روايات

رواية سند الكبير الفصل الرابع عشر 14 بقلم شيماء سعيد

رواية سند الكبير الفصل الرابع عشر 14 بقلم شيماء سعيد

رواية سند الكبير البارت الرابع عشر

رواية سند الكبير الجزء الرابع عشر

رواية سند الكبير الحلقة الرابعة عشر

بغرفة حمد بحديقة منزل الكبير، بدأ يفتح عيناه رويدا رويدا على صوت قوي يهمس بإسمه لأكثر من مرة، شعر بالقلق بنومه والخروج من حلمه المميز ليستسقظ رغماً عنه، انتفض جسده على رؤيته لسند يجلس على المقعد المقابل للفراش يضع ساق على الآخر بكل أريحية مردفا :
_ صحي النوم يا حضرت الظابط كل ده نوم، على حد عملي الظباط بيصحوا من حركة النملة والا أنت مطمن لأنك في حماية سند الكبير؟!.
اعتدل حمد بعدما قدر على السيطرة على ردود أفعاله مردفا ببرود :
_ خير يا سند سايب عروستك في ليلة الدخلة وجاي عندي تعمل إيه؟!.. معقول مش قادر على بعدي عنك..
قهقه سند بنبرة لا تقترب للمرح من قريب أو بعيد ثم رد عليه ببساطة :
_ وأنا عندي أغلى منك يا حضرت الظابط..
مسح حمد على وجهه عدة مرات متوترا من هذا الهدوء المريب للاعصاب قائلا :
_ اه قولتلي يا حضرت الظابط يبقى كفاية لف ودوران بقى ونلعب على المكشوف يا كبير..
اوما إليه سند مرددا :
_ أنا بلعب على المكشوف من زمان لكن أنت اللي دخلت من سكة الحريم يا حضرت الظابط ونسيت أنت بتلعب مع مين وإزاي..
انتفض حمد وقام من على الفراش وهو يقول بقوة مدافعا عن نفسه :
_ لو تقصد همت فأنا حبيتها فعلا وكنت ناوي اتجوزها، لكن أنت اللي غبي..
صرخ فجأة وسقط جسده بعدها على الأرض بعدما تلقى أول لكمة من قبضة سند الحديدة الذي اردف بعدها بجمود :
_ كدة أزعل منك بدأت الكذب وده غلط عليك، هربت يوم الفرح ورسمت إنك فاقد الذاكرة وجاي دلوقتي تقول بتحبها؟!..
قطعه حمد بوجع :
_ أنا مهربتش أنا فعلا عملت حادثة وفقدت الذاكرة وأظن مراتك أكتر واحدة عارفة ده..
أخذ لكمة أخرى عندما أدخل سيرة وعد بالموضوع بكل حماقة، كان يحاول بشتى الطرق ان ينسى أن زوجته عاشت عامين تحت سقف واحد مع هذا الحيوان دون أن يعرف كيف كان ينظر لها أو ما فعلوا مع بعضهما..
لم يشعر بنفسه الا بعدما رأي الدماء تسقط من جميع جهات وجه حمد ليقوم من فوقه قائلا بقوة :
_ أول ما تطلع عليك الشمس تكون غورت من هنا ده لو عايز تخرج حي مش في كفن..
________ شيماء سعيد ______
بأحد المنازل العريقة بالقاهرة وبالتحديد في التجمع الخامس، كان يجلس رجل يظهر عليه معالم الوقار رغم الغضب المرسوم على ملامحه وهو يضع ساق على الآخر ويمسك بيده سلاحه الناري يلعب به بين أصابعه..
همس بنبرة مميتة للحارس الواقف بجواره :
_ مين سمح له يخرج من باب الفيلا؟!…
بلع الحارس ريقه بتوتر من هذا الموقف الذي لا يحسد عليه ثم اردف :
_ يا باشا مستر هادي خرج من غير ما إحنا نشوفه..
يا ليته لم يتحدث أو على الأقل كذب وقال إنه من اخرجه، قام من مكانه بنيران تكاد تحرق الأخضر واليابس ثم همس بنبرة صوته الخشنة :
_ يعني هادي خرج من باب الفيلا وأنتوا وافقين برة وجودكم زي عدمه؟!..
حاول الاخر الدفاع عن نفسه إلا أن صوت رب عمله جعله يعلم إنها النهاية :
_ من غير حرف واحد تاخدوا أي مستحقات ليكم هنا ومش عايز اشوف وشكم..
خرج الحارس وهو يلعن في هادي الذي قطع عيشه ويدعى عليه من أعماق قلبه، بنفس اللحظة دخل هادي بسيارته للفيلا ودلف للداخل بكل برود، اتصدم عندما وجد خاله يقف بانتظاره مردفا بنبرة ساخرة :
_ أهلا يا هادي بيه نورت..
بلع هادي ريقه مردفا :
_ فايز اسمعني الأول قبل أي حاجة..
قطعه فايز باشارة من يده ثم قال :
_ مش عايز اسمع حاجة، من بكرا هننزل كفر الكبير أبن عمتك يتعامل معاك لأني بعترف لأول مرة بفشلي في تربيتك..
لم يتوقع هادي بأسوأ كوابيسه إن يتخلى عنه فايز ويسلمه لسند يدا بيد، أسرع بالاقتراب منه يمنعه من الصعود لغرفته قائلا برجاء :
_ أرجوك يا خالو سند لأ أنا مستعد أفضل في البيت الباقي من عمري بس أرجوك سند وكفر الكبير لأ، ده مش بيعرف يتفاهم والعنف عنه مزاج..
رد عليه فايز ساخرا وهو يتركه ويصعد الدرج :
_ هناك هتبطل القرف اللي أنت بتشربه وتبقى راجل، أنا مش مستعد أقابل أختي وأقولها إبنك ضاع مني..
______ شيماء سعيد ______
بجناح سند..
فتحت وعد عينيها بكسل كبير بعدما شعرت ببعض البرودة تسير بالقرب من جسدها، رفعت كفيها وأخذت تمر بهما على عينيها لتستعيد القليل من نشاطها، نظرت للفراش أمامها لتجده خالي، بلعت لعوبها وذكريات ليلتهم الأولى تتسرب لعقلها رويدا رويدا، نفذ ما كان يرغب به وحصل عليها دون أدنى مجهود منه..
لم تحاول على الأقل الدافع عن نفسها ليبتعد، حركت رأسها سريعا تحاول إخراج تلك الأفكار مردفة بتردد :
_ اللي حصل هو الصح والحلال، سند جوزك وكان عايزك لو رفضتي ربنا هيزعل منك..
عادت لتنهر نفسها من جديد وكأن بداخلها شخصين :
_ بس مكنش ينفع وأنتِ متأكدة انك مجرد لعبه بين ايده قرر أمتا يرجعها وبكرا يقرر أمتا يخرجها برة حياته..
قطع أفكارها عندما دخل للجناح وهنا كانت الصدمة الأكبر لها، هل تركها بليلة مثل ليلة الزفاف وخرج من الجناح، ابتسم إليها ثم اقترب منها مقبلا أعلى رأسها يحاول نسيان ما قاله هذا الحيوان عن حياتها معه ثم أردف :
_ صاحية بالليل ليه؟!.. لسة بدري نامي وارتاحي..
قلق عندما لم يجد منها رد فقط تنظر إليه ليقول وعيناه تحاول فهم ما بها :
_ مالك يا وعد أنتِ حاسة بأي تعب أطلب ليكي دكتورة..
بعدت كفه عنها بنفور واضح ثم ردت عليه أخيراً :
_ كنت فين؟!..
أستغرب السؤال وليكن أكثر صدقاً رفض فكرة السؤال نفسها، استقام بوقفته ثم رد عليها بحاجب مرفوع :
_ وأنتِ مالك؟!..
لا تعرف كيف تتعامل معه وجدت نفسها تضحك فجأة بلا أي سبب ثم رددت من بين ضحكتها :
_ أنا مالي؟!.. يمكن مثلا عشان حضرتك جوزى ويمكن أكتر عشان الليلة ليلة فرحنا ومينفعش تسيبني وتخرج في يوم زي ده..
معها حق ولكن يجب أن تعتاد على طريقته من البدايه، رد عليها بهدوء :
_ ملكيش دعوة..
ها هو يكشف الستار عن شخصيته الحقيقة بعد ساعات قليلة بعد حصوله على مراده، أزالت الغطاء عنها ثم ارتدت روب من الستان الأسود، اقتربت منه بخطوات مرتجفة قائلة :
_ يعني ايه ماليش دعوة آمال مين له؟!.. أنا بسأل سؤال وعايزه عليه إجابة كنت فين يا سند في يوم زي ده؟!..
تنهد بتعب، لا يرغب بالشجار خصوصاً اليوم، ضم وجهها بين كفيه قائلا بنبرة حنون بها القليل من التهديد:
_ ممنوع تسألي كنت فين ورايح فين، اهتمي بيا وبس يا وعد فكري إزاي تخلي حياتنا حلوة وسيبي أي حاجة تانية عليا انا هتصرف فيها..
ابتسمت إليه بسخرية وهي تضع يدها على يده لتبعده عنها ثم اردفت بتعب وهي تعود للفراش مرة أخرى :
_ عندك حق كفاية عليا أهتم بيك أي حاجة تانية تروح في داهية حتى لو كانت الحاجة دي مشاعري، تصبح على خير..
تمنت لو يأخذها بين احضانه ليطمئن قلبها بقربه، تمنت لو يقول أي كلمة ولو بسيطة يثبت لها أن ذات قيمة عالية بقلبه، إلا أنه جلس بجوارها على الفراش ثم مسح على خصلاتها عدة مرات مردفا بثقة :
_ مشاعرك سبيها عليا انا هعرف أتعامل معاها كويس، أما دلوقتي بقي افتحي عيونك الحلوة دي وقومي حضري ليا الحمام..
اعتدلت بجلستها كان بداخلها ألف كلمة تريد أن تقولها الا ان لسانها رفض الخوض معه بأي حديث، اخذت نفس عميق ثم قالت وهي تقوم من على الفراش :
_ دقايق والحمام هيكون جاهز تؤمر بحاجة تانية..
حرك رأسه برفض قائلا :
_ لأ بس بسرعة عندي مشوار مهم…
_____ شيماء سعيد _____
بعد ساعات طويلة بعد رحيل سند قررت وعد الهروب بالنوم من أي شيء يعكر مزاجها، تحركت بضجر وهو تضع الوسادة فوق رأسها لتمنع صوت الباب الذي يجبرها على الاستيقاظ، ومع اصرار الطارق فتحت عينيها وقامت من مكانها مردفة :
_ مين؟!..
ردت عليها سمارة من خلف الباب قائلة :
_ أنا سمارة ومعايا همت ممكن ندخل يا عروسة..
فتحت لهما الباب ثم ردت بسخرية :
_ ادخلوا عادي ما هو العريس نفسه خرج هعيش أنا دور العروسة مع مين؟!…
خفضت همت عينيها بخجل من تصرفات شقيقها اما سمارة فقالت وهي تجذب وعد من ذراعيها وتجلس بها على الاريكة :
_ بقولك إيه انا عارفة الأشكال دي كويس اذا كان هو وإلا صاحبه الاتنين اوطى من بعض، فركزي معايا كدة عشان تعرفي تعيشي يا بنت الناس..
ابتسمت إليها وعد بتلقائية قائلة :
_ قولي يا ستي وأنا ايدي على كتفك..
ضربتها همت بمرح قائلة :
_ الله أنتِ عايزة تمشي ورا كلام سمارة ناويين تعملوا إيه في أخويا الغلبان..
سمارة :
_ اخوكي من غلبان انا من أول ما شوفته بقول عليه تعبان..
قهقهت وعد بمرح ثم استوعبت أن همت تتحدث معها مثل الماضي فاردفت بسعادة :
_ همت أنتِ بقيتي كويسة؟!..
أومات لها همت مردفة بغرور مرح :
_ كويسة مين ده انا أكتر واحدة خبيثة في البيت ده..
حركت وعد رأسها مردفة بقلة حيلة :
_ لأ إذا كدة فأنتي عندك حق تقولي على اخوكى غلبان…
ضربت همت على رأسها ثم قالت وهي تجذب وعد معها للحمام قائلة :
_ معاكي ربع ساعة وتكوني جاهزة عشان ننزل للناس اللي تحت بدل ما الحاجة حكمت تعلم عليا…
بعد نصف ساعة كانت ترتدي عباية استقبال مميزة من اللون الأبيض وتضع على وجهها القليل من مساحيق التجميل التي أعطت لها الكثير من الجمال والدلال وتركت لشعرها الحرية خلف ظهرها..
نزلت للاسفل لتشير إليها حكمت قائلة :
_ تعالي يا غالية يا مرات الغالي سلمي على حريم أكبر رجالة في كفر الكبير..
ابتسمت لها وعد بتوتر وجلست على المقعد المجاور لها بدأت تستقل التهاني حتى اردفت سماح ببرود :
_ الله العريس خرج من الصبح لحق يزهق يا دكتورة والا ايه؟!
قبل أن تجيب عليها وعد أكملت الأخرى بقوة لتزيد من الأمر سوء :
_ وبعدين انا مش شايفة ليكي أهل لا إمبارح في الفرح ولا حتى الليلة إيه أنتِ هربانة من أهلك والا ايه..
بماذا تجيب أمام هذا الكم الكبير من النساء ومن المفترض أنها زوجة كبيرهم؟!.. ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها ثم اردفت بنبرة هادئة :
_ أنا أهلي توفوا من زمان وفعلاً ماليش حد في الدنيا دي بعد ربنا الا سند، واظن هو سند الكل حتى اللي ليهم أهل يبقى يا بختي ويعوضي بيه..
لم تتحمل أن تكمل أي حديث وبعد عشر دقائق طلبت من السيدة حمكت الصعود لتقول لها :
_ طبعا يا روحي ارتاحي والاكل هيكون عندك أول ما سند يوصل…
ابتسمت لها وعد قائلة بتعب :
_ شكراً جدا…
______ شيماء سعيد _______
بعد منتصف الليل بسيارة سند، كان يضع رأسه على المقعد وينظر للفارغ حوله بلا هدف، ها هو قدر على الحصول عليها، تزوجها ونفذ ما كان يركض إليه منذ أول مرة ضمها لصدره وهي تختبئ من الكلاب..
لأول مرة يشعر إنه يريد الفرار من هذا النعيم، يعترف وبكل قوة إنه يريد التخلي عنها اليوم قبل غد لا يتشوق لرؤية المزيد مستكفي بتلك الليلة بما فيها من ذكريات..
يشعر وكأنه كلما اقترب كلما زاد الأمر سوء، رن هاتفه ليتنهد بتعب ثم فتحته قائلا بهدوء :
_ فايز بيه افتكر ان له إبن اخ المفروض يتصل يطمن عليه، طيب على الأقل عشان شكلي قصاد الناس كنت احضر فرحي إمبارح..
قهقه فايز ثم رد عليه بسخرية :
_ فرح ايه يا سند ده أنت بتتجوز كل يومين، عموماً يا سيدي ملحوقة احضر الطلاق عادي..
إجابه بسخرية :
_ خليك محضر خير يا فايز..
تعصب فايز جدا واردف :
_ ما تحترم نفسك وتعمل حساب إني عمك وأكبر منك..
_ عمي ماشي لكن أكبر مني دي فيها كلام تاني دول كلهم 3 سنين اللي بيني وبينك..
تنهد فايز ورد :
_ سند أنا جاي البلد بكرا وهيكون معايا هادي هنقعد عندك فترة، بجد انا مش قادر اتحمل تصرفات هادي رجع يشرب تاني وبيهرب من الحرس…
مسح سند على وجهه ثم قال بقوة :
_ خلاص يا عمي هستناك الصبح بس لو أتدخل في طريقتي في التعامل معاه انا وقتها هبعد..
أغلق الخط مع فايز، ليقع نظره بالصدفة على على ساعة الهاتف ليردف بصدمة :
_ الساعة واحدة كل ده مش حاسس بالوقت يا كبير…
بجناحه ظلت من التاسعة مساءا تنتظره بالشرفة غير مصدقة ما يحدث معها بيوم مثل هذا، كانت على يقين إنه سيمل بعدما يحصل عليها ولكن بتلك السرعة الأمر مخيف، بدأت تشعر ان ساقيها تتخلى عنها ولم تقدر على الوقوف عليهما أكثر من ذلك، بنفس اللحظة دلفت سيارة الكبير للحديقة..
لمحته ينزل منها بجلبابه الأسود ويسند على العصا الخاصة به، لتغلق الشرفة وتركض للفراش ثم وضعت الشرشف عليها وأغلقت عينيها تمثل النوم..
بعد خمس دقائق دلف وأغلق الباب خلفه بقوة ثم أردف بنبرة صوت عالية :
_ اصحي يا واكلة ناسك أنتِ..
تجمد جسدها من هول الكلمة، توقعت انها نامت بالفعل وتلك الجملة بأحد كوابيسها لا أكثر، الا انها انتفضت عندما ازاح عنها الشرشف مكملا بنفس الطريقة :
_ أنا مش بكلمك يا بت أنتِ قومى يلا..
اعتدلت على الفراش قائلة بحالة من الذهول :
_ هي ايه طريقة كلامك دي؟!.. وبعدين في عريس يفضل لنص الليل برة البيت وساعة ما يرجع يعمل كدة…
جلس على الفراش وضعا ساق على الآخر قائلا ببرود :
_ قومي قلعيني الجزمة واغسلي رجلي..
هل بين يوم وليلة يتحول الشخص بتلك السرعة أما إنها تتوهم، قامت من على الفراش ووقفت أمامه مردفة :
_ أنت بتقول إيه ما تفوق يا كبير أنا الدكتورة وعد والا نسيت فجأة أنا أبقى مين؟!..
_ أنتِ مراتي يا دكتورة ومن النهاردة انسى موضوع الدكتورة ده خالص، شغلتك الوحيدة راحتي وسعادتي وبس…
ضحكت بسخرية قائلة :
_ يعني إيه الكلام ده؟!..
_ قلعيني الجزمة واغسلي رجلي..
_ ولو رفضت؟!..
رد عليها بمنتهى القسوة :
_ هتبقى طالق..
_____ شيماء سعيد _______
من هنا بدأت الرواية رأيكم ايه في الأحداث ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سند الكبير)

اترك رد

error: Content is protected !!