روايات

رواية جاريه لا تصلح للمتعة المقدمة بقلم ساريتا

رواية جاريه لا تصلح للمتعة المقدمة بقلم ساريتا

رواية جاريه لا تصلح للمتعة كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم ساريتا
رواية جاريه لا تصلح للمتعة كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم ساريتا

مقدمة الرواية

 

هو يريدها ..
كلمات مقتضبة ألقاها على مسامعها مخبرا اياها بقدومه إليها مساء اليوم بعد غياب امتد لأكثر من إسبوعين دون أن تعرف سبب هذا الاختفاء المفاجئ ودون ان تهتم حتى فليختفي او يذهب الى الجحيم ..
نظرت الى الهاتف الموضوع في يدها وهي تفكر داخلها ان ليلة أخرى من الجحيم تنتظرها ..
ليلة اخرى سوف تفقد بها جزءا جديدا من روحها .. روحها التي لم يتبقَ بها سوى القليل .. القليل الذي لا يصلح للتنفس حتى ..ورغم هذا تعاند تلك الروح وتتمسك بالحياة رغما عنها ..
تأملت الغرفة الفخمة بملامح جامدة لا يختفي جمودها في أصعب الأوقات .. جماد يسيطر على كل إنش من وجهها الذي لا يتحرك به عصب واحد .. وجهها الجميل لكن بجمال لا روح فيه وكأنها تمثال لا شيء أخر ..

 

 

نهضت من مكانها وسارت بخطوات متكاسله نحو الخزانة وفتحتها لتتأمل تلك الفساتين باهظة الثمن والتي صممها أهم مصممي الأزياء في العالم .. اتجهت ببصرها نحو الدرج الجانبي والذي ما ان تفتحه سوف تجد به العديد من أطقم المجوهرات التي جلبها لها في أيامهم الأولى حيث تفنن في محاولة جذبها له بكل ما هو غالي ونفيس اما الأن وبعدما اكتشف انه لا يوجد ما يؤثر بها او يخفف من حجم برودها الذي بدا له متأصلا بها فإبتعد عن محاولاته الفاشلة تلك ..
رمقت تلك الفساتين بملل قبل ان تخرج أحدهم بلونه الأحمر القاني وتقرر ارتدائه ..
وضعته على السرير ثم اتجهت نحو الحمام الواسع الملحق بغرفتها لتأخذ دوشا سريعا قبل ان تخرج وتتجهز له ..
بعد حوالي نصف ساعة كانت تجلس أمام المرأة تجفف شعرها قبل ان تتوقف عن ذلك وهي تتأمل ملامح وجهها الفاتنة بصمت حيث تسير بنظراتها على كل إنش من وجهها الفاتن والذي أوصلها الى هنا ..

 

 

 

كم تمنت لو لم تكن جميلة الى الحد الذي يجعل الرجال يتنافسون لنيلها فتصبح هي كاللعبة يحركونها كما يشاؤون ..
ألقت المنشفة جانبها ونهضت من مكانها محاولة إزاحة أفكارها جانبا حيث وقفت بجانب السرير وفكت روبها الحريري لتخلعه ثم تلتقط ملابسها الداخلية وترتديها اولا لتتبعها بذلك الفستان المثير والذي أضاف اليها هالة من الأنوثة والجاذبية المتأصلة بها ..
عادت الى مكانها أمام المرأة حيث بدأت تجفف شعرها اولا .. ثم وضعت مكياجها الناعم قبل ان تبدأ بتسريح شعرها الطويل والذي تركته حرا طليقا فوق كتفها لتلقي نظرة اخيرة الى المرأة تتأمل ذلك الجمال الفتان بملامح هادئة سرعان ما اختفى هدوئها وحل محلها الكره والنفور وهي تصرخ داخلها كما اعتادت ان تفعل :
” اكرهكِ .. اكره كل شيء فيكِ .. ليتكِ تموتين او تحترقين .. ليتكِ تختفين من هذه الحياة الى الابد ..”

 

 

 

 

……………………………………………………………..
أغمضت عينيها وبدأت تعود بذاكرتها الى الماضي .. ماضي مرت عليه سنين طويلة لكنها لم تستطع ان تنساه .. رغم كل اختلافها الان الا ان الماضي ما زال يخيم بظلاله عليها ..
تشنج جسدها للحظات وهي تشعر بلمساته على مختلف انحاء ذلك الجسد يتبعها قبلات متفرقة تستقبلها هي بعينين مغمضتين وجسد بارد كالخشب وروح خاوية او ربما هي من تحاول ان تجعلها مليئة بهذا الخواء .. كانت قبلاته ولمساته وأنفاسه لا تزيدها سوى نفورا من نفسها هي قبل أي شيء أخر ..
وكالعادة ما إن يتأكد من استمرارية برودها كالعادة يتحول الى وحش جائع فيتصرف معها بجنون وعنف غريب .. عنف إما أن ينتهي بإغمائها او إنهاكها بشكل يجعلها غير قادرة على الحركة .. هو بإختصار يفعل كل ما يستطيع كي يحصل منها على ردة فعل او استجابة حتى لو كانت استجابتها تلك بهذا الشكل ..

 

 

 

فهو يحاول بذلك ان يثبت رجولته لها بل ولنفسه بعدما جعلته يشعر بمدى فقره لتلك الإمكانيات التي تثير إمرأة جميلة مثلها دون ان يدرك أن الخلل فيها لا فيه هو فهي إمرأة معطوبة داخليا .. إمرأة يزينها وجه وجسد جميل من الخارج بينما هي ميتة حقا من الداخل ..
شعرت بجسدها يأن بقوة بعدما ابتعد عنها مرتديا بنطاله متجها الى الحمام بينما فتحت هي عينيها تنظر الى السقف أمامها بحدقتين جامدتين تفكر أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في لعب دور الجارية التي فشلت في تأديته من اول يوم مع هذا الرجل ..
وفي كل مرة يقترب بها منها تتأكد أنها لا تصلح لأي شيء .. لا تصلح لأن تكون جارية حتى ..
اعتدلت في جلستها وهي تضم غطاء السرير الى جسدها بينما ظهر الوجع أخيرا في حدقتيها .. وجع يفوق وجع جسدها الحالي بمراحل .. وجع متأصلا في روحها ..

 

 

نظرت الى الخزانة الموضوعة بجانب سريرها ففتحتها لتخرج علبة الدواء الموضوعة فيها .. تأملتها للحظة وذكرى جميع الاشياء التي مرت بها تتقاذف أمامها .. لم تكن المرة الأولى التي يحصل بها هذا .. ليست اول مرة يمتهن جسدها بهذا الشكل العنيف .. ليست اول مرة تتذكر مدى حقارة وضعها وليست اول مرة تزورها الذكريات القديمة لكنها اول مرة تشعر بالإكتفاء .. الاكتفاء فقط لا غير .. فتحت علبة الدواء وفرغت الكثير من الحبات على كفها قبل ان تتناولها دفعه واحدة تتبعها بالكثير من المياه الموضوعة جانبها ثم تعيد العلبة في الدرج وقنينة المياه الى مكانها .. تمددت بجسدها على السرير وهي تحكم الغطاء حوله مغمضة عينيها بقوة مستعدة لنومة سوف تستمر الى الابد ..
انتهت المقدمة ..

 

‫2 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!