روايات

رواية لن أحررك الفصل الأول 1 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الأول 1 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الأول

رواية لن أحررك الجزء الأول

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة الأولى

جواد الغمري…. 35عام يلقب بالجوكر
قوي شخصية حاد المعاملة ذات طباع
صارمة !!!…….. مظلم الطباع والقلب !!…

بسمه محمد 25عام المهنة محامية ناجحة… الشخصية رقيقة القلب ….عنيدة أوقات متسرعة القرارات….. عصبية في بعد الأحيان…

عزيز التهامي ….٥٧عام …بين عزيز عداوه
قديمة مع زهران الغمري …..وأيضاً منافس له
في تجارة السلاح !!…
رامي التهامي 33عام ابن عزيز الوحيد…..شخصيه
مستهتره فاشل في كل شيء !!…

زهران الغمري السن ٥٥ عام …عم جواد ليس لديه اولاد ….شخصيه ماكره مثل الثعلب له اساليبه الخاصة لسير الامور كما يريد……
لميس ٤٥ سنه.. شخصية
انتهازية تعشق المال ولمظاهر الخادعة …..زوجة زهران الغمري حديثاً….

سيف الغمري ٣٠ عام شقيق جواد يمتلك بعد صفات
شقيقه حاد الطباع قاسي جداً فظ الحديث أحياناً…
يعمل مدير عام في احد شركات الغمري….
اسيل الحسيني 25 …شخصية طيبة القلب ولكن ساذجه في بعد الاوقات…هوايتها والمهنه
(الرسم )ابنة عمة جواد وسيف….

أنعام لطفي 79والدة زهران الغمري… شخصية قوية
صلبة الطباع ولقلب كل مايشغل بالها هو اسم العائلة
ومكانتها في المجتمع الراقي….

دول شخصيات الرواية الأساسية..

 

 

 

 

 

 

 

 

🦋البارت الاول🦋

“حاسس انك مش مرحب بوجودي في بيتك
ياسراج ياخويّ ”
هتف زهران بجملته وهو يجلس على مقعد المكتب
امام سراج شقيقه الأكبر…..

رفع سراج عيناه وهو يزفر مستاءاً بحنق منه..
“انت عارف ومتاكد أنا مش مرَحب بوجودك ليه
هنا ….”

تطلع زهران للناحية الآخرة بضيق… ليغير مجال الحديث….
“خلينا في المهم انا عايز ابيع العمارتين اللي في الساحل وكنت عايزك تخلص ليا الإجرات بما انك محامي كبير وفاهم في القانون…. “

اتسعت عينا سراج بدهشة وهو يرد عليه…
“تبيع إيه يازهران… ده آخر حاجه في املاك ابوك
انت ناسي ان العمارتين مش ملكك لوحدك… “

رد زهران سريعاً …
“عارف انهم مش ملكي لوحدي وانك ليك فيهم
زي ما ليا تمام ….لكن انا داخل صفقه كبيره
ومحتاج سيوله عاليه…. “

ابتسم سراج بسخرية قال…
“صفقة إيه….. سلاح….. “

نهض زهران بقوة من مقعده وهو يوليه ظهره
متصنع الدهشة بخبث….
“سلاح؟… سلاح إيه بس يازهران…. استغفر الله ياجدع انا فاتح شركة استيرد وتصدير ومعايا توكيلات لناس كبيره اوي في البلد جوا مصر وخارجها كمان….. أنت ناسي أخوك بيشتغل في إيه ….”

أشعل سراج سجارته بغضب وهو ينهي الحديث قال..
“مهم حاولت تضحك عليا مش هتقدر يازهران انا عارف عنك كل حاجه لكن ساكت عشان خاطر الدم اللي بيجمعنا……”
تنهد سراج باسى وهو ينهي الحديث معه ….
“خلاصت الكلام اللي بيني وبينك انا مش هفرط
في اخر حاجه سبها ابوك لينا انا مش موافق على البيع يازهران….. “

صاح زهران فجأه بغضب….
“يعني إيه مش هتوافق…. بقولك محتاج سيوله الصفقة كبيره المفروض تساعدني مش تغرقني… “

نهض سراج وتحدث امام وجه شقيقه بغضب وخزي
“لو بتكلم عن المفروض اعمل إيه فلازم تعرف ان المفروض أبلغ عنك بما اني راجل بمثل القانون وبترافع عن الحق وبنصر المظلوم ولمجرم عندي عقابه الحبس ولعداله هي اللي بتحدد نسبة عقابه…. وللأسف قدامي مجرم من لحمي ودمي ماشي في سكه ضلمه وسوده….. ونهايتها معروفه … “

لوى زهران شفتاه بامْتِعاض قائلاً…
“كفايه فلسفه يامحامي الغلابه….. وخلينا في المهم
لو معاك فلوس تشيل العمارتين وتديني حقي انا موافق….”

 

 

 

 

 

 

 

 

“وانا قولتلك اني مش هبيع…. “

نظر زهران له بشر وهو يجز على أسنانه بغضب
“يعني ده اخر كلام عندك….. “

رد عليه سراج سريعاً
“بظبط…. ده اخر كلام مابينا… “

أبتعد عنه زهران سريعاً متوجه للخارج بضيق
وعيناه بركتين من اللهيب المُشتعل بالغل…..
وضع يده على مقبض الباب وكادَ ان يخرج
ولكن نداه سراج بخشونة وأمر….
“زهران….. “

استدارا له زهران بعينان غاضبة ولكن متسائلة

بادله سراج النظر وهو يتابع الحديث بأمر حاد….
“ابعد عن جواد وسيف ….ولادي مش شبهك وبعيد
اوي عن سكتك …..”

أبتسم زهران بحقد….
“ولادك هم ولادي ياسراج ولا عشان ربنا حرمني
من الخلفه بقيت بتستخسر فيه حب ولادك ليا… “

لوى سراج شفتيه باستياء…
“انت عارف انا بتكلم عن إيه كويس اوي.. فبلاش
اللف والدوران….. “

وقبل ان يفتح زهران ألباب ألتفت له قال بصوت
هادى ولكن يشوبه التهديد….
“لو عايز نفضل أخوات ودم واحد بلاش تقف في طريقي وفكر كويس في موضوع بيع العمارتين
لان الصفقه دي لازم تتم زي مانا عايز…… “

ثم اكمل حديثه بمكر…
“وااه الخواجه الكبير بيحذرك من اخر مرافعه اترفعت بيها ضدد سمير المسيري… وشكله كده
ولله واعلم يعني مش ناوي ليك على خير خاف
بقه على نفسك….. وياريت تخاف على مراتك
و ولادك التلاته…. “

رد سراج بعناد حاد
“سراج الغمري….. ميعرفش إلا الحق…..و وصل
رسالتي للي مشغلك…… قوله ان طول مافيا نفس
هكمل في سكتي مهما كانت النتيجة….”


 

 

 

 

 

وضع السجارة بعصبية داخل المنفضة وانتفض
بحدة قائلاً….
” يعني إيه الفلوس اللي معاك مش كفايه زهران… “

نهض زهران ورآه بحزن مصطنع….
“غصب عني ياخواجه…. انت عارف سراج وتصميمه
مصمم ان ميفرطش في اخر ورث سايبه لينا ابونا.. “

احتقن وجه الخواجة قائلاً بحدة…
“ده كلام فارغ يازهران… اخوك مصمم يتخداني
ومن فتره اترفع ضدد واخد مهم من رجالتي وبعتنا ليه انذار وهو ولا اتأثر …..ولسا ماشي في سكته
ولولا وجودك لكنت محيت اسمه من نقابة
المحاميين…….ولبسته تهمه كمان….. “

أبتسم زهران بمكر وعيون تلمع….. قال بلؤم..
“آنا من رايي تبعت ليه انذار جديد ياخواجه بس
مش بحبر على ورق…… “

نظر له الخواجة بعدم فهم…
“مش فاهم قصدك إيه يازهران…. “

ابتسم زهران بخبث….
“برصاص ياخواجه قصدي إنذار برصاص خوفه شويه……. يمكن يرجع عن اللي في دماغه …. “

بعد عدة أسابيع …..

صاح زهران بغضب….
“احنا متفقناش على كده ياخواجه متفقناش على كده….. “

رفع الخواجة عيناه له ببرود قال….
“وطي صوتك زهران…. بتزعق ليه…. “

صاح زهران اكثر بانفعالٍ…
“بزعق ليه….. انت متعرفش إيه اللي حصل في فيلة
سراج …. “

همهم الخواجة ببرود قال….
“ايوه عرفت فيلة سراج الغمري اتحرقت…. ماس كهربائي مش كده زهران……. “

 

 

 

 

 

 

إتسعت أعين زهران بصدمة…

“انت بتقول إيه ياخواجه انت اللي…. “

قاطعة بحدة ومكر…..
“انا الى إيه ياخبيبي اعقل زهران….. وبلاش تمثل
عليا… انت كنت عايز كده من اول مقترخة
عليا إنذار الرصاص… انت كنت عايزني اتخلص
من اخوك وعيلته وانا خلصتك منهم ببساطة .. فبلاش بقه درما زياده هنا ياخبيبي… عشان احنا
ورانا شغل ولا نسيت…. “

صمت زهران بتوتر وهو يتطلع على الخواجة
بصمت مريب……..

وبعد مرور تسعة عشر عاماً…
——————————————–
“بلاش تسبني ياسيف انا خايفه…. “

نظر لها بخوف وهو يتطلع على المسافة من الأعلى
للأسفل بزعر ويداه تتشبك بيداها برعب من ان
منه تنزلق…..
“امسكي نفسك يأمل امسكي نفسك ياحبيبتي “

نزلت دموعها بخوف….
“مش قادره ياسيف انا حسى اني هموت خلاص…. “

صاح سيف بإصرار وزعر
“مش هسيبك يأمل مش هسيبك…… “

لينزل على رأسه شيئاً ثقيل يجعله يفقد الوعي
سريعاً….. ولكن صوت صراخها في أذنيه كان مثل اللحن الصاخب بقسوة عليه…..

“ااااامل…… اااااامل…. ”
نهض بزعر وبوجه مبلل احمر…. حتى بعد مرور
السنوات لم يتغير الكابوس ولم يقدر على تبديل
الماضي ولم يمحى اي شيء يمر الان في حياته

طرق على الباب جعله يعود من عواصف أفكاره

“مين…. “

“انا شاديه يابيه……الست انعام عايزاك تجهز عشان
الست أسيل مستنيه حضرتك تحت….. “

حك في شعره بضيق….
“أسيل !!….. عايز إيه ؟؟… “

أبتسمت الخادمة قائلة….
“عشان تختار معاها فستان كتب الكتاب يابيه…”

زفر سيف باختناق…..
اليوم سيتم عقد قرآنه على( أسيل الحسيني) ابنة
عمته الغالية والتي توفيت يوم ولادتها في اسيل
لتعيش أسيل مع والدها في دبي مدة لا تقل عن
عشر سنوات ويموت والدها بعدها بسبب وعكه صحية…. وتعود أسيل الى أرض الوطن ويتكفل
برعايتها عمه زهران وجدته أنعام….. ولان بعد فترة قليلة ستصبح(أسيل) زوجته والتي كان يحملها على يداه حين تتذمر عليه…. يعلم ان الفرق بينهم ليس كبير فهو يكبرها بخمس سنوات ولكن لا يرها إلا مثل
أسماء شقيقته…..

تنهد بحزن…. الماضي يحمل الكثير من الأوجاع
له… ولكن هنآك من يحمل اكثر من الاوجاع جعله
مثل الصخرة الصلبة الباردة مع آلجميع……..

هتف سيف من بين شفتيه بشرود…
“جواد….. “

—————————————-
استلقى على بطنه فوق سطح بنية ضخم ومرتفعة
الطول كان ممسك بسلاحٍ كبيراً ويداه على زناد السلاح المصوب في مكانٍ معين… عيناه كانت كالنمر الثاقب وراء هدف محدود…..

خرج ذلك الرجل من شركته وهو يتحدث في الهاتف
بمكر وابتسامة ارتسمت ببشاعة على ثغره….

في نفس اللحظة…..
حدد جواد الهدف بعينان كالنمر الثاقب وأطلق الرصاصة لتصيب قلب الرجل فور خروجها……

ازدحم المكان من حول آلرجل بزعر وصدمة….

ليخرج جواد وسلاحه في حقيبته السوداء
ووجه بارد كاثلج لتذيد نقطة دم اخرة في
أنهار (جواد الغمري )….رفع الهاتف على أذنيه
قال ببرود…..
“علام…….. اتمحى من الدنيا …. “

اغلق الخط ليرمي الهاتف عند اقرب سلة قمامة…

ويمر من امامه رجل يقف بدرجة بخارية على الطريق العام…. ليرمي الحقيبة السوداء على الدراجة قال بخشونة لصاحبها….
“وصل الأمانه….. “

 

 

 

 

 

 

 

بداء يسير بهدوء ليجلس على مقهى كلاسيكي
ومن بعيد تلمح عيناه تجمع الناس حول
الرجل الذي اصيب في مقتله من طلقة رصاص
مجهولة المصدر !!……..

“تأمر بحاجه يافندم…. “

رفع جواد عيناه لشاب الواقف أمامه ليرد عليه
بوجه كصخرة الصلبة….
“قهوة ساده….. “

اومأ الشاب وابتعد عن مرمى عيناه….

أشعل جواد سجارته بسخرية وهو يتطلع على البعيد بدون شفقة…..

ليصدح هاتفه الخاص به !! ….

نظر للهاتف ببرود وهو يزفر بغضب
ليفتح الخط قائلاً بصوتٍ كالوحة الثلج…
“عايزه إيه يانجي…. “

أستمع وهو يرتشف القهوة بتلذذ صخري…
“ممم…. طب خلصتي كلامك…. بصي يا انجي
لم اعوزك هاجي وهتشوفيني غير كده مفيش
وتحذير اخير بلاش أشوف رقمك تاني على ألتلفون…… “

اغلق الخط سريعًا وهي تتحدث إليه…..

رفع عيناه ليجد بعضٍ من النساء ينظرون نحوه باعجاب وهمسات وقاحه تلتقطها أذنيه بمكر…..

هو وسيم ومن يجفل عن ذلك…. يمتلك عيون زيتونية داكنة ألون قاسية وباردة دوماً وهذا ما يجعلها في بعض الأحيان مصدر اعجاب للجِنس الناعم !….

شعر اسود ناعم…. جسد رياضي وقامة طول ضخمه بشره خمرية داكنةٍ قليلاً……ملامح رجولية طاغية بشدة عليه وقسوة وبرود اكتسبهم من رحلة الماضي !!..

وضع النقود على الطاولة…. وخرج من المكان
بعد ان رمى عليهم نظرت احتقار ذكورية…
————————————————–
“اسيل حاولي تكلمي مع سيف اكتر من كده انتي
مش بتتكلمي معاها نهائي….وفردي وشك وضحكي
قدامه حسسيه انك فرفوشه ومش بتحبي النكد
عشان يقرب منك اكتر…..”

كانت تتحدث انعام كبيرة تلك العائلة ام سراج و زاهرن هيَ سيدة من سيدات المجتمع الراقي ومايميزها عن البعض صلابة معاملتها امام الجميع
و اوامرها الصارمة اليهما واهم شيءٍ لديها مكانة العائلة واسمها…..ولكن هذا لا يمنع انها تمتلك قلب
أم تحب احفادها وتخاف عليهم …..

لوت أسيل شفتيها وهي تعبث في الهاتف بقلة صبر
من اوامر جدتها انعام التي لا تمل من وضع اوامرها
ونصائح المعروف دوماً لها ، والتي زادت عن حدها
بعد ان تمت خطبتها لابن خالها (سيف الغمري… )

زفرت بضيق… فهي ستجمع عمرها وحياتها مع شخص مثل سيف الغمري الذي لا يعرف الحديث
قط…. قليل الكلام… غامض جداً… شفرة صعب اختراقها…. شخصية صعب استحواذها…. هي
على يقين ان سيف لا يحبها وليس بينهم اي
حديث منذ طفولتهم ولكن المثير في الأمر
أنه تقبل الزواج منها بدون اي كلمة اعتراض
واحده منه….. ماذا يعني هذا ؟؟….

يجب التحدث معه هذا الأفضل لي وله يجب أن
يفهم مشاعري اتجاهه ومشاعره اتجاهي …كما
يُقال (وضع نقطة البداية قبل النهاية.. )
بعد ازدحام الأفكار لديها فكرة في الحل الأمثل
والذي كانت تعد له منذ اكثر من شهرين….

بعض الشجاعة ياسيل القليل منها فقط….

تنفست بعمق واخرجت زفير عالٍ بعد أن حسمت
أمرها……..

نظرت انعام لها بعدم فهم متسائلة بـ….
“أسيل فهمتي هتعملي إيه مع سيف…. “

ايماءة بسيطة كانت الرد على انعام…

جلست انعام بجانبها على الاريكة الوثيرة….
وهي تربت على يدها قائلة بحنان الأم وبنبرة
صوتٍ حزين…
“اسيل انا عارفه انك قلقانه من ارتباطك بي سيف
لكن صدقيني سيف طيب وجدع وإبن حلال لكن
اللي مر بيه هو وجواد كان فوق طاقتهم… فا هتلاقي
شوية صعوبات في قربك منه…. بس ده مش هيمنع
انك أنسب واحده لسيف الغمري….. “

تنهدت بصمت ماذا تقول لجدتها القلب يهوى غيره
وصعب ارغام المرء على تبديل حبه مهم كانت
الأسباب !! ….

هي ضعيفة وتعلم ولكن ليس عندها الجرأة للوقوف
أمام من اعتنت بها بعد موت والديها، هي
امها الثانية ليست فقط جدتها…. وحتى أن كانت ذات
طباع صارمة ، تظل الأم الثانية لها في هذه آلدنيا

صدح هاتفها بوصول رسالة من شخصاً تحفظه
على ظهر قلبها….. فتحت الرسالة….
“وحشتيني يااسيل…. هنتقبل أمته… “

أغمضت عيناها بألم وهي تغلق الهاتف وعقلها غاب
عن الواقع ليرسم بعد الخطط التي ستخلصها من هذا
المأذق……..

في نفس الوقت دلفت (لميس )زوجة عمها زهران حديثاً….. وهي ترتدي بنطال جينز ملتصق بشدة
على جسدها وبلوزة زرقاء اللون واسعة قليلاً
وتطلق شعرها الأسود القصير حول وجهها..
ولم تنسى لميس وضع زينة وجهها الذي تعد
من اكبر واغلى مستحضرات التجميل !!…

وقفت لميس أمامهم قائلة بتكبر
“هاي يااسيل…. هاي ياانعام هانم… “

لم ترد انعام عليها بل اشاحة بوجهها للناحية الآخرة
باشمئمزاز…

 

 

 

 

 

لترد أسيل عليها بهدوء محاولة ان تتغاضى عن نظرت النفور إليها …. والذي لا تعلم سببها…..
“اهلا يالميس…… على فين كده….. “

ردت وهي تشعل سجارتها أمامهم بوقاحة…
“النادي…. مش رايحه ولا إيه…. “

ردت أسيل بنفي….. وهي تحاول أخراج الحديث من فمها…. فالحديث متعلق بالزواج المنتظر…..
“لا…. اصلي ريحه مع سيف عشان اشوف الفستان
اللي هلبسه في حفلة كتب الكتاب …. “

فغرت لميس شفتيها بتمثيل متقن لتقول بستهزاء
“مش معقول هتشتري فستانك من هنا لا وكمان راحه تلفي ودوري…….. خليني اكلم المصمم الإيطالي اللي بيصمم ليا فساتيني… يصمم ليكي فستان على
ذوقه……”

استغفرت انعام بصوتٍ عالٍ حتى تتوقف زوجة ابنها الشمطاء عن الحديث الذي لا يروق لها ……

ردت أسيل عليها ببرود……
“لا شكراً انا بحب البس من صناعة بلدي…..وبحب البس على ذوقي مش على ذوق حد تاني….. “

رفعت لميس كتفيها وانزلتهم بقلة حيلة قائلة بنعومة
“براحتك كنت بحاول أساعدك…… “

كادت ان ترد اسيل ولكن سبقتها أنعام بوجه مكفهر
“احنا مستغنين عن مساعدتك يامرات ابني… وياريت
قبل متقدمي مساعدتك تسألي أن كنا عايزنها
فعلاً ولا لا.. “

زين ثغر لميس أبتسامة باردة مستفزة
“سوري ياماما انعام ….. مخدتش بالي ….عن اذنكم
بقه لحسان اتأخرت “

خرجت لميس وهي تتمايل في سيرها بدلع مستفز لهم….

تمتمت انعام بضيق….
“جتك موو….. اعوذ بالله من الأشكال اللي بدخلها
عليا يازهران ملقتش غير دي……. “

ابتسمت أسيل بستياء وهي تهز رأسها… فالحقيقة
المدروسة في هذا القصر ان (انعام) صعب تحب
شخص خارج دائرة عائلتها المحدودة…….

دخل في هذا الوقت سيف يرتدي حلّة سوداء
اللون….. تعكس وسامة و رجولته الطاغية عليه…
سيف يمتلك جسد نحيف وطول مناسب
شعر بني عيون بنيه جذابة……. لدى سيف الوسامة
الكافية لسحر عيون بنات حواء به….ولكن هناك
حاجز داخله صعب اختراقه !!…

سلم سيف على جدته ناظراً الى أسيل التي تختلس النظر له بحرج وتردد من ما تنوي فعله……

“عامله إيه يانعام هانم دلوقتي…. “

ردت عليه انعام بحنان….
“بخير ياحبيبي طول مانتم بخير…… “

“ازيك ياسيل….. “

رفعت اسيل عيناها لتجده يتحدث إليها لترد بخفوت
“الحمدلله….. ازيك أنت يا سيف….. “

رد عليها بصوت يكاد لا يصل الى أذنيها ولكن
فهمت انها رد عليها بالحمد كما فعلت…..

نظرت انعام الى سيف وأسيل لتتحدث بنبرة ذات معنى لي اسيل…..
“يلا ياسيل عشان متتاخروش على مشواركم…
وانت ياسيف طول بالك على عروستك لاني واثقه
أنها هطلع عينك لحد ماتختار فستان كتب الكتاب “

حرك سيف شفتيه في ناحية واحدة تدل على عدم
الرضا عن هذهِ الخروجة……..

صعدت اسيل السيارة بجانب سيف نظرت له
قليلاً ثم قالت بتردد…..
“سيف ينفع قبل مانروح اي حته نتكلم مع بعض شويه……. “

نظر لها قال بنبرة خالية من المشاعر
“هنتكلم في إيه…… “

حاولت التحلي بالصبر امام جفاء صوته…
“موضوع مهم لازم تعرفه قبل أي حاجه….. “

لم يرد عليها بل انطلق بالسيارة بصمت وقناع اللا مبالاة يرتسم على وجهه بمهارة !!….
_____________________________________

 

 

 

 

“اصحي يلا ياخالتووو اصحي بقه ….صلاة الجمعه
هتروح عليكي….. “

فتحت بسمة عيناها ذات العسل الصافي بنعاس
وهي تبتسم لابن اختها الوحيد أبتسامة يشوبها
عدم التركيز….
“كريم……عايز إيه….. “

زم الصغير شفتيه وهو يتحدث بقلة صبر مضحكة
“صبرني يارب بقولك الجمعه هتروح عليكي.. قومي
ياخالتو قومي بقه…… “

فتحت بسمة عيناها مرة آخره بتركيز لتجلس على الفراش ليراودها رائحة شيءٍ ما لتحرك انفها
يمين ويسار بإستمتاع ثم سألت الصغير بشك…
“كريم…….. اوعا يكون اللي في بالي…. “

ابتسم الصغير مُجيب إياها بخبث بريء….
“هو رنجه وسردين ممالح….. مش بقولك النهارده الجمعه الفطار ملوكي….”

ابتسمت بسمة عليه وهي تنهض قائلة بذهول ….
“أنت متاكد انك عندك عشر سنين….. “

حرك كريم عيناه للأعلى وللأسفل كاحركةٍ تدل
على التفكير العميق في معضلة صعب حلها….
“اااه الشهاده بتقول كده …..المهم انا رايح اتوضى
ولحق بابا ويلا انتي عشان بعض الاكله الملوكي
ورانا همورك ومحتاج مساعدتك…..”

خرج الصغير وتركها تقف تضحك على طريقته الجدية معها…….غمغمت بطريقة الخالات !!..
“قمر ياخواتي …..شبهي اوي الواد كرمله ده….فينا
من بعض كتير…..”

رصت دعاء شقيقة بسمة الاطباق على سفرة الطعام و التي تفوح منهما روائح الاسماك البحرية المالحة بطريقة تفتح شهية متذوقها ومحب اكلها……..

 

 

 

 

 

“الله الله يارويحك ياام كريم….”

ابتسمت دعاء لزوجها امجد بحب ليقبلها من وجنتها
وهو يقول برضا…..
“تسلم ايدك ياحبيبتي …ويديمك نعمه في حياتي… “

ردت عليه بخفوت….
“حبيبي اللي مدلعني…. ربنا مايحرمني منك
ياامجد… “

“تيرارررررار تيرارررررر…الاكل هيبرد ياجوز اختي مش كده …..”كان هذا صوت بسمة وهي تتقدم
منهم لتجلس أمامهم مباشرةٍ ……

جلس كريم وهو يهمس لي بسمة بمزاح…
“المفروض يراعو السنجله البائسه اللي بمر بيها…. “

كبحت بسمة ضحكتها وهي ترد عليه بصدمة ومزاح
“انت بتمر بسنجلة بائسه….. “

رد بسرعه….
“ايوه….. “

“انا كده هطلع على المعاش….”

جلست دعاء على سفرة وهي تبدأ بوضع الأكل امام زوجها واختها وابنها الوحيد كريم وهي تتمتم بشك.
“أنتو بتكلمو في إيه….. “

رد كريم سريعاً مقاطع اول حروف بسمة…
“ولا حاجه ياماما…كنت بكلم خالته عن الهمورك
ها نويتي تذكري ليا امته…..”

نظرت له بسمة لتغمز له بمكر قائلة بنبرة ذات معنى…
“اي وقت يا كرملتي…… انا اقدر “

تحدث امجد هذه المرة لها…
“صحيح يابسمه عملتي إيه في اخر قضيه مسكتيها…”

وضعت قطع من الخبز في فمها وهي ترد عليه بسعادة….
“كسبتها طبعاً….”

استغرب اجابتها ….وسالها بإعجاب…
“ازاي عملتيها دول العيال اللي عمل الجريمه دي تحت السن القانوني…..”

نظر امجد الى كريم ومن ثم الى بسمة لتفهم بسمة
سريعاً ان امجد لا يريد ان يذكر جريمة الشباب امام
ابنه….نعم الجريمة مخجلة فهي منتشرة بكثرةٍ منذ
فترة طويلة…(اغتصاب)بين قوسين نرى مجتمع
البعض منه اصبحت الشهوة تحركه ليصبح حيوان
بدون عقل يركض وراء هواه ويدمر من لا يمتلكون إلا الشرف والعرض ، والثوب الأبيض يتناثر عليه دَناسةً صعب تمحى امام مجتمع يرى الانثى عاهره في ضعفها ويرى الرجل له صلاحيات مشروعة ! …

اكملت بسمة الحديث بطريقة عادية ولكن متحفظة
على وجود الطفل بينهم…..
“الموضوع كان في لعب في شهادة ميلادهم…. بس انا حلتها وطعنت في شهادات الميلاد واثبت أنها
مزوره …واتحكم عليهم…..”

ابتسمت دعاء بفخر لبسمة قائلة
“ربنا يقويكي يابسمة وينجحك كمان وكمان انتي طيبه وجدعه وتستهلي كل خير….ده كفايه وقفتك
مع الناس الغلابه ومرفعتك ليهم من غير ما تمدي
ايدك في جَيبهم…..”

نهضت بسمة وهي تمتم بصياح….
“يارب ادعيلي يادودو….امسك قضيه من القواضي
الكبيره وترافع فيها وكسبها وساعتها بقه اسم
بسمة محمد الرفاعي هيسمع في المجال… ومش
هبقى ملحقه على القواضي …..”

نهض امجد وهو يحمل بعض الاواني الفارغة
قائلاً بمزاح…..
“ايوه ودنيا تلعب معاكي وتنسي جوز اختك
الغلبان…..”

حملت بسمة عنه الاواني وهي ترد عليه بنفس المزاح…
“حد ينسى استاذ التاريخ برضه ابويه الصغير….
على العموم ليك نسبه من الأرباح…..”

ضحكت دعاء وهي ترد عليها بمكر…
“واخد بالك ياامجد بسمه بتوزع نسبة ارباحها
وزمان العشر جنيه اللي في جيبها بتزغرت….”

دخلت بسمة للمطبخ مُجيبه بمشاكسة ….
“عشر إيه انا مش فقيره لدرجادي هم سبع ونص في جيب البنطلون ….. “

هتف كريم بصياح عالٍ
“خالتوو السبع ونص دول يلزموني….”

ردت عليه وهي تحضر الشاي….
“اياك ثم اياك تفتح الخزنه ازعلك…. المهم مين هيشرب شاي بنعناع…. “

 

 

 

 

 

ردت دعاء عليها….
“اعملي دور لينا كلنا….. بس خلي كوبية كريم خفيفه
وصغيره….. “

“اوك….. “

وضعت بسمة صنية الشاي في صالون لترفع عيناها
على التلفاز وتجد خبراً ما في تلفاز….

(علام خفاجه رجل الأعمال المشهور يتلقى رصاصةٍ مجهولة المصدر أمام باب شركته الـ***التي تعد واحده من احد الشركات التي يمتلكها …قد تم نقله الى المشفى صباح اليوم ولكن جثه بدون روح !! ان لله وان إليه راجعون … )

انتفض قلب بسمة سريعاً وزعر أحتل جسدها كلياً

لاحظ امجد تغير ملامحها والحالة التي سيطرة عليها
ليسالها بقلق….
“مالك يابسمه انتي تعرفي الراجل ده….”

نظرت دعاء الى التلفاز لتتذكر شيءٍ مهم….
“ده علام خفاجه…. ده كان صديق بابا من ايام الجامعه وتردد علينا بعد وفاة بابا في كذا زياره لكن اختفى فجأه ورجع تاني ظهر من فتره قريبه في مكتب بسمه…… “

توترت بسمه أكثر وهي تستأذن منهم لدخول غرفتها

اغلقت الباب بالمفتاح…. وفتحت خزانة ملابسها
بمفتاح خاص فتلك الدرفه تخفي بها
اهم ملفات العمل…… مسكت الملف المنشود وتفقدته للحظات وعيناها تجري على احد الاسماء المهمه والمسجلة فيه…. بعض الأسماء الكبيرة من به
من المفترض انهم مثال المجتمع الراقي والعطاء
بكل نقطة دم فداء الوطن وشعبه كما كانوا
يتحدثون امام عدسات الصحافة !!…

بعض الاسماء الكبيرة والأرقام الهائلة لي عمليات
كبيرة تحتوي على أسلحة غير مرخصة دخلت
البلد بطريقة غير قانونية ……اسماء كبيرة تعرفها
ولاخرة تجهلها… ولكن شد تركيزها اسمين هما

(زهران الغمري)

(جواد سراج الغمري)

فلاش باااك…

 

 

 

 

 

علام بتوتر وهو يضع الأوراق امام مكتب بسمة
“خلي الاورق دي معاكي يابسمه ….”

رمت بسمة نظرة على الاوراق بتمعن قبل ان
تسأله بفضول….
“اي الاوراق دي ياأستاذ علام ….”

مسح علام حبات العرق بتوتر قائلا
“دي امانه يابسمه يابنتي تقيل اوي عليكي
بس غصب عني انتي الوحيده اللي مستحيل يدوره
عليها عندك…..الاوراق دي قصدها روحي وروح اي
حد يمتلكها….. “

اتسعت عينا بسمة بتوتر…
“معقوله لدرجادي ….يبقى لازم نبلغ البوليس….”

وضعت يدها على الهاتف بجانبها سريعاً …ليمنعها علام بتوتر …..

“لا البوليس لا… “

راقبت بسمة بشك توتره وكلماته المتناثرة بزعر…

اكمل علام حديثه مخفف من نبرته القلقه باخره
هادئه….
“البوليس هيعرف بس مش دلوقتي يابنتي….كلها يومين…. يومين بس وهاخد الامانه منك ..ولو حصلي حاجه هيجي اللي ياخد الامانه منك
ويسلمها بنفسه للبوليس ….عشان انا مش عايز احطك في صوره لانك مش قد الناس دي ولا قد شرهم…وبلاش تفتحي الأوراق دي يابسمه لو عايزه تكملي حياتك بسلام…. “

نظرت له بسمة بتراقب من تهديده الصريح ..وكانت تود لو ترفض إخفاء تلك الأوراق …ولكن روح المحامية المغامرة استحوذ عليها لتجد نفسها في نهاية تخرج تنهيدة استسلمت للأمر الواقع وانتظار اليومين كما اخبرها…

باااااك….

أغمضت عيناها بخوف من القادم من تحت هذه
الأوراق … غمغمت بحسم….
“لازم اخلص من الأوراق دي وسلمها لمكانها المناسب
انا مش مرتاحه للي بيحصل ده…. واكيد في حاجه
غلط من الاول…. “


 

 

 

المارة ببرود….. وصوت صراخ من الماضي يدوي في أذنيه بإصرار حتى إنه ظن انهُ صم سمعه وغير قادر على سمع غيره !!!….

ولكن طرق الباب ودخول احد رجاله جعل
الرشد يعود إليه…..

“عملت إيه ياسيد….. “

تحدث جواد ومزال على وضعه وكأن لم يدخل احد
عليه …..

رد الآخر بعملية وصوت خشن……
“الورق موجود عند واحده محامية اسمها بسمة محمد الرفاعي…. محامية على قدها ودايما ببترافع
عن قواضي الناس الغلابه ومعظمهم بدون مقابل مادي….. والغريبه انها بتنجح في اي قضية تدخلها بشهادة آلناس وعايشه مع أختها الكبيرة استاذه
في مدرسه حكومية…وجوزها كمان استاذ تاريخ
في نفس المدرسه وعندهم ولد واحد عنده عشر سنين….. والمحامية دي فتحه مكتب صغير كده
في قلب الحاره اللي عايشه فيها….. وده آلملف
اللي فيه معلومات اكتر عنها وعن حياتها من اول ماتولدت …..”

نظر للبعيد ببرود وهو يرد عليه…
“تمام سيبه عندك وخد الباب في ايدك…. “

خرج آلرجل…. ليتنفس جواد بقلة صبر من مسألة أخذت اكبر من حجمها معه…….

جلس على المكتب وفتح آلملف… لتقابله صورة هذه الفتاة….. التي تبتسم بسعادة للحياة
وعيناها ذات العسل الصافي تلمع بأمل نَقي
ملامح وجهها تدل على طموح وحلم رُسمَ بريشة فنان…. وشعرها الأسود المنساب بتألق يحكي قصيدة غزل خاصه بها وحدها ولم يكن هناك منافس لها !! …

أبتسم بسخرية وهو يقرأ أسمها…..

“بسمه محمد الرفاعي…… يترى هتيجي بلين ولا هتحصلي صاحب الأمانه اللي معاكي….
.يتبع..

اترك رد

error: Content is protected !!