روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني البارت الحادي عشر

رواية صفعات القدر الحاني الجزء الحادي عشر

صفعات القدر الحاني
صفعات القدر الحاني

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الحادية عشر

ترك التعقل جانبا ،وحسم أمره هتف بكل ذرة مشاعر حملها لها وكل تنهيدة غضب مكتومة بداخله ..ارهقه نشيجها الباكي ودموعها التي لاتجف… .وصوت صراخها المتكرر يذبحه مرارا بسكين ثالم… .لينطق بسرعه ،بقوة ،بأصرار
-دكتورة فادية… أنا عايز اتجوز رقية دلوقت وحالا .
شعور متنامي بالغضب ،يتمنى لو صفعها على عنادها ونهرها على سوء تصرفها… .استشاط غضبا عندما علم بأن فادية أمرتها بالمكوث في شقتها والا تبرحها ،… .لكن بداخله شعور أخر شعور بالمسئولية والاحتواء… يتمنى زرعها بأحضانه واحاطتها بذراعيه… فوحدها اضلعه هي الملاذ وفقط دقاته هي الأمان…
لم تتركه رقية يجابه افكاره المشتته وهتفت بحكمة صنعتها الايام
-تتجوزها ليه ياأدهم… ؟…
فرك أعلى أنفه بةليرفع رأسه مجيبا بزيف وشت به نظراته
شرد قليلا ليعاود الحديث بجمود غريب
-هي محتجاني وانا محتجلها…
فادية بتصميم واكثر جديه
-يعني ايه… ؟
استرسل ادهم وهو لايستطيع إخفاء ارتباكه
-انا فالاخر هتجوز ليه متكونش هي… خاصة هي محتاجه حمايتي… وانا ايمان هتتجوز وتبعد فأكيد محتاج ست تلبي كل احتياجاتي .
ارتسمت ابتسامة راضية على فم فادية ،لتطالعه بنظرات متفرسة وتعاود الحديث ببرود أغاظه
-نعم ودا ايه ده… ..طيب ياابني ما تجيب خدامه ..؟
ابتلع أدهم ريقة وعاود الحديث بصلابه
-لا أنا عايزها هي…
شعر بنظرات فادية تخترقه وتسبر اغواره فابتلع ريقة محاود الحديث بثبات
دكتوره وهو الجواز ايه غير كده… .اتنين بيسدو احتياجات بعض .
بهتت ملامح فادية وحملقت فيه بذهول لتهمس وقد سارعت بالهجوم
-والحب…
هتف بسرعة دون أن يمنح نفسه فرصه للتفكير غير عابئ بمن تستمع لحديثة وتنهار شيئا فشيئا
-مش فقاموسي ومبؤمنش بيه…
هو يصارع وصراحة يظهر بوضوح على ملامحه
هتفت فادية بدهشه تلبستها… واقتحام
-مش مصدقه انت ياأدهم تفكيرك بالشكل ده… .؟
انحنى أدهم بجزعه للامام قائلا بجمود ورعشة
-المهم موافقه ولا لا
لتنطلق صريحه من الآخرى ،التي وقفت بشموخ تكتم شهقاتها وتجاهد لتصمد امامه
-آسفه مش موافقه على طلبك يااستاذ ادهم ..انا مش محتاجه شفقه من حد .
لونت الخيبة ملامحه فيما رمقته فادية بلوم واضح ،عادت رقية لتهتف بقوة
-استاذ ادهم أنا مش محتاجه شفقتك ،ولا تنعم عليا بالستر وتأخد ثواب ..اختنقت بغصة بكاء لتلتقط نفساً مرتجفاً وتهمس بخجل
-الحمدلله أنا بخير والي نجاني من مصير سئ ..قادر يكون معايا فالي جاي .
ابتلع كلماته ،وتطلع لفادية بتوسل خفيلكن فادية راقتها اللعبه وقررت العزف على اوتار قلبه الهائمة ..اقتربت منها واحاطتها بدفء قائلة بتلاعب مميت للاخر
-كده وصلك الرد ياأدهم…… بنتي يتجوزها الي بيحبها تكمله ويكملها هو مش عقد عمل ..
حاول الحديث والذود عن نفسه وطرح اعتراف صريح بالعشق لكن هناك في زوايا عقلة الضاله بريق لمع بالرفض وكبل أحرفه ..ليخرج بعدها اوداجه تنتفخ غضباً… احتضنتها فادية تواسي قلبها المجروح… غادرت بها للحجرة… دثرتها لتنام وحينما تهدأ سيتحدثان بما يكفي .
*****************
متباعدان… رغم تواجدهم معاً… شعر سيف بالعجز فكل محاولات إرضائه لياسين تبؤ بالفشل ..
وقف امام السفرة يضع شطائر البيتزا بانواعها ،والمياة الغازية والكنافة بالقشطة التي يعشقها ياسين…
خرج ياسين ليفاجئ بسيف جالسا يتناول البيتزا بنهم… فاشاح متغاضيا وابتعد… لكن سيف قطع عليه هروبه
-مش هتاكل…
صمت ياسين وذم شفتيه مغادراً للمطبخ… بحث عن طعام فلم يجد فخرج عائداً لحجرته…
هتف سيف باستمتاع
-جميلة جدا…
اغتاظ ياسين وعاد لحجرته صافعا الباب ،زفر سيف بحزن وترك البيتزا من يده… لتسطع بعقله حيلة شقية ..يشاكس بها ياسين الذي يعلم مدى حبه لها… .
ترك الطعام وغادر لحجرته صافحا الباب بقوة ليستمع الآخر… .
ابتسم ياسين بنصر وتسلل على اطرافه حتى وصل للسفره جلس وبدأ يلتهم الطعام بسرعه حتى غص اكثر من مره… .
ابتسامة رضا لونت محيا سيف الواقف خلفه .،ليضرب بعدها على كتفه فينتفض ياسين بعد ان دس بفمة كل القطع وانتفخ فمه كاللبلون
همس سيف وهو يجاوره
-حلوة… ؟
هز ياسين رأسه ،ثم اخفضها حرجاً… ليزحف همس سيف لاذنه
-أنا آسف…
حملق فيه ياسين بعينين مغرورقتين ،… ابتلع باقي طعامه واندفع محتضناً سيف وهو يهمس بمرارة
-أنا آسف ياولدي .
مسد سيف على ظهره بحنان قائلا
-عارف أني قسيت عليك وقصرت فحقك بس غصب عني .
بكى ياسين بحرارة وكل دمعه تسرد اعتذار ،ليبتعد قائلا
-أنا غلطت بردو ..
استوقفه سيف قائلا بحنان جارف
-خلاص ياياسين… فترة وعدت بس علشان خاطري اعقل ومتضيعش نفسك علشان ساعتها أنا هضيع… فاهم ياياسين .
هزه سيف من كتف متوسماً مترقبا رد الآخر .ليهتف ياسين بحزن لامع مغيرا مجرى الحديث
-عايز ازور ماما…
ابتسم سيف بشحوب واشار للطعام قائلا
-خلص اكلك ..هننزل نصلي ونزورها…
اومأ ياسين ليعاود التهام الباقي لكن فجأة يتوقف قائلا
-طعمها مش حلو ..بس اهو النفس .
تطلع سيف للاطباق الفارغه بذهول لكن داخله انتشى سعادة فها قد بدأ ياسين العودة لمرحه السابق ..
*************
خرج راجي من حجرة رحمة ليجيب على الهاتف ،امسكت ياسمين كف والدتها وهي لاتحيد بنظراتها عن قاسم قائله
-أنا هاخد ماما عندي .
تهجم وجه قاسم وهتف بقسوة
-ليه وبيتها ..
اجابت ياسمين بثبات وهي ترمقة بحدة
-ملهاش بيت .
زمجر قاسم بغضب واسكتها بإقتضتاب
-ياسمين… .
صرخت بوجهه مقره
-ياريت لو فعلا عايز تساعدنا تخلي والدك يطلقها .
ضرب قاسم كفيه وقد بدأ صبره ينفذ لينهض قائلا
-مرات عمي هترجع بيتها معززه… هجبلها الي تخدمها لغاية ما تشد حيلها .
نطقتها صريحه محاطة بعنف ضاري
-لا
ليستدير هاتفاً بغضب حاول كبحه
-مش مستني رأيك… ومستحيل اسمحلك تاخديها بيت واحد غريب .
جاهدت لتنطقها لكنها مجبرة
-دا جوزي… .وراجي مش هيمانع
هنا ضحى بأخر ذرة من تعقله ،واقترب هاتفا من بين اسنانه
-جوزك مش جوزها… وكل كلامك ده مش هيغير رأيي
-ماما مش هترجع ياقاسم البيت ده تاني
لفظتها بجنون وهي تسد عليه طريق خروجه ،… .كور قاسم قبضته ودفعها قائلا
-الي عندك اعمليه…
انفجرت ينابيع دموعها لتهتف بضعف شابه التوسل
-ماما مش لازم ترجع البيت الي كانت هتموت فيه تاني…
استدار متسائلا بفظاظه
-قصدك ايه… ؟
تطلعت لملامح والدتها الساكنه واسترسلت بألم
-عمتي هي السبب فالي حصل لماما ..وده ليه علشان ماما اعترضت على جوازي من واحد أد ابويا…
هتف قاسم بحنق وهو يقترب منها
-مش فاضي للالغاز دي…
همست ياسمين وقد عادت لبرودها المعهود
-ولا انا فاضيه افهم حضرتك… .
حاول قاسم الحديث لكنه صمت جراء دخول راجي لتتلقفه الحيرة وتفترسه الافكار ،خرجت ياسمين توازي راجي بعد ان طبعت قُبلة حانية محفوفة بالدموع على جبهة والدتها .
**********************
منذ ايام وهو يراقبها ،من نافذة مكتبه الخاص … تغادر ليلا وفي تعود نهارا تجلس مع فتاتيها… لكنها اليوم غريبة تتطلع حولها بشرود وفتاتيها لاتكفان عن البكاء… وبعد قليل احتضنت الفتاتين بقوة ولثمتهم بالعديد من القُبلات لتغادر وتتركهم…
مرالكثير من الوقت ولم تأتي والفتاتين ازداد بكائهما… الظاهر من تبدل ملامحهم واحمرار وجههم… وحينما اقترب منهم رجل… التقط سترته وركض للخارج… .
وصل اليهم منقطع الانفاس… ليجدهم متشبثتان تتطلعان بهلع أذاب قلبه ..اقترب مهدئاً
-بتعيطو ليه… .
همست واحدة وهي تمسح دموعها وتشير حيث غادرت والدتها
-ماما…
نبض قلبه قهراً وابتسم بحنان مذيبا خوفهم ،جثى على ركبتيه قائلا
-متعيطوش ياحبايبي… اكيد راحت تجبلكم أكل ..
مر وقت آخر ينتظر معهم لكن لا أمل من عودة والدتهم فاضطر أن يأخذهم ويغادر بهم وهو يعدهم بالمزيد… .
ويهدأ من روعهم… لكن يداخله يموج غضبا من تلك الأم القاسية عديمة الرحمة ..مفتقدة الانسانيه ..
*********
ظلت تجوب الشوارع… تارة تسير وتارة تركض… تريد الابتعاد عنهم… فبكائهم ينحرها… ووجودهم يكبلها… تركتهم عل أحد رحيم القلب يأخذهم ويتولاها هي الله…
بحثت عن عمل لكن كل من يرى طفلتيها يرفض بتعند ويطردها شر طردة ..
نفذ مالها وتعبت ..فاضطرت قتل مشاعر امومتها ،ووأد رحمتها…
تعبت وجلس على مقعد… دفنت وجهها بين كفيها تبكي عل تلك الدموع تزيل ثقل عاتقها… رنى لمسامعها صوت طفلة
-ماما
فرفعت رأسها تتطلع بأمل ..اجهضه ظهور طفل صغير يتشبث بوالدته ،ابتسمت بحنان من بين دموعها… ونهرت نفسها بقوة… واستفاقت من غيبوبتها ..لتركض باتجاه الحديقة التي تركتهم عندها مره آخرى داعية الله بقلب وجل أن تكونا موجودتين ..
. هتف ياسين بعد ان اغلق هاتفه
-سيف أنا عايز اروح الصعيد .
اغلق سيف دفتره وهو يحك ذقنة ،قائلا
-اكيد ده علي…
هز ياسين رأسه قائلا بتملق
-وحشني اووي ياسيوفي… ماتيجي نروح نغير جو .
تصنع سيف التفكير وشرد قليلا ليعود بنظراته الدافئة لياسين قائلا بعبث
-وماله نروح… هو في احلى من الصعيد…
صفق ياسين بإستمتاع واندفع يُقبل سيف بإمتنان ،ليضحك سيف قائلا بسخرية
-هو أنا قلبت معاك على نهى ماتهدأ يالا يلا روح حضر حاجتك ،ركضياسين ناحية حجرته… ليهمس سيف بحزن ورجاء
-يارب قويني ..
**************
قرر سيف الذهاب للمدرسة لجمع اغراضه ،بدأت خطواته متكاسلة ،ثقيلة… انفاسه تغوص داخل صدرة المكتظ بالهموم… لكن بريق بداخله نابع من صدقة وبراءته… وثقته بنفسه…… جعله يركل كل ألامه ويخطو بغرور وثقة قد تكون زائفة لكنها حقيقة يستمدها من طهارته… ونظافة كفيه مما نُسب اليه…
تطلع له الجميع فاغرين الفم… وكأنه مخلوق فضائي هبط للتو… وتخبطت المشاعر والتمعت بأعينهم مابين نفور ،خوف ،شفقة… .
لكنه شامخ لايُعير أحد الانتباه وكأن الزمن توقف ومحى الآثام عن كفيه ..
بتمهل خطا داخل المدرسة يرسم على وجههة ابتسامة دافئة كشمس الشتاء… فكانت ابتسامته سهام تُصوب ناحية ممتلئ القلوب بالسواد…
دخل حجرة المعلمين والتي ما إن وطأها حتى تسمر الجميع في أماكنهم ودوى الصمت بينهم… اهداهم سيف ابتسامة باطنها الحزن وظاهرها الثقة… وذهب لمكتبه لملم أغراضه بصمت وسرعه ..
فجأة انتشلته ربته مؤازره ،التي لم تكن الا من تامر…
التقت النظرات… وعجز اللسان عن الكلام… ليبتسم تامر قائلا بمرح
-لقيت الدنيا منورة فقولت في حاجه غلط بس لما شوفت عرفت السبب ..
ندت عن شفتي سيف ابتسامة طمأنينه ،ليتعانقا بعدها بمودة خالصه حملت همسأ بين طياتها من تامر
-وحشتني ياصاحبي
ابتعد سيف ومازال ينازع توتره… ..حمحم وشرع في جمع اوراقه…
دقائق واقترب قاسم بإبتسامة بشوش ،قبض محيياً على كف سيف قائلا بحبور
-نورت ياسيف بجد مفتقدينك .
لمعة من الحزن عبرت صفاء عينيه ليعاود الهمس بثقة
-ربنا يظهر تلحق
ربت قاسم على كتفه بمؤازرة قائلا
-فوض امرك لله ياسيف ومتقلقش اقصى شئ يقدر يقوم بيه البشر هو تنفيذ ارادة الله .
تنهد سيف براحة متذكرا جملة ثالدته
-قد تكون المحنة منحه…
فيما خرج بعض المعلمين نافرين ..لكن تامر وقاسم ابو الا أن يضيفوه ويخففو عنه…
بعدها سلم عليهم سيف بحرارة وغادر يحمل اوراقه ومقتنياته ..
نداء دفع الدم لرأسه
-مستر سيف
تجاهلة واحتدت خطواته يريد الهروب خوفا من تهوره ،لكنها كررت النداء
-مستر سيف
امتثل واقفاً… فاقتربت هامسة وهي تغالب دموعها
-سامحني بجد أنا آسفه .
استدار لها سيف وعلي وجهه ابتسامة ،ليهتف
-تصدقي يانجوى انتي الوحيدة الي متأكده اني مظلوم .
هزت رأسها ترافق دموعها لتهمس بتوسل
-بجد غصب عني .
ابتسم سيف قائلا بحقد
-وانا غصب عني مش هقبله يانجوى وغصب عني كرهتك… ..صمت يتابع انهيارها ليستأذن قائلا بتشفي
-عن أذنك معنديش وقت اضيعه مع الي زيك تاني .
غادر وتركها تتجرع ويلاتتها تئن بألم…
وعند خروجه اصطدم سيف بشريف الذي هتف متشفيا
-استاذنا
غمغم سيف بصبر نافذ
-استغفر الله
ليعاود شريف الهتاف قائلا وهو يربت على كتفه
-معلش ياسيف ربنا يكون فعونك
نفض سيف كفه وابتعد هاتفاً بيقين
-ربنا يكون فعونك أنت ويعينك على نفسك ياشريف
زمجر شريف غاضبا
-تقصد ايه… ؟
سيف بابتسامة رضا وقد نال منه
-ولا حاجه ..بس افتكر اننا هنقف الوقفة دي بس الادوار هتتقلب ،برأتي انا واثق منها… زي ثقتي انك قدامي
ارتبك شريف واحتدت نظراته ليتابع سيف بسخرية وهو يشيع بإزدراء
-سلام ياابو العيال .
قالها سيف ضاحكاً .فيما اعتلى الغضب وجه شريف وثارت ثأرته…
**********
بحثت عن فتاتيها كالمجنونه… نادتهم بصوت مبحوح تملكه الفزع
-زهرة ..رحيق… .
لكن حقيقة عدم وجودهم صفعتها .لتنهار ارضا تضرب ساقيها بعنف صارخة
-رحيق… .زهرة
تأخرت كثيرا واضاعتهم بنفسها ،رفعت كفيها لتصدم عينيها بدم وهمي يلطخ كفيها فيزداد صراخها… يريد ان يشق السماء…
تطلعت حولها كمعتوهه فاقدة العقل… عقلها يصور لها جثث طفلتيها أرضا ..ملطخة بالدماء… بطونهم مشقوقة ومأخوذة اعضائهم ..وصورة أخرى لهم يجوبان الشوارع يبكيان… وأخرى غارقتان في مياه النيل وآخرى مغتصبتان ..عند تلك الخاطرة صرخت أمل بقوة تنازع روحها ..ونهضت تتشبث بالمارة تسألهم بلهفة مجنونه
-شوفت بناتي… كانو هنا
غادر الرجل متأسفا هامسا بحزن
-ربنا يشفيكي يابنتي .
امسكت أمل بأمرآة وهزتها قائلة
-شوفتي بناتي… كانو هنا ..
هزت المرأة رأسها فانهارت أمل تحت اقدامها تبكي بحرقة هامسة بضعف وصوت مخنوق مبحوح ضائع
-زهرة… .رحيق…
بعد دقائق من قطعها الطريق على المارة غادرت حيث العمارة القاطنة امامهم ..توجهت بملامح شرسة عنيدة ناحية محل بعينه… قبضت على قميص الرجل قائلة
-أنت السبب قولتلي مش هتشتغلي وهما معاكي ..انت الي رفضت تديني فلوس أأكلهم ..
هتف الرجل بذهول وهو يحاول الفكاك من قبضتيها
-دي مجنونه ولا أيه… ؟
ضربته أمل بقبضتيها فيما صرخ بها الرجل وشرع في ضربها قائلا
-غوري ايه البلاوي دي…
هبط بعد ان اغلق مكتبة ..واثناء سيرة وجدها تضرب الرجل بقوة وهو يعاود ضربها… فهتف بعيون قاسية
-سيبها ياابن…
استدار كليهما يطالعان الواقف خلفهم ،لكن الروية تشوشت لديها وسقطت فاقدة الوعي .
ركض بإتجاهها وحملها قائلا
-وفرتي عليا البحث يا أمل .
حملها بين ذراعيه واتجه بها للخارج بعد ان رمق صاحب المحل بتوعد وقسوة
********************
جلست فادية امام رقية تطعمها بحب ..، تعلم مدى ماعانته خلال اليومين السابقين لكنها مجبرة على الحديث
-روكا… أنا مسافرة ..
بهتت ملامح رقية وانتظرت استرسال فادية ،لتتابع فادية بحزن
-مرات ابني تعبانه جدا ..شكل رقيه الصغيرة متعبه ..
هتفت بها فادية لتخفف من التوتر السائد..
فابتسمت رقيه بمجاملة ،وحثت فادية بنظراتها لتُكمل فادية
-هطول يارقية ..يمكن سنه او اكتر ..
هنا ارتعشت رقية وانهمرت دموعها ،لتحتضنها فادية قائلة
-علشان خاطري متعيطيش…
ابتعدت رقية ومسحت دموعها قائلة برضا كاذب
-تسافري بالسلامة… وابقي طمنيني علىهم
قبضت فادية على فكها وادراتها تواجه نظراتها لتهمس بتأكيد
-بس الاول لازم اطمن عليكي .
بدت الحيرة جليه على وجه رقية لتتابع فادية بأصرار
-وانا مش هكون مطمنة عليكي غير مع أدهم .
عقدت رقية حاجبيها واجابت بعدم تصديق
-تقصدي اوافق على عرضه .
هزت فادية راسها وهي تغتصب ابتسامة ،لتصيح رقيه بغضب جامح
-مستحيل ..دا عايزني خدامه .
اقتربت فادية منها وضمتها ،مسدت على خصلاتها قائلة
-وأنتِ صدقتيه ياروكا…
همست رقية بحيرة
-مش فاهمة
ابتسمت فادية بظفر وقد استحوذت على انتباه رقية
-ادهم بيحبك… مشفتهوش كان هيتجنن عليكي ازاي ..دا جابني على ملا وشي علشانك… هو في واحد عايز يتجوز وحدة يقول اجيب المأذون دلوقت ..وكمان يربط نفسه بوحدة لمجرد شفقه…
ابعدتها فادية قائلة وهي تتطلع لعيونها المُسبله
-لا ياحبيبتي ..لو شفقه هيساعدك مش يتجوزك ….
لمع الرفض بمقلتي رقية وتنهدت مُشيحه برأسها لتسألها فادية
-أنتِ بتحبيه… ؟
طال الصمت ،تتخبط بين نعم ولا… بين مشاعر عشق تحفظها له ومشاعر عضب منه…
لتنتشلها فادية متابعة
-انا عمري كدبت عليكي ياروكا
همس رقية بضعف
-لا طبعا…
ابتسمت فادية وهي تزيح خصلات رقية خلف أذنها مُقره
-وانا بقولك أدهم بيحبك ،وطالما بتحبيه خلاص… اه هو هيكابر فالاول بس يابنتي الحب هو الي بينتصر فالاخر… مفيش قوة بتغلبه… وافقي ياروكا ..وحاربي علشان حبك ياحبيبتي… أدهم يستاهل وأنتِ تستاهلي تعيشي وتفرحي وأنا عارفة عمر فرحتك ماهتكمل الا بوجوده ..
فكري كويس قبل ماتضيعي كل حاجه… وترجعي تندمي ..
تركت فادية كلماتها مُعلقه وغادرت تاركه المجال لرقية لتفكر جيداً .
*************
-يعني ايه مشيت من زمان ومتعرفيش حاجه عنها
هتف بها شريف وهو يهاتف جميلة ،لتجيبه بغضب
-معرفش هو انا هراقبها… روح دور عليها فالشوارع ..
اغلق شريف الهاتف لاعناً عناد أمل وتسلط جميلة… واثناء غوصه داخل افكاره رن هاتفه وحينما طالع الرقم اجاب بسرعة
-باشا
ليأتيه صوتا خشناً قاسيا
-ازيك ياشريف…
هتف شريف بتملق زائف
-بخير…
قاطعه قائلا بحسم وقوة
-فلوسك وصلتلك
هتف شريف بإمتنان خالص
-تمام ياباشا…
-تستاهل ياشريف بعد الي عملته ،
-كلها اوامر معاليك وتوجيهاتك…
-ضحك الشخص قائلا
-وأنت بردو تعبت ولا ايه ..؟ ولا خلاص خدت على كده ..يا راجل ارحم صحتك ..قهقه بصوت عالي ليجيبه شريف
-ربنا يدينا الصحة ياباشا… وندوق
ليجيبه الآخر بضحكة متشفيه
-انت تدوق وغيرك يلبس ياشريف .
-يستاهل ياباشا… كان عامل فيها خَيير ..وبعدين دا حبيبي وكان لازم اخدمه .
ضحك الأخر متابعاً
-حبيبنا كلنا… خدمنا وخدمناه… وربنا يكون فعونه خبطتين فالراس توجع ..
هتف شريف بحيرة
-تقصد ايه ياباشا
اختفت ملامح ضحكة الأخر ليجيب بغضب
-مش شغلك ياشريف ومتسألش كتير… ومتنساش الطلبيه الجايه تكون تمام والا ..
ليفرك شريف رقبته قائلا بخوف
-والا ايه ياباشا متقلقش كله تمام .
-تمام ..لفظها الآخر وبعدها اغلق الهاتف…
**********-
طبع أدهم قُبلة على مقدمة راس رقية قائلا بعشق
-مبروووووك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك رد

error: Content is protected !!