روايات

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الفصل الثامن 8 بقلم سارة أسامة نيل

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الفصل الثامن 8 بقلم سارة أسامة نيل

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) البارت الثامن

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الجزء الثامن

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الحلقة الثامنة

– قدر ملكي .. ليا أنا وبس، ومحدش يقدر ياخدها مني ولا يبعدها عني، قدر ملكية خاصة بعزيز وبس..
كان يصيح بهوس والشر يتدفق من عينيه بينما يغرز سلاحه بعنق قيس الذي كان ثابتًا لم يتزحزح ولم يلقي له بالًا..
وتلك القوة والثبات اللذان يشعان من أعين قيس جعلَا عزيز يفقد أعصابه ويرمقه بكره فها هو عدوه الجديد…
تلفظ قيس بثقة وهو يتمعن بوجهه وينظر له بتحدي:-
– ولا تقدر تمسّ شعرة منها طول ما أنا عايش وفيا روح..
زاد عزيز من إقترابه وهو يرى تحدي هذا الطبيب له الواضح ويبدو عشقه لقدر الصارخ بأعينه، هسهس أمام وجه قيس بنبرته الكريهة ومازال السلاح على عنق قيس:-
– يبقى هاخد روحك يا دكتور المجانين..
قلّب قيس أعينه بلامبالاة وردد وهو يشيح بعيناه بعيدًا:-
– أخرك فاضي يا بتاع الفراخ .. متقدرش تقرب مني وإلا هتروح ورا الشمس لاني مش أي حد، علاقاتي مع ناس برا البلد وناس متقدرش تبص بس على طرفهم ومعايا الجنسية ولو عرفوا بس ولا شموا خبر بأي أذية ليا هينهوا عليك بدون غمضة عين .. أنت ضعيف يا بتاع الفراخ متقدرش تعمل أي حاجة .. أنا مش أي حد يا بتاع الفراخ وأختلف عن أي حد أنت تعرفوا وقابلته…
وبعدين أيه ملكي وبتاعتي والكلام المريض ده..
ولكز قيس عزيز بكتفه بقسوة والذي سقط سلاحه وهو يدرك أن خصمه لا يستهان به ويجب عليه التخطيط لإنهاءه بتروي..
وتحدث قيس من بين أسنانه بتحذير:-
– قدر مراتي يا حقير واسمها أوعي يجي على لسانك القذر ده .. مراتي مش هتقدر تلمح طرفها حتى .. وحقها هاخده منك واستعد للي بيحصلك وهيحصلك، حقها هيخلص منك واحدة واحدة، اصبر أنت بس الدور عليك…
وخرج قيس بخطوات قوية ثابتة تهتز لها الأرض تاركًا عزيز من خلفه ساقطًا في دوامة من التساؤلات..
عقد حاجبيه بتفكير وهو يدقق في كلمات قيس المتحدية، أخرجه من شروده رنين هاتفه، وفور أن أجاب أتاه صوت فارس الصارخ:-
– عزيز أنت فين .. الشرطة جات على القصر وأخدوا بابا … الثفقة إللي كانت عن طريق البحر اتكشفت .. في توصيه علينا جامدة وحد بينكش ورانا يا عزيز .. أنت فين من ده كله، أنت السبب في إللي بيحصل معانا .. جعفر باشا الشرطة أخدته وأنت بتجري ورا البنت دي .. تعرف ده معناه أيه!!
ثبتت أنظار قيس عند نقطة ما وأضاء حديث قيس الأخير بعقله وهو يتوصل إلى مفتعل تلك الفوضى…
خرج متلهف نحو مركز الشرطة وهو يتوعدهم بالجحيم، بعد القليل من الوقت كان يدلف لمركز الشرطة وبصحبته العديد من المحامين وتم إجراء الكثير من المهاتفات من أًناس ذو صلة وقوة..
تقابل عزيز مع جعفر وعمل جيش المحامين على الدفاع وتقديم أوراقهم الرابحة..
في حين كان جعفر البحيري يُعامل معاملة الملوك وكأنه مجرد زائر وليس بمتهم..
رمق جعفر عزيز بشر وتوعد ثم قال من بين أسنانه:-
– شغلك مش بقيت شايفه يا عزيز باشا، هتدفع تمن الغلطة دي كتير أوي..
خنع أمام جبروت هذا الذي علمه الجبروت لكن بقت ملامحه ثابته وقال بوعيد:-
– محدش يقدر يمسّ جعفر باشا بحاجة أقل من ساعة زمن واحدة وهتكون في قصرك يا باشا..
وأنا وصلت للي ورا إللي بيحصلنا ده..
رمقه جعفر بتسائل وترقب ليقول عزيز بوجه مكفهر:-
– دكتور جديد بيعالح قدر وبينقم لها، واتجوزها كمان وهربها من المستشفى ووقف قدامي أنا عزيز البحيري يتحداني ومش خايف ولا عامل إعتبار لاسمنا..
أشعل هذا الحديث فتيل غضب جعفر وطرق بيده فوق الحائط وأردف والنيران تنبثق من أعينه:-
– قولتلك أقتل البت دي من زمان ونخلص منها أنت دخلتنا في مسرحية ملهاش لازمة مش كفاية اتجوزتها ولوثت اسمي مع بت زي دي..
الدكتور ده يكون قدامي بليل لازم يدفع تمن جُرأته ووقفته قدام جعفر البحيري..
قال عزيز بتأكيد:-
– ودا إللي هيحصل يا باشا…
وبعد أقل من ساعة كان يخرج جعفر وخلفه عزيز من مركز الشرطة تحت إكراه المسؤولين لكن ماذا يفعلون أمام أوامر من جهات عُليا يغمرهم الفساد..!
وهذا المبرر يتردد:-
– جعفر باشا اسمه أشهر من النار على العلم ومعروف وسط السوق ومستحيل يكون هو ورا الثفقة دي .. وهنعرف مين إللي وراها وبيحاول يورط جعفر باشا..
****************
بهذا المنزل البسيط بالقرب من الشاطئ والمياه الزرقاء وقفت تنظر بشرود وأعينها غائمة بالذكريات لتعود بذاكرتها إلى الوراء..
قالت قدر لمرح التي تجلس أمامها بغرفتها ووجها شاحب:-
– أنا قررت يا مرح هنسحب من الدورة دي مش هقدر على كدا وأنا متعودتش أحسّ بالمشاعر دي وشعور العجز ده .. لازم أبعد طالما مشاعري بدأت تتحرك تجاهه وأتعلق بيه علشان مغضبش ربنا ومعذبش نفسي يا مرح وأنا مش حِمل العذاب ده ومش حمل ذنوب، لما أبعد من دلوقتي أحسن ليا علشان متوجعش أكتر وأنا مستحيل أتخطى الحدود إللي شرع فرضها..
لو ليا نصيب في حاجة هتجيلي لغاية عندي ربنا قادر على كل شيء دا يقيني..
دي أخر مرة هحضر فيها حتى لو بستفاد في داهية مقابل إن أحمي قلبي وديني وهنسحب..
وبعد قليل كان كُلًا من قدر ومرح يحضرون المحاضرة لكنهم تفاجئوا بإنسحاب الطبيب قيس وحلّ مكانه آخر..
تنهدت قدر براحة وقالت:-
– شوفتي الحمد لله جات من عند ربنا، ربنا رحيم أوي يا مرح..
ودا مجرد تعلق غصب عني وهقدر إن شاء الله أسيطر على مشاعري ومع مرور الأيام هنسى وكل حاجة هترجع لطبيعتها..
قالت مرح:-
– على الرغم من إن الكل زعلان من انسحاب الدكتور قيس أووي بس خير..
خرجت من شرودها على ولوج ياسين بصحبة مرح وهو يحمل الطعام، أقترب منها وقبل رأسها ثم قال:-
– الحمد لله على السلامة يا قدري الجميل، أنا فرحان أوي يا قدر .. تعرفي أنا اتعلمت منك درس مستحيل أنساه إللي حصل ده معجزة..
من ترك شيء لله عوضه الله بخيرٍ منه..
قررتي تسيبي الكورس ومش هامك أي حاجة لمجرد أنك حسيت بمشاعرك بتتحرك..
ما كان لها أن تُخفي عن شقيقها ياسين شيء فهو ليس مجرد شقيقها فحسب وإنما صديقها وتسرد له ما في قلبها دون تردد..
احتضنته قدر براحة وهي تتمسك به وتنهدت بإرتياح وقالت بنبرة رغم سكينتها لكنها حزينة منتطفئة:-
– الحمد لله يا ياسين .. الحمد لله أنك بقيت بعيد وربنا بعدك عن إللي حصل، لو كنت معانا كان حصلنا أيه، أنا كان جوايا أمل دايمًا وكل يوم أنك ترجع وتوصل ليا وتتصرف صح..
بابا وماما ورائد ورائف يا ياسين ورائد حصله أيه بعد ما ضربه بالرصاص .. هما فين وحصلهم أيه، أنا استغليت فترة وجودي في القصر الملعون ده إن اسمع أي حاجة عنهم أو أعرف هو وداهم فين بس موصلتش لحاجة..
كانت خطتك إنك تبعت مرح تشتغل في القصر وتوصل الأخبار معاها وتقولها على خطة إن أعمل نفسي دخلت في أزمة نفسية وهما ما صدقوا وعندهم سمعتهم أهم حاجة فكانت جريمة إن واحدة من القصر مجنونة وشايله اسمهم تفضل موجوده..
نفسهم المريضة صورت لهم كدا..
كانت خطة ناجحة علشان أخرج من القصر وجعفر يفرض على القذر عزيز يطلقني وهو بيبقى قدامه زي الفرخة المبلولة..
قال ياسين بوعيد وأعين تحمل الكثير من الكُره والغلّ:-
– هدفعهم التمن يا قدر .. وهوصل لأهلنا .. والله لأدفهم التمن غالي أووي..
رددت قدر بأعين شاردة:-
– الناس دي معندهاش رحمة يا ياسين ولا ضمير ولا إنسانية وميعرفوش ربنا، مش بيهمهم حاجة وبيرتكبوا كل الجرايم إللي تتخيلها ومش تتخيلها، حقيقي مجرمين يا ياسين، ربنا القادر عليهم وربنا ينتقم منهم يارب..
قامت مرح برصّ الطعام فوق الطاولة ووجدت طعام في البراد وكل ما يحتاجونه، يبدو أن قيس أحضر كل شيء..
اقتربت من ياسين الذي يحتضن قدر ثم قالت بحنان:-
– يلا يا حلوين أنا رصيت الأكل، أنتوا مش أكلتوا أي حاجة النهاردة..
ابتعدت قدر عن ياسين واقتربت من مرح تحتضنها وقالت بإمتنان:-
– شكرًا يا مرح شكرًا على كل حاجة عملتيها علشاني .. خاطرتي بحياتك ومش هامك حاجة ووقفتي جمب ياسين وأنقذتيني .. أثبتي حبك ليا ولياسين أثبتي أنك أخت وأكتر من أخت ليا، أنا حقيقي محظوظة إن ربنا رزقني بيكِ..
بادلتها مرح وقالت بدُعابة:-
– دا بسبب تمثيلك الفوق الممتاز يا قدر، لولا أنك قدرتي تمثلي بجدارة مكوناش عرفنا نخرج برا القصر..
تنهدت قدر بثقل فلم يكن هذا مجرد تمثيل وحسب بل إنها هدنة كانت بحاجة إليها، روحها مُمزقة، أردفت مرح وهي تسحبها نحو الطاولة وتُشير لياسين الواجم:-
– خلاص انتهينا، كابوس وانتهى والدور عليهم دلوقتي يدفعوا التمن يا قدر ونشوفهم مذلولين، عايزه أشوف روح قدر القديمة وقدر البلطجية بقاا، إن شاء الله ياسين هيوصل لبابا فتحي وماما حليمة ورائد ورائف وهيكونوا كويسين جدًا وتقدري تبلطجي عليهم من تاني..
ومضت القوة بأعينها الزبرجدية وقالت من بين أسنانها:-
– هيرجعوا.. أنا عندي ثقة ملهاش نهاية في عدل رب العالمين..
وجلسوا يتناولون الطعام في جو من الهدوء ثم انسحبت قدر تاركة ياسين بصحبة مرح وخرجت تسير نحو الشاطئ والماء الزبرجدي الذي اتحدّ مع لون أعينها فكانت لوحة في غاية الفتنة..
تطاير ثوبها الأبيض الذي انتقاه قيس لها وضمت جسدها وأخذت تتنفس بعمق ثم نمت إبتسامة خفيفة فوق فمها شاردة في تلك الدقائق التي أصبحت فيها زوجته، همست بداخلها بقلب مرتجف عشقًا:-
– شكرًا يارب، اللهم لك الحمد حمدًا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك يارب، مكونتش أتوقع بعد السنين دي كلها أقابله في الوقت ده والوضع إللي كنت فيه والحالة دي .. ظهر في وسط الكركبة إللي كنت فيها ووسط الفوضى من غير حساب ولا إنذار .. بس في الوقت المناسب تمامًا يارب .. هي دي عطاياك إللي بتدهشنا بيها بتكون دايمًا في الوقت المناسب .. وواثقة إن في خير كتير أووي هيجي..
توسعت أعينها بصدمة حين شعرت بذراعيّن يلتفان من حولها بدفء ولم تحتاج أن تتسائل من هو … لا أحد سواه .. قيس..
لثم خدها برفق مغمضًا عيناه وهو يستند برأسه على رأسها بينما همس لها بنبرة ينبجس منها العشق:-
– قدر .. قدري .. قدر قيس المغمور برحمة رب العالمين..
تنهد يكمل بسعادة:-
– وأخيرًا يا قدر .. أخيرًا، أنا مش مصدق نفسي..
أي هجوم غاشم هذا على مشاعرها، لم تصدق ما سمعته أذناه، لقد تذكر صوتها بعد كل هذه السنوات من مئات الأصوات وقتها .. لماذا!
هناك العديد من التساؤلات حوله وحول تصرفاته نحوها، وما دلالة هذا الحديث الذي تفوه به للتو؟!
تنفست بعمق وخرج صوتها الرقيق وهي تلتفت تنظر له لتقتحم عيناها عيناه والآن قد مُحقت كل الموانع ويستطيع الآن أن يبحر داخل زبرجد عيناها بكل حرية ودون أي أثم فقد أصبحت زوجته وحلاله..
– حَامي الحِمى .. ليه الكلام ده ومعناه أيه..
ابتسم قيس وقال بنبرة مبطنة بالعتاب:-
– أكيد نستيني ومش علمت معاكِ، هفكرك بيا، لو فاكره من سنتين الكورس إللي كنتِ بتاخديه…..
قاطعه مبتسمة بدهشة مما يحدث، هل كان يعلم بأمرها:-
– الطبيب قيس البنا..
ابتهج قلبه واهتزّ ثباته وأخذ الذي بين أضلعه ينبض بجنون، هي حقًا تتذكره!!
همس لها مُقبلًا جبينها يُخبرها بما يضجّ به قلبه شاعرًا أنه الآن يُحلق فوق السُحب:-
– عاشقك يا تركواز عاشقك من صوتك، من وقتها وقلبي اتعلق بيكِ ووقع في فخ الغرام وقتها بدأ جنون قيس بالعشق..
عاشق تركواز قبل ما أعرف قدر..
لم تصدق قدر ما تسمع وتوسعت أعينها وهي ترفع رأسها له وقلبها يسبح في فلك آخر ولم تشعر سوى أنها ألقت بنفسها بأحضانه تبكي فها هي شمس الأمل تشرق بدُهمة أيامها مرةً أخرى أفولها..
لو كان أحد أخبرها منذ عام حين اجتروا أسرتها وأجترها هذا المريض إلى سجنها بهذا القصر اللعين وعقد قرآنه عليها قصرًا لتحطيم كبرياءها وسلسلة التعذ’يب المختلفة الأصناف التي مرت بها بأنها سترى هذا اليوم كانت ستتهمه بالجنون حتمًا..
همست له بمشاعر ملتهبة:-
– وأنا بحبك يا حامي الحِمى .. تركواز عشقت الطبيب قيس .. وقدر عشقت حامي الحِمى قدرها قيس..
حملها قيس يدور لها وهو يضحك بسعادة يحتضنها بجنون بينما عالم من السعادة بإنتظارهم..
الكثير من الحرمان عاشه قيس سيُجبره مع قدره، والكثير من الذكريات السيئة حُفرت في عقل قدر مسببةً لها العديد من الهواجس سيعمل قيس جاهدًا على محو جميع الذكريات حتى أخر قطرة وتشيد مكانها أخرى مُزهرة…
جلست قدر على الرمال أمام البحر بجانب قيس يحتضنها وهو يروي لها الكثير عن حياته وقصة عشقه لها..
وأخذت قدر تسرد له تعلق قلبها به وقرارها بالإنسحاب والإبتعاد..
ومرّ الوقت وظلوا على هذا الحال حتى اعتادت قدر على قيس وكُسرت الكثير من الحواجز بينهم حتى غربت الشمس ومحق الليل نورها..
وقف قيس مستعدًا للرحيل وقال:-
– قدر في أمانتك بقى يا ياسين باشا أنا لازم أرجع المستشفى دلوقتي هخلص شغلي وشوية حاجات وهقدم استقالتي بإذن الله..
أردف ياسين:-
– خد بالك أنت من نفسك وأبعد عن طريق المجنون عزيز لازم تصرفنا معاه يكون بناء عن خطة وتفكير لأن الناس دي معدومة كل شيء يا قيس..
صاح قيس بغضب:-
– دا واحد جبان وبياخد قوته لما يشوف الناس خايفه منه وعامله ليه حساب .. دا كلب ولا يسوى يا ياسين..
تحدث ياسين بعقلانية:-
– علشان أنت متعرفش إجرامهم يا قيس ولا إجرام وشر جعفر البحيري، لازم تاخد حذرك..
حرك رأسه بإيجاب واتجه نحو قدر الساكنة، أمسك يدها وطبع قبلة بباطن كفها ثم قال بمزاح ورفق مبتسمًا:-
– أظن رقمي معاكِ في موبايلك السري، لو في أي حاجة كلميني اتفقنا يا تركواز…
حركت رأسها وابتسمت وهي تتذكر تلك الليلة بالمشفى عندنا أخرجت الهاتف السري الذي يقبع معها من أسفل الفراش وأتت مرح برقم قيس من المشفى وقامت قدر بالمهاتفته وإخباره بمقابلة شقيقها ياسين على مقربة من المشفى بالمكان المتفق عليه، وقتها صُدم قيس وظل ينظر للهاتف ببلاهة..
هتفت قدر بهدوء وهي تسير معه للخارج:-
– حاضر …خد بالك من نفسك يا حامي الحِمى..
نظر لها بعشق وقال بتمني:-
– الود ودي أفضل جمبك كدا ومش أتحرك من جمبك بس مضطر يا عيون قيس..
ابتسمت له برِقة ورددت:-
– ترجع بالسلامة يا قيس .. وهترجع هتلاقيني مستنياك..
قبل قيس جبينها وهو لا يستيطع حقًا الإبتعاد عنها وبالاخير فصل نفسه عنها واستقل سيارته وخرج نحو المشفى تحت نظرات قدر المبتسمة بسعادة..
بعد قليل وصل قيس للمشفى، هبط من سيارته ودلف يسير نحو غرفة مكتبه، مرّ بجانبه الساعي الذي قال بودّ:-
– طلباتك أيه يا دكتور قيس .. تشرب أيه..
ابتسم له قيس وقال:-
– فنجان قهوة يا حاج حُسني علشان الواحد يفوق للي جاي..
حرك الرجل رأسه بطيبه وانصرف لتحضيرها بينما دلف قيس لغرفته وجلس خلف مكتبه وفوق فمه إبتسامة واسعة ثم أخذ يُقلّب في بعض الأوراق والملفات حتى مرّ القليل من الوقت ليدلف الساعي المتربد وجهه بالتوتر على غير عادته السابقة .. قلق لم يلحظه قيس..
وضع فنجان القهوة وانصرف سريعًا دون أن ينبس ببنت شِفه..
كان قيس يشعر بالحماسة وكان يريد الإنتهاء من عمله سريعًا حتى يعود لقدر بأسرع ما يمكن..
حمل فنجان القهوة وأخذ يرتشفها بتلذذ حتى انتهى منها..
ومر القليل فقط من وضعه الكوب فارغًا حتى شعر بدوار يلف رأسه، أخذ يُحرك رأسه وأصبحت رؤيته ضبابية ليظل يعاود غلق وفتح أعينه لكن دون فائدة وأدرك ماهية ما حدث على الفور وأكد له ذلك حين اقتحم الغرفة رجال يبدو على وجههم الإجرام يتوسطهم هذا المريض المبتسم بإستفزار عزيز…
رمقه قيس بإشمئزاز وشراسة ليدلف لأذنه قبل أن يسقط في الظلام بينما وضع أحد الرجال غطاء أسود على رأسه..
وقال عزيز:-
– أكبر غلط عملته أنك اتحديت عزيز البحيري ووقفت قدامه واتجرأت تاخد حاجة تخصه يا دكتور المجانين..
لازم تدفع الحساب إللي عليك….
بينما بجهةٍ أخرى عند ياسين، ارتفع رنين هاتف باسم هذا الشخص الذي له الفضل بالكثير..
شخص حين الكشف عنه سيُحدث صدمة تصفر منها الأنامل والوجوه، ستكون ضربة قاضية للجميع..
أتى الصوت من الجهة الأخرى لاهثًا مسرعًا يقول بتلهف:-
– ياسين في حاجة مهمة جدًا لازم تعرفها…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أنا والطبيب (قدر قيس))

اترك رد

error: Content is protected !!