روايات

رواية براثن اليزيد الفصل الثامن 8 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد الفصل الثامن 8 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد البارت الثامن

رواية براثن اليزيد الجزء الثامن

براثن اليزيد
براثن اليزيد

رواية براثن اليزيد الحلقة الثامنة

“قلبها الخائن يُسامحه في كل مرة وكأن
خطأه لم يكُن هو الذي ارتكبه”

شرارات الغضب بعينيه واضحة، فكة الذي يضغط عليه بعصبية، يده الذي ربما تتأذى بسبب ضغطه عليها هكذا، هو بحالة لا يحسد عليها أبدًا، عصبيته وغضبه دائمًا يكونوا الأقوى منه، حاول ألا يفعل شيء ولكنه لم يستطع فلم يدري بنفسه إلا وهو يجذبها من خصلاتها ذهبية اللون إليه لتفر دموعها هاربة، خائفة من موجة غضبه القادمة وهي لم ترتكب أي شيء خاطئ لتحاسب عليه..

اقترب من وجهها الذي لا يفصل بينهم سوا انشات بسيطة ويده تشتد على خصلاتها لتتأوه من الألم الذي يعصف بها، تحدث من بين أسنانه بغضب قائلًا:

-عايزه تفهميني ايه؟ هااا عايزه تستغفليني زي المرة اللي فاتت.. اللي صدقتك فيها وقولت أكيد أنا ظالمها.. بس المرة دي مش هرحمك مش يزيد اللي يتعمل معاه كده.. بتكلمي واحد عليا وعامله فيها شريفة

صدمات تليها صدمات مكونه من كلمات بها فقط بعض الحروف! قلبها يكاد أن يتوقف فـ الغرفة الآن بالنسبة لها تنطبق جدرانها من حولها لينطبق صدرها على قلبها جاعلة يتوقف عن النبض لتفقد الحياة، كلماته بها إهانة وازلال لها، يطعنها بشرفها وهي بريئة كـ براءة أنقى النساء، تحدثت بقهر والدموع منسدلة على وجنتيها وتحاول أن تجذب خصلاتها من بين يده القوية:

-أقسملك بالله أنا ما أعرف مين صاحب الرقم ولا عمري كلمته.. والله.. والله العظيم أنتَ ظالمني أنا عمري ما كلمت حد ولا ليا علاقات مع حد صدقني

اشتدت يده أكثر ثم أكثر وهو يلعن بقسوة شديدة فهو منذ لحظات كان في غاية السعادة معها، لو استمر الوضع يومان أكثر لأصبحت زوجته شرعًا وقانونًا ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، الآن هي متهمة بقضية شرف أمامه وعليها أن تُحاسب:

-عايزه تفهميني إنك متعرفيش صاحب الرقم اللي حتى مفكرتيش تمسحي اسمه ده؟! مفكرتيش تعملي بلوك للرقم حتى.. ايه شيفاني أهبل للدرجة دي؟

شهقت متوجعة من قبضته.. هو لا يصدقها يحق له ولكنها ليست مذنبة، لما تعاقب لما؟، صرخت بوجهه وهي تضربه في صدره بكف يدها عدة مرات متتالية ليترك خصلات شعرها:

-هتبقى أهبل فعلًا لو صدقت إني أعمل كده، والله أنا خليت ميار بنفسها تشوف الرقم لمين ومعرفتش ولو عايز تسألها كمان… أنا أصلًا والله مجاش في بالي أمسح ولا أعمل وأقسم بالله دي الحقيقة

ابتسم بسخرية وقد رأت الشر بعينيه وهو يتحدث من بين أسنانه بعصبية بعد أن ترك خصلات شعرها:

-اه لأ أنا لازم أصدق.. ابن الك** بيقول عليا بقف! بيقولك إني همجي وحيوان.. لأ صح صح أنا لازم أصدق… عرف منين أن أهلك كانوا هنا؟ عرف منين أن أختي خريجة تجارة؟ ها منين وعرف منين أن أمي ست محدش يستحملها؟ ما تردي

نظرت له دون الإجابة هي حقًا لا تعرف من أين علم كل هذا، حتى تامر لا يعلم غير أن عائلتها زارتها.. من الذي يفعل بها هكذا؟، صرخ بها بصوت عالي جعلها تنتفض عائدة إلى الخلف لتسقط جالسة على الفراش خلفها، نظرت إليه بحزن خالص والدموع منهمرة على وجنتيها بلا توقف فقد كان حزن قلبها وخوفها منه لا يضاهي شيء..

أجاب عن الأسئلة قائلًا ببرود وسخرية وهو يقترب منها ناظرًا إليها بقسوة:

-عرف من واحدة خاينة وحقيرة، باعت نفسها وشرفها.. بس تفتكري أنا هسكت عن وساختك دي؟ صحيح ما أنتِ من عيلة طوبار هتعملي ايه غير كده

هبت واقفة على قدميها أمامه بعد أن مزقتها إهانته لتقول بحدة وقسوة حملتها كلماتها وهي تشير ناحيته بإصبع يدها السبابة:

-لو أنتَ شايف نفسك مش راجل ومش واثق في إني ممكن أحبك وأعيش معاك دي مش مشكلتي لكن أنا أشرف من عيلتك كلها أنا بنت عيلة طوبار اللي مش عجباك لا أنتَ ولا حد في بيتك أحسن مليون مرة منك ومن والدتك اللي…….

هل تظن أنها تستطيع إتمام ما بدأت به؟ لو أحد غير “يزيد” لفعلت ولكن صفعته التي أطاحت بها على الفراش جعلتها تبتلع باقي حديثها داخل جوفها دون التفوه بحرف آخر، استلقت على جانبها واضعة يدها على مكان صفعته وكأنها لا تصدق ما فعل، تندب حظها العثر وتلك الرسائل وذلك الشخص الذي لو عرفته لقامت بقتله على الفور..

استند بقدمه اليمنى على الفراش ليجذبها من كلتا ذراعها جاعلًا إياها مستلقية على ظهرها مواجهة له تنظر إلى عينيه بقهر ولا تتوقف عن البكاء، بينما هو تحكم به الغضب واستفاق على الانتقام من عائلتها، ترى عائلته دنيئة وهم شرفاء؟ لترى الشرف على حق:

-عليتي مالها؟ مش عجباكي؟ أنتِ شريفة آه أنا ناسي وأنا مش راجل؟!.. تحبي اوريكي الرجولة بتاعتي عاملة إزاي… أنا لو عليا كنت عايز ده بس قبل ما أعرف اللي بتعمليه يا… يا شريفة هانم

رأته في حالة اللاوعي، غضبه يعمي عينيه، ينظر إلى مقدمة صدرها وتلتمع الرغبة بعينيه ليتحدث كـ المغيب..

تحدثت وهي تحاول أن تبعد يديه عنها الذي تقيد حركتها:

-أبعد عني يا يزيد

ابتسم بسخرية لاذعة ثم تحولت تلك الابتسامة إلى ضحكات ساخرة عالية وهتف قائلًا ببرود وهو ينظر إليها بقهر:

-ليه؟ مش كنتي عايزه القرب؟ مش كنتي بتقولي أنا مش ببعد

-أبعد عني بقولك

قهره منها ومن ذلك الرجل جعله يود أن يفعل أي شيء ليحرق روحها كما حرقت روحه وقلبه، لقد كان سعيدًا كثيرًا بقربها، لقد كان على وشك الوقوع في عشقها، قتلته بخنجر بارد، قتلته بأبشع طرق القتل ليبقى هنا ينظر إلى عينيها التي تحمل زرقة البحر ويتألم بداخله على ما فعلته..

-مش لازم اثبتلك إني راجل!؟

اقترب منها أكثر وهو ينظر إليها بسخرية ثم حاول أن يمزق مقدمة بلوزتها ويده تعبث بملابسها، ثم التهم عنقها الذي انقض عليه بهمجية شديدة جعلتها تصرخ من الألم..

ضربته بيدها عدة مرات قبل أن يحاصرها لتصرخ به بهلع وخوف يكاد أن يوقف قلبها، حاولت أن تبتعد بجسدها ولكن لا فائدة، صرخت به كثيرًا وهو لا يستمع إليها وكأنه مغيب عن الواقع..

-أرجوك بلاش هتندم والله.. بلاش والنبي يا يزيد علشان خاطري.. أبعد عني يا يزيد الله يخليك

صرخت عاليًا عندما وجدته لا يستمع إليها فرفع وجهه إليها واضعًا يديه على فمها ليكتم صرخاتها حتى لا يستمع من في المنزل، ولكن يا ليته لم يفعل! فقد رأى القهر والحزن والخذلان ينبصقوا من عينيها التي تحمل خيوط حمراء من شدة البكاء، لقد رأى كل معاني العتاب ولبرهة رأى الكره بعينيها..

ابتعد للخلف والصدمة تحتل كيانه فقد كان مقدمًا على فعل مشين بزوجته، كاد أن يتخلى عن رجولته بهذه الطريقة الرخيصة، هذا ليس فعل من “يزيد” لقد كان شيطانه يتحكم به وبتصرفاته، ولقد ساهمت هي بدورها في ذلك..

ابتعدت هي إلى آخر الفراش تبكي بقهر واضعة يدها الاثنين أعلى صدرها، انكمشت على نفسها تضدم قدميها إلى صدرها وتحتضنهم بيدها، تفكر في فعلته لقد قارب على ارتكاب جريمة في حقها، لقد قارب على أن ينتهك برائتها بتلك الطريقة الهمجية، عصف بها تفكيرها في كثير من الأمور وهي جالسة تبكي وهو عاد إلى الأريكة التي بالغرفة وجلس عليها واضعًا رأسه بين يديه بعد أن انحنى على نفسه قليلًا وكل منهم يفكر بما حدث منذ قليل وما كانوا عليه منذ دقائق!!..

ظلوا على هذا الوضع بضع دقائق إلى أن استمع يزيد فجأة صوت شقيقتها يأتي من عبر الهاتف بلهفة وقلق:

-ألو مروة مالك يا حبيبتي؟ بترني متأخر كده ليه؟

رفع يزيد بصره إليها باستغراب ليراها ممسكة بالهاتف بيدها جاعلة إياه على وضع مكبر الصوت حتى يستمع إليه، رآها تزيل دمعة فرت من عينها بعد أن استمعت إلى صوت شقيقتها لتتحدث بخفوت وصوت ضعيف من كثرة البكاء:

-أبدًا يا ميار بس كنت عايزه أسألك على الرقم اللي كان باعتلي رسايل أصل……

قاطعتها شقيقتها سريعًا بلهفة وهي تتسائل باستغراب:

-اوعي يكون بعتلك تاني.. أنا بجد مش عارفه مين الحيوان ده.. مروة يزيد لازم يعرف لأنه لو عرف من غيرك ممكن يفهم غلط.. مروة سمعاني؟

رفعت وجهها إليه تبتسم بسخرية وبرود فقد ظن بها السوء دون محاولة منه لمعرفة الحقيقة، عادت إلى شقيقتها قائلة بجدية:

-لأ خلاص أنا هعمله بلوك.. بقولك هو انتوا مشيتوا؟

أجابتها الأخرى بصوت مستغرب من تقلبها على الأمر برمته:

-لأ هنمشي بكره علشان اتأخرنا النهاردة

-طيب تصبحي على خير

ثم أغلقت الهاتف سريعًا ووضعته جوارها على الفراش دون التفوه بحرف ليقف هو على قدميه مشوش الفكر، استدار موليها ظهره واضعًا يده خلف رأسه يفرك عنقه وهو يفكر كيف ذلك؟ وما الذي فعله؟

استدار إليها مرة أخرى يهتف باستغراب وتساءل مندهشًا:

-يعني ايه الكلام ده؟

عندما وجدها لا ترد عليه وتنظر فقط إليه بعتاب وحزن ظاهر في كامل ملامحها ودموعها لم تجف ولو لدقيقة واحدة، تحدث وهو يقترب من الفراش يقول بخفوت وندم لتسرعه:

-مروة أنا…..

قاطعته عندما هبت واقفه على قدميها بعد أن وجدته يقترب منها لتقول بحدة وهي تشير ناحيته بيدها إلا يقترب:

-أنا همشي بكرة الصبح وهرجع مع أهلي القاهرة، مستحيل أقعد معاك دقيقة واحدة بعد اللي عملته فيا ظلم

لم تعطيه فرصة للرد فقد ذهبت سريعًا إلى غرفة الصالون الصغيرة وأغلقت الباب خلفها ليستمع من بعدها إلى صوت بكائها وشهقاتها المكتومة الذي تسبب هو بها، بينما هو من فرط عصبيته أطاح بكل ما كان موجود على المرآة ليحدث ضجة عالية استمعت إليها وعلمت ما يفعله، فقد كان في ذلك الوقت يكاد أن يموت من تأنيب ضميره، روحه تُعذب وكأنها في وسط نيران مشتعلة، كلمات شقيقتها تدل على برائتها، إذًا هي حقًا لا تعلم لمن الرقم!..

يكاد يفقد عقله من التفكير فيما حدث فهو لم يكن يريد أبدًا أن يصل إلى تلك النقطة معها، كيف سيجعلها تسامحه وتغفر إليه الآن؟، نظر إلى باب الغرفة المختبئة خلفه بحسره وحقد على ذلك الشخص الذي حتمًا سيعلم من هو وحينها سيجعله يتمنى الموت ولن يناله..

جلست خلف الباب تبكي وتكتم شهقاتها حتى لا يستمع إليها، لقد وضع في قلبها خناجر مسمومة واحدًا تلو الآخر حتى أتى بقلبها نصفين، لقد كانت كلماته تسبب جروح لا تُشفى، كيف يفعل كل ذلك؟ فهي منذ قليل كانت تفكر به وبتلك اللحظات الجميلة التي قضوها معًا!. وقفت على قدميها سريعًا متوجهة ناحية الأريكة التي بالغرفة ثم استلقت عليها جاعلة عقلها يتوقف عن التفكير متخذة قرار أنها ستعود غدًا مع أهلها..

____________________

فتحت عينيها ببطء شديد تستفيق من النوم الذي لما يأتيها إلا عند شروق الشمس بسبب كثرة التفكير الذي لم تستطع منع نفسها منه، وضعت يدها على رأسها تلقائيًا بسبب ذلك الصداع الذي داهمها منذ الصباح الباكر، جلست نصف جلسة على الأريكة التي كانت غير مريحة لجسدها بالمرة، فركت فروة رأسها عدة مرات وهي تغمغم بكلمات غير واضحة منزعجة من ذلك الألم البغيض..

تذكرت أنها سوف تذهب مع عائلتها إلى القاهرة اليوم وتعود إلى منزلها من جديد وإلى حياتها التي فقدتها منذ أن أتت إلى هنا، ولكن هل ستبتعد عن زوجها؟ ستترك “يزيد” الذي اعترفت لنفسها بأنه يجذبها بكامل تفاصيله؟..

عنفت نفسها على ذلك التفكير فهو لم يفكر بها أو بمشاعرها عندما تطاولت يده عليها وسبها بألفاظ بشعة، ربما لو كان فعل شيء آخر تستطيع أن تغفره لفعلت ولكن هذا لا يغفر فكرامتها وعائلتها لا يستحقون هذه الإهانة..

وقفت على قدميها متوجهة صوب باب الغرفة لتفتحه وتخرج ترتب أشيائها وتذهب دون رجعة وليحدث ما يحدث ولكن هيهات فقد كان هذا مخططها أما هو فقد كان له رأي آخر..

حاولت فتح الباب عدة مرات ولكن دون جدوى، أمسكت بالمقبض بحدة محاولة فتحه ولكن دون فائدة، نظرت إلى الباب ثم علمت أنه من فعل ذلك ليمنعها من الذهاب ومن دونه سيفعلها فلا أحد يحبها بهذا المنزل من الأساس سواه هو وأخته، مهلًا هل هو حقًا يحبها؟! تفكر بتراهات وتركت الأمر اللازم..

نظرت إلى ساعة الحائط وجدتها لم تتعدى الثامنة صباحًا فعلمت أنه لم يذهب بعد، وقفت خلف باب الغرفة ثم صاحت بصوتٍ عالٍ بعض الشيء:

-يزيد أفتح الباب

لم تتلقى إجابة منه فوضعت أذنها على الباب تسترق السمع ولكن لم تستمع لشيء بالخارج فطرقت بكلتا يدها وصاحت بحدة:

-أنتَ كمان جايلك نوم؟ قوم أفتح الباب يا يزيد وإلا هعملك فضيحة هنا

نهض من على الفراش جالسًا مرتعد بسبب ذلك الصوت المزعج الذي أستمع إليه، نظر حوله ليرى إن كان هناك شيء حقًا ولكن لا يوجد فعاود النوم مرة أخرى ولكن صوتها الصارخ أخترق أذنه ليجعله يهب واقفًا على أرضية الغرفة مقتربًا من باب الغرفة قائلًا بهدوء متسائلًا:

-في ايه بتزعقي كده ليه؟

اغتاظت من هدوءه وبروده في المعاملة وكأنه لم يفعل شيء أبدًا فصاحت بعصبية وهي تضرب الباب بقدمها:

-أفتح الباب يا يزيد وإلا مش هيحصل كويس.. لولا أن حاجتي جوه كنت مشيت من غير ما تعرف أصلًا

مسح وجهه بكف يده الأيمن بينما الآخر مستندًا به على الباب يحاول أن يبعد النعاس عن عينيه، تمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة ربما تجعله يهدأ حتى يصلح ما أفسده:

-بتهدديني يا مروة؟

أتته الإجابة سريعًا وهي تقول بحدة وعصبية بسبب حبسه لها بهذه الطريقة:

-اعتبرها زي ما تعتبرها المهم أنك هتفتح الباب يعني هتفتحه

ابتسم بسخرية بعدما استمع إلى حديثها الواثق وكأنه يقوم الآن بفتح الباب لتلبية طلبها الأمر:

-طب لو مفتحتوش يعني هتعملي ايه؟

صاحت بإسمه من بين أسنانها بصوتٍ غاضب:

-يــزيــد!..

ابتسم “يزيد” بهدوء ثم حاول معها باللين لتوافق على طلبه الذي ربما يكِن مستحيل فما فعله لم يكن بالهين لتقبله، ولكنه لم يكن يدري بالأمر ولا يعلم ما يفعله سوى أن شيطانه سول إليه أنها خائنة وهي لم تبخل عليه بمساعدته:

-أول مرة أسمع اسمي حلو كده

تريث بعد جملته أخذًا نفسًا عميقٍ ثم تحدث مجددًا بخفوت وصوت أجش:

-أنا آسف، بصي عارف إني حيوان بجد وحقير كمان على اللي عملته بس حطي نفسك مكاني.. فجأة ألاقي مراتي واقفه فاتحة رسايل شخص متسجل عندها حبيبي بيكلمها وكأنه جوزها وكأنه أنا يا مروة، غير أنه عارف حاجات يعني مش أي حد هيعرفها، ده غير إن دي تاني مرة لنفس الرقم حتى مكلفتيش خاطرك تمسحي أم الرقم أو الإسم عايزاني أفكر إزاي طيب؟

أستمع إلى صوتها الهادي يأتي من خلف الباب قائلة:

-أفتح الباب يا يزيد

أجابها قائلًا بهدوء وهو يستند على الباب بكلتا يديه:

-هفتحه بس اوعديني مش هتاخدي أي قرار غير لما نتكلم

-أوعدك

ذهب ناحية الكومود بجوار الفراش ليجذب من عليه مفتاح الغرفة وذهب إليها ثم وضع المفتاح بالمزلاج وأداره لينفتح الباب وتظهر هي من خلفه بملامحها الباهتة وعينيها المنتفخة ربما من كثرة البكاء أو قلة النوم، خرجت لترى الغرفة بحالة يرثى لها، رأت كل محتويات المرآة على الأرضية البعض مهشم لا يصلح لشيء والبعض الآخر ربما يصلح، لم تنظر إلى وجهة مباشرة فقد هربت من رؤية ملامحه..

تقدمت إلى داخل الغرفة تعطي ظهرها إليه ليتقدم منها ممسكًا معصم يدها ثم جعلها تستدير لتكون في مقابلته بينما هي سحبت يدها من بين يده..

تغاضى هو عن الأمر ثم تحدث بهدوء وضعف ينظر إلى عينيها زرقاء اللون:

-أنا آسف بجد مكنش قصدي كل اللي حصل ده، سامحيني

ابتسمت بسخرية لاذعة استشعرها بوضوح بينما هي رفعت نظرها إليه تنظر إلى عينيه هي الأخرى، ربما هو يعتقد أنه ارتضم بها بالخطأ، أو ربما أفسد لها محتويات دولابها؟ أنه قارب على اغتصابها بإسم الزواج، أهان عائلتها، طعن في شرفها، سبها ويقول آسف؟:

-هو أنتَ خبطني بكتفك علشان تقول آسف؟ أنتَ عارف أنتَ عملت ايه؟ تحب أقولك؟ أنتَ سبتني بأبشع الألفاظ لا وطعنت في شرفي، اهانت عيلتي، قربت ت… تغتصبني! كل ده علشان سوء تفاهم… حاولت افهمك أن والله معرفش مين ده ولا ليا علاقة بيه لكن لا إزاي الراجل اللي جواك لازم يطلع عليا…

أول مرة بجد أنا مكنتش أعرف مين حتى سجله عندي بعديها ميار سألت على إسم صاحب الخط عن طريق حد صاحبها ومعرفتش، نسيت امسحه مفكرتش أصلًا فيه تاني وامبارح دي كانت تاني مرة يبعت وأنا فعلًا معرفش هو مين والله معرفش ولا أعرف هو عرف الحاجات دي إزاي وحاولت افهمك ده لكن أنتً مفهمتش ده مش ذنبي

اقترب منها محاولًا أن يضع يده على كتفها ولكن عادت للخلف بجسدها ونظرت إليه بهدوء ليتنفس بعمق ثم تحدث قائلًا باستغراب:

-طيب أنا معرفش كل ده عايزاني أعمل ايه يعني لما حتى متمسحيش الرقم؟ ولا لما يقول على أمي ست مش كويسه؟ وبيقول عني بقف.. أنا بقف؟ بلاش كل ده أعمل ايه أنا لما تكون دي تاني مرة لمراتي مع نفس الشخص وأنتِ كمان مقصرتيش بكلامك حطي نفسك مكاني أنا مكنتش شايف قدامي من العصبية اللي كنت فيها

ذهبت لتقف أمام باب شرفة غرفة النوم تنظر إلى الخارج تعطي إليه ظهرها وتقول بحدة:

-كان المفروض تسمعني لأني حاولت افهمك أكتر من مرة متبررش لنفسك الغلط

تقدم هو الآخر محاولًا أن يجعلها تعود عن ما في رأسها وتظل معه:

-أنا مش ببرر يا مروة بس أنا محتاجك! محتاجك تفضلي معايا هنا علشان نعمل اللي قولتي عليه مش قولتي هنكمل الطريق سوا؟ مش علشان غلطة صغيرة هنهد كل حاجة أرجوكي بلاش تمشي..

استدارت تصرخ في وجهه بغضب وعصبية:

-دي مش غلطة صغيرة يا يزيد أنتَ لو كنت كملت اللي بدأته كانت حياتنا سوا ادمرت ياريت تكون فاهم ده كويس، طبعًا غير أنك بتكره عيلتي أنتَ وكل اللي هنا وأنا مش هعرف أعيش كده مش هعرف أعيش في وسط ناس كارهين أهلي وكارهني كمان

مسح على وجهه بعصبية ثم هتفت ببرود وتهكم مجيبًا على كلماتها:

-طيب ياستي غلطة كبيرة مش صغيرة لكن خلصت وأنا اعترفت بغلطي وطالب فرصة تانية فيها ايه يعني؟ ومكملتش في اللي بدأته علشان عايزه برضاكي وبعدين هو مين قالك أني كاره أهلك أنا اتعصبت وكنت مخنوق ومش شايف قدامي علشان كده قولت كل اللي قولته امبارح ومتقدريش تثبتي غير ده لأن عمري ما قولت عليهم حاجه

تركته متوجهة ناحية المرحاض بخطوات سريعة متخطيه إياه لتهرب من ذلك النقاش المهلك لاعصابها، أخذ خطوة واسعة ثم التقط معصم يدها جاعلها تستدير إليه ثم دفعها ناحية الحائط ليقف مقابلًا لها محاصرًا إياها وهتف بصوت واثق قائلًا:

-أنا آسف أوعدك اللي حصل مش هيتكرر تاني بس أنتِ مش هتخرجي من هنا غير على جثتي أنا محتاج فرصة أرجوكي

أكمل بهدوء قائلًا:

-أنا معرفتش مين الشخص ده أنا كمان وحاولت أعرف الخط طلع مش متسجل فعلًا يبقى تعمليله بلوك وتشيلي الإسم من عندك

تريث مرة أخرى ثم تحدث بابتسامة عريضة ونبرة تحمل الخبث:

-أوعدك إن كل اللي هيتكرر بينا هو اللي حصل امبارح واحنا على ضهر ليل.. فكراه؟

أحمرت وجنتيها بالحمرة بسبب ذكرة لذلك الأمر، فقد كانت جريئة إلى حد كبير عندما وضعت يدها حول عنقه تبادله القبلة، دفعته ثم ذهبت سريعًا إلى المرحاض متهربه من موجة المكر الذي يتحلى بها ليجعلها ترضخ له وتتبسم بوجهه..

_________________

جلست “إيمان” على الفراش بجانب زوجها “فاروق”، تمددت بجواره مظهره ساقيها البيضاء بسخاء ثم نظرت إليه بمكرٍ وتحدثت قائلة بهدوء:

-إلا قولي يا فاروق.. أخوك هيعمل ايه مع مراته

مرر عينيه عليها من أعلاها إلى أسفل قدميها مزيلًا عرق جبهته بيده وهو ينظر إليها باستغراب غير مدرك مقصدها بهذا الحديث عن أخيه وزوجته فقال متسائلًا:

-يعمل ايه إزاي يعني؟

ابتسمت بسخرية قبل أن تقترب منه واضعة كف يدها على كتفه العريض قائلة بجدية لتحثه على الحديث معها:

-قصدي في حوار الأرض

نظر إلى فتحة قميصها من الأعلى والتي تعمدت أن ترتديه ليظهر مقدمة صدرها، رفع نظره إليها مرة أخرى وتحدث بجدية:

-مش خابر يا إيمان عمي سابت عايز الموضوع يخلص ويزيد شكله مطول معاها بت طوبار

التمعت عينيها بمكر ونظرة خبيثة قبل أن تقترب منه مرة أخرى ملتصقة به وهتفت قائلة بفحيح لتجعله يتحدث مع أخيه متعجلًا ثم يقم بتطليق زوجته:

-أنتَ أخوه الكبير وليك كلمة عليه كلمه وخليه يخلص ويعمل زي ما اتفقتوا الله.. وبعدين خد بالك البت دي مش سهلة دي سهُنه وخبيثة وهتاكل بعقل أخوك حلاوة لو مفتحش ليها

نظر أمامه هذه المرة وتحدث بشرود وهو يتذكر حديث والدته عنها مثلما قالت زوجته بأنها فتاة غير سهلة للعب بها:

-أمي قالت نفس الكلام ده.. أنا هكلم يزيد كده كده زي ما قال عمي ونخلص من الغم ده

ابتسمت باتساع وعادت بظهرها إلى ظهر الفراش مستندة عليه براحة لتقول بخفوت وصوت خافض:

-أيوه كده أخيرًا.. ناخد اللي عايزينه ونرجع الحق لصحابه ونرميها بره البيت وتبقى عبره لمن يعتبر

تتحدث وكأن المال وغيره لها، وكأن كل شيء ملك لتلك العائلة هو حق لها، الخبث ينبصق من عينيها، والكذب يصدر على صوتها، الجميع يريد الانتقام من شخص ليس له ذنب في شيء، ولا يعلم حتى ما يدور من حوله..

__________________

الجميع يجلس بغرفة الصالون في منزل عائلة “الراجحي” ماعدا “يزيد” وكأنه جو أسري كما يظهر ولكن بالحقيقة هو جو مُحمل بتحطيم النفوس السليمة بواسطة نفوس مريضة، جو يهدم كل معاني اللذة والفرحة..

وبالطبع لا يحدث ذلك إلا لها، هي الوحيدة الغريبة بينهم والغير مقبولة بالنسبة لهم، يرونها فتاة من عائلة عدوة كريهة، وكل منهم يأخذها بذنب ليس لها فيه فعل..

جلست على الأريكة بجوار “يسرى” التي كانت تمسك الهاتف بيدها تعبث به وهي تُريها شيء ما، بينما هادِمات لحظات السعادة يلقون عليها كلمات صُنعت من جروح، هي كانت راحلة بلا رجعة، لقد قررت ذلك وعزمت التنفيذ ولكنه لم يجعلها تفعل، ألح عليها كثيرًا معتذرًا عن ما بدر منه في آخر مرة بينهم، اعترض طريقها بالقوة ليجعلها تبقى ولا ترحل عنه طالبًا فرصة أولى وأخيرة ليصلح ما بينهم، وليكونوا زوج وزوجة متقبلين بعضهم في جميع الأحوال دون الضغط من أي شخص..

فاستجاب قلبها الخائن له وبقيت معه ولم ترحل عنه معلله لنفسها بأنها ستجرب هذه المرة فقط حتى لا تفشل معه وعندما تسأل نفسها تجيب بأنها قد اوفت وفعلت ما عليها..

وحقًا دون شيء آخر هي منجذبة إليه تعلم أنها مقاطعة إياه منذ ذلك اليوم وها قد مر أسبوعين ولكن اعتذاراته التي لا تستكين، والهدايا التي لا يمل من تقديمها لها تجعلها تريد أن تقول له أنها سامحته، ابتسامته العذبة وعينيه صاحبة الألوان المتعددة تجعلها تغيب عن العالم وكأنها بوادر الحب الذي لم تخوضه يوم بحياتها..

استمعت إلى والدة زوجها فظة الحديث تقول بصوتٍ عالي إلى زوجة ابنها الأكبر بسخرية وتهكم ناظرة إليها:

-كنتي تصدقي يا إيمان إن الشحاتين يقعدوا وسطينا كده في يوم

ابتسمت الأخرى بتشفي وكأن تلك المسكينة قتلت لها قتيل ولكن هكذا هي النفوس المريضة تكره دون أسباب، تحدثت مجيبة والدة زوجها بسخرية هي الأخرى:

-لأ والله يا مرات عمي بس لا وكمان ايه بجحين

تنفست ثم بدأت العد من واحد إلى عشرة لتهدأ نفسها وهي تنظر في شاشة الهاتف الذي تحمله “يسرى” مذكرة نفسها بكلمات “يزيد” عندما حاول محادثتها، فقد قال لها أن مهما يحدث أو يبدر منهم لا تجيب عليهم بالحسن أو السيء وإن لم تستطع التحكم بنفسها فعليها تركهم وتلجأ إليه هو فقط من يستطيع استيراد حق زوجته..

حاولت أن تفعل كما قال وثبتت نظرها في شاشة الهاتف لترى فساتين تريها إليها “يسرى” التي تريد شراء بعض منها..

مرة أخرى تحدثت والدة زوجها بعد أن اعتدلت في جلستها وقالت إلى شقيق زوجها بجدية وابتسامة:

-بس قولي يا أبو زاهر هي مين العيلة اللي قالوا عليهم حرامية من كام سنة وسيرتهم كانت على كل لسان

نظر “سابت” إلى “مروة” بنصف عين وهو يعلم ما تريد الوصول إليه زوجة أخيه ليقول بتعاطف زائف وكأنه يشمت:

-ما خلاص يا حجة بقى اللي ربنا ستره مش إحنا اللي هنفضحه

ضحكت إيمان التي نظرت إلى زوجها ومن بعده عمه “سابت” ثم قالت مبتسمة وهي تحمل الخبث داخل كلماتها:

-مهو اتفضح وخلاص يا عمي هو كان لسه هيتستر من تاني

كلماتهم لم تكن هينة عليها، كل ما يتحدثون به تعلم أنه موجه إليها ولكن هل حقًا عائلتها عُرفت بهذا؟ متى وكيف هي تعلم أنهم شرفاء وجدها كان رجل عادل، حكيم، طيب وحنون القلب، كيف يقولون كل ذلك عنهم وهم ليس بكل هذا السوء، هناك شيء خفي، بعض الخيوط لا تظهر من هذا الحديث وعليها معرفة ما حدث ليكِنوا بقلوبهم كل هذا الكره لهم فـ مقتل “زاهر” كان دون قصد وقد كان “كمال” صديقه وأخذ أيضًا محاكمته لما إذًا كل هذا؟

أخرجتها “يسرى” من شرودها لتجعلها تقرأ شيء ما على شاشة الهاتف ثم انفجرت الاثنين ضاحكين بشدة لينظر إليهم الجميع بغيظ وقد كان الغيظ الأكبر من نصيب “يسرى” لأنها تقف بصف تلك الفتاة البغيضة بالنسبة لهم..

تحدثت والدة زوجها بحدة وعصبية وصوت عالي وهي تعنفها على تصرفها الغير مقبول:

-مالك يابت طوبار ما تلمي نفسك شويه ولا أهلك معلموكيش الأدب… هنا البيت ليه أصول وصوتك المرق ده مش عايزه اسمعه تاني بلاش قلة حياء ومسخرة

نظرت إليها بذهول فهي فقط ضحكت بصوت، ماذا فعلت لكل هذه المحاضرة عن الأخلاق والتربية وهي لا تعلم عنها شيء؟ جعلت تفكيرها يخمد داخل عقلها عندما استمعت إلى”يسرى” تتحدث إلى والدتها قائلة بضيق واضح:

-محصلش حاجه لكل ده إحنا بنضحك عادي.. مرقصناش في وسط البلد

اخرسها أخاها عندما تحدث بعصبية مجيبًا عليها بحدة:

-بتردي على أمك وإحنا قاعدين مش عاجبينك ولا ايه

نظرت إليه مروة بسخرية ثم وقفت على قدميها متجهة إلى خارج الغرفة بعد أن قالت بهدوء:

-عن اذنكم..

___________________

خرجت إلى حديقة المنزل وجلست على مقعد بها مريحة ظهرها إلى ظهره ثم نظرت إلى السماء قبل أن تغلق عينيها وتجعل عقلها يقف لبرهة عن التفكير..

جلست على المقعد دقائق في ذلك الجو الذي يحمل الهواء المنعش، تذكرت أنها لم تراه اليوم واعتقدت أنه ربما يكن بجانب “ليل” في الإسطبل يدخن سجائره المضرة بالصحة، وقفت على قدميها ثم توجهت إلى هناك بهدوء وهي تسير، لم تستمع إلى صوته أو أي دليل يحثها أنه بالداخل..

دلفت بهدوء وهي تبحث عنه في الأرجاء إلى أن رأت “ليل” الذي وجدته ينظر إليها، ابتلعت ما بحلقها بتوتر وهي ترى عينيه منصبه عليها بتركيز لتحاول أن تسترق السمع ربما يكن بالداخل في الناحية الأخرى فهي لن تستطيع أن تدلف وتمر من جانب “ليل” المخيف هذا وكأنه علم ما تفكر به ليظهر إليها أنه ليس مربوط بشيء ويتجه نحوها..

فزعت عندما وجدته يتقدم منها وسريعًا استدارت لترحل عن هنا ولكنها اصطدمت في حائط ربما لين قليلًا لأنه يحمل قلب في الجهه اليسرى!.. رفعت نظرها إليه بتوتر وخوف وقد كانت دقات قلبها تقرع كالطبول، ليتحدث قائلًا هو بابتسامة عريضة ونبرة تحمل الجدية بعض الشيء:

-اهدي بقى مش كل ما تقربي منه تعملي كده

ابتعدت عنه بهدوء وهي تتجه ناحية الباب لتخرج منه قائلة بخفوت:

-أنا أصلًا ماشيه

جذب يدها ليجعلها تعود مرة أخرى إلى مكانها في الإسطبل ثم دفعها إلى الحائط الذي خلفه بعد أن غير وضعيته ليقترب منها ويجعل تفكيرها مشتت به:

-اومال جيتي هنا ليه؟

أنزلت بصرها إلى الأرضية ثم حاولت التحكم في نفسها وارتجافتها من قربه المهلك إليها وقالت بصوت خافت متردد:

-كنت بتمشى وحبيت أشوف المكان فدخلت

قرب وجهه منها حتى أصبح لا يفصل بينهما سوا انشات بسيطة ورفع يده إلى وجنتها يمررها عليها بحب وحنان كما عادته بينما الأخرى يضعها على الحائط محاصرها بها، ثم هتف متسائلًا بابتسامة وصوت أجش:

-مش ناويه تسامحيني بقى وتنسي اللي فات؟

لم يكن يعلم أنها سامحته ولكن عليها أن تفعل ذلك لتسترد حقها وتجعله يعلم أنها ليست سهلة كما ظن في البداية أو أن الإهانة لها ولعائلتها ستمر مرور الكرام، أو أن كرامتها لا تعني لها شيء، ولم يكن يعلم ما ستفعله هي ليجعله يدخل في حالة غضب منها فقد اكتفى..

دفعته “مروة” بشدة في صدرة بقبضة يدها حتى جعلته يأن من ضربتها ثم نظرت إليه بحدة ولاحت نظرة غرور بعينيها وتقدمت لتذهب من أمامه تاركه إياه يقف خلفها ينظر في أثرها بذهول ولكن قد ظهر الغضب على ملامحه فتوجه خلفها سريعًا ووقف أمامها ثم انحنى سريعًا ورفعها على كتفه يحملها وسار بها مرة أخرى إلى حيث كانوا هم الاثنين..

دلف يزيد بها إلى الداخل ثم ألقاها بقسوة على الكثير من التبن الموضوع على الأرضية لتخرج من بين شفتيها صرخة على أثر وقعتها التي سببت إليها الألم

اقترب منها متحدثًا بعصبية وغضب بعدما حاول بشتى الطرق لارضائها وهي لا ترضى:

-أنتِ اتجننتي ولا ايه؟ فكراني ايه علشان تعملي كل ده..

نظرت إليه بخوف وهلع تحاول مداراته فكل مرة يكن بهذه الحالة يحدث ما لا يحمد عقباه ولكن هذه المرة هي من فعلت عمدًا لتتحمل النتيجة إذًا.

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!