روايات

رواية زودجر الفصل الثاني 2 بقلم عبدالرحمن ماهر

رواية زودجر الفصل الثاني 2 بقلم عبدالرحمن ماهر

رواية زودجر البارت الثاني

رواية زودجر الجزء الثاني

زودجر
زودجر

رواية زودجر الحلقة الثانية

” يوسف محدثاً نفسه ”
– أول مرة أخاطر بحياتى علشان حد ، أول مرة أستخدم قوتى ف حاجة حصولها من عدمه مش هيأثر عليا بأى شئ ، و أول مرة أبقى خايف كده … خايف و كأنها أول مرة !!
أسماء كانت دايما الفرع الطيب فى شجرة ملعونة .. أبوها طول عمره راجل مرتشى و الشارع كله عارف كده ، و أمها حقودة و طماعة و رخيصة ، كانت بتنام مع رجالة من ورا جوزها و لما فتحى عرف قاطعها ليوم ما ماتت .. أما غادة بقى ف غادة طول عمرها دلوعة الشارع كله ، حتى لما كنا عيال كانوا كل الولاد بيحبوها يتمنوا ينالوا رضاها ، حتى القرايب و الجيران ماكنوش يعرفوا أسم و لا عيل مننا مايعرفوش إلا غادة ! و غادة و بس .. كان ممكن تبقى أم دلوقتى و زوجة ليها بيت و عيلة نضيفة ، كان ممكن حتى تتجوز حد غيرى يحميها و تعيش ف ضله .. بس العرق النجس ورثها الوحيد عن أمها ، باعت جمالها للى معاه فلوس و مرة ورا مرة ورا مرة بقى الموضوع عادى ، روتين و الناس كلها بقت عارفه و ساكتة … إلا انا ! .. انا اللى حبتها و كنت هعمل أى حاجه فى الدنيا عشانها و خلت بيا فى الآخر ، كانت تستاهل الموت … بس ده مايمنعش إن أختها ماتستاهلش .
” يسمع يوسف صوت منبه داخل الغرفة فيجد الساعة الرابعة و النص صباحاً … يخرج من البلكونة و يغلق كل النوافذ و الأبواب و حتى الأنوار ثم يشعل جمرة صغيرة على منضدة ذهبية تتوسط غرفته المخيفة ف تضئ الغرفة قليلا .. يتنفس بسرعة و يتجهز لابتلاع هذه الجمرة ”
– رغم كل التفكير ده لسه مش قادر أقنع نفسى باللى بعمله بس خلاص مابقاش فيه فرصة للرجوع … انا وعدت أسماء إنى هخلصها و انا عند وعدى ، بالظبط هى خبطة واحدة ف نص صدرها ساعتها قلبها هيقف فى لحظة ذى ما طلبت منى و هيصحوا فى السجن يلاقوها ماتت … بس انا مش عارف انا خايف كده ليه ، مش قادر اتطمن و لا أهدى مع إنى قتلت و بنفس الطريقة كذا مرة و ماكنتش بنص الخوف ده ، حاسس إنى مش هرجع قبل الفجر … حاسس إن زودجر هيسلبنى روحى المرة دى بس خلاص
ماعدش ينفع أرجع .
” يبتلع الجمرة المشتعلة ، يتألم لثوانى و يعم الظلام الدامس الغرفة ”
★ زنزانة أسماء بالسجن / الساعة الثانية صباحاً
” تغلق أسماء عيناها فى رعب للحظات ثم تفتحها فجأة و تنتفض من الخوف .. تكرر نفس التصرف كلما تغفو قليلاً ، و فى كل مرة يعلو أكثر صوت صراخها و هى تنتفض ”
(مسجونة بالجوار) : ما تنامى يابت صدعتينى !!
أسماء (و هى تحاول إخفاء صوت البكاء ) : حاضر حاضر !
★ الزنزانة / الساعة الرابعة و النصف و ثلاث دقائق
” تدخل روح يوسف زنزانة أسماء … لا يراه أو يسمعه أحد ، يبحث فى الوجوه بسرعة و ينتقل من سرير لآخر حتى يجد أسماء و تبدو مستغرقة فى النوم ”
” يتحول لون يده للأسود اللامع و يتغير شكلها ”
” يوجه قبضته نحو صدرها ”
” و فجأة “

 

 

 

 

” تفتح أسماء عيناها و تصرخ فى هلع و تصاب بحالة هستيرية !! ”
مسجونة (تستيقظ) : فييييه اييييه ؟!
” يستيقظ باقى المساجين و يصاب الجميع بالهلع ”
” تتحدث روح يوسف مع أسماء التى تراها بوضوح ”
– يا أسماء أنا جاى عشان أخلصك ذى ما اتفقنا انتى بتعملى ايه ؟؟!
” يحاول خبط صدرها و قتلها و هى مستيقظة إلا أن أسماء تجرى فى العنبر كله و هى تصرخ بشكل هستيرى ”
” تتحرك نساء العنبر فى كل مكان و تعم حالة من الفوضى و الجميع لا يرى ما تراه أسماء ”
– أبعد عنى … ابعد عننننى !!
” أسماء تركض فى العنبر و تصرخ بجنون ”
” يوسف يركض خلف أسماء و تتوه عنه فى الزحام بين أشكال النساء و الضجيج ”
_ روحتى فين يا أسماء ؟! ، انا لازم أخلص اللى بدأته عشان اعرف أرجع حى تانى ، أرجوكى يا أسماء الوقت بيجرى تعالى … تعالى يا بنت الكلب ماتتجننيش !!
” فجأة يتصنم يوسف و لا يستطيع الحركة … تهدأ كل الأصوات فى الزنزانة للحظة … يبدأ أذان الفجر ”
” الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
أشهد ألا إله إلا الله ”
” تنظر أسماء نحو يوسف و تهدأ للحظة هى أيضاً … تدخل بعض الشرطيات للزنزانة متعجبن لما يحدث ”
” تخرج من عين يوسف دمعة … يسيح جثمانه فى لحظة ”
★ بيت يوسف / آذان الفجر
” يوسف يعود للوعى و يختنق من الجمرة و هو يصرخ بصوت مكتوم ”
– الحقوونى الحقوونى … بابا يا ابويا ، ماما انتوا فين أى حد الحقونى .. ليه يا اسماء ، ليه يا اسماء !!
” يلفظ هذه الكلمات و هو يحاول الوصول لباب الغرفة و لكن يسقط و يشتد اختناقاً … بمرور الوقت يحترق حلقه من سخونة الجمر ”
– سامحينى يا غااادة … والله ماحبتش قدك .. سامحينى يا غا …..
” يختنق تماماً و يسقط على الأرض و يموت ، الدموع تسيل من عيناه و حلقه محترق تماماً “.
★ مستشفى السجن / صباح اليوم التالى
” تتحدث الطبيبة مع أحد المسؤولين بالسجن .. بينما تجلس أسماء و هى تبكى و ترتعش ”
– حضرتك المسجونة حصلتلها أزمة نفسية خطيرة .. اللى فهمته إنها شافت حاجه مرعبة ليلة أمبارح عملت فيها كده
_ يا دكتورة الزنزانة كانت متأمنة و مافيهاش غير المساجين و ماحدش قرب نحيتها حتى !!
– مش لازم تكون شافت حاجه المساجين شافوها .. ممكن تكون شافتها لوحدها ، على العموم لازم تتحول للانفرادى الفترة الجاية عشان ماتأذيش حد من المساجين …..
★ زنزانة الانفرادى / الساعة الثانية صباحاً .
” تنام أسماء بفعل المسكنات و تحلم ”
” ترى رجلاً من ظهره يخنق غادة و هى نائمة … أسماء تقف خلف الباب و ترى مشهد القتل ”
” تتحرك فى المنزل و تمر أمام مرآة تعرفها جيداً فى الصالة لتنظر لنفسها ”
” ترى جسدها عارى تماماً و مكتوب عليه بخط أسود لامع “

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!