روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الرابع 4 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الرابع 4 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت الرابع

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء الرابع

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة الرابعة

في مكان آخر مهجور
كانت تقف وهي تنظر لهُ بهدوء بينما كان هو يُطالعها وهو يبتسم أبتسامه شيطانية، أبتسم بحقد ومعالم وجهه مرعبة وينظر لها نظره لا تنُم على خير بينما كانت روزي تنظر لهُ وهي خائفه وبشدة، ضحك ليل بقوه وكان صوته مُخيفًا ومن ثم هجم عليها وصرخت هي بقوه ورعب، سقطت أرضًا واستغل هو ذلك وحاول أذيتها بشتى الطُرق تحت صرخاتها المتواصلة والعالية التي تملئ المكان، حاولت الإبتعاد عنه والدفاع عن نفسها وهي تبكي، بينما كان هو سعيدًا للغاية بصرخاتها العالية وهو يضحك وهي تصرخ، صرخت بهِ بقوه وغضب وهي تقول:أوعى أبعد عني هتندم
تحدث ليل بأبتسامه شيطانية وهو ينظر لها بخبث وقال:مُستحيل … انتِ بتاعتي انا وبس سامعه .. بتاعتي انا وبس
شدد من قبضته على معصم يديها وصرخت هي بعلو صوتها وهي تقول بإستنجاد:ألحقني يا بابا
وفجأه نهضت من نومتها بفزع وهي تصرخ برعب وخوف وهي تنظر حولها بهلع، توقف عُدي فجأه مما جعل السيارة ترتد فجأه وصوت إحتكاك إطارات السيارة بالأرض عاليًا، نظر لها عُدي وقال بقلق شديد:في ايه يا روزي مالك يا حبيبتي
وضعت روزي يدها على صدرها وهي تتنفس بسرعه كبيره وسقطت دموعها تحت نظرات عُدي الذي قلق أكثر، مدّ يده ووضعها على كتفها وهو يقول بتساؤل:في ايه يا روزي ؟
شعرت بالهلع عندما وضع يده على كتفها فأبعدتها عنها بعنف وهي تظن بأنه ليل فمازالت تحت تأثير الصدمة، بينما ذُهل ليل كثيرًا وهو ينظر لها فتحدث قائلًا:أهدي يا روزي عشان أفهم مالك
حاولت تنظيم أنفاسها الهاربة مره أخرى تحت نظرات عُدي القلقة، مر القليل من الوقت ولم تهدأ فزفر عُدي وأدار السياره مره أخرى وهو يقول بخفوت ويُحرك رأسه بقله حيله:أستغفر الله العظيم
تحرك بالسيارة مره أخرى دون أن تتحدث روزي التي كانت تنظر للطُرق عبر النافذة بهدوء تحت نظرات عُدي الذي كان يُتابعها طيلة الوقت

 

 

في المقابر
دلف ليل من بوابة المقابر وهو يُلقي تحية السلام قائلًا:السلام عليكم ورحمة الله .. أنتم السابقون ونحن اللاحقون
سار مُتجهًا لقبر والدته بهدوء وأثناء سيره توقف فجأه وهو يرى جنازة أمامه فعاد خطوتان وذهب من الجهة الأخرى وهو يترحم على هذا الميت وأثناء سيره كانت النساء تبكي وكانت من بينهن فتاة تبكي بحرقه وعَلِم بأنها والدتها التي توفت فحزن كثيرًا فهو ذاق هذا الوجع وأشد منه، وصل أخيرًا إلى قبرها الذي يُزينه الورود التي تُحبُها كثيرًا وحلت أبتسامه فرحة على ثغره عندما رأى قبرها الذي أصبح أكثر جمالًا بعدما زرع لها الورود التي تُحبها، قرأ الفاتحة وجلس على الأرض كعادته أمام قبرها ونظر لهُ وقال بأبتسامه جميله:الملايكة قالولك جايلك صح … وحشتيني أوي يا صفصف لسه مش مصدق بعد السنين دي كلها انا عارف إنك زعلانه بس انا مش عايزك تزعلي والله انا عارف إني قصرت معاكي المره دي جامد بس حقك عليا انا آسف مش هتأخر عليكي تاني … وانا جايلك يا صفصف لقيت جنازة بسم الله ما شاء الله كبيره أوي .. فكرتني بجنازتك وعن كم الناس اللي كانت وراكي انا مكنتش مُتخيل كل دول يحضروا بصراحه بس انا قولت أكيد بسبب أنك كنتي كويسه مع الكل والكل كان بيحبك وعمرك ما كُنتي وحشه مع حد كُنتي على نياتك أوي … النهاردة ذكرى وفاتك … اليوم اللي كان كابوس بالنسبالي … لسه فاكر كل حاجه كأنها إمبارح … فاكر عياطي ووجعي وصراخي عليكي .. فاكر حزن الكل وعياطهم عليكي … فاكر كل حاجه بالتفصيل وكأنه إمبارح .. مزعلتش على بابا قد ما زعلت عليكي كُنتي دُنيتي كُلها محدش كان بيخاف عليا قدك على طول بتسألي عليا وعلى طول قلقانه عليا كُنتي بتعملي حاجات مش لاقي اللي يعملها دلوقتي … روز بتدعيلك على طول وفكراكي لحد النهارده منستكيش وهي اللي بتخليني أجيلك لما أأثر معاكي هي اللي بتفكرني بيكي دايمًا كلنا مُفتقدينك يا صفصف ووحشانا كُلنا بدون أستثناء … انا كبّرت نفسي أكتر وأكتر وحققت حلمك بعد السنين دي كُلها … كان نفسك يكون عندي شركة برا مش كدا … انا عملت كدا فعلًا وبدل الشركة شركتين … واحده في أمريكا وسمتها على أسمك كمان شوفتي … شركة صفية النجار لقطع غيار السيارات … والتانية سميتها على أسم بابا الله يرحمه …

 

 

معرفش أزاي عملت كدا بس حسيت أني لازم أعمل كدا … واسمه سمع هناك تخيلي شركة سالم الدمنهوري وقبل ما أجيلك جالي تليفون وقالي أن الشغل هناك جامد الناس أول ما شافوا أساميكوا بدأوا ياخدوا فكرة وبدأوا يشتروا … حسيت أني كان لازم أكافئكوا وأردلك انتِ بالذات جزء من اللي عملتيه معايا طول السنين دي كلها ملحقتش أعمل دا وانتِ عايشه بس قدرت أعمله وانتِ ميته ومطنشتكيش ولا نسيت أحلامك
مسح دموعه بأطراف أصابعه وأبتسم بعدما عاد ينظر لقبرها وقال بدموع:وحشتيني أوي … كان نفسي تفضلي معايا أكتر من كدا انا عارف إن دا قضاء ربنا بس انا مكنتش عايز أعيش لحد اليوم دا انا فاكر كويس الأيام الأخيرة اللي كنت أدخل عليكي فيها وأقولك انا خايف تسيبيني وتمشي يا صفصف كنتي تقوليلي ما دي الحقيقة يا ليل كُنتي حاسه أنه خلاص وانا مخدتش بالي من دا كله … انا أوقات لما بقعد مع نفسي واسرح شويه أقول الحمد لله إنها ماتت وهي نايمه … لو كانت صاحيه كانت هتتعذب عقبال ما تطلع روحها بس انا جوايا صوت دايمًا بيقولي أن روحك خرجت على طول في ناس روحها بتطلع بصعوبة وبتبقى مُتعبه أوي على كل اللي حواليه … على قد وجعي عليكي بس مبسوط عشان انتِ أترحمتي من الوجع والعلاج وكل حاجه كانت بتتعبك ربنا حب يريحك
نظر للجهة الأخرى والدموع مازالت عالقة بعينيه وصمت للحظات قبل أن يتحدث من جديد قائلًا:انا مهما أتكلم ومهما أقول حاسس أن لسه جوايا كلام كتير مطلعش … انتِ أكتر واحده عارفه انا حقاني قد ايه صح … عارفه أني مبجيش على حد ولا باكل فلوس حد … وعارفه قد ايه انا مبقبلش جنيه مش من حقي حتى لو كان واقع على الأرض مضمنش جاي من ايه
سقطت دموعه ونظر للقبر مره أخرى وقال بصوتٍ باكِ:انا مش وحش زي ما هو شايفني يا صفيه لو يعرف انا بخاف عليه قد ايه هيكره نفسه أوي .. ليه متشاف دايمًا وحش وأناني ليه شايفني طمعان في حقه انا مستاهلش منه القسوة دي كلها …

 

 

قسوته بتفكرني بقسوة سالم عليا نفس السيناريو بيتكرر تاني يا أمي وانا ساكت وكاتم جوايا لحد ما هييجي عليا وقت هيجرالي حاجه فيه من كتر كتماني لوجعي ولقهرتي ولحُزني وحسرتي .. نفسي يفوق يا صفيه والله بدعيله يفوق من الغفلة اللي هو فيها … لو جه وقالي انا أسف أقسم بالله يا صفيه وانا بقسملك بالله هنسى وهسامحه عشان انا محتاجه جنبي انا مبحبش أكون قاسي على حد بس هو غبي وصلني لنقطه صعبه أوي … لو جه ندمان من قبل ما يقول حرف واحد انا هكون واخده في حضني مهما كان هو أخويا وانا مش عايز أقطع صلة الرحم اللي بحاول على قد ما أقدر أحافظ عليها
مسح دموعه من جديد وزفر بقوه ونظر للسماء بعينان لامعتان وبقلب مُتعب مُرهق أرهقته متاعب الحياة قائلًا:يارب انتَ عالم باللي جوايا وعالم بالخراب اللي جوايا طبطب على قلبي برحمتك انا مدمر وتعبان والله … عبدك يتظاهر بأنه بخير يا الله … بس انا مش بخير خالص
أغمض عينيه حتى لا يبكي مُجددًا واخفض رأسه للأسفل بحزن شديد، ومن رحمة ربه عليه شعر بيد تُربت على كتفه برفق وسمع صوته يقول:إن بعد العُسر يُسر يا ابني كل دا في ميزان حسناتك صدقني
رفع رأسه ونظر للشيخ الذي كان ينظر لهُ بأبتسامه بشوشة قائلًا:ربنا بيحبك أوي يا ابني فوق ما تتخيل عشان كل شويه بيحُطك في أمتحان مُختلف ومهما كانت صعوبه الأمتحان انتَ لازم تكون صبور هو ربنا بيحُطك في أمتحان ليه … بيختبرك ليه مش عشان يشوف مدى صبرك وتحمُلك … ربنا بيقول أنا عند حُسن ظن عبدي بي ربنا حاسس باللي جوانا كُلنا وشايف وعارف كل واحد جواه ايه ولو مخدتهوش في الدُنيا يا ابني هتاخده في الآخره يُمهل ولا يُهمل .. أصبر شويه كمان وهتشوف كرم ربنا عليك يا عالم يا ابني لعله قريب
شرد ليل بحديثه بينما نظر الشيخ لهُ بأبتسامه وربت على كتفه برفق وتركه وذهب تاركًا ليل يُفكر بحديثه وشعر بأنها رسالة من الله لهُ، نظر لقبر صفيه قليلًا دون أن يتحدث

 

 

في الجامعة
كان علي جالسًا مع لارين والصمت سيد المكان، نظرت لهُ لارين للحظات قبل أن تقول:مالك في ايه
قطم قطعه من الكريب وحرك رأسه برفق قائلًا وهو ينظر للجهة الأخرى:مفيش حاجه
لارين:لا فيه شكلك مضايق أوي حصل حاجه ولا ايه
علي:لا مضايق شويه عادي
لارين:من ايه ومجتش تحكي زي كل مره يعني انتَ زعلان مني ولا ايه
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا خالص
صمت لحظات قبل أن يقول:لارين … حصلت حاجه كدا هي اللي مضيقاني
لارين بتساؤل وأهتمام:ايه هي ؟
نظر لها علي ثم نظر أمامه وقال:حصلت مشكلة بيني وبين ليل شكلها كدا مش هتعدي على خير
عقدت لارين حاجبيها وقالت:ايه دا ليه وحصلت أمتى
علي:قبل ما أشوفك بشويه … هو اللي كائن مستفز وعصبني
لارين:عملك ايه
علي:قاعد بيستظرف هو والاتنين السم اللي معاه انا قاعد مع أحمد وكُنت باصص في الموبايل وأحمد جنبي كان على يميني وانا على شمالي ليل وصحابه قاعدين على المقعد اللي جنبنا باصص في التليفون لقيت ورق الكريب بيتحدف عليا ببص لقيته باصص الناحية التانية وبيمسح أيديه أحمد بصلي عشان شافه وهو بيحدفها عمدًا فسكت معداش دقيقه لقيت كانزايه بتتحدف عليا برضوا وصحابه بيبصولي ويضحكوا فاتعصبت وقومت ماسك فيه مسكته من القميص وقومته وبدأت أزعق فيه وكنت متعصب أوي وصوتي عليّ وصوته عليّ والطلبة أتلمت حوالينا والبيه من بجاحته مدّ ايده يعني مش مكفيه أنه قليل الذوق روحت مادد أيدي انا كمان عليه لولا الطلبة أتدخلوا وحاشوا بينا بالعافية
شعرت لارين بالضيق وقالت:دا قليل الذوق صح هو مُتخلف

 

 

علي:مش هعديها على خير أقسم بالله عشان داس فيها أوي
لارين بضيق:دي حركة وحشه منه أزاي يعمل كدا وبعدين انتَ في حالك وهو في حاله بيبدء ليه
نظر علي للجهة الأخرى بضيق عندما تذكر فزفرت هي وقالت:متزعلش حقك عليا هو بني آدم قليل الذوق .. أمه وأبوه مُحترمين ميستاهلوش هو اللي حيوان وسمج
رآه علي يقترب ومعه صديقاه فنظر لها وقال:جيبنا سيره القط طلع ينُط ياريتنا كنا أفتكرنا حاجه عِدله
نهض علي ونظر لها وقال:قومي معايا
نهضت لارين ووضع هو حقيبته على كتفه ونظر لهُ بتوعد ثم نظر لها وقال:يلا من هنا
أخذها وذهبا فتحدثت لارين وهي تنظر لهُ قائلة:انتَ مينفعش تسكُت جدو لازم يعرف هو مبيخافش غير منه هو
علي:ومين قالك إن انا هسكُت … انا هوريه إن ما كسرت عينه مبقاش علي
على الجهة الأخرى
كانت مِسك تجلس برفقه أحمد وهما يتحدثان
مِسك بحده:وتطلع مين دي إن شاء الله
نظر لها أحمد وقال:وطي صوتك هتفضحينا
مِسك بغضب:يا سلام مين دي بقولك
أحمد:واحده معايا يا مِسك أول مرة أشوفها أصلًا … انا وقفتها عند حدّها طبعًا على طول … وعشان أبعدها خالص قولتلها إني خاطب

 

 

رفعت حاجبها وقالت:والله … وهي فين دبلتك بقى يا أستاذ خاطب
أحمد:ايه يا مِسك ما انا صديتها خلاص
مِسك بحده:انتَ عارف دي المره الكام
أحمد:طب انا ذنبي ايه طيب
نهضت مِسك وأخذت حقيبتها بغضب وهي تنظر لهُ قائلة بحده:ذنبك أنك أسمك أحمد
تركته وذهبت بغضب تحت نظرات الصدمة النابعه من عيناه، تحدث بذهول وقال:ايه الصدمة دي
نظر لها مره أخرى ونهض وذهب خلفها وهو يقول:انا هوريكي يا مِسك
كانت تسير وهو خلفها يلحق بها ورأى الفتاة التي حاولت التقرب منه أمامه تنظر إليه فسار هو مُسرعًا وأوقف مِسك وهو يقول:استني
نظرت لهُ مِسك وقالت بحده وهدوء:إبعد عني عشان مش طايقه نفسي
أحمد:أسمعي بس
مِسك بضيق:مش عايزه أسمع حاجه
أحمد:لا هتسمعي … شايفه اللي واقفه ورايا لابسه أسود وبتبصلنا
نظرت لها مِسك ثم نظرت لهُ وقالت بحده:مالها
أحمد:هي دي اللي قولتلك عليها دلوقتي
نظرت لهُ وقالت بقرف:هي دي … دي معفنه مش شايف لبسها ولا الخبث اللي مالي وشها .. دي كيادة
أحمد:عاوز أثبتلها إني خاطب فعلًا
مِسك:أعملك ايه يعني
نظر لها أحمد قليلًا فرفعت هي سبّابتها أمام وجهه وقالت بتحذير:أقسم بالله يا أحمد لو أيدك أتمدت لقطعهالك
أحمد:انتِ عبيطه مين قالك كدا أصلًا انا مش هعمل كدا

 

 

مِسك:أومال هتعمل ايه
وضع أحمد يده بجيب بنطاله وأخرج دبلتان تحت نظرات الصدمة النابعة من عينان مِسك، نظر لها أحمد وقال:بتوع صاحبي وخطيبته معنديش حل تاني
مدّ يده لها بدبله خطيبة صديقه وقال:ألبسيها دلوقتي عشان أحتمال تقرب مننا
تحدثت مِسك بضيق وهي تصق على أسنانها قائله بتوعد:ليلتك سوده يا أحمد
أخذتها منه بغضب ووضعتها بإصبعها باليد اليُمنى ووضع هو دبله صديقه بيده اليُمنى ونظر لها وقال:يلا
تركته وذهبت ونظر هو لها ولحق بها، كانت مِسك تسير وهو خلفها حتى أوقفهما هذه الفتاة التي لحقت بهما وهي تقف أمام أحمد قائله بأبتسامه وخبث:هاي أحمد
توقفت مِسك فجأه مكانها وألتفتت إليهما ورأتها تقف مع أحمد وتقترب رويدًا رويدًا فشعرت مِسك ببركان غضب ينفجر بداخلها لتنصهر حُممه البركانيه ليكتسي وجهها إحمرارًا واقتربت من أحمد ووقفت بجانبه وهي تنظر لها قائلًا:أفندم
نظرت لها الفتاة نظرة ذات معنى وقالت:وانتِ مالك انا بتكلم مع أحمد
نظرت لها مِسك وقالت بغضب:معلش يا سنيوره أصل انا نسيت أعرفك بنفسي
رفعت يدها اليُمنى أمام وجهها وهي تنظر لها بمعالم وجه خبيثه وقالت:خطيبته حاليًا ومراته مُستقبليًا يا عنيا
نظرت لهُ مِسك وقالت:مش كدا ولا ايه يا بيبي
أحمد بأبتسامه:طبعًا يا روحي
نظرت لها مِسك وابتسمت بتهكم وهي تراها ستنفجر من كثره غضبها وقالت بأستفزاز:واقفه لحد دلوقتي ليه يا قطة .. متقلقيش هنعزمك على الفرح قُريب أن شاء الله
تركتهما الفتاة وذهبت بغضب شديد تحت نظرات مِسك التي كانت تُتابعها بأبتسامه جانبية وتهكم، نظر أحمد لها وقال بغمزه وأبتسامه:عجبتيني
نظرت لهُ مِسك بحده ومن ثم نزعت الخاتم وأعطته لهُ وقالت بضيق:أقعد لم في البنات وراك عِدل ها
تركته وذهبت بغضب تحت نظرات الذهول النابعة من عيناه ومن ثم ضحك بخفه وحرك رأسه بقله حيله وهو يقول:مجنونه والله

 

 

في المساء
عاد الجميع من الخارج في أوقات مختلفة، أقترب طه من روان وهو يقول بأبتسامه:وحشتني يا عسل
ضحكت روان بخفه وعانقته وهي تقول بأبتسامه:حبيبي
طبع طه قُبلة على خدها وقال بأبتسامه:أختي يا جدعان
نظرت لهُ روان وقالت:عامل ايه طمني عليك
طه بأبتسامه:زي الفل لا تقلقي
روان:بقولك ايه شوفت اللي حصل
طه بإهتمام:ايه
روان:مش هلال وليل أتخانقوا
طه بذهول:بتهزري
روان:اه والله ليل مزعل الكل منه حتى هلال اللي بيعتبره أخوه الصغير … هلال صعبان عليا أوي يا طه زعلان أوي انا وعدته إني هتكلم مع ليل ولو كدا هدخل بابا وماما يتصرفوا
حرك طه شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يقول:بلا وكسه ييجي يشوف بيعاملنا أزاي أومال انا أعمل ايه دا انا ليا الجنة بقى
روان:بصراحه يا طه ليل أخوك زودها أوي دا مفيش حد مشتكاش منه
طه:ربنا يهديه يا روان
نظرت روان لعلي الذي دلف والغضب ظاهرًا على معالم وجهه وخلفه ليل فأشارت هي لهُ وقالت:ألحق شكل في خناقه
ألتفت طه ونظر لهما وتابعا ما سيحدث، نظر لهما ليل وقال:في ايه .. مالك يا علي
وقف علي أمامه ونظر لهُ وقال بغضب مكتوم:انا لجأتلك عشان انتَ اللي بتعرف توقفه عند حده لما البيه يستظرف عليا هو وصحابه في الجامعة ويرمي عليا لمؤاخذه زبالته دا أسمه ايه يا جدو
سامح:لوحده

 

 

علي بغضب:أيوه هو شايف نفسه هناك أوي لما ترمي عليا زبالتك دا ملهوش غير معنى واحد إن انتَ مش متربي
ليل بحده:أتلم وأحترم نفسك
صرخ بهِ علي بغضب وهو يقول:لما تحترم نفسك انتَ الأول انتَ إنسان قليل الذوق
تحدث ليل بصوتٍ عالِ وهو يقول بحده:بس كفاية
صمتا كلاهما وهو ينظران لبعضهم البعض بغضب وحقد، نظر ليل لحفيده وقال بحده وصرامه:انتَ زدت فيها زياده عن اللزوم فعلًا وكدا كتير أوي ولازم تقف عند حدك لما ترمي زبالتك على إبن اخويا يبقى لازم انا أتدخل … علي
نظر لهُ علي وقال ليل وهو ينظر لحفيده بتحدي:ترمي زبالتك عليه وقدام صحابه
تبدلت معالم وجه ليل إلى الغضب الشديد بينما أكمل ليل وقال وهو ينظر لهُ بتحدي قائلًا:كما تُدين تُدان ولازم تشرب من نفس الكاس اللي بتشرب غيرك منه عشان تحس بيه .. ومتخلنيش أعاند معاك ومنزلكش الشركة خالص لحد ما تتظبط انا معنديش مهندسين قُليلين الذوق يا أستاذ انا كُل موظفين الشركة عندي مُحترمين … أمك وأبوك ملهوش دخل وانا كَ رئيس مجلس الإدارة مش هسمحلك تشتغل حتى لو كان السي ڤي بتاعك ممتاز … أخلاقك قبل السي ڤي بتاعك … تمام يا أستاذ … زي ما قولتلك يا علي ولو فكر يعملك حاجه تديني خبر .. وانا هستلمه
نظر لهُ ليل نظره ذات معنى ثم تركهم وذهب بينما نظر علي لليل بأبتسامه جانبيه وسعاده بينما نظر لهُ ليل بغضب وحقد شديد، نظر علي للارين التي كانت تنظر لهُ بأبتسامه
في مكتب ليل
عده طرقات على باب المكتب، سمح ليل للطارق بالدلوف، دلفت لارين وخلفها علي الذي أغلق الباب خلفه، أقتربا منه وجلسا أمامه بينما نظر لهما ليل واستند بذراعيه على سطح المكتب وقال:في حاجه ولا ايه
تحدثت لارين بعدما نظرت لهُ وقالت:في الحقيقه انا وعلي جايين عشان نشكرك على وقفتك ضد ليل
ليل:وانا معملتش حاجه انا بعاقبه على غلطه

 

 

علي:انا بصراحه كنت شايط منه هناك وكنت ناوي أمسك فيه بس أحترمتك وقولت ألجألك انتَ عشان محدش هيقدر عليه غيرك
أبتسم ليل وقال:أول حاجه بشكرك على أحترامك وثقتك ليا … تاني حاجه انا مبشوفش الغلط واسكت عليه والظاهر كدا إن الكُل أشتكى منهُ فالعيب أكيد فيه هو مش فيكوا أنتوا فأنا ناوي أربيه من أول وجديد عشان فيه كام حاجه مش عجباني فيه ومحتاج يفوق
لارين بأبتسامه:والله يا جدو انا مش عارفه عمتو كارما وعمو باسم عملوا ايه في حياتهم عشان يخلفوا واحد بارد زيه
أبتسم ليل وقال:ذنبهم أنهم أتجوزوا يا لارين
أبتسم علي وهو ينظر لهُ بينما زفر ليل ونظر لهُ وقال:انا مش عايزك تضايق نفسك يا علي وفكك منه أعمل نفسك مش شايفه عشان طول ما انتَ مركز معاه هو هيسوق العوج ومش هيهدى لكن لو طنشته وعاملته على أساس إنه مش موجود هو هيتربى ومهما يعمل مش هيعرف يستفزك
علي بأبتسامه:عشان عامل نفسي مش شايفُه
ليل بأبتسامه:الله ينور عليك
في غرفه روزي
كانت روزي تجلس وهي تضم قدميها لصدرها وهي تنظر أمامها بشرود، عده طرقات على باب غرفتها يليها دلوف عُدي الذي نظر لها ثم أغلق الباب خلفه واقترب من فراشها بهدوء بينما كانت هي مازالت على وضعيتها لم تتحرك، جلس عُدي أمامها مباشرًا ونظر لها وقال:مُمكن أعرف مالك ايه اللي حصلك من الصبح وانتِ على الوضع دا
لم تتحدث روزي بينما زفر هو ونظر لها مره أخرى وقال بهدوء:يا حبيبتي رُّدي عليا فهميني انتِ حلمتي حلم وحش طيب
حركت رأسها برفق وهي تنظر للفراغ بينما شعر عُدي بالأمل وقال بتساؤل واهتمام:حلمتي بأيه مخوفك كدا ؟
نظرت لهُ روزي بعينان لامعتان للحظات ثم قالت بصوتٍ مهزوز:انا خايفه أوي يا بابا
مدّ عُدي يده ومسح على خصلاتها البُنيه وهو يقول:من ايه يا حبيبتي
تجمعت الدموع بفيروزتيها وقالت والخوف يحتل معالم وجهها ونبرة صوتها:خايفه من ليل

 

 

في غرفة ليل
كانت روز تستعد للخروج لتناول العشاء في حين دلف ليل وأغلق الباب خلفه بهدوء واقترب منها وهو يقول بأبتسامه:براحه عليا انا قلبي مش متحمل الجمال دا كُله
نظرت لهُ بفيروزتيها من إنعكاس صورته في المرآه وقالت بأبتسامه جميله:اللي خلاه يستحمل السنين اللي فاتت دي كُلها مش قادر يستحمل الشويه دول
أقترب منها وهو يقول بأبتسامه:ما هو أتحمل كتير فمبقاش قادر لا هو ولا صاحبه
ضحكت روز وألتفتت إليه وهي تنظر لهُ بأبتسامه وقالت:كُل حاجه في الدنيا مُمكن تتغير إلا انتَ يا ليل .. مهما أتغيرت مع كُل الناس متقدرش تتغير معايا
أبتسم ليل ونظر لها وقال:وانتِ هتجيبي الناس لأم عيون فيروزي لو انتِ تقبليها انا لا .. الناس كُلها في كفة وانتِ كفة لوحدها
أبتسمت أكثر وقالت:ويا ترى كفة مين تطُب
أجابها دون تفكير وقال:كفتك انتِ طبعًا .. وانتِ هتقارني نفسك بيهم أكيد لا .. انتِ ليكي مكانة خاصة محدش يقدر يوصل لرُبعها حتى … انا مش شايفك روز … انا شايف صفية قدامي .. شايف جواكي صفية وكأنها عايشة جواكي بتعملي كل حاجه كانت بتعملها عشاني … كل ما أبص في عنيكي بشوف صفية وبفرح أوي وقتها
مدّ يده وأمسك بيدها وأكمل حديثه بعدما نظر لها مره أخرى وقال:انتِ كملتي مكان صفية من ناحيتي .. عشان انتِ أكتر واحده عارفه كويس أوي انا كنت بحبها أزاي وكانت ايه في حياتي .. مهانش عليكي تشوفيني بالحالة دي وكملتي مكانها … وانا مكنتش حاسس بكل دا غير دلوقتي … حسيت دلوقتي وفهمت .. ودلوقتي انا خوفي وقلقي زاد عن الأول بكتير
عقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ وقالت بتساؤل:ليه يا ليل ؟

 

 

نظر لها ليل وقال:خايف من فكرة الفُراق أوي يا روز … وجعي وكسرتي هيتضاعف .. خايف أوي من اليوم دا بتمنى يومي يكون قبل يومك عشان مش عايز أعيش الوجع دا تاني
عنفته روز وهي تقول:متقولش كدا يا ليل ايه اللي انتَ بتقوله دا هو دا وقته بذمتك الكلام دا دلوقتي … ليل حاول تنسى كل حاجه دلوقتي ومتفكرش في أي حاجه دلوقتي مُمكن مفيش حاجه
زفر ليل ونظر للجهة الأخرى بينما نظرت لهُ روز وأقتربت منه وعانقته وهي تقول:متفكرش في الحاجات دي دلوقتي يا ليل .. كل اللي عايزاك تفكر فيه دلوقتي هو شُغلك وبس .. أتفقنا
حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:أتفقنا
أبتعدت هي عنه ونظرت لهُ وقالت بأبتسامه خفيفه:قولي بقى روحت زورتها النهارده زي ما قولتلك
حرك رأسه برفق وهو يقول:قعدت أتكلم معاها بس المره دي طولت شويه من غير ما اخد بالي
أبتسمت روز وقالت:طبعًا لازم متاخدش بالك هو اللي يقعد مع صفية هيحس بالوقت أزاي .. الله يرحمها كانت أطيب خلق الله … مش هنسى أول مرة شافتني فيها عملت ايه … يلا .. الحلوين هما اللي بيروحوا … زورت باباك
حرك رأسه نافيًا دون أن يتحدث بينما قالت روز:ليه يا ليل
تركها وجلس على طرف الفراش وقال وهو ينظر للفراغ:مش عارف .. حسيت بنفس الإحساس اللي بحس بيه كل ما أفكر أزوره
أقتربت منه وجلست بجانبه وهي تنظر لهُ وقالت:مينفعش يا ليل لازم تسيطر على إحساسك دا وقولتلك كدا كتير .. لازم تزوره أكيد محدش فاكره وهو عايز اللي يزوره ولو لمره واحده .. حاول تنسى وتسامح عشان خاطري وخاطر صفية اللي جاي مش قد اللي راح وفي النهاية الطريق معروف يا ليل .. حاول المرة الجايه هتقدر صدقني
نظر لها قليلًا بينما كانت هي تنظر لهُ بهدوء، عاد ينظر أمامه مُجددًا وهو يُفكر في حديثها

 

 

في الأسفل
كانوا جميعهم جالسون والخدم يضعون الطعام، نظر فاروق لشريف وقال بهدوء:مالك في ايه
حرك شريف رأسه برفق وهو يقول:مفيش حاجه
فاروق:أومال ساكت كدا ليه
شريف:عادي مليش نفس أتكلم
فاروق:انا مش مرتاحلك وهستلمك فوق وهعرف في ايه
نزل عُدي من الأعلى ووقف على الدرج وقام بمناداة عبد الرحمن الذي نظر لهُ فأشار لهُ عُدي قائلًا:تعالى عايزك
نهض عبد الرحمن وذهب خلفه تحت نظرات الجميع الذين كانوا يُتابعون في صمت، دلف عُدي ونظر لعبد الرحمن وقال:أدخل يا عبد الرحمن
دلف عبد الرحمن وهو يُسمي الله ونظر لروزي ثم لعُدي وقال:في ايه يا عُدي
أغلق عُدي الباب خلفه وعاد إليه وقال:تعالى
أشار لهُ بالجلوس فاقترب عبد الرحمن من المقعد وجلس أمام روزي التي كانت شاردة وجلس عُدي بجانبها ونظر لعبد الرحمن وقال:حصلت حاجه كدا عاوز أفهمها
عبد الرحمن:خير أن شاء الله في ايه
نظر عُدي لروزي ثم لعبد الرحمن وقال:روزي حلمت حلم وحش ومن ساعتها خايفه
أعتدل عبد الرحمن بجلسته وقال:خير .. أحكي يا روزي حلمتي بأيه
تحدثت روزي والدموع عالقة بملقتيها وبدأت تسرد ما رأته تحت أعين عبد الرحمن الذي كان يُتابع حركات يدها المستمرة وتحت أعين عُدي الذي كان ينظر لها ويُربت على ظهرها من الحين للآخر، أنتهت روزي ولاحظ عبد الرحمن إرتعاش جسدها ويديها اللتان ترتعشان وتضغط عليهما والدموع العالقة بملقتيها، تحدث عُدي وهو ينظر لها وقال:روزي
نظرت لهُ بعينان دامعتان وقال هو:مُمكن تهدي
حركت رأسها نافية وهي تقول:مش عارفه .. مش عارفه أهدى من ساعتها ومش عارفه أنام من الخوف كل ما أحاول أنام أخاف وكل ما بشوفه قدامي بترعب بحس إن جسمي نَمّل ومش قادرة
عبد الرحمن:دي أول مرة ولا في قبلها

 

 

حركت رأسها برفق وهي تقول:في مرة قبلها بس مكانش فيه خوف زي دلوقتي … كل ما أفتكر الحلم أخاف غصب عني ومبقاش عايزه أكون معاه في مكان واحد بشوفه بفتكر كل حاجه وجسمي بيرجع ينمّل
حرك عبد الرحمن رأسه بتفهم بينما نظر عُدي لهُ وقال:وبعدين يا عبد الرحمن
نظر لهُ عبد الرحمن وقال:متقلقش يا عُدي .. خير إن شاء الله
نظر عبد الرحمن لروزي مره أخرى وقال:لاحظتي عليه أي حاجه غريبة الفترة اللي فاتت يعني كان بيحاول يقرّب فعلًا
حركت رأسها نافية وقالت:لا … مكانش فيه أي حاجه مبنخطلتش أصلًا هو ليه حياته وانا ليا حياتي
عبد الرحمن:انا عارف إنك قُريبة من ربنا أوي ومبتفوتيش فرض فعشان كدا اللي انتِ فيه دا من الشيطان .. عاوز يبعدك عن ربنا بأي طريقة وعشان كدا لازم تحصني نفسك على قد ما تقدري هتقوليلي هو اللي قُريب من ربنا الشيطان بيحاول يأذيه هقولك اه عشان يوجهه لطريق كله ضلال بس طول ما انتِ قُريبة من ربنا عمره ما هيقدر يأذيكي إلا أن شاء الله … انا كَ عبد الرحمن أنصحك متعرفيش تفسير الحلم ايه
عُدي بتساؤل:ليه يا عبد الرحمن ؟
عبد الرحمن:عشان مش حلو
روزي بتساؤل:طب هو ليل اللي عمل كدا فعلًا ؟
حرك رأسه برفق وهو يقول:للأسف اه … بس ليل ميعرفش حاجه … ليل للأسف محدش قادر عليه عشان سبب محدش قادر يشوفه غيري
عُدي بترقب:واللي هو ؟!
نظر لهُ عبد الرحمن وقال:ليل ممسوس … وللأسف في حاجات تانيه فيه بس صعبه .. عشان أعالجه صعب وللأسف الشديد أقرب الناس ليه هما اللي أذيينه كدا
عُدي:وسايبُه ليه يا عبد الرحمن

 

 

عبد الرحمن:مش حكاية سايبُه حكاية إن لازم أعرفهم تحت دا الكل يُعتبر قاطع كلام معاه يا عُدي
زفر عُدي وهو يقول بقله حيله:لا حول ولا قوة إلا بالله … طب والحل
عبد الرحمن:انا هشتغل مع روزي وليل .. طالما ليل جالك وحصل اللي حصل دا يبقى انتِ مأذيه … انا هخلص مع روزي الأول يا عُدي وبعدها هشوف حوار ليل عشان دا حواره كبير أوي
عُدي:كارما لازم تعرف … دا أبنها في الأول والآخر
عبد الرحمن:كلهم لازم يعرفوا يا عُدي ليل ليه عُذر ولازم كلنا نكون جنبه مش ضده
عُدي:خلاص شوف هتعمل ايه أهم حاجه لا هو ولا بنتي يتأذوا
عبد الرحمن:متقلقش
في الأسفل
نزل عبد الرحمن برفقه عُدي وروزي واقتربوا من طاولة الطعام، جلس عُدي بجانب لمار وروزي بجانبه وكان عبد الرحمن سيجلس لولا جُملة روز التي أوقفته وهي تقول:أومال ليل منزلش ياكل معانا ليه
أجابتها روان وهي تقول:مش عاوز يا نانا … بس قبل ما اسيبه وانزل سمعته عمال يتكلم ويقول لا مش هعمل كدا واستغربت جدًا لأنه لوحده ومبيتكلمش مع حد
شرد عبد الرحمن قليلًا بينما تعجب الجميع من ما قالته روان، كان عبد الرحمن يسير مُتجهًا بعدما تناولوا الطعام إلى غُرفة ليل برفقة كارما وباسم، وصلوا للغرفة وقبل أن يطرق على الباب سمع صوته وهو يضحك بالداخل بطريقه غير طبيعيه، نظرت كارما لباسم بقلق بينما سمعه عبد الرحمن وهو يقول بالداخل:بتاعتي انا بس … مش بتاعتك لا هي بتاعتي والكل عارف كدا كويس
نظر لهما عبد الرحمن وقال:ليل مش في وعيه دلوقتي ومش حاسس باللي بيعمله
كارما بقلق:انا خايفه عليه أوي

 

 

عبد الرحمن بهدوء:متقلقيش … خير إن شاء الله
طرق عبد الرحمن على الباب ودلف بعدها تحت نظرات ليل التي أرعبت كارما والتي تراها ولأول مرة، دلف عبد الرحمن وهو ينظر لهُ وشعر بألم بسيط بالنصف الأيسر ولكنه تجاهل هذا وقال:ايه يا ليل انتَ كنت بتكلم حد
لم يُجيبه ليل وظل ينظر لهُ بنفس النظرات التي أرعبت كارما أكثر، نظر عبد الرحمن لكارما وباسم اللذان فهما نظرته ثم عاد ونظر لليل واقترب منه قليلًا وهو يقول:مُمكن نتكلم مع بعض شويه
عاد ليل للخلف وقال:لا … لا … لا
عبد الرحمن:متخافش هنتكلم شويه
ليل بغضب:كداب
باسم بحده:أحترم نفسك يا ليل
نظر لهُ ليل ونظر عبد الرحمن لباسم وقال:انا عرفتك اللي فيها يا باسم متركزش في أي حاجه هيقولها
عاد ينظر لليل وقال:انا مش هستفاد حاجه لما اكدب عليك يا ليل انا فعلًا جاي أتكلم معاك كلمتين وهمشي تاني
ليل بحده:قولهم من بعيد
عبد الرحمن:انتَ مش واثق فيا ولا ايه
ليل بحقد:لا مش واثق فيك … انتَ ميتوثقش فيك أصلًا
تغيرت نبرة صوته وأحتدت عيناه بينما تابعه عبد الرحمن للحظات قبل أن يقترب منه مُجددًا وهو يقول:انا مش جاي أأذيك … انا جاي أنقذك
ضحك ليل بسخريه وقال:إبعد أحسنلك يا عبد الرحمن عشان متتأذيش
عبد الرحمن:ما انتَ مش هتقدر تأذيني
ليل:لا أقدر .. وأقدر أأذي أي حد يقرب من روزي
عبد الرحمن بترقب:وانتَ ايه علاقتك بروزي

 

 

ضحك ليل وقال:هو انا مقولتلكش … روزي دي بتاعتي .. يعني أعمل أي حاجه عشان تبقى بتاعتي وتبقى انتَ عاجز عن إنك تعمل حاجه
عبد الرحمن:أفهم من كلامك إن انتَ أذيتها فعلًا
ليل:أقدر أأذيها في حالة واحده بس
فهم عبد الرحمن مقصده ونظر للجهة الأخرى وهو لا يعلم كيف سيصل إليه كي ينقذه مما هو بهِ فهو ذكي ويعلم حيلُه التي يوهمه بها، أخرجه من شروده ليل الذي نظر لهُ بنفس النظرة وقال بأبتسامه خبيثه:روح إلحق روزي عشان أأذيها أكتر
فهم ما سيفعله ولذلك أستغل الفرصة وسبقه قبل أن يفعل بها شيئًا وهو يقول:أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
أحتدت نظره ليل بينما نظر لهُ عبد الرحمن بتحدي وقال:أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
صق ليل على أسنانه بغضب وتسارعت أنفاسه وقال:أسكوت
عانده عبد الرحمن وهو يُكمل قائلًا:أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وضع ليل يديه على أذنه وهو يقول:أسكووووووت أسكوت بقولك
أكمل عبد الرحمن ولم يُعطيه أيا أهتمام وهو يقول:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم
صرخ ليل بقوه وهو يضع يديه على أذنيه ويضغط عليهما ويقول بغضب:أخرس .. أسكوت بقى أسكوت بقولك مش عايز أسمع حاجه … أسكوووووت
لاحظ عبد الرحمن أنه بدء يضعف ولذلك أقترب منه سريعًا وهو يُمسك برأسه بقوه ويُمسك بيده الأخرى يده كي يمنعه عن الحركة وهو يقول:أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم
صرخ ليل بألم وهو يتحرك بعنف كي يُبعده عنه بينما أكمل عبد الرحمن ولم يهتم لهُ تحت أعين كارما التي كانت تنظر لليل والدموع تسقط على خديها بحزن وقهره على ما وصل ولدها إليه وتحت أعين باسم الذي كان خائفًا عليه والذي ألمه قلبه وهو يستمع لصرخاته المتواصلة، دلف ليل وروز على صوته العالِ بقلق بينما كان عبد الرحمن مستمر بما يفعله متجاهلًا صرخاته ومعاناته، أقتربت روز من كارما وقالت بقلق:في ايه يا كارما ليل ماله
نظرت لها كارما بدموع وقالت بقلق:انا خايفه أوي على ليل يا ماما

 

 

تحدث ليل بصوتٍ متحشرج وهو يُحرك رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا:إبعد عني كفايه مش عايز أسمع أكتر من كدا
دلف حُذيفة على صوت صرخاته وهو لا يُصدق ما يراه، نظر لعبد الرحمن الذي كان يقرأ بعض آيات القرآن وهو يضع يده على رأسه وليل أسفله يُحاول إبعاده بشتى الطرق، لحظات واستسلم ليل وتوقف عن الصراخ وأصبح ما بين الوعي واللاوعي، كانت وتيرة أنفاسه سريعة للغاية ولا يشعر بنفسه بينما إبتعد عبد الرحمن عنه وهو ينظر لهُ بحزن على ما هو عليه وعلى ما وصل إليه، ألتفت لهم عبد الرحمن ونظر لكارما وقال:تقدري تطمني عليه
أقتربت كارما منه سريعًا وضمته لأحضانها وهي تمسح على خصلاته بحنان وهي حزينة للغاية على ما وصل إليه ولدها، طبعت قُبلة على جبينه وضمته
خرج عبد الرحمن وهو يمسح حبات العرق من جبينه وزفر بقوه وشعر بألم كتفه فوضع يده عليه وانكمشت معالم وجهه قليلًا، خرج باسم وخلفه ليل وروز وحُذيفة وكارما التي أطمئنت عليه وأغلقت الباب خلفها وأقتربوا من عبد الرحمن الذي نظر لهم
وقفت كارما أمام عبد الرحمن وقالت:ليل فيه ايه يا عبد الرحمن … أبني ماله
نظر لها عبد الرحمن وقال:ليل مش كويس خالص يا كارما خليكي جنبه
تحدثت كارما بدموع وصوتٍ مهزوز وقالت:اللي انا شوفته دا بجد … أبني مأذي وانا معرفش حاجه
عبد الرحمن:مش ليل لوحده اللي مأذي يا كارما … روزي مأذيه بسببه بس الحمد لله أذى خفيف مش هيأثر بحاجه لكن المشكلة الأكبر عند ليل .. ليل اللي أذيه وحش أوي يا كارما لازم نلحقه قبل ما الموضوع يتطور أكتر من كدا
باسم:والحل … هتتصرف أزاي
عبد الرحمن:انا هشتغل معاه واحده واحده مش عايزكوا تقلقوا بس هستني عليه شويه
كارما:مين اللي أذي أبني يا عبد الرحمن
عبد الرحمن:صُحابه يا كارما .. صُحابه هما اللي عملوا فيه كدا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك رد

error: Content is protected !!