارفة كل ده رغم ان حسام بينفضلك طول الوقت”.
“بينفضلي؟ اختيارك لكلماتك كل مرة بيبهرني شبه أخوك بالظبط بس عامة الي متعرفهوش اني وحسام أغلب الوقت سوا ومتوافقين جدا”.
“ده خيالكي الي بيصورلك كدا؟!”
بصت بغضب على تأفف: على فكرة علاقتي مع حسام كانت هتنتهي بالجواز قريب لوما أخوك الي كل شوية ينطلنا وكأني ضرته.
“وخالد ايه علاقته بأن حسام مش بيحبك؟”
“طبعًا ليه علاقة, كل مرة كان حسام بيوافق فيها على خطوبتنا كان خالد بيقفلي زي الشوكة, هو محتكر حسام عليه هو وبس, مش عايزه يعيش حياته بشكل طبيعي”.
“ده على أساس ان حسام سايبه بشكل طبيعي؟ لما كنت في فرنسا كان بيعاملني وكأني عدوه علشان عنده نفس حب التملك الي عند خالد”.
سكتت وبعدين كملت: تفتكر اننا الي مش قادرين نفهمهم؟ الي بلاحظه ان حسام متعلق بخالد كأنه عيلته الوحيدة ونفس الشعور بحسه عند خالد وكأن عقدة الطفولة الي عند كل واحد منهم مخليه خايف يخسر الشيء الي بيحبه, يعني الطريقة الي مامة حسام سبيته بها كانت مهينة يمكن خالد كان أرحم بس هو برود عان من نفس الخسارة الي باباه وحسام عانوها.
“مش شرط يكون تعلقهم ببعض يكون شيء مش طبيعي او بسبب عقدة من الطفولة, يمكن احنا الي معرفناش نمر بتجربة صداقة حقيقية فمستغربين الموضوع غير كل ده مش شرط يكون رفض خالد لك يكون بسبب غيرته من تقربك من حسام يمكن يكون مش شايفك تستحقي صديقه وانه يستحق حد أحسن ويمكن رفض حسام لي اني أكون صديق خالد لما كنا في فرنسا هو خوفه مني لاني في النهاية كنت غريب عنه وقتها”.
“هادي مسمعتش عن حاجة اسمها ذوق واختيار الكلمات قبل كدا؟” قالت كلمتها الأخيرة بتدير وشها متجاهلني, سكت ومحاولتش أبرر لحد ما باشرت: يمكن بيبان اني الطرف الي عامل على علاقتنا أنا وحسام…
“قصدك مدلوقة عليه؟”
بصتلي على مضض بتكمل: لكن الحقيقة إني مش بحبه وعارفة كمان إنه مش بيحبني بس لو قرر يتجوز ويقنع ضرتي بين قوسين الي هو خالد أخوك طبعا فأنا أكيد هكون اختياره.. قالت كلمتها الأخيرة وهي بتقول اسم خالد بتتني سبابة ايدها الاتنين بسخرية, بصتلها باستغراب: مش فاهم.
“أنا عارفة حسام من الطفولة, وزي ما هو قادر يفهمني أنا كمان قادرة افهمه, ممكن تقول متعودين على بعض, قادرين نتعايش مع بعض, بمعنى أصح مناسبين لبعض, ولولا خالد كان زمانا متجوزين حاليًا علشان حسام أصلا مش عايز يتجوز عن حب, مش عايز في يوم من الأيام يصحى ويكتشف إن الشخص الي حبه من قلبه هرب وسابه, مش عايز يجرب نفس تجربة باباه مع مامته, هو فكر بعقله زي مانا فكرت بعقلي لكن حب وكلام فاضي محدش فينا جرب الشعور ده”.
“مش يمكن خالد رافض علاقتكما علشان هي غلط مش حب تملك لحسام, أقصد إنه عايز لما صاحبه يختار يكون متأكد من اختياره, يكون بصدق عايزه من كل قلبه”.
“ومن قالك إن الجواز بيتبني على الحب؟ بابا وماما متجوزين جواز بيزنس وحياتهم مستقرة, مفيش حب بس فيه تفاهم”.
“مش قادر اقتنع بالعبط ده بصراحة, اه الحب مش الأساس الي نبني عليه وبس ولازم يكون فيه تفاهم واحترام متبادل, قادرين نفهم بعض لكن الحب هو السكر الي بيحلي العلاقة دي وبيخليها تكمل”.
“وليه باباك ومامتك مكملوش؟ أظن إنك عارف ازاي هدية عافرت علشان تتجوز أحمد الي محدش كان متخيل إن فيه حد ممكن يلين قلبه أو عقله, بابا كان بيحكلي ازاي بيكون طفل قدامها بحاضر ونعم وكأنه مارد مستعد يحقق كل طلباتها رغم إن بابا نفسه كان بيخاف يتعامل مع أحمد من شدته وقسوته, في النهاية الحب مقدريش ينتصر ومامتك لما قررت تتجوز تاني اختارت بعقلها, وأهي وفرتلك بيئة وأب مثالي مشكتيش لحظة في كونه باباك لوما جبروت أحمد إنه أجبرها ترجعله تاني غير كدا فالاستمرارية كانت مع الاختيار بالعقل مش القلب حتى انت كنت عايز عمر مش أحمد”.
“هدية حبت عمرعلشان كدا اتجوزته”.
“هدية تقبلت عمر وشافته الشخص المناسب علشان كدا اتجوزته, تفرق”.
“مستحيل حد يقرر يفضل مع حد علشان بس شايفه مناسب, ازاي ومشاعره؟”
“اختيار الأشخاص الصح للعلاقة هو الي ديما بينتصر, وهدية اختارت الشخص الي كان قادر يديك طفولة سوية بعيدا عن أحمد ومرضه النفسي, شوف الفرق بينك وبين خالد, هتدرك قد ايه هي ادركت خطأها في الاختيار تبعا لمشاعرها وانها كانت صح لما اخترت عمر اب ليك”.
“مستحيل, هدية طول عمرها كانت نعم الزوجة لعمر, عمرها ما خانقت معه حتى أو حد فيهم نام من التاني زعلان إلا لو عمر تحيز لي في مواقف معينة هي رافضها”.
“أي حد بيمثل دور الزوج او الزوجة المثالية فهو بيمثل وبيخبي مشاعر كتير جواه, أي علاقة بيميزها الحب, هتلاقي فيها الخناقات مبتخلصيش علشان الطرفين بيعاتبوا ويتصافوا في نفس اللحظة إنما كونها مخانقتش معه ولا مرة فده مش حبًا فيه انما احترام ليه, ومشاعرها كانت محتفظة بها لنفسها, ومظنش إنما عمر كان سعيد بحاجة زي دي, لأنه حبها بجد, شوف الفرق بين عمر وبين هدية بعد الانفصال وأنت هتفهم قصدي
سكت شارد لحد ما وصلتها بيتها وبعدين رجعت البيت تاني, انتبهت على أحمد متردد في دخول أوضة أمي لحد ما تمالك الشجاعة وخبط بيفتح الباب وقبل ما يدخل وقفته أمي بنبرة حادة بدون ما تبصله: مش مسموحلك تدخل.
حاول يبتسم بيسأل: ليه؟
“على أساس انك مش عارف ليه”.
اتنهد بأسى بيتابع: مبقتش عارف أي حاجة تخصك, وكأني غريب عنك..مش متخيل إنك للدرجة دي كرهتيني.
“أحمد أحمد أرجوك أنا مش قادرة أتكلم دلوقتي ممكن تسبني”.
سكت بيلف وشه منتبه على وجودي حسيت بارتباكه وشعوره بالاحراج, مشي بدون ما يكلمني وأنا اتقدمت ناحية أوضة أمي بخبط على الباب.
“أحمد قلتك مش عايزة…” قالت كلمتها بعصيبة بتلف وشها لكن ما ان انتبهت انه أنا سكتت, بصتلها بسأل: ممكن أدخل؟
سكتت بدون رد متجاهلاني فأتقدمت ناحيتها بقعد قصدها بسأل: ليه موصلله انك بتكرهيه مع إن دي مش الحقيقة.
“غريبة ده مكنش كلامك من يومين”.
“علشان كنت فاكر إن الشخص الي حبتيه بجد هو بابا أو الي كنت فاكره باباي وطبعًا أقصد عمر بس لما رجعت بالذاكرة كدا لورا اكشتفت إنك عمرك ما حبتي عمر أنتِ بس استأنست بوجوده ولطفه, كان هو الي عنده الطاقة الأكبر علشان يحب ويغرقنا من حبه حتى أنا لكن أنتي عمرك ما نسيتي أحمد بس الفكرة إنك فكرتي بعقلك, اخترتي الشخص المناسب ليك مش الي بتحبيه.
بصتلي باستغراب: ليه بتقول كدا؟
” قعدت أسرح شوية في شعورك بعد الانفصال أنتي وعمر, قصدي شوفي حال عمر اتدهور ازاي وأنتي عاملة ازاي, عمر رغم كونه طبيب نفسي والمفروض إنه كان بيعالجك تتخطي علاقتك هو مش عارف يعالج نفسه, بقى باهت وجسم ميت بدون روح على خلافك, يمكن اتضايقتي بسبب حياتك المستقرة الي اتدمرت, وولادك الي اتشتتوا, والشخص الي أكرمك إن ده يكون مصيره بس مش شايفكي بقيت زي عمر, أنتي مقموصة من أحمد مش بتكرهيه, يمكن بتكره تملكه بس روحك لسه معه, يمكن مش قادرة تتعاملي معه دلوقتي علشان تصرفاته وعصيبته بس ده مبنكريش سعادتك في كل مرة كان بيحاول يصالحك فيها ويتودد ليك”.
بصتلي بصدمة: أنت متخيل إني كان ممكن أخون عمر وأنا متجوزاه.
“مشاعرك هي الي خانته مش أنت, ليه محاولتش تتخلصي من السوار الي عطهولك رغم انفصالكم وارتباطك بحد تاني”.
“السوار؟!” سكتت لوهلات وكأنها فقدت كل سبلها للإنكار وباستسلام ردت: ومين قالك إني محاولتش, بس كل مرة كنت بحاول أعمل كدا روحي كانت بتخوني, وبلا إرادة مني بروح أجيبه من مكان ما رميته لدرجة إني في مرة عطته لست بتبيع حاجات قديمة في الشارع, فضلت ست شهور بدور على الست دي, لحد ما ليقتها, قلبي اتخلع من مكانه لما قالتلي إنها باعته لوحدة, فضلت أدور تاني لدرجة إني نزلت صورته من أكونت وهمي وعرضت عليه قيمة مالية كبيرة للي هلاقاه, مكنتش فاهمة ليه بعمل كدا وليه كل ليلة بعيط بحرقة لحد ما ليقته, وقتها كنت بكره نفسي, علشان مش عارفة أكرهه أو أنساه, كنت محتاجة أنساه علشان عمر, حتى لو مفيش بينه وبينه أي كلام بس مكنتش عايزة اخونه في مشاعري الي معنديش فيها تحكم علشان كدا كنت بحاول أشيله على كفوف الراحة وأوفرله كل السبل علشان أكون الزوجة المثالية.
“بس هو مكنش حاسس بروحك”.
“حاولت, حاولت كتير بس معرفتش أكون مبسوطة معه زي ما كنت مع أحمد, أنا عارفة إن فيه كل البدع بس مشكلتي إن قلبي طول الوقت كان معه”.
“أنا كل الي صعبان علي عمر, كان بيعاني من فقر مشاعر من الشخص الي وهبه كل حياته وابن مش ابنه بس عمل المستحيل علشان ينول بس رضاك ومع هذا كان حاسس إنك منستهوش, مش قادر يتهمك ومش قادر يجبرك إنك تحبيه ومش عارف يعاتبك علشان تصرفاتك مفهاش حاجة, المشكلة في الشعور الي بيوصله ومش عارف يترجمه ازاي لعتاب”.
“بس أنا عمري ما خنته ومينفعيش تحاسبني على مشاعري وهي مش بايدي, طول ما تصرفاته وكلي كرسته لعمر”.
بنقم رديت: أنا آسف بس مش قادر, وبعدين ليه تظاهرتي بإنك مضايقة مني علشان دمرت حياتك المستقرة وأنت أساسًا كنت مبسوطة إنك رجعتله تاني, ليه حسستني بكل تأنيب الضمير ده تجاهك وتجاه عمر؟ وأني العاق الي أفسدت عليك حياتك المستقرة, مع إنك مكنتش عايشة وكنت عايزة ترجعله, لييييه, بجد عايزة أفهم ليه؟ طالما متعلقة به للدرجة ليه مسبتنيش مع عمر وكنت رجعتليه من أول مرة قرر فيها يرجعلك, ليه وصلت الأمر إن عمر يتسجن ويكون مذلول لواحد زي ده؟
“افتكر إن الواحد ده باباك ومينفعيش تتكلم عليه كدا”.
“هو ده كل الي همك من كلامي, أنتي علشان مصلحتك دمرتنا, ذنبه ايه عمر؟ مكنتيش قادرة تحبيه مكنتيش وافقتي علشان ميتعلقيش بحبال دايبة, كان هيزعل في الأول بس على الأقل مكنش هيبقى زي دلوقتي”.
“وأنا مكنتش هوافق على أحمد وكنت هفضل مع عمر طوال حياتي, بس أنت مسبتليش خيار تاني”.
“كفاية حجج واهية, أنا واثق إن كان عندك الحل بس أنت الي اخترتي إني اتصدر في وش المدفع علشان تلاقي شماعة ترمي عليها حججك وتأنيب ضميرك”.
بغضب بتحاول تتمالك نفسها ردت: هادي امشي من قدامي دلوقتي علشان أنا مش على استعداد إني أمد ايدي عليك تاني.
بصتلها بنقم وأنا الغضب بيتخلل كل عروقي ومشيت, عمر كان صعبان علي, كنت مشتت ما بين إن ده أبوي الحقيقي والمفروض أفرح إن العيلة شملها اجتمع بس مكنتش قادر, كنت حاسس إني زيها خنت عمر, دخلت أوضتي وبغضب قلت وأنا بكلم دي بي: مين قال إني كنت عايز دي تبقى عيلتي, أنا عايز أرجع لعمر واخواتي تاني, عايز أرجع لمرسال وحد, ازاي كنت مغفل ومش قادر أحس بقيمتهم, يارتني فضلت جاهل بالحقيقة, يارتني ما كنت سافرت فرنسا ولا قابلت خالد, مكنتش هعرف مين أحمد ولا خالد ده أصلًا, كنت هفضل بحقيقة إن عمر هو أبوي الوحيد زي ما هو صاحبي الوحيد, يارتني فضلت مخدوع بقصة حب هدية وعمر الوهمية.
قعدت على السرير بحاول أهدى لحد ما دي بي باشرت: لا أعلم سبب غضبك الشديد سيدي لكن مؤشراتي تقول أنه بسبب طلاق السيد عمر والسيدة هدية.
سكت بهز راسي بالإيجاب: أتريد أن أريك ما يفعله السيد عمر الآن؟ هذا إن أردت الاطمئنان على حاله.
“هو ده ممكن؟”
“السيد عمر لم يمنعني من إطاعة أوامرك, فقط اطلب وأنا سأنفذ”.
“محتاج أشوف عمر طيب”.
فتحت دي بي جناحيها لعرض شاشة, لكن قبل ما أشوف حاجة سمعت صوت الباب بيخبط, أذنت للطارق بالدخول وكان مهاب, بصتله باستغراب وقلق: مالك؟ أنت كويس؟ وشك أصفر وكأن حد ضربك.
قعد جمبي وسند راسه على رجلي في صمت تام وأسى حف ملامحه لحد ما باشر بالحديث: هو ليه بابا بيعمل كدا في خالد؟
بصتله باستغراب فكمل: روحت لخالد النهاردة علشان أشوف ازاي أساعده يهرب من الملحق زي كل مرة, بس قبل ما أخبط عليه, سمعت صوت عياط متكتم جاي من الملحق, بخوف وقلق سألت: خالد أنت بتعيط؟
كنت مستغرب ومش مصدق علشان عمري ما شوفته بيعيط, صمت ساد المكان مرة واحدة وصوت العياط اختفى فسألته تاني بخوف أكبر, لكن مع تكرار سؤالي زعق في من ورا الباب وقالي: امشي.
قلته مش هسيبك لحد ما تطلع لكنه زعق في جامد إنه مش عايزاني وقد ايه بيكرهني.. قال الأخيرة بيبصلي بحزن عميق: هو خالد فعلًا بيكرهني؟
مكنتش عارف أرد لأني شخصيًا مش فاهم خالد ده بيحب مين وبيكره مين, حاولت أهدي مهاب لحد ما الليل ليل ونام, وأنا بهدوء نيمته عالسرير واتسللت للمحلق الي كان فيه خالد, خبطت براحة على أحد جدران الملحق الي بيعلوه شباك وأنا بهمس: خالد سامعني.
بنبرة كبريائه رد: أنت حابب تتعاقب يعني ولا ايه, أكيد مش جاي تنقذني يعني.
“غرورك ده هو الي موديك في داهية, أنا بس جيت أعرف كنت بتعيط زي العيال ليه”.
“ليه فاكرني زيك”.
“هعديها علشان خاطر الولد الي كسرت بخاطره وهو كان قلقان عليك, ليه مصر تكره كل الي حواليك فيك”.
“مش محتاج حد حوالي, حتى وجودي هنا بمزاجي, أنا محدش يقدر يخلني أعمل حاجة مش عايزاه”.
“عايزة تقنعني إنك تقدر تطلع من الملحق الي متشفر بصوت أحمد وباسورد محدش يعرفها غيره, ده بياخد كل بصماته وتفاصيل وشه ونبرة صوته وفوق كل ده باسورورد”.
ملحقتش أخلص كلامي إلا وليقت باب من الجدار الخلفي الي كنت واقف قدامه بيتفح, بصيت باستغراب وصدمة وخالد قاعد ببرود وكأن ده عادي, بمجرد ما دخلت الباب اتقفل, بصتله باستغراب: طالما بإمكانك تهرب ليه مهربتش؟ ثم ازاي قدرت تشق فتحة في الجدار غير الباب الرئيسي.
“لازم تعرف ازاي عدوك بيفكر وبعدين تخترع الحل”.
“بمعنى؟”
“أحمد من النوع الي مبيحبش الأفكار الاعتيادية, فمكان زي المحلق أكيد مش هيخلي فيه باب الخروج زي باب الدخول, حتى المكان الي بيوصلي منه الاكل مختلف عن الخروج والدخول”.
“طب وليه حاطط حرسه قدام باب الدخول طالما الخروج مش هنا”.
“علشان محسيش أو استغرب ليه حاطط حرس قدام الجدار الخلفي, محبش يسيب أي حاجة ممكن تخلني أشك فيه”.
“وأنت طبعًا بتتظاهر بالغباء قدامه علشان ميكتشفيش إنك اكتشفته”.
ابتسم: أكتر حاجة بتعجبني فيك إنك فاهمني.
“طب ازاي عرفت مكانه؟”
ابتسم بيمسح على شعره بيخلل ايده بين خصلات شعره لحد ما طلع خصلات شعر كتير بين ايديه وهو بيقول: دي حاجة أشبه بقرون الاستشعار عند النملة, بقدر من خلالها أحدد خلايا الالكترونية والشرائح الموجودة في أي حتة.
بذهول بصتله: انت ازاي عملتها؟ أحمد كان مفكر إنه مانع عنك كل وسائل التكنولوجيا وأنت أصلا حاططها جو شعرك؟
“مش شعري بس.. ابتسم بيكمل: بس مش بحب أكشف عن مصادري الخاصة.
ابتسمت: مغرور بس ذكي.
سكت خالد بدون رد, لكن بسبب الضوء الخافت مكنتش ملاحظ ملامحه أوي لحد ما قربت منه بسأل: عينك ليه حمرا؟
ازاح ايدي عن وشه بيقول: بطل استعباط بتحاول تقول كدا علشان تستدرجني في الكلام.
“اعتبر ده اعتراف منك إن مهاب سمعك فعلا وأنت بتعيط؟”
“مظنش إن كلامي فيه أصلا أي دليل على ده بس هريحك وأقولك اه عادي مانا بشر”.
“أنا كنت زيك مفكر إنك بشر زينا بس تدريجيًا بدأت أحس إن مستحيل يكون عندك مشاعر زينا”.
سكت خالد بدون رد, كنت حاسس فيه بارتجاف ايده وكبريائه الي بيحاول يتصنعه قدامي, بصتله وأنا بتكلم بنبرة تخللها لا مبالتي: مش فاهم برود ايه الي يخلي واحد زيك بارد المشاعر ومش بيفكر إلا في مصلحته يعيط, مظنش إنك اتأثرت أوي بكلام أحمد لأنه أصلًا عارف إنك بتكرهه ومستين منك أي رد فعل حتى قتله.
“وبتضيع وقتك معي ليه ومهتم أوي إنك تعرف كنت بتصنع العياط ليه؟”
“فضول مش أكتر”.
“هادي ممكن تطلع برا وإلا بمنتهي البساطة هنادي على الحرس وأقولهم إنك اكتشفت مكان الخروج وحاولت تهربني وتلقى بقى عقاب عصيان أوامر أحمد بيه”.
“هو أنت ليه بقيت سيء بالشكل ده؟ أنت معقول الشخص الي عرفته يا أخي لوما متأكد إنك بشر زينا كنت فكرتك ملاك وقتها, ازاي ممكن تتحول من ملاك لشيطان”.
“محدش بيكون سيء بدون أسباب, أنا متمردش إلا لشعوري بالظلم, هو بيفضل مهاب عني وأمي فضلتك عني من عشرين سنة, ولسه انا بالنسبالها غريب على خلافك, انا بس مش فاهم ليه محدش فيهم اختارني حتى ولو خيار تاني”.
“ليه مُصر انها تقسيمة”.
بنبرة تخللها نقمه وغضبه محفوف بعتابه: علشان هي كدا, ديمًا منبوذ ومرمي علي كل حاجة, أنا ديمًا الغلطان, انا ديمًا الشرير في كل رواياتكم مع ان ولا حد فيكم سألني عن نفسي, عن حالي, إحساس بالقهر, الظلم والوحدة, كل واحد فيهم اختار من زمان, وعمري ما كنت اختيارهم, محدش فيهم مدرك او حاسس بالي حاسه, مهما كانت اسبابهم ولا واحد فيهم حاول بس يقرب, خلوني أربي نفسي بنفسي, وأنا مش فاهم ايه صح وايه غلط؛ هي مكنتش موجودة ولا حتى سألت عني وهو سبني بين مربية والتانية مفتكريش انه أب غير لما مهاب جه على الدنيا, طب وانا؟ انا برود كنت محتاجاه, لكن كان ديمًا لمهاب الأولوية, وحتى لما انت جيت, والمفروض يختار بيني وبينك, اختارك انت رغم كرهك الصريح ليه وعدم اعترافك فيه, عايزاني أكون ازاي؟ حد معطاء بيحب كل الي حوالي؟ أنا آسف بس محدش حبني فاضطريت أحب نفسي لدرجة الأنانية, اضطريت أكون الشرير علشان تظهروا في الصورة المثالية, محدش فيكم حاسس بالي أنا فيه.. قال كلمته الأخيرة بيشروا ناحية قلبه وهو بيخبط عليه بقوة بيتابع: أوقات بحس إني عايز أخلعه من مكانه من شدة ألم مش قادر اتحمله, بجد مش قادر, تعبت وأنا حاسس طول الوقت بالظلم وبكرههم لي, تعبت وأنا حاسس بكل الوغز ده بدون توقف, كنت قادر أهرب بس كنت مستناه يحن حتى لكنه رماني وكأني مش موجود, مجرد آداة بيستخدمها وقت ما بيحتاجها وبس”
“ده مش مبرر لكل الي بتعمله”.
“هو أنا كنت متوقع ايه منك, ينفع تطلع برا, محدش طلب شفقتك”.
“أنت تقدر تكون كويس, تكون الشخص الي عرفته في فرنسا بس انت الي عايز تكون كدا وبتبرر كل الي عملته بكونك ضحية”.
“أنت مش فاهم وعمرك ما هتفهم, واحد زيك عمره ما فهم يعني ايه تفكك اسري, واحد زيك عاش عمره كله على كفوف الراحة حتى معانيش من عدم وجود أب علشان عمر كان ديما موجود أحسن من أبونا بمراحل, واحد زيك نشيء في بيئة مثالية بدون أب بيكره أبوه علشان دمر حياته هو وأمه, وفرق بينه وبين أخوه, عمرك ما هتفهم انا حاسس بايه علشان ممرتش به”. قال كلماته الأخيرة بنبرة عالية حملت غضبه ومشاعره المكبوتة الي حفها حزن عميق كان بيحاول يدريه, قبل ما أحاول أرد حتى انتبهت على الحرس بيدخل الملحق, وكل حارس منهم بعدنا عن بعض موقفين حركة ايدنا لحد ما يتلقوا الأوامر من أحمد الي أمر بأننا نجي للمكتب, بصلي أحمد باستغراب بيسأل: أنت الي حاولت تدخل لخالد وتهربه, أنا مش مقتنع إنك ممكن تكون اكتشفت باب الخروج بصراحة.
بصله خالد بنبرة تخللت سخرية وتوقع رد بيقول: ليه محاولتش تسألني؟ مش يمكن يكون بيكدب؟
“ده احتمال بس مش مع هادي, هو معندوش أي دافع في كونه يكدب علي”.
“يمكن خوفه من العقاب”.
“محدش يعرفه غيرك ازاي هيخاف؟”
“يعني انت مدرك انك مبتعذيش حد غيري”.
“ليه محسسني إني بعذبك بالسياط وبنزل فيك جلد كل يوم”.
“أنا برود مش فاهم ليه مضطر أتعاقب وأنا كنت في مكاني, هو الي جالي لو كنت عايز اهرب كنت هربت من بدري”.
تجاهله أحمد بيبصلي فرديت: خالد مالوش ذنب أنا الي روحتله وعرفت أمر الباب وأنا الي توصلت لطريقة ادخل بها من باب الخروج.
بصلي خالد باستغراب, وكأنه كان متوقع إني أنكر, أحمد كان واقف بيبصلي وهو مش مصدق بيتابع: حاسس بانك بتحكي نص الحقيقة لكن هعديها بس ده مش بيمنع اني هعدي العقاب.
سكت وانا مميل راسي في الأرض فتابع: معنديش مانع تروح لعمر.
رفعت راسي باستغراب ببصله: مش فاهم.
“كنت بتحاول تهرب علشان تشوفه فأنا حاليًا بديك الإذن ده”.
“ده عقاب بجد؟”
“عندك الصلاحية انك تعيش معه لو عايز بس عندي شرط”.
ابتسمت ابتسامة بلهاء: موافق طبعًا.
ابتسم أحمد بيقعد على كرسي مكتبه: يبقى أشوفك بكرا في المكتب.
“ايه؟ مكتب ايه؟”
“مانت وافقت قبل ما تسمع شرطي إني محتاجك بكرا في الشركة”.
“بكرا بس؟”
“لحدما قرر أفردك”.
اتنهدت: طمنتني كدا هترفد من أول يوم.
ابتسم أحمد بدون رد فعل على خلاف خالد الي كان واقف ساكت مميل راسه بدون كلام, بص أحمد لخالد بيتابع: ممكن تعتبر اني عقابك في الملحق انتهى.
“مش فارقة, انت كدا كدا عاقبتني”. قال الأخيرة ومشي, لحقته بحاول اوقفه: خالد استنى.
أفلت ايده بغضب: عايز ايه؟
“انت ليه اتضايقت رغم كونه انهى فترة عقوبتك؟”
“أنهاها بعقوبة تانية”.
“مش فاهم”.
“تفتكر ليه قرر فجأة يخليك تروح لعمر رغم المفروض انه يعاقبك”.
“انت مضايق علشان كدا؟ انه معاقبنيش؟”
“مشكلتك انك غبي ومش فاهم”.
“طب متفهمني”.
“هيهمك في حاجة؟”
سكت فتابع: سيبك حتى ولو عرفت مش هتفرق معاك.
“هتفرق لو قلتلي”.
سكت بيبصلي: حتى ولو قلتلك انه بيستخدم معي أسلوب العزل مش هتفهم. قال كلمته الأخيرة ومشي, مكنتش فاهم قصده بتمتم باستغراب: العزل؟!تأففت بغادر ناحية العربية بتمتم: دي مكنتش كلمة.
ركبت العربية وبراء ركبت جمبي, كنا ساكتين في أول الطريق لحد ما براء باشرت بالحديث: هو أنت حاولت تكلم راشد؟
بصتلها باستغراب: عرفتي منين؟
الفصل الخامس والاربعون
اتنهدت بتبص عالطريق: واضح إن خالد مهكر الأليف الآلي بتاع راشد, لأن حسام حاول يكلمه قبل كدا رفض المكالمة برود فحاول يجرب من عند خالد فالمكالمة وصلت علشان كدا حاول يخترق النظام الي خالد مهكره بدون ما يحسس خالد, فلما حاولت توصل لراشد وصلت المكالمة لخالد فرفضها ووصل لحسام ان المكالمة وصلت لخالد وانه رفضها, الفكرة ان كل ده بيحصل بدون ما راشد يحس او يعرف ان فيه حد حاول يكلمه وبيعمل العكس لما راشد حاول يكلمك كان خالد بيكنسل قبل ما توصلك المكالمة وبتظهر رسالة لراشد بأن الخدمة متوقفة او مفيش ارسال او انك رفضت.
“غريبة انك عارفة كل ده رغم ان حسام بينفضلك طول الوقت”.
“بينفضلي؟ اختيارك لكلماتك كل مرة بيبهرني شبه أخوك بالظبط بس عامة الي متعرفهوش اني وحسام أغلب الوقت سوا ومتوافقين جدا”.
“ده خيالكي الي بيصورلك كدا؟!”
بصت بغضب على تأفف: على فكرة علاقتي مع حسام كانت هتنتهي بالجواز قريب لوما أخوك الي كل شوية ينطلنا وكأني ضرته.
“وخالد ايه علاقته بأن حسام مش بيحبك؟”
“طبعًا ليه علاقة, كل مرة كان حسام بيوافق فيها على خطوبتنا كان خالد بيقفلي زي الشوكة, هو محتكر حسام عليه هو وبس, مش عايزه يعيش حياته بشكل طبيعي”.
“ده على أساس ان حسام سايبه بشكل طبيعي؟ لما كنت في فرنسا كان بيعاملني وكأني عدوه علشان عنده نفس حب التملك الي عند خالد”.
سكتت وبعدين كملت: تفتكر اننا الي مش قادرين نفهمهم؟ الي بلاحظه ان حسام متعلق بخالد كأنه عيلته الوحيدة ونفس الشعور بحسه عند خالد وكأن عقدة الطفولة الي عند كل واحد منهم مخليه خايف يخسر الشيء الي بيحبه, يعني الطريقة الي مامة حسام سبيته بها كانت مهينة يمكن خالد كان أرحم بس هو برود عان من نفس الخسارة الي باباه وحسام عانوها.
“مش شرط يكون تعلقهم ببعض يكون شيء مش طبيعي او بسبب عقدة من الطفولة, يمكن احنا الي معرفناش نمر بتجربة صداقة حقيقية فمستغربين الموضوع غير كل ده مش شرط يكون رفض خالد لك يكون بسبب غيرته من تقربك من حسام يمكن يكون مش شايفك تستحقي صديقه وانه يستحق حد أحسن ويمكن رفض حسام لي اني أكون صديق خالد لما كنا في فرنسا هو خوفه مني لاني في النهاية كنت غريب عنه وقتها”.
“هادي مسمعتش عن حاجة اسمها ذوق واختيار الكلمات قبل كدا؟” قالت كلمتها الأخيرة بتدير وشها متجاهلني, سكت ومحاولتش أبرر لحد ما باشرت: يمكن بيبان اني الطرف الي عامل على علاقتنا أنا وحسام…
“قصدك مدلوقة عليه؟”
بصتلي على مضض بتكمل: لكن الحقيقة إني مش بحبه وعارفة كمان إنه مش بيحبني بس لو قرر يتجوز ويقنع ضرتي بين قوسين الي هو خالد أخوك طبعا فأنا أكيد هكون اختياره.. قالت كلمتها الأخيرة وهي بتقول اسم خالد بتتني سبابة ايدها الاتنين بسخرية, بصتلها باستغراب: مش فاهم.
“أنا عارفة حسام من الطفولة, وزي ما هو قادر يفهمني أنا كمان قادرة افهمه, ممكن تقول متعودين على بعض, قادرين نتعايش مع بعض, بمعنى أصح مناسبين لبعض, ولولا خالد كان زمانا متجوزين حاليًا علشان حسام أصلا مش عايز يتجوز عن حب, مش عايز في يوم من الأيام يصحى ويكتشف إن الشخص الي حبه من قلبه هرب وسابه, مش عايز يجرب نفس تجربة باباه مع مامته, هو فكر بعقله زي مانا فكرت بعقلي لكن حب وكلام فاضي محدش فينا جرب الشعور ده”.
“مش يمكن خالد رافض علاقتكما علشان هي غلط مش حب تملك لحسام, أقصد إنه عايز لما صاحبه يختار يكون متأكد من اختياره, يكون بصدق عايزه من كل قلبه”.
“ومن قالك إن الجواز بيتبني على الحب؟ بابا وماما متجوزين جواز بيزنس وحياتهم مستقرة, مفيش حب بس فيه تفاهم”.
“مش قادر اقتنع بالعبط ده بصراحة, اه الحب مش الأساس الي نبني عليه وبس ولازم يكون فيه تفاهم واحترام متبادل, قادرين نفهم بعض لكن الحب هو السكر الي بيحلي العلاقة دي وبيخليها تكمل”.
“وليه باباك ومامتك مكملوش؟ أظن إنك عارف ازاي هدية عافرت علشان تتجوز أحمد الي محدش كان متخيل إن فيه حد ممكن يلين قلبه أو عقله, بابا كان بيحكلي ازاي بيكون طفل قدامها بحاضر ونعم وكأنه مارد مستعد يحقق كل طلباتها رغم إن بابا نفسه كان بيخاف يتعامل مع أحمد من شدته وقسوته, في النهاية الحب مقدريش ينتصر ومامتك لما قررت تتجوز تاني اختارت بعقلها, وأهي وفرتلك بيئة وأب مثالي مشكتيش لحظة في كونه باباك لوما جبروت أحمد إنه أجبرها ترجعله تاني غير كدا فالاستمرارية كانت مع الاختيار بالعقل مش القلب حتى انت كنت عايز عمر مش أحمد”.
“هدية حبت عمرعلشان كدا اتجوزته”.
“هدية تقبلت عمر وشافته الشخص المناسب علشان كدا اتجوزته, تفرق”.
“مستحيل حد يقرر يفضل مع حد علشان بس شايفه مناسب, ازاي ومشاعره؟”
“اختيار الأشخاص الصح للعلاقة هو الي ديما بينتصر, وهدية اختارت الشخص الي كان قادر يديك طفولة سوية بعيدا عن أحمد ومرضه النفسي, شوف الفرق بينك وبين خالد, هتدرك قد ايه هي ادركت خطأها في الاختيار تبعا لمشاعرها وانها كانت صح لما اخترت عمر اب ليك”.
“مستحيل, هدية طول عمرها كانت نعم الزوجة لعمر, عمرها ما خانقت معه حتى أو حد فيهم نام من التاني زعلان إلا لو عمر تحيز لي في مواقف معينة هي رافضها”.
“أي حد بيمثل دور الزوج او الزوجة المثالية فهو بيمثل وبيخبي مشاعر كتير جواه, أي علاقة بيميزها الحب, هتلاقي فيها الخناقات مبتخلصيش علشان الطرفين بيعاتبوا ويتصافوا في نفس اللحظة إنما كونها مخانقتش معه ولا مرة فده مش حبًا فيه انما احترام ليه, ومشاعرها كانت محتفظة بها لنفسها, ومظنش إنما عمر كان سعيد بحاجة زي دي, لأنه حبها بجد, شوف الفرق بين عمر وبين هدية بعد الانفصال وأنت هتفهم قصدي
سكت شارد لحد ما وصلتها بيتها وبعدين رجعت البيت تاني, انتبهت على أحمد متردد في دخول أوضة أمي لحد ما تمالك الشجاعة وخبط بيفتح الباب وقبل ما يدخل وقفته أمي بنبرة حادة بدون ما تبصله: مش مسموحلك تدخل.
حاول يبتسم بيسأل: ليه؟
“على أساس انك مش عارف ليه”.
اتنهد بأسى بيتابع: مبقتش عارف أي حاجة تخصك, وكأني غريب عنك..مش متخيل إنك للدرجة دي كرهتيني.
“أحمد أحمد أرجوك أنا مش قادرة أتكلم دلوقتي ممكن تسبني”.
سكت بيلف وشه منتبه على وجودي حسيت بارتباكه وشعوره بالاحراج, مشي بدون ما يكلمني وأنا اتقدمت ناحية أوضة أمي بخبط على الباب.
“أحمد قلتك مش عايزة…” قالت كلمتها بعصيبة بتلف وشها لكن ما ان انتبهت انه أنا سكتت, بصتلها بسأل: ممكن أدخل؟
سكتت بدون رد متجاهلاني فأتقدمت ناحيتها بقعد قصدها بسأل: ليه موصلله انك بتكرهيه مع إن دي مش الحقيقة.
“غريبة ده مكنش كلامك من يومين”.
“علشان كنت فاكر إن الشخص الي حبتيه بجد هو بابا أو الي كنت فاكره باباي وطبعًا أقصد عمر بس لما رجعت بالذاكرة كدا لورا اكشتفت إنك عمرك ما حبتي عمر أنتِ بس استأنست بوجوده ولطفه, كان هو الي عنده الطاقة الأكبر علشان يحب ويغرقنا من حبه حتى أنا لكن أنتي عمرك ما نسيتي أحمد بس الفكرة إنك فكرتي بعقلك, اخترتي الشخص المناسب ليك مش الي بتحبيه.
بصتلي باستغراب: ليه بتقول كدا؟
” قعدت أسرح شوية في شعورك بعد الانفصال أنتي وعمر, قصدي شوفي حال عمر اتدهور ازاي وأنتي عاملة ازاي, عمر رغم كونه طبيب نفسي والمفروض إنه كان بيعالجك تتخطي علاقتك هو مش عارف يعالج نفسه, بقى باهت وجسم ميت بدون روح على خلافك, يمكن اتضايقتي بسبب حياتك المستقرة الي اتدمرت, وولادك الي اتشتتوا, والشخص الي أكرمك إن ده يكون مصيره بس مش شايفكي بقيت زي عمر, أنتي مقموصة من أحمد مش بتكرهيه, يمكن بتكره تملكه بس روحك لسه معه, يمكن مش قادرة تتعاملي معه دلوقتي علشان تصرفاته وعصيبته بس ده مبنكريش سعادتك في كل مرة كان بيحاول يصالحك فيها ويتودد ليك”.
بصتلي بصدمة: أنت متخيل إني كان ممكن أخون عمر وأنا متجوزاه.
“مشاعرك هي الي خانته مش أنت, ليه محاولتش تتخلصي من السوار الي عطهولك رغم انفصالكم وارتباطك بحد تاني”.
“السوار؟!” سكتت لوهلات وكأنها فقدت كل سبلها للإنكار وباستسلام ردت: ومين قالك إني محاولتش, بس كل مرة كنت بحاول أعمل كدا روحي كانت بتخوني, وبلا إرادة مني بروح أجيبه من مكان ما رميته لدرجة إني في مرة عطته لست بتبيع حاجات قديمة في الشارع, فضلت ست شهور بدور على الست دي, لحد ما ليقتها, قلبي اتخلع من مكانه لما قالتلي إنها باعته لوحدة, فضلت أدور تاني لدرجة إني نزلت صورته من أكونت وهمي وعرضت عليه قيمة مالية كبيرة للي هلاقاه, مكنتش فاهمة ليه بعمل كدا وليه كل ليلة بعيط بحرقة لحد ما ليقته, وقتها كنت بكره نفسي, علشان مش عارفة أكرهه أو أنساه, كنت محتاجة أنساه علشان عمر, حتى لو مفيش بينه وبينه أي كلام بس مكنتش عايزة اخونه في مشاعري الي معنديش فيها تحكم علشان كدا كنت بحاول أشيله على كفوف الراحة وأوفرله كل السبل علشان أكون الزوجة المثالية.
“بس هو مكنش حاسس بروحك”.
“حاولت, حاولت كتير بس معرفتش أكون مبسوطة معه زي ما كنت مع أحمد, أنا عارفة إن فيه كل البدع بس مشكلتي إن قلبي طول الوقت كان معه”.
“أنا كل الي صعبان علي عمر, كان بيعاني من فقر مشاعر من الشخص الي وهبه كل حياته وابن مش ابنه بس عمل المستحيل علشان ينول بس رضاك ومع هذا كان حاسس إنك منستهوش, مش قادر يتهمك ومش قادر يجبرك إنك تحبيه ومش عارف يعاتبك علشان تصرفاتك مفهاش حاجة, المشكلة في الشعور الي بيوصله ومش عارف يترجمه ازاي لعتاب”.
“بس أنا عمري ما خنته ومينفعيش تحاسبني على مشاعري وهي مش بايدي, طول ما تصرفاته وكلي كرسته لعمر”.
بنقم رديت: أنا آسف بس مش قادر, وبعدين ليه تظاهرتي بإنك مضايقة مني علشان دمرت حياتك المستقرة وأنت أساسًا كنت مبسوطة إنك رجعتله تاني, ليه حسستني بكل تأنيب الضمير ده تجاهك وتجاه عمر؟ وأني العاق الي أفسدت عليك حياتك المستقرة, مع إنك مكنتش عايشة وكنت عايزة ترجعله, لييييه, بجد عايزة أفهم ليه؟ طالما متعلقة به للدرجة ليه مسبتنيش مع عمر وكنت رجعتليه من أول مرة قرر فيها يرجعلك, ليه وصلت الأمر إن عمر يتسجن ويكون مذلول لواحد زي ده؟
“افتكر إن الواحد ده باباك ومينفعيش تتكلم عليه كدا”.
“هو ده كل الي همك من كلامي, أنتي علشان مصلحتك دمرتنا, ذنبه ايه عمر؟ مكنتيش قادرة تحبيه مكنتيش وافقتي علشان ميتعلقيش بحبال دايبة, كان هيزعل في الأول بس على الأقل مكنش هيبقى زي دلوقتي”.
“وأنا مكنتش هوافق على أحمد وكنت هفضل مع عمر طوال حياتي, بس أنت مسبتليش خيار تاني”.
“كفاية حجج واهية, أنا واثق إن كان عندك الحل بس أنت الي اخترتي إني اتصدر في وش المدفع علشان تلاقي شماعة ترمي عليها حججك وتأنيب ضميرك”.
بغضب بتحاول تتمالك نفسها ردت: هادي امشي من قدامي دلوقتي علشان أنا مش على استعداد إني أمد ايدي عليك تاني.
بصتلها بنقم وأنا الغضب بيتخلل كل عروقي ومشيت, عمر كان صعبان علي, كنت مشتت ما بين إن ده أبوي الحقيقي والمفروض أفرح إن العيلة شملها اجتمع بس مكنتش قادر, كنت حاسس إني زيها خنت عمر, دخلت أوضتي وبغضب قلت وأنا بكلم دي بي: مين قال إني كنت عايز دي تبقى عيلتي, أنا عايز أرجع لعمر واخواتي تاني, عايز أرجع لمرسال وحد, ازاي كنت مغفل ومش قادر أحس بقيمتهم, يارتني فضلت جاهل بالحقيقة, يارتني ما كنت سافرت فرنسا ولا قابلت خالد, مكنتش هعرف مين أحمد ولا خالد ده أصلًا, كنت هفضل بحقيقة إن عمر هو أبوي الوحيد زي ما هو صاحبي الوحيد, يارتني فضلت مخدوع بقصة حب هدية وعمر الوهمية.
قعدت على السرير بحاول أهدى لحد ما دي بي باشرت: لا أعلم سبب غضبك الشديد سيدي لكن مؤشراتي تقول أنه بسبب طلاق السيد عمر والسيدة هدية.
سكت بهز راسي بالإيجاب: أتريد أن أريك ما يفعله السيد عمر الآن؟ هذا إن أردت الاطمئنان على حاله.
“هو ده ممكن؟”
“السيد عمر لم يمنعني من إطاعة أوامرك, فقط اطلب وأنا سأنفذ”.
“محتاج أشوف عمر طيب”.
فتحت دي بي جناحيها لعرض شاشة, لكن قبل ما أشوف حاجة سمعت صوت الباب بيخبط, أذنت للطارق بالدخول وكان مهاب, بصتله باستغراب وقلق: مالك؟ أنت كويس؟ وشك أصفر وكأن حد ضربك.
قعد جمبي وسند راسه على رجلي في صمت تام وأسى حف ملامحه لحد ما باشر بالحديث: هو ليه بابا بيعمل كدا في خالد؟
بصتله باستغراب فكمل: روحت لخالد النهاردة علشان أشوف ازاي أساعده يهرب من الملحق زي كل مرة, بس قبل ما أخبط عليه, سمعت صوت عياط متكتم جاي من الملحق, بخوف وقلق سألت: خالد أنت بتعيط؟
كنت مستغرب ومش مصدق علشان عمري ما شوفته بيعيط, صمت ساد المكان مرة واحدة وصوت العياط اختفى فسألته تاني بخوف أكبر, لكن مع تكرار سؤالي زعق في من ورا الباب وقالي: امشي.
قلته مش هسيبك لحد ما تطلع لكنه زعق في جامد إنه مش عايزاني وقد ايه بيكرهني.. قال الأخيرة بيبصلي بحزن عميق: هو خالد فعلًا بيكرهني؟
مكنتش عارف أرد لأني شخصيًا مش فاهم خالد ده بيحب مين وبيكره مين, حاولت أهدي مهاب لحد ما الليل ليل ونام, وأنا بهدوء نيمته عالسرير واتسللت للمحلق الي كان فيه خالد, خبطت براحة على أحد جدران الملحق الي بيعلوه شباك وأنا بهمس: خالد سامعني.
بنبرة كبريائه رد: أنت حابب تتعاقب يعني ولا ايه, أكيد مش جاي تنقذني يعني.
“غرورك ده هو الي موديك في داهية, أنا بس جيت أعرف كنت بتعيط زي العيال ليه”.
“ليه فاكرني زيك”.
“هعديها علشان خاطر الولد الي كسرت بخاطره وهو كان قلقان عليك, ليه مصر تكره كل الي حواليك فيك”.
“مش محتاج حد حوالي, حتى وجودي هنا بمزاجي, أنا محدش يقدر يخلني أعمل حاجة مش عايزاه”.
“عايزة تقنعني إنك تقدر تطلع من الملحق الي متشفر بصوت أحمد وباسورد محدش يعرفها غيره, ده بياخد كل بصماته وتفاصيل وشه ونبرة صوته وفوق كل ده باسورورد”.
ملحقتش أخلص كلامي إلا وليقت باب من الجدار الخلفي الي كنت واقف قدامه بيتفح, بصيت باستغراب وصدمة وخالد قاعد ببرود وكأن ده عادي, بمجرد ما دخلت الباب اتقفل, بصتله باستغراب: طالما بإمكانك تهرب ليه مهربتش؟ ثم ازاي قدرت تشق فتحة في الجدار غير الباب الرئيسي.
“لازم تعرف ازاي عدوك بيفكر وبعدين تخترع الحل”.
“بمعنى؟”
“أحمد من النوع الي مبيحبش الأفكار الاعتيادية, فمكان زي المحلق أكيد مش هيخلي فيه باب الخروج زي باب الدخول, حتى المكان الي بيوصلي منه الاكل مختلف عن الخروج والدخول”.
“طب وليه حاطط حرسه قدام باب الدخول طالما الخروج مش هنا”.
“علشان محسيش أو استغرب ليه حاطط حرس قدام الجدار الخلفي, محبش يسيب أي حاجة ممكن تخلني أشك فيه”.
“وأنت طبعًا بتتظاهر بالغباء قدامه علشان ميكتشفيش إنك اكتشفته”.
ابتسم: أكتر حاجة بتعجبني فيك إنك فاهمني.
“طب ازاي عرفت مكانه؟”
ابتسم بيمسح على شعره بيخلل ايده بين خصلات شعره لحد ما طلع خصلات شعر كتير بين ايديه وهو بيقول: دي حاجة أشبه بقرون الاستشعار عند النملة, بقدر من خلالها أحدد خلايا الالكترونية والشرائح الموجودة في أي حتة.
بذهول بصتله: انت ازاي عملتها؟ أحمد كان مفكر إنه مانع عنك كل وسائل التكنولوجيا وأنت أصلا حاططها جو شعرك؟
“مش شعري بس.. ابتسم بيكمل: بس مش بحب أكشف عن مصادري الخاصة.
ابتسمت: مغرور بس ذكي.
سكت خالد بدون رد, لكن بسبب الضوء الخافت مكنتش ملاحظ ملامحه أوي لحد ما قربت منه بسأل: عينك ليه حمرا؟
ازاح ايدي عن وشه بيقول: بطل استعباط بتحاول تقول كدا علشان تستدرجني في الكلام.
“اعتبر ده اعتراف منك إن مهاب سمعك فعلا وأنت بتعيط؟”
“مظنش إن كلامي فيه أصلا أي دليل على ده بس هريحك وأقولك اه عادي مانا بشر”.
“أنا كنت زيك مفكر إنك بشر زينا بس تدريجيًا بدأت أحس إن مستحيل يكون عندك مشاعر زينا”.
سكت خالد بدون رد, كنت حاسس فيه بارتجاف ايده وكبريائه الي بيحاول يتصنعه قدامي, بصتله وأنا بتكلم بنبرة تخللها لا مبالتي: مش فاهم برود ايه الي يخلي واحد زيك بارد المشاعر ومش بيفكر إلا في مصلحته يعيط, مظنش إنك اتأثرت أوي بكلام أحمد لأنه أصلًا عارف إنك بتكرهه ومستين منك أي رد فعل حتى قتله.
“وبتضيع وقتك معي ليه ومهتم أوي إنك تعرف كنت بتصنع العياط ليه؟”
“فضول مش أكتر”.
“هادي ممكن تطلع برا وإلا بمنتهي البساطة هنادي على الحرس وأقولهم إنك اكتشفت مكان الخروج وحاولت تهربني وتلقى بقى عقاب عصيان أوامر أحمد بيه”.
“هو أنت ليه بقيت سيء بالشكل ده؟ أنت معقول الشخص الي عرفته يا أخي لوما متأكد إنك بشر زينا كنت فكرتك ملاك وقتها, ازاي ممكن تتحول من ملاك لشيطان”.
“محدش بيكون سيء بدون أسباب, أنا متمردش إلا لشعوري بالظلم, هو بيفضل مهاب عني وأمي فضلتك عني من عشرين سنة, ولسه انا بالنسبالها غريب على خلافك, انا بس مش فاهم ليه محدش فيهم اختارني حتى ولو خيار تاني”.
“ليه مُصر انها تقسيمة”.
بنبرة تخللها نقمه وغضبه محفوف بعتابه: علشان هي كدا, ديمًا منبوذ ومرمي علي كل حاجة, أنا ديمًا الغلطان, انا ديمًا الشرير في كل رواياتكم مع ان ولا حد فيكم سألني عن نفسي, عن حالي, إحساس بالقهر, الظلم والوحدة, كل واحد فيهم اختار من زمان, وعمري ما كنت اختيارهم, محدش فيهم مدرك او حاسس بالي حاسه, مهما كانت اسبابهم ولا واحد فيهم حاول بس يقرب, خلوني أربي نفسي بنفسي, وأنا مش فاهم ايه صح وايه غلط؛ هي مكنتش موجودة ولا حتى سألت عني وهو سبني بين مربية والتانية مفتكريش انه أب غير لما مهاب جه على الدنيا, طب وانا؟ انا برود كنت محتاجاه, لكن كان ديمًا لمهاب الأولوية, وحتى لما انت جيت, والمفروض يختار بيني وبينك, اختارك انت رغم كرهك الصريح ليه وعدم اعترافك فيه, عايزاني أكون ازاي؟ حد معطاء بيحب كل الي حوالي؟ أنا آسف بس محدش حبني فاضطريت أحب نفسي لدرجة الأنانية, اضطريت أكون الشرير علشان تظهروا في الصورة المثالية, محدش فيكم حاسس بالي أنا فيه.. قال كلمته الأخيرة بيشروا ناحية قلبه وهو بيخبط عليه بقوة بيتابع: أوقات بحس إني عايز أخلعه من مكانه من شدة ألم مش قادر اتحمله, بجد مش قادر, تعبت وأنا حاسس طول الوقت بالظلم وبكرههم لي, تعبت وأنا حاسس بكل الوغز ده بدون توقف, كنت قادر أهرب بس كنت مستناه يحن حتى لكنه رماني وكأني مش موجود, مجرد آداة بيستخدمها وقت ما بيحتاجها وبس”
“ده مش مبرر لكل الي بتعمله”.
“هو أنا كنت متوقع ايه منك, ينفع تطلع برا, محدش طلب شفقتك”.
“أنت تقدر تكون كويس, تكون الشخص الي عرفته في فرنسا بس انت الي عايز تكون كدا وبتبرر كل الي عملته بكونك ضحية”.
“أنت مش فاهم وعمرك ما هتفهم, واحد زيك عمره ما فهم يعني ايه تفكك اسري, واحد زيك عاش عمره كله على كفوف الراحة حتى معانيش من عدم وجود أب علشان عمر كان ديما موجود أحسن من أبونا بمراحل, واحد زيك نشيء في بيئة مثالية بدون أب بيكره أبوه علشان دمر حياته هو وأمه, وفرق بينه وبين أخوه, عمرك ما هتفهم انا حاسس بايه علشان ممرتش به”. قال كلماته الأخيرة بنبرة عالية حملت غضبه ومشاعره المكبوتة الي حفها حزن عميق كان بيحاول يدريه, قبل ما أحاول أرد حتى انتبهت على الحرس بيدخل الملحق, وكل حارس منهم بعدنا عن بعض موقفين حركة ايدنا لحد ما يتلقوا الأوامر من أحمد الي أمر بأننا نجي للمكتب, بصلي أحمد باستغراب بيسأل: أنت الي حاولت تدخل لخالد وتهربه, أنا مش مقتنع إنك ممكن تكون اكتشفت باب الخروج بصراحة.
بصله خالد بنبرة تخللت سخرية وتوقع رد بيقول: ليه محاولتش تسألني؟ مش يمكن يكون بيكدب؟
“ده احتمال بس مش مع هادي, هو معندوش أي دافع في كونه يكدب علي”.
“يمكن خوفه من العقاب”.
“محدش يعرفه غيرك ازاي هيخاف؟”
“يعني انت مدرك انك مبتعذيش حد غيري”.
“ليه محسسني إني بعذبك بالسياط وبنزل فيك جلد كل يوم”.
“أنا برود مش فاهم ليه مضطر أتعاقب وأنا كنت في مكاني, هو الي جالي لو كنت عايز اهرب كنت هربت من بدري”.
تجاهله أحمد بيبصلي فرديت: خالد مالوش ذنب أنا الي روحتله وعرفت أمر الباب وأنا الي توصلت لطريقة ادخل بها من باب الخروج.
بصلي خالد باستغراب, وكأنه كان متوقع إني أنكر, أحمد كان واقف بيبصلي وهو مش مصدق بيتابع: حاسس بانك بتحكي نص الحقيقة لكن هعديها بس ده مش بيمنع اني هعدي العقاب.
سكت وانا مميل راسي في الأرض فتابع: معنديش مانع تروح لعمر.
رفعت راسي باستغراب ببصله: مش فاهم.
“كنت بتحاول تهرب علشان تشوفه فأنا حاليًا بديك الإذن ده”.
“ده عقاب بجد؟”
“عندك الصلاحية انك تعيش معه لو عايز بس عندي شرط”.
ابتسمت ابتسامة بلهاء: موافق طبعًا.
ابتسم أحمد بيقعد على كرسي مكتبه: يبقى أشوفك بكرا في المكتب.
“ايه؟ مكتب ايه؟”
“مانت وافقت قبل ما تسمع شرطي إني محتاجك بكرا في الشركة”.
“بكرا بس؟”
“لحدما قرر أفردك”.
اتنهدت: طمنتني كدا هترفد من أول يوم.
ابتسم أحمد بدون رد فعل على خلاف خالد الي كان واقف ساكت مميل راسه بدون كلام, بص أحمد لخالد بيتابع: ممكن تعتبر اني عقابك في الملحق انتهى.
“مش فارقة, انت كدا كدا عاقبتني”. قال الأخيرة ومشي, لحقته بحاول اوقفه: خالد استنى.
أفلت ايده بغضب: عايز ايه؟
“انت ليه اتضايقت رغم كونه انهى فترة عقوبتك؟”
“أنهاها بعقوبة تانية”.
“مش فاهم”.
“تفتكر ليه قرر فجأة يخليك تروح لعمر رغم المفروض انه يعاقبك”.
“انت مضايق علشان كدا؟ انه معاقبنيش؟”
“مشكلتك انك غبي ومش فاهم”.
“طب متفهمني”.
“هيهمك في حاجة؟”
سكت فتابع: سيبك حتى ولو عرفت مش هتفرق معاك.
“هتفرق لو قلتلي”.
سكت بيبصلي: حتى ولو قلتلك انه بيستخدم معي أسلوب العزل مش هتفهم. قال كلمته الأخيرة ومشي, مكنتش فاهم قصده بتمتم باستغراب: العزل؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك رد